الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
دلع سبيع
28-04-2022 - 08:58 pm
  1. نهر الحب ( دراما سعودية )

  2. ((( الفصل الأول )))

  3. ((( الفصل الثاني )))

  4. ((( الفصل الثالث )))

  5. ((( الفصل الرابع )))

  6. ((( الفصل الخامس و الأخير )))


نهر الحب ( دراما سعودية )

((( الفصل الأول )))

وقعت أحداث هذه القصة مابين الرياض وشقراء و نيوجيرسي ... كانت هناك أسرتان تقيمان بسلام في أجواء مفعمة بالحب والتعاون ... هما الأخوان سعود المحمد وشقيقه عبدالرحمن وأمهم العجوز شيخة ( أم سعود ) ... سعود الابن الأكبر لديه أربعة أطفال ( بندر – فوزان – سلمى – ماجد ) وعبد الرحمن الابن الأصغر حديث عهد بالزواج ولديه ( ريم ) فقط ... كان يحب زوجته كثيرا وابنته ...وكانوا جميعا يسكنون في بيت كبير تحيط به مزرعة كبيرة تعود ملكيتها للعم محمد وهو الجد الذي توفي قبل سبع سنوات تاركا زوجته وولديها ...سعود يعمل مدرس في القرية لذلك فهو لا يغيب عنها كثيرا ...أما عبد الرحمن فكان يعمل في شركة لصناعة البلاستيك بالرياض في الصباح وفي المساء كان يدرس في الجامعة تخصص اقتصاد ليحصل على شهادة جامعية ...نظرا لظروفه هذه قررعبد الرحمن أو كما تسميه أمه (دحيم ) أن يسكن في شقة قرب عمله بالسليمانية ليرتاح من الترحال يوميا ...انتقل عبدالرحمن وأسرته إلى الرياض وترك مدينته التي ترعرع فيها ... كان بين الحين والآخر يقوم بزيارة شقراء مسقط رأسه ... كبرت ابنته ريم وصارت تلعب مع أبناء عمها وخصوصا مع سلمى التي تكبرها بعامين وماجد والذي ولد قبلها بأربعة أشهر ... كان الأطفال يفرحون بمقدم ريم الصغيرة من الرياض كل أسبوعين لتلعب معهم ولأنها كانت تحضر حلوى لذيذة لم تكن تباع في متاجر القرية .... كانوا جميعا يحبون أن يجعلوا يوم قدوم عبدالرحمن وزوجته يوما مميزا ... فكان سعود يحضر خروف من المزرعة ويقوم بالشواء خارج أسوار المنزل بالقرب من ( العريش ) وهي استراحة صغيرة تقام أمام منازل المناطق الزراعية وتقوم زوجته مزنة بإعداد الطعام والشاي والقهوة بينما يقوم الأبناء والجدة بترتيب المنزل .... ذات يوم كان بندر وفوزان يلعبان في بركة المزرعة فقد كان الجو حار فأرادا أي ينتعشان في مياه البركة العذبة ويستمتعان بحفيف أشجارها وهديل الحمام يعلو فوق الشجر ... كان اليوم الخميس حيث يكون عبد الرحمن وأسرته متواجدين في القرية ويستمتعون بالقيلولة في أجواء هادئة بعيدة عن صخب الرياض وضوضاء شوارعه المزدحمة ... كانا الولدان بارعان في الغطس واللعب في الماء لكن ذات مرة كان فوزان يهم بالخروج من البركة فارتطم رأسه بماسورة المياه والتي تغذي البركة لم يحس بنفسه إلا والدنيا تدور من حوله وهاهو يسقط مرة ثانية في البركة و سرعان ما صرخ بندر من الفزع وحاول