الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
ليتك قربي
25-10-2022 - 04:14 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد ,
و على آله وصحبه أجمعين ..
لقد تأملتُ الذين نتعامل معهم , فوجدت أن أحسن و ألطف وأحنّ من يعاملنا
هو الله تعالى , إي والله ..
لاحِظ أن الواحد منّا قد يشتهي معصيةً معينة ثم يعزم ويقرر على أن يفعلها ,
ومع هذا فإن الله تعالى لا يمنعه منها , ولو شاء سبحانه لأمر جندياً من جنوده
أن يقطع عليه الطريق , وعندها يستحيل عليه أن يفعل تلك المعصية ,
ولكنه سبحانه حليم , صبور ..
يتركه وشأنه , فإذا بدأ الإنسان بمباشرة المعصية فإن الله تعالى يقوم بسترهِ
ويمنع الناس من الإطلاع عليه .. لماذا ؟؟
حتى لا ينفضح أمره رحمةً منه ورأفةً بحال العبد , فإذا انتهى العبد من المعصية
فإن الله تعالى يدعوه إلى الرجوع إليه , بل ويكافئه بأن يبدل تلك السيئة إلى حسنات .
والله لا يمكن لأحد أن يعاملك بتعامل أكثر حناناً ولُطفاً من تعامل الله لك
إن لم يرجع العبد بعد المعصية ؟
الله تعالى يمهلهُ فترة أحياناً قد تصل إلى سنوات , فقط لكي يرجع ..
لعله أن يرجع إلى ربه , لعله أن يتوب , ويستمر إلى هنا بدعوة عبده
إلى التوبة في كل يوم
نعم , الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار , ويبسط يده بالنهار
ليتوب مُسيء الليل ..
يحدث هذا في كل يوم , فإذا استجاب العبد في يومٍ من الأيام ورجع وتاب ,
فرح الله تعالى بعبدهِ فرحاً شديداً أكثر من فرحة العبد نفسه برجوعه إلى الله ..
سبحانك كيف أنك أنت الملك المُستغني وتفرح إذا رجع إليكَ عبدٌ من العبيد ,
مع أنه هو الذي يحتاج إليك سبحانك
فكيف لا نحب من يعاملنا بكل هذا اللُطف والحنان ؟
لهذا سمّى الله نفسه الودود , وهو فعلاً ودود ليس كمثله شيء ..
والآن .. سؤال ( كيف تتعامل مع الله إذا سترَكْ ؟ )
ربنا سبحانه كثيراً ما يسترنا , يفعل هذا كثيراً سبحانه ,
فكيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟
أولاً : قبل كل شيء ,اقبل هدية الله التي أعطاكَ إياها
الستر هديةٌ منه سبحانه , فإن بعض الناس لا يسترهم الله تعالى ,
فإذا سترك الله فاقبل هديته , لا تردها عليه
قد يقول قائل : كيف أردها ؟
بعض الناس يردّها بفضح نفسهِ
تفضح نفسك وتُجاهر بالمعصية ؟! الستر هدية , الستر
عطيّة لا يصحُّ أن أردّها
هذا سوء أدب مع الله عزّ وجلّ , فلنقبل عطيتهُ بأنه سترنا
ما الفائدة بأن يفضح الإنسان نفسه ؟ حتى أن بعض الناس يتحدث بعد سنوات
عن أشياء ربما تاب عنها في صِغَرِهِ و شبابه ..
ما الداعي أن يذكرها الآن وقد ستره الله عزّ وجلّ ؟
بعض الناس سيقول : كل الناس يتحدّثون عن ماضيهم وأفعالهم
سبحان الله .. أهذا مُبَرّر يعني ؟
لو أنه ذهب إلى بلد كل الناس يكشفون فيه عوراتهم تماماً والعياذ بالله ..
فهل سيكشف عورته معهم ؟!
لا .. سيسترها طبعاً
حسناً .. كما أصرّيت على ستر الجسد , فاستر الروح والنفس أيضاً ,
فإنها والله أهم منه . سبحان الله .. انظر إلى حِلم الله وصبرهِ على خلقهِ !
فسبحان الله .. انظر إلى حِلم الله عزّ وجل ّ وصبرهِ على خلقه ِ !!
كيف أن العبد يُسيء إليه سبحانه بمعصية وهو سبحانه القوي الملك مع هذا يُقابل الله تعالى
إساءته هذه بأن لا يزعجهُ , لا يُزعج العبد فلا يفضحهُ ويعطيه الستر الذي يحتاجه العبد ,
الستر شيء غالي ومع هذا فإن العبد فوق معصيته يزيدُ الأمر سوءاً بأن يرفض هذه العطية
, ويتحدث أمام أصحابه ويفتخر بأني فعلتُ كذا وكذا
سؤال : هذا الذي فضح نفسه وأصرّ وردّ عطية الله بالستر ..
ماذا سيحدث له ؟
سيعامله الله تعالى بما يستحق .. كيف ؟ !
انتبه معي , لو أن إنساناً أخطأ وفعل فاحشةً من الفواحش وأراد الناس أن يُعاقبوه ,
فقام أحدهم فسترهُ ووضعه داخل بيتهِ لكي يستره , فما كان من هذا الشخص
إلا أنه أخذ صوره أثناء الفاحشة ووزعها , وضعها على الإنترنت ونشرها على كل الناس
, ماذا سيفعل صاحب المنزل ؟ !
لا شك أنه سيطردهُ !
سبحان الله .. أستُرُكْ , فتُعاند وتفضح نفسك !
هذه ردّة فعل طبيعية لكرامة صاحب المنزل بسبب سوء أدب هذا الشخص
حسناً .. إذا كانت هذه ردّة فعل مخلوق لأنه أُهين ,
فربنا سبحانه أعزّ وأكرم وأجلّ وأعظم ..
فبالمقابل إذا تعامل العبد مع ربهِ بهذه الطريقة فإن ربنا تعالى يُعافي كل الناس
يوم القيامة إلا هذا الشخص المُجاهر الذي رفض سِتر الله تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين،
وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه،
فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا و كذا، وقد بات يستره ربه،
ويصبح يكشف ستر الله عنه }
متفق عليه
أسأل الله أن يُعافينا وإياكم وأن يستُرنا وإياكم سبحانه
وهنالك تعامل ذكي , وهو من حُسن تعاملك مع الله إذا سترك
في معصية أن تُطيعهُ في الخلوة وأنت لوحدك حيث لا يراك أحد ,
كما أنه ستركَ في الخلوة عندما لم يراكَ أحد ,
فكذلك هنا .. أطِعهُ بالخلوة .. فتصدّق بالسر مثلاً ,
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( صدقة السر تُطفئ غضب الرب )
صحيح
اقتراح آخر مثلاً .. اركع بعض الركعات بالليل حيث لا يراك أحد ,
لا يحس بكَ أحد .
اعمل عمل خير و اجعلهُ مستمراً طوال حياتك و لو كان بسيطاً ,
ولو كان إطعام حيوان مثلاً , ولكن بالسر لا يعلم بذلك أحد ,
فقد كان الصالحون يستحبّون أن يكون للرجل خبيئةٌ من عملٍ صالح
لا يعلم بها أهل بيته ولا زوجته ولا أحد
وأيضاً من حسن تعاملك مع الله إذا سترك أن تُحافظ على هذا الستر .
حافِظ عليه
لا يصلح أن يكون هذا الستر مؤقتاً .. سنة أو سنتين ثم تنفضح !
لا . لابد أن يستمر هذا الستر طوال الحياة الدنيا , فحافظ على هذا الستر
حسناً .. كيف أحافظ عليه ؟؟
افعل أشياء معينة تجعل ستر الله عليك يستمر
ما هو هذا الشيء ؟
إنه الشكر .. اشكر الله على سترهِ , اشكرهُ على هذا الفعل
الجميل الذي أوصلهُ إليكْ ,
حينها سيبقي الله ستره عليك , بل لعلّك لو احتجتَ إلى شيءٍ من هذا الستر
في المستقبل
فإن الله تعالى سيزيدُ من سترهِ عليكْ لأنك شَكرته يقول الله تعالى :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } سورة إبراهيم : 7
ويمكنك أن تفعل شيء آخر يُديم ستر الله عليك , و هو يُعتبر من حُسن تعاملك
مع الله إذا سترك , وهو أن تستُر عبيدهُ فلا تفضحهم
افعل مع الخلق بالضبط كما فعل الخالق معك , حتى غير المسلم
إن استطعتَ أن تسترهُ فافعل .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة )
رواه مسلم
الله .. تخيل أن يقف الإنسان يوم القيامة والناس من حوله قد نظر إليه الأولون والآخرون ,
وهو خائف من أن ينكشف للناس عيبه , خائف أن ينكشف للناس
عيبهُ الذي طالما كان يُخفيه عنهم في الدنيا ..
ذلك الفعل الذي لم يقُله لأحد , يخاف الفضيحة يوم القيامة ..
تخيل أول مرة في حياته يرى أباه آدم .. ينفضح أمامه يوم القيامة !
أول مرة يرى موسى عليه السلام , أول مرة يرى عيسى عليه السلام ,
أول مرة يلتقي بآل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين..
أول مرة يرى النبي صلى الله عليه وسلم .. ينفضح أمامه .. صعبه , صعبة !
وهو الآن يعلم أن الله قد يسترهُ وقد يفضحهُ .. ممكن أن ينكشف ,
وممكن أن يُستر عيبهُ
فجأة !! فإذا ربنا سبحانه يختار له الستر . بل ورد أنه يقول له : سترتها عليك
في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه
وينطلق إلى الناس ويبشرهم : { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }
سورة الحاقة : 19
ويُريهم حسناتهِ وقد ستر الله سيئاته ثم يذهب فيدخل الجنة
ولم يعلم بفضيحتهِ أحد
ما الذي حدث ؟
لماذا أعطاني الله كل هذا ؟
أتذكُر تلك اللحظة في الدنيا عندما سترتَ شخصاً وما فضحتهُ ,
مع أن الشيطان حاول بك مراراً أن تنتقم لنفسك لكنك لم تفعل
الآن أنتَ تجني ثمرتها .. الحمد لله
والله هذا من أحلى المشاعر التي يمكن أن يحس بها الإنسان يوم القيامة ؛
أن يدخل الجنة وهو مسرور
أسأل الله أن يسترنا وإياكم وأن يغفر لنا وإياكم وأن يجمعنا وإياكم في جناته
جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
أسأل الله ذلك , وإني متفائلٌ به إن شاء الله , والحمد لله رب العالمين
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟


التعليقات (9)
ليتك قربي
ليتك قربي
مقدّمة
أبدأ بسم الله مستعينا .. راضٍ به مدبرًا مُعينا
والحمد لله الذي هدانا .. إلى طريق الحق واجتبانا
أحمده سبحانه و أشكره .. ومن مساوئ عملي أستغفره
و أستعينه عى نيل الرضا .. و أستمد لطفه فيما قضى
و بعد أني باليقين أشهد .. شهادة الاخلاص أن لا يعبد
بالحق مألوه سوى الرحمن .. من جل عن غيب وعن نقصان
وأن خير خلقه محمدا .. من جاءنا بالبينات والهدى
الله .. أجلّ اسم وهو سبحانه أجمل مُسمّى لهذا الاسم ..
