الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
...أمل...
14-02-2022 - 11:20 am
بسمه تعالى
إلى حميع الفراشات المتألقات والمبدعات
أنا اليوم بطلبكم طلب أبيكم ماترودني
وأنا واثقه أنكم مابتردوني
المعلمه طالبه منا مواضيع أو مشاهد أو حوارت عن يوم العيد
لانها تبي تعد حق حفل العيد من الحين لانكم تدرون أول يوم يكون يوم مفتوح
فارجوكم ساعدوني في هذا الموضوع
ولي عندها اي شي مبهج ومفرح يصلح حق هذا اليوم تعطيني أياه
وبدعي لها وبعتبرها خلاص عطيتني العيديه


التعليقات (8)
أم مناحي1
أم مناحي1
مطويه بسيطه منقوله

...أمل...
...أمل...
ألف شكر لكِ أخيه على المساعده
ولكن أين البقيه ؟
مالي لاأرى الفراشات المتألقات يرفرفن حول موضوعي
ولكن لاعليه فالبتأكيد ستدخلن جميعكن
تحياتي
أمل

...أمل...
...أمل...
وأنا الآن سأفيدكم بما توصلت إليه من مواضيع
اجعل من يوم عيدك .. يوما .. لا ينسى !!
أفكار ومقترحات للعيد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لا شك أن مناسبة العيد من أعظم مناسبات الفرح والسرور بنعمة الله ورحمته .. وحتى يكون عيدنا سعيدا .. وحتى نزيد من توثيق الروابط بيننا وبين أهلينا .. أتقدم إليكم بهذه الأفكار والمقترحات .. أعلم أن لديكم أضعاف ما لدي من الخير .. ولكن حسبي أنها لبنة في مجال البناء ..
قبل أن تقرأ الموضوع : الطريق الصعبة .. وضعت لأرجل العظماء .. لابد أن يكون لديك استعداد كامل للتغيير والإبداع حتى تستفيد مما سيذكر..
الموضوع ينقسم لثلاثة أقسام:
1- أفكار قبل العيد
2- أفكار خلال يوم العيد
3- ألعاب موضحة بالصور يمكن تقديمها للأطفال
أولا : أفكار قبل يوم العيد: (9 نقاط)
1- تهيئة الأبناء والبنات والأخوة والأخوات بمادة شرعية مبسطة عن أحكام العيد والغاية منه .. بأسلوب مبسط محبب إلى النفس .. وحبذا لو كان مثل هذا الطرح بأسلوب متجدد ..
(مثال: تعليق بعض السنن والآداب المتعلقة بالعيد على باب غرفة كل فرد في المنزل – عمل مسابقة بسيطة بين الأبناء والبنات أو الأخوة والأخوات في تعداد هذه الآداب والأحكام وغيرها من الطرق التي تناسب كل بيت بحسبه ).
2- تجهيز أغراض العيد في وقت مبكر .. وعدم الانتظار حتى تحين ليلة العيد أو قبله بيوم أو يومين .. خاصة الأغراض التي يمكن أن تشرى قبل العيد بفترة مثل: الحلويات – مستلزمات المنزل – الملابس وغيرها ..
ومن الأفضل إشراك أفراد الأسرة في ذلك .. حتى يعتادوا على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار والمشاركة .
3- تدريب الأبناء والبنات على مسألة مقابلة الناس .. حيث تكثر اللقاءات الاجتماعية في أيام الأعياد ..
ويشكو كثير من الآباء والأمهات من عدم قدرة أبنائهم أو بناتهم مخالطة الناس بالشكل الصحيح أو عدم قدرة الابن على استقبال الضيوف ونحو ذلك .. والحق أن التقصير في الغالب من جانب المربي .. فإن هذا الطفل أو تلك الفتاة لم يعتد في صغره على شيء من ذلك ..
وقد جربت مع بعض أبناء إخواني أن نمثل مشهد بسيطا عن العيد واستقبال الضيوف .. وكان له أثر كبير عليهم في تعليمهم آداب استقبال الضيف .. وتقديم القهوة ونحو ذلك .. بأسلوب كان فيه الكثير من المرح والتحبيب للنفس ..
فلا تحرم أبناءك أو إخوانك هذه التربية .. مع التذكير بأهمية الرفق في مثل هذه الأمور ..
من الأمور التي يحسن تدريب الطفل عليها:
- السلام ورده
- التهنئة بالعيد وردها
- استقبال الضيف وإدخاله بعبارات الترحيب
- مراعاة حرمة المنزل وإقفال الباب الذي يكشف البيت .. والتأكد من خلو الطريق من المحارم ونحو ذلك قبل إدخال الضيف
- تقديم القهوة أو الطعام (للطفل الكبير)
- احترام آداب المجالس العامة (لا تشدد عليه كثيرا فيبقى الطفل يحكمه حب اللعب والحركة)
- تفخيم معنى الضيافة في نفسه وأنه بذلك يكسب الأجر العظيم من الله .. ويحسن ذكر قصة إبراهيم عليه السلام مع أضيافه .. فهي قصة نافعة جدا وفيها شحذ لهمة الأطفال للاقتداء بخليل الرحمن عليه السلام.
- لا تنس .. الأطفال قدرات ومواهب فلا تطلب من الجميع أن يكونوا بنفس المستوى .
4- عمل مسابقة تنافسية بين الأبناء والبنات والأب والأم وكل من في المنزل .. في أحسن غرفة مرتبة ..
مع توفير مواد خام للزينة .. (بالونات – أوراق رسم – ألوان – شريط لاصق – بعض الصور الطبيعية – علبة منديل ونحو ذلك مما يزين المكان )
مع مراعاة أن يكون ذلك قبل العيد بيوم أو يومين .. ضرورة مشاركة الوالدين أو الأخوة الكبار في مثل هذا المشروع .. حتى يؤتي ثمرته ..
5- إعطاء الأطفال الصغار من أبناء العائلة أو الجيران أو الأقارب أوراق رسم وألوان .. وتهيئة مكان مناسب وهادئ .. واطلب من الطفل أن يرسم أي رسمة تعبر عن العيد ..
ساعده بكتابة بعض العبارات العامة مثل كل عام وأنتم بخير .. تقبل الله منا ومنكم ..
(جربت هذه الطريقة في حلقة تحفيظ كنت أُدَرِّس بها .. وكانت النتائج مذهلة للغاية .. ثم طلبت من كل طفل أن يعلق هذه الصور في غرفته وغرفة والديه .. وكان لها أثر كبير على المنزل .. وإضفاء جو من السعادة لم يكن متوقعا) ..
حبذا لو ساهم الأب أو الأم أو الأخ الأكبر في شيء من ذلك ..
ملاحظة: إياك أن تضحك على رسم طفل من الأطفال أو تنادي أحد الكبار لتريه هذا الرسم المضحك .. فأنت بذلك تحطم كل معاني الفرحة في نفس هذا الصغير.. وليكن دأبك التشجيع دائما مع التوجيه غير المباشر ..
6- لو كنتم ستقومون برحلة أو نزهة برية أو بحرية خلال يوم العيد أو اليوم الذي يليه .. فيحسن بك الانتباه لما يلي:
- تحديد الأماكن المقترحة للزيارة أو التنزه (البر – البحر – استراحة – خيمة – حديقة .. الخ)
- المبادرة لحجز المكان أو التنسيق مع صاحبه إذا كان مما يخشى فواته
- التنسيق مع العوائل التي ستخرج معك من حيث الموعد وكيفية التحرك وعدد السيارات ونحو ذلك .. ( لا تترك منغصات تافهة تفسد عليك وعلى أبنائك متعة العيد)
- وضع برنامج مصغر وعام للرحلة أو النزهة .. من حيث مواعيد الانطلاق والعودة وبعض الألعاب الخفيفة التي تود إقامتها للأبناء (سأقوم بوضع بعض الألعاب مدعمة بالصور في موضوع مستقل إن شاء الله ) .. وحبذا لو يقوم الأخوات ببرنامج مماثل للنساء ..
- بعد أن وضعت البرنامج العام .. قم بتقسيم المهام على الجميع .. ولا تتولى بنفسك كل شيء .. (مثال: المواد الغذائية عند أبي فلان .. الفرش وأغراض الجلوس عند فلان .. ماء الشرب وماء الغسيل وأدوات التنظيف عند فلان .. برنامج الأطفال عند فلان .. وهكذا ..) ولا تقل نتركها لظروفها .. مع مراعاة عدم التشدد في البرنامج ومواعيد البدء ونحو ذلك ..
- من المستحسن جدا مشاركة الأبناء والبنات في الإعداد لهذه الرحلة أو النزهة .. كل بما يناسب سنه ..
- إذا لم تكن أنت المسؤول عن العائلة فتول زمام المبادرة .. ولا تيأس أمام عبارات التثبيط التي قد تواجهك .. بل قابلها بروح جميلة .. وتخطيط أجود .. وحتما سيطلب منك تولي التنسيق للرحلة القادمة !! اسأل مجرب

...أمل...
...أمل...
ثانياً : أفكار خلال يوم العيد
1- يحسن الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بساعة أو بوقت كاف .. خصوصا إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرا .. حيث تقوم بترتيب احتياجاتك قبل صلاة الفجر .. ويحبذ أن يقوم الصغار بالاغتسال قبل صلاة الفجر حتى لا يأخذوا وقتا طويلا بعد الصلاة .. مما يعني مزيدا من التأخير ..
2- بعد الصلاة قم بالاغتسال سريعا .. ثم تناول تمرات أنت وأفراد أسرتك تطبيقا للسنة المعروفة في عيد الفطر .. وتوجه لمصلى العيد أو المسجد .. ولا تقل بقي وقت طويل على الصلاة .. فالوصول المبكر يعني الراحة والاطمئنان ..
ملاحظة: الوصول المبكر مفيد جدا للأخوات .. حيث إن مكان النساء يمتلأ عادة بسرعة كبيرة
3- أخرج كل من في البيت لحضور الصلاة .. الأبناء والعاملين والخدم والسائقين .. بحسب الاستطاعة .. فالعيد لكل مسلم ..
4- أكثر من ذكر الله والتكبير بصوت مرتفع .. من بعد صلاة الفجر وحتى خروج الإمام للصلاة .. وشجع أبناءك على ذلك .. بالنظرة المشجعة واللمسة المشجعة .. والقدوة الحسنة ..
5- لا تنس ركعتي تحية المسجد إذا كنت ستصلي العيد في المسجد.
6- العيد مظنة الزحام والاحتكاك بأجناس الناس .. فكن قدوة حسنة صالحة في التعامل والرفق بالآخرين .. والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ..
7- ألق السلام على الآخرين وأظهر البشر والسرور لكل من تراه .. وتذكر!! تبسمك في وجه أخيك صدقة!!
