وانتحر الورد

و انتحر الورد..
كنت أظن أن الورد رمز الحياة ..
رمز الحب .. رمز السعادة ..
رمز الفرح ..
دعوني أقول لكم لماذا لم أعد أظن ذلك الآن..
دعوني أروي لكم قصة فتاتي ..
فتاة الورد..
كان الورد يعشقها .. ويعيش بأنفاسها ..
وحينما تحزن .. يذبل معها..
وحينما تبكي .. تبكي الورود بنداها..
وحينما تضحك .. تزهر من جديد بضياها..
كانت للورود أنيسة ..
تغني لها دوما بلحن شجي أنشودة الاحلام ..
كانت فتاة حزينة .. دموعها لا تفارق عينيها..
والحزن قد رسم ملامحها الرقيقة ..
لكنها كانت تواري حزنها عني..
وتلملم دموعها كي لاتراها عيني..
وعندما علمت حقيقة حزنها ..
تركتني..
في خريف هربت مني..
لملمت أضواء الشمس عني..
في خريف رحلت ..
وتركت أشلاء مني تموج في الأزل..
تنتظر منها ضمي..
فتاة الورد لو تدري .. مدى حبي.. مدى حزني..
فتاة الورد لو تدري أنها .. أنها وحدها حبي..
لكنها رحلت بلا عودة ..
وأمسى الورد ذابلاً بعد رحيلها..
وأمسيت أنا أحاكي ذلك الورد
اللذي بات يسأل عنها في كل حين..
وعندما علم حقيقة رحيلها اللذي لارجوع فيه ..
ساد صمت الورد .. وطال الصمت ..
وأنقضى الليل الكئيب ..
لأجد الندى في الصباح يبكي..
عندها..
عندها فقط علمت أن الورد قد انتحر..
وانتحر معه قلبي..