- وفي ذلك الجو الذي اعتاد عليه ..
بسم الله الرحمن الرحيم حبيباتي الفراشات هذه اول قصة لي اكتبها في حديقة زهورنا هذه
واتمنى من الجميع تشجيعي ، لأكمل لكم البقية من قصصي
يقبع ذلك المجهول في ركن مظلم من تلك الزنزانة المظلمة في جواً يسوده الهدوء التام .. والكآبة الموحشة ...
تسمع فقط قطرات الماء الواحدة تلو والأخرى .. مكونة بقعة ماء لا يستطيع حتى من خلالها رؤية وجهه بسبب الظلام الدامس ..
ويؤنسه في تلك الوحدة صفير الفئران التي تجاوره في ذلك السكن .. والتي أصبحت تمل منه ظناً منها انه اصبح جزء من جدار ذلك الركن .. الذي رسم عليه الكثير من الخطوط والرموز التي شهدت عصوره الحزينة ..
وفي ذلك الجو الذي اعتاد عليه ..
إذ بخيط صغير من الضوء يشع من ثقب صغير في الجدار .. خيط صغير جداً .. !! أهمله ذلك المجهول أو بالأصح تجاهله لكي يقنع نفسه بأنه احسن حالاُ في تلك الزنزانة الوهمية التي حبس فيها نفسه .. ولكنه كان من فينة وأخرى يلتفت وينظر حول الثقب حتى لا ينبه ذلك الضوء بأنه ينظر إليه . . . ."
قرر اخيراً بعد ان تنشط فضوله ان يكتشف بنفسه ، ما هو ذلك الضوء ؟؟
جلس على ركبتيه وظل يحبو ببطء شديد نحو ذلك الشعاع .. حيث انه ظل فتره كبيره لم يمشي على ساقيه حتى تعكفا تقريباً .. ثم تراجع يحدق في ذلك الضوء ، بعد أن شده منه صوتاً غريب ينبعث من ذلك الثقب ..
ثم ما لبث أن اكمل طريقه وهو يحبو بمشاعر غريبة .. كسيرة وحزينة مشوشة لا هوية لها .. وظل يقترب اكثر فأكثر والصوت يعلو ويتزايد والنور يقوى ويقوى ..!!
إلى حين وضع يديه حول ذلك الثقب .. مفجراً بتلك اللمسة الجدران الوهمية لتنطلق الأشعة من كل مكان مجهره إياه حتى لم يعد يستطيع أن يرى شيئاً .. وظل يدور ويدور حول نفسه باحثاً عن ملجأ يخبئ به عيناه التي أعماهما النور ...
وما لبث أن وقف على قدميه الضامرتان وظل يركض بقوة إلى أن اصطدم بشيء .. امسكه من يديه وظل يشدهما بعيداً عن عيناه ..
نظر وإذا به في حديقة يانعة وأشجار بيضاء وأناس يلبسون وشاحات يرقصون بها ..
صرخ أين زنزانتي ..؟؟؟
أريد العودة لها .. لا أريدكم .. لقد خضت تلك التجربة كثيراُ ولا أريد خوضها مرة أخرى .. وظلت عيناه تنزفان بدمعاً ظل محبوساً ومدفوناً بصدره دهوراً طوال ..
سكت فجأة وقال :
هل أنا ابكي ..؟؟ ولماذا ..؟؟ .. والتفت ونظر في نفسه وإذا به يلبس وشاحاً مثلهم وقال بشدة ..
ما أسمي ..؟؟ من أكون ..؟؟ لقد عشت وحيداً أعوام طوال مجهولاً أين كنتم ..؟؟؟ أين كنت أنت ؟
ثم حدق في وجهه قائلاً من تكون حتى يحق لك أن تخرجني من زنزانتي وتبعثني إلى هذا المكان وتلبسني هذا الوشاح ..
.. رد بصوت خافت أنا ..(( الأمل )).. !!
أنا الأمل الذي شع من صدرك دون أن تشعر .. طالباً به الخروج من وحشتك .. من آلامك .. من تشاؤمك الدائم ..
أخيراً ضحك المجهول ،، وقال ( لقد انتظرتك طويلاً) ...
ثم ضحك الأمل وقال :.. يالي سعادة ذلك المجهول .. لقد لقي حظاً لم يحالف الكثيرين .. لقي الأمل برغبة صادقه نبعت من نفسه الكسيرة .. وجد أناس حملوا على عاتقهم .. إخراجه من تلك الدوامة ..
تلك العزيمة جعلته جديراً بأولئك الناس .... هذا هو الأيمان الصادق بأن الله لا ينسى أحد من عباده .. وأنه لا يجتمع أيمان وتشاؤماً قط ...
تمت ،،،،،،،،،،،
مشكورة ياقمر