- بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
قَام إِلَى إِفْطَارِه لَيْس عَلَى الْعَادَة .. لَقَد ظَلَّت غَمَامَه فِي سَمَاءِه هُو وَزَوْجَتُه عَكَّرْت صَفْو الْوِد وَّالْمَحَبْه بَيْنَهُمَا .. لَيْس غَرِيْبَا أَن يَحْدُث هَذَا الْجَفَاء وَهَذَا الْخِلَاف .. هَذَا أَمْر طَبِيْعِي ..بَيْن كُل زَوْجَيْن .. لَقَد كَان مَن الْمَفْرُوْض أَن يُقَدِّم كَل مِنْهُمَا تَنَازُل لِلْآَخَر .. لَكِن هَيْهَات .. هُو رُبَّمَا يَرَى أَن ذَلِك لَايَلِيْق بِه كَزَوْج .. بَيْنَمَا هِي فِي الْجَانِب الْآَخَر تَقُوْل لَايُمْكِن أَن أَسْمَح لِنَفْسِي أَن أَتَنَزَّل لَه بَيْنَمَا هُو الْمُخْطِئ عَلَي
جَلَس عَلَى طَاوِلَة الْإِفْطَار يُقَشِّر بَيْضَة بَيْنَمَا كَوْب الْحَلِيْب قَد خَفَّت حَرَارَتِه وَمَال إِلَى الْبُرُوْدَة مِمّا أَفْقَد مَذَاقُه ..
أَخَذ يَأْكُل الْبَيْضَة بَيْنَمَا يَرْمُق بَاب الْمَطْبَخ وَيَتَسَاءَل فِي نَفْسِه .. لِم لَم تَأْتِي مِثْل كُل يَوْم ؟ وَمَاذَا تَأْكُل فِي الْمَطْبَخ ؟ فِي هَذِه الْأَثْنَاء قَدَّمَت زَوْجَتِه وَبِيَدِهَا رَغِيْف خُبْز .. كَان يُحَاوِل أَن يَنْظُر لَهَا ..
هُو يَتَمَنّى أَن تَتَفَوَهَ بِالسَّلام عَلَيْه .. حَتَّى يُمْكِنُه أَن يَعْتَذِر لَهَا رُغْم أَنَّه يُحِس أَنَّه أَخْطَأ لَيْلَة أَمْس عَلَيْهَا .. رَغْم هَذَا لَايُرِيد أَن يَبْدَأ هُو فِي الْكَلَام أَنَفَة مِنْه ..!!
وُضِعَت الْرَّغِيف أَمَامَه وَكَادَت أَن تَفْعَل مِثْل كُل يَوْم أَن تَجْلِس أَمَامَه وَتَتَنَاوَل الْإِفْطَار مَعَه لَكِنَّهَا لَم تَسْتَطِع فَعَل ذَلِك فَعَادَت مِن حَيْث أَتَت ..!! إِلَى الْمَطْبَخ .. هَنَاك حَيْث أَكْمَلْت تَنْظِيْف بَعْض الْأَوَانِي ..
وَمَاهِي إِلَا دَقَائِق وَسَمِعْت صَوْت غَلْق الْبَاب .. حَتَّى تَأَكَّدَت أَن زَوْجَهَا قَد ذَهَب .. عَادَت سَرِيْعَا فَوَجَدْت أَنَّه لَم يَشْرَب الْحَلِيْب مِثْل كُل يَوْم وَالبَيضِه لَم يَأْكُل سِوَى رُبْعُهَا .. فَقَالَت فِي نَفْسِهَا
.. طَبْعَا تُرِيْد مِثْل كُل يَوْم أَن أُقَشِّر لَك الْبَيْضَة وَأَقْطَعُهَا لَك .. لاتِسْتاهِل ماأَفَعَلَّه لَك .. أَنْت زَوْج لَاتُقَدَّر الْحَيَاة الْزَّوْجِيَّة .. أَنْت أَحْمَق ..
