- فماذا يطرأ على نفسيه المريض من تحولات وتبدلات ؟
تعددت الامراض والمريض واحد
من خلال هذا الموضوع اردت ان اوضح نفسية المريض وكيف بنا نحن الاصحاء نعمل على فهمه وفهم نفسيته ...
وخصوصا المصابون بالامراض المزمنة كالسكري والقلب وارتفاع الكليسترول والقولون العصبي...الخ
وكذلك الامراض النفسية الناجمة عن حوادث السيارات او السقوط من مرتفعات والتي تركت الما وذاكرة في المريض ..
لنذهب سويا اخواتي الفراشات ونتعمق بداخل كل مريض ....
داخل المريض
الإنسان في حاله السواء والصحة واسع الاهتمامات كثير التطلعات دائب الحركة لا يكاد يقف عند حد معين بمعنى آخر أن مجاله النفسي واسع ولا حدود له
ولكن في حاله المرض سواء كان نفسيا أو عضويا فان مجاله النفسي حتما سيتغير وتطرأ عليه تحولات عديدة لا يمكنه تجاهلها أو الهروب منها حيث تفرض نفسها عليها وتخضعه لها طوعا أو كرها
فماذا يطرأ على نفسيه المريض من تحولات وتبدلات ؟
إن أهم تلك التغيرات والتبدلات ضيق المجال النفسي للمريض بحيث يترك الكثير من اهتماماته التي كانت قبل مرضه ليحل محلها الانشغال بنفسه والتفكير في المرض وتطوراته وعلاجه وامكانيه الشفاء وطول فترته وهل بإمكانه العودة إلى حياته العادية علاوة على انشغاله بحالته الفسيولوجيه ليتحسس النبض وضغط الدم وحاله أمعائه وموضع الألم ونوع الدواء ويستعرض في ذهنه حالات لمرضى ابتلوا بنفس مشكلته وهل شفوا منها الخ
تلك الاسئله التي تشاغله وتلح على مخيلته و عليه يصبح المريض اعتماد يا خاصة إذا كان أسيرا للمرض بشكل يقعده عن رعاية نفسه والاعتناء بشؤونه الخاصة فهو يريد العون عند تناول طعامه وشرابه ودوائه وعند احتياجه إلى دوره المياه ، وعاده فالمريض يأنس لجو الرعاية الطبية التي يجدها من الأطباء والممرضين ومن الزوار ويشعر انه محط الاهتمام فلا أحد يعكر مزاجه أو يرفض طلباته أو يهمله و يتجهم أمامه ا و يتحدث بأحاديث تنغص عليه وهو في هذا الوضع بين مشاعر متناقضة من الأناني والرغبة في السيطرة والامتنان والود لمن حوله و في نفس الوقت الشعور بالحنق والغيظ نحوهم لعجزه عن رعاية نفسه والاستسلام لهم ولنظراتهم الحانية وعواطفهم وشفقتهم
وكلما طالت فتره المرض كلما ازدادت حالته النفسية تعقيدا وتأزما لأنه سينشغل بنفسه لفتر أطول فالمرض بحد ذاته يحد من الحركة و الكسب والسعي وراء الرزق خاصة لمن لديهم أعمالا حره تتطلب الحركة والعمل الدؤوب إلى جانب التفكير في ألا سره ومطالبها وأمور وأحوال الأبناء والمستقبل ،علاوة على فقده لمحيط ألا سره والأصدقاء ولحريته أمنه النفسي
يختلف تحمل المرض وظروفه وأعبائه النفسية تبعا لاختلاف المرضى وتكوينهم النفسي فالأيمان بالله عامل حاسم في المشكلة إلى جانب التوجهات والمفاهيم نحو المرض ( امكانيه الاصابه به واحتمالات الشفاء ) كذلك درجه التعلم ومستوى الثقافة، تلك عوامل تسهم في تكيف المريض مع ظروف مرضه وشعوره بالا ستقرار النفسي ولو نسبيا ، فالبعض لا يرى أن هناك مشكله كبيره في البقاء في المستشفى لفترة طويلة ويتفهم أن مسالة عودته إلى حياته الطبيعية تحتاج إلى وقت وصبر وبالتالي فانه سيقنع بالتخلي عن مسوؤلياته ولو لفترة ويرضخ لظروف المرض ولرعاية الأطباء والأهل ويتنازل عن رغباته ونزواته أملا فىالشفاء ويعمل على التكيف ومساعده نفسه مع الظروف التي أجبرته على ملازمه السرير الأبيض مما يساعده على تخفيف المشاعر المصاحبة للمرض كالهواجس والأفكار والمخاوف ويقبل بوضعه المؤقت
في حاله الأمراض المزمنة أو تلك المستعصية والتي تحتاج إلى فتره طويلة من البقاء في المستشفى والعلاج أو في حاله فقد أحد أعضاء الجسم أو العجز الدائم فان الوضع النفسي يصبح أمرا صعبا إلى حد بعيد ويحتاج المريض إلى وقت طويل ليتكيف مع حالته ووضعه الجديد و حياته التي تأخذ منعطفا آخر حيث تختلف الأوضاع الاجتماعية والمهنية أن قدر له البقاء في عمله ومن هنا فان الضغط النفسي سيزداد خاصة فيم يتعلق بالناحية الشخصية وهى فكره الشخص عن نفسه فقبل المرض أو العجز أو فقد أحد الأطراف تكون الفكرة سويه إذ أن الفرد يتمتع بكامل صحته الجسمية والنفسية وبعد المرض يطرأ تعديلا على فكرته عن نفسه لتكون ناقصة وسلبيه تجاه الذات و يرى في نفسه العجز وقله الفائدة ويشعر بأنه لم يعد كما كان وان عليه ملازمه السرير أو العكاز والاعتماد على الآخرين وهناك من يفشل و يعجز عن مواجهه المرض ويصعب عليه تقبله والإحساس بالمرض ليلجا إلى حيل دفاعية شعورية أو غير شعورية فيرفض الاستمرار في العلاج وتناول الدواء وإكمال جوانب أخرى من العلاج كالعلاج الطبيعي والتأهيلي والتمارين الرياضية التي تساعد على عمل بقيه الأعضاء وتقويها وهو بهذا يهدف إلى أن يثبت انه بخير لنفسه وللآخرين من حوله ولكن ظروف المرض والاعاقه تجبره على الخضوع في نهاية المطاف ليجد نفسه أمام الواقع من جديد وتزداد عليه الضغوط وتصبح حالته اكثر تعقيدا خاصة إذا طالت فتره المرض
بعض المرضى يجد في طول فتره المرض ملاذا لأمنه النفسي إذ انه يجد إشباعا لحاجته التي لم تكن مشبعه قبل المرض كالحاجة إلى العطف والرعاية وكسب تعاطف الآخرين وشعوره بأنه في دائرة اهتماماتهم بما يمنحونه له من عطف وشفقه00 لذلك فهو لا يحمل هما ولا يشعر بان لديه مشكله فيما عدا نواحي القلق ومشاعر الخوف من المرض
اختي المريضة لا تجعلي الخوف يسيطر عليك ...فلكل داء دواء
اسأل الله ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين
دمتن بخير
واعوا لجدتى بالشفاء العاجل0