يا أيها القمر الساكن في السماء

يا أيها القمر الساكن في السماء
أنظر إليك و أنا كلني اشتياق
للوحة من لوحات الله الفتان
جلست في أعلي الجبال
أتخيل فيكي أسمى انسان
انتظرك طويلا
لأرى أجمل وجه رسم بيد الخالق المنان
أتلهف لسماع صوتك الرنان
أتشو لابتسامة ملؤها الدفىء و الحنان
أين أنت يا أميرتي
يا أجمل نجم
يتلالأء كالياقوت و المرجان
أنظر إليك و أنت في جنة من جنان الرحمان
و أنا القابع عل الارض الولهان
لا أدري ما هو الزمان و المكان
أعد الليالي و الايام
وحيدا في عالم تعمه الفوضى و الهذيان
تتربص بي الأمراض و الحيتان
من كل صوب و مكان
عدوي لا يعرف الرحمة
سلب الروح من الجسد
فأصبحنا جميعا
أجسادا بلا أرواح
هل ماتت الروح
هل دفنت في التراب
هل قتلت بسكين الغدر
هل سلبت
أين هي
ماذا حصل
أين اختفت
أجسادنا تتلكأ لا تعرف إلى أين المسار
و أرواحنا أصبحت عند خالقها في السماوات العلى بين يد الرحمان
يقلبها كيفما شاء
أجسادنا دماء فاسدة
قلوب ميتة
روائح نتنة
تقبل الذل و العصيان
قلوبنا لا تعرف سوى الكره و الفسوق و الغثيان
أيديهم تبطش بالارض
نقضي على كل من حاول
قول لا إله إلا الله
يحسبون أنفسهم جبابر آخر الزمن
و لا يعلمون أن الجبار القهار
الساكن في أعالي السماوات
يتربص و يقول
لأنصركم و لو بعد حين
يقطعون أجسادنا
يسلبون أرواحنا
يقهرون عزتنا
استباحوا أرضنا
هل هم الطغاة
أم نحن من طغى و تجبر
تركنا عبادة الله
و عبدنا ما دون سواه
فأرسل علينا هارون و هامان آخر الزمن
ليطهر به نفوسنا الجيفة
لعلنا نعلم الحق من الباطل
لعلنا نسترجع ما سلب منا
لعلنا نصحوا
لعلنا نهتدي
لعلنا........
و لعلنا......
و ما أكثر ( لعلنا ) في هذه اللأيام
نقف أمام الطغاة وقفة البعد
هل هو خوف أم ذل
نردد كلماته
هل هو اقناع أم رياء
نبطش بيده
نتكلم بحال لسانه
نردد وراءه
أنا
أنا
و لا نعلم ما هي الكلمات