الله ..أصدق كلمه .. و أقوى عبارة
مسكنها الأرواح وتقر بها العقول وتنطق بها الألسنة ..
الله .. معنا وحولنا .. يسمع الهمسات ويلبي الدعوات
ويستجيب للنداءات على اختلاف اللغات ..
الله .. يعاملنا بالحسنى .. مع فائق التقصير منَّا
يعاملنا بإحسان على اختلاف ديانات بني الإنسان ..
فكيف نتعامل نحن معه جلاَّ جلاله .. كيف نتعلم نحن مع الله جلاَّ ثناه ؟؟
هذا ماسنقدمه في هذه السلسلة الطيبة المباركة ..
سلسلة { كيف تتعامل مع الله ؟ }
نسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل .. ونسأله القبول..
وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
صلاة دائمة أبدية وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..
كيف تتعامل مع الله ؟؟ أهم سؤال نسمعهُ في حياتنا كلها ,
لأنه توجد أشياء كثيرة معنا في هذه الحياة ,
لكن أهمّ من نحيا معه في هذا الكون هو الله .
الله .. الله هو أجلّ اسم وهو سبحانه أجمل مُسمّى لهذا الاسم ,
هو أحسن من يعاملك ولن تجد أحداً أحنّ
ولا ألطف و لا أفضل من الله تعالى إذا تعامل معك ..
والغريب أننا لا نشعر بذلك مع أنه سبحانه في كل يومٍ يعاملنا
بأنواع كثيرة من التعامل الحسن .. مرة يسترنا ,
مرة يُفرِحنا , مرة يرحمنا , مرة يعطينا , مرة يسقينا ,
ولا ينتظر منّا جزاءاً ولا مُقابلاً ؛ لأننا أصلاً لن نستطيع
أن ننفعهُ بشيء .
ما هو الشيء الذي نملكه ولا يملكهُ هو ؟ لا يوجد ..
إذاً لماذا يفعل الله لنا كل هذا ؟؟
لأنه الودود سبحانه , الذي لا حدود لمودّتهِ , الكريم الذي لا مُنتهى
لكرمهِ ولا مثيل لحسُن تعامله مع خلقهِ ,
مع أنه هو الغنيّ عنهم وهم الفقراء إليه .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فاطر :
فإذا كان الذي يُعاملنا وفي كل يوم بهذهِ العَظَمة وهذه الرحمة
وهذا الكرم , فوالله لابد أن نعرف كيف نتعامل معه ؟!
أنا لا أتكلم عن التعامل العام فكلنا يعامل الله في كل يوم
بالعبادة والذكر , لكن هناك تعاملات دقيقة يجب أن نُحسن
فيها الاختيار تجاه بعض الأفعال التي تكون منه سبحانه .
فكيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟؟
إذا سترك الله يجب أن تقبل هديته , ما هي هديته ؟
وكيف أقبلها ؟
كيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟ وحتى لو سترك الله فربما
ينزع هذا الستر عنك بعد مدة معينة , ولكن توجد أشياء
لو فعلتها ستجعل هذا الستر لا يُنزع عنك حتى في القيامة كيف ؟
كيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟
. .
أنت تتكلم مع الناس في كل يوم , لكن كيف تتعامل
مع الله إذا كلّمته ؟
توجد طريقة معينة للكلام مع الملك سبحانه , إذا اتقنتها فسوف
يستجيب الله لك كل طلباتك , بل ربما يعطيكَ أكثر
أحسن منها لأن الله لا يستجيب لأي أحد , وأغلب الناس
لا يعرف هذه الطريقة ولا يطبقها , ألا تحب أن تكون
أنت من النادرين الذين يطبقونها ؟ كيف تتعامل مع الله إذا كلّمته ؟
ألم نتساءل مرة كيف نتعامل مع الله إذا غَضِبْ ؟
غضب الله شديد وإذا وقع على شيء دمّرهُ تدميراً كاملاً ,
وأنا أخاف أن يغضب الله علي , ولا أدري أصلاً
هل هو الآن غاضب علي أم لا ؟
فإذا كان غاضباً مني فكيف أتعامل معه سبحانه ؟
ربنا جلّ جلاله إذا غضب فإنه يحب منك أن تفعل أشياء
معينة إذا فعلتها سينطفئ غضبه سبحانه , ليست التوبة فقط !!
يوجد تعامل آخر يحبه الله تعالى , هذا التعامل هو بالضبط ما
يجب عليك أن تفعله وعلى عجل قبل أن يحدث أي
شيء , عندها سينطفئ غضبه سبحانه .
بالمناسبة : ربنا سبحانه يرضى بسرعة , أشياء بسيطة ترضيه
لكن السؤال : كيف تتعامل مع الله إذا غضب ؟
إذا رضيَ سبحانه فإنّ كثيراً من الناس يظن أن المهمة قد انتهت ,
لا . اهتمامك بكيفية التعامل مع الله إذا
رضي مثل اهتمامك بالتعامل مع الله إذا غضب ,
لأن الوصول إلى رضا الله هذه مرحلة , والاستمرار على
الرضا هذه مرحلة أخرى .
أصلاً كيف أعرف أن الله تعالى راضي عني الآن أم لا ؟
هنا السؤال : كيف تتعامل مع الله إذا رضي ؟
وتوجد مرحلة أعلى من مرحلة الرضا , توجد مرحلة راقية
لا يعطيها ربي إلا للقليل من عباده فقط ,
إنها مرحلة الحب , أ ن يحبك الله , فتصبح أنت حبيب الله
وتصبح محبتك منتشرة في السماء فتصل إلى كل
من يعيش هناك من ملائكة ثم تنتقل إلى الأرض فيحبك الناس .
لماذا ؟؟ لأن الله يحبك .
لكن المشكلة أن بعض الناس لا يعرف كيف
يتعامل مع الله إذا أحبّه ؟
نعم .. كيف تتعامل مع الله إذا أحبّك ؟
دائماً الإنسان يحب أن يزور حبيبه , وقد جعل الله لنفسه بيتاً
في الأرض أسماه المسجد يذهب إليه أحباب الله ليقفوا
بين يديهِ في هذا البيت . ولكل ملكٍ أصول ومراسم يجب
أن يعلمها من أراد أن يدخل عليه .
كيف تتعامل مع الله إذا دخلتَ بيته ؟
يقول أحد الذين عرفوا أسرار الدخول على الله في بيته ,
يقول : والله لمّا طبّقتها كأني أدخل المسجد لأول مرة .
كيف تتعامل مع الله إذا دخلتَ بيته ؟
مُنذ إن ولِدَ الإنسان وحتى هذا اليوم يوجد شعور معين
يمرّ عليه بين فترة وأخرى يسمّى ( الحياء )
يعتريه بين فترة وأخرى , الحياء أحياناً يكون هذا الشعور
تجاه الوالدين , أحياناً يحس به مع مديرهِ , أحياناً مع شخص
ربما لا يعرفه . هذا عادي أن يحدث , وإلى الآن لا يوجد
شيء غريب في الموضوع , ولكن العجيب
العجيب هو أن الله تعالى
أحياناً يستحي منّا !! إي والله , ربنا يستحي منّا ؟!
أنا والله ما كنت أعلم ذلك , لولا أني قرأتُ حديثاً عظيماً
من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..
ما هو هذا الحديث ؟
وكيف أتصرّف إذا استحى الله مني ؟
كيف تتعامل مع الله إذا استحى منك ؟
....
هذه المواضيع هي فقط بعض ما سنطرحهُ وربما تُطرح
لأول مرة تحت عنوان
كيف تتعامل مع الله ؟
فما هي إجابة السؤال ؟
....
رابط جاهز للطباعة
الحلقة (1)

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..
أهم سؤال في حياتك كلها هو كيف تتعامل مع الله ؟
وأنا أريد أن أن أبدأ بالجواب عليه لكني لا أستطيع ,
لأني قبل أن أدخل في كيفية التعامل مع الله فإني أحتاج أولاً أن أعرف من هو الله ؟
كثير من الناس إذا فاجأته بسؤال من هو الله ؟ فإن بعضهم سيقول :
هو الخالق هو الرازق .. نحن نعرف ذلك .. ولكن .. هل هذا كل ما نعرفه عن الله ؟!
إن الإنسان كلما زاد علمه بالله كلما زادت خشيته وزاد في تحسنه في تعامله مع ربه
قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } فاطر : 28
فكم تعرف عن الله ؟
الله تعالى في السماء لا يعرف حقيقة ذاته إلا هو ..
ماذا عساي أن أقول لك عن عظمة الله .. يكفي أنه لا يستطيع أحد أن يراه الآن ..
ولو رآه أي شيء في هذه الحياة الدنيا فإنه سينهار تماماً .
أقوى الأجساد المخلوقة الآن لا تقوى أن تنظر إليه ..
فإذا كانت ذاته بهذه العظمة والقوة لدرجة أن من يشاهدها
يتلف وينعدم لمجرد الرؤية ..
فكيف بحقيقة هذه الذات .. كيف بالصفات الجليلة التي اتصفت بها ذات الله !!
لهذا فإن ربنا يعلم ذلك ويعلم أن أحبابه متشوقون جداً لرؤيته ..
لأنهم كثيراً ما كانوا يسمعون عنه وكثيراً ما كانوا يتعلمون عنه وعن عظمته وعن جماله
وهم يريدون الآن أن يروا هذا الجمال ..
لهذا فإنه سبحانه سيقوي أجسادهم يوم القيامة ويعطيها من القدرة ما يمكنها من رؤيته سبحانه .
لماذا ؟؟ .. لكي تنال هذه الأجساد رؤيته بلا تلف في ذواتهم .
لماذا ؟؟ .. لأنهم ضعاف أمام رؤية هذا الإله الجليل الكبير العظيم .
وذات الله تعالى لها صفات اتصف بها سبحانه وهي كاملة لا يوجد لها مثيل
في أي شيء آخر ولا في أي مكان آخر .
والمخلوق قد تكون له صفة تشابه الخالق بالاسم فقط ..
مثال : ربنا سبحانه حيّ , وله الحياة الكاملة , والمخلوق له حياة أيضاً .
لكنها حياة خاصة به ليست كحياة الله
ولا يوجد أي نوع من أنواع الشبه بين الحياتين أبداً .
ولا حتى تقارب بسيط
فلم يحدث ولا مرة واحدة أن تشابهت صفة من صفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق .
فمن هو الله ؟؟
الله سبحانه إله جميع المخلوقات ولن يجدوا إلهاً غيره .
هو المتكفل بهذه المخلوقات وحده , يدبِّر شؤون مملكته الواسعة
التي تشمل السماوات والأرض . ولا يساعده في ذلك أحد
ومنذ أن خلق الله أول مخلوق وإلى أن ينتهي هذا العالم فإن الله هو الوحيد الذي يرزق ,
هو الوحيد الذي يملُك , هو الوحيد الذي يأخذ ..
