الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
**جود الشرقية**
29-07-2022 - 12:21 pm
  1. إرادة رجل

  2. الفصل الأول

  3. "إلا صحيح ليش لازم هو اللي يفاتحنا في الموضوع مهوب أمي؟"

  4. " سم يا أبوي قالوا تبيني "

  5. " التفتي وشوفي الرجال "

  6. " هذا زوجك أمس العشاء كتبنا كتابك عليه "

  7. قال وهو مغتاظ من طريقتها

  8. " اللي سمعتيه التفتي لزوجك عشان يشوفك "

  9. رفعت صوتها المخنوق أكثر وكأنها تسمع العالم

  10. " بس هذا ما يخليك تزوجني وأنا ما أدري هو أنت اللي بيتزوجه ؟ "

  11. " و أرفعي صوتك في وجهي مرة ثانية"

  12. " عرسك بعد ثلاث شهور في بداية أجازة الصيف "

  13. ثم التفت لها وقال

  14. "أسمعيني لا تقلين أدبك على الرجال لا يجيك ما جاء جدي عوض "

  15. "ما فيه شي أسمه يوم ثاني أخلص قل لي كل اللي عندك الحين "

  16. " طيب أنتي عارفه طبعاً أن أبوك تزوج قبل سنة تقريباً من وحدة ثانية "

  17. " ممكن تختصر وتجيب من الأخر وش دخل زواج أبوي بوضعي أنا ؟ "

  18. "ما له داعي تكمل "

  19. " لا تفهمين غلط بنعتبر هذا المبلغ مهرك "

  20. " لا بس عطه فرصه يجمع لك حقك ..."

  21. أشر بيده بحركة نافيه يقطع كلامها وهو يقول

  22. ناظرت له بكره و فتحت فمها بترد لكنه سبقها وقال

  23. "أنت قلت تبي حقك خلاص نبي نحاول نعطيك إياها بس عطنا وقت "

  24. " و تبغى تعوض خسارتك بذا الزواج ؟ "

  25. قيمتها العدسات السوداء الالكترونية و شافت أعلام الكره في عيونها فقال


للأمانة ترى الرواية منقولة

إرادة رجل

الفصل الأول

كانت جالسة قدام المرايه تتأمل عينوها اللي فيها معاني لازم ما يشوفها أحد. ناظرت لصورة أختها المنعكسة على المرايه وهي منهمكة في قراءة كتاب تاريخي و حست بقلبها ينقبض يوم سمعت صوت أخوها اللي أصغر منها وهو يسأل أمه عنها .تجاهلت هذا الإحساس الغريب ورجعته لضيق اللي تحس به داخلها. دخل عليهم أخوها ناصر بابتسامته المعهودة اللي ما تفارق وجهه
" لينا الوالد يبغاك "
رفعت عبير رأسها عن الكتاب وقالت
" أخيراً يا آخي!! من ضيفكم الثقيل هذا ؟؟ "
أبتسم ناصر وقال
" علمي علمك أنا عني هاذي أول مرة أشوفه فيها "
" أجل خلني أروح أسولف مع أبوي "
" لا يا عبير أبوي يبغي لينا لحالها "
ابتسمت عبير وقالت
" أيه رجال يجي يزورنا ويروح بعدين أبوي يبغي لينا لحالها؟ بس خلاص واضحة "
ما علق ناصر مثل ما كانت عادته مع أنه كان صاحب ظل خفيف ولسان عذب لكن الحين اكتفى بالابتسامة لأخته.رمت لينا فرشاة شعرها بمزح على أختها وقالت
" بلا سخافة, بعدين لا تنسين أنك ألكبيرة يعني يمكن يقول لي أكلمك بأسلوبي الخاص بعد الخطاب اللي رفضتيهم "
تغير وجه عبير 180 درجة .خصوصا إنها بدت تقلق من هذا الموضوع من كثر اللي طلبوها. هي رسمت لنفسها رجل معين وما تبغي غيره. ما كانت تفكر في شخص مستحيل أو يكون أسطورة في صفاته لا أبدا, ما كان لها غير شرطين الدين والخلق. لكن متى يتقدم لها هذا الشخص؟! اللي تقدموا لها أغلبهم إما دين بلا خلق أو العكس .أندمت لينا على اللي قالته لأختها وطلعت مع ناصر بسرعة عشان تروح لأبوها. قامت تسأل نفسها ليش عبير تبكي في كل مرة إذا فاتحها أبوها في مثل هذا الموضوع؟! مع أنه ما كان فيه شيء رسمي إضافة إن أبوها قد قال لهن بعد وحده من نوبات البكاء لأختها عبير أنه ما راح يزوجهن من دون رضاهن. وهذا زرع الطمأنينة في قلوبهن بعد ما كانت كل واحده تتوقع أن والدهن المتمسك بالعادات والتقاليد بيرفض أنه يزوجهن من واحد ما هو من قبيلتهن فضلاً على أنه يكون ما هو ولد عمهن و بعدين قالت لنفسها

"إلا صحيح ليش لازم هو اللي يفاتحنا في الموضوع مهوب أمي؟"

ما كانت لينا تعرف هي كانت تحاول تلقى مبرر لأختها عبير؟ أو إنها تحاول تهدي قلبها وتسليه اللي للحين منقبض؟؟! طيب كيف لو كان الأمر يخصها وش بتسوي ؟ هل بتعامله بطريقتها المعروفة بلا مبالاة وتأخذ الموضوع بغير جدية وقتها أبوها بيفهم أنها يعني رافضة الموضوع. فجأة حست بخوفها يزيد وهي تفكر إنها بتقابل عيون أبوها وهو يقول لها الموضوع وبشكل مباشرة .بدت وكأن جسمها يتكهرب من الموقف كله في النهاية قررت أن كل هذا ما يهم لأن والدهم صار أكثر تفهم و ما راح يقنعها بشيء ما تبيه مثل ما سوى مع أختها الكبيرة هيفاء اللي زوجها من دون رضاها مع أن أختها الآن سعيدة مع زوجها وتحبه كثير لكن لينا ما تبغي يصير نفس الشيء معها أو حتى مع عبير. وفي محاولة أخيرة منها عشان تبعد القلق بدت تشغل ذهنها وقالت لنفسها إنه ما هو بالضرورة يكون أبوها طالبها عشان يكلمها في هذا الموضوع و ما هو بالضرورة إن زيارة رجال تعني كل هاذي الأمور. كل ما فيها إن أبوها صلى العصر في المسجد والتقى برجال يعرفه أعزمه للقهوة وانتهت السالفة. التفتت لناصر اللي يمشي بجنبها ساكت وبدأت تتكلم معه وتعلق على عبير وتضحك لكن هو ناظرها بأخوة وعلى وجهه ابتسامة مجاملة و في داخله شعور قوي أنه يأخذ لينا بعيد قبل ما تدخل وتسمع اللي بيقال لها. زاد هذا من قلقها لأن هي وأخوها مرحين بشكل غير طبيعي وكثيرين حركة وفي الأحوال العادية ما تكون هاذي ردت فعله واستنتج عقلها أن فيه شيء لكنها بتتعامل معه بالطريقة المناسبة .هي قوية شخصية وقادرة تتعامل مع مختلف الظروف والأهم إنها تقدر تقنع أبوها بالشيء اللي هي ما تبغيه يعني ما له داعي كل هذا الخوف.حاولت تظهر إنها طبيعيه وما توقفت عن الكلام مع ناصر و أول ما حطت خطوتها الأولى ومشت مثل عادتها بسرعة جهة أبوها قالت بمرح يغطي توترها أو بالأحرى عشان أبوها يلغي اللي بيقوله

" سم يا أبوي قالوا تبيني "

تغير وجه أبوها شوي أما هي بداء قلبها يدق وكأنه في سباق ما هو منتهي منه و كان فيه شيء حولها غريب. هي ما كانت مع أبوها لحالها لا فيه ناصر اللي واقف عند الباب وانتبهت من زاوية عينيها اليسرى لشماغ أحمر ما انتبهت له يوم دخلت لأنها كانت لافه وجهها لأخوها ناصر. ألتفتت لرجال الجالس وهي تحسبه أخوها الكبير الوليد لأنه في مثل ذا الأمور يكون أخوها موجود لكنها أنصدمت بوجود رجال غريب يتأمل وجهها البيضاوي من عيونها الواسعة و انفها الناعم إلى فمها الحلو وكان الأكثر أثارة بنسبة له بشرتها البرونزية المشرقة و شعرها الكستنائي اللي طوله إلى أسفل كتفها. تداركت لينا نفسها و بسرعة تركت لرجليها القرار واتجهت للباب لكن ناصر كان واقف قدامها ومسكها ومنعها من أنها تطلع . ما عادت تفهم شيء ويا كود لقت صوتها وقالت
" ناصر وخر فيه رجال أبغى اطلع! "
" أستني يا لينا بتفهمين كل شيء الحين "
قالت بخوف
" الحين؟ أقول لك رجال ...."
قاطعها صوت أبوها
" بنت! "
بدأت الأسئلة تتسابق لرأسها واحد وراء الثاني وما لقت جواب لأي واحد منهم خصوصاً صوت أبوها اللي تغير واللي ما سمعته يوم يناديها بذي اللهجة. رجع لها صوت أبوها مرة ثانية

" التفتي وشوفي الرجال "

هذا كثير عليها عشان تستوعب الموضوع خصوصاً وأنهم ينتمون لقلب صحراء نجد ومن أشد الناس تمسك بعادات وتقاليد أجدادهم حتى القاسية منها و اللي نساها كثير في مثل ذا الوقت. فهمت من كلام أبوها أن هاذي هي النظرة الشرعية قبل الزواج لكن هو ما كان يؤمن بهذا أبداً بدليل أنه زوج أختها من دون نظرة شرعية طيب وش اللي تغير الحين؟؟ ثم حتى وإن كان هذا جيد من جهة إن أبوها صار يؤمن بالنظرة الشرعية لكن كان لازم يأخذ موافقتها قبل كل شيء. كان لازم إنه يسألها عن رأيها بعد ما يطرح عليها صفات الرجال اللي تقدم لها. قام أبوها من مكانه وطلع ولده ناصر وصك الباب وراه ثم مسك بذراع لينا عشان تلتفت لرجال الجالس لكنها ما طاعته وارفضت إنها تلتفت وظلت مصرة أن ظهرها يظل ناحية الرجال الغريب ثم قالت بهمس لأبوها وفي عيونها احتبست دموعها
" بس أنت ما كنت ترضى بالنظرة الشرعية وش غير رائيك الحين؟! "
كان على وجه والدها قناع جديد ما شافته قبل اليوم و قال لها بحدة
" وإلى ها الحين ما أرضى فيها "
للحين ما فهمت بما أنه ما يؤمن بالنظرة الشرعية إلى الآن كيف سمح لها تدخل على رجال أجنبي عنها؟ عقدت حواجبها و ناظرت باستفهام لأبوها اللي أنكرت وجهه وهو يقول