8- أخرج معك مبالغ نقدية من فئات صغيرة .. وأكثر من الصدقة على الفقراء والمحتاجين .. فهو يوم عظيم من أيام الله ..
ملاحظة: يحسن أن تعطي أبنائك الصغار شيئا من أموال الصدقة أو يخرجوا هم من أموالهم الخاصة .. فله أثر كبير على نفوسهم.
- بعد الرجوع من الصلاة تختلف برامج الناس في الزيارات والعادات.. لكن تذكر:
1- جهز مكانا لاستقبال الضيوف للرجال وآخر للنساء في بيتك .. وجميل أن تجهز بطاقات لطيفة للمعايدة .. فيها تهنئة بالعيد وتذكير بصيام الست من شوال ..
2- تطييب الزائرين من الأمور التي تدخل البهجة في نفوسهم ..
3- ابدأ والديك بالتهنئة بالعيد .. وأدخل السرور في نفسيهما بهدية تشتريها قبل العيد مغلفة بتغليف جميل .. مزينة بعبارات المحبة والتقدير ..
4- الأخوة والأخوات لهم حق التهئنة بعد الوالدين ..
5- رسائل الجوال من الوسائل الحديثة في المعايدة .. فحري بك أن تميز رسالتك عن الآخرين .. بذكر اسمك .. والدعاء بقبول الصالحات .. والتذكير بصيام الست ..
6- جهز بعض الكتيبات أو الأشرطة بتغليف جميل وضعها في سلة مزينة في مجلس بيتك .. واجعل هدية منها لكل زائر.
7- مراكز رعاية الأيتام ومنازل الفقراء والمساكين .. تفتقر لبهجة العيد .. فلا تنسها من الزيارة مع أبنائك والهدايا معك قدر الإمكان.
8- لاشك أنك تعرف عاملا مسلما في بعد عن أهله .. قم بزيارته وتهنئته بالعيد .. فلذلك اثر كبير عليه .. وإدخال للسرور على نفسه .. ولك من الله عظيم الأجر والثواب (مجربة) .
9- نزهة الأهل والأولاد من الأمور المهمة .. فلا تغفل عن ذلك بالترتيب الجيد والإعداد المسبق.
10- لا تنس صلاة الليل من أول يوم من أيام العيد .. وتذكر أنك خرجت لتوك من شهر القيام والصيام.
11- أوص أبنائك وأهلك على صيام الست من شوال .. وذكرهم بأجر ذلك ..
.................................................. .................................................. ..............................
الموضوع الثاني:
أحكام وآداب وسنن وأخطاء وأفكار في العيد
سلمان بن يحي المالكي
العيد شعيرة إسلامية جليلة ، العيد مناسبة إيمانية جميلة ، العيد موعد ولقاء تتجلى فيه معان الإنسانية والاجتماعية والنفسية ، نعم .. العيد مظهر من مظاهر العبودية لله تعالى ، صلاة وذكر ودعاء ، تصافح وتآلف وتألق وتعانق , ود وصفاء وأخوّة ووفاء ، لقاء ات مغمورة بالشوق والعطاء والمحبة والنقاء .
إن هذا العيد جاء ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد مصلحاً مهدي الصفاء
العيد واحة سرور وبهجة وسط صحراء الحياة الجادة اللاهبة ، العيد واحة وارفة يستقبله المسلم بالفرح والعطاء والابتسامة والهناء ، نعم .. إنه عيد يغمر نفوس الصغار بالفرح والمرح ، والكبار بالشكر والذكر ، والمحتاجين بالسعة واليسر ، والأغنياء بالعطاء والمدّ ، يُمللأ القلوب بهجا وأنسا ، والنفوس صفاء وحبا ، فتُنسى فيه الأحقاد والضغائن ، ويحصل الجمع بعد الفراق ، والصفاء بعد الكدر ، والتصافح بعد التقابض ، نعم .. عيد تتجدد فيه أواصر الحب ودواعي القرب ، فلا تشرق شمس ذاك اليوم إلا والبسمة تعلو كل شفة ، والبهجة تغمر كل قلب .. عيد تبتسم له الدنيا ، أرضها وسماؤها ، شمسها وضياؤها ، فما أجمل العيد وما أجمل داعيه ..
* أحكام وآداب العيد ..
1. الفرح بنعمة الله تعالى بإكمال الطاعة وإتمامها والثقة بوعد الله تعالى بفضله ومغفرته " قل بفضله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
2. مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس ، كإظهار السرور وترويح البدن من كلف العبادة وغير ذلك في حدود الضوابط الشرعية .
3. مشروعية التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى دخول الإمام في مصلاه " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام
وصفته " الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد "
4. إخراج الزكاة وأنها طعمة للمساكين وطهرة للصائم من اللغو والرفث ، وأفضلية وقتها قبيل صلاة العيد ، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين .
5. استحباب الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود.. " الحديث
.
6. الأكل قبل صلاة عيد الفطر ، عن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات " وفي رواية : "ويأكلهن وترا"
.
7. العيد من أعظم الخيرات ، لذا يستحب التبكير في الخروج للصلاة أخذا بقول الله تعالى " فاستبقوا الخيرات " .
8. الخروج إلى المصلى ماشيا ، لأنه أقرب إلى التواضع فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال "من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا "
.
9. التهنئة بالعيد ، كقول " تقبل الله منا ومنك " وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك ".
10. الحرص على تحقيق السنة كمخالفة الطريق لما روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق "
11. حثّ الأبناء والصغار للخروج إلى المصلى وكذلك الحيّض وذوات الخدور من النساء ليشهدن الخير ودعوة المسلمين
12. تفقد الفقراء والمساكين وذوي الحاجة لزيارتهم وسد حاجتهم والوقوف بجانبهم ومشاركتهم فرحتهم
13. زيارة الأحباب والأصدقاء وأولى الناس بالتواصل والتزوار في هذا العيد المبارك أولوا الأرحام و" من أحب أن يُبَسط له في رزقه ويُنْسأ له في أثره فليصل رحمه ".
* أخطاء في العيد ..
1. اعتقاد البعض من الناس كون العيد من العادات الاجتماعية .
2. عدم إحياء ليلة العيد ليس بصلاة التروايح بل بصلاة الوتر .
3. إهمال صلاة الفجر أو النوم عنها بسبب الانشغال في ليلة العيد وقل مثل ذلك في صلاة الظهر .
4. الإخلال بشعائر العيد وآدابه وسننه .
5. التوزان الغير سوي في ليلة العيد ونهاره ، حيث السهر الطويل في الليل والنوم العميق طيلة اليوم .
6. الإغراق في المباحات والإسراف والبذخ في المآكل والمشارب .
7. الفخر والمباهاة والتكلف والاهتمام الزائد بالمظهر والمركب والملبس والمسكن .
8. الترويح المحرم من خلال الذهاب إلى الملاهي والأندية المحرمة وغيرها .
9. الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء من خلال الزيارات والمخيمات والحدائق العامة واللقاءات العائلية والرحلات البرية وغيرها .
10. خروج النساء متعطرات متزينات متبرجات .
11. اكتظاظ الأسواق والأندية العامة بالزحام وقضاء الساعات الطويلة فيها مع التعرض للفتنة والعياذ بالله .
12. التفريط في صلاة العيد وعدم اللامبالة بأهميتها وأنها سنة ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
13. الاستعداد التام وقضاء ليالي العيد وأيامه في الحفلات والمهرجانات الغنائية المحرمة .
* أفكار عيدية ..
1. تهيئة أفراد الأسرة المسلمة إلى أهمية الاستعداد الشرعي للعيد من خلال إيجاد أسلوب مبسط محبب للنفس قبيل العيد بيوم أو يومين ككتابة سنن وآداب العيد على باب غرفة كل فرد من أفراد الأسرة مثلا ، أو طرح مسابقة شيقة مفيدة تتضمن هذه الأحكام والآداب .
2. إقامة وليمة متواضعة صبيحة العيد لأفراد المجتمع أو الحي يتم من خلالها التعاون على البر والتقوى وإزالة السخيمة من القلوب وإظهار الفرح والتحدث بنعمة الله في ذلك اليوم .
3. تنظيم لقاءات أدبية وأمسايات شعرية هادفة على مستوى الفرد والمجمتع .
4. إقامة لقاء للأطفال يتخلله برامج ترفيهية ومسابقات ثقافية وألعاب فكاهية على مستوى الأسرة والعائلة والحي .
5. زيارة المرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا لهم لإدخال السرور عليهم ومشاركتهم فرحتهم بالعيد .
6. إقامة مخيمات دعوية جامعة للشباب والرجال والنساء والفتيات بالعربية والأجنبية .
7. إيجاد مصارف مباحة لتفريغ طاقات الشباب والأطفال الصغار أيام العيد ولياله .
8. التنسيق مع إمام مسجد الحي للذهاب في رحلة إيمانية إلى بيت الله المعظم لأداء عمرة لمن لم يتسنى له أداؤها في رمضان .
* أخي المسلم ..
تذكر وأنت تغادر منزلك صبيحة العيد وقد اجتمع أهلك واللتمّ شملك في أمن وآمان ورغد عيش وطيب حنان فالزوجة الحسناء بجوارك ، والأطفال الصغار من حولك ، وأنت في ظل ظليل ، ومنزل بالخير عميم ، متكئ على فراش وثير ، نعم .. تذكر أن هناك دموعا غارقة في لجج الليالي ، لا تعرف عيدا ولا العيد يعرفهم ، يتامى لا يجدون حنان أب ، وأيامى فقدوا رحمة زوج ، وجموعا كاثرة من إخوانك في العقيدة والدين شردهم الطغيان ، ومزقتهم الحروب ، يفترشون الغبراء ، ويلتحفون الخضراء ، ويتضورون في العراء ، يذوقون من البأس ألوانا ، وتجرعون من العلقم كيزانا ، فقر مدقع ، ومطالب قاسية ، يأتي العيد عليهم حسرةً في القلوب ودموعا تنهمر على الخدود ، فكن أخي المسلم أهلَ عطفٍ وإحسانٍ وكرم وجود ، امسح بكفيك الكريمتين الناعمتين دموعَ أولئك الحيارى ، وقدم لهم خيرًا وإحسانًا { وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } ليكن لهم من عيدك نصيبا ، و " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " جعل الله عيدنا وعيدك فوزاً برضاه ، ونجاة من ناره ولظاه ، وأن يجعلنا ممن قبل طاعاتهم وأعتق رقابهم .. آمين . وصلى الله وسلم نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم نلقاه .
.................................................. .................................................. ..............................
الموضوع الثالث:
أعمال مبرورة في أيام العيد
من أعظم العبادات بركة، وأكثرها أجراً، وأعمقها أثراً في نفس صاحبها :
العبادة وقت الغفلة، فالله عز وجل يحبُّ عبده الذي يقبل عليه بالطاعةِ وقت غفلة النَّاس عنها ..