وصفاته هذه قد علمنا الله منها وأخبرنا عنها .
لكن توجد صفات لله لم يخبرنا بها ولا نعلمها ولا يعلمها احد .
بل استأثرها الله في علم الغيب عنده .
من شدة عظمة الله أنه لم يستطع أحدٌ أن يحيط علماً بكل عظمته أبداً ..
ولا أحد
إلا واحداً هو الذي أحاط بها علماً .. إنه الله ..
فإنه لا يعلم حقيقة الله كاملة إلا الله ..
كما أن العين عضو من الأعضاء , لا يستطيع النظر إلى مسافة معينة
أبعد من هذه المسافة . وكما أن الأذن عضو من الأعضاء
لم يستطيع السماع إلا لمسافة معينة ,
كذلك العقل عضو من الأعضاء لا يستطيع فهم إلا أشياء معينة
توجد أشياء كثيرة أكبر من العقل لا يستطيع أن يتخيلها ولا أن يتصورها
أولها : الخالق .. فإنه لا يمكن لأحد أن يتصوره قبل أن يراه يوم القيامة ..
ولله المثل الأعلى ..
ربنا سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى : 11
ولا يستطيع أحد أن يتصوره أو يتخيله .
بل كل من تخيل الله على شيء فربنا سبحانه على خلاف هذا الشيء الذي تخيله .
حتى لو بقي الإنسان مائة عام لا يفعل شيئاً سوى محاولة تصوُّر الله على حقيقته
فإنه لن يستطيع .
وكل النتائج التي سيتوصل إليها ؛ ربنا سبحانه في الحقيقة على خلاف هذا كله .
لأنه سبحانه عنده من العظمة والجلال والجبروت مالا يمكن تصوره ولا يمكن تخيله .
والله إلى يومنا هذا لم يُثنِ أحد الثناء المُكافئ لهذه العظمة ,
وكل من حاول أن يُثني أو أن يحمد أو أن يشكر بقوله أو بفعله ,
من الملائكة والأنبياء ومن الخلق جميعاً .
فإنهم إنما اقتربوا من الثناء الذي يستحقه الله تعالى .
وإلا فالوحيد الذي أثنى على الله الثناء الذي يكافئ عظمته هو الله نفسه فقط ..
هو سبحانه عندما أثنى على نفسه ..
ولو جمعنا ثناء الناس جميعاً وعبادات الخلق جميعاً ,
عبادة جبريل , عبادة ميكائيل , عبادة ابراهيم عليه السلام , عبادة نبينا صلى الله عليه وسلم ,
عبادة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
من أول ما بدأ الخلق إلى آخر من يموت يوم القيامة ,
جمعناها ثم ضاعفنا هذه العبادات جميعاً أضعافاً كثيرة وقدمناها إلى لله ..
لما كافأت ولما قاربت صفة واحدة من صفات الله
التي تليق بعظمته التي يستحقها هو فعلاً سبحانه
نعم .. من الملائكة من هو راكع لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة ,
من الملائكة من هو ساجد لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة .
يسبِّحون ويتعبّدون , ثم إذا قامت القيامة قالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .
قال تعالى :
{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الزمر : 67
إذاً الفضل له سبحانه إذا تقبل عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة
وبعض الرياء أحياناً .
وقد سبقنا هذه العبادة بذنوب ثم ألحقناها بذنوب أخرى ,
لكن مع هذا هو يتفضّل ويقبل العبادة إذا كانت خالصة لوجهه الكريم
مع أن عباداتنا لا تنفعه بشيء ولا يحتاج منها بشيء ؛
بل نحن الذين نحتاج إن نرتاح في هذه العبادة إذا أدّيناها ..
ونحن الذين سنستمتع فيها إذا طبّقناها ..
ونحن الذين سندخل الجنة ونحس بالسعادة الخالدة هناك .
و أما هو فلن يستفيد منّا بشيء .
بماذا يمكن أن نفيده نحن وهو الغني ونحن الفقراء إليه ؟
و مع هذا فإنه سبحانه يُغنينا ويسقينا ويكرمنا ويهدينا ,
وإذا احتجنا فإنه يعطينا . بل إنه يحب أن نطلب منه ,
وكلما طلبنا أكثر فإنه سيحبنا أكثر .
لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقول .
وهذا من جمال أفعاله , حيث إنه جمع بين جمال الأفعال وجمال الذات سبحانه
إنك لو سألت عن إلهنا . فإن إلهنا الذي نعبده جميل
ما هو جماله سبحانه ؟ من هو إلهنا ؟؟
إلهنا هو ذاك الإله الجميل , بل أجمل ما في الكون هو الله ..
ولهذا سمّى نفسه الجميل .
وهو فعلاً جميل يحب الجمال كما اخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
ويكفي في الدلالة على جماله
أن كل جمال في النباتات أو الجمادات أو البشر أو الحيوانات
هو من أثر جمال من صنع هذا الجمال . لأنه فعلاً جميل
ولهذا كانت أعظم نعمة لأهل الجنة
أن يكشف لهم عن جماله لكي يرونه في الجنة
لكي يروا هذا الجمال الذي لم يروا مثله من قبل,
قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة : 22 / 23
فكل من رآه سيسعد وسيفرح فرحاً لم يمر عليه في حياته من قبل أبداً ؛
لأن الله سبحانه هو الذي خلق السعادة ..
السعادة من خلقها ؟
الله هو من خلق السعادة
وعلى هذا فسيعطيها لمن جاء إليه وتقرب بين يديه
ولن يعطيها لمن ابتعد عنه .
و كلما اقتربت من الله أكثر كلما زادت هذه السعادة أكثر .
ولهذا جعل الله الجنة قريبة منه في السماء السابعة لأنها مستقر السعادة .
وكلما ارتفعت في درجات الجنة أكثر , اقتربت من الذات الإلهية أكثر .
حسناً .. إلى متى ؟
إلى أن تصل إلى أعلى مرحلة في الجنة وهي الفردوس الأعلى .
وهذه هي أسعد منطقة في الجنة .. وسقفها عرش الرحمن
ألم أقل لك أن السعادة في القرب منه سبحانه لأنه هو منتهى السعادة .
قال تعالى: { عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } النجم
ومع كل هذه العظمة والجلال
فإن أكثر من يُعصى ومن يُخالف ومن يُعرض عنه هو الله .
هل رأيت أحداً في الأرض يُعصى أكثر من الله عزّ وجل ؟!
لا يوجد ..
مع كل هذا فإنه سبحانه يعطيهم ويسقيهم وإذا مرضوا يعافيهم
لأنه حليمٌ عليهم صبورٌ على من يعصيه من خلقه .
لدرجة أنه سمّى نفسه الصبور .
بل لو تاب أي عاصي إلى الله ورجع إلى الله فإن الله يفرح به فرحاً شديداً
أكثر من فرحة العبد برجوعه إلى الله .
سبحان الله كيف أن العبد هو من يحتاج إلى الله والرب مُستغنٍ عنه كامل الاستغناء
ومع هذا فإن الله يفرح برجوع عبده إليه ويكرمه غاية الإكرام .
فليس العجب من العبد المملوك إذا كان يتقرب إلى السيد
ويتودد إليه ويريد رضاه !!
هذا هو الأصل ..
لكن العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذي يتودد إلى عبده ويتحبب إليه
بأنواع من العطايا والهدايا والعبد يُعرض ويُصِّر على الابتعاد وعدم التوبة .
مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى لاستحى الله منه .
ربنا يستحي أن يردك إذا طلبته .
هذا هو إلهنا .. هذا الذي لا نريد إلهاً غيره ..
هذا ربنا الذي نُعَلِّقُ آمالاً كثيرة على رحمته ومغفرته يوم القيامة .
فإذا كان إلهنا بكل هذه الصفات .. فكيف نتعامل مع هذه العظمة ؟!
كيف نتعامل مع الله ؟؟
رابط جاهز للطباعة
من هو الله ؟

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على آله وصحبه أجمعين ..
هل رأيت أحداً في حياتك يوقد ناراً عظيمة لمدة ثلاثة أيام ثم بعد ذلك يُلقي ابنه فيها ؟ !
طبعاً لا يمكن .. حسناً . استمع إلى هذا الحديث :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه صبي فجعل يضمه إليه - يعني هذا الرجل يضم ابنه إليه –
فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( أترحمه ) ؟ قال : نعم
فقال عليه الصلاة والسلام : ( فالله أرحم بك منك به وهو أرحم الراحمين) رواه البخاري
انتهى كلامه صلوات ربي وسلامه عليه
إذاً الله تعالى أرحم من أن يلقيك أنت في النار
الله أرحم من ذلك
فكيف نتعامل مع هذه الرحمة ؟ !
وهذا سؤال مهم جداً يجب أن نعرف إجابته ولكن قبل ذلك يجب أن نسأل أنفسنا :
كيف نحصل على رحمة الله ؟؟ !!
أبشِر أخي الكريم , أبشري أختي الكريمة
الحصول على رحمة الله سهل يسير لأن الله تعالى وسعت رحمته كل شيء
وأما غضبه , فلم يَسَعْ كل شيء .. لأنه هو الذي قال سبحانه : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الأعراف : 156
وهذا الذي يليق بشأن أرحم الراحمين . ولولا ذلك لكنّا جميعاً خاسرين هالكين
كل من رحمك من أهلك وأحبابك فالله تعالى قد رحمك أكثر منهم
فهو الذي أرسلهم إليكِ رحمةً بك . ولو جمعت رحمات الخلق جميعاً التي وصلت إليكَ في حياتك كلها , لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع !
ولن يفوق أحدٌ رحمة ربي سبحانه أبداً .
ولا يمكن للواصفين أن يُعَبِّروا عن جزءٍ يسير من رحمة الله التي نشرها في أرجاء مملكته سبحانه .
ولهذا فهو سبحانه قد رفع شأن رحمته في عين الخلق . يقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي ) رواه البخاري
الله أكبر .. لاحِظ أنه كيف جعل هذا الكتاب عنده فوق العرش
وقد كان يمكنه أن يضعه في السماء الدنيا أو على رأس جبل من الجبال لكنه لم يفعل بل جعله عنده تشريفاً وتعظيماً لشأن الرحمة
فلماذا تيأس من رحمة الله ؟! .. لماذا ؟؟
إذا كانت رحمة الله قد وسعت كل شيء .. فكيف لا تسعُكَ أنت ؟ !
وسعت من هو شرٌ منك .. قتل تسعاً وتسعين نفساً , ثم كمّل المائة بعابد ..
مع هذا .. وسعته رحمة الله , وأنتَ ما قتلتَ أحداً . فكيف لا يرحمك ؟ !
الكون كله من أوله إلى آخره مملوءٌ برحمة الله , كامتلاء البحر بالماء , وامتلاء الجو بالهواء
فقل ما شئت عن رحمة الله .. فهو فوق ما تقول
وبعدها تصوّر ما شئت عن رحمة الله , فإنها فوق ذلك ..
قد يقول قائل : كيف أحصل على رحمة الله ؟ !
إنه ليس بينك و بين رحمة الله إلا أن تطلبها منه .. وهو سيعطيكَ إياها ..
