- من
- الغرفة رقم 8
- "قرار الحضور المبكر كان صائبآ .. أرجو أن نحصل على غرفة في مجمع جيد"
- * * "ها هو هناك"
- "يا له من مكان ! .. يبدو أشبه بالمعتقل"
- "هذه هي"
الحلقة الرابعة
من
الغرفة رقم 8
للمؤلف: يحيى أحمد خان توجه (يوسف) وصديقه – صبيحة اليوم التالي – الى مقر مركز الاسكان الطلابي للحصول على مفتاح الغرفه المخصصه لهما .. الاجهاد وقلة النوم كانا واضحين على ملامحهما .. لقد قضيا الليله الماضيه في غرفة (حسام) و (أسامه) .. غير أن الأرض الصلبه والمساحه الضيقه لم تساعدهما أبدآ على النوم المريح .. داخل المبنى .. كان عدد الطلاب المنتظرين في الصفوف قليل .. الأمر الذي جعل (يوسف) يغمغم:
"قرار الحضور المبكر كان صائبآ .. أرجو أن نحصل على غرفة في مجمع جيد"
تأمل (ياسر) في ملامح صديقه دون أن يعلق .. كان (يوسف) حنطي البشره، معتدل الطول، يميل الى السمنه قليلآ، ذو شعر أسود خفيف لا يخفي فروة الرأس .. انه بملامحه هذه مختلف جدآ عن شقيقه (حسام) الذي يحمل بشرة بيضاء، وجسد نحيل مع نظارة طبيه سميكه وشعر غزيز.. حسنآ،مثل هذه الاختلافات يمكن أن تجدها بين أبناء العائله الواحده ..
أخذا موقعهما في أحد الصفوف .. وبعد انقضاء ما يقرب من ربع الساعه كانا يقفان أمام الموظف المختص ..
"هل ترغبان السكن معآ في ذات الغرفه؟"
أومأ الاثنان بالموافقه ..
"اذن أعطياني اثبات الهويه وخطابات القبول في الجامعه"
ناوله اياها (يوسف) .. فقام الموظف بادخال البيانات وهو يقول موضحآ:
"تحديد المجمع والغرفه يتم اليآ وعشوائيآ عن طريق الحاسب الآلي .. بهذا نضمن المساواه بين الجميع"
أتبع قوله هذا بطباعة ورقه صغيره من جهازه قدمها لهم مع المفتاح قائلآ:
"هنا تجدون رقم المجمع والغرفه .. وهذه خارطه مبسطه توضح موقع المكان .. أرجو التوقيع بالاستلام .. أتمنى لكما كل التوفيق"
* * "ها هو هناك"
هتف (ياسر) بذلك مشيرآ الى مجموعة غرف قريبه بعد أن تأكد من الموقع على الخارطه عدة مرات .. كان أحد المجمعات التي تتخذ شكل حذوة الحصان بزوايا مضلعه، تمامآ كما وصفه لهم (حسام) يوم أمس .. ويحمل الرقم 621 .. أشعة الشمس الساطعه جعلت الرقم واضحآ .. اقتربا أكثر حتى بلغاه .. هناك ممر طويل تراصت أبواب الغرف على جانبه الأيسر .. كل باب يحمل فوقه الرقم الخاص بالغرفه .. نهاية الممر تفضي الى ممر آخر متعامد معه .. والذي بدوره يلتقي مع الممر الثالث الموازي للأول.. وهو ما يعطي المجمع شكل حذوة الحصان .. فيما عدا شاب كان يتحرك في الممر الآخر المقابل لهم فان الهدوء هو السمه الغالبه على المكان .. الوقت ما يزال مبكرآ وربما كان الجميع نائمين .. سمع (يوسف) صديقه يغمغم في ضيق:
"يا له من مكان ! .. يبدو أشبه بالمعتقل"
"انها ليست مفاجأة .. لقد رأينا عينة من المجمعات يوم أمس حيث غرفة أخي .. والآن كف عن التذمر ودعنا نعثر على غرفتنا"
قالها وبدأ يخطو في الممر بخطوات بطيئه متابعآ الأرقام، يتبعه (ياسر) في حنق .. أدرك الاثنان بسهوله أن الغرف في هذه الناحيه تحمل الأرقام الزوجيه .. اذن هم في الموقع الصحيح من المجمع .. واصلا التقدم بضعة أمتار أخرى قبل أن يتوقفا أمام الغرفه الرابعه من حيث التسلسل ..
