دلوعة ودلعها لامها
23-09-2022 - 06:59 am
كُل القصص التي تحكي عن الحُب جميله
حتى وإن كان بين طيآتها الكثير من الألم
هُنآ شهرزاد حكت وسردت لنا قصة لم أكتفي بقرأتها
مره واحد فقط بل قرأتها كثيراً ف فيها تجسد الحُب ’’ الوفاء ’’
الإخلاص ’’ والإنتظآر ’’ولوعة الفراق ..
المفاجأة
المفاجأة
حضرت قبل موعد المحاضرة بنصف ساعه حتى يتسنى لى البحث عن القاعة
التى ستعقد بها الدورة التي كُلفتُ بها من قِبل جهة عملي
وأنا أقرأ ارقام القاعات ....ظهر أمامى أحدهم ...هممت بسؤاله عن رقم القاعه!
رفعت رأسى اليه
فتسمرت فى مكاني.وكاننى فقدت فجأة كل قدرة لى على الحركة والرؤيه والسمع
وكأن غضبا سماويا قد نزل علي فحولنى إلى صنما من أصنام الجاهلية
وخيل إلي لوهلة اننى اعيش حلما جميلا...فتحت عيني أكثر ..لأتأكد مما أراه أمامي !
أيعقل؟ هو ؟ وفى هذا المكان؟ وخارج أسوار الحلم ؟
فأنا مااعتدت ان أراه إلا حلما !أنا مااعتدت ان ألمسه إلا خيالا
هو؟ لا ....ليس هو؟ لكنه نسخة طبق الأصل ..منه هو
هو أيضا حين رآنى تحول إلى قطعه من حجر اصم لايجيد إلا النظر الي
ربما هو أيضا قد رأى بى وجه إنسانة أخرى قد سلبتها منه الحياة
لاأعلم كم من الوقت مر ..وأنا أقف أمامه يعتلى ملامحى الذهول
ولاأعلم كم من دقات قلبى قد استهلكتها خلال هذه الفترة
لكن ...كان قلبي لايتوقف عن النبض ...يرفرف بين أضلعي كالطير الذى اكتشف الطيران للمرة الآولى
ماأغباك ياقلبي....
حتى أنت فرحت ل ( مجرد) نسخة منه ؟
بادرني هو بالسؤال عن رقم (القاعة) التى أبحث عنها
أجبته بهدوء ميت...فلم تعد قدماي تقوى على حملى وأنا مثقلة بكل هذه الاحاسيس
من الفرح والدهشة والخجل والارتباك
وحين أخبرته قال انها هناك ثالث قاعة على اليمين... شكرته ومضيت !!
.
.
اتجهت إلى القاعة .... وفى داخلي شعور اننى قد انفصلت عن العالم تماما
وفى داخلى يضج السؤال: أيعقل ان يتشابه رجلان إلى هذه الدرجة؟
أيكون هو ؟ لا حتما ليس هو !
دخلت إلى القاعه التى تم ترتيب مقاعدها على شكل حرف ( u)
اخترت مكانا شعرت انه قد يخفى بعض ارتباكي
وماهى إلا دقائق حتى بدأ الآخرون بالحضور واحدا تلو الآخر
وكان هو ..... معهم
لاحظت عند دخوله انه يتجول بعينه بين الحضور ...وكأنه يبحث عن شىء ما !
أيكون ذلك الشىء أنا ؟
وحين وقعت عيناه علي ... شعرت بان قلبى يعاود محاولة الطيران مرة أخرى
وان كل حرارة فى جسدى قد تحولت إلى قطعة ثلج..وخانتنى أطراف أناملي بمسك القلم !
ولم أعد اشعر بشىء حولي ..وكاننى قد فارقت الحياة فجأة !
.
.
من هو ؟
مازلت غير مستوعبة مايحدث ؟
من هذا الرجل؟ وأي صدفة غريبه ألقت به هذا الصباح فى طريقى ؟
أيكون هو ؟ لا حتما ليس هو !!