لأنه هو وحده الذي يملكها . قال تعالى : { مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا } فاطر : 2
من شدة قرب رحمة الله منك , فليس عليك سوى أن تظن بالله أي شيء تحب أن يفعله الله لك ,
هو سيكون لك عند حسن ظنك , سيفعله لك .. أي شيء نحبه ؟؟
نعم .. أي شيء تحبه تظن بالله أنه سيرحمك .. فهو سيرحمك
تظن أنه سيعتقك من النار , سيعتقك من النار
تظن أنه سيدخلك الفردوس الأعلى .. سيدخلك الفردوس الأعلى
لا توجد أي مشكلة .. الأمر أبسط مما تتصور
هذا ليس كلامي .. هذا كلامه هو سبحانه , هو الذي قال ذلك عن نفسه
وإلا أنا ما الذي يدريني عن كل هذا !!
استمع إليه سبحانه وهو يقول ذلك عن نفسه في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه إذ يقول :
( قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , فليظن بي ما شاء ) انتهى كلامه سبحانه
وليست المسألة احتمال .. يعني يستجيب لي أو لا يستجيب لي
لا , يقين تام .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي
وإذا فعلت ذلك أعطاكَ أكثر مما ترجوه وتريده منه , لكن .. بشرط .. أن يكون رجاء وليس أماني !!
ما الفرق بين الرجاء والأماني ؟ !
الرجاء معه عمل , أرجو رحمته مع امتثالي لأوامره
أما الأماني فهي ظنون بلا امتثال للأوامر ولا شيء
ومن رحمته سبحانه أنك تحس بهذه الرحمة وهي تضمّك وتغمرك فشعورك أصلاً بوجودها رحمةٌ بحد ذاتها
هذا في الدنيا .. أما في الآخرة فلنا أملٌ كبير بالله أن يرى الخلق منه رحمة لم تخطر لهم على بال ..
من العفو والمغفرة والرحمة والغض عن بعض الهفوات والزلّات
إن الخلق يعقدون آمالاً كبيرة على غير ذلك .. وبالطبع عليهم أن يعملوا هم أيضاً لكي يحصلوا على ذلك ..
وهذا هو الشرط الذي اشترطه الله تعالى عندما قال :
{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } سورة طه : 82
طبّق الشروط وأبشر بالرحمة ..
أما إذا كان الإنسان بعد هذه الرحمات والأبواب المفتحة إلى الآن وهو يصر على المعصية وعدم الدخول في هذا الباب العظيم من الرحمة ..
بعد هذا كله خسر رحمة الله التي تبدّل السيئات إلى حسنات وخسر رحمة الله التي وسعت كل شيء ولم تسعُ هو ؟!
هذا فعلاً لا يستحق أن يُرحم
بعد كل هذا .. ماذا يريد أكثر من هذا الكرم ؟! ماذا يريد ؟ !
فإن قلت لي كيف أقترب من رحمة الله ؟
أخي الكريم , أختي الكريمة : إذا وصلتَ إلى مرحلةٍ ترحم فيها الناس وتعطف عليهم , فرحمة الله فعلاً ستكون قريبة منك , وليست قريبةً فقط !
بل قريبةً جداً ؛ لأن النبي صلى الله عليه سلم يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض , يرحمكم في السماء ) رواه الترمذي
فإذا لم يفعل الإنسان ذلك فلن يُرحم .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم , لا يُرحم ) رواه البخاري
هذه هي رحمت ه و هكذا يجب أن نتعامل نحن معها
ختاماً .. أرجوكم .. نودُّ فعلاً أن نجتمع نحن وإياكم جميعاً تحت رحمته يوم القيامة
فلنتعاهد الآن على أن نسعى قدر الإمكان في هذه الحياة الدنيا على تحصيل تلك الرحمة ؛
لنلتقي بإذن الله معكم في جناتٍ ونهر . .
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا ..
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا رحمك ؟

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..
ربنا تعالى حليم , كريم , عليم , وهو بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم
ولكنه سبحان إذا غَضِب على شيء , فإن غضبه يكون شديدا .. يقول الله تعالى :
{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيد ٌ } البروج : 12
وإذا غضب الله على عبدٍ فسيغضب عليه كل شيء
لاحِظ في سورة الفاتحة لمّا ذكر الله الغضب قال سبحانه : { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ }
لم يقل غير الذين غضبتُ عليهم , مع أنه قال قبلها : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }
لكن في الغضب اختلف الأمر , قال : غير المغضوب عليهم (جمع) وليس ( مفرد )
لماذا ؟ لأن الله تعالى إذا غضب على عبدٍ ؛ فكل شيءٍ سيغضب عليه
الملائكة ستغضب عليه , السماوات ستغضب عليه , الجمادات , النباتات , كل شيءٍ سيغضب عليه ..
حتى الحيوانات ..
يقول أحد الصالحين : ( والله إني لأعرف أثر معصيتي إذا تغيرت أخلاق دابتي و زوجتي )
إي والله .. حتى البهائم تحس بذلك .. لهذا قال تعالى : غير المغضوب عليهم
وأحياناً .. يتنازل بعض الناس فيُغضب الله لكي يُرضي بعض الأشخاص .. يفعل شيئاً ممنوعاً أو محرماً لكي يُرضي مسؤوله
في العمل .. لكي يُرضي زوجته .. لكي يُرضي زبون .. سبحان الله
هؤلاء الناس الذين يحاول أن يرضيهم هم أنفسهم سيغضبون عليه
هذا ليس كلامي .. هذا كلامه هو صلى الله عليه وسلم حيث قال :
( من التمس رضا الناس بسخط الله ; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) رواه ابن حبان
سبحان الله
فإذا غضب الله على شيء فلن يُفلح أبداً ولو فعل ما فعل .. إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب
وإذا زاد الإنسان من إصراره على المعصية كان غضب الله تعالى أقرب و أشدّ ..
حسناً .. كيف أرفع غضب الله عني ؟ ! كيف أتعامل مع الله إذا غضب ؟؟ هذا هو السؤال !
ربنا سبحانه مع أنه غاضبٌ على العبد .. إلا أنه يمهلهُ .. يحلم عليه
مع أن هذا حقه سبحانه .. يقتص ممن عصاه فورا ً والآن
هذا حقه .. إلا إنه يعطيه فرصة .. هذه الفرصة تسمى مرحلة الإمهال , وهي مرحلة مؤقتة .. تعتبر محاولة له
لكي يُرضي ربه بسرعة قبل أن يحدث أي شيء
فمن كان منّا يعيش هذه المرحلة الآن فليستغلها حق الاستغلال .. وينتهز الفرصة قبل أن تنتهي هذه المرحلة .. لأن هذه المرحلة
.. مرحلة الإمهال إذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام
وإذا غضب الله على العبد فإنه لا ينتقم منه مباشرةً .. بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم .. ويتركه مع أنه غاضب عليه ..
لعلّه أن يرجع , لعله أن يترك معصيته
سبحان الله .. قد يكون ربي غضبان على العبد و العبد لا يشعر .. وبعض الناس له سنوات وهو يعيش في غضب الله
و الذي يبقيه على قيد الحياة حلمه سبحانه , لأنه صبورٌ على الناس سبحانه .. صبورٌ , حليم
فإن قال قائل : كيف أعرف .. هل الله عز و جل غضبان علي أم لا ؟ !
الجواب بسيط .. إذا كان العبد مُصراً على المعصية فيُخشى عليه والله أن يكون ربنا غضباناً عليه .
وإلا فالله تعالى ليس له ثأرٌ ليأخذه من عبده كما يقول ابن القيم
و لو أهلك الله عباده جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً , بل إن رحمته سبحانه تسبق غضبه كما حكم هو بذلك
جلَ في علاه حسناً .. ماذا سيحدث إذا انتهت مرحلة الإمهال ؟
إذا انتهت مرحلة الإمهال , فستبدأ مرحلة الانتقام .. أعوذ بالله .. وهي مرحلة صعبة جداً ولها أشكال عديدة يختار الله
منها ما شاء .. كل عاصٍ بما يناسبه حسناً .. من كان في وسط غضب الله ماذا يفعل ؟
عليك الآن أن تعلن حالة الطوارئ التامة بسرعة قبل أن يحدث أي شيء
تقول : ماذا أفعل ؟ إذا أحسستَ أن الله غضِب عليك توجد طريقة تُذهِب هذا الغضب عنك بحيث يعود الرضا إليك
بعد أن فقدته
الحل :
أن تبحث عن أحدٍ يُخلِّصُكَ من هذه الورطة , ولن تجد أحداً يُخلِّصكَ إلا هو سبحانه .. هو الذي سيخلِّصك من
هذا الغضب كل شيءٍ تَفِرُّ منه عنه , إلا الله .. فإنك تفِرُّ منه إليه
قال تعالى : { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } سورة الذاريات : 50
أرأيت كيف التعامل مع الله يختلف تماماً عن التعامل مع غيره ؟ !
لكن كيف هو سيخلصني ؟! كيف ؟ !
سيخلِّصك من غضبه إذا لجأتَ إليه هو وحده ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك )
متفق عليه
فتستعيذُ به منه , بلا واسطة ولا شيء وهذا لا يوجد مع أي أحد آخر إلا مع الله .. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أذكى الخلق وأكثر معرفة بالله وكان يستخدم هذا الأسلوب في دعائه : ( أعوذ برضاك من سخطك ) رواه مسلم
طبعاً .. هكذا تكون الدقة في اختيار الكلمات
قال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } غافر : 60
قل له , كلّمه , بكل مشاعرك وأحاسيسك .. كلّمه من كل قلبك .. قل له : يا رب لا تغضب عليّ . يا رب ارضَ عني .
يا رب ليس لي سواك .. قل له : يا رب إن لم يكن بك علي غضبٌ فلا أُبالي
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت .. كلّمه .. قل له : لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين
صدقني سيرضى عنك .. صدقيني سيرضى عنك ِ أنتِ أيضاً
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيب ُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } البقرة : 186
فإذا لم نطلب منه ذلك ولم نسأله أن يرضى عنّا , فسوف يزيدُ غضبه سبحانه
قال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يسأل الله , غضِب الله عليه ) رواه الترمذي
وربنا سبحانه يعلم ذلك .. يعلم أن العبد إن لم يطلب منه فسوف يغضب عليه
والعبد لا يطيق هذا الغضب ولا يقدر عليه
توجد مشكله أخرى .. وهذه تحدد سرعة انتهاء مرحلة الإمهال
وهو أن الذنب وإن كان صغيراً فإنه سيصبح أعظم وأشد إذا كان في مرحلة الغضب
يقول بعض الُحكماء : كما أن الأجسام تعظُم بالعين في السراب , كذلك يعظُم الذنب عند الإغضاب
طبعاً .. لأن من يكون راضي عنك يحتمل منك أخطاء قد لا يحتملها إذا كان غاضباً منك
وإذا أتى الحبيبُ بذنبٍ واحدٍ *** جاءت محاسنه بألف شفيعِ
وهناك أمرٌ مهم يجب أن تعرفه عن الله
اعلم أنه سبحانه يرضى بسرعة .. يرضى بقليل سبحانه .. هذا لكرمه وفضله وإلا فهو سبحانه يستحق الكثير
لكن لكرمه فهو يرضى بالقليل وبسرعة أيضاً
في لحظة واحدة تتوب إليه فيتحول غضبه إلى رِضا .. بل أكثر من ذلك إنه سيفرح .. إي والله سيفرح
سيفرح بك أكثر من فرح الناجي الذي نجا من الهلاك المحقق , فحاول أن ترضيه بالأشياء التي يحبها هو سبحانه
مثلاً النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( صدقة السر , تُطفئ غضب الرب ) رواه الطبراني
وتأكد أنه هو سبحانه يريد أن يرضى عليك أكثر مما تريد أنت أن ترضى عنه
قال تعالى : { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَن
يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا } سورة النساء : 27 / 28
ولكن بلا فائدة .. ربنا سبحانه لا يطرد الناس من رحمته !
