الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
نجاح بلتاجي
20-06-2022 - 06:03 pm
  1. وصية أمّ لابنتها في يوم زفافها

  2. ابنتي الحبيبة :

  3. ابنتي و حبيبتي :


وصية أمّ لابنتها في يوم زفافها

ابنتي الحبيبة :

اليوم تستقبلين دنياك الجديدة ، دنيا الحياة الزوجية ، التي سمعتِ عنها كثيرا ، و لم تعرفي منها إلا مثل ما يعرف الواقف على شاطئ البحر من أسرار أعماقه . اليوم تغادرين البيت الذي تربّيتِ فيه ، وتودعين الأهل الذين عشتِ بينهم ، وغدا أو بعد غد تعلمين أنّ : بين أحلامك الوردية ، التي بَنَت لك بيتا كبيوت الصِّدِّيقات في الجنّات ، لا كَبَدَ فيه ولا متاعب ولا مشكلات .. وبين الواقع بونا شاسعا و أمدا بعيدا ! ولا تعجبي يا ابْنَتي ؛ فإنّ الخيال يطير بألف جناح و جناح ، و الواقع يمشي في الأرض على رجلين !
غدا يا بْنَتي تعلمين أنّ طباع زوجك ليست كطباعك ، و طريقة تفكيره ليست بالضرورة كطريقة تفكيرك ، وأنّ بيت زوجك قد يوافق بيت أهلك في شيء ولكنه يختلف عنه - لا محالة - في أشياء . وهذا يا بْنَتي أول امتحان في الحياة الزوجية ، وهو امتحان تنجحين فيه إذا علمتِ أنّ الاختلاف آية من آيات قدرة الله تعالى ، و مظهر من مظاهر حكمته ، و أنّ آيات الله تزيد في إيمان المؤمنين بها و تُعلّمهم الحكمة . و من الحكمة أنْ تُقرّب الزوجة المسافة بينها وبين زوجها ، وأن تحمل نفسها على التطبُّع بطباعه ما دامت طباعا رضيّة سويّة . ولا تُصدّقي قول من يقول : " زوجك على ما عوّدته ".. كلا بل له أخلاق هو مستمسك بها ، وطباع يصعب تحويله عنها ، وطريقة في التفكير والتعبير تخالف طرائق الآخرين .. وهيهات هيهات أن يكون – كما قد يقال – عجينا تشكّلينه كما تريدين ، أو طينا تصيّرينه قالبا لما تشتهين من أخلاقك ، وطباعك ، وطريقة تفكيرك وتعبيرك . .
إنّ طباع النّاس تختلف كما تختلف بصمات أصابعهم ، وإذا كانت البنت تختلف – اختلافا كثيرا أو يسيرا – عن أمّها التي ولدتها ، فكيف تتفق في كلّ شيء مع زوجها الغريب عنها ؟! هيهات ! ولا يضير الزوجة يا بنتي ولا يضرّها أن توافق زوجها . وإنّما يضيرها ويضرّها أنْ توافقه فيما يجوز وما لايجوز ، أو تطيعه طاعة عمياء ولو عصت ربّها ، أو تتطبّع بطباعه وإنْ كانت طباع سوء .. وأعيذك وزوجك أنْ تكونا أو يكون أحدكما كذلك . ومَنْ كان كذلك مِن الشّباب جدير إذا طلب الزّواج ألا يُزوّج ، وإذا استفتح الأبواب ألا تُفتح له .
المرأة المسلمة يا بْنَتي تتقرّب إلى الله تعالى بحسن تبعّلها لزوجها ، وإنْ كانت لا تُذيب شخصيّتها في شخصيّته . وهي لاتنسى أنّ زوجها – كما قال نبيّنا - هو جنّتها ونارها ، وأنّه عليه الصلاة والسّلام لو كان آمرا أحدا أنْ يسجد لأحد لأمر المرأة أنْ تسجد لزوجها ! فاحذري أنْ ينقطع ما بينك وبين زوجك أو ينكسر ، واستبْقي بينك وبينه ( شعرة معاوية ) ، وكان يُرخي إذا شدّ النّاس ويشدّ إذا أرخَوا ؛ حتّى لاينقطع ما بينه وبينهم .
كوني يا بْنَتي سَكَنا لزوجك وسَكينة ، وأمْنا وطُمأنينة . خذي منه أحسن ما عنده ، واجعليه – بلباقتك وحكمتك – يأخذ أحسن ما عندك ، وأعينيه على الثّبات في مواقف الحياة .. وإذا غضب فلا تغضبي ، وإذا خرج فودّعيه بدعاء ، وإذا دخل فاستقبليه بابتسامة ، وإذا وقع بينك وبينه نزاع فلا ترفعي صوتك فوق صوته . وإيّاك أيّاك أن تُعَيّريه بأخطائه ، أوتذكري أهله أوأحدا منهم بما يكره ، أو تُنكري ما سبق له من الإحسان إليك ، وإلا كنتِ ممن يكفرن العشير ، اللواتي أخبر البشيرُ النّذيرُ أنّهنّ أكثر أهل النّار ! والعياذ بالله تعالى .
ولا تُكْثري يا بْنَتي من العتاب ، بل أقلّي منه ، و تَخَيّري له الأوقات المناسبة ، و اجعليه سببا لاستدامة المودّة .. وإلا وَسّع رقعة الخلاف ، كالملح يُطيّب الطعام و إلا يفسده إفسادا . واعلمي يا ابنتي أنّ الخلاف اليسير يكبر ويعسر إذا انتشر ؛ فلا تُطلعي على خلافاتك مع زوجك أحدا ، ولا تبوحي لصديقاتك بشيء منها ، ولا تُظهري أهلك – ولا أمّك – على كلّ صغيرة وكبيرة ؛ فإنّ الرّجل – وإنْ كان على خُلُق ودين – ليس مَلَكا مُبَرّأ من العيوب و النّقائص ، بل هو بشر يخطئ و يصيب ، ويغضب و يرضى . ولا يليق بزوجة أن تشوّه صورة زوجها في عيون أهلها إلا إنْ آذاها بما لا يمكن السكوت عليه ، وأصرّ على ذلك إصرارا . ومَنْ كان كَمَنْ وافقتِ عليه خُلُقا و دينا جدير ألا يقع في ذلك إنْ شاء الله .
ثمّ إنّ الزّواج السّعيد ياابْنَتي ليس في المظاهر الكاذبة ، كما أنّ السّعادة ليست في الملابس الفاخرة ، أو الحليّ الثمينة ، أو الكلمات المعسولة ، أو النّزهات والسّهرات .. كلا إنّما ذلك في التّفاهم والتّراحم ، والوئام والسّلام ، والتّعاون على البرّ والتّقوى .. حتّى إذا وَهَبَ الله تعالى مِن فضله الزّوجين أبناء كانوا فخرا لأبيهم وأمّهم ، وذخرا لبلادهم وأمّتهم .
واعلمي يا بْنَتي أنّ أحقّ النّاس بِحُسن صحابة المرأة زوجُها ، وإنْ كان أحقّ النّاس بحُسن صحابة الزّوج أمَّه وأباه ، ولا تنسي أنّك اليوم زوجة وغدا إنْ شاء الله أمّ . فأطيعي زوجك يُطِعْكِ أبناؤك ، وثقي – وفقك الله - أنّ الطريق إلى قلب الزوج طاعته وحسن التبعُّل له ، لا معدته كما يُقال ، وإنْ كان الاهتمام بطعامه أمرا ذا بال . ومن طاعة الزّوج وحُسْنِ التبعل له أنْ تُكرميه أمام أهلك و أمام أهله ، وألا تفشي له سرّا ، وألا تذكريه في غيابه بما يكره ، وألا تستقبلي في بيته من لايحب . و من طاعته وحسن التبعل له أيضا أن تشاركيه أفراحه و أتراحه ، وتُقدّري ما يقدّر ، وتهتمّي بما يهتمّ ، و تتلهّفي على رجوعه إذا غاب ، وتسارعي إلى استقباله إذا حضر . ومن ذلك كذلك ألا تقع عيناه منك إلا على أجمل منظر ، وألا يشمّ منك إلا أطيب ريح ، وألا تُجيعيه بسبب كسل أو إهمال .
إنّ حق الزوج على زوجته يا بْنَتي ليس انتقاصا من شخصيتها ، وطاعة الزوجة لزوجها ليس غضّا من كرامتها ، كلا بل ذلك حق له عليها ، كما أنّ لها هي حقا عليه .. وكلّ مُيسَّر لما خُلق له ، والسنبلة المُثقَلة بالحَبّ هي التي تحني رأسها وتتواضع ! و إذا كانت طاعة الزوج استجابة لطاعة الله فهي طاعة لله ، كما أن سجود الملائكة لآدم كان طاعة لله . ومن أطاع الله تعالى و تواضع له يَسَّر أمره ، ورفع قدره ، وأعلى مكانته .