عندما بدأ المحاضر بالتعريف عن نفسه ..وطلب من كل منا ان يعرف بنفسه وجهة عمله
عندها فقط...شعرت ان القدر يلعب بحياتى لعبة لاطاقه لقلبي بها
وعندها فقط,,, أدركت انه ليس هو ... فالاسم مختلف...وجهة العمل مختلفه
كنت أشعر به يتلهف لسماع اسمى وجهة عملي
نطقت اسمى الاول فقط ...وتعمدت عدم ذكره كاملا ...ولا أعلم لماذا !
.
.
وعندما بدأ المحاضر بطرح موضوع ( الدورة) كنت أنا أمارس بعض جنونى مع صديقتى المقربه
والتى تفوقنى جنونا ..وأشياء أخرى فلم يعد لها فى هذا الزمن مكان
فقد كانت يدي تحت الطاولة تلعب بحروف هاتفى الجوال فكتبت لها مسجا اقول لها
( تصدقين؟ معي بالدورة زميل نسخة طبق الأصل من ( ...... ) )
فردت علي بمسج أخر تقول فيه ( يابختج لقيتى نسخة من (......) عقبال ما الآقى نسخة من ( ..... ) )
رددت عليها ( حاسدتنى على نسخة ) رددت علي ( من قدج بتعيشين اسبوع كامل مع نسخة من حلمك )
ارسلت اليها ( ماأبسط احلامنا ياصديقتى وماأطهر امانيننا)
.
,
الاستراحة
ومدتها نصف ساعه ... حملت حقيبة يدي واتجهت إلى الكافتيريا
اخترت طاولة بعيدة عن البقية ...تعمدت ان اختفى من أمامه ولااعلم لماذا
شعور غريب...ومشاعر ممتزجة بالخوف والرهبة والرفض والطفوله والمراهقة والنضج قد استعمرتني
لدرجة انى قد فكرت بالفرار من المكان كله...وعدم اكمال هذه ( الدورة )
هو كان يجلس بصحبة الاخرين / يتحدث/ يضحك / يبتسم / تبحث عيناه فى ( زحامهن )
عن إمرأة اثارت هذا الصباح دهشته حين تحولت أمامه من انثى نابضة إلى كومة من الدهشة والذهول
بعد الاستراحة عدنا إلى القاعة
لاحظت انه قد غير مكانه واختار مكانا يسهل عليه رؤيتى فيه ومراقبتى منه بشكل أوضح .
كانت مناقشاته توحى انه رجلا مثقفا فوق العادة
كنت أعلم انه كرجل شرقي يستعرض عضلات ( ثقافته) أمام إمرأة اثارت اعجابه
بعد انتهاء محاضرة اليوم الأول...اتجهت إلى سيارتى ... كنت اتمنى بينى وبين نفسى ان لايلمحنى
وان لايرى رقم السيارة ..أو يتبعنى
لكنه كان انضج من ان يتصرف بهذا الطيش
الجزء الثاني
فى طريق عودتي للمنزل خيل إلي ان الطريق لم يكن هو الطريق الذى اعتدت المرور عليه
لااعلم ماالذى تغير ...اصبحت الاشياء اجمل..وأوضح
فأصبحت ألمح من جمال الطريق مالم اكن المحه من قبل
وكأن هناك من استغل فترة وجوده بالدورة فقام بتجديد طلاء الكون لي
ليفاجئنى بمدينة جديدة ووطن مغتسل من غبار الحزن
عندما
وصلت إلى المنزل كانت اسرتي تجلس كعادتها كل يوم بهذا الوقت بانتظار طعام الغداء
لاجديد فى الادوار والدي يرتدى نظارته لقراءة الجريدة
شقيقتى الصغرى تسرد عليهم تفاصيل يومها بالكلية
وشقيقتى المراهقة تتابع التلفاز ويدها تلعب بخصلات شعرها بدلع مراهقه
وشقيقتى الطفلة ذات السبع سنوات تجلس تجانب والدي
واضعة رأسها هلى كتفه وتهز قدميها بتوتر بانتظار الغداء
ضاربة بكل نصائحنا لها بتقليل كمية الطعام بعد ان ازداد حجمها فى الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ
بينما يجلس اول الاحفاد والذى لم يكمل عامه الاول بعد فى حضن والدتي تداعبه وتدلله.
