آهـات الصمت
18-02-2022 - 04:25 pm
حصل لي هذا في فترة
دعوني أسميها فترة الظلام الحقيقية في حياتي
أبحث فيها عن شيء بين يدي
أتعامى عنه و أبحث في خارج المنزل لعلي أجد شيء من الفرح المفقود
صحيح أني محافظة على حجابي و أبتعد عن كثير من المحرمات
لكن هناك ما غفلت حقا عنه .,.
كنت أخرج طويلا لآخذ دورات في الكمبيوتر و غيرها من أمور الحياة
و لا أنتهي من تعلم شيء حتى أتعلم شيئا آخر و من نجاح على نجاح
لكن
كنت لا أصل إلى البيت إلا متأخرة
أحيانا قد تكون إحدى صديقاتي اتصلت بي و أحيانا أكون مريت على محل
أو أي مكان أحتاجه فلا أفكر بالوقت
و إن عدت للبيت أجد أمي تنتظرني عند باب الشارع و كلها خوف علي
تسألني : ليش كذا كل هذا التأخير ؟
فأنظر إليها بغضب : أنت تعرفي إني مستحيل أروح لمكان غلط ليش الخوف .,.
فتردد : لكنك تأخرتي كثير .,.
فأغضب أكثر : ليش كذا يمه ما تثقي بأخلاقي يعني وين ممكن أروح .,.
لترد و هي تقاوم دمعها : والله واثقة فيك لكن أخاف عليك .,.
فأذهب إلى غرفتي و أغرق بدموعي ليش كذا أمي ما تثق بي
لو كانت تثق بي ما خافت علي أنا كبيرة خلاص أفهم
فألجأ لجوالي أبث دموعي لعدوتي
أجل عدوتي التي تقنعني أن أمي مخطئة و فعلا تشك بي
مر الزمن و كل مرة تستقبلني أمي بدموعها
فيهتز قلبي أحس أني مخطئة لكن بماذا
هي تعلم أين ذهبت و تثق بأخلاقي فلِم الدموع ؟؟؟
بعدها سافرنا إلى مكة و سكنا بفندق مطل على الحرم
أخذت غرفة مع أمي و معنا مجموعة من العائلة كل مجموعة لهم غرفة
أمي كانت تنزل للحرم تصلي و تقرأ القرآن قليلا ثم تعود للغرفة
أما أنا فبعد الصلاة أتجول و أعود لا أدري متى .,.
و في يوم عدت بعد صلاة العشاء و لم أجد أمي بالغرفة
لا بأس أكيد تقرأ قرآن بالحرم .,.
مر الوقت مستحيل الصلاة خلصت من زمان
و لايمكن كل هذا الوقت تقرأ أكيد بتتعب
ذهبت إلى الغرف الأخرى فربما جلست مع باقي النساء
فوجدتهم كلهم موجودين إلا هي
و قالت وحدة إنها بعد الصلاة على طول طلعت من الحرم
عدت لغرفتي و قد بدأ الخوف يتسلل داخلي
مرت ساعتين على خروجها من الحرم
و الفندق أمام الحرم مستحيل تكون ضاعت
اتصلت على جوالها و لم ترد
بدأت أنظر من النافذة بجنون للحرم كما لو كنت سأجدها من هذا البعد
الرعب أنهك قواي أين هي ماذا حصل و من أسأل
هل أذهب للأمن .,. لكن ماذا أقول .,. كيف يعرفونها ؟؟؟
ذهبت للغرف الأخرى فكانوا قد ناموا و لا يوجد من يساعدني .,.
عدت أنظر من النافذة أتلفت بكل مكان
و أنظر للشارع و للسيارت فانهارت كل قواي
هل أصابها حادث
لا مستحيل
نظرت للساعة و قد أصبحت 12 إلا ربع
عدت مرة أخرى أنظر للسيارات و بدأت بالبكاء
ليتي لو أدري وين هي و إيش حصل
يا ربي رحمتك يا ربي يا ربي
و فجأة فتح باب الغرفة و دخلت أمي مبتسمة و معها بعض الأكياس
نظرت إليها و أنا لا أصدق أنها عادت فهتفت :
يمه حرام عليك وينك ؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت مبتسمة و كأنها لا تنظر لدموعي:
يوه وش فيك رحت أتسلى بالسوق ليش ما تثقي فيني
قلت : أي ثقة وش هالكلام يمه أنا خفت عليك
قالت : من حقي إني أوسع صدري المفروض تثقي فيني .,.
صمت بدهشة ما الأمر لماذا تكرر كلمة الثقة
لأنتبه إنها تكرر نفس عباراتي التي كنت أقولها لها
لا مستحيل نفس ما كنت أقوله و قد قصدت أن تتأخر لأجرب ما معنى الخوف
ابتسمت لها و أنا غارقة بدمعي و قلت : يمه فهمت سامحيني .,.
لترد مبتسمة : أنت بنتي أحبك و أثق فيك .,.
و أخرجت من الأكياس هدايا لي فهي لم تكن بحاجة للسوق بل فقط درس لي.,.
لم أكن أنظر لهدايا و لم أفرح بها بقدر ما كنت أنظر لوجه أمي
و أردد الحمد لله رجعت الحمد لله رجعت
هذا خطأنا نحن الفتيات لا نفهم أمهاتنا
ونظنهن يفكرون كتفكيرنا
فهم يفكرون لأبعد وأهم
أسأل الله أن يجزي والدينا عنا كل خير
وأن يسامحنا عما غفلنا عنه
للأمانة منقول
يسلمو