ابنتي و حبيبتي :

إنّني لشديدة الفرح بزفافك إلى زوجك ، وإنْ كنتِ بضعة منّي ، وملء سمعي وبصري .. ولكنّها إرادة الله ، وسُنّة الحياة . ولو استغنت امرأة عن الزّواج لاستغنت عنه بنتُ أكرم خلق الله على الله ، فاطمة البتول صلّى الله تعالى على أبيها ورضي عنها . فاحمدي الله يابُنَيّتي واشكريه ، ثمّ أحسني إلى زوجك وأطيعيه ، وبرّي أهله كما تبرّين أهلك ، وكوني لحماتك كما تحبّين أن يكون زوجك لأمّك ، وتأسيّ بخير نساء العالمين أمّهات المؤمنين ، واذكري قول خاتم النّبيّين : " أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنّة " .
بارك الله لك يا بْنَتي ولزوجك وجمع بينكما على خير، ووهب لكما من فضله ذرّية طيّبة مؤمنة ، تهتدي بهدي الإسلام ، وتقتدي بخيرالأنام
والحمدُ لله ربّ العالمين .
في يوم الجمعة 27/ صفر/ 1431ه الموافق 12/2/2010م
نجاح بلتاجي


خبر لبنات جده بيبسطهم
ليلة الدخلة لحظة بلحظة من إغلاق الباب وحتى الايلاج