بانتظار عودة والدته ( شقيقتي الكبرى ) من عملها .
القيت السلام وطبعت قبلتي على راس والدى ووالدتي
وتابعت طريقى الى غرفتي بصمت يتبعنى صوت والدي
( يبه غيري ملابسج وتعالي تغدي )
رددت عليه ( تغدوا يبه ... انا بنام ... لما اصحي بآكل)
وأكملت طريقى مسرعة كى اتجنب اى استفسار منه
لااعلم لماذا خيل إلي اننى اريد ان اخلو بنفسى
اريد ان استرجع بعض تفاصيل يومي بيني وبين قلبى
وفى غرفتي لم استهلك الكثير من الوقت بالتفكير بما حدث صباح هذا اليوم
فقط استسلمت لنوم عميق عميق
فى المساء
وفى تمام الساعه التاسعه مساء استيقظت على صوت رنين الهاتف
ولا أعلم كيف نمتُ كل هذا الوقت
نظرت الى شاشة الجوال لأتعرف على المتصل فقرأت ( المزعجة )
و( المزعجة) هى صديقتى المقربه.
أطلقت عليها هذا اللقب لانها لاتعترف بشىء اسمه وقت او مواعيد
فقد تفاجئنى باتصالها أو زيارتها بأي وقت :
ألو
انتى وينج ؟ حرقت تلفونج وماتردين ...ارسلت لج تسع طعش ألف مسج ومارديتى ...
ليش خير ؟ اشفيج؟ اش صاير ؟
لا والله ؟ يعنى تتجاهلين ؟ ومسويه نفسج مب فاهمة ؟
والله صدق مب فاهمة؟
ياالله بسرعه قولى اش صار اليوم ؟
من ارسلتي لى المسج الصبح وقلتى لى انج لقيتى شبيه ( لخليفة)
وأنا على نار بانتظار التفاصيل
أى تفاصيل ؟ماصار شى ...اش بيصير يعنى ؟
لا والله؟ هالكلام مب علي اوكى؟
عندج نص ساعه تقومين وتصحصحين
فيها وتدخلين مسنجر ناطرتج لاتتأخرين أوكى ؟
اوكى ....باي
وبعد نصف ساعه كنت مع صديقتى على الماسنجر
سردت عليها كل التفاصيل ...وكل الاحاسيس التى انتابتنى اليوم
عند رؤية ذلك الرجل الذى لايختلف عن ( خليفة) سوى باسمه
ووصفت لها كيف كان الطريق فى عودتى كأنه ليس الطريق الذى اعتدت عليه
فأانصتت لى طويلا ...ولم تقاطعنى احتراما لسردي
فقد كانت تقرأ كل مااكتبه باهتمام واحترام
لكنها فاجأتني بسؤال كالصفعه؟
هل اشتقت إليه؟ هل تتمنين ان يأتي الغد لرؤيته ؟
صمتت ... ارعبني السؤال !
؟
أشتاق إليه ؟ كيف؟
لا ... أنا اشتقت فقط ل ( خليفة ) به
أنا أتمنى ان يأتي الغد كي أرى ( خليفة ) فيه
أنا أتمنى ان أحدثه غدا كي أسمع صوت ( خليفة ) فى صوته!
(خليفة) آآآآآآه يا ( خليفة ) لو تعلم كم أحببتك
لو تعلم كم اشتقتك...لو تعلم كم احتجتك
لو تعلم كم بكيتك ...لو تعلم كم حفظتك ... لو تعلم كم وكم وكم !
.
.