مساعدته لكن فوزان ثقيل الجسم فهو ممتلئ بعكس بندر الذي كان نحيل لدرجة كبيرة ... تدارك نفسه بسرعة وانطلق للمنزل وعيونه مليئة بالدموع ليستعين بالجميع لينقذ فوزان ... كان يصرخ بصوت ربما سمعه سكان القرية ... أيها ناس فوزان يغرق في البركة .... أخرجوه بسرعة أخرجوه ..... استيقظ الجميع بسرعة وتوجه سعود وعبد الرحمن مذعورين إلى البركة قفز عبد الرحمن في الماء وسعود يستعد لسحب فوزان للخارج ... بدأ الوالد يمسك بيد الولد الذي كان غائبا عن الوعي ومصفرا والدم يتدفق من رأسه ورفعه عبد الرحمن بسرعة ليخرج خارج البركة .... وضعوا فوزان على الأرض وبدأ عبد الرحمن يحاول إخراج الماء من بطنه لكن لا حضوا النزيف الغزير المتدفق من رأسه بل وازرقاق لونه الذي زاد من مخاوفهم ... قال العم عبد الرحمن : سعود احضر السيارة إلى هنا فلا بد أنا نذهب بسرعة لمستوصف القرية .... الأب سعود كان مصاب بالسكر فكاد أن يسقط عليهم لولا رحمة الله بهم ... تمالك نفسه وأحضر السيارة بسرعة وركبها عبد الرحمن وانطلق مع فوزان ووالدة لمستوصف القرية ... الكل في البيت كانوا يبكون وخائفين على وضع فوزان الصحي .... وصلا الأخوان المستوصف وحملوا فوزان للداخل فكان وقت استراحة الطبيب حمدي الذي كان يغط في نومه ... أسرع علي موظف المستوصف للطبيب حمدي ليخبره بالحالة الطارئة وطرق باب شقته بسرعة ... فنهض مسرعا واستعد وخرج للمستوصف فوجد الطفل فوزان أمامه حمله وادخله غرفة الطوارئ بمساعدة الممرضات ووضعوه على السرير وبدئوا متابعة حالته الصحية ... كان عبد الرحمن وسعود خارجا في غرفة الانتظار والخوف يسيطر على ملامحهم وقلوبهم تدعوا الله أن ينجي فوزان وأن لا يحرمهم منه ...
خلال ربع ساعة خرج الطبيب حمدي مكفهر الوجه و توجه للإخوان في استراحة المستوصف سلم عليهم ثم سأل أين والد فوزان ؟؟ نهض والده سعود بسرعة وقال : أنا أيها الطبيب ... قال له الطبيب : أدع لأبنك بالرحمة ... عظم الله أجركم لقد توفي منذ نصف ساعة .... لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله رددها عبد الرحمن لكن سعود سقط مغشيا عليه ... صرخ عبد الرحمن .... سعود .... سعود ... حمله الطبيب وعبد الرحمن بسرعة وتلقى إبرة أنسولين من الطبيب حمدي ... أخذ الطبيب يصبر الأخوين ويعزيهم .... غادرا المستوصف وتوجها للبيت .... تلقى الجميع الخبر بحزن عميق وقلوب تفطرت من الألم وعيون فاضت بحرا من الدموع ... رحمك الله يا فوزان .... مضى عام على وفاة فوزان وبدأت الجروح تلتئم شيئا فشيئا ... زوجة عبد الرحمن مضاوي حامل بالشهر الثاني فحلف أنه إذا رزق بولد سوف يسميه فوزان ... استمر الوضع المتعارف عليه والزيارات والعلاقات الحميمة بينهم على وضعها السابق بل كل يوم تزيد أواصر المحبة والألفة بين أفراد العائلة ...