" هذا زوجك أمس العشاء كتبنا كتابك عليه "

كان وقع الكلام قوي عليها ولا زال صداه يتردد في رأسها وله رنين بيفجر أذنها. كذا؟! من غير مقدمات تتزوج و من دون علمها. كان صوته جاف وهو يقول لها الخبر صوت قاسٍ خال من أي عاطفة. ما فهمت أبوها ولا راح تفهمه أبد. قالت معترضة أكثر من كونه سؤال
" وش قلت؟! "

قال وهو مغتاظ من طريقتها

" اللي سمعتيه التفتي لزوجك عشان يشوفك "

ما عرفت وش صار لها صحيح إنها مرحة نشيطة كثيرة الحركة لكن عنيده و قوية وسريعة في انفعالاتها ولها إرادة حديدية . حست لينا إنها نار تحترق جفت الدموع من عينها وزادت حدت نظراتها لأبوها ما راح ترضى باللي يصير لها أبد وما راح تسكت على اللي سواه فيها حتى وإن كان أبوها, هذا ما يعطيه الحق يتصرف بحياتها المستقبلية من دون استشارتها و بمثل ذي الطريقة البدائية. نست كل شيء حولها حتى ذاك الرجال الساكت اللي ما تعرفه إلى الآن واللي يقولون أنه زوجها ونست أن اللي واقف قدامها الحين هو والدها وغاب الخوف ورهبة الموقف من نفسها حتى خجلها من الرجال الجالس تبخر كل شيء تغير لأن بركان خامد انفجر و بيصهر كل من يوقف في وجهها صاحت في وجه أبوها بصوت مرتفع تنفي كل ما قاله لها قبل شوي
" ما هو زوجي ولا أنا ما خذته واللي يصير يصير "
شدد قبضته على ذراعها يهددها
" التفت ولا تفضحيني عند الرجال "
لكن هي نفضت ذراعها من يده
" ما أنا بملتفتة والفضايح مهوب أنا اللي اخترتها وأعلى ما بخيلك أركبه"
حاول أبوها يسيطر على نفسه من تصرف بنته الغير لائق
" لا ترفعين صوتك علي أنا أعرف الرياجيل وأعرف اللي فيه مصلحتك أكثر منك "

رفعت صوتها المخنوق أكثر وكأنها تسمع العالم

" بس هذا ما يخليك تزوجني وأنا ما أدري هو أنت اللي بيتزوجه ؟ "

قطع صراخها يد أبوها اللي صفعت خدها وخلت جسمها يرجف من الغضب .الحين وبعد ما لطم وجهها رجع لها شي من عقلها و حست بحرارة تقتحمها وبمرارة ظلمها تخنقها. هي أخطأت على والدها حتى وإن كان هو أساء لها بتزويجها من دون علمها بس هذا ما يعني إنها تسيء الأدب وتتجاوز الحد وتعالج الخطاء بخطأ ثاني. قال أبوها وهو واصله معه

" و أرفعي صوتك في وجهي مرة ثانية"

كان تهديد واضح منه أما هي بدت تفتش في شخصيته الجديدة هل هو أبوها اللي دللها أكثر من أمها؟ وين نظراته الحنونة ؟ وين صوته العطوف ؟ وين ابتسامته الأبوية ؟ ما فيه شيء من هذا أبدا؟ وبقي شيء واحد تشوفه قدامها أنها فقدته بتهورها. أقل شيء ما هو قدام الغريب كان المفروض إنها تأجل الموضوع وتكلم أبوها وتستلطفه عشان يخلصها من ذا الزواج اللي ما تبيه, و لأنها تعرف مدى حبه لها أكيد بيسمعها. لكن الحين شافت الحدة والغضب على ملامح وجهه واللي كانت هي من رسمها بتصرفها. حاولت تجمع أفكارها وقوتها وتشجع نفسها اللي انهارت ما يكفيها فاجعة زواجها حتى تخسر أبوها . قال أبوها بعد ما رجعت يده لجنبه

" عرسك بعد ثلاث شهور في بداية أجازة الصيف "

قالت في نفسها بما أنها خسرت كل شيء وخربته هي بنفسها فما فيه مشكلة من المحاولة مرة ثانية وما راح توقف عن محاولاتها أبد و بتستخدم كل الطرق عشان تنتهي من ذا الكابوس. كانت بتفتح فمها إلا أن الرجال الساكت قد قام من مكانه وقرب منهم حتى وقف وراها على بعد مسافة قليلة وقال
" إن سمحت لي يا أبو الوليد لينا الحين صارت زوجتي ولا أحب أن أحد يمد يده عليها طالما أني صرت ولي أمرها والوصي عليها "
التفتت له لينا بحده هاذي هي المرة الأولى اللي أقدرت فيها تناظر له مع أنها ما بينت ملامحه بسبب دموعها اللي للحين ما نزلت من عينها لكنها أدركت إنه أطول منها ولأنها نست إنها فوق أرض نجد ناظرته بجرأة و واحد من خدودها زايد حمرة عن الثاني من الكف اللي أخذته . ثقتها اللي تزعزعت كأنه رجع شيء منها ولازم تقوم ولو بمحاوله بسيطة ترجع شيء من كرامتها المهدورة قدام هذا الشخص فصرخت في وجه هذا الثاني وقالت وهي ترفع يديها بعصبية قدام وجهها
" أسمع لا أنا زوجتك ولا أنت ولي أمري فاهم ؟ شايفني وش أقول من اليوم ما تسمع؟"
مد أبوها يده مرة ثانية من وراها لكن الرجال اللي قدامها مسكها بيدها وبعدها عنه ومرت يد أبوها في الهواء. حاول أنه يمسكها من ذراعها بيأدبها لكن الرجال حال بينه وبينها . خبت وجهها بين يدينها لأن عينها ما قدرت تحتفظ بدموعها أكثر من كذا كان هذا أسوء شيء توقعته أنها تذوق طعم الذل في حلقها وهو يحميها من أبوها اللي معصب من أسلوبها الطفولي وسمعت صوته الرجولي الهادئ وهو يحاول يهدي أبوها
" قل لا أله إلا الله يا أبو الوليد "
" لا إله إلا الله محمد رسول الله "
" ما عليه يا أبو الوليد هد أعصابك وأمسحها في وجهي ها المرة "
" ما عليك من كلامها جاهلة ما تعرف وين مصلحتها "
" إذا ما عليك أمر يا أبو الوليد أبغى أكلمها لحالها عشر دقايق "
ناظر له أبو الوليد بحده لأنه ما كان بيقتنع أنه ينفرد مع بنته حتى مع عقد الزاوج اللي يجمعهم فقال الرجال
" من بعد أذنك يا أبو الوليد كلها كلمتين وأمشي ما راح أطول "
واضح أن الرجال نجح بإقناعه بكلماته القصير لأن أبوها هز راسه وقال
"طيب"

ثم التفت لها وقال

"أسمعيني لا تقلين أدبك على الرجال لا يجيك ما جاء جدي عوض "

طلع وتركها وراه مع الغريب اللي التفت لها وحاول يأخذها من ذرعها يجلسها لكنها بعدت عنه. قاومت دموعها ومسحتها عن وجهها بسرعة ومثل عادتها أخذت نفس طويل لضبط أعصابها يمكن تقدر تفكر بوضوح لأن هذا ما هو وقت البكاء. قدامها ليل طويل على مثل ذي المهمة وما قدامها غير عشر دقائق بس عشان تقوم بتجربة ثانية تخلصها من هذا الشخص اللي فرض نفسه عليها أو بالأحرى فرضه عليها أبوها. تكلم الرجال اللي قدامها
" أجلسي يا لينا "
ناظرت له بحده وقابلها بنظره هاديه وقال وهي يأشر بيده للمجلس العربي
" استريحي وما راح يصير إلا اللي يرضيك "
بيكون هذا أفضل لها لأن الطاقة في ساقها خلصت. مشت بعيد عنه و جلست على رجليها وضمت يديها لصدرها أما هو فاختار أنه يجلس قدامها وكان جالس على رجله اليمنى وناصب ساقه اليسرى و متكئ بذراعه عليها وقال
" طيب يا لينا الواضح لي أن أبوك ما قال لك شيء عن موضوع زواجنا "
لو كانت النظرات تقتل كان قتلته نظرتها له. هو ما يشوف وش قاعده تسوي من يوم دخلت؟ كمل وهو متجاهل ردت فعلها
" و زي ما قلت لك ما راح يصير إلا اللي يرضيك فأنا أسألك الحين والأمر راجع لك أنت تبيني ولا لا؟ "
من سؤاله السخيف اللي ما لقت له وزن أو قيمه صارت تشوفه الحين بوضوح. بشرته السمراء وانفه العربي المستقيم بأرنبته الدقيقة و فكه المربع اللي طلع عليه شيء من شعره و شكل ضلال خفيفة تتصل مع شاربه الخفيف كانت ملامح وجهه مع وسامتها تدل على قسوته خصوصا عند حواجبه السوداء المعقودة فوق عيونه الحادة ومع أنها اعترفت بجماله إلا أنه ما منعها تقول له باختصار
" لا "
تجهم وجهه وتحركت عدسات عينه يمين ثم شمال وكأنها عين الكترونية في رجل آلي ثم رجعت لوجهها مرة ثانية وهو يقول
" قبل ما تقولين لا لازم تصيرين في الصورة "
قاطعته بعصبية
" أي صورة أنت الثاني هو فيه أشين من أني اعرف أني متزوجة وأنا ما أدري؟! "
مر خيال ابتسامة سريع على شفايفه قبل ما يختفي وقال
" والله هذي غلطت أبوك وبعدين لا تقاطعيني وأنا أتكلم "
" وش شايف نفسك أنت أقول لك ما أبغيك فلا تقعد تخربط علي بكلامك الفاضي"
" ماشي أبعذرك الآن لأن أعصابك مشدودة وأنتي مرتبكة وما تدرين وش تقولين لكن صدقيني فيه أشين مما تتوقعين يا لينا "
توقف شوي عشان تفهم كلامه ولاحظ أن اللي قاله خلاها تنتبه له و هي كانت تسأل هو فيه أسوأ من اللي صار لها اليوم من تزوجيها دون علمها وخسارتها لأبوها وأخرها الذل اللي ذاقته قال يقطع أفكارها
"أنتي مستعدة تسمعيني الحين والا أخليه في يوم ثاني ؟! "

"ما فيه شي أسمه يوم ثاني أخلص قل لي كل اللي عندك الحين "

