- بسم الله الرحمن الرحيم
- إلى اللقاء. أغلقت سماعة الهاتف والهواجس تجرني نحو قلقها،
- (سبحان الله) هذا الزمن أنسى البشر أنفسهم وجعلهم في بحر الهم
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد مرور سنتين على زواج (سعاد) توالت الأحداث واستطاعت الاقتناع بتلك الحياة الجديدة فجمعت أشتات ماتفرق منها لتكون حياتها هادئة مليئة بالسعادة ولكن الأيام رمت عليها أول معاناة(مرض والدة زوجها) وسط أشباح الآلام،لتصبح هي ممرضة لها،ولكن سعاد احتسبته اجر عند الله ، فأنا قلقت عليها كثيراً لأن الأيام تمضي وهي لم ترفع سماعة الهاتف لتتصل بي اتجهت مسرعة لأتصل بها ..اتصلت : سمعت صوتها وكأن العبرة تخنقها قلت سعاد: قالت : نعم أنا سعاد ، من أنتي :؟!! فقلت في نفسي أبهذه السرعة نسيت صوتي آه لابد وأنها سأمت مني ومن التحدث معي
أكثر من ذلك ، أعادت سؤالها لي قلت: أنا صديقتك العنود ،
قالت: أهلاً العنود كيف حالك ؟!! قلت الحمد الله ، وأنتِ يا سعاد
كيف حالك ؟!! قالت :بخير والحمد الله، تتحرك الدقائق والساعات
وأنا هي صامتتين ثم نكرر السؤال على بعضنا فقلت سعاد هل أنتي
مريضة ؟!! (لأني لم أعتد منها أن تكون صامته) قالت : لابل يبدو أن البرودة هذة المرة قارسة، آه يا سعاد لا تكذبي أعرف بأن الأيام
بدأت تتمحور أمامي وتجعلني قلقه دائماً، قلت :لا عليك ...هكذا حالنا في هذه الدنيا واتركي عنك ما يعكر صفوك ، سعاد اتركينا
على اتصال ولا تقاطعيني أرجوكِ ، قالت :إنشاءالله عزيزتي
إلى اللقاء. أغلقت سماعة الهاتف والهواجس تجرني نحو قلقها،
(سبحان الله) هذا الزمن أنسى البشر أنفسهم وجعلهم في بحر الهم
والحزن غارقين بدون منقذاً لهم . فذات يوم دخل زوج سعاد على غير عادته قال: أين أمي ؟!! قالت نائمة الآن ...فعرض خدماته عليها قال إذا سأحضر لي ولكِ كوباً من العصير ذهب إلى المطبخ وأعد كوب العصير ثم أدخل يده في جيبه فوضع شيئاً أبيض لا بد وأنه سمّ ليتخلص منها ،أحضر إليها العصير فشربت ثم قالت : له آه أشعر بصداع فضيع يبدو لأنني لم أنم جيدا ، فقال نعم أنها أثار النوم ويبدو في وجهك الإرهاق إذهبي ... ولكن لماذا يفعل هذا كله ؟!! وهي التي تحملته هو ووالدته ...!! ثم توالت الشهور والسنوات ،أصبحت مدمنه للمخدرات آه أيها المجرم وهي المسكينة لا تعلم كيف أكلت بدايته لتسقط في النهاية ، طريحة بل صريعة الإدمان تتقلب من آلامه ومواجعه إلى أن أتى زوجها ذهبت إليه تستنجد به فهو المجرم نسي أنه أعطاها مما يتاجر به صفعها على وجهها وضربها لأنه كان يترك بعض مما يتاجر به في غرفة الغسيل ، فالذاكرة خانته أحس بأنها أكلت منه ،، رمى بها إلى مستشفى (الأمل) لتتعالج الحمد الله بقيت فيه قطرة رحمة ولكن أُ حيلت إلى السجن بعد أن تماثلت إلى الشفاء ، أصبحت تسأل عن زوجها ليزورها رفض ولكن