أول ياتاريخ ما اللذي حدث

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خاطرة كتبتها من قلب ينزف دماً عن جدتي المتوفاة يوم الاثنين 5/9/1431 ه
اللهم اسكنها الفردوس الاعلى وغسلها بالماء والبرد
فتحتُ دفتر ذكرياتي ..
رائيتها ..تقبلني .. تداعبني ..
كانت تعُطيني البسكويت !..
تذكرتها .. نعم تذكرتها ..لكنني لم أنساها ..
فتحتُ الورقة الاخرى ..لعلي أجد شيء يبعدني عن ألأحزان ..
رأيت غرفتها ..كل ركن منها شاحب الوجه
سمعتُ صوتاً يناديني ..و إذا بها سجادتها/..
قالت : لي يا "فلانة"..أين هي لم أعد أراها ؟
مرت الدقائق والساعات والأيام ..
أين هي ؟
قالت مسبحتُها : أين اليد الطاهرة ؟
أين تلك المرأة العظيمة ؟
سمعتُ صوت " المذياع "
كان المذيع ..العبرة تخنُقه ..
تمعنتُ بصوتهِ وكأنه يفتقدُها
كل من هم حولي يسألوني عنها ؟
يآآآه ما فعلتي أيتها العظيمة ؟
فتحتُ الورقةُ الثالثة ..لعلي أجد جوابً لسؤالي ..
لكنها .. "فارغة "
.. " بيضاء "
لا مؤلفات لها ..!! "أمية لا تعرفُ
القراءة و الكتابة !!
لكنها عظيمة
" جدتي "
أخبريني .. ما فعلتي ؟..
لما رحلتي ؟..
أين أنتِ؟
عظيمة كُنتِ ..!
" جدتي "
لماذا بعد هذا كُلهِ بتُرابِ صرتي ..؟
ألا تُريدين العودة لي ؟
لما لا أسمع صوتكِ
أغاضبةََ مني أنتِ؟
حساناَ ..لما لا قُلتي ؟
سأفعل كُل ما أردتِ ..
فقط ..أريدُ جوابَ منكِ ..!!
أين أنتِ ؟
و لما عظيمة كنتِ ؟
ولما بتراب صرتِ ؟
فتحتُ الصفحة الرابعة ..
رأيتُها ..بالمسك تُغسل !!!
و بالكفن تُلف !!
" لحظة "
يا جدتي .. أين راحلة ؟
ستضلين صامتة ؟
حملوها .. و ل أين ؟
لقبر حفر لها !
أيعقل بعد هذه العظمة يضعوكِ تحت الثرى ومن هم ؟ ..أبنائها !
ج دتي
أنا من سأكون بالقبر .. سيكون هذا مسكني ..
لكن عودي الجميع هناك بانتظارك
جدتي ..صحيح أنني تعلمتُ الكثير
صحيح أنني كتبتُ الكثير
صحيح أنني أبدعت بالرسم الكثير
لكن لم أصل لعظمتك !
لما لا تُجيبيني أريد أن أسمع همسكِ
جدتي قالوا : لي متِ ؟.
هههه !!!
أعلم أنكِ تمزحين !
أهل كانت دُعبة من دُعابكِ ؟
أم حقيقة ؟
حساناَ علمت ما أنتِ فاعلة أنتِ نائمة .. و أن كنتِ نائمة لما بالماء غسلوك …!!
و بالكفن لفوك .. !!
و بالقبر سيضعوك..!!
و بالصلاة صلوا عليك..!!
جدتي أنا أمام قبرك ..
لما أخترتِ هذا المكان للنوم ؟
وضل الصمت
وضل الصمت
وضل الصمت
فتحتُ الورقة الخامسة .,.
كان جزء منها محترق !!!
لكنني وجدتُ سؤال لسؤالي !!
(( أُوُل يا تاريخ ماللذي حدث))
الله يرحمها