" طيب أنتي عارفه طبعاً أن أبوك تزوج قبل سنة تقريباً من وحدة ثانية "

ردد عقلها كلمة لا ..لا مستحيل يتزوج أبوها بالسر من دون علمها هي وأهلها وهذا اللي قدامها يعرف و هم أهل بيته ما يعرفون شيء عن الموضوع ومن تكون اللي أخذها وحده من قريبات هذا الرجال؟ قالت في نفسها إن المهم ما تبين شيء قدام اللي ما تعرف أسمه إلى الآن وتستدرجه عشان تعرف وش عنده. قالت له بكبر كاذب:-
" وين الخطاء فيه هذا لا عيب ولا حرام و لا تصير المدام أختك بس و حنا ما ندري؟ "
ضحك شوي من سؤالها وقال
" لا لا ما هي أختي ولا وحدة من جماعتي ولا حتى من قبيلتي ارتاحي شكلك ما تدرين أنها من نفس قبيلتكم بس ساكنة في مكة "
هو وش يقصد ؟ يعني أنه من قبيلة ثانية ؟ غريب أن أبوها يتنازل عن أهم عاداتهم وتقاليدهم في الزواج بيوم واحد بس! وتعرف بعد أنه هو نفسه متزوج من دون علمهم . لكن وش تفسير كل هذا فقالت

" ممكن تختصر وتجيب من الأخر وش دخل زواج أبوي بوضعي أنا ؟ "

" أنا أقول لك أبوك الله يعطيه العافية تزوج قبل السنة الماضية وتدين من ناس كثير عشان يتمم زواجه من هذا عشر ألاف ومن ذاك عشرين المهم أنه طقطقها ألين صار عليه ميتين وخمسين ألف ريال وهذا كله عشان يوفر مصاريف الزواج والسكن من غير تغطية مسؤولياته إلى أخره......ما علينا من هذا كله المهم إن زوجته تركته بعد شهر من زوجهم وطلبت الطلاق وقعد هو فيها و الديانة بدت تطالبه بفلوسها وما كان عنده شيء وكان بعضهم ناوي يشتكيه لشرطة فا رحت لأبوك وقلت له أني بأعطية المبلغ كامل يسدد ديانته بس بشرط يبصم لي على ورق أنه يسددني بعد سنة و كان هذا يناسبه ومرت سنة وما سددني ويوم جيت أطالبه بفلوسي ما كان معه غير ثنين وخمسين ألف "
الآن صار كل شيء واضح بنسبة لها وإن صحت العبارة إن أبوها باعها, هذا أسوء من كونها مجبورة . ما كان فيه حاجة يكمل لكنها ما لقت الكلمة عشان توقفه فا كمل
" والدنيا ما هي مضمونه فقلت له أنا ما عندي استعداد أنتظر أكثر وعرفت أن عنده بنات فقلت له أنه يزوجني وحده منهم وتكون الخمسة والعشرين ألف ..."

"ما له داعي تكمل "

كان صوتها مخنوق وفي عيونها العسلية اشمئزاز واضح و ملامح وجهها تقلصت دلالة على قرفها منه. ما عادت تبغى تسمع أنه عفا دين أبوها مقابل أنه يتزوجها. هي كانت عند أبوها سلعة رخيصة إلى هاذي الدرجة؟ والا صفقة مربحة وقت الأزمات. عرف هو اللي تفكر فيه لأنه كان شيء بديهي فا كمل متجاهل اعتراضها

" لا تفهمين غلط بنعتبر هذا المبلغ مهرك "

فتحت عيونها على أتساعها هو قاعد يستغفلها؟. تغيير الأسماء ما يغير من حقيقة الشيء و لو كانت في غير وضعها هذا كان قالت أن هذا غباء. هو الآن يا يمزح معها أو أنه يستخف فيها وهذا الأكيد؟. ناظر في عيونها العسليتين وتأمل أهدابها السوداء الكثيفة واللي بللتها دموعها و كمل كلامه
" هذا إذا كنت موافقة تتزوجيني ؟ "
"و إذا أنا ما أوافق عليك ؟ "
رفع حواجبه وقال
" عادي أروح للمحكمة من بكرة وأجيب لك ورقة الطلاق "
كأن ملامح وجهها بدأت تلين شوي لأنها بتخلص منه أخيراً لكن رجع و أتقلص أكثر يوم قال
" بس هاه بالمقابل بأرفع قضية على أبوك أنه ما سدد ديني "
قالت وكأنها بتصرخ
" كيف؟ "
" أجل وش توقعتي مني أكون مؤسسة خيرية أعاون الفاشلين في زواجهم و الا قالوا لك مشروع أبن باز الله يرحمه "

" لا بس عطه فرصه يجمع لك حقك ..."

أشر بيده بحركة نافيه يقطع كلامها وهو يقول

" لا لا لا أنا عطيته فرصة سنة وبعدين لا تنسين أن أخوك الوليد ضابط برتبة نقيب يعني كان ممكن خلال السنة أنه يدبر المبلغ بالراحة عموماً هاذي أمور عائلية أنا مالي دخل فيها أنا ما علي إلا من اللي يخصني فا وش قلتي "
" على؟ "
"يا تتزوجيني ويصير أبوك مع أمك وإخوانك أو تقعدين بينهم ويروح هو لسجن "

ناظرت له بكره و فتحت فمها بترد لكنه سبقها وقال

" أنا ما قاعد أضغط عليك أنا بس قاعد أوضح لك الوضع عشان ما تلوميني بعدين ومثل ما قلت لك من البداية أنا بسوي أللي أنتي تبين وفي النهاية ما يصح إلا الصحيح "
قلبت الموضوع في عقلها ما راح ترمي بنفسها وتسوي وكأنها بطلة تنقذ العائلة ولا راح تمثل دور البنت اللي تضحي بحياتها مع إنسان كرهته من كل قلبها لغطرسته. ألخطاء خطاء أبوها وما راح تكون هي اللي يدفع ثمن ذي الغلطة لكن وش بيكون ردة فعل أهلها وكيف بتتحمل نظرات الاتهام في عيونهم؟ يوم تنطق أنها هي سبب أبعاد أبوهم عنهم بأنانيتها والشيء الأهم قلبها هي اللي ما راح يعرف الراحة في كل الطريقين. كل الأمرين سيئ بنسبة لها لكن ليش أختارها أبوها؟ ليش ما كانت عبير اللي تاخذه؟ هي أكبر منها ويمكن تتفهم الموضوع أكثر منها أما هي ما تقدر تتحمل ها الشيء أبد فقالت له بيأس
" عطني وقت أفكر "
"معك وقت تفكرين بس أعرفي إن أنا ما عندي وقت أنتظرك طويل "
" أخر الأسبوع أعطيك خبر "
"لا لا أخر الأسبوع طويل يا لينا "
"طيب بعد ثلاث أيام "
بتحاول فيها استعطاف أخوها الوليد اللي أنكرهم بعد ما تزوج بسبب زوجته السيئة لكن اللي قدامها قال
" أسف بس متأخر بنسبة لي "
أسألته بقرف وبدون صبر
" أجل كم تعطيني؟ "
" قبل ما أطلع من هنا "
"كيف؟! ما يمديني أفكر صح وأشوف إذا كان ...."
"تقدرين تلقين طريقة تسددين فيها الدين غير الزواج ؟ "
"تقريباً "
"قلت لك أني انتظرت طويل ها الدين والحين بما أني مو متزوج أبغى يا حقي يا الزواج وما عندي غير كذا "

"أنت قلت تبي حقك خلاص نبي نحاول نعطيك إياها بس عطنا وقت "

"كيف أقساط؟ والا تبين تعلقيني على ألفاضي؟ لو أدري أن فيه أحد بيسلف أبوك يمكن أقبل أوكي بس الكل عارف وضعه وإن راتبه التقاعد يا دوب يغطي على أهل بيته الشيء الثاني هو كان من المفروض أني أتزوج قبل سنه لكن في ظروف منعتني وأعطيت أبوك فلوسي وألغيت زواجي "

" و تبغى تعوض خسارتك بذا الزواج ؟ "

"أنا ما قلت كذا أنا عرفت أنه ما ألي نصيب فألغيته وبعدين أنا الحين صار عمري واحد وثلاثين و بصراحة ما راح ألقى نسيب أفضل من أبو الوليد مع أن أخوك الوليد كلام الناس عليه كثير بس ما هو مهم أبوك مشهود له بالمراجل و.....على فكرة عشان ما تظلمين أبوك اللي مدللك هو كان قال لي أخذ أختك عبير بس أنا ما بغيت إلا أنتي "
هذا شيء جديد! أبوها حاول يبعدها عن هذا الزواج؟ وليش أصر هذا على أنه يتزوجها هي؟ قالت تسأله
" ليه؟ "

قيمتها العدسات السوداء الالكترونية و شافت أعلام الكره في عيونها فقال

" ما أدري يمكن عشان فيه ناس أمدحوك لي؟! ما رديتي علي قبلت والا أمشي ترى ما عاد بقي معي وقت "
فكرت شوي بعقلها الوليد وعلى ضخامة راتبه اللي يستلمه شهرياً ما فكر حتى بتسديد الدكان اللي يطلبهم مائتين ريال بس! فكيف يكلف عمره بمبلغ مائتين وخمسين ألف؟. الشيء الأخر أن هذا أللي ما له أسم قال أن أبوها حاول يجنبها هذا الزواج وهذا ترك قلبها يلين أكثر حتى إنها ندمت على إنها رفعت صوتها عليه. والثالث والأهم أنها متعلقة بأبوها بقوة وما راح ترضى تشوفه ولو ساعة واحدة بالسجن ويمكن ما تسامح نفسها لو أنه وقف قدام القاضي عشان فلوس عجز يسددها وكان ممكن إنها تساعده. أبوها أللي له هيبته وكلمته في مجالس الرجال ياخذونه الشرطة عندهم ويعلم الله كيف بتكون حياتها بدون ما تشوفه؟. بس هذا ما يعني أنها بتوافق على الزواج من هذا الإنسان الكريه اللي وين ما اتجهت ما تلقى قدامها إلا خيارين ما لهم ثالث إما إنها تتحمل ألإهانه مع هذا الشخص ويبقى لوالدها مكانته وسمعته وهيبته عند العرب أو....... حتى ألتفكير في العو