لذلك نرى أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها حثٌّ على الطاعة وقت غفلة النَّاس عنها،
فقيام الليل خيرٌ من التنفل بالنهار، لغفلة النَّاس ونومهم فيه، وذكرُ الله تعالى في السوق يثاب صاحبه
عليه بآلاف الحسنات، لانشغال النَّاس بالبيع عنه، والهجوم على العدو إذا فرَّ الجيش أمر
يحبُّه الله، للانفراد الذي يقع من المجاهد فيه، وهكذا .
وإنَّ من أوقات الغفلة عند كثير من النَّاس : أيام عيد الفطر، حيث ترى كثرةَ المنتكسين، وانشغالهم عن الطاعة إلى المعصية، ورغبتهم عن كثير من الأعمال الصالحات، وانظرالمساجد في رمضان كيف تخلو في أيام العيد من أكثر روادها من المصلين، وانظر إلى الملاهي كيف تكتظ بالزائرين، ألا يدل ذلك على حَورٍ بعد كَور.
لذلك فإنَّ اللبيب من يغتنم هذه الأيام المباركات، التي شرع فيها الإكثار من ذكره ربُّ الأرضِ والسموات، فيحرص على أداء بعض الطاعات، التي بها ينال رضا ربِّه العزيز الحكيم .
فمن ذلك :
1-صلة الأرحام، وبلّ تلك الصلة بالسلام .
2-زيارة المرضى، الذين أقعدهم المرضُ عن الخروج للفرح مع ذويهم، وتخفيف شيءٍ من مصابهم .
3-المداومة على الصلوات المكتوبات حيث ينادى بها في بيوت الله تعالى، وخاصة صلاة الفجر،
حيث يقل شهود النَّاس لها، بسبب طول سهرهم .
4-الإكثار من الاستغفار، خاصة عند رؤية أهل الغفلة، وما أكثر ما يراهم المسلم في الأعياد !
5-زيارة الجيران، وخاصة من لا صلةَ لك بهم، فالعيد فرصة لزيارة من تَعَوَّدَ إغلاق أبواب داره .
6-قراءة القرآن، وحبذا لو يجعل المسلم لنفسه ختمة في هذه الأيام، فإنَّها أيامٌ يهجر فيها
القرآن عند كثير من المسلمين .
اللهم وفقنا لاغتنام المهلة، ونعوذ بك أن تأخذنا بغتة، اللهم سَلِّم سَلِّم
.................................................. .................................................. .........................
الموضوع الرابع:
تميز المسلمين بأعيادهم
لقد منَّ الله على المسلمين بأعياد ثلاثة: يوم في كل أسبوع (الجمعة) ويومين في كل سنة (عيد الفطر والأضحى)؛ يفرحون بهما بما أفاء الله عليهم من نعم وفضل، فكلا العيدين بعد إكمال عبادتين عظيمتين، ففي عيد الفطر يفرح المؤمنون بإكمال صومهم، وتوفيق الله لهم في قيام شهرهم؛ وفي عيد الأضحى يفرحون بحجهم، ويتذكرون ما سلف من تاريخهم، فيكثرون من عمل الخيرات، وتقديم القربات والمساهمة في المبرات، يدفعون عن الفقراء غوائل الفقر وكارثة العوز، وهم بذلك يتأسون بنيهم صلى الله عليه وسلم، ويتميز المسلمون بتلك الأعياد عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا )
وللعيد أحكام وآداب ينبغي لكل مسلم الاطلاع عليها للإتيان بالمندوب والمستحب وللاجتناب عن المنهي والمنكرات، وفيما يلي نشير إلى ذلكم باختصار:
أحكام العيد
صومه :
يومي العيد أيام فرح وسرور وأكل وشرب ومواساة الفقراء وصلة الأرحام؛ لذا ورد نص على تحريم صومه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين يوم الأضحى ويوم الفطر
.
حكم صلاة العيدين :
ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها؛ لقوله تعالى: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر } ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركها ولا مرة واحدة، بل أمر بإخراج النساء من البيوت لشهادتها، بينما من أهل العلم من ذهب إلى أنها فرض كفاية، وأقلهم من قال: أنها سنة مؤكدة.
وهي كالجمعة في شروط الوجوب والصحة عند كثير من أهل العلم فيما عدا الخطبة، فلا تقام إلا حيث تقام الجمعة. الإنصاف للمرداوي ج2/ص420، المجموع ج5/ص4، . الفروع ج2/ص109، الفروع ج2/ص109، الفروع ج2/ص109، الإقناع للماوردي ج1/ص54
تجب صلاة العيدين على من تجب عليه الجمعة، وقال جمهور العلماء إن وقت العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب الرؤية ويمتد إلى ابتداء الزوال. ويصلى العيدان في الحضر والسفر جماعة وفرادى.الروض المربع ج1/ص304
، المجموع ج5/ص4، حاشية ابن عابدين ج2/ص166، الدر المختار ج2/ص166، ارتفاع الفروع ج2/ص109
صفة صلاة العيد
صلاة العيدين ركعتان ركعتان تمام غير قصر، فهما أول شيء يبتدئ به الإمام في العيد، لفعله صلى الله عليه وسلم. ويكبر سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمسا في الآخرة سوى تكبيرات الركوع، ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ولا يقضي المسبوق تكبيرات الزوائد بل يتابع الإمام من حيث أدركه؛ لأنها سنة فات محلها كالاستفتاح. يكبر الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين التكبيرات استحباباً عند بعض أهل العلم.
ويقرأ بعد الفاتحة في الأولى ب { سبح اسم ربك الأعلى } وفي الثانية { سورة الغاشية }، أو سورة (ق) في الأولى و(القمر) في الثانية لفعله صلى الله عليه وسلم .
ثم يخطب الإمام بعد الصلاة لحديث أبي سعيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإذا كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه ، أو يأمر بشيء أمر به .. رواه البخاري 956.
والأفضل الاستماع للخطبة لما فيها من المواعظ والإرشادات ولكن يرخص الذهاب لمن أحب بعد الصلاة مباشرة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب ). إرواء الغليل3/96.
لا تشرع نافلة في مصلى العيد قبل ركعتي العيد ولا بعدهما بل يشتغل بالذكر حتى يخرج الإمام لعدم ورودها. سنن أبي داود (1301).
يدخل العيد برؤية هلال شوال أو استكمال رمضان، وإن غُمّ هلال شوال وأصبح الناس صياما ثم ثبت الهلال يفطروا من يومهم ثم يخرجوا للعيد في اليوم الثاني، لفعله .رواه الخمسة ، صحيح : الإرواء 3/102، ومن فاتته صلاة العيد فالراجح أنه يجوز له قضاؤها ركعتين.
يخرج العواتق وذوات الخدور والحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ولكن تفلات غير متبرجات ولا متطيبات، ويعتزلن المسجد والمصلى لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك . صحيح البخاري 324
آداب العيد:
يشرع للعيد جميع آداب المندوبة للمسلم من غض البصر والسلام على من عرف ومن لم يعرف وغيرها إضافة آداب حضور الجمعة والجماعات، ويسن له في العيد المشي والاغتسال وأكل تمرات قبل الخروج في عيد الفطر، والعكس صحيح في الأضحى، وأن يخالف الطريق، والتكبير من السنن العظيمة في يوم العيد: { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }، ويجهر بها الرجال دون النساء، ويبدأ وقته باستكمال رمضان ثلاثين يوما أو رؤية هلال شوال، وينتهي بالشروع في صلاة عيد الفطر.
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أياً كان لفظها مثل: تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة؛ لفعل الصحابة . قال ابن حجر إسناده حسن ، الفتح 2/446
ومن آداب العيد التجمل بلبس أحسن الثياب والتطيب حسب الإمكان للرجال، وإن خصص للجمعة والعيد بلبس فحسن إذ قد كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة . صحيح ابن خزيمة 1765
تنبيهات على بعض الأخطاء :
- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إحياء ليلتي العيد بشيء ، قال ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم ليلة النحر من المناسك: ( ثم نام حتى أصبح ولم يحي تلك الليلة ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيد شيء ) وحديث من (من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) لا يصح؛ لأن كلا طريقيه إما موضوع أو ضعيف جدا. انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني (520 ، 521).
- إن كثيرا من الناس يضيع في أيام العيد أو يتكاسل عن أدائها مع الجماعة، ويورد بهذا نفسه المهالك، حيث أدخلها فيمن همّ النبي صلى الله عليه وسلم بإحراق بيوتهم عليهم بالنار. رواه مسلم 651
- مما تساهل فيه الناس في الآونة الأخيرة اختلاط النساء بالرجال في المصلى والشوارع وغيرها ، ومزاحمتهن الرجال فيها، والمشروع انصراف النساء قبل الرجال، لذا يلزم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك .
- والمشروع للنساء أن يخرجن متسترات وغير متعطرات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) سنن النسائي ،ج8/ص153
- إن من المنكرات التي عمت وطمت في هذا الزمن الموسيقى والطرب ، وقد انتشرت في جميع وسائل النقل والاتصالات من التلفاز والإذاعة والسيارة والبيت والأسواق، بل وجدت طريقها إلى بيوت الرحمن عبر الهواتف المحمولة، وهذا من البلاء العظيم والشر الجسيم الذي يجب إنكاره بكل وسائل المتاحة، ويجب الحذر منه كل الحذر وخاصة في المناسبات الإسلامية؛ لأن حرمتها أعظم.
.................................................. .................................................. ..........................
الموضوع الخامس:
العيد ... لماذا؟ و كيف
و عندما نثير مسألة العيد فقد نتساءل ماهى فلسفته؟ و ما هى آفاقه؟ فالعيد هو معنى انسانى . و نحن لا نجد أمة من الأمم إلا و لها أعيادها الدينية و السياسية و الاجتماعية، و قد أصبح لدينا تقليد جديد و هى الأعياد الشخصية كعيد ميلاد الإنسان و عيد زواجه، و ما إلى ذلك ...
و عند ما نريد أن ندرس فكرة العيد فإنها تنطلق من مناسبة حيوية مهمة حيث يعيش الإنسان الفرح الكبير فيها، و يحاول أن يمد هذا الفرح من خلال ما يمد به المناسبة فى الذكرى تارة و فى الممارسة تارة أخرى، و لقد جاءت كلمة العيد فى القرآن فى الحوار بين عيسى و أصحابه حول المائدة التى يمنحها الله لهم، ليعيشوا الفرح فى معنى الكرامة الإلهية، و لتكون مناسبة يتذكرونها و يخلدونها مع الأجيال التى تلتزم نهجهم، و تعيش سر الكرامة فى حركتهم، و فى قاعدتهم و لذلك طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء و قالوا (تكون لنا عيدا لأولنا و آخرنا)
. أن تكون عيدا يحتفل به أولنا الذين عاشوا الكرامة، و يحتفل به آخرنا الذين يعيشون من بركة هذه الكرامة.