فأحياناً.. العباد أنفسهم هم الذين يطردون أنفسهم من رحمة الله !
نعم .. بعض الناس مُصِّر , كأنه يقول لابد أن أدخل النار .. مصِّر على أن يغضبه سبحانه , وإلا فهو سبحانه لازال يدعوه
في كل يوم .. يريد منهم أن يرجعوا إليه وهو لا يريد أن يغضب عليهم , يريد منهم أن يعودوا إلى محبته وإلى مرضاته
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبسط يده باليل ليتوب مُسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل,
حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم
نعم .. إنه يفعل ذلك في كل يومٍ سبحانه
ألم يحدث مرة أنهم قد أخبروك أن والدك قد غضب عليك .. أو أن المدير يريدك فوراً وهو غاضب فخِفتْ , وأصبحت تفكر
وتقلق وتتوتر .. فلما دخلت عليه وكلمته هدأ غضبه وأصبح يضحك .. في تلك اللحظة لمّا ضحك ستُحِسُّ بشعور رائع مُريح
.. أتعرف هذا الشعور !!
أنا متأكد أنك تعرف هذا الشعور .. وقد مر فيك من قبل .. تعرف ماذا أقصد
ما رأيكم أن نشعر بهذا الشعور ولكن .. هذه المرة ليس مع المدير .. مع من هو أهم من المدير .. أهم من الوزير ..
وأهم من الناس جميعاً .. إنه الله
أنا متأكد أيضاً بأن هذا الشعور يوم القيامة سيكون في صدرك أحلى وأجمل بأضعاف مضاعفة عن الشعور به في الدنيا
إي والله .. عندما تقف في أرض المحشر تنتظر الحكم الذي سيحكمه عليك يوم القيامة .. فيُنادى باسمك لكي تقف بين يدي الملك ,
فإذا هو ربٌ رحيم رحمن .. وهو راضٍ ليس غضبان
كيف سيكون شعورك ؟!
كنت خائف أن هو غاضب .. لكن هو راضي
أنا متفائل جداً بأن هذا هو ما سيحدث لنا جميعاً إن شاء الله
ولكن دعونا نرضيه الآن قبل أن يحدث أي شيء
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا غضب ؟

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..
النعيم الموجود في الجنة لا يوصف , عجيب !!
وإذا دخل أهل الجنة الجنة فإنهم يكلمون الله تعالى ويقولون له : ربنا أعطيتنا ما لم تُعطِ أحداً من العالمين ..
فيقول : لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا .. أي شيء أفضلُ من هذا ؟! فيقول : رِضايْ ..
فلا أسخط عليكم بعده أبدا لن تحصل على نعمةٍ أجَلّ ولا أعظم ولا أحلى من رضوان الله تعالى
فإذا كنتَ أنت ممن رضي الله عنه .. فهنيئاً لك وبارك الله لك في هذه العطيّة
بقي أن نعرف ماذا يجب علينا أن نفعله الآن بعد هذه النعمة العظيمة !
كيف تتعامل مع الله إذا رَضِي ؟؟!!
في البداية لو سأَلَنا سائل فقال : كيف أعرف هل الله عزّ وجلّ راضي عني أم ليس براضٍ عني ؟!
بعض الناس يربط رضا الله عزّ وجلّ بعطاء الدنيا , فإذا رأوا إنساناً أُعطيَ مالاً أو منصباً , قالوا له :
الله يحبك ..
أعطاكَ كذا وكذا أو إذا رأوا إنساناً مثلاً نجا من مصيبة .. قالوا فلان نجا بأُعجوبة .. ربنا يحبه ..
ما دخل الدنيا بمحبة الله ورضاه ؟!
لو كانت الدنيا هي علامة الرضا .. لمَا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينام على الحصير ,
ويرقع ثوبه بنفسه , وتمرُّ عليه ثلاثة أشهر غالب طعامه فيها التمر والماء
إذاً ما هي علامة الرِضا ؟
إذا رأيت الله تعالى يُسَهِّلُ لك فعل العبادات , وترك المحرمات , وأنّك تزيد في إيمانك وقربك
من الله تعالى ..
فهذا دليلٌ على تزايد رضا الله عنك فالمسألة سهلة بسيطة .. إذا كنتَ على طاعة .. فالله راضٍ عنك ..
ولماذا يغضب عليكِ !؟
ولكن بشرط ! .. أن يكون ذلك مع رجاء وحسن ظن بالله عزّ وجلّ بدون اغترار
كيف بدون اغترار ؟؟
بعض الناس إذا أحسّ بفضل الله عليه ومنّته بالطاعة و الهداية .. بدأ يغتَرّ و يأمن وكأنه قد أُعطي
خطاباً من السماء بأنه من أهل الجنة . فيعتبر نفسه من خواص المسلمين وليس من العوامْ ,
ويرى في نفسه فضلاً وصلاحاً .. ولعلّه لا يتكلم بذلك , لكنّه يحسُّ به ,
هذا كله من العُجب والغرور بالله عزّ وجلّ
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }
سورة الانفطار : 6
إذاً ما هو المطلوب ؟!
المطلوب أن تنسب الفضل لله وحده .. فهو الذي له المنّة أن وفقكَ للعمل الذي
هو يرضيه سبحانه
إذاً رضا الله هو منّةً من الله علينا وليس جهداً منّا الله تعالى هو الذي أعطانا هذا الرضا ..
فضلاً منه وليس استحقاقاً
قال تعالى: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ
هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
سورة الحجرات : 17
قد يقول قائل : ربما أهتم بمعرفة كيفية التعامل مع الله إذا غضِبْ ؛ لأني أخشى عقابه
لكن إذا كان الله قد رضي .. فلماذا أعرف كيف أتعامل معه إذا رضي ؟
ما الذي سأحتاجه الآن ؟؟ أنا لا أحتاج شيئاً .. الله راضي عني
لا , أنت الآن تحتاج أن تكون أكثر دقّة في التعامل مع الله .. أكثر من ذي قبل ؛ لأن الوصول
إلى الرضا شيء , والمحافظة عليه شيء آخر
الوصول إلى رضا الله عزّ وجلّ سهل .. ربنا سبحانه يرضى بسرعة ..
لأنه كريم ورحيم .. ولكن الثبات على رضا الله عزّ وجلّ هو الصعب
قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
سورة إبراهيم : 27
سأضرب لك مثال : شخص لا يعرف الوزير ولم يدخل مكتبه قطّ ..
فحصلت له ترقية وعينوه مديراً لمكتب الوزير ..
لا شك أنه الآن يريد أن يتعلم ما الذي يحبه الوزير وما الذي لا يحبه .. وما هي أوقاته المناسبة
إذا أردت أن أدخل عليه , وما هي أوقاته غير المناسبة ..
فإن قال له قائل : انتظر , انتظر .. أنت لم تكن تسأل عن هذه الأمور ولم تكن مهمةً لك في السابق ..
لماذا تحرص عليها الآن ؟!
سيقول له بلا تردد : طبعاً سأهتم بها الآن , أنا حصلت على منصب جديد ولا أريد أن
أخسر هذا المنصب الذي كسبتُهُ !
و لله المثل الأعلى
, نحن أيضاً إذا رضي الله عنّا يجب أن علينا أن نحافظ على هذه المكانة وأن لا نخسرها
حسناً ماذا أفعل ؟
هذا هو سؤالنا .. كيف تتعامل مع الله إذا رضي !؟
أولاً قبل كل شيء , اِرضَ عنه , كما رضيَ هو عنكْ , قال تعالى: { رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }
سورة المائدة : 119
ارضَ بهِ إلهاً لك لا شريك له , فأنت راضٍ بعبوديتهِ وراضٍ بطاعتهِ وراضٍ بأخبارهِ التي حكاها لكْ ,
وراضٍ بدينه
وكتابهِ وبنبيه صلى الله عليه وسلم , إن فعلتَ ذلك سيحدث أمرٌ عظيم .. تدري ماذا سيحدث ؟!
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من رضي بالله ربا و بالإسلام دينًاوبمحمد نبيًا ورسولا
وجبت له الجنة ) رواه النسائي
يُصبحُ من أهل الجنة .. كن هكذا .. قل : يارب الذي تأمرني فيه أنا راضٍ به ,
الذي تنهاني عنه أنا راضٍ بتركه ,
فالذي يُرضك يُرضيني , والذي تحبه أحبهُ ليس هذا فقط .. بل اِرضَ بما قسمه الله لك ..
ارضَ بجسمك , ارضَ بأبنائك , ارضَ بالبلد التي تعيش فيها , ارضَ بمستوى معيشتك ؛
إن استطعتَ أن تزيد في الخير افْعَلْ , لكن في النهاية أنت في تمام الرضا عن الله .
وهذا الرضا عمل ولكنه ليس عملاً للجسد , بل هو عملٌ للقلب , وعمل القلب أفضل
وأهم من عمل الجسد وكلاهما مطلوب فإذا بدأ قلبك يطبّق ذلك فستشعر
بإحساس يسمّى السرور بالله
نعم .. ستشعر بالفرح أول ما تطبق هذا الرضا . يقول ابن القيم رحمة الله عليه :
ثمرة الرضا الفرح والسرور بالرب
تبارك وتعالى والرضا عن الله هو طريق يوصل إلى رضا الله تعالى
ولكنه طريق يتميز بأنه مختصر جداً إذا كان غيرك يعمل الكثير لكي يصل إلى الله ,
فإن هذا الباب يوصلك إلى الله بجهدٍ أقل وحسنات أكثر
من لي بمثل سيرك المُدَلّلِ *** تمشي رويداً وتجيء في الأولِ
يقول ابن القيم
إذا أعطى الله العبد القليل من الرزق , ورضي العبد عن ربه بأنه أعطاه فقط القليل ,
فإن الله تعالى بالمقابل سيرضى عن العبد بالقليل من العمل بحيث يعمل العبد أعمالاً
قليلة ويدخل الجنة .