التعليقات (2)
**جود الشرقية**
**جود الشرقية**
الفصل الثاني
جلست لينا على حافة سريرها وهي معصبة من كل شيء حولها من أبوها اللي حطها في هذا الموقف و زعلانه من أخوها اللي تخلى عنهم و من نفسها لإنها قبلت بوضعها. ما كانت تتوقع إنه في يوم يصير لها مثل هذا . يمكن بسبب كلام أبوها اللي فقدت ثقتها فيه بعد اللي صار معها لو إنها أجبرت على الزواج من راكان لأن أبوها أعطى له كلمه كان أهون عندها من إنها تكون مقابل مبلغ كان دين عليه. بدت تتذكر كيف إنها كانت تدعم صديقتها نفسياً يوم زوجها والدها من دون رضاها وعرفت إن القول أسهل من التطبيق بس في كلا الأمرين فيه اختلاف لأن صديقتها ما أجبرت عشان مقابل تزوجته لأنه أبن صديق أبوها والشيء الثانية إنها ممكن تحب زوجها مستقبلاً وتتكيف معه لأنه ببساطة ما يعرف إنها مجبورة على الزواج منه وهذا بنسبة لها فرق جوهري. أما هي فعلى العكس من كل هذا أجبرت بمقابل والمصيبة إنه شاف ردت فعلها على الموضوع بكبره وحتى لو انه ما عرف بينظر لها على إنها إنسانة تافهة يوم رضت فيه وإنه أشتراها بفلوسه . فكرت أنه على الأقل هذا أمر انتهت منه الآن لأنه عارف فكرتها عن الوضع كله لكن بالمقابل هذا يعني إن حياتها بتكون جحيم معه و بيذلها بعد العز اللي هي فيه لكن كيف بتكون ردة فعل الوليد يمكن ما يكون ميئوس منه إلى ذا الدرجة هو برتبة نقيب في أمن الطرق وهذا يعني أن راتبه يتجاوز الأربع أو الخمس عشرة ألف في الشهر يعني يقدر يساعدها وأكيد أنه يدخر له شيء في البنك مع كل ذي السنين لأنه مهما يكن هم من دم واحد وعمر الظفر ما يطلع من اللحم زي ما يقولون وهي بتحاول معه. ما راح تهتم للي قاله هذا الركان وبتطلب من أخوها العون وإن شاء الله ما يخيب أملها لكن كيف لو صار العكس؟ هي ما سمعت الصراخ اللي صار بينه وبين أبوها و كان فيه الوليد عديم الذوق تماماً جارح في كلماته قاسي في نظراته ومع إن أبوها أظهر صبره لكن في الأخير طرده من البيت لأن الوليد كان يتعمد يأذي الجميع عشان يرضي زوجته و رجعت لذهنها كلمه سمعت أبوها يقولها وهو يتحسر على الوليد
"ربيته عشان يساعدني وهاذي أخرتها أللي في القلب واحد "
كان واضح أنه هذا شيء جرحه لكن هو يكابر قدامهم .قالت في نفسها أن أبوها تحمل الكثير وهذا أكبر ألم يحمله لأنه مع كل اللي صار هو للحين يذكر الوليد ويتصل به ويتودد له مع أن المفروض الوليد اللي يعتذر لكن أخوها عديم القلب في كل مرة يطلب فيها والدها منه المعونة يكرر ويردد على مسامعهم
" أنا ما لي دخل "
" والله ما أحد قال لك حط نفسك في الدين وأنت عارف أن ما معك شيء "
الآن تذكرت كل ذيك المحاولات في سداد الدين ...البحث عن من يسلفه... أدوات البيت اللي يتم تسجيلها ولا تدفع إلا في أخر الشهر إن توفر المبلغ أو من مكافأة أحمد وناصر... طريقة الوليد القاسية وهو يرد في كل اتصال
" ما عندي شيء "
حتى حفظت هاذي الكلمة عن ظهر قلب وكانت تردد دايما في نفسها
" الحمد لله أننا ما نحتاجك لك "
هل كان أبوها غارقاً في الدين من ذاك الوقت؟ وهذا يتناسب مع اللي قاله راكان ...عنفت نفسها بقوة عشان ما تبكي وهي تسأل ليش يتزوج طيب؟ إذا زوجته مخلصة له لطيفة ودودة ومطيعة عياله من حوله أولاد وبنات باستثناء الوليد اللي أصلاً كان يدور عذر عشان يبعد عنهم, كل شيء حوله ما نقصه شيء من دون ذكر الفلوس اللي كانوا يقتصدون في مأكلهم ومصاريفهم عشان لا يثقلوا عليه و هاذي هي أخر تضحيتهم أنه يجمع ويتدين و يفكر في الزواج ويا ليت الزواج كان ناجح تقول أنه في احد استفاد! الزواج كان فاشل والديون تراكمت إضافة لتزويجها هي ككبش فداء للعايله بسببه.والمصيبة إنها تعرف كل هذا من الرجال اللي بتتزوجه وتتصنع قدامه إنها على علم بزواج أبوها قالت بصوت خفيف مسموع
"و خزياه ".
تأملت في وضعها إن كانت هي نفسها أقسى من الوليد يوم سمحت لطبعها البركاني أنه ينفجر في وجه أبوها و فضحته قدام الرجال. أبوها اللي ما عمر أحد يشوف عينيه إلا ويرخي طرفه مهابة له تجي هي وتنظر له بتحدي وترفع صوتها اللي شوي ويفجر أذنه .هو حاول أنه يجنبها هذا الزواج ما قال راكان كذا؟ لكنه في النهاية زوجها وصدمها بالخبر هزت رأسها بيئس وهي تفكر في هذا الشيء. الوضع يختلف بينها وبين الوليد هي لو تملك مال الدنيا ما بخلت عليه به لكن حياتها صعب؟! ابتسمت بحزن لأنها كانت دايما تكرر إن أبوها هو حياتها. أخيراً وبعد التفكير الطويل قررت إنه إذا ما ساعد الوليد أبوها بتنسى أحلامها اللي بنتها مع مرور الزمن وترضى بالأمر الواقع.
انتبهت لمقبض الباب وهو يفتح وسألت في نفسها كيف نست تقفله يوم دخلت. هي فاضيه لعبير الحين ولا هذا وقت للنكت ناصر ومزحه ولو كانت أمها فهاذي مشكلة أكبر . تفاجئت إن اللي دخل أبوها ونظرته الحادة للحين في عينيه دخل للغرفة وقفل الباب. كان والدها في الخمسينات من عمره يتميز بطول واضح و شخصية مهيبة قوية ومع أن الشيب كان منتشر في شعره إلا أنه للحين يتمتع بقوة جسمه وملامح وجه حادة ما ورثها أحد منهم إلا أختها هيفا. سحب أبو الوليد كرسي الزينة و جلس قدامها أما هي فكانت تذكر نفسها أنه مهما يكون يظل هو والدها و لازم تتعامل معه بأدب وهذا تركها تحس بوخز الدموع في عينيها لكنها نهرت نفسها وبدت تكرر
" أنا قوية ...أنا قوية وكبيرة وقادرة أتعامل مع الوضع"
أثناء ما هي تحاول السيطرة على أعصابها ما كانت منتبهة إن في عيونها نظرة عتاب له فقال بهمس
" لينا يا بنتي الزواج قسمة ونصيب و راكان رجال ...."
قاطعته
" ليش تزوجت؟ "
ناظر لها أبوها ما هو مصدق إنها عرفت فقالت قبل ينكر أو يتهرب
" يوم انك عارف أن ميزانيتك ما تغطينا ليش تتزوج؟ وفي النهاية ما تقعد أسبوع وتهج اللي ما عرف منهي وتورطني أنا !!"
كان صوتها متحشرج مثقله الألم والهم فهز أبوها رأسه باستسلام وقال
" عاد اللي صار صار وأنا أبوك ولو أني ما سألت عن راكان وطلع رجال ما كان وافقت عليه "
" و ما لقيت غير تزوجني؟ ليه ما رحت للوليد وقلت له ما أظن أنه شين لذا الدرجة وما يفكر فينا "
"الوليد داري بكل شيء من البداية وكان رافض حتى يساعدني في زواجي حتى يوم طلقت الثانية وطلبته يساعدني يسدد الدين قام يتشمت "
"وقال لك كلامه ألمعروفه ما عندي شيء ولا يقول لك مثل العادة إنك ما تعرف تخطط "
سبقها لسانها بذي الكلمة القاسية اللي دايماً يقولها الوليد لأنها كانت في قمة انفعالها وما تقدر تسيطر على نفسها إذا عصبت. شافت وجه أبوها يتجهم ثم شوي وتلين ملامحه ورفع لها عيونه اللي احمرت .والدها اللي كان دايما من هي صغيره مثلها الأعلى كانت تشوفه صانع العجائب كان بطلها اللي يحميها ويحافظ عليها و القادر على تحقيق كل شيء تتمناه ما شافته يوم ضعيف وما شافته يوم مستسلم كانت معجبة فيه لدرجة ما تشوف أحد غيره لكن الحين تشوف لمعان دموعه بسببها. قامت وقبلت رأسه وهي مختنقة بدموعها وتقول
" السموحه يا أبوي والله ما قصدت "
مسك يديها وطلب منها ترجع لمكانها ثم قال
" إن كنتي ما تبين الزواج من راكان قولي لي وأنا أخلص كل شيء لكن الله يشهد إن راكان رجال "