ووجدتنى بلا شعور .. اتجه إلى حيث أخفيت ذلك الصندوق الصغير
الصندوق لذى اخفيت فيه عمرى وحلمي وسري
ذلك الصندوق الصغير الذي وضعت فيه رسائل ( خليفة) وصوره
وحوارات الماسنجر ....وقصاصات البريد
التى تحمل اسمه وعنوانه ...واسمى وعنواني... احتفظت بها
ربما لانها الورقة الوحيده على وجه الارض التى جمعت اسمى واسمه
وهاتفي القديم....الذى يحتفظ بكل مسجات ( خليفة )
جلست على ارضيه الغرفة وفتحت الصندوق الصغير
أمسكت هاتفى القديم وبدأت أقرأ المسجات بيد مرتعشه وقلب مرتجف
قرأت وقرأت وقرأت ....
وأجهشت بالبكاء...وتألمت حتى خيل إلي انى قد فارقت الحياة
ف ( خليفة ) كان الرجل االأول فى حياتي ..
وحين فارقته وعدت قلبى ووعدته ان يبقى الرجل الاخير
فما هذا الذى يحدث الآن
ومن هذا الرجل ؟
الجزء الثالث
برغم الارهاق الذى صاحبنى ليله الأمس إلا اننى استيقظت باكرا
فالاستيقاظ المبكر عادة تصاحبني منذ صغرى ,,وأحرص عليها حتى فى أيام الاجازات الرسمية
بعد ان انهيتُ ارتداء ملابسى وقفت أمام المرآة أكمل ماتبقى من زينتي
كنت أكره مبالغة بعضهن بتلوين وجوههن
فأضفت لوجهى لمسات خفيفة من المك آب كي أبدو بشكل أقرب إلى الطبيعي
واكتفيت بوضع ( جلوس ) خفيف..وكحل عربي أسود
ثم اتجهت إلى ركن ( العطور ) بالغرفة
كنت أعشق العطور لدرجة الادمان...خاصة العطور العربيه
كانت عطورى العربيه مميزة لايمكن ان أجدها فى مكان آخر غير منزلي
لانها كانت من صنع جدتي ...فقد كانت جدتي تعشق مزج العطور العربيه
وإكتسبت منها هذه العادة ..فكنت أمزج العطور لصديقاتى واهديهن إياها فى مناسباتهن الخاصة
وأمام عربة العطور توقفت طويلا ....تذكرتُ شيئا ..بل أشياء
تذكرت حين مزجت جدتى العطر ل ( خليفة) كى أهديه إياه ذات مناسبة ...
وابتسمت حين تذكرت قوله لى : ( حاط من عطرج وكل شوى أشم غترتي )
وحديثه المطول حول العطور واشياء اخرى مجنونة كان يحدثني عنها بشقاوة طفل ناضج
كان خليفة رجلا بمعنى الكلمة ... ملامحة الرجولية .جاذبيته ..وسامته
ربما لم يكن وسيما جدا كما كان يقول لى دائما..لكننى كنت أراه أوسم رجال الأرض
كان خليفة عاشقا رائعا... يجيد التعامل مع انثاه بحب وحنان..
كان أكثر مايعجبنى فيه غيرته المجنونة علي.
فهذه الغيرة كانت تشعرتى بمدى رجولته فى زمن تكاد تنعدم فيه الرجوله.
وفى الوقت الذى كان الجميع يراه به رجلا قويا شديد القسوة .
كنت أراه طفلا يتعطش لحب نقى فى زمن ملوث..و ربما كنت الانثى الوحيدة التى داعبت الطفل فيه
فكنت أدلله عند مناداته باسم أخبرني ذات حب انه لم يناديه أحدا بهذا الاسم قبلي
وربما لهذا احبنى !
أحبني ؟
ترى هل أحبنى بالفعل ؟
أرعبني تردد صدى مثل هذا السؤال فى داخلى
.
وجاء صوت والدى فى هذه اللحظة كالرحمة لينتشلنى من تفاصيل مؤلمة
انغرست بى قبل ان انغرس بها
ياالله يبه تأخرتي ..لاتطلعين قبل لاتتريقين ..
