- أسطورة رأس إبليس
- تجربة من الواقع
- فرضيات التفسير
أسطورة رأس إبليس
تنتشر خرافة أو أسطورة في الريف الفلسطيني تسمى "رأس إبليس" يتناقلها الناس الى يومنا هذا, وهي عبارة عن حجر طبيعي صغير بحجم كرة التنس ولكنه مميز بدقة تكويره ويكاد يشبه الكرة أو البيضة وهو شبه أملس، تزعم هذه الاسطورة إن لهذه الاحجار تأثير سلبي أو شيطاني على المكان الذي توضع فيه .
فإذا وضعت بجانب منزل تحل المشاكل والمصائب على ساكنيه وتزول فقط عند العثور على الحجر وإبعاده عن المكان وعندها تهدء أو تزول المشاكل , واذا ما وضعت في مكان بين منزلين فإن المشاكل تقع بين أصحابهما , فيبدأ قاطني كل منزل بإلحاق الاذى بالآخر لتزول المشاكل أيضاً مع زوال الحجر، حيث يعتقد البعض ان إبليس يتمثل بتلك الأحجار وأنها تظهر فجأة على الأرض أو في الأحراج والحدائق. مازال الإعتقاد بتك الأسطورة قائماً خصوصاً بين كبار السن فإذا وجد أحدهم مع حفيده مثل هذه الاحجار فعندها يأمره برميها في مكان بعيد ، ويقال ان ابليس يتمثل بها و تظهر فجأة على الأرض أو الحدائق.
تجربة من الواقع
يتحدث أمجد ياسين عن تجربة كان لأسطورة "حجر إبليس" دور فيها على الرغم مع أنه لا يؤمن بها شخصياً وحتى أنه لا يعتبرها ضرباً من أعمال السحر فيقول:
"حدثت مشكلة كبيرة (أو طوشة في اللغة الدارجة) بين أهلي وأهل عمي نتيجة خلاف على حدود الأراضي التي يملكانها , في ليلة وبدون مقدمات أو سبب , اشتد الخلاف (ولعت الطوشة) و وصل إلى حد الضرب وسُمع الصراخ، واستمر ذلك قرابة الاسبوع, ولكني عثرت على 2 إو 3 من تلك الحجارة في أرضنا ، قمت بكسر إحداها وكانت تحوي في داخلها على دوائر سوداء ورمادية أي انها حجارة نارية وتغطيها طبقة كلسية واطلق عليها انا شخصياً (بيضة ديناصور) لانها تشبهها وكانها بيضة متحجرة وفي نواتها يوجد ما يشبه المح المتحجر"، لم أعرف من أين أتت تلك الحجارة فرميتها بعيداً على الرغم من عدم إيماني بتلك الخرافة، وبعدها بيوم تدخل كبار العيلة و زال الخلاف ولم يتجدد وصرنا حبايب !" .
فرضيات التفسير
عندما تحدث مشكلة بين طرفين يكون للمشكلة عادة أسباب واقعية أو مبررات لحدوثها كإختلاف المصالح فإذا لم تنجح محاولات الإصلاح بين الطرفين عندها قد يفكر المجتمع بوسيلة لإلهائهما عن مشكلتهما وتسليط الضوء على تلك الحجارة الشيطانية وإن لم يكن عن قصد وهذا برأيي يعطي سبباً لنشوء تلك الاسطورة، وفكرة الحجارة بحسب الأسطورة هو ببساطة تمثيل مادي ل "بذور الفتنة" التي يزرعها الشيطان بين الناس ، ومادامت تلك الحجارة الإبليسية السبب الرئيس وراء وقوع المشاكل بحسب الأسطورة ، عندئذ سيقلل ذلك من إلقاء اللوم على أحد الطرفين المتخاصمين في إثارة المشكلة وتصبح تلك الحجارة الإبليسية جذرها الرئيسي وهذا الإعتقاد بدوره يخفف من وطأة غضب كلاً من الطرفين نتيجة علمهما بوجودها على أرضهما، مما يفسح مجالاً للتفكير أو الاخذ برأي الحكماء، وليس هناك ضرورة للتذكير بأن الغضب يلغي كل تفكير ، كما لا يمكن الإرتكان إلى العقل في مرحلة الإتهامات المتبادلة لأن كلا الطرفين لم يصبح جاهزاً بعد إلى مرحلة التفكير وللأسطورة دور إيجابي في ذلك،وهكذا يحتكم كلا الطرفين لصوت العقل ويأتي هنا دور حكماء القرية أو البلدة لحل المشكلة بدلاً من أسلوب الإتهامات المتبادلة ، وعلى ما يبدو أنه يمكن العثور على تلك الحجارة في تربة المنطقة وإن كان نادراً لكنه غير مستحيل ، ولعل المرء يتساءل هنا: "كيف ظهرت تلك الحجارة فجأة ؟ ولم تكن موجودة؟ " ، الجواب على هذا االسؤال يطرح سؤالاً آخر : "وهل فكرت أصلاً في البحث عنها قبل حدوث المشكلة لكي تكون واثقاً من أنها ظهرت فجأة ؟ " ،
وفي النهاية أق ول يميل تفكير الإنسان غالباً إلى ما يرسخ إعتقاده المسبق عن االأمور وينسيه في نفس الوقت ما ينفي ذلك الإعتقاد ، وهذا ما يوقعه في الأخطاء في الحكم على الأمور.
للامانه منقول