هاذي هي الفرصة ترجع لها من جديد لكن النهاية أنه بيصير بعيد عنهم. ثم وين الفايده فيه؟ هي أخذت صدمه وحده وتعذبت فيها وتعبت نفسيتها وما هي مستعدة تتعرض لصدمه ثانية تعيشها بألم جديد وهم ما يوقف من غير تأنيب قلبها اللي ما راح يستريح . قررت وهي تتأمل عيون أبوها أنها تتزوج بذا الراكان لأن أملها في الوليد خاب و بتشوف كل يوم سجنها بنفسها ويبقى أبوها في بيته معزز مكرم. على الأقل ما فيه أحد يعامل أولاده مثل أبوها كانت تضحك وتنكت وأحيان تعلق على أبوها وما كان يزعل كانت تقدر تناقشه عادي وهو يتحمل انفعالاتها هي وإخوانها كان مثل الصديق لهم كلهم مع أن غير عائلته ما كانوا يقدرون يسوون الشيء نفسه معه. لدرجة صاروا زميلاتها يقولون إن هم ما يحترمون أبوهم ما كانت هي وأخوتها مثل معظم البنات اللي تنزل القهوة عند أبوها وتروح ما تجلس معه كانت تناقش وتطرح مواضيع وتحاج وترفض وتبدي رأيها عودها على الشفافية وأنه ما تكون في حواجز بينهم. قالت في نفسها وهي تشوف أبوها قدامها ينتظر ردها أن هذا ما هو حق تعبه معهم إنها في النهاية تجحد معاملته الطيبة وتعب تربيته لها بمثل ما سوى الوليد فقالت له وهي ترفع أكتافها
" اللي تشوفه يا بوي هماك تقول أنه رجال أنت أبخص "
هي كانت تثق بنظرة والدها وحكمه في الرجال مع إنها حالياً نست معنى ذي الكلمة في أي شيء يتعلق بأفعاله و زواجها يعيد وضع زواج هيفاء وبصورة أشين من قبل لكن في قرار نفسها تعرف أن أبوها ما راح يتركها وناصر وأحمد أخونها اللي يحبونها ما يتخلون عنها أقل شيء لو بمشاعرهم وهذا اللي هي متأكدة منه. قاومت نفسها لا تبكي أكثر وهي تشوف نظرته الحنونة رجعت له يكفي إنها أرجعت تنطق بعاطفته الأبوية حواجبه المرتخية سماحة وجهه و وقاره كل هذا يرمز لرحمته وحنانه هي تعرف مع كل اللي صار أن لها أب عظيم ما يملك غيرها مثله. هو أبوها وأخوها وصديقها وغلطة منه ما تنسيها خيراته. حب أبوها اللي للحين عينه حمر أنه يبدل ها الجو الكئيب فقال يمزح
" متأكدة أنك موافقة يا لينا؟ "
ولأنها تعودت على الشفافية مع أبوها قالت بصدق
" أيه متأكدة وهذا قراري أنا وما لأحد تأثير علي فيه ولا تقعد تقول إنه عشانك ولا من ها الخربيط هذا اختياري أنا يعني لا صار شيء مستقبلاً لقدر الله لا تلوم نفسك "
قال وهو مبتسم يجاملها
"الله لا يقدر لك إلا الخير. وإنك قبل شوي صجيتي العالم و أزعجتيه وبغيتي تأكليني عند الرجال "
ابتسمت من بين دموعها وهي تقول
" دلع بنات وبعدين شفته أميليح يعني حليو ما عليه كلام من الناحية الشكلية فغيرت رأيي"
كان أبوها عارف إنها تحاول تخفي حزنها بأسلوبها المرح و الأفضل أنه يتركها الحين لأنها ما عاد تقدر تمسك نفسها أكثر من كذا. قبل رأسها و هي خجلت من نفسها لأنها المرة الأولى اللي يقبل رأسها. أجتاحها شعور مؤلم في نفسها لأنه ما هو بالأمر السهل أنه يكون من هو أكبر منك سن والأولى باحترامك وتقديرك أنه يقبل رأسك و كأنها رسالة اعتذار لك عجز يعبر عنها بلسانه .قال أبوها قبل يتركها وهو حاط يده على راسها
" الله يوفقك ويسعدك ويسترك يا بنتي قولي آمين "
قالت من بين شفايفها من دون ما تصدر صوت
" آمين "
طلع وصك الباب من بعده ووقفت هي وقفلت الباب قبل ما يدخل أحد ثاني. ناظرت في غرفتها ونزلت دموعها على وجهها من غير توقف فمسحتها بيدها وقالت تروح عن نفسها
" أصحي يا لينا ولا تقعدين تسوين لنفسك فيلم هندي "
اتجهت للمراية تشوف وجهها كانت هاذي طريقتها في التخلص من الدموع في البداية تبكي شوي ثم تبدءا تتأمل عيونها وبعدها تنتقل إلى أسنانها ثم تشغل نفسها بترتب شعرها وتمسح أنفها بالمنديل وكذا شوي شوي و ما هي إلا دقايق حتى تنسى ليش كانت تبكي وهذا يرجع لطبيعة نفسها اللي تحب السعادة والأمل وتكره الحزن و الوحدة. بعد ما مسحت عيونها بمنديل و اختفى الاحمرار منها بدت تشوف وجهها و تسأل ليش أصر راكان على الزواج منها؟ هي ما لها بشرة بيضاء و شعر أسود و لا تعرف هل كانت بنسبة له جميلة هي بنسبة لها ولثقتها بنفسها كانت مقتنعة إنها جميلة وإن بشرتها البرونزية تكسبها جاذبية خاصة لكن ما تدري عن رأيه هو فيها؟ ثم ليش ما أخذ عبير؟ عبير عكسها تماما لها بشرة بيضاء وشعر أسود طويل يصل إلى أسفل خصرها وإن كانت ما تختلف عنها كثير بالملامح لكن هذا السؤال ظل عالقاً في ذهنها وكلامه أن الناس يمدحونها ما دخل مخها لأن الناس يثنون على عبير أكثر منها خصوصاً إذا رجعوا لقضية أن عبير تتحمل المسؤولية وفنانة في الطبخ وتعرف كيف تستقبل الناس وتقدر تدخل في المجتمعات بسهوله عكسها تماما. هي ما تتحمل المسؤولية و لا تعرفها وما تعرف من المطبخ إلا أسمه ولأنها دايم مع أخوانها الشباب كل سوالفها تقريباً شبابية وتهتم بالسيارات مثلهم لكنها تختلف عنهم في إنها تكره متابعة الرياضة وخصوصاً كرة القدم و إذا جاهم جيرانهم يا تكون مع أخونها أو تجلس في غرفتها أو تكون مع الحريم ساكته وما أحد ينتبه لها يعني بالعربي من اللي يعرفها وبعدين قبيلة راكان من جنوب المملكة وهي من نجد فمن وين سمع بها ؟ لا يكون من طرف جارتهم أم خالد لأنها هي الثانية من الجنوب من منطقة أبها بس فيه بعد أم سعيد وهي من الباحة. مسكت راسها لأن المشكلة أن كل الثنتين من نفس القبيلة ولا يقربون لبعض. يا ترى هي أي وحده فيهم؟ والأهم من كذا مستقبلاً كيف بتتكيف مع عائلته وعادتهم وتقاليدهم مختلفة عن عاداتها وتقاليدها اختلاف السماء عن الأرض؟ من وين بتعرف طريقتهم في حفلات الزواج أو الصباحية أو حتى وش الشيء اللي ينقدون ويعد عيب عندهم وش الشيء المستحسن؟ ما راح يجاوبها على كل أسئلتها إلا صديقتها شمس. بس وين؟ اليوم الخميس وشمس وعائلتها مع أهل أخوانها المتزوجين طالعين للاستراحات كالعادة في أي عطلة أسبوع وبكرة الجمعة و تشك أنه بيكون لها خلق تكلم أحد لأن عندها كويز في درس المسرحية اللي أخذوه يوم الاثنين. ما عندها حل إلا يوم السبت تقابل شمس في الكلية وتقول لها على إنها تزوجت. ابتسمت وهي تتخيل وجه شمس اللي ما راح تصدق و بتزعل أنه ليه ما قالت لها من البداية لكن ما تقدر تقول لها الحقيقة لأن الموضوع يخص عائلتها و راكان ما يخصها لحالها و أكيد لو فضفضت لشمس بيتضايق أبوها فما لها إلا أنها تدبر كذبة محترمة. دق باب غرفتها فما ردت عليه لينا ورجعت تجلس على سريرها وهي تسمع صوت عبير
" لينا أفتحي الباب ... لينا ... لينا "
لا ما راح تفتح لعبير أبداً لأنها عارفه أنها بتتفلسف وتجيب لها التاريخ العربي كله وبتزيد همها اللي تبي تنساه وترتاح منه. شوي و تسمع ضرب أقوى على الباب و صوت ناصر يستهبل
"لينا ... لينا أفتحي الباب لا يكون زعلانه مني ما لك هم أدخل عندك الحين وأدغدغك لين تقولين بس يا الله أفتحي "
شوي إلا صوت أحمد
"ما فتحت لكم أفآآآآآ نونا أفتحي الباب يا بابا عيب تخلينا واقفين كذا طابور وكأننا سرا على المستوصف أنا بابا أحمد كبير العايلة في المرتبة الرابعة والضابط مستقبلا "
ناصر:-" تشرفنا معك الدكتور ناصر و ولي العهد من بعدك بس ترى على فكره الدلع اللي أنت جبته ما هو حلو"
صوت مشاعل
"خلاص يا عيال أتركوها أصلاً المفروض إن كانت بتزعل تزعل عليك أنت يا أحمد "
أحمد بنبرة تهديد:-"ليه وش سويت أنا؟ "
مشاعل :-"ترى بقول لها "
أحمد:-"عن؟ "
"عن ؟! أقول لك يا عمي يوم ملكوا تدرين وش سوى يا لينا .."
عض أحمد على شفايفه يهددها فقالت مشاعل
" لا ما فيه ما عندي أنا ما أستلم مكافأة مثلك يا حضرة الضابط مستقبلاً و توي في الثانوية وعلى المصروف فا عطني والا بقول "
