يتوووم
30-12-2022 - 12:45 pm
مجرد بوح........!
ليلة الأمس خرجت من ذلك المكان المظلم ..عدت إلى عشي الصغير
طفلتي ترقبني بحذر .. والجميع يحدقون بي بخوف ..لطالما ظننت أنني قوية
وسأجابه الوجع مهما استشرى بداخلي .. لكنني لست كذلك ولن أكون
رغبتي في العيش قوية لكنها لم تعد كذلك الآن .. لاأرغب بتذكر ماحدث
في الأيام التي سبقت هذااليوم .. لاأرغب في تذكر كم كنت خائفة وهم
يصرخون بأذني ليسكتوا صيحات ألمي ..لاأرغب في تذكر وحدتي وهم
يلقون بجسدي النحيل في غرفهم الباردة لكنني بحاجة أن أتحدث عن ذلك ..
فلم يكن هناك أحد يسمع صرير بكائي الذي تردد في
أرجاء الغرفة.. أردتك أمي هناك تحتضنين قلبي الباكي وتلجمين بحنانك
صوت أحزاني ..أردته أيضاً هنا ليهدأ من روع صغيرته..ويخنق بقربه ألم
تلك الرعشات التي تسري في جسدي
أردتكم أن تكونوامعي فلقد سئمت وحشة ذلك المكان ..
سئمت الغربة والألم الذي انتزعكم مني وامتد إليّ لينتزعني من طفلتي ...
يارب ربما خنق اليأس أملي بهم وبنفسي .. ولكن رحمتك أوسع
من معاناتي ويأسي .. يارب لم أعد قادرة أن أحتمل فكن لي عوناً وسنداً
وملجأ ً
همسة أخيرة
هناك ألم قادر أن يسحق كل الأمنيات .. ويبعدك عن الجميع كل الجميع
ألم يجعلهم يهزأون منك ومن صرخاتك لأنهم لم يجابهوا لحظة من لحظاته
ألم قادر أن ينتشلك من أحب الناس إليك ..ألم لاتتمناه حتى لأعدائك ...!
خاطرة ليست الأولى لكنها قد تكون الأخيرة ....!
% بقلمي المتواضع %
not cooperative patient
هذه الكلمة التي يعلّق الأطباء فشلهم عليها
لم أسأل نفسي يوماً هل أنا كذلك .. لأنني لم أكن كذلك أبداً
بالعكس رغبتي في الحياة أقوى من عنجهيتهم وعلمهم
أكبر من كتلة اليأس التي أقرأها بوجوههم
وأكبر من نار الوجع التي تستعر بجوفي ...!
لكني
لم أعد أخشى غرفهم الباردة فلم تعد ترعبني
ولم أعد أستشعر ألم إبرهم المغروسة في جسدي
لم تعد تنهكني آلاتهم الغريبة ..أونظراتهم الغبية
لأنني آمنت بأن الله إختار لي الأفضل ..
* * * *
أهمهم بيني وبين ذاتي المتعبة
لربما وجعي إنتشلني من بين كثيرين ..
رسم خطوطاً حمراء .. ونصب الحواجز في الطريق
لكنه لم ينجح في تغيير مشاعري نحوهم
كنت أشتاقهم في لحظات غربتي
بيني وبين نفسي
رغم بعد المسافات وليالي الحزن الطويلة
لازلت أذكر بيتنا الكبير .. ضحكات أخوتي الصغار
وهي تترددّ في أرجاء المكان
لازلت أذكر حجرة جدتي .. وشرفة غرفتي
أذكر صديقاتي .. ويوم إجتماعنا العالمي الذي لم أتخلّف عنه
مرة .. وكنت أتوق لتكراره آلاف المرات كيف أنسى لحظات سعادتي
وأدهس ذكريات طفولتي وصباي .. كيف أنسى ماضييّ وهويتي
أتذكرهم فتنساب دموعي دون توقف .. هل يعتقدون أن قرارا وحدتي
كان إختياري .. رحيلي كان أشبه بالموت البطئ الذي يزورني كل ليلة
يخنق أنفاسي ..يجددّ متاعبي ..يقهر قوتي ..ويبددّ أملي في العودة إليهم
* * * *