((( الفصل الثاني )))

نحن الآن في الرياض وقد مضت حوالي سبع سنوات ...حصل فيها عبد لرحمن على الشهادة الجامعية في الاقتصاد وترقى في وظيفته بعد أن كان مجرد موظف سجلات ...أنجبت زوجته مضاوي صبيا سمي فيما بعد فوزان وهو الآن يبلغ من العمر حوالي ست سنوات أما ريم فقد أصبحت فتاة جميلة تبلغ من العمر العاشرة وتدرس في الصف الرابع الابتدائي ... كان الوقت صباحا وهو بداية عام دراسي جديد ... كان فوزان طالبا جديدا في الصف الأولى لم تشفع له دموعه أو صرخاته أن يجلس في البيت فأبوه يصر أن يذهب للمدرسة منذ اليوم الأول لكي يعتاد على تحمل المسؤولية وعدم الهروب من الظروف منذ الصغر ... ريم وفوزان التحقا بمدرسة خاص في السليمانية بجوار عمل والدهم الذي تعهد بتوصيلهم في طريقه ونظرا لأنه يخرج من العمل متأخرا ترك المهمة ظهرا لحافلة مدارسهم لتكمل الرحلة ... مضاوي زوجته خريجة ثانوية عامة وحين تزوجت لم تكمل تعليمها العالي نظرا لانشغالها بتربية الأطفال ... قلت زيارة عبد الرحمن وأسرته لشقراء لعدة أسباب منها وفاة والدته شيخة وكثرة أعماله في شركة البلاستيك بالرياض حيث أصبح موظف في الإدارة نظرا لكفاءته الأكاديمية وخبرته القديمة في المصنع ... كان صاحب المصنع الشيخ طاهر صديق يثق في عبد الرحمن كثيرا لدرجة أن بدأ يصبح قريبا منه يوما بعد يوم ... لم يكن لشيخ طاهر سوى ابن أخت وحيد سافر منذ سنوات ليعمل في إحدى السفارات السعودية بالخارج .... ولم تكن العلاقة أيضا جيدة بينهما نظرا لخلافات مالية قديمة بين الشيخ وأخته ...
فكان كثيرا ما يعتبر عبد الرحمن ابنه الذي ليس من صلبه على حد قوله .... بالنسبة لعائلة سعود فهذا ابنه بندر يدرس في المرحلة الثانوية وسلمي في الصف السادس أما ماجد الطفل العبقري كما يسمونه فهو في الصف الرابع .... بندر ذات يوم حضر من المدرسة يبكي ودخل لغرفته فذهب خلفه والده يسأله ما به ... قال حصلت في الكيمياء يا أبي على درجة واحدة فقط ... استشاط الوالد غضبا وبدأ يضرب بندر الذي أخذ يصرخ ... أبي لم أفهم شرح الأستاذ .... رد عليه الوالد : ألم أذاكر لك أنا أيضا ؟؟!! قال : بلى يا أبي لكن تدرس مادة التوحيد الابتدائية ولا أفهم شي من شرحك للكيمياء !!!
قدمت مزنة مسرعة بعد أن سمعت الصوت حيث كانت تعد الغداء في المطبخ : ماذا حصل يا رجل ؟؟؟ !!! سوف تقطع الولد بهذا الضرب !! الأب : هذا بسبب إهمالك فأنتي لا تتابعين الولد جيدا حين أكون بالخارج ...
الأم : سامحه هذه المرة وسوف أتابعه بحرص المرات القادمة أعدك بذلك لك اترك الآن .... جاء يوم الخميس فدخل عبد الرحمن على أسرته عادة من المصنع فدخل وهو مبتسم ومتحدثا للأطفال : ريمي ... فوزي لمن تريدون أن نذهب اليوم ؟! قال فوزان : للملاهي .. قال الأب : لا سوف نذهب لها الأسبوع القادم ... ردت ريم : ربما سنذهب لعمي سعود ... أجاب الوالد : أحسنتي يا ابنتي إنك تشبهيني كثيرا في ذكائك ... أجابت الأم : وماذا تقصد بهذا ؟؟!! قال : بدأ الاستجواب يا أولاد ..... ضحكوا جميعا وأخذوا يستعدون جميعا للرحلة ... أخذوا ألعابهم وبعض الحلوى خصوصا التي كان يحبوها أبناء سعود فقد اعتادوا تناولها مرات عديدة عند حضور عبد الرحمن وعائلته من الرياض ... كانت سلمى وريم صديقات رغم السنتين اللتان تفصل بينهما فكانت تفرح كثيرا لحضورها وكذلك ماجد الذي أحب ريم المرحة وكثيرا ما كانا يتشاكسان في اللعب .... كان دائما يحس أن ريم قريبة إلى تفكيره وعمره وكانا أحيانا يرددان أناشيد المدرسة معا لأنهما في الصف نفسه .... مرت الأيام و سارت عجلة الزمن .... أصبح العم سعود مديرا للمدرسة الابتدائية بالقرية وكبر الأبناء تخرج بندر من الثانوية العامة لكنه لم يحصل على نسبة تأهله لدخول الجامعة نظرا لتدنيها ... فأقترح العم عبد الرحمن أن يجد له وظيفة بالمصنع حتى يعتمد على نفسه ويساعد والده على ظروف الحياة ...