كتب رسالة لها وأكتفى بقول (أنا لا أرضى بأن تكوني أماً لأولادي لأنك مدمنة للمخدرات يا فاشلة) بدون مقدمات كتب رسالته تلك ،دمعت عيناها وهي تقراء رسالته ، طلبت من المسؤلين في الشرطة أن يحضروا زوجها مره مرتان الثالثة حضر وهو غاضب ، عابس الوجه ، مقطب الجبين ، صرخ في وجهها بكل حقارة أنا كرهتكِ !! لم أعَد أطيق سماع صوتك الشجي والآن حان وقتي لأنتقم من والدك وأتخلص منكِ وأقولها لكِ الآن (أنتِ) قالت: لا أرجوك لا تقلها، رمى عليها كلمته المتسخة فأصبحت تجر حزنها المكبوت ليداعب دمعتها بعيداً عن قلبها المٌحبط ، فسعاد طلقها زوجها وهي في السجن فعندما سمعت أنها في السجن أردت زيارتها رفضوا أهلي وأكتفوا بقول إنها ستؤثر على سمعتكِ لأنها مدمنه للمخدرات صٌعقت مما سمعت ولكن سعاد ليس لها ذنباَ في هذا كله ولكن من سيسمع كلاماتي المتناثرة على أرض الواقع ، خرجت سعاد من السجن فذهبت إلى أهلها ،طرقت الباب فإذا بأبيها فقالت :أبي كيف حالك ؟!! قال: حالي تسألين عنه وأنتِ من أمرضه وطعنه بسهام جٌرحك الدامي بقلبي ، أدخلي يا حقيرة آه أحست وكأن الدنيا تدور من حولها بسبب تلك الكلمة وكأنها طعنت بسهم على قلبها حاولت الدخول رجلاها لم تعد تقوى على حملها أصبحت تجره جراً لتدخل دخلت أغلق الباب بقوة وشدة ثم ركلها وضربها فإستنجدت بوالدتها أتت وهي تجر عربتها لأنها أصبحت مقعدة بعد خبر إدمان ابنتها قالت: بصوت هادىء تملؤه الحشرجة (حسبي الله عليك ) أهذه تربيتي ؟!! ليتني لم أنجبك ،سقطت سعاد باكية إلى أن رأت نفسها في المستشفى ، فتحت قائمة الزيارات وهي منهكة قد أعياها التعب والحزن ، ظهرت تجاعيد الشحوب فلم يزورها أحد ، اتصلت بي من هاتف المستشفى رد أخي قالت :أريد العنود كلمتها بكت وبكاءها كان من حرقة ،قلت : سعاد هوني على نفسك سمع أخي عندما نطقت (اسم سعاد) فأغلق الهاتف في وجهها ، آه لا بد وأن ستشعر بأنه أنا من أغلق في وجهها الهاتف ولكن هذا لايهم وإنما الذي يشغل تفكيري أنها حزينة وتحتاجني كثيراً في هذه الفترة، انتهت فترة إقامتها في المستشفى وخرجت ولكن أين تخرج فليس لديها غير بيت طفولتها البريئة ، طرقت الباب فتح والدها ولكن هذة المرة لم يدخلها وإنما اكتفى ب(تبرأت منكِ إلى يوم الدين) قالت: ولكن أين أذهب يا أبي ؟!! أرجوك أغلق الباب في وجهها طرقت الباب عدة مرات فلا مجيب. بعد مرور الشهور التي تجر السنوات نحو الأمل في الحياة . نظر إليها العالم وهي ميتة بجانب صندوق النفايات لتعيش وتسد به جوعها ، آه حزنت عليها كثيراً حتى الآن ... لا أدري أهي من جنى على نفسها ومظلومة أم لا........... ، ولكن شخصاً رأى لا أدري من هو ؟!!ورقة كانت معها مكتوب عليه (حملني ذنباً لم أقترفة)
((( أتمنى عجبتكم القصة))) وأعذروني على إطالتها ....
أختكم الكاتبه /* بنت الخريف*