فِي هَذِه الْأَثْنَاء جَلَسَت عَلَى الْكَنَبَه كَالمُنْهِك وَأَخَذّت تَسْرَح بِخَيَالِهَا بَيْنَمَا لَازَالَت ثَائِرَة الْغَضَب تَجُوْل وَتَصُوْل فِي دَاخِلِهَا وَبَدَأَت تَتَوَعَّد الْزَّوْج سَأَفْعَل كَذَا وَكَذَا .. لَن أَسْتَقْبِلَه مِثْل كُل يَوْم .. سَأَضَع مَلَحّا زَائِدا عَن كُل يَوْم فِي طَعَامِه ..سَأَفْعَل وَأَفْعَل وَأَنَّك لَا تَسْتَحِق كُل هَذَا الْإِهْتِمَام مِنِّي ..
أُسْنِدَت رَأْسِهَا عَلَى الأُرِيكَه وَكَانَت فِي حَالَة غَضَب لِمَا حَصَل مِن زَوْجِهَا .. أُخْرِجَت مِن صَدْرِهَا تَنْهِيِدَة عَظِيْمَه كَأَنَّمَا هِي مِن بَوَاقِي زِلْزَال عَاصِف
.. ثُم قَامَت إِلَى طَاوِلَة إِفْطَار زَوْجَهَا لتُنَظِّفَهَا .. ثُم فَجْأَة
تَوَقَّفَت دَقَّات قَلْبِهَا لِتَرَى وَرَقَة صَغِيْرَة قَد وُضِعَت تَحْت رَغِيْف الْخُبْز ..تَنَاوَلْتُهَا بإِضْطِرَاب شَدِيْد فَإِذَا مَكْتُوْب فِيْهَا ...,,,,,,,,,,
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
زَوْجَتَي الْغَالِيَه .. مَلَاكِي الْطَّاهِر .. رُوْحِي الْثَّانِيَة .. حُبّي الْبَاقَيُ السَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
.. حَبِيْبَتِي كَم كُنْت أَتَمَنَّى أَن لَو لَم أَخْرُج إِلَا وَأَنَا أَرَى تِلْك الْإِبْتِسَامَة الَرَائّعَه الَّتِي تَرَسَمِيُّهَا عَلَى ثَغْرِك الْجَمِيْل صَبَاح كُل يَوْم ... إِنَّهَا تَمُدُّنِي بِالْعَطَاء وَتُبْقِي لِي الْحَيَاة سَعِيْدَة بَل إِنِّي أَرَى بِهَا دُنْيَا جَميلَةوَهَانِئِه
..كَم كُنْت أَتَمَنَّى أَن لَّو جَلَسْنَا سَوِيّا كَصَبِاح كُل يَوْم عَلَى طَعَام الْإِفْطَار وَمَعَهَا يَهْنَأ بَالِي وَأَسْعَد بِحَديثُك الْعَذْب الْجَمِيْل
..حَبِيْبَتِي .. كَل يُخْطِئ أَعْتَرِف لِك لَقَد أَخْطَأْت بِحَقِّك لَيْلَة أَمْس فَإِن لَم تَغْفِرَلِي لِي الْخَطَأ وَتَمْسَحِي لِي الْزَّلَل فَمَن يَكُوْن إِذَا أَيَّتُهَا الْسَّيِّدَة الْغَالِيَه !!
لَقَد نَال مِنِّي الْشَّيْطَان مَقْصِدِه وَلَا أُرَاه إِلَا وَقَد وَسْوَس لَك لِأَنَّه عَدُو لَنَا .. كُنْت أَتَمَنَّى لَو قَبَّلْت جَبَيْنِك وَمَعَهَا قَدِمْت لَك الْإِعْتِذَار ..لَكِن سَامِحِينِي لَم أَسْتَطِع .. فَلَعَل هَذِه الْأَحْرُف تُعَيِّد الْأَمَل لِلْحَيَاة مِن جَدِيْد وَلَعَل هَذِه الْوَرَقَه إِيْذَانَا بِفَتْح صَفْحَة جَدِيْدَة مَعَهَا عُهُوُّد وَمَوَاثِيْق لِإِبْقَاء الْوِد وَالْمَحَبَّة إِلَى مَالَا نِهَايَه ..
