*زهر الليلك*
23-12-2022 - 12:48 am
قال الهيثم:خرجت في سفر على ناقة،فأمسيت عن خيمة أعرابي،فنزلت،فقالت ربة الخباء:من أنت؟فقلت:ضيف،فقالت:وما يصنع الضيف عندنا؟إن الصحراء لواسعة.ثم قامت إلى بُرّ فطحنته،وعجنته وخبزته،ثم قامت تأكل ،فلم ألبث أم جاء زوجها،ومعه لبن فسلم ثم قال:من الرجل؟قلت:ضيف،قال: أهلاً وسهلاً،حياك الله وملأ إناء من لبن وسقاني، ثم قال: ما أراك أكلت شيئاً ، وما أراها أطعمتك ،قلت:لا والله ، فدخل عليها مغضباً وقال:ويلك أكلت وتركت الضيف،قالت: وما أصنع به أطعمه طعاني، وزاد بينهما النقاش فضربها حتى شجها، ثم أخذ شفرة وخرج إلى ناقتي فنحرها وقال:والله لا يبيت ضيفي جائعاً ثم جمع حطباً وأجمع ناراً وأقبل يشوي ويطعمني،ويأكل ويلقي إليها ويقول:كلي،لا أطعمك الله، حتى إذا أصبح تركني ومضى، فلما تعالى النهار، أقبل ومعه بعير لا يسئم الناظر من النظر إليه، وقال: هذا مكان ناقتك، ثم زودني من ذلك اللحم،ومما أحضره وخرجت من عنده،فمضى الليل إلى خيمة أعرابي، فسلمت فردت صاحبة الخباء عليّ السلام: وقالت: من الرجل،قلت :ضيف، فقالت: مرحباً بك،حياك الله وعافاك، ثم عمدت إلى بر فطحنته وعجنته وخبزته، ثم روته ذلك بالزبد واللبن ووضعته بين يدي ومعه دجاجة مشوية،وقالت: كل وأعذر،فلم ألبث أن أقبل أعرابي كريه المنظر،فسلم فرددت السلام،وقال: من الرجل؟ قلت ضيف: قال: وما يصنع الضيف عندنا؟ ثم دخل إلى أهله وقال: أين الطعام وقال: أين الطعام، قالت: أطعمته لضيف، فقال: أتطعمين طعامي للأضياف،ثم تكلما فضربها فشجها،فجعلت أضحك فخرج إلي وقال: وما يضحكك؟؟ فأخبرته بقصة الرجل والمرأة اللذين نزلت عندهما قبله فأقبل علي وقال: إن هذه المرأة التي عندي أخت ذلك الرجل،وتلك المرأة التي عنده أختي...فنمت متعجباً من هذه المفارقات...
حلوه.......