ناصر متضايق منها:-"هيه هيه ابتزاز عيني عينك روحي وراك بس... لينا أختي أفتحي الباب قبل ما تجي أمي و تزفنا كلنا على غرفنا "
كانت لينا تسمعهم وهي تبتسم وتتخيل أخر يوم لها كيف تتركهم وتودع أيامها البريئة معهم بتترك الدلع والشقاوة وتبعد عنهم ويوم حست أن دموعها بترجع قامت من مكانها
عبير:-" أقول شكلنا ضايقناها؟ "
أحمد:-" محاولة أخيرة بس"
ناصر:- " أتركها علي لينا ترى معي برنجلز و....."
فتحت الباب وقابلتهم وهي ساده الطريق بجسمها كانت لابسه بلوزتها الوردية الملامسة لوسطها بنعومة فوق تنورتها الرماديه الواسعة وقالت
" خير يا أكبر مزعجين في الدنيا "
بعدها ناصر عن الباب ودخل الغرفة بسرعة و لحقه أحمد وقفز الاثنين فوق السرير وجلسوا وكل واحد يقول لثاني وخر ضايقتني أما لينا فضحكت على حركت أجسامهم الطويلة وهم مالين الغرفة
لينا :-" هيه هيه أرفقوا دمرتو الدنيا علي "
ناصر :- " لا ما عليك ترى خفيفين الأخ أحمد ذبحته تمارين الكلية شوفيه نحيف و جاي أسمراني وش حليلة "
أحمد:-" الحين أنا أسمراني يا اخي حرام عليك بشرتي حنطيه "
ناصر:-" ما فرقت الحنطي درجة من درجات السماره "
أحمد:- "لا يشيخ الحين الحنطي أسمر؟ "
قال ناصر وهو ياكل من البرنجلز
"أية نعم وأنا أشهد, ما يكفيك أني طالب في العلوم الطبية يعني أفهم في مواضيع البشرة و الشغلات هاذي "
أحمد :- " إذا أنا أسمر أنت وش؟ "
ناصر :- " شفت اللمبة عبير أنا مثلها "
أحمد :- "بسم الله على عبير منك يا ضب "
ناصر:- " أنا ضب يا الجربوع"
لينا :- " خلاص بس أزعجتونا تعالي عبير مشاعل اجلسوا بصك الباب ولو أني أشك بتلقون مكان مع ها الاثنين "
دخلت مشاعل وجلست على الكرسي حق المكتب الصغير وعبير جلست على كرسي الزينة أما لينا فوسع لها أحمد وناصر وجلست معهم على طرف السرير وهي تسأل
"أمي وينها ؟ "
مشاعل :- "جالسة مع أبوي "
أحمد:-" الحين هاذي من عازمها ما كأنها صغيرة تسمع اللي بنقوله؟ "
ناصر:- " المشكلة مو هاذي قل بتروح و تعلم أمي باللي نقوله ما على فمها سد .شوفي شعوله تسوين حركات مبزره قسم بالله أمسح بك الأرض "
عبير تجاهلتهم :-" هو وش اللي صار يا لينا؟ "
قالت لينا بيأس :- " ما صار شيء اكتشفت أن زواجي بعد ثلاث شهور يعني بداية الصيفية "
ويوم حس ناصر الحزن في صوتها مد عليها البرنجلز وهو مالي فمه منه ويقول
"عادي تصير في أحسن العائلات "
لينا:-" ما الي نفس "
ناصر:- " واحد يا بنت الحلال "
لينا :-" والله ما أشتهيه "
ناصر:-" والله لتاكلين منه يلله عاد أنا حلفت "
مدت يدها وأخذت قطعه أكلتها فقال أحمد بمرح ولا كأن الموضوع فيه مشكلة
"صحيح ذكرتيني مبروك يا عروسة "
الكل سكت يناظر له بلوم بعد ما عقدت لينا حواجبها فقال
" لا ما يصير عروسة تتقبل التبريكات بوجه معصب "
عبير:-"أحمد! "
ناصر يساند أحمد:-"هي ما هي زعلنه أن أحد يهنيها يا فالح بس أنت قلت مبروك وهذا أسم مفعول من برك والصحيح أنك تقول مبارك عليك يا لينا "
الكل التفت للينا واضح أن الضغط وصل معها فقال أحمد يغني
" يا ناس لا تزعلو لينو ترى اللي يزعله يزعلني "
وبدا ناصر يردد معه فقررت لينا أن الكآبة ما تسر أحد والموضوع انتهى خلاص فقالت لناصر
"عن الفلسفة يا سيبويه توك تقول أنك علوم طبية "
ناصر:- "أيه بس عرب "
عبير :- " وأنتي وش رايك بالموضوع؟ "
لينا باستسلام:-"حلوه وش رأيي هو بقى فيها رأي ملكوا لي وقالوا شوفيه وعرسك في الصيف و وافقت "
عبير:-" وافقتي على اللي صار وقافلة على نفسك الباب ومخوفتنا؟ "
لينا :- " وش تبيني أسوي أطمر وأرقص في البيت وأقول أعرست!...والا أقوم و أسوي مناحه وأخلي البيت كله يكره اليوم اللي جيت فيه؟ أنا زعلانه من طريقة الزواج بس. يعني لو قايلين لي من قبل كان أهون وبعدين أموت وأعرف الشيخ كيف قبل يملك لهم؟ "
مشاعل:-" أسئلي أحمد "
راح المزح عن أحمد وقال
"مشاعل قومي أطلعي برا "
مشاعل:-" ما راح أطالع غرفت لينا ما هي غرفتك "
أحمد كان على وشك يقوم وهو يقول
" والله ما أنتي طالعة لين أوريك شغلك أنا "
أمسكته لينا وهي تقول :-" أحمد أتركها ما حنا ناقصين مشاكل ونكد خلقة نفسي قافله"
بس هو ما سمع لها وصرخ على مشاعل :- " بتطلعين ولا كيف ؟ "
ناصر بتهديد :- " مشاعل وش تستنين أقوم معه يعني ... أطلعي برا لخليك تتفلين العافية"
مشاعل :- " خلاص طيب بطلع "
عبير :- " صكي الباب معك "
يوم أطلعت مشاعل التفتت لينا لأحمد وقالت:-" أنت عارف شي عن الموضوع ؟ "
أحمد:-" أيه "
ناصر قاطعهم:- " أنا اللي بقول لك "
لينا :-" و ليش أنت؟ "
ناصر:-" أنا بقول لك هو وش سوى لأني بخليه يقول لك أنا وش سويت كذا أسهل لنا "
لينا :- "شباب خلصوني تراه واصله هنا "
ناصر:- " طيب هذا يا طويلة العمر والسلامة يوم وقع الأخ راكان عطوا أحمد العقد على أساس يعطيك توقعين ودخل و وقع بدالك "
التفتت لينا لأحمد اللي قال يدافع عن نفسه:-"غصب عني يا لينا أبوي هو اللي قال لي ..."
لينا بعصبية:-" أبوي اللي قال لك رجال خط شاربك في وجهك وتقول أبوي اللي قال لك "
ناصر:-" لينا أهدي ترى حتى لو أحمد ما وقع كان أبوي اللي أخذ العقد وهو اللي وقع "
لينا بعصبية:-" يعني عارفين من قبل بس ما قلتو لي!"
عبير:-" أهدي يا حياتي أنت توك تقولين موافقة "
لينا بانفعال:-" كنت أتوقع انه ما أحد كان يعرف غير أبوي ما كنت أدري أن كلكم ما شاء الله عارفين إلا أنا! "
عبير:-" أنا ما دريت إلا قبل أشوي من أمي"
لينا :- " وأمي متى عرفت؟ "
عبير :- " قبل الملكة بيوم "
لينا تقول لأحمد وناصر:-" من عارف غيركم ؟"
أحمد :- " حنا الشباب بس "
هزت لينا رأسها ثم قالت:-" وأنت وش سويت يا ناصر "
أحمد :- " ناصر هو اللي تكفل بقضية الفحص الطبي لأن له علاقة بالمستشفى اللي سجلاتنا الطبية فيه وافتحوا ملفك الطبي وجهزوا أوراقك لأنك قبل أسبوع كنت رايحه تشوفين نتايج تحليلك لفقر دم "
لينا مخنوقة:- " ما هقيتها منكم "
ناصر :- " لينا صدقينا الموضوع أكبر مما تتوقعين "
لينا تستفهم :- " قد أيش عارفين عن ها الشيء؟ "
أحمد بهدوء:- "كل شيء من طق طق لسلام عليكم "
ناصر :-" عبير ممكن تروحين وتسوين لنا شاهي "
وقفت عبير وقالت مبتسمة :- " طيب ومتى تبيه في خمس دقايق والا بعد ساعة؟ "
أحمد :- " إذا خلص في العشاء بيكون أحسن "
عبير :- " ما تبين شيء لينا ؟"
لينا وهي تفكر بمشكلتها :-" لا "
طلعت عبير وصكت الباب فقال أحمد :- " لينا الموضوع أصلاً له قصة طويلة حدود السنة "
لينا :- " أدري "
ناصر مستغرب :- " وش دراك ؟ "
لينا :- " حضرة سموه هو اللي قال لي "
أحمد :- " راكان ؟ "
لينا بيأس :- " أيه ...بس كان المفروض قايلين لي من قبل أصير فاهمة الوضع ولا أنكم تحطوني في الصورة و أنصدم بكل شيء فجأة "
أحمد :- " شوفي يا لينا اللي صار صار و انتهى حنا مثلك تفاجئنا يوم قال لنا أبوي وما كنا نتوقع أن الموضوع ياصل لها الدرجة و رحنا للوليد وحاولنا فيه بس أنتِ عارفه... "
لينا :-" تكفى لا عاد تجيب لي طاريه "
ناصر :-" المهم يا لينا ترى ما أحد يدري بزواج أبوي غير أنا وأحمد والوليد وأنتي بس البقية ما يدرون فلا تقولين لأحد حتى البنات و لا حتى هيفاء مفروض تدري لأن لو وصل الخبر لأمي والله ما تمرح في البيت دقيقة "
لينا :- " أنت بتقول لي! "
أحمد :- " فيه شيء تبين تسألين عنه؟ "
لينا :- " أيه متى يا طويل العمر وقعت عني؟ "
أحمد يمازحها:- " يوم الأربعاء يوم أخذت ا