أعياد الاسلام:
و فى الاسلام عيدان فى المعنى المصطلح للعيد «عيد الفطر» و «عيد الأضحى» أما الأعياد الأخرى التى تذكر فهى تمثل الأعياد بالمعنى العام للعيد لا بالمعنى الشرعى للعيد. فلنقف مع عيد الفطر و نستوحى سر العيد فيه. و لعل أفضل كلمة قيلت فى معنى العيد، فى امتداد العيد بالزمن من حيث حركة هذا السر فى الإنسان هى كلمة على عليه السلام «انم

...أمل...
...أمل...
الموضوع السادس:
مغزى العيد الاجتماعي والإنساني
أما مغزاه الاجتماعي فهو ما يضيفه على القلوب من أنس، وعلى النفوس من بهجة وعلى الأجسام من راحة،
وما يدعو إليه من تجديد أواصر الحب بين الأصدقاء، والتراحم بين الأقرباء.
في العيد تتقارب القلوب على الود، وتجتمع على الألفة، ويتناسى الناس أضغانهم، يجتمعون بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر.
• وفي العيد من المغزى الاجتماعي تذكير أبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين عليهم حتى تشتمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وإلى هذا المغزى الاجتماعي العظيم يرمز تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى، إن في تقديم صدقة الفطر ليلته إطلاقاً للأيدي الخيرّة، فلا تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو شفاه الناس جميعاً.
• أما المعنى الإنساني في العيد، فهو أن يشرك أعداداً لا حصر لها من أبناء الشرق والغرب بالفرح والسرور في وقت واحد، فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك بالغبطة، وإذا بأبناء الأمة الواحدة على اختلاف ديارهم يشتركون في السراء كما يشترون في الضراء، ففي العيد تقوية لهذه الروابط الفكرية والروحية التي يعقدها الدين ين أبناء مختلف اللغات والأقوام.
• تلك هي بعض المعاني الاجتماعية والإنسانية في العيد، ومن ثم كانت الأعياد مظهراً واضحاً لهذه المعاني في كل مجتمع.
ومن أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها إذ تنطلق فيها السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها، والمجتمع السعيد هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروتها، ويمتد شعوره إلى أبعد مدى.
يوم كانت أمتنا تتذوق طعم السعادة في مجتمعاتنا، كان الأخ يفكر في ليلة العيد بجاره قبل أن يفكر بنفسه، ويقدم حاجة أولاد صديقه على حاجة أولاده.
• حدّث الواقدي قال: كان لي صديقان أحدهما هاشمي، وكنا كنفس واحدة، فنالتني ضائقة شديدة، وحضر العيد فقالت امرأتي: أما نحن في أنفسنا فنصبر على البأس والشدة، وأما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبي –رحمة لهم- لما عليهم من الثياب الرثة، فانظر كيف تعمل لكسوتهم ؟.
قال الواقدي: فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة عليّ، فوجه إليّ كيساً مختوماً في ألف درهم، فما استقر في يدي حتى كتب إليّ الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صديقي الهاشمي، فوجهت إليه الكيس بختمه، ثم أخبرت امرأتي بما فعلته فاستحسنته ولم تعنفني عليه، فبينما أنا كذلك إذا وافاني صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته، فقال لي: اصدقني عما فعلت بالكيس الذي وجهته إليك، فعرّفته الخبر فقال لي: إنك حين طلبت مني المال لم أكن أملك إلا ما بعثت به إليك، ثم أرسلت إلى الصديق الثالث أسأله المواساة فوجه إليّ الكيس الذي بعثت به إليه.
قال الواقدي: فتواسينا الألف درهم فيما بيننا: كل واحد ثلاثمائة، ثم أخرجنا للمرأة مائة درهم، ونمى الخبر إلى المأمون، فدعاني وسألني فشرحت له الخبر، فالأمر لنا بسبعة آلاف، لكل واحد منا ألف دينار، وللمرأة ألف دينار هذا هو التعبير الصادق عند سمو الأخلاق الاجتماعية في كل أمة.
أريد أن نقتصد في ضحكنا فتبدو على وجوهنا مسحة من الحزن الكريم الوقور ينم على مبلغ عنايتنا بقضايانا واهتمامنا بما يجري في وطننا من أحداث ونكبات.
.................................................. .................................................. .............................
الموضوع السابع:
عيدكم مبارك
تهنئة :
أخي الفاضل.. أختي الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ..
ثم إنه يسرنا أن نهنئكم بقدوم أيام عيد الفطر المبارك ، جعلها الله أيام عز للإسلام والمسلمين
أخي الحبيب.. أختي الحبيبة
من تأمل أحول الناس وعرف كيف يقضون أوقاتهم، وكيف يمضون أعمارهم، وخاصة أيام العيد والأولى منها بالذات، علم أن أكثر الناس محرمون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت ومن هنا يسعدنا أن نشارككم فرحة هذا العيد بقطوف من بستان النصح نهديها لكم، متمثلين بذلك قول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وذلك حتى يكون عيداً سعيداً بإذن الله..
نصائح وإرشادات:
في ليال العيد الأولى يكثر الازدحام والاختلاط في الشوارع والأسواق والأماكن الترفيهية، حاولوا أن تجنبوا أسرتكم مثل هذه الأماكن وفكروا كيف يمكنكم أن تغتنموا أيامكم بعيداً عن ذلك كله.
علموا أولادكم أن ليس معنى العيد الإسراف أو التبذير في المال والوقت، بل إن للعيد معنى أكبر من هذا بكثير، قال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال،.... وذكر منها: عن عمره فيم أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه .." رواه الترمذي.
قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع ومسؤول عن رعيته" الحديث، والأبناء من أغلى المسؤوليات وأعظم الأمانات رعاية وحفظا، فحافظ على ما أتمنكم الله عليه من الأولاد واحذروا من أن تسرق أماناتكم أو تخدش أو تمس بسوء.
يقول الله جل وعلا {والعصر، إن الإنسان لفي خسر} ويقول الأول:
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع
فإضاعة الأوقات فيما لا فائدة منه وإشغالها بمشاهدة أو حضور المحرمات أو المنكرات وأماكن اللهو وميادين العبث من أعظم التضييع لأمانة الوقت.
وعند الصباح يحمد القوم السرى.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بتاريخ 15 3 1420 ورقم 20856 عن
حكم إقامة المهرجانات والحفلات التي تتضمن اللهو والغناء والطرب.... وعن حكم حضور هذه الاحتفالات والمهرجانات ومشاهدتها؟
فأجابة: يحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة كالغناء والموسيقى واختلاط الرجال بالنساء وإحضار السحرة والمشعوذين ....وإذا تقرر أن أقامة هذه الحفلات والمهرجانات محرم فحضورها وبذل الأموال فيها وتشجيعها والدعاية لها كل ذلك محرم أيضاً لأنه من إضاعة المال والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه، ومن التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
أختي الكريمة.. نخصك بالخطاب، كما خصك الله تعالى عن خلقه فأكرمك بالحجاب، إن تميزك الحقيقي بعفافك، وعزتك في حجابك، فلا تهتكي ستر الله عنك بيديك فتخسري بذلك الدنيا والآخرة..
مقترحات :
زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فهي سبب دخول الجنة وحصول الرحمة قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه" رواه البخاري ، وللزيارات والرحلات العائلية في العيد شعوراً خاصاً، فشمروا في مضمار الخير عسى أن يكون لكم قدم السبق فيه.
الرحلات البرية.. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} وهذه الرحلات ذات طابع ترويحي مميز جداً، وخاصة مع هطول الأمطار واعتدال الأجواء، بعيداً عن الازدحام والاختلاط المفسدين، وأماكن اللهو والمنكرات.
زيارة المسجد النبوي الشريف، وأداء العمرة في الحرم المكي، فإن ذلك من أنفع ما استغلت به الأعمار قال صلى الله عليه وسلم" .. والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، ما اجتنبت الكبائر"
تنتشر الاستراحات الخاصة في كل مكان بعيداً عن أجواء الازدحام والضوضاء وهي تتميز بالترفيه الجيد مع المحافظة على خصوصية العائلة التامة.
يمكن للإنسان أن يستغل العيد بتقديم عمل لدينه يشهد له غداً عند الله، أو بالتدرب على مهارة مفيدة حتى يكون عضواً فعالا في أمته.
ضدان ما اجتمعا لطالب عزة *** شرف النفوس وراحة الأجساد
هناك من الناس من يعيش معنا هذا العيد دون أن يعيش فرحته وذلك لأن قلبه لم يحمل نور الإسلام بعد، ماذا قدمت لهؤلاء.. وهلا مددتم لهم أيديكم لتشعلوا في ظلام أرواحهم وقلوبهم قنديل الإيمان فيبصروا السعادة الحقيقية.
أخيراً:
أخي العزيز.. أختي العزيزة
لا تنسوا أن لكم أبناء آخرين، وإخوة آخرين، وعائلة أخرى.. يربطون بكم بأواصر هذا الدين فلا تنسوا في غمرة فرحتكم بهذا العيد أن تمدوا أيديكم لهم بالدعاء والصدقة والمعونة.
والله يتولاكم ويحفظكم ويرعاكم ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.................................................. .................................................. ............................
أحبتي الكرام أرجوا إفادتي بجميع مالديكم من أفكار
مميزه وجذابه تحتوي على مشاهد أو حوارات أو غيرها من الامور الملموسه
أرجوكم بسرعه لاني فعلا محتاجه
محتاجه لمشاهد كثير
الله يخليكم ساعدوني

...أمل...
...أمل...
الموضوع التاسع:
في العيد ملل فما الخلل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ..
وداعاً رمضان وداعاً شهر الخيرات والبركات وداعاً ضيف حلّ وارتحل كغمضة عين وانتباهتها وداعاً إلى أعوام عديدة وأزمنة مديدة .
رمضان ترفق دموع المحبين تدفق .. قلوبهم من ألم الفراق تشقق .. عسى من استوجب النار أن يعتق .. عسى من انقطع عن ركب المقبولين أن يلحق .. عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق .. عزم على الرحيل وبعد أيام ستحل علينا فرحة العيد وإشراقة شمس يوم جديد .