والجزاء من جنس العمل
أمر ثاني في التعامل مع الله عزّ وجلّ , إذا رضي الله عنك فإن أهم تعامل تحرص عليه الآن
, هو أن تصبر على رضاه , رضا الله عزّ وجلّ يحتاج إلى صبر .. فعليك أن تصبر على أوامرهِ ,
أن تصبر على النواهي , أن تصبر على
أقدار الله المؤلمة , هذا كله يحتاج إلى صبر , والناس في الدنيا يصبرون على أشياء
كثيرة يصبرون على رضا المدير
والمسؤول .. تجد موظف يحضر في كل يوم مبكراً إلى العمل , فقط لكي يُرضي المسؤول
. وينجز الأعمال بسرعة , فقط لكي
يُرضي المسؤول نحن والله من باب أولى أن نصبر على رضا الله تعالى ,
وأن نسرع إلى رضاه
موسى عليه السلام يستعجل بالطاعة ثم يقول: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }
سورة طه :84
مع أن موسى عليه السلام رسول من أفضل الرسل ولكنه مع هذا يستعجل رضا الله تعالى ,
فحتى لو كان الله راضٍ عنك , اسَتعجِل رضاه .. فابحث عن الأشياء التي ترضيه وافعلها
بسرعة مثلاً : اذهب إلى أمك أو أبيك وتأكد بأنهما
راضيين عنك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رضى الرب في رضى الوالد،
وسخط الرب في سخط الوالد )
رواه الترمذي
أيضاً بعد كل أكل وكل شرب احمد الله تعالى .. قل : الحمد لله
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليرضى عند العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ,
أو يشرب الشربة فيحمده عليها )
رواه مسلم
وهكذا .. احرص على أن تحافظ على هذا المكتسب الذي حصلت عليه ,
لأن رضوان الله عزّ وجلّ لا يُعطى لأي أحد , يعني مثلاً لو الملائكة الآن أعطت إنساناً قطعة
أرض في جنة الفردوس الأعلى ..
وهو الآن في الدنيا حصل على قطعة أرض في الجنة ..
هل سيتركها ؟
مستحيل ,, سيحافظ عليها بروحه ودمه حسناً .. رضوان الله تعالى
أفضل من الجنة كلها
هذا كلام الله .. انظر في سورة التوبة عندما ذكر الله نعيم الجنة ماذا
قال في آخر الآية .. قال:
{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَ لِكَ هُوَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وانتهت الآية .. هل لاحظت ؟ رضوان الله أكبر من نعيم الجنة !
تمسّك بهذا الرضوان , لا تترك الشيطان يسحبه من يدك فإنه إذا رأى أن الله تعالى قد رضي عنك ,
أُصيب بغيرة شديدة
واشتعل فيه الغضب والحسد .. لأنه وعد الله من فترة طويلة بأن يُبعد الناس عن الله ,
ويبعدهم عن سبيله , فتركه الله وشأنه ..
تأتي أنت وتفسد عليه خطته !! سينفجر غاضباً, ربنا تعالى يحب ذلك , يحب أن تُغيظ عدوّه
قال تعالى في مدح المؤمنين :{ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَبِهِمُ الْكُفَّارَ } الفتح :29
فلنتعاهد الآن على أن ندخل في رضوان الله تعالى الذي هو منتهى السعادة
موعدنا إن شاء الله .. في الجنة بإذن الله
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا رضي ؟

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..
ما هو شعورك إذا كنت تعيش على وجه الأرض ,
تذهب إلى العمل , تأكل الطعام وتمشي في الأسواق ,
والله تعالى من فوق سابع سماء يحبك؟!
هل بإمكانك أن تستشعر أن الذي يحتاج إليه كل الناس ,
سبحانه قد اختارك أنت من بين كثير من عباده فأحبّك
إنه سبحانه لا يحب جميع الخلق , وأما أنت فأحبك
صدقني , الأمر أعظم من أن تدركه العقول ..
يقول الله تعالى :
{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
سورة المائدة : 54
أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم
لكن أتدرون ما هو العجيب ؟؟
ليس العجب عندما قال تعالى يحبونه ..
لكن عندما قال سبحانه
: يحبهم !
ربي يحبهم .. هو الذي خلقهم ورزقهم وإلى الآن يحميهم
ويعطيهم .. ثم في النهاية
هو الذي يحبهم !
يا من إذا قلتُ يا مولايَ لبّاني *** يا واحداً ماله في مُلكهِ ثاني
أعصي وتسترني , أنسى وتذكرني *** فكيف أنساكَ يا من لستَ تنساني
كيف تتعامل مع الله إذا أحبك ؟
نعم .. إنه سبحانه يحب عباده المؤمنين , وهم أيضاً يحبونه ..
بل لا يوجد شيء في قلوبهم
أحب منه .. وأكثر ما يشتاقون إليه هو لقائه سبحانه
يقول ابن القيم : ليس العجب من عبدٍ يتقرب إلى سيده ويُحسن إليه ,
هذا هو الأصل ..
لكن العجب كل العجب من السيد الملك كيف أنه يحسن إلى عبدٍ من
عبيدهِ ويتودد إليه بأنواع من العطايا
ويتحبب إليه بأنواع من الهدايا , والعبد ربما يكون مُعرضاً عنه ..
ولله المثل الأعلى , ربنا سبحانه يُحسن إلى عبيده والعبيد
مُعرضون عنه
فإذا أحبّ الملك أحد عباده فهذا والله هو الفوز المبين
حسناً .. كيف أعرف أن الله أحبني أم لا؟
سهلة .. إذا كنت تفعل الطاعات وتترك المحرمات
فربي يحبك ..
طبعاً ربي يحبك ..
لماذا لا يحبك !
و أيضاً توجد علامة على محبة الله لك ..
وهي أن يحبك الناس
فإن قال قائل : هل يحبني كل الناس؟
الجواب :
لا .. محبة كل الناس ما نالها أحد, ولا حتى
الرسل والأنبياء
أهل الخير إذا أحبوك , فهذا دليل على أن
الله يحبك ..
أما محبة أهل المعصية فلا وزن لها ولكن أهل الصلاح ,
أهل المساجد إذا أحبوك فهذا
فيه إشارة إلى أن الله يحبك
وأن جميع أهل السماء من الملائكة ومن حملة
العرش يحبونك أيضاً ..
لأن الله إذا أحب أحداً أمر سيد الملائكة جبريل
عليه السلام أن يحبه , وأُمِرت الملائكة بأن تحبه ,
ثم يوضع له القبول في الأرض ..
يعني يحبك الناس نسأل الواحد منهم لماذا
تحبون فلان ؟
والله ما ندري .. لكن أول ما رأيناه أحببناه
تريد المزيد ؟؟
بل حتى الجمادات ستحبك .. نعم ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( أُحُدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه )
صحيح
الآن أريد إجابة السؤال ..
كيف تتعامل مع الله إذا أحبّك ؟
أولاً : إذا أحبك الله , فأحببهُ كما أنه أحبك ..
هذا أول شيء .
{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } سورة الرحمن :
نعم .. إن الله تعالى يحب الذي يحبه , بل كل ما كانت محبة
العبد لربه أقوى ,
كانت محبة الله لهذا العبد أكمل و أتم فلا أحد أحب
إلى الله من الذي يحب ربه
فإذا أحبك الله فَمِمَّ تخاف ؟؟
لن يعذبك ولن يعاقبك لأنه يحبك ..
فكيف لا نحبه تعالى
أقسم بالله الذي لا إله إلا هو .. لا يمكن لأحدٍ أن يتعرف
على صفات الله وعلى أفعاله
ثم لا يحبه .. لا يستطيع .. لا بد أن يحبه
ثانيًا : بالتأكيد لا يخلو مؤمن من حب الله تعالى إلا أن قوة الحب
تتفاوت من شخص إلى آخر
أما نهاية المحبة , فلا توجد نهاية لمحبة العبد لربه ,
كما أنه لا توجد نهاية لجمال الله تعالى ,
و القلوب مفطورة على حب الجمال وربنا الذي
نعبده جميل , بل أجمل شيءٍ في هذا الكون هو الله ..
ولا يوجد شيءٌ أجمل منه ..
ولهذا سمّى الله نفسه الجميل وهو فعلاً
جميل يحب الجمال
ثالثاً .. من فقه تعاملك مع الله إذا أحبك ,
أن تُكثر من طلباتك له ..
اطلب , اطلب , اطلب ..
و أكثِر من السؤال وأكثِر من الدعاء , فإنه يحب ذلك منك .
. يحب كثرة السؤال .. عكس البشر تماماً ,
ولأن الله تعالى يقول عمَّن أحبه :
( و إن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )
رواه البخاري
إي والله .. لو أزعجكَ أي إنسان فاستعذ بالله منه
و لن يستطيع أن يضرّك ..
أما إذا حاول أحد أن يُعاديك فهذا الشخص أصلاً
مصيره الدمار
يقول الله تعالى في الحديث القُدسي : ( من عادى لي وليا،
فقد آذنته بالحرب ) رواه البخاري
نحارب إله ؟؟ من يحارب إلهاً ؟؟
رابعاً .. من التعامل مع الله إذا أحبك .. إذا أحبك الله حاول
أن تُحافظ على هذه المحبة ,
حاول أن تحافظ عليها لكي لا تذهب منك
, فكونك تصل إلى درجة يحبك الله , فهذه مرحلة ..
ثم أن تستمر محبة الله لك هذه مرحلة أخرى ..
فإذا أحبك الله حافظ على هذه المحبة لأن فقدها شديدٌ على الإنسان ,
بل أشد عذاب على النفس أن تخلو من محبة الله ,
لأن محبة الله بالنسبة للإنسان كالروح للجسد ,
بل هي أهم من الروح والله ..
الجسد إذا فارقته الروح فإن أقصى شيء
يمكن أن يحدث له أن يموت ..
أما من فقد محبة الله فسيتعذب نفسياً في الحياة الدنيا
وما دامت محبة الله بعيدة عنه سيتألم
لماذا ؟
لأنه من المعلوم أن أشد عذابٍ على المحبوب
هوأن يفارق حبيبه ..
و غالباً المُحِب إذا فقد محبوبه فإنه يبحث عن حبيبٍ
آخر مثل حبيبه الذي فقده أو خيراً منه ,
لكي يخفف عن نفسه ألم الفقد , لكن ما الحيلة إذا كان
المحبوب هو الله سبحانه , لا مثيل له , ولا نظير له .
قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
سورة الشورى :
لن تجد له بديلاً , ولن تجد عنه تعويضا ..
فإذا فقدته النفس في الدنيا فإنها ستتعذب نفسياً بأنواع العذاب إلى أن يحبها الله مرة أخرى
قال تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا }
سورة طه : 124
لهذا لاحِظ كيف أن الذي كان على طاعة ثم انتكس
يحس بوحشة في صدره لن تذهب عنه حتى يرجع إلى الله
وكما أن أشد عذابٍ على النفس أن تفارق الله في الدنيا
, فكذلك أشد عذابٍ يوم القيامة ,
يكون على العبد أن يفارق الله تعالى
فلا يراه يوم القيامة
قال تعالى : { كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
* ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ }
سورة المطففين : 15 / 16
لاحِظ , عذاب الحجب عن الله أشد من عذاب الجحيم كله
, كما أن نعيم رؤية الله تعالى يوم القيامة
أعظم من نعيم الجنة كلها..