"هذه هي"
صرح (يوسف) بذلك وهو ينظر لأعلى الباب..أجل..هذا هو الرقم المخصص لهم .. الرقم 8 .. أخرج المفتاح من جيبه وبدأ معالجة القفل .. ثم تجمد في مكانه .. هذا الموقف في التعامل مع باب مغلق أعاد له الذكرى .. ذكرى الباب المفضي الى الطابق السفلي من منزلهم المحترق .. الحلم.. ذكرى الماضي القريب ..
"ما بك يا (يوسف)؟! .. المفتاح لايعمل!"
أعاده هذا الهتاف الى دنيا الواقع ..
"لا تقلق يا (ياسر) .. انه يعمل .. كل ما هنالك انني شردت بذهني قليلآ"
"أرجو أن لا يتكرر شرودك الذهني يا صديقي .. فنحن بحاجه الى كامل التركيز في بداية معيشتنا هنا.. وربما يمتد ذلك الى معيشتنا كلها"
أومأ (يوسف) برأسه موافقآ .. ليته يستطيع اخبار صديقه بكل شيء .. لكن لا .. انه لم يطلع أي مخلوق بعد على الأمر .. سمع الاثنان صوت رتاج القفل يستجيب للمفتاح .. فقام (يوسف) بدفع الباب الذي أصدر صريرآ خفيفآ أثناء تحركه .. لكنه كان كافيآ لبعث قشعريره في جسده .. دخل الى الغرفه يتبعه صديقه .. ضوء الشمس يغمر الغرفه .. خزانة ملابس ملتصقه بالجدار على اليسار مباشرة .. يليها ثلاثة أرفف طويله ملتصقه بالجدار أيضآ .. تحت الأرفف تقبع طاولة خشبيه وكرسي آخر ما يمكن أن يوصف به أنه مريح .. الجدار الثاني - المقابل للباب – يحوي نافذه صغيره بجانبها مكيف الهواء، واستقر تحتهما سرير .. الطاوله الخشبيه الثانيه مع الكرسي شغلت جزءآ من الجدار الثالث .. وأخيرآ الجدار الرابع على اليمين مباشرة يتضمن السرير الثاني و نافذه مطله على الممر .. جالت عيونهما في الغرفه بصمت .. وامتلأت نفسيهما بمشاعر مختلفه .. (ياسر) كان يقاوم ليمنع الكآبة من أن تدفع الدموع الى عينيه، وهو يفكر في السنوات الخمس القادمه التي يتوجب عليه قضاؤها في هذا المعتقل .. أما (يوسف) فكان قلقآ بشأن القشعريره الخفيفه التي تعتريه .. ما الذي يمكن أن يعنيه ذلك؟ .. على الأرجح لا شيء يدعو للقلق .. انه صوت الصرير قد أعاد اليه ذكرى يريد أن ينساها .. أجل .. لابد وأن يكون هذا هو التفسير .. تقدم (ياسر) الى جهاز التكييف وضغط زر التشغيل .. فمزق ضجيجه السكون المخيم على الغرفه ..
"رائع !! .. انني أتوق الى تجربة الاستذكار أو النوم مع هذا الطرب الأصيل"
لهجة التهكم والسخريه واضحه جدآ في جملته .. لم يستطع (يوسف) لومه على ذلك .. الوضع فعلآ لايدعو للفرح .. والحياه هنا لن تكون سهله أبدآ .. غير أنه لم يرغب في الافصاح عن هذا كي لا يزيد من معاناة صديقه ..
"هناك أمران لا بد من انجازهما في أقرب فرصه: احضار حقائبنا ومستلزماتنا من غرفة (حسام) و (أسامه) .. ثم شراء ثلاجه صغيره للغرفه"
"نعم .. ثم يأتي دور القائمه المتبقيه من الأمور الأخرى: تنظيف الغرفه من أطنان الغبار المتراكم، ترتيب أغراضنا وافراغ الحقائب، شراء العديد من مستلزمات المعيشه، و .."
كان يقول جملته وهو يستدير باتجاه الباب ليخرج من الغرفه عندما رآه.. وأطلق صيحة فزع .. انتظرو ا الحلقة القادمة
وللمعلومية
سوف يتم طرح هذه الرواية في 1 سبتمبر في المكتبات السعودية
كما أرجو من كل قلبي أن تنشروا القصة قدر الأمكان
تحياتي
تكفين كمليها ابي اعرف وش صار ...بس هم وش جنسيتهم سعوديين ولا لا ؟؟؟
بس مايهم ابي اعرف تتمه الروايه ارجوك لا تطولين علينا ..
تقبلي مروري..