قف بالمصلى فهذا اليوم مشهود *** واسمع حديث الهدى فالقول محمود
عيد أتيت وشهر الخير منسلخ *** من بعد أن كان للقرآن ترديد
أتيت تحمل للصوام تهنئة *** ففيك جائزة الصوام ياعيد
أتيت ياعيد والأرواح مشرقة *** فللبلابل ألحان وتغريد
عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير .. الذكر والأنثى .. الغني والفقير .. لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة وفقد بعض المسلمين لذتها ورونقها وفرحتها ولذا ترى على بعض الوجوه في هذه الحقبة الزمنية وجوماً وكآبة واغتيالاً لفرحة العيد التي كان يعد لها في السابق منذ شهور ، وفي يومنا منذ أيام بل يمر على البعض كطيف من خيال ، هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد .. لايعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلا حرارة .. وابتسامة بلا روح .. بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً ، وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً ، ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور وتكبير وشكر لله على ما هدى للصيام والقيام ، وآخر حزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط والخير في الأمة مازال ولا يزال فأبشروا وأملوا والفأل الفأل والله يحب الفأل .
وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... أهدي هذه الكلمات .
إلى من أحسن الصيام والقيام ...إلى المقصرين والمفرطين في شهر رمضان ...
إلى التائبين والتائبات ... إلى الذين سكبوا العبرات وأطلقوا الزفرات في شهر الرحمات ...
إلى الذين ينادون بفصل الدين عن الحياة والتحررمن الدليل الشرعي ...
إلى الذين ينادون بالحزبيات والطبقيات ..للمتهاجرين والمتهاجرات ..للأقارب والأرحام والجيران ..
إلى المفتونين والداعين إلى حضارة الغرب وثقافة الكفر وحولهم يصفق الذباب ..
إلى طلبة العلم والدعاة والمصلحين ولجان الاصلاح ..
إلى أصحاب الصحافة والإعلام .. وأرباب القلم والتربية والتوجيه ..
إلى الذين اهتموا بالمظاهر والنقوش وأهملوا تربية النفوس..
فأقول إن العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وتظهر فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية فالجميع يلبي نداء صلاة العيد والجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف ، أرواح تتفادى ورؤوس تتعانق .. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء وأخوة ووفاء ، لقاء ات تغمرها حرارة الشوق واللقاء والمحبة والنقاء .
إن هذا العيد جاء *** ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد *** مصلحاً مهدي الصفاء
إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية وعادة من عادات الأمم لايتعدى اهتمام الاسلام به في غير قضية الصلاة بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة .. )(1)
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة (2) وأهدى عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم جبة وقال له تجمل بها للعيد والوفود (3) وغير ذلك من السنن والمباحات .
أيها الناس : ليس الإسلام محصوراً في أركانه الخمس بل ليس محصوراً في صفحة دينية من صحيفة تتضمن قصائد هابطة ومقالات تدعو إلى التحرر من مبادئ الإسلام والتشكيك في ثوابت ومسلّمات شرعية وعقلية و العقل السليم لا يعارض النقل الصحيح وأما السقيم فيجلب كل سقيم .
دنَّستْ أرضنا الحرام قرود *** ولدتها الذئاب في زي إنسي
نُرقِّع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يَبقى ولاما نرقع
يا قوم ..
متى تصل العطاش إلى ارتواء *** إذا استقت البحار من الركايا
وإنّ ترفع الوضعاء يوماً *** على الرفعاء من إحدى البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي *** فقد طابت منادمة المنايا
ليس من هدي الإسلام أن يحافظ الإنسان على الأذكار ثم يلعب بالقيم والأخلاق .
ليس من هدي الإسلام أن يسمع الإنسان خطبة الجمعة ثم يغدو إلى الشواطئ والبحار حيث اللعب واللهو الحرام .
ليس من هدي الإسلام أن يحمل الإنسان المصحف ثم يكون منعدم الإحساس كاتم الأنفاس لقضايا المسلمين .
ليس من هدي الإسلام أن يصلي الإنسان الفجر ويقرأ القرآن ثم يسحب قدميه إلى دور الربا والتعامل بالحرام .
ليس من هدي الإسلام أن نسمع الموعظة ونقرأ العلم ثم يكون التفاضح لا التناصح .. والغيبة لا النصيحة .. ليس من هدي الإسلام أن يَسأل الإنسان عن حكم معجون الأسنان للصائم ثم لا يسأل ولا يبالي بالتعاملات التجارية أهي حلال أم حرام .
ليس من هدي الإسلام أن نتعب الأقدام بالقيام والأبدان بالصيام في رمضان ثم في العيد نتحرر من كل حرام .. ليس من هدي الإسلام يا أمة الله أن تصلي القيام بالمسجد الحرام وغيره ثم تذهبي إلى الأسواق متعطرة متبرجة .. ليس من هدي الإسلام أن تخرجي إلى صلاة العيد امتثالاً لأمر الله ثم تعصينه في الخروج متزينة بأتم زينة .. الإسلام روح متكاملة ، روح وحياة ، عقيدة واستعلاء وجهاد سلوك وسياسة وتعامل وأخلاق ، ثقافة وإعلام وثوابت وقيم .. الإسلام هو كل شئ في حياتنا ..
نقل المسلمون للعالم كله الإسلام بشموليته فحركوا القلوب وأثروا في النفوس فدخل الناس في دين الله أفواجا .
هكذا الإسلام يا أهل الإسلام .. هكذا الإسلام يا دعاة التحرير .. هكذا الإسلام يا شباب الإسلام ..
هكذا كان المسلمون وهكذا ينبغي أن نكون مع أنه أساء بعض المسلمين إلى الإسلام بسوء أقوالهم وأفعالهم ، فشوّهوا صورة الإسلام في الداخل والخارج وصدوا الكفار عن الإسلام وضيقوا الدعوة إلى الإسلام لكن المستقبل والنصر لهذا الدين والشرف لمن أتى خادماً لهذا الدين .
إني أُبَشّرُ هذا الكون أجمعه *** أنّا صحونا وسرنا للعلا عجبا
بفتية طهّر القرآن أنفسهم *** كالأُسد تزأر في غاباتها غضبا
عافوا حياة الخنا والرجس فاغتسلوا *** في توبة لاترى في صفهم جُنبا
و العجب كل العجب والأسف كل الأسف بل المصيبة العظمى أن يأتي من بني قومنا ومن يتكلم بلغتنا فيكون داعياً بقلمه ولسانه وفيه بحجج واهية وأساليب ملتوية إلى مواكبة حضارة الكفر وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله ، ويظهر الإسلام في صورة العاجز عن مواجهة المشكلات والتمشي مع حضارة العصر أو أنه شيء قديم تراثي ، يريد أن ينتزع الإسلام من قلوب الرجال والنساء فيعيدهم إلى أرذل الحياة بلا دين ولا إيمان ، إسلام بلا إسلام مع أن جمعاً من الكفار يدخلون الإسلام أفواجاً والبعض منهم يخرج لقتال المسلمين في صف الكفار ثم يسلم ويكون في صف المسلمين بل إن أنظمة الكفر تقر تارة على حياء وأخرى على الملأ بأن الإسلام به صلاح الأفراد والمجتمعات فياليت قومي يعلمون فيفيقون ويتنبهون ويتيقظون ويتعظون وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ..!
يقيناً وقطعاً وجزماً بلا شك ولا مرية أنه لاصلاح للأفراد والمجتمعات إلا بالإسلام فمن سيكون السبب في ذهاب الإسلام وفساد الدين والقيم والمجتمعات ؟
وما نتاج بني الإلحاد مفخرة *** وإنما الفخر فيما وافق الدين
أنا مسلم وأقولها ملء الورى *** وعقيدتي نور الحياة وسؤدد
سلمان فيها مثل عمرو لاترى *** جنساً على جنس يفوق بمحتد
وبلال بالإسلام يشمخ عزة *** ويدكُّ تيجان العنيد الملحد
إن العقيدة في قلوب رجالها *** من ذرة أقوى وألف مهنّد
لله أسعى خاضعاً ومجاهداً *** ولغير ربي جبهتي لم تسجد
سنعيد للدنيا صباحاً مشرقاً *** ونضئ أنواراً بشرع محمد
ونعيد أمجاد الجدود وعزة *** شماء تسمو فوق هام الفرقد
ونقولها الله أكبر حسبنا *** وبمنهج الله المهيمن نقتدي
بالشرق أو بالغرب لست بمقتدي *** أنا قدوتي ماعشت شرع محمد
حاشاي يطويني سراب خادع *** ومعي كتاب الله يسطع في يدي
روح الحياة ونورها وجمالها *** من حاد عنه ففي ظلام سرمدي
أنا لست ممسوخ الدماغ مُكبَّلا *** فأضيع في حلك الوجود الأسود
ثم تأتي ثلة أخرى تزيد الطين بلة بحكايات وأعياد وخرافات ، ضعف بعض الناس عن امتثال أمر الله فكلفوهم بمالم يأمر به الله وفوق أمر الله ( ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ) (4) .
يا أيها الناس : أيُعقل أن نحتفل بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحتفل به صحابته الكرام ..
أيُعقل أن يرقص فيه الدجالون والخرافيون وينشدون وتتساقط عمائمهم كما تتساقط مبادئهم ..
أحسبتَ ديني سبحة وعمامة *** وقصائداً أطري بها المختارا
كلا فديني دعوة أبدية *** قد أنبتت في العالمين منارا
رُكزت بصحراء الحنيف وأُرضعت *** بدماء من قد بايعوا المختارا
يا أيها الناس : أيُعقل أن يحتفل الواحد بميلاده وقد قصّر في طاعة ربه وموجده أيّ مولد وأيّ حياة يفتخر ويفرح بها المرء .. { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلَنْا لَهُ نُورَاً يَمْشِي بِهِ في النّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ في الظُلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارجٍ مِنْهَا } .
أيُعقل أن نحتفل بتنظيف وتشييد المساجد وهي شبه خالية في صلاة الفجر والظهر من المصلين في أيام العيد بعد أن اكتضت بهم في رمضان .
أيُعقل أن نهتم بغرس الأشجار ونهمل في القلوب غرس الإيمان بوحي القرآن يا أهل القرآن ..
أيُعقل أن نعتني بتنظيف الطرقات والمنتزهات وفي القلوب أدواء وأمراض وأوباء ..
وبعد هذا كله فقد تلمست أسباباً لحال الناس في العيد وعدم التفاعل فيه واجتهدت في وضع العلاج والمقترحات تاركاً الموضوع لكل من يستطيع أن يفيد فيه بشيء من التفصيل وعلى الله قصد السبيل وبالبحث عن الأسباب نجد العلاج وبضدها تتبين الأشياء ولاشك أن الأسباب والمظاهر التي تضمنتها هذه الرسالة لا تتمثل إلا في شرائح من المجتمع معدودة وفئة قليلة من الأمة .
