حبيبة قلوبنا
13-10-2022 - 10:51 am
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
يشرفني أن اقدم للعضوات الحبيبات لمنتدى الفراشة عملي المتواضع.. رواية رومنسية أعدكم بتقديمها كاملة .... رومنسية..و لكنني اشترط الاستماع الى اراءكم قبل الاستمرار في تنزيل أجزاءها حتى يطمئن قلبي إلى ان عملي قد وجد مكانة في قلوبكم......
حبيبة قلوبنا...
أيام الحب و الفراق...
تعرفنا الأحزان أكثر مما نعرف نحن أنفسنا... و لكنها تقيم بداخلنا طالما أردناها أن تقيم.....
و لكن الحب حكاية أخرى.... حكاية و لا بد تبدأ باللقاء... يتخللها فراق...و قد يصادفنا اللقاء و قد لا يصادفنا.... و لكن الدموع دوما تحكي لنا حكايات الحب و اللقاء و الفراق ........
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ايام الحب و الفراق ...
البارت الأول...
تبدأ الأحداث في سوريا حيث تولد حكايات النرنج و الياسمين...
في بيت عربي في أحد حارات سوريا العريقة...و في الطابق العلوي منه بالتحديد...و الذي تؤجره أم سعيد للبنات أو المتزوجين...بينما الطابق السفلي تؤجره للشباب العزاب
-أوف ما بدك تقومي .. و الله رح جبلك سطل مي كبو فوق راسك...
-و لو عليا الطلاق أكبو عليها انا .....
الكل :ههه
تتحرك سلاف في فراشها بتأفف و ترفع اللحاف عن وجهها و يظهر شعرها الأشقر بشكله الفوضوي و عيناها البراقتين شبه مغلقتين:
-وش نقولكم يا لبنات الحق على اللي يسكن معاكم .. أوك
- ههه أوك يلا بس قومي..
- أنا اللي حابة نعرفو على واش حابين اني نفوق بدري ؟؟ انتو راح تطلعو طلعاتكم البريئة على رأيكم و انا وش دخلني بينكم... انتو حبَيبة... انا وش دخلني عزول يعني ؟؟
_ ههه
- فلقتوني بضحككم ... رح ارجع انام ...
و بنرفزة أشارت باللحاف لتعيده على وجهها.. لكن فاطمة أسرعت نحو سلاف تحاول إرضاءها و ثنيها عن العودة إلى النوم..
- خلاص حبيبتي سلاف .. خلاص... سماح هالمرة.. انت قومي و زبطيلي حالك و لا تقولي ما بدي روح و الله بزعل منك عن جد...
- لا لا لا كلو ولا زعل فطوم يا سلاف .. يلا قومي طيبي خاطر البنت عن جد بدها تبكي شوفي..
كانت صابرين تتحدث و هي تضحك لأنها تعرف نقطة ضعف سلاف.. لا تحب ان يغضب منها احد أو أن تزعج أحدا...
- أوك راح نقوم لكن شوفي روحة معاكم مش راح ارو...
قاطعتها صابرين:
-شو شو كنا بنحكي من الصبح...
-يا بنات انا اهلي بعتوني اشتغل هنا مش جاية من بلد لبلد عشان اتسرمح مع الحبيبة زي العزول...
-ههه عجبتني عزول ههه
-أيوة عزول انتي و اياها كل واحدة بدها تطلع مع الشاب اللي بتحبو انا وش مطلعني معاكم .... ها قولولي منك ليها..
-أولا الطلعة مو طلعة خاصة.. عامة يعني.. ما رح نكون لحالنا.. هدا اولا.. أما ثانيا: فالحب تاركينو لصابرين و حبيب القلب.. أما انا يا حسرة يا مين يحس بس...
في هذه اللحظة تبادلت سلاف و صابرين نظرات ذات معنى ... و ان كان لا يدل إلا على حزن... و سرعان ما بادرت سلاف بروحها المرحة و اسلوبها الراقي لتغيير جو الحزن الذي طغى على فاطمة و من ثم الغرفة ككل:
-أوه يا عين يا ليل... كل هذا لأنو فروس اللي عليه العين و النية ما قال كلمة "أحبك" ؟؟؟ لكن اكيد اللي بقلبو غير و بعدين مين يصحلو فطوم الجمال و الاناقة و الثقافة و الدلال و يقول لا قولي مين؟؟
-أخ سلاف اتركي شعراتي هادول اللي ظلو من كتر الهم و التفكير ..
-ههه
-أي هيك خلونا نضحك ضحكة الصباح و يلا كل واحدة تاخد دورها بالحمام عشان نخلص بدري الجماعة بيستنونا تحت..
كانت سلاف تنقل نظراتها بين فاطمة و صابرين...و بسمة حزينة هادئة تعلو ملامح وجهها...هذه هي فاطمة أول صديقة تعرفت عليها في سوريا... في الغربة...و صابرين التي تشاجرت معها في بداية تعارفهما.....
