من له بعد الله ا

بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجملها!...
كانت تبدو كالعصفورة..بثوبها الأصفر وشرائط شعرها الزرقاء..وهي تغني على خشبة مسرح المدرسة..أغنيتها المفضلة..
(أمي لها محبتي)أمي لها محبتي
كنعتنت(كم اعتنت) بصحبتي ..
وهيأت لي غرفتي
أمي لها محبتي
إذا مرضت تسهر
إذا نجحت تفخر
حنانها واذكره
(أمي لها محبتي)
أجبرت الجميع على الابتسام..
استلطفت الجميع الطريقة التي كانت تنطق بها حرف الراء..
والطريقة الخاطئة التي لفظت بها بعض الكلمات..
صفق الجميع لها بحرارة..
بحرارة..بحرارة..بحرارة..
سعدت بهذا النجاح
بحثت عيناها بين الحضور عن وجه تهديه هذه الكلمات..
وتهديه هذا التصفيق..
فلم تجد أحداًً..
شعرت بغصة مؤلمة في حلقها..
وأفلتت منها دمعة هاربة..
في أقصى الصالة كانت هناك امرأة تلوح لها وتصفق بحرارة ..
لوحت لها بدورها وأ بتسمت ..
وغادرت المسرح ..شبه راضيه..
بدأت المرأة بذرف الدموع ..
لم تتحمل الموقف ..
دفنت وجهها في منديلها وراحت تبكي ..
لا طفتها امرأة تجلس بجانبها :
ما شاء الله عليها ...تهبل بنتك..
ردت عليها وقد زاد بكاؤها: بنت أختي ..
يا لهذه الصغيرة توفيت أمها ..ولحقها أخوها..
فتحولت ا لبسمات إلي وجوم وصمت..
وتابعانا فقرات الحفل بضيق وآسى..
في مذكراتها كتبت..
كان أبي يقول لامي *أنت شمعة في قلبي *
كان وصفه دقيقا..يعرف أن الشموع سرعان ماتذوب
وان جمالها سرعان ما يموت ..
وأنها من السهل تنتحر..
لتهب النور والحب والشاعرية..
الآن ..أسمعة يقول لزوجته

• أنت شمعدان في دربي*

لهذا السبب..
ماتت أمي بسرعة
ولهذا.. مات أخي مات محمد..أخي ..وأمي ..وأبي..وكل من له صلة بي..
مات الذي كل شئ..
مات الذي وقعت معه معاهدة على أن لا يتركني ..
مات الذي كان ينسيني كل همومي..
مات الذي كنت أتمنى خروجي من المدرسة لأراه واقفا بالخارج ينتظرني ..
مات الذي منحني قلبه..
مات الذي لم أره يوما إلا مبتسما..
مات الذي لم يتضجر من كثر طلباتي ..
مات الذي تفاني في خدمتي..
مات الذي كان قد عوضني فقدي لأمي ..
مات محمد.. محمد..محمد......

• محمد في الجنة!*

قالتها بعينين ..
تهمس لدمعاتها بشغف..

• هل من مزيد؟*..!

شئ ما قد تغير ..!
ممكن ؟
كلا..
شئ ما..
في تحطم ..
لا اعلم ماذا ؟
أو حتى لماذا!
اعلم أني ذات مساء..
قد تعبت ..
من حمل روحي ..
لم اقدر..
أن ..
أ م ش ي أ ك ث ر
رحمك الله محمد
مشاعري اتجاهك مشاعر هذه الطفلة..!
اتمنى انها تنول على اعجابكن

• الزهراء*