- مرحبا اخواتي الفرشات
- من نام فاستيقظ عالماً!!
مرحبا اخواتي الفرشات
من نام فاستيقظ عالماً!!
جورج مولي ميكانيكي محبوب يعرفه الجميع. وذات ليلة احتفل مع أصدقائه بعيد ميلاده السابع والثلاثين حتى ساعة متأخرة من الليل. وحين خرج رأى في السماء ضوءاً يشبه النيزك يسيرباتجاهه. وقد أسره المنظر حتى اقترب منه الضوء وضربه في وجهه. وفوراً غاب عن الوعي وظل في الشارع حتى حمله الناس إلى المستشفى..
انتشر الخبر بسرعة في بلدة هارمون الصغيرة وانقسم الناس بين مصدق ومكذب.. أما مولي فلاحظ في نفسه تغيرات إيجابية بعد الحادث، فقد نما لديه حب الاستطلاع إلى حد كبير. وبدأ يقرأ بنهم ويحفظ كل ما يقرأ من أول نظرة.. ليس هذا فحسب، بل أصبح موهوباً في تعلم اللغات واستنباط المعادلات وغدت حواسه بالغة الرهافة لدرجة انه توقع حدوث إحدى الهزات الأرضية.. والأغرب من هذا كله أصبح يمتلك موهبة غريبة تتمثل في قدرته على تحريك الأشياء عن بعد بحيث أصبح يقلب صفحات الكتب بمجرد النظر إليها!!
شعر أهل البلدة أن مولي أصبح موسوعة علوم متحركة. وفي الوقت الذي تنبؤوا له بمستقبل علمي زاهر زادت لديه حوادث الإغماء (ورؤية فلاشات الضوء) وذات مرة أغمي عليه في الشارع فحمله الناس إلى المستشفى وهناك دخل في غيبوبة طويلة. وحين استيقظ صارحه الأطباء بالحقيقة.. فقد اكتشفوا أنه يعاني من ورم خبيث في المخ سيؤدي إلى وفاته بعد أيام قليلة.. وهو ورم غير معروف ولكنه وراء الطفرة الفكرية والعقلية التي مر بها!!
هذا هو ملخص رواية "الظاهرة" التي تحولت إلى فيلم بعنوان (phenomenon) قام ببطولته "جون ترافولتا"..
ورغم أن القصة (مبالغ بها بعض الشيء) إلا أنها تعتمد على حالة طبية نادرة. فهناك أورام غريبة قد تحدث طفرات مفاجئة في عقل الإنسان. وهناك حوادث إغماء يستيقظ بعدها المرء وقد علم أشياء جديدة.. وفي حالات صرع كثيرة يتحدث الشخص بلسان أعجمي غير مسبوق. ومعظمنا سمع عن أناس رأوا أشخاصاً صالحين ثم استيقظوا وقد امتلكوا مواهب غريبة..
سنل ابن سيرين مرة كيف أصبحت بارعاً في تفسير الأحلام فقال:رأيت في المنام كأني دخلت الجامع فإذا بمشايخ ثلاثة ومعهم شاب حسن الوجه فقلت للشاب: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا يوسف وهؤلاء آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
فقلت: علمني مما علمك الله.. قال: ففتح فاه ثم قال: انظر ماذا ترى؟
قلت لهاتك.. ثم فتح فاه مرة أخرى فقال انظر ماذا ترى؟ قلت: أرى قلبك. فقال: عبِّر ولا تخف فأصبحت وما قُصّت عليّ رؤيا إلا وكأني أنظر إليها..
ولعل بعضكم سمع بالمستبصر الهولندي بيتر هوركورس.. فهذا الرجل يملك موهبة غريبة أتاحت له الكشف عن العديد من الجرائم الغامضة.
وعمله هذا يصنف ضمن موهبة "القيافة" أو السيكومتري. فقد كان يكفيه الإمساك بشيء من متعلقات الضحية (كمعطف أو ساعة يد) فيسرد معلومات صحيحة عن الضحية وكيف قتلت وأين دفنت. وهذه الموهبة ظهرت لديه فجأة حين سقط من الدور الرابع (وهذا ليس فيلماً) فنقل إلى المستشفى بغيبوبة وحالة مزرية. وبعد عدة أيام استيقظ فاقداً للذاكرة ومصاباً بصداع حاد ويسمع أصواتاً غريبة. ثم سرعان ما اكتشف انه يعرف معلومات صحيحة عن أي شخص بمجرد لمس أحد متعلقاته الشخصية. وحسب زعمه أن متعلقات المرء تولد في ذهنه صوراً وأحداثاً تتعلق بالشخص لا يعرف كيف تأتي إليه!
.. ما حدث لابن سيرين وأيضاً ليبتر هوركورس يذكرني برأي الإمام الغزالي في كيفية استيعاب العلوم ..
ففي كتاب إحياء علوم الدين يرى الغزالي أن استيعاب العلم يتم بطريقتين:الأولى من خلال الحواس العادية (كالسمع والبصر) والثانية فتح من الله يلقيه في قلب الإنسان فيستيقظ وقد وعى!
دمتم بحفظ الله
ومشكورة اختى على المجهود