((( الفصل الثالث )))

انتقل بندر للعيش عند عمه عبد الرحمن لكي لا يشق عليه الطريق كل يوم ذهابا وإيابا بسبب أن الوظيفة الجديدة تقع أيضا في الرياض بمصنع الشيخ طاهر ... ذات يوم عندما أراد بندر زيارة أهله بشقراء استوقفه في الطريق عابر سبيل رجل في الأربعين من عمره يحمل حقيبة يريد أن يوصله لمنطقة تقع بالقرب من القرية ... بكل رحابة صدر وشهامة العربي اركبه معه بالسيارة .... بدأ يحدثه عن نفسه أنا اسمي حمد رجل غريب عن المنطقة قدمت من قرية بعيدة لصديق لي قرب شقراء وليس لدي سيارة أوصلني رجل إلى بداية الطريق السريع مشكورا وتركني لعابري الطريق ليحملوني معهم لكي أكمل رحلتي .... كانوا يسيرون في وقت ما قبل المغرب وبدأت الشمس تدلف لخدرها فإذا هاتف الرجل الجوال يرن فجأة فطلب من بندر التوقف عند المحطة لتزود بالطعام .... كانت السيارة تحتاج إلى وقود أيضا فتوقفت السيارة ونزل الرجل وبندر مازال جالسا في السيارة والحقيبة معه تأخر الرجل في الرجوع نزل بندر وسأل عنه فقال العامل الهندي جاءت سيارة مسرعة وركب فيها !! استغرب بندر ثم توجه للسيارة ينتظره مستغربا أنه نسي الحقيبة وحين بدأت مخاوفه تتزايد ... فجأة إذا بسيارة الدورية في المحطة برفقه سيارة البحث والتحري و بندر لا يزال جالسا وينزل منها شرطيان مسلحين ويقتربا من بندر ... بندر استغرب هذا الأمر كان الشرطي يريد منه النزول وعدم المقاومة نزل مستسلما ... قال له الشرطي : السيارة مشتبه بها ... قال بندر : ماذا أنا لم أفعل شيئا وهذه السيارة لا يوجد بها شي فتشوها .... أمسك به الشرطي والبقية قاموا بتفتيش السيارة لم يجدوا شيئا سوى الحقيبة التي احضرها الرجل ... صرخ بندر : الرجل الغريب هو من أحضر هذه الحقيبة إنها ليست لي ... قال الشرطي : نتفاهم لاحقا : أنت الآن متهم بترويج هذه الحقيبة من الرياض إلى خارجها ونحن نتابعك من بداية ركوب ذلك الرجل معك ... أخبرنا من هو و وأين هرب و إلا اعتبرناك الفاعل .... صدم بندر صدمة ألجمت لسانه وأوقفت تفكيره ... هل أنا في حلم !!! رددها بندر الذي اركبه الشرطي الدورية والآخر يقود سيارته وتوجهوا إلى المركز لعمل التحقيقات معه .... وضع بندر في السجن وعلم والده وعمه بالأمر فتوجهوا للضابط المسئول ليعرفوا ملابسات الحادثة ... كان سعود وعبد الرحمن في قمة الحنق على بندر فكيف تثق في أي شخص وتوصله معك ... أفرض أنه قتلك أو سرق سيارتك !!!! لم يكن بندر في وضع يجعله يتقبل اللوم بل كان مهموما حزينا في الكارثة التي حلت به ......

