الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
&&فراشه كيوووت&&
19-12-2022 - 09:50 am
  1. قال لها

  2. سامحيني


CENTER]التقت به وهي في الثلاثين من عمرها في وقت ظنت أنها فقدت القدرة على الحب والحلم والأمل وبعد أن ذاقت من الأشياء أمرها وبعد أن اتسعت الفجوة بينها وبين الفرح وأصبحت السعادة من مستحيلات حياتها عندها
جاء هو بقلبه الكبير و ببحور حنانه الباحثة عن أنثى تكون نصف قلبه الآخر
اقترب منها كالأحلام الهادئة
عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمة وطرق بابها في أشد مراحل عمرها ظلمة ليمنحها بقعة من النور
لم يكن آخر أطواق النجاة بالنسبة إليها
بل كان الشاطئ والقبطان والسفينة
غيرها تماماً , نسفها داخلياً و خارجياً
لون كل المساحات السواء في داخلها
فتعلقت به تعلق الأم بطفلها وتعلق الأنثى بفارسها وتعلق الإنسان بوطنه
وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيلة سنواتها
أقترب من أعماقها أكثر ملأ إحساسها كالدم وملأ حياتها كالهواء
كانت تنام على وعوده وتستيقظ على صوته
تمادت معه بأحلامهما و منحت نفسها حق الحلم كسواها
حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء و بقدرة إلهية تهديه إياها و بليلة من العمر تجمعهما في جنة فوق الأرض تعيش فيها معه
كان رجلاً رومانسياً شفافاً بادلها أحلامها بنقاء
لم تكن بالنسبة إليه حكاية يسعى إلى إنهاء دوره فيها ولم يكتبها رقماً في أجندته و لم يسجلها موعداً قابلاً للانتهاء
كانت شيئاً آخر .. إحساساً مختلفاً
وامرأة لا يمكن تصور حياته من دونها
اعتادت وجوده في حياتها تماماً كما اعتاد هو وجودها في عالمه
كان إحساسهما طاهراً نقياً لم تدنسه مواعيد الغرام ولم تلوثه اللقاءات المحرمة
كان يصونها كعرضه وكانت تحفظه كعينيها
سألها يوماً: ماذا لو خنت؟
قالت: سأقتلك
قال: وماذا لو مت؟
قالت: ستقتلني
عندها أدرك أنها امرأة ترفض الحياة بغير وجوده فتمسك بحياته أكثر وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله
منذ أن عرفته وهي تعشق المساء جداً
ففي المساء يأتي صوته حاملاً لها فرح العالم كله , ويعيدها رنين هاتفه إلى الحياة التي تفارقها حين يفارقها وما أن ترفع سماعة الهاتف حتى يبادرها متسائلاً:
من تحبين أكثر؟ أنا؟ أم أنا؟
فتجيبه بطفولة امرأة عاشقة
أحبك أنت أكثر .. من.. أنت
ثم يتجولان معاً في عالم من الأحلام الجميلة
وهذا المساء، انتظرت صوته كالعادة ومرت الدقائق وتلتها الساعات
شيء ما في قلبها بدأ يشتعل , شيء ما تتجاهل صوته لكنه يلح , شيء ما يصرخ فيها إنه لن يعود
وشيء ما يوقظ في داخلها كل شكوك وظنون الأنثى في لحظة الانتظار
ترى هل نسي؟ هل خان؟ هل .. رحل؟
ومع أول إشعاع نور للصباح حادثها أحدهم ليخبرها بضرورة وجودها في المستشفى لأن أحدهم يصر على رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات
وهناك التقت به باسماً في وجهها كعادته برغم الألم

قال لها

سامحيني

أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شيء وأعلم كيف ستكون لياليك بعدي وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك وأعلم أنه لاشيء سيملأ الفراغ خلفي وأعلم كم ستقتلك البقايا وأعلم كم ستكسرك الذكرى وأعلم تحت أي مقاصل العذاب ستنامين وفي أي مشانق الانتظار ستتعلقين وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين وأعلم أني قد خذلتك وأعلم أنك ستغفرين
ومضى إلى مصير تجهله
كانت رائحة الوداع تملأ حديثه لكنها تعلقت بآخر قشة للأمل
وانتظرت و انتظرت و انتظرت
وكانت تردد بينها وبين نفسها
ماذا لو أنه رحل؟
ماذا سيكون لون حياتها؟
بل ماذا سيتبقى من حياتها؟
لم تحتمل ثقل سؤالها فجلست فوق الأرض
ما عادت قدماها تقويان على حملها
استندت إلى الجدار في انتظار حكم الحياة عليها
ومن بعيد لمحته يأتي , يتقدم نحوها
إنه الطبيب الذي أجرى له العملية تمنت أن يقف مكانه
أن لا يتقدم أكثر أن لا يفتح فمه بنبأ رحيله
دقات قلبها تزداد و أنفاسها تتصاعد
ترى ... هل رحل؟
أغمضت عينيها و وضعت يديها على أذنيها
لا تريد أن تسمع , لا تملك القدرة على أن تسمع نبأ كهذا النبأ
لا أحد يعلم كم من الوقت مر قبل أن يصلها الطبيب ربما لحظات , ربما سنوات
لكنه أخيراً وصل
وقف أمامها باسماً قائلا
كتب له عمر جديد يا سيدتي
نجحت العملية وسيعيش
وأنتظر أن ينطلق منها صوت الفرح ,لكنها صمتت
لم تنطق , ولن تنطق أبدآ
رحلت
قتلها الانتظار والخوف والترقب
عفواً إنها امرأة
وصلت بتعلقها به إلى درجة رفض الحياة في غيابه
هل توجد مثل هذه المرأة الآن؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الآن؟
ترى؟
من قتل من؟


التعليقات (1)
شروق الشمس2006
شروق الشمس2006
تسلمين ياقلبي

طفله تتمنى لقاء الله
ضع الكأس وارتح قليلا