الريق الحلو
19-09-2022 - 08:00 pm
ارجوحة ذكرياتي ...
إرجوحة ذكرياتي }...
ذات صباح
تحلق عصافير النهار ... بعيدا حيث السماء ... لتشكل لوحة فنية ...
إياها ... التي كان يصدح بها قلبي ...
تغريد عصافيري ... لطالما ألهمني ... لطالما حملني
بعيدا ...
أراه الأن ... قد أخذني عنوة ... حيث عالمي الخاص ...
حيث أنا ... و مخيلتي ...
و لا أحد سوانا
يحط بي قطار أحلامي ... إلى محطة طفولتي ... حيث براءة ذالك الزمن الجميل ...
بغتةً ...
صوت مبهم ...
يحوم حولي ...
هناك .. هناك ..
يعاود الكرة ...
انظري يا عزيزتي هناك ... الى ذاك المكان
تحت جذع الشجرة ...
فوق التل ...
بمحاذاة الظل ...
أقترب اكثر ...... يبدو لي مألوفا ...
بل هو نفسه
نعم أنة ذلك المكان ...
عالم طفولتي ... وذكرياتي ... الذي طالما احتواني
أجلس على مقعد ... قد جار عليه الزمن ...
مقعد !!
بل أنها ...
أرجوحة الطفولة ..
نعم هي نفسها أرجوحتي
ما بالها !!
أرى علامات الزمن قد ظهرت على محياها الجميل ...!!
يعود بي الزمن للوراء ...
أجلس على أرجوحة ذكرياتي ...
أة كم أخشى بأن تهوي بي ... و توقظني من حلمي الجميل ...
حينها يعصف بقلبي الضعيف ...
رياح عاتية .. تأخذني
عنوةً ...
بقوة ...
و بقسوة ...
مالي حيلة إلا الاستسلام ...
وحين تكون للذكريات كلمة ...
فتذكرني
بأحباب لي قد غابوا عني ... لكن وجوههم لم تغب أبدا عن مخيلتي
تذكرني
بأصحاب لي موجودين بأجسادهم ..
لا أرواحهم ...
قد تركوني و شأني ...
ولا أعلم لمن تركوني !
تذكرني
باللعب , اللهو , صدى ضحكاتنا , تسامرنا ...
وتذكرني
اه ... كيف لي بأن أنسى شقاوتنا !
أنظر من حولي ... فأرى
كل شيء حولي ...
قد تحول ...
و تبدل !
الزمان الطير و الشجر ...
حتى المكان أصبح خاويا مهجورا .. ليس به .. حتى بشر !
زهورنا
والتي اعتدنا أنا وصديقاتي ..عمل أكليل منها
لنتبادلها .. في يوم الصداقة ...
أين هي الآن .. لم بعد لها أي أثر ...
شجرة الأخوة
التي اقسمنا عليها أنا و أترابي ... على الوفاء بالعهد ...
أراها اليوم .. و قد لفظت أخر أوراقها ...
و أنا اليوم أقف على أطلال ماضٍ جميل ...
أحاول إحيائه .. لكن دون جدوى
زخة مطر ... تسقط على وجنتيَ ..
لتصحيني من حلمي ...
ااه
أنها غيمتي و قد أتت لتواسيني
و أنا اليوم أرقب خطواتي و التي أشقها في الظلام ...
نحو حاضر مبهم و مستقبل مجهول ...
و فجأة
حركة غريبة
تحدث ورائي ...
ألتفت خلفي ...
يا الهي ما هذا !!!
قد سقط حطام ما تبقى من أرجوحتي الجميلة ...
أهرول مسرعة
أحمل بيدي الباردتين .. ما تبقى من أطلال زمني الجميل ...
وهنا تسقط دمعة غالية ...
لطالما حبستها عن أعين من حولي ...
و حينها ...
أقر بأن الذي قد كان ...
~* حلم ... جميل ... و اخيرا .. قد أنتهى ~*
مما راق لي
وما تحمله من أشخاصٌ أجمل ...
.................
أشكر لكِ نقلكِ الرائع وذوقكِ الأروع فالإختيار
تحياتي لكِ .....