((( الفصل الرابع )))

في مركز الشرطة دخل سعود وشقيقة عبد الرحمن إلى الضابط فاخبرهما بملابسات القضية وأن سير التحقيق يستدعي احتفاظهم ببندر بعض الوقت نظرا لحساسية وضعه وحتى تثبت البراءة بشكل رسمي ... استمرت قضية بندر حوالي شهر حتى ثبتت براءته رسميا ... فرحت أسرته وأسرة عمه بهذا المناسبة الجميلة ... قرر بندر وأسرته أن يعود للعمل كاتبا في مديرية البلدية التابعة للشقراء ويترك وظيفته الجديدة بالرياض ... سلمى وريم قريبتان إلى بعض بشعور أكبر من مجرد قرابة ... كانتا شبه التوأمان ... كانت سلمى تلاحظ بعض الاهتمام الزائد من ريما لماجد حيث أنها دائما ما تتعمد أن تدخل سيرته في أحاديثهن الخاصة .... صارحتها يوما سلمى بما تترجمه تصرفاتها أحمر وجهها خجلا وقالت : لا أرجوك أن لا تسيء فهمي ... إنه ابن عمي واعزه بدرجة أخي فوزان ليس إلا ... ذات يوم كانت سلمى تريد تنظيف الملابس وقد اعتادت على تفريغ محتوى الجيوب كل مرة قبل الغسيل حتى لا تتلف أوراق مهمة أو حتى لا يتأثر القماش بفتات الورق المغسول .... لاحظت ورقة في جيب ثوب ماجد ... فتحتها فوجدت بعض العبارات المدونة على الورقة كان من ضمن العبارات اسم فتاة لم تعرفها أبدا هاجر !! من هي هاجر تساءلت مع عقلها الباطن ... أول شي خطر بذهنها هو ريم ... نعم ريم ابنه عمها المسكينة والتي ربما أحبت ماجد بكل جوارحها وتمنته زوجا لها ... أخذت الورقة ووضعتها في غرفتها ... لحين تكمل غسيل الملابس وتعود لتتحدث إلى ماجد بشأن الورقة ... سرعان ما انتهت من غسيل الملابس وتوجت فورا للغرفة ... طرقت الباب فرد عليها ماجد : نعم أدخل ... كان جاسا يقرأ كتابا في السيرة النبوية ... دخلت عليه وقالت : أخشى أن تكون مشغولا في القراءة .. قال : لا هذا كتاب استعرته من والد صديقي وهو ملئ بالفوائد والقصص يمكنك قراءته حين أنتهي ... قالت : كنت أريد أن أحدثك بأمر مهم ... وضع الكتاب على الطاولة وأخذ يغير من جلسته باهتمام ... تفضلي يا سلمى ... قالت : أخي أنا أحبك واعتبرك قريبا مني في العمر والتفكير أكثر من بندر ... رد عليها : نعم أكملي ... قالت : أنا وجدت في جيب ثوبك قصاصة من الورق كتب عليها بعض العبارات ومن ضمنها هاجر ... انفجر ضاحكا بصوت عالي : هاهاهاهاها ... هذه ورقة صديقي : سلمان ابن صالح إمام المسجد الكبير كان يعلم أخته كتابة اسمها ... ولأن الورقة تحتوي على موقع جديد أنشئه والده الداعية أخذته لأتصفحه ... أتعلمين كم عمر هاجر ؟؟!!! قالت : لا ... قال : إنها لم تدخل المدرسة بعد ... ولكن أعرف ما تقصدين ... قالت : ماذا ؟؟ قال : إنها أختها هاجر ... هاجر فتاة أصغر مني بعام تقريبا .... أتعلمين أنها حفظت القرءان منذ المرحلة المتوسطة وفازت بجائزة حفظ القرءان قبل سنتين .... سلمي : ما شاء الله ... أردف يقول : لم أكن أنوي أن أخبر أحدا وأنا لم أنهي الثانوية بعد ... لقد خطبني والدها !! سلمى : ماذا والدها يخطبك لابنته !!! نعم : هو يعرفني صديقا لأبنه منذ سنوات ويعرف أخلاقي وأنني شديد المحافظة على الصلاة .... ودون أن تشعر : ثارت في وجهه وريم .. قال : من ريم ؟ قالت : ريم ابنة عمك التي تحبك كثيرا وأنا لا تشعر بها ... ابن عمك الذي أحبنا أكثر من أبنائه ... أنا خائن للعشرة ... قال لها محاولا تهدئتها : ريم ابنة ولها كل التقدير لولا محبتي لها ولعمي لكنت اخترتها قبل نساء الدنيا كلها ... سلمى : أنتي وريم وأنا بل كلنا جميعا : شربنا من نهر الحب والتآلف في هذه الأسرة الرائعة ولا نريد أن نعكر صفو هذا النهر بمشاكل ونزاعات تحدث في المستقبل بسبب هذا الزواج ... اعتقد أنا كلامي صحيح ... خرجت سلمى لغرفتها وهي لا تدري ماذا تفعل ... كيف تجعل ريم تنسى ماجد ؟؟!! أو كيف تجعل ماجد يمحو هذه النظرة السوداء عن زواج الأقارب .......

