الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
lady100
13-12-2022 - 08:52 pm
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه قصة قصيرة نقلتها لكم للفائدة ، أسأل الله أن ينفع بها من قرأها ...
التائب من الذنب كمن لا ذنب له
ولد عبدالعزيز في مجتمع مسلم واكتحلت عيناه بنور الإسلام، ترعرع في بيت من بيوت المسلمين تسوده الألفة والمحبة.
انخرط في السلك الدراسي حتى تخرج من الجامعة والتحق بعدها بوظيفة محترمة ذات دخل جيد، وكان وقتها محل تقدير واحترام من الجميع.
عُرض عليه ذات يوم السفر للفسحة والاستجمام، وشحن ذهنه وعقله بفوائد السفر وبالراحة والسعادة. أخذ إجازة من عمله مدتها خمسة عشر يوماً.
وما أن وضع رجله في تلك البلاد التي سافر إليها واستقر في احد فنادقها حتى أتاه أحد شياطين الإنس قائلاً له: إنك الآن متعب من عناء السفر. إن الإجهاد والإرهاق واضح على محياك. فقط كأس من هذا المشروب ينسيك جميع أتعابك وإجهادك. سوف تمر بعدها بسعادة لم تمر عليك في حياتك قط.
ولما لهذا الكلام المعسول من تأثير. ولحب الاستطلاع قال عبدالعزيز هات الكأس.
احتسى عبدالعزيز هذا الكأس. وبعدها تبعه كؤوس.. وكؤوس. نعم لقد تأثر أبلغ الأثر من هذا الكأس لقد ترك الصلاة وكان هو الإنسان المحافظ عليها. وغفل عن ذكر الله. ليته استفاد من ذلك الدرس. وذلك الصداع والغثيان والقيء الذي باشره بعد أن استيقظ في منتصف النهار. لقد كاد الصداع يفجر رأسه. وأصبح يلعن الخمرة ومن أحضرها.
لكن ذلك الشيطان الذي استهواه بالأمس أتى ليهون عليه الأمر قائلاً له لابد أن هذا الشراب لم يناسبك. أجاب عبدالعزيز : نعم إن رأسي يكاد ينفجر من شدة الألم والصداع. فرد عليه. هون عليك، هذه حبوب (السكنال) فيها الشفاء التام مما تجد. لكنها ممنوعة لأنها !!! ولأنها !!! ما عليك إلا أن تدفع وأنا خادمك.. اطلب تجد..
اشتراها المسكين بعرق جبينه ولم يعلم ما سوف تجر عليه من المتاعب والمآسي والآلام.. والذل والعار..
لقد تعاطى عبدالعزيز هذه السموم التي جلبت له الهم والشقاء.. وبعد فترة أحس أنه لا يستطيع أن يتخلى عنها مهما كلفه ذلك.. لقد قارب ذلك المبلغ الكبير الذي يملكه والذي جمعه في سنين.. قارب على الانتهاء في أيام قليلة.. الإجازة التي أخذها قد انتهت ومضى عليها بضعة عشر يوماً.. ومع ذلك فهو يقابل كل هذه الأمور بلا مبالاة ولا إحساس.
لقد أتاه ذلك الرجل (البياع) ذات يوم وقد طلب منه عبدالعزيز كمية من المخدر مهما كان المبلغ المطلوب شريطة أن ينتظر حتى تأتي الحوالة التي طلبها عبدالعزيز من أهله.. ولكن ذلك المجرم كشر عن أنيابه.. قائلاً له .. هل أنت مجنون..
تريد أن أعطيك بلا ثمن.. ونظر إلى عبدالعزيز وكان في يده ساعة ثمينة فأخذها منه بنصف قيمتها مقابل كمية من المخدر وبينما هو على هذه الحالة في تلك البلاد إذا ببرقية من أهله تخبره بأنه قد فصل من العمل بسبب غيابه.
أفاق عبدالعزيز من هول الصدمة.. التي كانت كالصاعقة عليه وأسرع بالرجوع إلى بلده وهو يجر أذيال الفقر والضياع.
عاد إلى أهله وكادوا لا يعرفونه.. لقد غابت الابتسامة عن وجهه وتبدلت إلى هزال وشقاء واكتئاب.. بعدها انطوى عبدالعزيز على نفسه.. ولم يعد ذلك الشاب الذي يحب المرح والاجتماعي بل لقد ترك الصلاة منذ حين.
سياط النصائح تلهبه ولكن تأثير المخدرات أنهك جسده وحطم عقله.. وأمست هي كل شيء بالنسبة إليه. لقد أصبحت حياته جحيماً لا يطاق ولم يعلم الكثير ممن حوله ماذا أصابه.. أحس بأنه عبء ثقيل على أهله..
عزم على أن يبحث عن عمل يسترزق منه.. فاستدان مبلغاً من المال ورحل إلى مدينة أخرى ليغيب عن أنظار من يعرفه.. ومن يرثى لحاله ويترحم عليه.. وليغيب عن من يشمت به.. ويسخر منه.
سافر إلى مدينة أخرى من مدن بلده علِّه يصلح من حاله ولكنه لم يستطع أن يتغلب على تأثير المخدر في جسده وفي هذه المدينة التقى بمن قاده مرة أخرى إلى هذه السموم.. بينما هو على هذه الحال إذا به في أحد الأيام وقد تناول منها ما أفقده صوابه لم يفق إلا وهو بين جدران أربعة.. قد قبض عليه رجال مكافحة المخدرات.. بعدها اعتصره الألم وتخلى عنه القريب قبل البعيد.. وأصبح يجرجر الآلام والأحزان والقلق والحيرة والندم.. وكأنه يصارع سكرات الموت وشدته.. أحس بالاختناق وانفجر في أعماقه بركان هائل من الألم والأسى.. حكم عليه بالسجن لمدة سنتين.. كان كل يوم منها سنة كاملة..
وفي أحد الأيام التعيسة على عبدالعزيز داخل أسوار الوحدة والغربة دخل أحد المرشدين إلى الجناح الذي يقضي فيه عبدالعزيز مدة حكمه فأخذ يذكر النزلاء بالله تعالى وبضرورة التوبة والرجوع إلى الله وأن الله تعالى قد فتح بابه للتائبين في جميع الأوقات.. وأن السعادة والراحة والطمأنينة في الرجوع إلى الله.. وفي أثناء هذا الكلام كان عبدالعزيز أذناً صاغية لكل ما يقال وبدأت تنفتح أسارير وجهه بعدها أخذ المرشد يتلو شيئاً من سورة الفرقان : (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً) إلى آخر السورة ثم أخذ يوضح شيئاً من تفسيرها. ففتح الله قلب عبدالعزيز لهذه الكلمات وقام بعدها وهو يقول الحمد لله الذي أبقاني على قيد الحياة حتى أتوب .. بعد ذلك تطهر ولبس ثيابا طاهرة وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ودعا للمرشد بخير.. وحافظ بعدها على الصلوات الخمس مع الجماعة في أوقاتها في السجن.. وتحسنت حاله..
يقول عبدالعزيز لقد فكرت فيما بعد الموت فأشفقت من النهاية وخفت من سوء المصير فلجأت إلى الله أطرق أبوابه في ذل وندم أطلب منه الصفح والعفو والغفران.. أسأله التوبة النصوح.. أغسل الذنوب بالدموع.. أبحث عن هدوء النفس وراحة الضمير لهذا لجأت إلى الله.
لقد التحق عبدالعزيز بدروس حفظ القرآن الكريم في السجن واستطاع أن يحفظ أحد عشر جزءاً في سنة. نسأل الله له الثبات.
يقول عبدالعزيز: إنني أشعر بالسعادة والطمأنينة وراحة الضمير بعد رجوعي إلى الله رغم أني في السجن.. لقد أيقنت أن الحياة جحيم لا يطاق بدون منهج الله مهما ملك الإنسان من منصب وجاه ومال وسلطان. إن الحياة السعيدة هي التي تكون على منهج الله ولو كانت في السجن ولو كانت خلف القضبان.
إني أحذر من الوقوع فيما حرم الله وخصوصاً تعاطي المخدرات.. فكم من الويلات فيها.
أنصح كل صاحب معصية أو مصيبة أو مشكلة بالرجوع إلى الله كما أنصح بمصاحبة أهل الخير والجلوس معهم والابتعاد عن أهل السوء والفسق والمعاصي.
أسأل الله التوفيق والسداد وصلى الله على نبينا محمد. ا.ه
  • من الفوائد المستنبطة من هذه القصة:

1.باب التوبة مفتوح ، ما لم تبلغ الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها. و التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
2.الخير كل الخير فيما قدره الله على العبد .... فنرى هنا أن سجن عبدالعزيز كان طريقه إلى الهداية و الصلاح، مع أن ظاهر الأمر تقييد لحريته و عزله عن المجتمع.
3.الخمر أم الخبائث و المخدرات أبوها ، و هما باب لكل شر.
4.على الإنسان أن يحرص على اختيار أصحابه ... فالمرأ على دين خليله.
5.الشيطان يتدرج مع الإنسان في المعصية شيئا فشيئا حتى يهلكه.
6.على الإنسان أن يحذر من السفر منفردا لألا تستهويه الشياطين ، كما يجب عليه نبذ السفر إلى البلاد التي يتيسر فيها تعاطي المنكرات.
7.القرآن الكريم هو النور المبين و الحق المستبين الذي ينير دروب التائهين و يسكن نفوس الخائفين .
8.قيمة الإنسان بدينه و تقواه ، لا بماله و حسبه أو نسبه.
9.الصلاة عمود الدين، ومتى ما ترك الإنسان الصلاة هانت عليه كل معصية.
0-الأنفس السليمة تجيب داعي الخير و تطمئن له ... و الإنسان يحتاج إلى من يذكره بالله تعالى كي تهدأ روحه و تسكن نفسه.
1-جنة المؤمن في صدره .... فهو على خير أينما نزل و حيثما ارتحل.
2- على الإنسان أن يراقب الله تعالى في حله و ترحاله و جميع أحواله.
منقول


التعليقات (2)
RoseNajla
RoseNajla
مشكورة أختي عالموضوع الحلو...تحياتي

lady100
lady100
شكرا لمرورج

اغرب قصه حب بالرياض
هذه الدنيا ما لها امان