**جود الشرقية**
**جود الشرقية**
الفصل الثالث
يوم السبت الصباح الساعة سبعة جلس في المطبخ لينا وأمها وأبوها وعبير و ناصر.أما أحمد فا راح لكليته يوم الجمعة الساعة ثمانية ونص ولا راح يطلع إلا الأربعاء وهاذي أخر سنة له في الكلية الأمنية و بيتخرج برتبة ملازم .أما مشاعل لحقت مدرستها مع أخوها التوأم مشعل وكلهم في مرحلة ثالثة ثانوي وكان للينا أخوان صغار سامي في المتوسطة وعبد السلام في المرحلة الابتدائية و اللي وصلهم أبوهم مدارسهم ورجع للبيت . أما أختهم عبير تخرجت العام الماضي من قسم التاريخ و تفكر أنها تحضر دراسات عليا بعد ما تأخذ هاذي السنة راحة. قال ناصر وهو يشوف ساعته
"يلله يا لينا قومي البسي عباتك أوصلك كليتك قبل أتأخر على جامعتي "
لينا :- " أوكي "
قبلت رأس أبوها وأمها وطلعت
ناصر:-" توصون شيء؟ "
أبو الوليد :- " الله يسلمك أنتبه في طريقك "
ناصر :-" إن شاء الله مع السلامة "
شوارع الرياض مزدحمة في مثل هذا الوقت و كان الجو بنسبة للينا كئيب على غير العادة. وقفت السيارة عند الإشارة و قال ناصر
" لينا عندك شيء المحاضرة الأولى؟ "
"لا, لا الأولى ولا الثانية"
" أجل ليش رايحه بدري؟ "
"لو ما رحت معك كان رحت مع الباص من صباح الله "
"كان خليتي أبوي يوصلك متأخر"
" لا أخاف يفتح معي الموضوع وتنسد نفسي على الصبح. أنت عندك شيء المحاضرة الأولى ؟ "
"عندي محاضرة بس تدرين خلينا ندج اليوم "
" لا الله يعافيك أنا عندي كويز الثالثة "
" ما يهمك بنزلك في الكلية قبل الساعة تسع يعني بتلحقين على الثانية و عندك off راجعي فيه للكويز "
"طيب أنت عندك محاضرة الأولى "
"غياب ساعة ما يضر بعدين الدكتور ما هو باللي يحضر "
" لا الله يخليك أنت باقي لك سنة وتتخرج والمعدل تراكمي فا شد حيلك "
"أيه بصير دكتور وأنا للحين أسوق سيارة العايلة "
"أحمد الله جيب فكس أر ما هو جمس بيكن موديل 77 و المكيف خربان و اللي من ندخل الحارة الكل عرف أننا جينا "
ضحك ناصر وهو يتذكر الجمس القديم وقال
" ميزة ذاك الجمس أنه عند الإشارة كل السيارات تهج من صوته يخافون أدعمهم "
سكت شوي ولا حظ شرودها وعرف إنها تفكر في موضوع راكان فقال مبتسم
" تدرين في نكته على الجمس يقول لك هذا بريطاني أسمه جمس بيكن قابل واحد أسمه لينو فقال له لينو أسمك أيش؟ قال مستر جمس بيكن فقال لينو يستهزئ ما هو مصدقه طيب أنا مستر جمس لينو "
قالت لينا بملل
"هاهاها ما تضحك "
"أدري لأني محرفها إلا كم باقي لك وتتخرجين "
"سنتين بتمام والكمال "
"لينا شدي حيلك ولا تخلين فكرة الزواج تأثر فيك "
قالت تقلد طريقة عبد السلام إذا ما فهم شيء
"إن شاء الله... إلا حنا وين رايحين؟ "
"ليه مستعجلة على الكلية؟ والا تبين الفكه مني؟ بنروح لكوفي شوب عمرك ما تحلمين بزيه ونأخذ لنا كوبين كوفي يقعدون روسنا عشان إنمخمخ على الصبح ونعرف نداوم "
وصلوا للكوفي شوب و شاف ناصر الزحمة عند خدمة السيارات فا نزل يشتري ويرجع لها .حست لينا بجوالها اللي كانت حاطته على الهزاز و لقت رسالة واردة أفتحتها و إلا هي من راكان
"صباح الحلم صباح النور صباحك آآآه ما يمدي أنا وحدي أتمتم …نور
صباحك غير صباحك خير صباح الضحكة لا طارت! ولا صارت !
صباح البسمه لا مست نسيم الصبح واحتارت !
صباح أحلى ..خطاويها أمانيها صباحي يومي أناديها
صبحي غير… بشعورك......"
وقفت عن القراءة وهي مكشرة وضايق صدرها. لمحت شكل ناصر داخل الكوفي و قررت ما تخرب اللي قاعد يسويه ناصر عشانها من الصبح ومسكت الرسالة وسوت لها إعادة إرسال و أرسلتها له. ما تدري كم بقت تستناه لين قطع تفكيرها ناصر وهو طالع من الكوفي و شايل في كل يد كوب كوفي وهو يأشر لها براسه تفتح له باب السيارة قال وهو يجلس مكانه
" يا حبيبي على الرقة على الصباح تسلمين على الرسالة الحلوة ما خبرت إن أحد فيكم ذكرني بالرسايل اللي تفتح النفس على الصبح ما غير أنا اللي طفرتوني من كثر ما أرسل بس الحمد لله جهدي ما راح عبث طلع فيه نتايج حلوه على كذا عطيتيني حافز أوصلك كل يوم للكلية"
" شفت أني أصيلة "
" أيه أصيل وأخت ارجال بعد "
"أيه أمدح نفسك "
"يا أختي حر بمدح نفسي بلاش ما على حسابك شيء وبعدين لا تراهنين الحين أنزلك عند الكلية وتشوفين ردت فعل البنات "
" وأنت الصادق عشاني أختك "
"بس ؟ "
" ليه في سبب ثاني؟ "
"يمكن يتقربون منك عشاني "
" يمكن من عارف "
" ألا ما قلتي لي زواج شمس قبلك والا بعدك "
ارتبكت لينا لكن هي كانت مجهزة جواب من قبل لمثل ها السؤال
" للحين ما حدد زوجها بس ما أتوقع يتزوجون السنة ذي"
ما قدرت تقول له أن شمس طلبت الخلع من زوجها محمد قبل زواجها بشهرين لأن شمس وصتها ما تقول لأحد أبد قال ناصر
"الله يتمم لهم على فكرة قلتي لها إنك ملكتي؟ "
"لا اليوم بقول لها "
أضحكت بكآبة وهي تقول
"تتوقع تصدقني؟ "
" ما أدري بس انتبهي لا تقولين لها عن كل شيء . أعرف أنك أنتي وهي مثل التوأم وتعرفون بعض من زمان بس مهما يكون بعض الأحيان لازم يكون فيه خصوصية ولا تنسين اسأليها عن عاداتهم لأن راكان من نفس قبيلتهم لكن من فخذ ثاني "
بعد كذا غير ناصر الموضوع و بداء يقلب رأسها بمصطلحاته الطبية ثم طلب منها أنهم يتكلمون باللغة الإنجليزية عشان يختبرون مهارتهم فيها. وصلت لينا للكلية الساعة تسع إلا ربع وقبل تنزل من السيارة أرسلت لشمس رسالة إنه إذا كانت فاضيه تنتظرها عند قاعتها. مشت لينا متجهه لقاعتها وقامتها مشدودة بثبات واستقامة وهي تاركة الزرين العلويين للبلوزة البيضاء مفتوحة لعنقها الجميل الملتف حوله خصلات من شعرها الناعم اللي تركته مايل بفرقة على جانب من راسها ومعلقة على كتفها شنطتها السوداء كل شيء حولها يجزم أنها واثقة من نفسها وحياتها مستقرة ومرتبة و منظمة بدقة من دون تعترضها مشاكل أو فوضى واللي أساسا كانت موجودة في داخلها من غير ما أحد يعرف عنها. شافت لينا صديقتها شمس واقفة مقابل باب القاعة ومتكئة بذراعها على السياج اللي يكشف على الساحة الداخلية للكلية ولأنها كانت متلخبطه من البداية وش بتقول سلمت عليها بحرارة غير معهودة فقالت شمس
"خير كل هذا مشتاقة لي! "
"شفتي قد أيش أحبك "
" هاتي من الأخر ما هو على شمس شايفتني أخوك عبد السلام "
استندت لينا على السياج بظهرها وقالت
" لا أبداً. توقعي اليوم في السيارة سألني ناصر متى زواجك و قمت أخبط وقلت للحين ما حددوا "
تدرج اللون الأحمر لخدود شمس وهي تقول
"يا فشيلتي كان قلتي له تراه بطي "
"على طاري الزواج بقول لك خبر خمني؟ "
"عبير خطبها واحد؟ "
"لا "
"غريب! هو فيه يعني سالفة زواج؟ "
"أيه "
التفتت لها شمس واللي كانت صاحبة بشرة بيضاء نقية أبرزها لون بلوزتها الأسود ولها طول معتدل لكن أقصر من لينا شوي.رجعت شعرها اللي صابغته أشقر عن وجهها ورفعت راسها وقالت
"و الله ما عاد بقي غير مشاعل لأن أنتي يئست منك"
"ليه وش قالوا لك؟ "
"أنا أدري عنك كل يوم تقولين ما جاء مجهول الهوية "
" طيب ترى الموضع يتعلق فيني "
شمس تناظرها بمكر
" صادقة؟ لا تخليني أفرح على الفاضي, أعرفك تعجبك ذي الحركات"
" لا ذي المرة جد "
شمس بحماس
"أحلفي؟ "
"والله "
شمس طارت من الفرح وقبلتها وهي ما هي مصدقة
"مبروك ألف ألف مبروك ومن هو عدنان زمانك ومتى تقدم لك؟ "
" هو ترى الموضوع خلصناه لأن الملكه كانت يوم الأربعاء "
" يا خاينه ألحين أنا كنت أعلمك بكل شيء أول بأول حتى لو بس أهلي لمحو لي أقول لك وأنتي تقولين لي بعد الملكه "
" هو كل شيء جاء بسرعة وبعدين أنا ما كنت حاسة أنه بيكون فيه شيء أكيد "
"حتى ولو؟ "
" هيه شمس ما هي حلوة أقول انخطبت وبعدين أقول خلاص هونت "
"وش معنى أنا اللي أقول لك كل صغير وكبير وأنتي ...."
قاطعتها لينا
" لا فيه فرق أنتي لو أخذت الخبر كان علمتي أهل بيتك كلهم أما أنا ما قلت لأهلي إلا يوم ملكتي وأخرتها يوم أنك تراجعتي و فركشتي الموضوع تركتي مهمة التغطية علي "
" أم معك حق"
" أسألك شيء وتصدقيني ؟ "
"تفضلي "
" أنتي للحين متعلقة في محمد؟ "
" لا "
"أكيد؟ "
ناظرتها شمس وقالت
"أيه ليه ؟ "
مدت لينا رقبتها وهي على وضعها تشوف البنات اللي يمشون تحت عشان تهرب من عين شمس وقالت
"مدري عنك هذا رابع واحد يتقدم لك بعد محمد وترفضينه من دون سبب!"
" لا ارتاحي بس ما جاء مجهول الهوية على قولتك ...إلا على طاري مجهول الهوية حقك أخبر إن شرطك الوحيد فيه أنه يكون حنون هو حنون والا لاء؟ "
دارت لينا حول نفسها و سندت يدها اليمنى على السياج و ريحت راسها عليها و جت تفتح فمها بتتكلم أنه هي وش يعرفها؟ لكن شمس انتبهت للوقت من ساعة لينا و استأذنت بسرعة
"يهوهو دايم إذا وصلنا للمواضيع الساخنة تنقطع السالفة مع السلامة لينا عندي محاضرة الحين أقدر أشوفك اليوم؟ "