((( الفصل الخامس و الأخير )))

ذهبت سلمى إلى أمها وأخبرتها بالأمر .... فرحت الأم بهذا الخبر فالشيخ صالح إنسان متدين وحريص كل الحرص على تربية أبنائه فكان الخبر محل ترحيب من الأم التي قالت لأبنتها : الزواج يا ابنتي قسمة ونصيب ولو كان مقدر لماجد الزواج من ريم لن يوقفه أحد من البشر .... أما لو قسم الله أن لا يتزوجان فسوف يحدث ذلك مهما حصل من اجتهادات .... إن ريم يا سلمى لازالت صغيرة والمستقبل أمامها مفتوح ويبشر بخير ... حاولي أن تحاشي الخوض في أمور كهذه قد تسبب التوتر بين الأخوة .... مرت الأيام وتخرج ماجد وريم من الثانوية وانضمت هي للجامعة بينما التحق هو بكلية الطب التي كان يحلم بها صغيرا ... في أثناء دراسته قرر بعد عرض الموضوع على والديه خطبة هاجر ابنة الشيخ صالح الذي رحب بالأمر وعقدوا القران .... بارك العم عبد الرحمن هذا الزواج وكله فرحة عارمة .... كانوا جميعا سعداء بهذا الزواج باستثناء ريم التي طالما برقت عيونها من الألم وهي تحضر زواج ابن عمها ماجد الذي أحبته منذ الطفولة ... تخرج ماجد من الكلية وحصل على منحة في الولايات المتحدة فالتحق بجامعة باترسون في نيو جيرسي وكان برفقته زوجته هاجر التي حصلت على الثانوية العامة وبقيت في رفقة زوجها ....
حملت هاجر منذ الشهور الأولى للزواج وقد أرهقها الحمل وأجهدها نظرا لوجود مشاكل في القلب لديها ... كانت تتعب أحيانا كثيرة وكان يزورها في المستشفى التي يدرس بالقرب منها ... ذات يوم عندما اقتربت ولادتها تعبت كثيرا وتوجه بها فورا للطوارئ أدخلت غرفة العمليات لأن الحالة الصحية لها تستدعي التوليد في أقصى سرعة وإلا تعرضت حالة الأم والجنين للخطر سويا .... دخلت الغرفة وكان ماجد يدعو الله أن يحفظ زوجته وابنه ... كانت من أصعب الظروف في حياة ماجد ... زوجته في حالة وضع وهو في فترة اختبارات وأبحاث والغربة .... خرج الطبيب ليخبره أن لا يحزن فقد رزق بطفل جميل أما زوجتك فقد توفيته قبل قليل ... لم يشعر ماجد بطعم فرحة الأبوة وقد تلقى أسوء وأسعد خبران في حياته .... مرت الأيام ثقيلة على ماجد فقرر أن يعود للرياض مع جثمان زوجته ويعتذر لفصل دراسي حتى يرى ما يحصل له الفترة القادمة ... ذهب للرياض ثم شقراء وقدم التعازي لأهل زوجته الذين كانوا مؤمنين بقضاء الله وقدره رغم مظاهر الحزن التي بدت عليهم ... بقي ماجد وطفله الصغير الذي سماه سعود على اسم والده في منزل الأسرة ... طلبت منه والدة هاجر تربية الطفل فلم يوافق لكنه قال إنه ابنكم ولكن لا أريده أن يفقد حنان الأم والأب معا ... في هذا الفترة تقدم شاب من أهل القرية لخطبة ريم التي رفضت ولا زالت ترفض خصوصا بس ما أحسه ببصيص الأمل يعود من جديد ... هنا كانت سلمى والدتها يتحدثان في أمر زواج ماجد وكيف ينتشلانه من الحزن ومن تحمل تربية طفل رضيع بمفرده ودون زوجة ... عرضت سلمى فكرة أن يتزوج ماجد من ريم لأنها تحبه كثيرا وسوف تكون أكثر واحدة في الدنيا رحيمة به وبابنه وأم ثانية لسعود الصغير .... وافقت الأم على الفكرة وقررت أن تعرضها على ماجد ... كانت الأم وسلمى يتحدثان لماجد الذي كان ينظر للأسفل وهو يقول : هل ستقبل بي وأنا فضلت الزواج من فتاة غيرها وتجاهلت مشاعرها .... قالت سلمى : إني أعرف كم تكن لك ريم من الحب وأعرف أن قلبها كبير ويحبك مهما حصل وقد صارحتها تلك الفترة عن أسباب زواجك بفتاة أخرى وتقبلت ... ذهب ماجد وأخبر والده بقراره رحب الوالد كثيرا وذهب فورا ليخطبها من العم عبد الرحمن الذي بدوره وعدهم خيرا ... استدعى ابنته فحضرت دون أن تعرف الأمر .... عرض الموضوع عليها فلم تصدق .... عرض لها حساسية ظروف ماجد وطفله وأن يجب أن تقبل كل شي طفله الصغير ظروف الغربة وحب قد استمر سنة مع هاجر ... كان الأب يخشى من أن يؤثر هذا الزواج على الجميع ... كان يحب ابنته بقدر ما كان يحب ماجد .... تزوج ماجد ريم ... أصبح الطفل سعود في عمر سنة .... ريم تعطيه حنان الأم المفقود وتهتم بزوجها المغترب ... كانت صادقة في حبها لم تترك أي شي يعكر صفو ماجد ... حملت ريم وأنجبت أطفال لماجد .... تخرج ماجد وحصل على الزمالة وعاد لأرض الوطن ... فتح له عيادة وبدأ يزاول مهنته ... كبر أبنائه وكان يعاملهم كما يعامل سعود الابن الأكبر كذلك كانت تفعل زوجته ريم .... عاشوا في استقرار وحب ولا زالوا يزورون بيت الأسرة في شقراء ... ذلك البيت الذي يصب بقربه نهر الحب الجاري الذي شرب منه كل أفراد الأسرة ....
::: النهاية :::
الكاتبة / دلع سبيع