لأنك سترى أجمل شيءٍ في هذا الكون ..
الله ألم أقل لكم أن أشد عذاب على المحبوب أن يفارق حبيبه ؟
يا سعادة من حافظ على محبة الله
تنقضي الدنيا وتفنى والفتى فيها مُعنّى
ليس في الدنيا نعيمٌ لا,ولا عيشٌ مُهنّى
يا غنياً بالدنانيرِ,مُحِبُّ الله أغنى
حسناً .. كيف أحافظ على محبة الله؟
احفظ هذه القاعدة :
إذا أردت أن تدوم لكَ محبة الله ,
فاتبّع حبيب الله صلى الله عليه وسلم
فالذي يدّعي محبة الله ولايطيع النبي صلى الله عليه وسلم
هذا مستحيل يكون صادق ..
يقول الله تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
سورة آل عمران
أحلى حب في الوجود هو حب الله , حب المال له طعم
, حب الأم له طعمٌ آخر ,
حتى الأولاد حبهم له طعمه الخاص .. إلا أن طعم محبة الله
يفوق أي حبٍ آخر ويفوق أي طعمٍ آخر
..
والله لا يوجد شيء ألذّ ولا أجمل في صدر الإنسان
من تذوق طعم محبة الله ,,
يقول الله تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ }
سورة البقرة : 165
تحبه وتشتاق إليه , وهذا الشعور ( شعور محبة الله )
العجيب فيه أن تأثيره سريع على قلبك ,
مجرد أن تتذكر قدر الله في قلبك وكيف أنك لا تحب أحداً
أكثر منه وأن تفديه بمالك وولدك ونفسك ,
بمجرد أن تركز في هذا ستجد القلب استجاب بسرعة ..
سيحس القلب بإحساس معين , إحساس جميل يحسه
كل من استحضر محبة الله تعالى ..
ما هو هذا الإحساس ؟
إنه نوع مميز من أنواع السعادة .
لكن ما هو , ما اسمه ؟!
صراحة لا أعرف له اسماً..لا أعرف ماذا أسميه ..
لكن الذي ذاق هذا الإحساس يعرف عن ماذا أتكلم أنا الآن
إنه نوع راقي من أنواع المشاعر
والله إني لأتمنى أن تذوقه
إي والله ..
والله أحب لكل إنسان أن يذوقه .. وأن يكون لك أنت أخي الكريم
وأنتِ أيضاً أختي الكريمة
أن يكون لكم من هذا الشعور أوفر الحظ والنصيب
والله إني أتمنى لكم ذلك من كل قلبي
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا أحبك ؟

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد ,
و على آله وصحبه أجمعين ..
لقد تأملتُ الذين نتعامل معهم , فوجدت أن أحسن و ألطف وأحنّ من يعاملنا
هو الله تعالى , إي والله ..
لاحِظ أن الواحد منّا قد يشتهي معصيةً معينة ثم يعزم ويقرر على أن يفعلها ,
ومع هذا فإن الله تعالى لا يمنعه منها , ولو شاء سبحانه لأمر جندياً من جنوده
أن يقطع عليه الطريق , وعندها يستحيل عليه أن يفعل تلك المعصية ,
ولكنه سبحانه حليم , صبور ..
يتركه وشأنه , فإذا بدأ الإنسان بمباشرة المعصية فإن الله تعالى يقوم بسترهِ
ويمنع الناس من الإطلاع عليه .. لماذا ؟؟
حتى لا ينفضح أمره رحمةً منه ورأفةً بحال العبد , فإذا انتهى العبد من المعصية
فإن الله تعالى يدعوه إلى الرجوع إليه , بل ويكافئه بأن يبدل تلك السيئة إلى حسنات .
والله لا يمكن لأحد أن يعاملك بتعامل أكثر حناناً ولُطفاً من تعامل الله لك
إن لم يرجع العبد بعد المعصية ؟
الله تعالى يمهلهُ فترة أحياناً قد تصل إلى سنوات , فقط لكي يرجع ..
لعله أن يرجع إلى ربه , لعله أن يتوب , ويستمر إلى هنا بدعوة عبده
إلى التوبة في كل يوم
نعم , الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار , ويبسط يده بالنهار
ليتوب مُسيء الليل ..
يحدث هذا في كل يوم , فإذا استجاب العبد في يومٍ من الأيام ورجع وتاب ,
فرح الله تعالى بعبدهِ فرحاً شديداً أكثر من فرحة العبد نفسه برجوعه إلى الله ..
سبحانك كيف أنك أنت الملك المُستغني وتفرح إذا رجع إليكَ عبدٌ من العبيد ,
مع أنه هو الذي يحتاج إليك سبحانك
فكيف لا نحب من يعاملنا بكل هذا اللُطف والحنان ؟
لهذا سمّى الله نفسه الودود , وهو فعلاً ودود ليس كمثله شيء ..
والآن .. سؤال ( كيف تتعامل مع الله إذا سترَكْ ؟ )
ربنا سبحانه كثيراً ما يسترنا , يفعل هذا كثيراً سبحانه ,
فكيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟
أولاً : قبل كل شيء ,اقبل هدية الله التي أعطاكَ إياها
الستر هديةٌ منه سبحانه , فإن بعض الناس لا يسترهم الله تعالى ,
فإذا سترك الله فاقبل هديته , لا تردها عليه
قد يقول قائل : كيف أردها ؟
بعض الناس يردّها بفضح نفسهِ
تفضح نفسك وتُجاهر بالمعصية ؟! الستر هدية , الستر
عطيّة لا يصحُّ أن أردّها
هذا سوء أدب مع الله عزّ وجلّ , فلنقبل عطيتهُ بأنه سترنا
ما الفائدة بأن يفضح الإنسان نفسه ؟ حتى أن بعض الناس يتحدث بعد سنوات
عن أشياء ربما تاب عنها في صِغَرِهِ و شبابه ..
ما الداعي أن يذكرها الآن وقد ستره الله عزّ وجلّ ؟
بعض الناس سيقول : كل الناس يتحدّثون عن ماضيهم وأفعالهم
سبحان الله .. أهذا مُبَرّر يعني ؟
لو أنه ذهب إلى بلد كل الناس يكشفون فيه عوراتهم تماماً والعياذ بالله ..
فهل سيكشف عورته معهم ؟!
لا .. سيسترها طبعاً
حسناً .. كما أصرّيت على ستر الجسد , فاستر الروح والنفس أيضاً ,
فإنها والله أهم منه . سبحان الله .. انظر إلى حِلم الله وصبرهِ على خلقهِ !
فسبحان الله .. انظر إلى حِلم الله عزّ وجل ّ وصبرهِ على خلقه ِ !!
كيف أن العبد يُسيء إليه سبحانه بمعصية وهو سبحانه القوي الملك مع هذا يُقابل الله تعالى
إساءته هذه بأن لا يزعجهُ , لا يُزعج العبد فلا يفضحهُ ويعطيه الستر الذي يحتاجه العبد ,
الستر شيء غالي ومع هذا فإن العبد فوق معصيته يزيدُ الأمر سوءاً بأن يرفض هذه العطية
, ويتحدث أمام أصحابه ويفتخر بأني فعلتُ كذا وكذا
سؤال : هذا الذي فضح نفسه وأصرّ وردّ عطية الله بالستر ..
ماذا سيحدث له ؟
سيعامله الله تعالى بما يستحق .. كيف ؟ !
انتبه معي , لو أن إنساناً أخطأ وفعل فاحشةً من الفواحش وأراد الناس أن يُعاقبوه ,
فقام أحدهم فسترهُ ووضعه داخل بيتهِ لكي يستره , فما كان من هذا الشخص
إلا أنه أخذ صوره أثناء الفاحشة ووزعها , وضعها على الإنترنت ونشرها على كل الناس
, ماذا سيفعل صاحب المنزل ؟ !
لا شك أنه سيطردهُ !
سبحان الله .. أستُرُكْ , فتُعاند وتفضح نفسك !
هذه ردّة فعل طبيعية لكرامة صاحب المنزل بسبب سوء أدب هذا الشخص
حسناً .. إذا كانت هذه ردّة فعل مخلوق لأنه أُهين ,
فربنا سبحانه أعزّ وأكرم وأجلّ وأعظم ..
فبالمقابل إذا تعامل العبد مع ربهِ بهذه الطريقة فإن ربنا تعالى يُعافي كل الناس
يوم القيامة إلا هذا الشخص المُجاهر الذي رفض سِتر الله تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين،
وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه،
فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا و كذا، وقد بات يستره ربه،
ويصبح يكشف ستر الله عنه }
متفق عليه
أسأل الله أن يُعافينا وإياكم وأن يستُرنا وإياكم سبحانه
وهنالك تعامل ذكي , وهو من حُسن تعاملك مع الله إذا سترك
في معصية أن تُطيعهُ في الخلوة وأنت لوحدك حيث لا يراك أحد ,
كما أنه ستركَ في الخلوة عندما لم يراكَ أحد ,
فكذلك هنا .. أطِعهُ بالخلوة .. فتصدّق بالسر مثلاً ,
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( صدقة السر تُطفئ غضب الرب )
صحيح
اقتراح آخر مثلاً .. اركع بعض الركعات بالليل حيث لا يراك أحد ,
لا يحس بكَ أحد .
اعمل عمل خير و اجعلهُ مستمراً طوال حياتك و لو كان بسيطاً ,
ولو كان إطعام حيوان مثلاً , ولكن بالسر لا يعلم بذلك أحد ,
فقد كان الصالحون يستحبّون أن يكون للرجل خبيئةٌ من عملٍ صالح
لا يعلم بها أهل بيته ولا زوجته ولا أحد
وأيضاً من حسن تعاملك مع الله إذا سترك أن تُحافظ على هذا الستر .
حافِظ عليه
لا يصلح أن يكون هذا الستر مؤقتاً .. سنة أو سنتين ثم تنفضح !
لا . لابد أن يستمر هذا الستر طوال الحياة الدنيا , فحافظ على هذا الستر
حسناً .. كيف أحافظ عليه ؟؟
افعل أشياء معينة تجعل ستر الله عليك يستمر
ما هو هذا الشيء ؟
إنه الشكر .. اشكر الله على سترهِ , اشكرهُ على هذا الفعل
الجميل الذي أوصلهُ إليكْ ,
حينها سيبقي الله ستره عليك , بل لعلّك لو احتجتَ إلى شيءٍ من هذا الستر
في المستقبل
فإن الله تعالى سيزيدُ من سترهِ عليكْ لأنك شَكرته يقول الله تعالى :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } سورة إبراهيم : 7
ويمكنك أن تفعل شيء آخر يُديم ستر الله عليك , و هو يُعتبر من حُسن تعاملك
مع الله إذا سترك , وهو أن تستُر عبيدهُ فلا تفضحهم
افعل مع الخلق بالضبط كما فعل الخالق معك , حتى غير المسلم
إن استطعتَ أن تسترهُ فافعل .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة )
رواه مسلم
الله .. تخيل أن يقف الإنسان يوم القيامة والناس من حوله قد نظر إليه الأولون والآخرون ,
وهو خائف من أن ينكشف للناس عيبه , خائف أن ينكشف للناس
عيبهُ الذي طالما كان يُخفيه عنهم في الدنيا ..