عندما وصلت سلاف الى سوريا كانت مخاوفها اكبر من ثقتها في نفسها و يملأها رعب من حقيقة الحياة التي قد تصادفها هنا..
كانت في الجزائر تعمل في شركة اتصالات كبرى.. لكن العمل المؤقت لم يعد فكرة جيدة سواء بالنسبة لها أو بالنسبة لعائلتها متواضعة الحال...
و كانت بداية الرحلة عندما التقت بمريم ... سيدة أعمال كما تحب أن تسمي نفسها...
كانت مريم جزائرية و بالتحديد من مدينة قسنطينة بالشرق الجزائري.. مسافرة دائمة بين الجزائر و سوريا تستورد كل ما يمكنها من سوريا لتعيد بيعه بالجزائر... ملابس أدوات مكياج... و لم تكن تكتفي بهذا العمل حسب ما تعتقد سلاف... فمريم كانت لها شبكة علاقات عميقة جدا سواء بالجزائر أو سوريا...
-وش نقولك يا مدام مريم...العيشة وين رايحة رايحة تصعاب و الغلا ماخلى فينا والو
( شو بدي أقولك يا ست مريم العيشة صارت صعبة و الغلا ما ترك فينا شي)
-علاش هاد الشي برك يا سلاف علاش
(ليش هيك بس يا سلاف ليش)
-وش نقولك الخدمة كيما راكي تشوفي ماهنا ماهنا و راتب الوالد ما يكفيش... و خاوتي محتاجين مصاريف... يعني انا مانيش ديك الاخت الكبيرة اللي ترعى هم الأسرة و لكن لازم عليا نعاونهم و نعاون روحي و راكي شايفة الشهرية يا دوب تكفي حاجياتي و ماكياجي و اللبسة ديالي
(شو بدي أقولك الشغل متل ما انتي شايفة و راتب الوالد ما بيكفي و و اخواتي بددون مصاريف .. صحيح انا مني البنت المسؤولة عن البيت و هيك شي بس لازم اساعدهم و اساعد حالي ... و حضرتك شايفة راتبي يا دوب بيكفي أغراضي و مكياجي و ملابسي)
نظرت مريم لسلاف جيدا ثم تحدثت و كان فكرة جديدة قفزت الى دماغها:
-نقولك حاجة؟؟ و ش رايك لو كان نشوفلك خدمة اخرى الراتب ديالها أضعاف اللي تديه هنا؟( اقولك شي؟ شو رايك لو جبتلك فرصة شغل راتبها أضعاف اللي بتاخديه هون؟)
تفاجأت سلاف و قفزت من مكانها و قالت بفرح كبير:
-يا ريت يا مدام مريم يا ريت
-لكن-بتردد- فيها مشكل صغير...-توقفت ثم واصلت كلامها بثقة- هو الصراحة مش مشكل لو كان تشغلي مخك...
-أه؟؟؟؟ راكي خوفتيني مدام مريم .. وش المشكلة في هاذي الخدمة؟( شو مشكلة هالشغل؟)
-هي مش مشكلة بمعنى الكلمة لكن لو اهلك يقبلو انك تسافري صدقيني راح تعيشيهم بأحسن عيشة...
-شنو؟؟ نسافر؟؟؟
و عم صمت للحظات...سلاف كأنها فقدت فرحة ولدت و سرعان ما اختنقت... و مريم و كأنها أخطأت في توقيت تقديم العرض...لكنها سرعان ما قطعت الصمت:
-و الا نقولك خلاص خلي عليك ... كاين بنات بزاف حابين يدو هادي الفرصة
(و الا أقولك خلاص لا تشغلي بالك فيه بنات كتار بدهون هالفرصة)
ترددت سلاف و لكنها أجابت مريم:
-لا لا مدام مريم انا مش قاصدة اللي فهمتيه.. لكن ...... لكن....
- لكن وش؟؟؟ انا راني قلتلك فرصة... يعني لو ما كان جوابك سريع خلاص راحت الفرصة...
انتبهت سلاف لنفسها عندما رمتها فاطمة بالوسادة التي أمامها و هي تصرخ:
-أي يا بنتي وينك انت البنت من الصبح بتقولك يلا دورك الحمام فاضي يلا
-أخ بشويش عليا ... كنت نخمم في البلاد..
-ايه يا حلو... يلا اعترفي مين تاركة وراكي هونيك ... ههه
- شو تاركة ما تاركة ألف مرة قلتلك ما عندي الخرابيط اللي عندكم هنا... انا اشتقت للأهل.. عندي يومين لا اتصلت بيهم و لا هم اتصلو بيا...
