أبي عتبة المساء تضيق بي وأنت بعيد هناك

أُحاول أن أبدو أمامه ومن أجلهِ فقط .. قوية
أُحاول أن أكون حتى آخر لحظة ..
جديرة بدعائهِ وامتنانهِ ومواضع الحلم في ذاكرتهِ
.. ( أبي ) ..
أكاد أسقطُ .. أتشبثُ بين ذراعيكِ وأنت لا تعلم ! !
وحين تعلم .. تضحك
ظناً أنها شقاوة طِفلتُكَ المُعتادة
طِفلتُكَ تذوي هماً .. وقلقاً وارتقاباً ل أحداثٍ تتحسسُ عتمتها ك فجيعةٍ تُلوحُ في الأفق
أبي .. لم أُخبركُ ب الكثير الذي سيحدث ولا أتمناه
ولم أُخبركُ بالكثير الذي أتمناه ولم يحدث
أعلمُ أن طِفلتكُ أخطأت كثيراً ولم تكن ترضى الإغتسال إلا بين يديك بكاءاً ..
فهل كنتُ تشعرُ بي وأنا أمتثلُ أمامك بكامل هفواتي العابثه وتصرفاتي السخيفه .. !!
هل كنتُ تشعرُ ب أنني أتقاطرُ ندماً وأنت توبخ وتوبخ ..
لا تكل .. و لا تختصر .. كنت على استعداد دوماً
لل لطْمِ بهذياني
أبي .. عتبة المساء تضيق بي وأنت بعيد هناك
تباغت وحشتي في انشغالك وجوهٌ كثيرة ..
تصبُ على شاشتي كل درجات الحرارة
لا أفعلُ .. يا أبي أشياء تُبهجكُ
لأنني لم أعد أقوى .. ابنتكُ أصبحت ضعيفة جداً
هشة جداً .. قابلة للكسر في أي وجع
ابنتك أصبحت تتنفس البكاء ولا تستطيع كف أظافره عن تشويه ملامحها
أعاني الخيبة كثيراً .. أعاني الصفعات المتوالية
أعاني الزمن الراحل سريعاً ..
أبي .. لم يبرحني الليل منذ أيام ولا أراه يفعل
أوصاني الطبيب بإمتعاض شديد
أخبرني أنني على وشكٍ بالإنتحار بصحتي
شعرت أنه أبله وهو مرتدي تلك الملابس المزركشة
فكتمت ضحكاتي كثيرا قررت بعثرتها أمامك
أبي أفتقدك كثيراً
وأعدك بأنني سأحمل ضحكاتنا الصافية في صدري
حتى أستحضرها وقت الجفاف الذي يهددني بغزاره
سأتوسد عقلك ونصائحك الثرية
حتى أنصبها أمام خطواتي
وأجعلها قوارب نجاة ومنافذ ضوء
أعدك .. سأكون كما تحب لي .. بدعائك وأمنياتك
ولكن عد كما كنت
عد إلي وأفقني من تلك الكوابيس المزعجة