حَبِيْبَتِي الْغَالِيَه .. سَأَعُوْد مُبَكِّرَا هَذَا الْيَوْم أَتَمَنَّى أَن أَجِد الْطَّعَام الَّذِي أَشْتَهِيْه كَمَا تَعْلَمِيْن التوْقِيُع حَبيبِك الْدَّائِم
لَم تَتَمَالَك الْزَّوْجَة الْمِسْكِيْنَة إِلَا أَن وَقَعْت عَلَى الْكُرْسِي الْمُجَاوِر وَقَد مَلَأْت عُيُوُنُهَا بِالْدُّمُوْع .. إِنَّهَا دُمُوْع الْحُب وَبِصُوْرَة لَا إِرَادِيَة أَخَذَت تُقَبِّل الْوَرَقَة وَتَبْكِي وَتَقُوْل حَبِيْبِي سَامِحْنِي أَرْجُوْك سَامِحْنِي لَم أُجَهِّز لَك طَعَام إِفْطَارَك مِثْل كُل يَوْم .. أَرْجُوْك سَامِحْنِي وَمَعَهَا انْقَلَبَت 180ْ عَن حَالِهَا قَبْل الْوَرَقَة ..
فَانْطَلَقْت كَالَّنَّحَلَّة تُزَيِّن فِي فَضَاءَهَا الْوَاسِع الْجَمِيل فِي بَيْتِهَا الْصَّغِيْر .. وَمَا إِن دَقّت السَاعُهِ الْوَاحِدِه وَالْنِّصْف إِذ بِالْزَّوْج يَفْتَح الْبَاب وَيَدْخُل وَمَعَه هَدْيُه ، لَكِنَّه يَتَفَاجَأ بِأَن الْبَيْت إِنْقَلَب وَكَأَنَّه حَدِيقَةغِنَاء وَرَوَائِح جَمِيْلَة قَد جَهَّزَتْهَا الْزَّوْجَة الْمُخْلِصّه ..
فَأَقْبَلَت إِلَى الْزَّوْج وَمَعَهَا طِفْلَهَا الْصَّغِيْر وَقَد أَلَبستُهأَجَمّل مَا عِنْدَهَا وَتَزَيَّنَت هِي بِأَجْمَل صُوْرَة مِمَّا جَعَل الْزَّوْج يَشْهَق غَيْر مُصَدِّق لِمَا يَرَى فَارْتَسَمْت عَلَى الْجَمِيْع إبْتِسَامَات الْرِّضَى وَالْمَحَبَّة وَالْصَّفَاء وَالْوُد .. وَلِسَان حَال الْزَّوْج يَقُوْل سأَغَضَبك كُل يَوْم حَتَّى أَجِد هَذَا الْجَمَال ...انْطَلَقْت الْضَّحِكَات تَمْلَأ الْعُش الْصَّغِيْر......
هَكَذَا هُو الْحَال حِيْن يَعْتَذِر الْمُخْطِئ .. وَحِيْن يُقْبَل الْإِعْتِذَار الْطَّرْف الْثَّانِي .. لِ نُحَاوِل أَن نَجْعَل حَيَاتِنَاأَبْسّط مِن أَي خِلَاف ..
غَالِيَتِي الْفَرَاشَه
مَاذَا لَو قَدَّم هُو لَك رَغِيْف الْخُبْز وَوَضعَتِي انُتُي الْوَرَقَه..!
دَامَت أَيَامُكُم سَعَادَة وَهَنَاء
,, منقول ,,
يازين التفاهم والود والمحبه بين الزوجين
اكثر خراب بيوت الناس من الشيطان لو نتعوذ منه كان صارت حياتنا سعيده بلا مشاكل
تسلمين مياسين
موضوع رائع