" ما أتوقع ما عندي off إلا المحاضرتين الأولى "
"خلاص أجل أشوفك بعدين وبيكون بينا اتصال سلمي على الأهل "
" الله يسلمك "
راقبتها لينا ألين اختفت عن نظرها ثم ابتسمت من فكرة إن راكان يكون حنون هذا من سابع المستحيلات. استرخت وهي تتأمل اللي يمشون في الساحة الداخلية هل فعلاً شمس صادقة يوم قالت لها إنها نست محمد ؟ كانت لينا دايما تتفق مع شمس في أمور كثيرة إلا في تخصصاتهم وقت التسجيل للكلية لينا اختارت اللغة الإنجليزية وشمس اللغة العربية. كان هذا هو الفرق الوحيد في اهتماماتهم وإضافه على الخمس سنوات صداقة بينهم هذا كله خلاها تفهم شمس وتعرف وش ممكن تفكر فيه. رجعت بها ذاكرتها لمنتصف السنة الأولى لهم في الكلية. وقتها شافت لينا إن شمس كثيرة سرحان وأفكارها توديها يمين وشمال فقالت وقتها
" أيه اللي ما خذ قلبك يتهنا به "
ابتسمت لها شمس وما ردت قالت لينا
" أقول شكل السالفة جد من سعيد الحظ هذا اللي أمه داعية له بأخر الليل؟ "
" واحد ما يقرب لي "
" أنا كنت أمزح والبنت عطتنياها على وجهي كاش. أوكي يا شمس أزين و ازينين بعد أنه ما يقرب لك وش المشكلة؟ "
" ما فهمتي "
" فهميني شكل أستاذة الفقه كملت معكم درس الخطبة اليوم "
"وهذا اللي ذكرني في الموضوع "
" والله شكل القصة على أخر طراز حمستيني تكلمي "
" هدي لا تحمسين والا شيء لأنه ما فيه كثير ينقال فيه واحد يقرب لزوج أختي الأول ومن كثر ما تمدح فيه عجبتني شخصيته يعني فعلاً تحسين أنه مختلف "
" يا حبيبي على الأفكار بالله سلمي لي على أخوك عبد الله وقولي له يعطيك على دماغك هذا ضربة تعدل وضعه "
"لينا أنا ما أمزح "
"أوكي وأنا بعد ما أمزح أنا ما أقول أنه فيها شيء الوحدة تعجب بشخصية إنسان محترم خصوصاً أنك تقولين عنه مميز بس أني أشغل تفكيري فيه هنا الغلط لأن أولاً أنتي تقولين ما هو قريب لك وكأنك تقصدين أنه ما يدري عنك أو يمكن تقصدين أنه ما فيه أي أمل أنك ترتبطين فيه خلاص أجل يا أختي أنسيه "
" يا حياتي الموضوع ما هو كذا بس "
"أجل؟ "
" قبل فتره كان عندهم عشاء وعزمونا و شفته قدام باب بيتهم يرحب بضيوفه ومن ذاك اليوم عجزت أنساه "
" لا يا قلبي تقدرين و تو الموضوع في بدايته و نصيحة من أخت لا تربطين نفسك بأوهام وإذا تقدم لك في ذيك الساعة عاد أحلمي زي ما تبين وأنا بساعدك "
ابتسمت شمس بحزن وقالت
"المشكلة الشيبان موزعين الزوجات على كيفهم. من يوم الناس أطفال وهم مسوين إعلانات إن فلان لفلانة وفلانة لفلان وقليل من الشباب اللي خالفهم وأولهم ولد أختي فهمهم أنه لا أحد يدخل في حياته بس عندوا فأخذ شهادته ودخل أرامكوا يقول أحسن له يبعد عنهم لين يفهمون أنه رجال وإذا تخرج بيأخذ البنت اللي يبي"
" رهيب يعجبني هذا عرف يتعامل معهم "
"أيه بس شوفيه هبل فيهم تخرج الآن له ثمان سنين وكل ما خطبوا له وحده وشافها قال ما تناسبني "
"يوه شكله مرة شايف نفسه "
" والله ما تصدقين أمه وأبوه يوم اسمعوا شروطه التعجيزيه أحلفوا ما يتدخلون عقب ما فشلهم عند الناس"
ضحكت لينا وقالت تمزح
"هذا علاجه أنكم تزوجونه من غير ما يشوف البنت وتحطونه في الأمر الواقع "
" لا هو مصر إن الشوفه من حقه والله ليعجّز ما أحد أخذه أمه تقوله إن البنت اللي وصفها بيلقاها في الجنة "
"ما عليك منه العيال يعرفون يدبرون أمورهم ومصيره يقتنع, أنتي أهم شيء لا تضيقين خلقك وترى حتى الشيبان عندنا زيكم بس ما يقولون فلان لفلانة لا يقولون فلانة مسماة لفلان وهذا أكثر ارتباط وأخرتها يوم كبروا الشباب كل واحد أخذ وحده غير اللي قالوها له ولا حسبوا لأحد "
" عاد هو بلهجتكم مسمى لبنت عمه "
ضحكت لينا غصب عنها وقالت
" معليش أسفه شمس ما قصدت بس لا يسمعونك ولا ذبحوك إحنا الرجال عندنا ما عمري سمعتهم يقولن أنه واحد مسمى لوحدة لأن كذا عندهم أنك تنقصين من هيبة الرجال يعني هم يقصدون أنه ما هو حكر على وحده "
"يوه على ذي العقليات المتخلفة بتجنني "
"طيب أنتي شفتي البنت اللي بياخذها... إلا على فكرة ما قلتي لي أسمه؟ "
" محمد "
"طيب أللي بياخذها محمد عاجبها الوضع؟ "
ما قدرت شمس تتكلم فا هزت راسها قالت لينا
" أها كذا الوضع أكتمل وهو أيش رأيه ؟ "
" ما أدري هم ما يقربون لنا عشان كذا ما ادري بس حسب ما سمعت من أختي أنه بيخطب الشهر الجاي وما أحد عارف من هي بس أنا ما أتوقع أنه يخالف أبوه و عمه "
"وكليها على ربك ولا تشغلين ذهنك والزواج قسمة ونصيب وما تدرين يمكن خيره أنك ما تأخذينه "
ابتسمت لينا لا شعوريا وهي تتذكر أنه بعد الشهر من جلستهم هاذي شافت السعادة بعيون شمس وهي تقول
"صباح الخير "
"صباح الورد الأخت متشققة من الفرحة فرحينا من دخلنا الكلية ما عاد نسمع أخبار حلوة "
"وش دراك أني فرحانة ؟ "
"وش دراني ؟ يا أختي بسم الله عليك إذا صرتي مبسوطة والنفسية تمام تصير بشرتك ثلج و شفايفك تحمر أكثر من قبل بس إن كنت محزنه والهموم على راسك تصير بشرتك محمره وعاقده حواجبك و شفايفك الحلوه هاذي لونها شاحب وتقل عاصرين ليمون عليها ما قلتي لي وش مفرحك؟ "
" أنتي قولي "
" البنت تسحي لا تقول خطبك محمد "
قالتها لينا بمزح لأنها تعرف إن شمس ما عاد تتبع أخباره لكنها تفاجئت بشمس تعقد حواجبها
"أسفه شمس ما كنت أتوقع أنك للحين تفكرين فيه "
ضحكت شمس العالية لفتت الانتباه لهم وقالت
" اللي قلتيه صح "
"أشوى خوفتيني الله يرج بليسك ظنيتك زعلتي مني "
" هيه بنت أفهمي زين كلمتك الأولى صح"
" محمد خطبك؟ "
ابتسمت شمس لها وهزت راسها فضمتها لينا وباركت لها من كل قلبها وقالت
"من كان يتوقع والله حركاآآآآآآآآآت وكيف عرفك؟ "
" أم زوج أختي تصير خالته وكانت تذكرني وكذا اتصلوا فينا أمس يخطبون مبدأي يعني بيعرفون رأيي أول بعدين يجون يخطبون رسمي "
"لحظة لحظة زوج أختك لطيفة ما غيره "
" أيه الأول مو الثاني "
"ممكن تعطيني بالأسماء عشان أستوعب "
" ما هو المشكلة أن زوج لطيفة الأول أسمه محمد بعد "
"هاذي والله اللخبطه "
"شوفي هذا محمد وخلينا نقول طليق أختي أمه تصير خالة محمد اللي بيخطبني "
"أيه كذا فهمت طيب وش قالت لهم أمك "
" قالت عطوا البنت مهلة تفكر"
شهقت لينا بمزح
" يا مفتريه مزعجتني ذاك الأسبوع و مسوية مناحة وخفت تذبحين البنت اللي مسمينها له وأخرتها قال بتفكر! عطيني عطيني رقم أمك والا أقول أم محمد بالمرة أقول البنت موافقة من قبل ما تدقون "
ضحكت كل وحده بسعادة غامرة و بعد هذا بشهر خطب محمد شمس رسمي وكتب عقد زواجهم وحدد الزواج وكانت لينا تضحك أحيانا وهي طفشانه من كثر ما أزعجتها شمس بمحمد وصار كل كلامها عنه خصوصا وإن عادتهم تسمح له أنه يزورها ويجلس معها وهذا اللي ترك الاثنين يتعلقون في بعض لكن الغريب أنه قبل الزواج بشهور تغيرت شمس وصارت دايم متضايقة و متكدرة وكان السبب الرئيسي راجع لردة فعل قريبات محمد واللي ضايقوها بكلامهم و أفعالهم لأنهم ما يرحبون أبدا بزواج ولدهم من بنت غير بنت عمه فتعبت نفسية شمس ومع إنها تجاهلتهم إلا أن ألاكتئاب صار يسيطر عليها ويخنقها وهي تحاول تضغط على نفسها لأنها تحب محمد لكن في النهاية ما قدرت تتحمل و طلبت من أخوانها واللي أكبرهم أسمه عبد الرحمن إنها ما تبي تتزوج. عصب عليها كل أهلها وهاوشها وقالوا لها إن الزواج ما هو لعب توافق في يوم وتغير رأيها في اليوم الثاني لكنها أصرت على موقفها وبكت عند أخوها عبد الرحمن واللي تعاطف معها ورحمها واتصل بمحمد وقال له الخبر. وأكثر ما أعجب لينا في محمد صدقة و إخلاصه لأنه رفض لدرجة اضطروا يكلمون أعمامه واللي حاولوا يقنعونه لكن هو رفض بطريقة أقوى من قبل وتركهم في المجلس وراه وطلع. وظلوا شهرين على ذا الوضع وفي النهاية جابوا شيخ قبيلتهم وأعمام محمد وأخوله وأبوه وأخوان شمس واستحى محمد أنه يردهم بعد ما يأس من شمس اللي ما تركتها لينا يوم من غير ما تحاول معها وهي تسأل عن السبب لكن شمس ظلت على موقفها وبعد ما صدر الخلع من المحكمة ترجت شمس لينا إنها تقفل هذا الموضوع للأبد .
ضاق صدر لينا لأنها تذكرت كل هذا وفكرت في محمد اللي للحين ما تزوج وحالته صارت غير عن قبل وسألت الله أنه يجمعهم مرة ثانية .رفعت لينا ذرعها اللي أوجعتها من كثر ما سندت نفسها عليها وأنكمش وجهها للغبار اللي أثر في بلوزتها البيضاء. أنفضته عنها بضيق وهي تشوف بنات قاعتها جالسين على شكل مجموعات صغيرة متفرقة ويراجعون للكويز اللي بقى عليه ثلث ساعة .طلعت لها ربطة من شنطتها و أرفعت شعرها اللي كان منسدل على كتفها بحرية على شكل ذيل حصان و فضلت أنها تنظم للبنات وتدرس بدل الهواجس أللي ضيقت صدرها وما فارقت تفكيرها وهي تسأل عن الشيء اللي ينتظرها في مستقبلها القريب مع راكان...
انتظر رايكم وردودكم الحلوة

سمعت كلام حب كثير
عشان الحب أذل نفسي روايه رومنسيه خياليه