هذا هو صديقي

رغم مرور اكثر من اربع سنوات على فراقه ... إلا أن شوقي ما انفك كل يوم يزداد ... إليه .. ورغبتي تتلف
لمرأى محياه ... إنني أراه ... في كل مكان .. أسمع كلامه .. كل لحظة .. إنه يعيش بين جوانحي
ذلكم هو أبي .. حبيبي وصديقي .. اتذكره كل ليله حين اقوم بتهيئة اطفالي للنوم .. عندما كنت
دون العاشرة من عمري .. إنني أراه الآن جالس بيني وبين اختي سارة .. يهدهدنا كي ننام .. حتى
كنا لاننام إلا على وقع يده على صدورنا ... اتذكر .. كلماته .. ريم .. شيخة الشيخات .. لا أحد
يقولها شي .. حين يحس بضعفي امام اخواني الاكبر مني ..
فرحتي بنجاح اطفالي .. وحفلة لنجاحهم .. تعود بي الى قسمات وجه ابي الجميل .. وكم
يفرح لنجاحنا ... ويقدم لنا الهدايا .. انني اذكر تلك .. الكلمات واسمعها .. الان كنت في الرابع
الابتدائي ... كان هديتي ساعة صفراء جميلة وثمينة ... رحمك الله ياحبيبي وصديقي ..
انني اسمع صوته كل وقتي .. اذكر وانا في المرحلة المتوسطة .. حين يخرج لصلاة العصر ..
يناديني .. ريم ... يا ريم .. الشاهي اليوم ابيه من يديك .. صلحيه .. ما يعرف طلبي غيرك يا بنتي ..
الله أكبر . .
اما .. ايامه الاخيره .. آآآه .. كنت اراه وانا ابكي .. واخفي المي عنه كي لاا يتضايق ..
كنت اساعده في تبديل ملابسه .. وهو على السرير .. بينما كلمات الدعاء لا تنقطع من شفتيه
يا بنتي .. تركتي بيتك .. وجيتي لا تكلفين على نفسك ... الله يجعل اعيالك يبرون فيك ..
آآآآآآآه .. انت حبيبي .. وصديقي ..
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجمعني بك في جنات النعيم ..