- معطيات طبية
كشفت دراسة طبية جديدة أن تناول غذاء إقليم البحر الأبيض المتوسط الغني بالفواكه والخضراوات وزيت الزيتون المحتوي القليل من اللحوم الحمراء، يخفض مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
وأجرى الدراسة فريق من المركز الطبي بقيادة نيكولاس سكارمياس، وتنشر في عدد ديسمبر/كانون الأول القادم من مجلة "أرشيف علم الأعصاب" الصادرة عن الجمعية الطبية الأميركية.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف أثناء دراسة الأفراد المصابين بأمراض القلب والشرايين والبول السكري, ولاحظوا أن الغذاء يعمل من خلال مسارات مختلفة لخفض مخاطر مرض ألزهايمر.
ووفقا لتعريف الباحثين في الدراسة يتكون غذاء إقليم البحر الأبيض المتوسط من كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات والبقوليات والغلال والأسماك، وكميات قليلة أو معتدلة من الكحول، وكميات منخفضة من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
والمعلوم أن هذا الغذاء مرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض عدة وعوامل تلك المخاطر بما في ذلك السرطان والبدانة وارتفاع مستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم ومشكلات تصريف الغلوكوز التي قد تؤدي إلى مرض السكري ومرض القلب التاجي ومعدل الوفيات بشكل عام.
معطيات طبية
درس سكارمياس وزملاؤه ما إذا كان بإمكان غذاء إقليم البحر الأبيض أن يمنع الإصابة بمرض ألزهايمر، وهو مرض عطب عصبي يؤدي إلى حالة وهن صحي حاد تؤثر سلبا على قدرة المرضى على التفكير والتعلم والتذكر، ويبدأ بحلقات من تدهور الذاكرة. وتتوفر بعض علاجات أعراض ألزهايمر لكنها لا تؤثر على الأسباب الرئيسية لتفاقم المرض.
وتابع الباحثون حالات 1984 شخصا راشدا, 194 منهم مصابون فعلا بمرض ألزهايمر وال1790 الباقون غير مصابين بالمرض. وتلقى المشاركون فحوصا بدنية وعصبية كاملة وسلسلة من اختبارات وظائف الدماغ.
وتم تحليل غذاء المشاركين على مدى العام السابق، وأعطي تقييما رقميا بين صفر وتسعة حسب درجة تماثله مع مكونات غذاء إقليم البحر الأبيض، وكلما ازداد التقييم كانت أنماط غذاء المشاركين أقرب إلى غذاء البحر الأبيض.
كما حصل الباحثون على معلومات حول تشخيصات المشاركين بأمراض الشرايين من الفحوصات الطبية، وتقارير المشاركين وأقربائهم، والسجلات الطبية. وبعد تحليل المعطيات وجد الباحثون أن الغذاء القريب من نموذج غذاء البحر الأبيض كان مرتبطا بانخفاض ملحوظ في مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وكل ارتفاع في التقييم الرقمي للغذاء مقداره درجة واحدة يقابله انخفاض في مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر بمقدار 19 إلى 24%.
وبعد مراعاة تأثير العوامل الأخرى المؤثرة في مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر بما في ذلك العمر ومؤشر كتلة الجسم كان الثلث الأعلى من الأفراد المشاركين الحاصلين على أعلى تقييمات غذائية رقمية أقل تعرضا لأسباب مخاطر الإصابة بألزهايمر بنسبة 68% مقارنة بالأفراد الحاصلين على الثلث الأدنى من تلك التقييمات, بينما انخفضت تلك المخاطر لدى الحاصلين على الثلث الأوسط بنسبة 53%.
وقال الباحثون إن أدلة متنامية تربط غذاء البحر المتوسط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين، وتشير إلى أن عوامل مخاطر أمراض الشرايين قد تساهم في مخاطر الإصابة بألزهايمر. أي أن متغيرات الشرايين هي على الأرجح المسار السببي بين غذاء البحر المتوسط ومرض ألزهايمر، وينبغي أن تؤخذ في الاعتبار كوسائط محتملة.
ولكن لدى أخذ الباحثين في الاعتبار عوامل مخاطر الشرايين في نموذجهم البحثي فإن الارتباط بين غذاء البحر المتوسط ومرض ألزهايمر لم يتغير. وكان ذلك رغم محاولتهم التقاط الدور الممرض المشترك للشرايين في أكمل صيغة ممكنة بالنظر لحظيا في كل من قائمة متغيرات الشرايين الطويلة وتعريفاتها البديلة معا.
وخلص الباحثون إلى أن ذلك قد يكون ناجما عن آليات أكسدة أو التهابات بيولوجية أخرى متصلة أو عن خطأ في قياسات متغيرات الشرايين