التخسيس ببيض الديدان

بعض محلات العطارة تروج أعشاباً ومستخلصات طبيعية على أنها أدوية فعالة لعلاج السمنة
تنتشر عبارات ترويجية داخل البقالات الإندونيسية ومحلات العطارة لحبوب خاصة بالتخسيس، مثل كبسولات "مريت" أو مستحضر "جامو"، وخاصة بين أوساط الفتيات المراهقات اللواتي يتهافتن على شرائها بسعر لا يتجاوز 80 ريالات للعلبة الوحدة، و10 ريالات للشريط كوسيلة للهروب من مشكلة البدانة التي باتت تؤرق معظم المجتمعات. الخطير أن معظم هذه الحبوب ووفقا لاستشارية تخسيس مصنوعة من بيض الديدان..!
وأشار أنور محمد (عامل في بقالة إندونيسية) إلى أن كثيرا ما تتردد عليه فتيات لشراء حبوب المريت أو جامو للتخسيس، وأكد أن الطلب كثير على هذه الحبوب من قبل الفتيات اللاتي يرغبن في التخلص من الوزن الزائد، وسعر هذه الكبسولات للكرتون من 70-80 ريالا، ويرتفع سعرها حسب الطلب، ويباع الشريط ب 10 ريالات.
وحذر استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد مدني من الكبسولات التي تأتي من شرق آسيا، والتي تعرف بالحبوب أو الأعشاب الإندونيسية، مؤكدا أنها غير آمنة، وغير مرخصة من وزارة الصحة.
وأرجع السبب إلى أن هناك أدوية ذات فعالية. لكنها تمثل خطورة على صحة الإنسان، فمن هذا المنطلق لم توافق وزارة الصحة، ولا الجهات الصحية المعنية على تداول هذا الدواء، موضحا أن الأدوية التي يوافق عليها من وزارة الصحة لابد أن تخضع لشروط معينة منها السلامة والأمان.
وأضاف الدكتور المدني أن الأدوية والأعشاب التي تباع في البقالات الإندونيسية ينقصها عامل السلامة والأمان، وتجلب مشاكل صحية للإنسان، وقد تمثل هذه الأدوية خطورة كبيرة، حيث تحتوي على هرمونات لها تأثير خطير على المستهلك.
وشدد على أن المستهلك له دور كبير في محاربة هذه الأنواع الخطيرة من أدوية التخسيس، وأن تجنب شراء هذه الأدوية يساعد في محاربتها، وعدم بيعها في البقالات ومحلات السوبر ماركت التي يمارس البيع فيها عمالة مختلفة تهدف إلى الكسب المادي.
وأكد مدير إدارة التسجيل في الهيئة العامة للغذاء و الدواء بالرياض الدكتور هاجد محمد هاجد أن "ما يعرف بالمستحضرات الإندونيسية التي تباع ومنها مستحضر جامو الأندونيسي تحتوي على أربعة أنواع الأعشاب أحدها Rhubarb ، وهو أحد مشتقات الأنثراكينون، والتي لها تأثير ملين للمعدة. حيث إن أعراضه الجانبية تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، والاستعمال الطويل من الممكن أن يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الماء والمعادن الهامة مثل البوتاسيوم، ويحتوي أيضا على ثمرة الرمان، وتحتوي على حوالي 28 % من العفصيات والتي بدورها تمسك بالحديد. خاصة إذا لم يفصل بين تناول الطعام وتناولها فترة طويلة، مما قد يسبب تأثيرا على مكونات الدم، وقد تم البحث عن باقي المكونات من الأعشاب، ولم يتم التعرف على هذه الأعشاب حتى الآن، وذلك لكونها باللغة الإندونيسية، وجار تحليل العينات في المختبر".
وكشف الدكتور هاجد أن المذكور على الغلاف الخارجي للمستحضر يشير إلى أنها مسجلة في FDA (الجهات الحكومية المسؤولة عن إدارة الغذاء و الدواء) ، وعند البحث عنه في موقع الشركة تبين أنه مسجل في FDA الإندونيسية ، وعند البحث في الموقع وهو الجهة المسؤولة عن تسجيل المستحضرات الصيدلانية تبين عدم تسجيل هذا المستحضر.
وذكر أن الهيئة قامت العام الماضي ومن خلال دراسة ميدانية عن واقع الأدوية العشبية بتحليل أربعة مستحضرات للأعشاب الإندونيسية ضمن العديد من المستحضرات الأخرى. حيث وجد أنها مغشوشة.
من جهته ذكرت استشارية التغذية الدكتورة رويدة نهاد عبد القادر أن "أدوية التخسيس التي تأتي من شرق آسيا لها أضرار صحية خطيرة. حيث إن هذه الكبسولات كتبت عليها إرشادات غير مفهومة، ولا تفهم إلا باللغة الإندونيسية أو الصينية، وبها نوع من المسهلات عالية النسبة. مما يعرض الشخص لفقد كميات من المياه.
وقالت إن الجهل في استخدام الأعشاب في مجتمعنا أتاح الفرصة لكثير من هذه العمالة في المتاجرة وبيع أعشاب التخسيس بطرق مخالفة.
وحذرت الدكتورة رويدة من تناول حبوب التخسيس التي تباع في البقالات الإندونيسية وغيرها. حيث معظم هذه الأدوية يتم تصنيعها من بيض الديدان التي تتغذى على الطعام الذي يتناوله الشخص، وإذا لم تجد ما تأكله تعود وتتغذى على أمعاء الإنسان. مما يصيبه بألم شديد في الأمعاء بعد تناول هذه الحبوب.