- تقول دار الافتاء المصرية في الاجابة عن هذا السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعنا كثيرا من خلال المواضيع الاجنبية ان هناك مخلوقات اخرى تعيش على كواكب اخرى غير الارض
فهل نصدق ذلك؟
وان كان هذا الظن خاطئا ..!!! فكيف نثبته بالادلة ؟
من خلال هذا الموضوع نتعرف عن الكثير من الاسرار ...
يقول الله سبحانه (ومن اياته خلق السموات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) الشورى: ،29
الا تدل هذه الاية على ان هناك كائنات حية في غير الارض التي نعيش عليها؟
تقول دار الافتاء المصرية في الاجابة عن هذا السؤال:
لقد نشط البحث عن الحياة في الكواكب الاخرى خلال الاربعين عاما الماضية، واستخدمت أخيرا الموجات اللاسلكية لهذا الغرض، ومنذ فترة اهتم الفلكيون بالتسمع على الكون لالتقاط الاشارات الصادرة منه، وذلك في مختبر الدفع النفاث في 'باسادونا' ومركز الابحاث 'آميس' التابع لمؤسسة 'ناسا' بكاليفورنيا ومؤسسة 'سيتي' وهي رمز لمشروع البحث عن المخلوق الذكي الموجود خارج الارض، والذي يضم اكثر من مليون يد عاملة تعاون فيه الخبراء الاميركيون والروس على تحليل الف ساعة من الاشارات التي تم استقبالها من الفضاء الخارجي بأجهزة الكترونية معقدة وشديدة الحساسية.
وقد قرروا انه لا يتم لهم النجاح الا اذا استطاعوا ارسال اشارة يمكن للعالم الخارجي التقاطها، لكن النجوم الهائلة العدد لا يمكن ان تسلط اشعة على نجم منها مرة ثانية الا بعد مرور مائة الف عام على المرة الاولى، وهذا كله في نجوم مجرتنا فقط 'التبانة' فكم من الزمن يكفي لتسليط اشعة على نجوم المجرات الاخرى وما اكثرها؟
ذكرت هذه المقدمة لترى ايها القارئ ان سعة الكون وتعدد نجومه والاكتفاء مرة واحدة بتسليط الاشعة على كل نجم، كل ذلك لا يكفي للاعتقاد او غلبة الظن ان في الكون حياة من جنس حياتنا البشرية، اومن جنس آخر.
ومهما يكن من شيء فإن هذه الابحاث متروكة لعقل الانسان، وموقف الاسلام منها موقف المشجع على النظر في ملكوت السموات والارض، ونصوصه اشهر من ان تذكر والانصاف في البحث سيؤدي الى تعميق الايمان بالله، كما قال سبحانه في ختام الآيتين اللتين تتحدثان عن النظر في الكون ارضه وسمائه، بمائه ونباته ومعادنه وحيوانه وانسانه (انما يخشى الله من عباده العلماء) فاطر: 27.
والقرآن يكفيه ان يضع دستور البحث ويشجع عليه، وليس من شأنه ان يدون جزئيات العلوم في اكثرها، وعلى امتداد الحياة البشرية ستكشف امور تتطلبها حاجة الانسان في نموه المطرد، وما دام الله هو الحق وهو خالق العالم على هذ النظام البديع، فإن كلامه لا يتعارض مع قوانينه ابدا، واذا توصل الباحثون الى ما يوهم التعارض مع القرآن، فلا يجوز ان نسرع بالشك او التأويل ما دامت النتائج لم تصل الى مرتبة الحقائق العلمية التي لا يتطرق اليها الشك، ولست موافقا على مسلك بعض الكتاب الذين يسرعون الى الربط بين القرآن والعلم كلما لاح في الافق كشف جديد، وقد يسرفون في التأويل والتوفيق ثم تظهر البحوث التالية فساد ما سبق من نتائج ظلمنا القرآن بحمل آياته عليها ومن احسان ظني بأن كثيرا من الباحثين عندهم غيرة دينية حملتهم على هذا الربط فإني ادعوهم الى التريث، او الى جعل الامر محل الاحتمال بعيدا عن القطع والجزم به، والمفسرون للقرآن سلكوا في مثل هذه المواقف مسلك الحيطة والحذر، فلجأوا الى القول بالاحتمال وعدم المانع، يقول النسفي في قوله تعالى (ومن اياته خلق السموات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذ يشاء قدير) الدابة تكون في الارض وحدها لكن يجوز ان ينسب الشيء الى جميع المذكور اي السموات والارض وان كان متلبسا ببعض،
كما يقال: بنو تميم فيهم شاعر مجيد وانما هو في فخذ من افخاذهم ومنه قوله تعالى (يخرج منها اللؤلؤ والمرجان) وانما يخرج من الملح، ولا يبعد ان يخلق في السموات حيوانات يمشون فيها مشي الاناسي على الارض ويكون للملائكة مشي مع الطيران فوصفوا بالدبيب كما وصف الاناسي.
انظر الى قوله: ولا يبعد ان يخلق في السموات حيوانات، هذا هو الموقف العلمي الصحيح من كل ما لا يجزم به الانسان، فإذا تحقق ان في السموات كائنات حية فظاهر الآية (وما بث فيهما من دابة) لا يتعارض مع هذه الحقيقة واذا لم تحقق وجود كائنات حية فيها فالآية باقية على معناها على النحو الذي وضحه المفسر من ان النسبة الى الجزء نسبة الى الكل، وهو اسلوب معروف عند العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، ففي مجموع السموات والارض دواب وفي مجموع المياه العذبة والملحة لؤلؤ ومر جان
وان كانت الدواب في الارض واللؤلؤ والمرجان من البحر الملح
دمتن بخير