كلمات أخاطب بها الأمة جمعاً حيث إن مسئولية الإصلاح قاسم مشترك بين أفراد الأمة والعيد للأمة وحتى لا يتسع الداء ويموت الجسد وتغرق السفينة مع شي من الاستطراد والإطالة في مواضع منها لمسيس الحاجة وصعوبة فردها برسالة ، اغتناماً وانتهازاً للفرص .. لا لحشد المعلومات وملئ الأوراق اجتهدت فيها زمناً وهي تختلف باختلاف الأشخاص و الأماكن والأزمان قلة وكثرة ..
وإلا فالوعي والخير والتآزر والأخوة والمحبة والتصافح والإقبال على الله والتمسك بشرع الله وقوافل التائبين في كثرة وازدياد وكل ذلك يُلمس ويشاهد في أمتنا الغراء شبابها وشيبها ، رجالها ونسائها رغم تكالب أعدائها وشدة الوطأ عليها وكثرة مصابها وجرحها الغائر وتتابع الفتن عليها فلا يظن قارئها أن النظرة نظرة سوداوية قاتمة فنهلك ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ومع الفال لابد من بذل الأعمال والاعتراف بواقعنا وحجم مشكلاته دون تهويل أو تهوين و قد عرفتم الداء فها هي الأسباب .. وفي العيد ملل .. فما الخلل ..؟
• اعتباره عادة من العادات الاجتماعية عند البعض .
• التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه .
• السهر ليلة العيد وعكوف البعض على القنوات الفضائية مما يؤدي إلى النوم في النهار والسهر في الليل أيام العيد ولذا تجد البعض ينام النهار ويستيقظ الليل والآخر العكس فلا تكاد تعرف وقتاً مناسباً يُزار فيه الناس , فكان سبباً تذرّع به البعض في عدم التزاور والبعض ذهب لآخرين فوجدهم نائمين فكلّ وملّ وربما حنّ للذيذ النوم فكان من اللاحقين وهكذا الداء يسري والعلة تفري وتضيع فرحة العيد .
• الترف و الإفراط في الترفيه طوال العام حيث كان في السابق للعيد نعل وثوب جديدان يُدخلان على المرء فرحة العيد .
• التفكك الأسري المتمثل في قطيعة الأرحام ويتبعه قطيعة الجيران .
• الحساسية الزائدة عند البعض في التعامل مع الآخرين مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس خشية بعض الإحراجات ومعرفة أمورهم الخاصة والعامة .
• كثرة الأعياد البدعية حيث أصبح البعض كل وقت وكل شهر في عيد فزاحمت البدع السنن ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لاينقص من أوزارهم شيئاً .
• ضعف دور الأئمة و الخطباء في التذكير في هذا الجانب .
• ضعف الإيمان يبلّد الجنان وينتج عنه ما يلي :
أ _ تعود المعصية بلا شعور بألمها وقد يتلذذ بها .
ب _ لا فرق بين رمضان و غيره من الشهور في نظر البعض .
ج _ فقد الإحساس بكون العيد شعيرة ذات معان اختص بها المسلمون .
• ضعف المؤسسات الدعوية في المشاركة في هذه الشعيرة بما يناسبها كمكاتب الدعوة والمندوبيات وغيرها وغيابها في بعض الأماكن .
• الفهم الخاطئ لمعنى العيد .
• كثرة الأشغال والأعمال وتغير مجرى الحياة عما كانت عليه .
• الفخر والمباهاة والتكلف و الاهتمام بالمظهر مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس لعدم قدرة البعض مثلاً على لبس الغالي و النفيس وتزيين البيت بكل جديد وإعداد الولائم والموائد فأصبحت الحياة عند كثير من الأفراد والمجتعات حياة مظهرية في كل جزء من حياتهم حنى سيطرت على حياتهم سيطرة تامة بل كثير من الأنظمة والقوانين اهتمت بالظاهر ولم تهتم بتحقيق المصالح ، فجرّت المظهرية المصائب والويلات على الناس .. ديون متراكمة .. وضياع للأوقات .. وإهمال للأولويات تفكير وحيرة وإشغال للذهن .. انحراف وفتور وتنازلات في دين الله .. فخر ومباهاة وتحاسد وعجب وزحام وصخب وحياة متعبة ومعقدة .. إسراف وبذخ وترف وتميع ..كبر وغرور وحب تعال على الآخرين .. فرقة وقطيعة للأقارب والجيران وخاصة النساء .. مشاكل أسرية وفقد للأصحاب بل وصل الأمربالبعض إلى الطلاق لأجل قطعة من الثياب أو اختلاف رأي بين الزوجين في أمر مظهري _ ومن العجائب والعجائب جمة أن رجلاً طلّق زوجته لاختلافهما على لون المروحة وعوداً على الآثار _ هم وغم .. تشبه بالكفار والفساق .. تشبه للرجال بالنساء والنساء بالرجال والعجب كل العجب مانرى ونسمع من استخدام بعض الشباب الذكور لا الإناث أدوات تبييض البشرة وتلميع الجسد وصبغ الشعور تقليداً وبحثاً عن الجمال وتنافساً فيه وتغطية للنقص وستراً للعيوب ولفتاً للأنظار وتذمراً من البشرة السمراء .
لا يُزري السواد بالرجل الشهم *** ولابالفتى الأديب الأريب
إن يكن للسواد فيك نصيب *** فبياض الأخلاق منك نصيب
ركض وراء حضارة الكفر و أمور متشابهات ومسائل يجتمع لها العلماء ، تكلف في التعامل بين الأفراد وتأخر وعزوف عن الزواج ، غلاء في الأسعار واحتكار في السلع ، نهب للأموال ولعب بعقول الصبيان والشباب والنساء الباحثين عن كل جديد بل ارتكاب للمكروهات والمحرمات وانشغال عن الطاعات وبحث عن رخص العلماء لأجل البحث عن الجمال وحسن الوجه والهندام والمركب والمظاهر والأشكال بل وللأسف أصبحت اللحية عند البعض تشكل عائقاً من عوائق جمال الوجه وحسن المنظر فتارة تحلق وتارة تقصّر وتارة تنتف وللناس فيها فن واحتراف وخشية أن يقال ملتزم كما يقال فتزهد فيه النساء ويتركه الأصحاب فيتساهل في سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وهي واجبة من الواجبات ، هيبة وجمال وزينة الرجال وفي الحديث ( سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب )(5) ولولا خشيت الإطالة لذكرت من الأمثلة الكثير والكثير واللبيب بالإشارة يفهم وكل أدرى بأوان منزله وحياته بل وللأسف انتقل داء المظهرية حتى للعقلاء والفضلاء الذين عندهم من الأهداف السامية والغايات النبيلة والأعمال الجليلة ما يشغلهم عن تتبع تلك الأمور لكن الوسطية مطلب في جميع الأمور لا إفراط ولا تفريط والله جميل يحب الجمال بدون سفه ولا طيش ولا تبذير ولا ارتكاب لمحرم ومحظور والمقصد في كثير من الوسائل أن تؤدي المقصود على أحسن وجه كل بحسب قدراته وأحواله وظروفه المحيطة به (6) وكثير من الناس غلّب جانب المظهرية والمباهاة ولفت الأنظار على حسن أداء الوسيلة وجودتها بل على كثير من الأولويات ، فأين العقول يا أهل العقول .
أيعقل أن نتحرى النقوش ونهمل تربية النفوس ، فتحنا الأبواب والصدور وهيئنا الولائم لأصحاب المناصب والألقاب وللأثرياء والأغنياء وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء ..
وفي الحديث الصحيح ( إن الله لاينظر إلى صوركم و أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )(7) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم )(8) .
إخوتي وأحبتي : ماأجمل الحياة البسيطة والسهلة اليسيرة ...
ما أجمل الحياة بدون تكلف ولا مظهرية زائدة جوفاء ...
ما أجمل الحياة بدون ذلك الركام الهائل الذي تجره المظهرية على الأفراد والمجتمعات ...
ومن أسباب ضعف فرحة العيد ومظاهره :
• ترك بعض العادات والتقاليد الطيبة في العيد غير المخالفة للشرع .
• عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد .
• التقاطع والتدابر والحسد ولّد ضعفاً في الأخوة والمحبة وتفاقم الجفاء ومن ثم انعكس ذلك على تلك الشعيرة .
• ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس والله المستعان .
• أصبحت الروابط في بعض المجتمعات مادية و مصلحية بحتة خالية من المودة والشفقة والعاطفة والأخوة الحقة بل أصبح شغلهم الشاغل السعي وراء المال حتى في أول يوم من أيام العيد حيث إننا نجد كثيراً من المتاجر مفتوحة على خلاف سنوات مضت لاتكاد تجدها مفتوحة بل إن الناس كانوا قديماً يدّخرون الخبز وكثيراً من المأكولات لأيام العيد .
• عدم المبالاة بالآخرين ومشاركة الناس في أفراحهم .
• السفر للخارج للنزهة أو هروباً من اللقاءات الأسرية أو نتيجة لضعف فرحة العيد في بلده
• كثرة الملاهي المحرمة وإن كان يتتخللها فرح لكن يعقبه ضيق وحسرة وكدر .
• عدم التجديد في نمط العيد .
• عدم توجيه بعض الأباء للأسرة والأبناء .
• اعتقاد البعض بأنه قد امتنع عن بعض المحرمات في رمضان فيعوّض عن مافات أو بمعنى آخر يمتع نفسه بعد أن منعها من كثير من الأشياء ويوجد التبريرات لنفسه حتى تولّد عند البعض الشعور بأن ارتكاب بعض المحرمات أمر يتساهل فيه في العيد ويختلف الناس في ذلك فالبعض ينزل درجة عما كان عليه في رمضان والبعض درجات ولذا تجد من الناس عندما يرتكب شيئاً من المحرمات أو التقصير في بعض الواجبات أو اقتراف شيء من المكروهات فتناصحه فيتعجب ويتذمر ويجيب ( بأن الأيام أيام عيد وفرح فلا تشدد على الناس .. ) وحاله : { كَالتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْد قُوَةٍ أَنْكَاثاً } .
معشر الأخوة والبنين عرفتم الداء والأسباب وإليكم الدواء .. وقد تقدم الخلل .. فما العمل .؟
• التربية الإيمانية الصادقة مضمونة ثابتة أكيدة لكنها طويلة شاقة تحتاج إلى جهود متظافرة ومن ذلك :
أ _ إرجاع الناس إلى دين الله وتعليق القلوب بالله ولن يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به أولها .
ب _ السعي إلى تصفية القلوب وتنقيتها وتزكيتها وصدق الله { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } وصدق المصدوق صلى الله عليه وسلم ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) رواه البخاري .
• استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات .
• إدخال الفرح والسرور على الأطفال وإشعارهم بعظم أيام العيد .
• تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة .
• الاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات فيما بينهم واصطحاب الأولاد في ذلك لأجل ربطهم بأقاربهم والتعرف عليهم وهذا أمر يتساهل فيه كثير من الآباء فإذا توفي انقطع الأولاد عن الأقارب ولم يعرف لهم ذكر .
• إحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد :
أ_ إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين .
ب_ التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام ويكون في البيوت والمساجد والطرق والأسواق وفي الحديث ( زيّنوا أعيادكم بالتكبير )(9) وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يأتي الإمام (10) ..
والتكبير من أظهر الشعائر في العيد { وَلِتُكَبّرُوا الله عَلَى مَاهَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تِشْكُرُونْ } لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام ، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب .
يا أيها الجيل جاء العيد فانطرحوا *** لله شكراً ويا أهل الغنى جودوا
فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء لكن البعض قصر فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر ، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس فمابين ميت وآخر على فراش الموت وثالث مشغول بدنياه وآخر في الأندية و المنتزهات والاستراحات وخامس غارق في الأسواق بالمعاكسات والمطاردات وثلة أخرى غارقة في شرب المسكر والمخدرات والناس في النهار صيام وفي الليل قيام وآحسرتاه .. وآسفاه .. بل الأدهى والأطم أن نرى بعض تلك الصور وهي قلة من الشباب والفتيات حول حرم الله من ضيوف الله والآباء والأمهات ساجدين لله أيعقل هذا !
فائدة : قال بعض المفسرين : والشكر يكون بالقول كالتكبير الذي يتضمن الحمد والشكر ويكون بالفعل كزكاة الفطر ولبس أحسن الثياب (11) .
ج_ أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري .
د _ الخروج إلى المصلى مشياً وردعن عثمان رضي الله عنه قال : ( من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً ) رواه الترمذي .
ه_ الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلمكما في صحيح البخاري .
و _ خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى .
ز _ الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب .
ح_ السواك ورد عن عثمان رضي الله عنه

...أمل...
...أمل...
والآن لنبدء بجمع الاشعار:
الشعر الأول:
العيد في عيون الشعراء
عز الدين فرحات
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
شكلت المناسبات الإسلامية مادة خصبة للشعراء منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وتفاوت إحساسهم به قوة وضعفُا، عبادة وعادة، وأخذ هذا الاهتمام مظاهر عديدة، ومن هذه المناسبات، -إن لم يكن من أهمها- مواسم رمضان والحج والعيدين ؛ فهي تتكرر كل عام مع اختلاف الظروف والأحداث التي قد تمر بالشاعر خاصة أو تمر بالأمة الإسلامية عامة، وقد تفاعل الشعراء مع الأعياد تفاعلاُ قويًا ظهر في أغراض شعرية منوعة منها:
1- تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:
من ذلك قول ابن الرومي:
ولما انقضى شهر الصيام بفضله *** تجلَّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ
كحاجبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه *** يشيرُ لنا بالرمز للأكْلِ والشُّرْبِ
وقول ابن المعتز:
أهلاً بفِطْرٍ قد أضاء هلالُه **** فالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّرِ
وانظرْ إليه كزورقٍ من فِضَّةٍ *** قد أثقلتْهُ حمولةٌ من عَنْبَرِ
2- حقيقة معنى العيد:
وقد يغفل كثير من المسلمين عن المعنى الحقيقي للعيد فيظنوه في لبس الجديد واللهو واللعب فقط، وإن كان ذلك من سمات العيد ولكن هناك أمورًا أخرى ينبه إليها أبو إسحاق الألبيري حول حقيقة معنى العيد؛ فيقول:
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك
كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك
ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك
وهو قول ينم عن عمق معرفة بحقيقة العيد، وكونه طاعة لله وليس مدعاة للغرور والتكبر.
ويستغل الشاعر محمد الأسمر فرصة العيد ليذكر بالخير و الحث على الصدقة فيه تخفيفًا من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد؛ فيقول:
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا
أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا
فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعا الإله لهذا والرسول معا
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
وهذا الشاعر الجمبلاطي يستبشر خيراً بقدوم العيد، ويأمل أن يكون فرصة لمساعدة الفقراء والمكروبين حين يقول:
طاف البشير بنا مذ أقبل العيد *** فالبشر مرتقب والبذل محمود
يا عيد كل فقير هز راحته *** شوقاً وكل غني هزه الجود
وللشاعر يحيى حسن توفيق قصيدة بعنوان «ليلة العيد» يستبشر في مطلعها بقوله:
بشائر العيد تترا غنية الصور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر
وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظر
ويستمر في وصفه حتى يختمها بقوله:
ياليلة العيد كم في العيد من عبر *** لمن أراد رشاد العقل والبشر
والعيد ما هو إلا تعبير عن السعادة التي تغمر الصائمين بنعمة الله التي أنعمها عليهم باكتمال صيام الشهر الفضيل يقول محمد بن سعد المشعان:
والعيد أقبل مزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا
فليهنأ الصائم المنهي تعبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
3- تهاني الشعراء للملوك بالعيد:
ويلاحظ المتتبع لموضوع العيد في الأدب العربي أن المدائح بمناسبة العيد قد شغلت حيزاً كبيراً من أشعار العيد، وأن بعضها يعتبر من غرر الشعر العربي. ومن هذه القصائد رائية البحتري التي يهنىء بها الخليفة العباسي (المتوكل) بصومه وعيده ويصف فيها خروجه للصلاة :
بالبر صمت وأنت أفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بعيد الفطر عيداً إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر
وقال المتنبي مهنئًا سيف الدولة عند انسلاخ شهر رمضان:
الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ
وفي قصيدة أخرى مطلعها:
لكلِّ امرىءٍ من دهره ما تعوّدا *** وعادةُ سيفِ الدولةِ الطَّعْنُ في العِدا
ويهنئ سيف الدولة بالعيد فيقول:
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا
ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحداً كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختها *** وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
4- الشكوى وندب الحال:
ولا يخلو العيد في كثير من الأحيان من منغصات قد يتعرض لها الشاعر خاصة في نفسه أوأهله وقد عبر كن ذلك كثير من الشعراء في قصائد خلدها التاريخ، يكاد من يقرؤها يشارك الشاعر معاناته ويلامس صوره وأحاسيسه، ولعل أشهر ما قيل في ذلك دالية المتنبي في وصف حاله بمصر والتي يقول في مطلعها:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ جِئْتَ يا عيدُ *** بما مضى أم بأمْرٍ فيكَ تجديدُ
أمّا الأحِبة فالبيداءُ دونَهم *** فليت دونك بيداً دونهم بيدُ
وما شكوى المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه، وحبسه في (أغمات) بخافية على أي متصفح لكتب الأدب العربي؛ حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ *** يغزلن للناس لا يملكن قطميرا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ *** فعاد فطرك للأكباد تفطيرا
ويبث الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين شكوى أيام صباه الأولي في قصيدة رائعة قال فيها:
العيدُ أقبلَ تُسْعِدُ الأطفالَ ما حملتْ يداه
لُعَباً وأثواباً وأنغاماً تَضِجُّ بها الشِّفاه
وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه)
فيعودُ في أهدابه دَمْعٌ ، وفي شفتيه (آه)
ويقول في قصيدة أخرى:
هذا هو العيدُ ، أينَ الأهلُ والفرحُ
ضاقتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟!
وأينَ أحبابُنا ضاعتْ ملامحُهم
مَنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا؟!
وفي قصيدة ثالثة يقول:
يا عيدُ عرِّجْ فقد طالَ الظّما وجَفَتْ *** تِلكَ السنونُ التي كم أيْنَعَتْ عِنَبا
يا عيدُ عُدنْا أعِدْنا للذي فرِحَتْ *** به الصغيراتُ من أحلامنا فخبا
مَنْ غيّبَ الضحكةَ البيضاءَ من غَدِنا *** مَنْ فَرَّ بالفرحِ السهرانِ مَنْ هَربَا
لم يبقَ من عيدنا إلا الذي تَرَكَتْ *** لنا يداهُ وما أعطى وما وَهَبا
من ذكرياتٍ أقَمنا العُمرَ نَعصِرُها *** فما شربنا ولا داعي المُنى شَرِبا
يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَذَتْ *** منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا
وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُم *** يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا
هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمسِ تملؤُهُ *** بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟..قد ذَهَبا
5- العيد خلف قضبان السجن:
ويتعرض بعض الشعراء لمحنة السجن والانقطاع عن الأهل والأحباب والأبناء، ويأتي العيد؛ وهم خلف القضبان، فتثور في نفوسهم الذكريات؛ فهذا الشاعر عمرو خليفة النامي الذي كتب قصيدته (يا ليلة العيد) وهو بين قضبان السجون يصوّر فيها ما يعانيه هو وأحباؤه من مأساة الظلم والطغيان، فما أشد ما يلاقيه الشاعر وهو في زنزانة ضيقة تطوف بخاطره وخياله صورة أطفاله وأبنائه وهم ينتظرونه في ليلة العيد، حتى يصور الشاعر نفسه كأنه يبصر أولاده والدمع ينهمر من أعينهم شوقًا إليه، فكيف تكون فرحة الأطفال بالعيد والآباء يرسفون في السلاسل والقيود؟‍:
يا ليلة العيد كم أقررت مضطربًا *** لكن حظي كان الحزن والأرق
أكاد أبصرهم والدمع يطفر من *** أجفانهم ودعاء الحب يختنق
يا عيد، يا فرحة الأطفال ما صنعت *** أطفالنا نحن والأقفال تنغلق
ما كنت أحسب أن العيد يطرقنا *** والقيد في الرسغ والأبواب تصطفق
إنها مشاعر جياشة تثور مع عودة العيد على المعتقلين في السجون خصوصًا إذاكان السجن ظلمًا، فتثور الذكريات ويعيش كل منهم ذكرياته مع الأهل والأصدقاء والأطفال، يقول الشيخ إبراهيم عزت في يوم العيد:
اليومَ عيد
قد عشتُ فيه ألفَ قصةٍ حبيبةِ السِّمات
أردِّدُ الأذانَ في البُكور
أراقبُ الصغارَ يمرحونَ في الطريقِ كالزُّهور
وهذه تحيةُ الصَّباح
وهذه ابتسامةُ الصديقِ للصديق
الكلُّ عائدٌ بفرحةٍ تطلُّ مشرِقة
من الشفاهِ والعيون
ودارُنا ستنتظر
صغيرتي ستنتظر
والشُّرفةُ التي على الطريقِ
تسمَعُ الصدور
تعزفُ الأشواقَ
تعصِرُ الأسى
هشامُ لن ينام
قد كان نومه على ذراع والده
نهادُ لن تذوقَ زادَها
لأنها تعوّدتْ أن تبدأَ الطعامَ من يدِ الأسير
شريكةُ الأسى بدا جناحُها الكسير
تُخَبِّئُ الدُّموعَ عن صغارِها
وحينما يلفُّها السُّكون
سترتدي الصَّقيع
كي تقدّمَ الحياةَ للرضيع
أما الأهل في خارج السجن فلم يكن حالهم بأفضل من حال من بداخله حيث يصف الطاهر إبراهيم ذلك حين يقول:
يا رب هذا العيد وافى والنفوس بها شجون
لبس الصغار جديدهم فيه وهم يستبشرون
بجديد أحذية وأثواب لهم يتبخترون
ولذيذ حلوى العيد بالأيدي بها يتخاطفون
وهناك خلف الباب أطفال لنا يتساءلون
أمي صلاة العيد حانت أين والدنا الحنون؟
إنا توضأنا -كعادتنا - وعند الباب (أمي) واقفون
زفرت تئن وقد بدا في وجهها الألم الدفين
ورنت إليهم في أسى واغرورقت منها العيون
العيد ليس لكم أحبائي فوالدكم سجين
6- حال المسلمين ومآسيهم:
لم تعرف الأمة في عهودها السابقة حالة الاستضعاف التي شهدتها في القرن الماضي، لذلك كثر وصف الشعراء لمآسي الأمة وأحزانها خصوصًا كلما عاد العيد ومن ذلك قول الشاعر عمر بهاء الدين الأميري:
يقولونَ لي: عيدٌ سعيدٌ، وإنَّهُ *** ليومُ حسابٍ لو نحسُّ ونشعرُ
أعيدٌ سعيدٌ !! يالها من سعادةٍ *** وأوطانُنا فيها الشقاءُ يزمجرُ
وقوله:
يمرُّ علينا العيدُ مُرَّا مضرَّجاً *** بأكبادنا والقدسُ في الأسْرِ تصرخُ
عسى أنْ يعودَ العيدُ باللهِ عزّةً *** ونَصْراً، ويُمْحى العارُ عنّا ويُنْسَخُ
وشكوى الشاعر عمر أبو الريشة :
يا عيدُ ما افْتَرَّ ثَغْرُ المجدِ يا عيد *** فكيف تلقاكَ بالبِشْرِ الزغاريدُ؟
يا عيدُ كم في روابي القدسِ من كَبِدٍ *** لها على الرَّفْرَفِ العُلْوِيِّ تَعْييدُ؟
سينجلي لَيْلُنا عن فَجْرِ مُعْتَرَكٍ *** ونحنُ في فمه المشْبوبِ تَغْريدُ
أما الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي فيقول في قصيدته (عندما يحزن العيد) راثيًا حال الأمة الإسلامية بما يشاهده من معاناتها:
أقبلت يا عيد والأحزان نائمة *** على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمِّ ألوان؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة *** وللدُّمى مقل ترنو وآذان؟
ثم ينتقل إلى الجرح الذي لم يندمل، والذي يؤرق الأمة الإسلامية ألا وهو جراحات مقدساتها العظيمة التي سلبها عدوّها لما نام عنها راعيها من المسلمين فقال:
من أين والمسجد الأقصى محطمة
آماله وفؤاد القدس ولها؟
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
دروبنا جدر قامت وكثبان؟
وبعدها يشتاق قلب الشاعر إلى إخوانه وأحبائه وأهله إلى كل من لم يطعم الراحة والهناء تحت ظل الأمة الإسلامية ليواسيهم، ويواسي جراحات قلبه وآلام نفسه فيقول:
أصبحت في يوم عيدي والسؤال على ** ثغري يئن وفي الأحشاء نيران
أين الأحبة وارتد السؤال إلى *** صدري سهامًا لها في الطعن إمعان؟
وعندما سُئل الشاعر محمد المشعانُ عن العيد ماذا يقول له ؟ أجاب سائله وهو يتحسر على ما آل إليه حال أمته الإسلامية من التفرق والخصام قائلاً:
ماذا تقول لهذا العيد يا شاعر؟ *** أقول: يا عيد ألق الرحل أو غادر
ما أنت يا عيد والأتراح جاثمة *** إلا سؤال سخيف مرَّ بالخاطر
ما أنت يا عيد والعربان قد ثكلوا *** جمالهم والمراعي وانتهى الماطر ؟
ما أنت يا عيد في قوم يمر بهم ** ركب الشعوب وهم في دهشة الحائر
وتتفاعل الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان مع أخواتها اللاجئات الفلسطينيات بين الخيام لتصور مأساتهن وما يعانينه من آلام التشرد واللجوء في يوم العيد فتقول:
أختاه, هذا العيد رفَّ سناه في روح الوجودْ
وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيدْ
وأراك ما بين الخيام قبعتِ تمثالاً شقيًّا
متهالكاً, يطوي وراء جموده ألماً عتيًّا
يرنو إلى اللاشيء.. منسرحاً مع الأفق البعيدْ
أختاه, مالك إن نظرت إلى جموع العابرينْ
ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفينْ
من كل راقصة الخطى كادت بنشوتها تطيرُ
العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرورُ
أطرقتِ واجمة كأنك صورة الألم الدفينْ?
وتذكر الشاعرة أخواتها بالعيد أيام الطفولة حيث المرح واللهو الطفولي في يافا وغيرها من مدن فلسطين التي استولى عليها المحتل الغاصب، وحرم أهلها من الابتسامة وفرحة العيد:
أترى ذكرتِ مباهج الأعياد في (يافا) الجميلهْ?
أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفولهْ?
إذ أنت كالحسون تنطلقين في زهوٍ غريرِ
والعقدة الحمراء قد رفّتْ على الرأس الصغير
والشعر منسدلٌ على الكتفين, محلول الجديلهْ?
إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيبِ
تتراكضين مع اللّدات بموكب فرح طروبِ
طوراً إلى أرجوحة نُصبت هناك على الرمالِ
طوراً إلى ظل المغارس في كنوز البرتقالِ
والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوبِ?
أما اليوم فلا تجد الفلسطينية غير الذكريات، ذكريات الطفولة تعيشها بين دموع فقد الدار والطرد والتشريد:
واليوم; ماذا اليوم غير الذكريات ونارها?
واليوم, ماذا غير قصة بؤسكنَّ وعارها؟
لا الدار دارٌ, لا, ولا كالأمس, هذا العيد عيدُ
هل يعرف الأعياد أو أفراحها روحٌ طريدُ
عان, تقلّبه الحياة على جحيم قفارها?
ثم تصرخ وكأنها تقرر حقيقة مُرَّة وهي أن هذا العيد ليس لهم إنما هو للمترفين الذين لم تحركهم مأساة أخواتهم المشردات في الخيام المطاردات على الحدود في كل مكان هؤلاء الذين يحتفلون بالعيد ويفرحون به دون شعور بهذه المآسي إنما هم ميتو الإحساس والشعور، إنه عيد الميتين:
أختاه, هذا العيد عيد المترفين الهانئِين
عيد الألى بقصورهم وبروجهم متنعمين
عيد الألى لا العار حرّكهم, ولا ذلّ المصيرْ
فكأنهم جثث هناك بلا حياة أو شعورْ
أختاه, لا تبكي, فهذا العيد عيد الميّتين!

...أمل...
...أمل...
الشعر الثاني((نثري)):
أهلاً بكَ يا عيد
إسلام شمس الدين
عدتَ يا عيد ..
عدت إلينا من جديد ..
بنفحاتك النورانية ، و نسماتك الإيمانية ، بعبيرِ البهجة في كفيك ، بسُحُب الرحمة في طيات عباءتك ، بالفرحة البريئة تملاً وجهك الصَبِيح ، بكل معاني الحب و السلام و الجود و العطاء .
عدتَ يا عيد ..
لم تخلف وعدك أو موعدك ..
رُغم الأسوار التي تحجبنا عنك ، و الحواجز في طريقك إلينا ، و الحدود التي تفصل بيننا .
عدتَ يا عيد ..
عدت و ما تهيأنا بعدُ لقدومك ؛ ما أعددنا أنفسنا لاستقبالك ..
فما زالت الوجوه شاحبة ، و العيون باكية ، والضحكات ميتة ، و الفرحة مبتورة ، و الأحلام مسروقة ، و الآمالُ مشنوقة على جدرانِ انكساراتنا .
عدتَ يا عيدُ و مازال الأقصى في الأسرِ يئنُ ، و بغدادُ تجاهد لتضميد جراح اغتصابها ، و أمتنا تنعي حالها ..
عدت و مازلنا غرباء في أوطاننا ؛ غرباء في ديارنا .
عدتَ يا عيد ..
عدتَ و في القلبِ ما فيه من الأحزان ، و في النفسِ ما فيها من الهموم .. تسكننا إحباطاتنا ، و تكسرنا جراحنا ، و يفرقنا شتاتنا .. تظللنا غيومٌ قاتمة ، تطاردنا أشباح القهر و الهزيمة ، يصاحبنا الأسى أينما كنا .
عدتَ يا عيد و نحن كما نحن ؛ غارقون في فوضى الهزيمة .
و رغم كل هذا ..
أهلاً بك يا عيد
نقولها لك فرحين مستبشرين .
سنفتح لك أبوابنا مرحبين ؛ سنفتح لك قلوبنا ليتسلل إليها قبسٌ من فرحتك .
سنحتفل بقدومك ، ونعلقُ أوراق الزينة على الشرفات ، و نضئ دوربنا بمصابيحك ؛ لعلك تضئ قلوبنا برحمتك .
سنرتدي أزهى ثيابنا ، و نأخذ زينتنا متوجهين لأداء صلاتك .
سنتبادل التهانئ بقدومك ، نتصافح بقلوبنا قبل أيدينا ؛ نتعانق ليسري الدفء في صدورنا ؛ نتزاور لنعمر بيوتنا بالمحبة و السلام .
سنصحبُ الصغار إلى الحدائق و المتنزهات ، نمنحهم ( العيدية ) و الحلوى ، سنطلق العنان لضحكاتهم و ضحكاتنا لتصبغ الحياة بألوانِ جديدة .
و عندما يحين رحيلك يا عيد ..
سنودعك و في النفوس بقايا من أصداءِ ساعاتك القليلة ، و شعائرك الجميلة ، و فرحتك الغامرة .
سنودعك على أمل أن تعود العام القادم في نفس موعدك ؛ و قد تهيأنا لاسقبالك .
أما الآن ..
فنقولها لك بكل الفرحة و الحب ..
أهلاً بك يا عيد
أهلاً بك رُغم أنف الأحزان و الهموم و الآلام و الجراح و الإحباطات و الانكسارات .
أهلاً بك رُغم أنفِ سارقي البسمات و مغتالي الأفراح و هادمي الأحلام .
أهلاً بك رُغم القبح المتغلغل في حياتنا .
أهلاً بك يا عيد
أهلاً بك يا عيد

مقال وصفي
بحث