-أف أف أف ليش هيك بس؟؟؟
-خلاص بعدين نحكيلك خليني نحضر روحي باش نخرج معاكم و الا حابة نغير رايي ..
- لا لالا لا انا اصلا ما صدقت رضيتي تطلعي معنا...
-انا اللي نفسي أعرفو انت ليه مصرة اني اروح معاكم؟؟
-انا قلتلك بس انت مو راضية تقتنعي شو اعملك ...
- ايه انتي قلتيلي: عشان اشوف حبيب قلبك فارس باشا... لكن انا كي نشوفو وش رح نعمل بيه ههه اكيد رح اخطف عنك الأضواء ههه
-ههه عشان عيونك خديه كلو مو بس الأضواء
- خلاص خليكي قد كلامك يا شابة ههه
-شابة ههه حرام عليكي رية و سكينة من على بكرة الصبح...
قالت سلاف و هي تحمل اغراضها و تفتح باب الغرفة:
-الله يقدرني بس على العالم اللي برا و يعطيني قدرة ريا و سكينة..
-خلاص يا ستي الله خلصك منون هني مو هون ام سعيد بتقول انو طالعين من امبارح سفرة برات الشام...
-الحمد لله يا رب دوم
-ههه
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
-سلاف شوفي موبايلك مو راضي يبطل رن زعجنا و الله ..
-و الله؟؟؟؟ انا بعمري علقت على موبايلك اللي بعمرو ما بطل رن؟؟؟
-لا الصراحة لا ههه
- اوك ... إذن خليكي بحالك و لا تعلقي على هاتفي المحترم ...
-أيوة يا محترم... خلاص احنا مو شغالين بشركة كبيرة زيك عشان يكون عنا واحد زيو بس شو اقول بس ...
-خلاص صابرين خلي ماجد يجلك واحد زيو و الا اقولك احسن منو
-و لا فطوم... خليكي بحالك انت التانيي ..قال ماجد يجبلي قال.. هو الله يعينو بس
-هسس هو جاي ناحيتنا اسكتو بنات عيب..
-شو صبايا بفروة مين عم تقطعو ؟؟
-فروة موبايل سلاف ههه
قالت صابرين و فاطمة مع بعض و هن يضحكن..
-بشويش على حالكون صبايا شو بو موبايل سلاف و لا موبايل الملك فاروق بزمانو ههه
-هات ايدك دمك خفيف ههه
-ههه-سلاف تتمسخر-ضحكتوني....احنا بنظل واقفين هنا اكتر من هيك؟؟صديقك الباشا مطول ؟؟انا بفكر ارجع البيت...
-البيت ؟؟؟ قصدك الغرفة ههه
قالت صابرين و هي تضرب يدها بيد ماجد و ضحك الكل ههه
-معليش سلاف خانوم فارس معو ازمة سير عشانو بمنطقية عجأة شوي لكن هلا حكيت معو صار قريب خلص هاانت...
-أوك ....أوك
لم تمر عشر دقائق حتى كانت سيارة تويوتا متوقفة امامهم... و نزل منها شاب طويل...يرتدي بنطلون جينز و قميصا أبيضا و جاكيت شتوي داكن...
كانت انظار الكل متجهة نحوه...فيها المنبهر...فيها المتعلق بالأمل...و فيها المنزعج من التأخير...
-صبايا اعزرونا عالتأخير ... و الله عجقة بالطريق و بتعرفو....و بعدين ...
- خلاص خلاص خلينا نمشي هلا تأخرنا مو؟؟؟
- يا عمي عم بحكي مع الصبايا انا جبت سيرتك شي ؟؟؟
-الكل: ههه
-أوك أوك يلا نطلع بس..
-يا عمي انت شو بك ما بدك نحيي و نقول صباح الخير ههه و بعدين عرفنا الاخت اول مرة شوفها صح؟؟
انحرجت سلاف لانها في هذه اللحظات كانت تركز نظراتها الى الشاب الوسيم صاحب العينين المميزتين....في الوقت الذي كانت يد فاطمة تعصر بكامل قوتها على ذراعها ... و لكن سلاف لم تكن تشعر بالألم فهي مشغولة البال... و لذلك احرجها كلام الشاب الذي وجهه اليها بشكل خاص...
-يا سيدي هيدي صاحبتون للصبايا: سلاف جزائرية بتشتغل هون بالشام...
-و الله؟؟ حلو حلو بنت من الجزائر .. بلد المليون و نص مليون شهيد عنا هون؟؟ يا مرحبا و اهلا فيكي بين اهلك وناسك..
-فارس !!!!!!!!!!! جاي متأخر و بدك تعمل حلقة تعارف علطريق الصبايا مزعوجين من الوقفة هون و أولون بنت المليون و نص مليون شهيد
-ههه
-شو بك بصلتك محروقة ههه يلا اعذرونا ما بدكون عزيمة يلا اتفظلو...
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++