- لو تمعنتم بالمقولة السابقة لاكتشفتم الكثير من الأمور.
- أصبح من ثقافتنا وخصوصيتنا المزعومة ،حب الليل والظلام والغموض.
(لا يمكنك أن تعطي حياتك مزيدا من الأيام، لكن بمقدورك أن تعطي أيامك المزيد من الحياة)
لو تمعنتم بالمقولة السابقة لاكتشفتم الكثير من الأمور.
العمر له أجل معين وينقضي، ولكن ما نفعل بهذا العمر هو ملك أيدينا. والفرق بين السعداء وغيرهم ؛ أن السعداء يفعلون ما يريدون في حياتهم بشرط أن يكون ما يريدونه هو الأجمل و الأمتع والأكثر صوابا. وهم- أي السعداء- يتوافق داخلهم مع خارجهم.
فلا توجد اضطرابات نفسية لديهم ولا أزمات على مستوى الثقة بالنفس وبالآخرين، ويجيدون فن التعامل مع الآخرين.
هم يعلمون أن أهدافهم تعترضها مصاعب وعقبات وبالتالي فهم لا ينتظرون تحقيق الهدف ليشعروا بالسعادة .
فقد لا يتحقق الهدف ، وحينها لا يجنون سوى التعب والإحباط .
لذلك قرروا و وطنوا أنفسهم على أن يسعدوا أثناء تحقيقهم لأهدافهم أي خلال تعرضهم للمصاعب والعقبات.
لاعبي الكرة يفرحون بالفوز أكثر إذا أتى بعد متعة ولو كان بصعوبة .
والطلاب الذين يتعاملون دراسيا ً خلال السنة بهذا المنطق يكونون أكثر تفوقا ً وراحة نفسية أثناء الاختبارات وهناك أمر آخر وهو أن من يستمتع بحياته لا يخشى الحياة
بمصاعبها وأفراحها ! نعم وأفراحها ، فهناك أناس يخشون الفرح !!
ألا يوجد من بيننا من يقول إذا كان في جلسة ضحك وسعادة وفرح .
الله يستر من هذا الضحك وهذه السعادة !!!
ويقول أرجوا أن لا تنقلب الأفراح إلى أتراح.
وهو لا يلام فهذا الشيء موجود في إرثنا الثقافي بسبب كثرة ربط الحزم بالوقار والفرح بالتصابي و الانفلات والهزل.
فمن يفرح أمام الناس يعد وكأنه قام بجرم مشهود.
والحل إذا أراد الفرح فليفرح لوحده أما أمام الناس فليتجهم وليتصنع الصرامة إلى أن يموت صارما كئيبا!!على أمل أن يسعد في الآخرة.
رغم أننا نردد دوما الدعاء المأثور ((اللهم ارزقنا السعادة في الدارين ))
أصبح الفرح يتربص بنا بدلا من أن نتربص به! يحاول أن يوقعنا في شباكه فلا يستطيع لأننا أجدنا وأدمنا لعبة الانغماس في الحزن.
أصبحنا نرسم الحزن على وجوهنا مع ارتدائنا لثيابنا كل صباح.
بات الرضا بالقدر شعارنا إن كان القدر محزنا، ولا نرضى به إن كان مفرحا وجميلا وسعيدا!!
للأسف أصبحنا نكيل كل شيء بمكيالين.فنرى الجانب المظلم للقمر بل ومع مرور الوقت أصبح يعجبنا أكثر من الجانب المضيء!!!
أصبح من ثقافتنا وخصوصيتنا المزعومة ،حب الليل والظلام والغموض.
دون أن نشعر تدحرجنا نحو التشاؤمية في كل تعاملاتنا وكبر بؤسنا وشقاؤنا ، لأن التشاؤم كل ما أدمنته نما بتسارع عجيب. وبعضنا برع في هذا الأمر وبات يستطيع أن ينقل تشاؤمه ومخاوفه للآخرين وهذه ميزة ننفرد بها عن غيرنا من المجتمعات.
لست متشائما ولكن كل ذلك حدث أو سيحدث بسبب خوفنا من الفرح وبسبب انقيادنا لمحبي الحزن.
تتلمذنا على تفسيرات خاطئة للكثير من النصوص . تفسر بشكل خاطئ وتفرض علينا وينسى المفسرون بأن الحبيب عليه السلام استعاذ من الهم والحزن والجبن. وأنه عليه السلام لم ير إلا مبتسما !
لذا أقول- وأجري على الله-أطلقوا العنان لأفراحكم ، وعيشوا اللحظة بكل تفاصيلها ، واقتربوا أكثر ممن تحبون ، ولا تحرموا أبناءكم من طفولتهم بحجة العيب ( والحرام) الغير متفق عليه. وثقوا بأن الفرح كذلك معد، وهو أجمل أنواع العدوى.
ابحثوا فيمن حولكم عن من يعديكم بالفرح ثم لازموه كظله!!!!