ذلك الفعل الذي لم يقُله لأحد , يخاف الفضيحة يوم القيامة ..
تخيل أول مرة في حياته يرى أباه آدم .. ينفضح أمامه يوم القيامة !
أول مرة يرى موسى عليه السلام , أول مرة يرى عيسى عليه السلام ,
أول مرة يلتقي بآل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين..
أول مرة يرى النبي صلى الله عليه وسلم .. ينفضح أمامه .. صعبه , صعبة !
وهو الآن يعلم أن الله قد يسترهُ وقد يفضحهُ .. ممكن أن ينكشف ,
وممكن أن يُستر عيبهُ
فجأة !! فإذا ربنا سبحانه يختار له الستر . بل ورد أنه يقول له : سترتها عليك
في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه
وينطلق إلى الناس ويبشرهم : { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }
سورة الحاقة : 19
ويُريهم حسناتهِ وقد ستر الله سيئاته ثم يذهب فيدخل الجنة
ولم يعلم بفضيحتهِ أحد
ما الذي حدث ؟
لماذا أعطاني الله كل هذا ؟
أتذكُر تلك اللحظة في الدنيا عندما سترتَ شخصاً وما فضحتهُ ,
مع أن الشيطان حاول بك مراراً أن تنتقم لنفسك لكنك لم تفعل
الآن أنتَ تجني ثمرتها .. الحمد لله
والله هذا من أحلى المشاعر التي يمكن أن يحس بها الإنسان يوم القيامة ؛
أن يدخل الجنة وهو مسرور
أسأل الله أن يسترنا وإياكم وأن يغفر لنا وإياكم وأن يجمعنا وإياكم في جناته
جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
أسأل الله ذلك , وإني متفائلٌ به إن شاء الله , والحمد لله رب العالمين
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا سترك ؟

ليتك قربي
ليتك قربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد , و على آله وصحبه أجمعين ..
يحكى أن رجلاً دخل على حلاق ليحلق له ,
فكان هذا الحلاق يتجاذب مع الرجل أطراف الحديث ,
و من ضمن حديثهما قال الحلاق للرجل :
بصراحة أنا لا أؤمن بالله – و العياذ بالله - , قال الرجل : لماذا ؟ ,
قال : لأني محتاج عندي مشاكل وهو لا يساعدني ,
فسكت الرجل حتى انتهى الحلاق , فأعطاه حسابه ثم خرج
بعد دقائق عاد الرجل مسرعًا غاضبًا , قائلاً له :
أنت لست بحلاق , و لا تستحق أن تكون حلاقًا !
قال الحلاق : لماذا ؟ ما الذي حدث ؟
قال الرجل : لأني رأيت في الشارع رجلاً , شعره طويل و أشعث ,
و أنت لم تحلق له !
قال الحلاق : لو طلب مني ذلك , لحلقت له
فقال الرجل :
ولله المثل الأعلى - , لو طلبت من الله المساعدة لأعطاك و أعانك ,
فقد أخبرنا هو بذلك عندما أخبرنا سبحانه في كتابه :
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
سورة البقرة : 186
سبحان الله .. الإنسان إذا حصلت له مصيبة
فإن أول شيء يفكر فيه أن يخبر بها حبيبه ,
و يحكي هذه المصيبة لأقرب الناس إليه
تجد الزوجة بمجرد أن تصل البيت تخبر زوجها بكل ماحدث في العمل ,
و إذا تضايق الطفل الصغير ذهب بسرعة لأمه كي يخبرها
و قد علم الله سبحانه و تعالى أن العباد يحتاجون إلى من يتكلم معهم و يكلمونه ,
يحتاجون إلى حبيب قريب منهم , يبثون أحزانهم و حاجاتهم ,
فيهتم هو بهم و يهون عليهم و يخفف عنهم
علم الله تعالى أنهم يحتاجون ذلك بشدة ,
فكان هو سبحانه ذلك الإله الذي يسد حاجتهم ,
ففتح لهم بابه طوال الليل و طوال النهار ,
ففي أي وقت أحببت أن تكلم الله فهو موجود سبحانه و سيسمعك
لا تأخذه سنة و لا نوم
كيف تتعامل مع الله إذا كَلّمْتَهُ ؟؟!
لاحظ أنك إذا أردت أن تدخل على صاحب منصب كبير
في البلاد من أكبر المناصب , فإنك تحتاج إلى معرفة أحد معارفك بمدير مكتبه ,
و هذا المدير قد يستقبلك و قد لا يستقبلك ,
و إذا استقبلك , قد يقبل أن يدخلك من ضمن جدول مواعيد المسئول و قد لا يرضى ,
و فرضًا أنه أدخلك , ربما يستمع إليك المسئول و ربما لا يستمع إليك ,
و حتى لو استمع إليك ربما يقبل طلبك و ربما لا يقبله ,
مع أنه مخلوق حاله من حالك
أما ربنا جل في علاه فإنك لا تحتاج إلا أن تتوضأ و تستقبل القبلة ,
فإذا قلت الله أكبر , فأنت الآن بين يدي الله , بين يدي الملك تكلمه و يكلمك ,
و عنده سبحانه كل ما تحتاجه أنت و زيادة , أكثر مما عند المسئول ,
فأخرج كل همومك بين يديه و كلمه , و أخبره بما تريد فهو سيستمع إليك سبحانه ,
إلى أن تنتهي , حتى و إن أطلت الكلام فإنه لن يمل منك ,
لأنه سبحانه لا يمل حتى تملوا , كما قال صلى الله عليه و سلم ,
سيستمع إليك و لن ينصرف عنك , حتى تكون أنت الذي ينصرف عنه ,
و انتبه إلى أن الكلام مع العظيم عظيم , و عليك أن تكون حذرًا في ألفاظك و تصرفاتك ,
لأن الله هو الخالق الملك , فينبغي أن يعامل بما يستحق ,
فلا يليق به أي كلام , و لا يليق به أي دعاء ,
إذاً كيف تتعامل مع الله إذا كَلّمْتَهُ ؟؟ !
ليست المسألة هل ندعو الله تعالى أم لا ..
المسألة هل يستجاب لنا أم لا !
ربنا سبحانه و تعالى لا يستجيب لكل أحد ,
كثيرون يسألونه كل يوم لكنه لا يعطي كل من سأله ,
لأن البعض ليست عنده أسباب الإجابة ,
وهناك أناس أذكياء يعرفون ما الذي يفعلوه لكي يستجيب الله دعاءهم ..
أولاً يجب أن نغير طريقتنا في الدعاء ,
فمن حسن تأدبنا مع الله اختيار طبقة صوت مناسبة ,
يقول الله تعالى :
( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ )
سورة الأعراف : 205
بمعنى : أن لا ترفع صوتك كثيرًا , و لا تخفضه شديدًا
يقول صلى الله عليه و سلم :
( إنكم لا تدعون أصم , و لا غائبًا , إنكم تدعون سميعًا قريبًا , و هو معكم )
رواه البخاري
هذا بالنسبة للسان
بقي القلب .. انتبه لقلبك أثناء الدعاء ؛
لأن كثيرًا منا يدعو ربه بطريقة يسرد فيه الكلام سردًا ,
يتلو ما يحفظه من أدعية و هو سرحان , قلبه يفكر في شيء آخر ,
تجده يهمهم همهمة , يردد دعاء سريع يحفظه ,
ثم ينتهي و يظن أنه قد دعا ربه .. لا , هذا الدعاء ربي لا يستجيبه ,
قدر الله و جلاله أعظم من أن نكلمه بهذه الطريقة
الدعاء الذي لا يستحضر القلب فيه معاني الكلمات التي تقال في الدعاء
هذا دعاء لا يستجاب ..
هذا كلام النبي صلى الله عليه و سلم . عندما قال :
(( واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ))
رواه الترمذي
كثير من الناس يدعو الله سبحانه و تعالى عند السجود , بين الأذان و الإقامة ,
في صلاة الوتر , يدعو و يدعو لكنه بفكر في شيء آخر ..
يردد الكلمات بشكل آلي لا يستحضر كلامه
الواحد منا لا يرضى بذلك , فلو اتصل بك صديقك هاتفيًا ,
وطلب منك مبلغًا من المال ؛ لأنه محتاج بشدة ,
ثم اكتشفت و أنت تكلمه أن قلبه مشغول بمتابعة المباراة ,
ليس مهتمًا بالكلام الذي يقوله لك , فقط يردد جملة يحفظها .بماذا ستشعر ؟
أنت تلقائيًا لن تهتم به ستحس أنه يمثل تمثيلاً !
و لله المثل الأعلى ربنا سبحانه أعلى و اجل من كل شيء ,
من باب أولى أن لا يقبل منا دعاء و نحن نسرح ,
إياك أثناء الدعاء أن يغفل قلبك عن معاني الكلمات ,
لا تكلم الله سبحانه و تعالى و أنت سرحان أثناء الدعاء ,
عندما تكلم الله سبحانه و تعالى يجب أن تنسى الدنيا كلها , لا تفكر إلا بالكلام الذي توجهه لله
بعض الناس يدعو و هو حاضر القلب , ليس بسرحان ,
لكنه يفتقر إلى لمسة معينة في الدعاء , لو وجدت لكان هذا الدعاء أقرب للإجابة ,
و لو وجدت لأحس الداعي أثناء دعاءه بمشاعر جياشة ,
و أحس بأحاسيس قوية تعطي الدعاء طعمًا , لا يشبهه أي شيء
ما هي هذا المشاعر ؟
إنها مشاعر التضرع , و التضرع هو التذلل و الخضوع لله وحده ,
حاول أن تظهر الافتقار و الحاجة و المسكنة لربك قدر المستطاع ,
أخبره أنك مفتقر إليه , و أنه لا ملجأ و لا منجأ منه إلا إليه ,
ربنا سبحانه يحب أن يسمع منك ذلك , يحب أن يراك تفتقر إليه و تتذلل ,
يحب ذلك لدرجة أن يمنع العذاب أن يصيب العبد إذا تضرع ,
حتى و إن كان العبد مذنبًا ,
فإذا أذنب العبد و تضرع إلى الله تائبًا راجعًا فإن الله سيعامله تعامل آخر ..
انظر عندما تكلم الله في القرآن عن بعض العصاة الذين ابتلاهم , قال :
( فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا )
الأنعام : 42 / 43 .
ب معنى : لو أنهم تضرعوا لما عذبناهم
نسأل الله تعالى أن يجيرنا و إياكم , و أن يعيننا على حسن دعاءه ,
و حسن عبادته , و يتقبل منا و منكم ما ندعوه و ما نرجوه .
...
رابط جاهز للطباعة
كيف تتعامل مع الله إذا كلَّمْته ؟

اقتباسات تبعث الأمل
الى غير متزوجه وغير مطلقه تدخل للتعرف ع بعض