التعليقات (8)
دلع سبيع
دلع سبيع
ياجماعة وين التفاعل والردود ,,,,

الملاك البريء
الملاك البريء
قصة رائعة الله يعطيك العافية
وننتظر جديدك
الملاك البريء

دلع سبيع
دلع سبيع
شكرا عزيزتي الملاك البرئ
كل الود ,,,,

بنت الباديةالمهاجرة
بنت الباديةالمهاجرة
قصة رائعة الله يعطيك العافية
وننتظر جديدك

نبض المشاعر
نبض المشاعر
قصة رائعة
نتمنى ان نجد قلمك دائماً في صفحات منتدانا الغالي
نبض

دلع سبيع
دلع سبيع
بنت البادية المهاجرة ,,,
مشكورة على المرور ,,,
نبض المشاعر ,,,
أبشري بالخير لكن ظروف العمل تشغلني عن الكتابة اتمنى أن تستمتعي بجديدي قريبا ,,,,,

دموعــ دم ــي
دموعــ دم ــي
حلوه القصه

دلع سبيع
دلع سبيع
تسلمين ياقلبي على الرد ,,,

هذا بلى ابوك ياعقاب مثل رائع وقصته اروع
أستاذ هذا أبوي هذا أبوي قصة أبكت عيون الكثيرين