وصية أبي اليوميه ...لاتطلعين قبل لاتتريقين
وبرغم عدم شهيتى للطعام إلا اننى آثرت الانصياع لاوامر أبى
لاننى اعلم ان خروج احدنا بلا تناول وجبه الافطار وابى فى المنزل يعتبر من المستحيلات فى هذا المنزل .
تناولت افطاري على عجل واتجهت إلى ( سيارتى ) متجهة إلى حيت سألتقى ب ( خليفة )
لا .... ليس خليفة ... بل (حمد )
ف ( حمد ) هو اسمه
فى الطريق كان الصوت الجريح يملأ أجواء سيارتي
كانت معي من الصغر عين وهدب
كانت معي طول العمر حب انكتب
واليوم أنا عندى خبر وعلم أكيد
حبيبتي فى قلبها حب جديد
ومنين أبتدي ؟
ياجرحي الندي
حسبي على الأيام والحظ الردي .
بعد نصف ساعه وبسبب ازدحام ( الشوارع) فى مثل هذا الوقت
وصلت إلى حيث تعقد الدورة العملية
نزلت من سيارتى بعد تردد وارتباك ...واتجهت إلى حيث قاعة الدورة
بدأت دقات قلبي تتزايد .. شعرت انى تحولت إلى فتاة أخرى
.ليست تلك التى كانت تقف أمام المرآة منذ ساعه تسافر باتجاه حلمها خيالا.
دخلت القاعة ..ألقيت السلام ... أدركت من إزدياد دقات قلبي ان ( حمد ) كان موجودا
اتجهت إلى مقعدى متعمدة ان أتظاهر بعدم اهتمامى بأحد ...
تذكرت قول صديقتي لى ( حين تتجاهل المرأة رجلا ما متعمدة ..فهو حتما يعجبها )
جلست على المقعد... أخرجت كراستى وقلمى ...ومذكرة
تفاجات بأحدهم ينادينى ....ليسألني :
( انتي فلانه بنت فلان ؟ )
ارتبكت ... بلا شعور نظرت إلى ( حمد ) لارى ملامح وجهه..
أجبته بعد تردد ( نعم )
قال لى ألا تذكرينى ؟ أنا ( عبدالله ) بن جاركم القديم...وصديق طفولتك
وأتبع جملته بضحكة غبية .
قلت له ( أهلا )
قال لى : ( لما شفتج اول مرة حسيت إنى أعرفج وانى شايفج من قبل )
ابتسمت بلا تعليق
فأعقب : ماشاالله عليج كبرتي وتغيرتي
وهنا حدث مالم أتوقعه أبدا ...فقد غادر ( حمد ) القاعة
لاأعلم لماذا خيل إلي انه غادر غاضبا .. ربما طريقة خروجه أوحت لى بهذا الشىء
شعور غريب داخلنى ... لااعلم أهو الحزن لاحساسى انه غادر غاضبا
أم الفرح لان احساس الانثى بداخلي يقول لى ..انه أخذ من خليفه كل شىء حتى صفاته ...
فهذه الغيرة ... غيرة خليفه !
بعد ربع ساعه دخل المحاضر القاعه...ودخل خليفة ..أعتذر دخل ( حمد )
لاأعلم متى سأتخلص من عقدة الدمج بين الأثنين!
لاحظت عند دخوله انه يتحاشى النظر إلي ...
وبدات المحاضرة بشكل عادي ... مناقشات واستفهامات وحوارات ونظرات مسترقه ومتبادلة
بينى وبين ( حمد) بين فترة وأخرى .
وعند انتهاء الفترة الأولى أخبرنا ( المحاضر ) انه فى الفترة الثانية
سيتم تقسيمنا إلى مجموعات للبدء بورشه العمل .
وفى وقت الاستراحة بقيت فى القاعة بعد ان غادر الجميع ..
أرسلت لصديقتى ( المزعجة) مسجا أخبرها فيه بالاحداث
وسألتها ( تعتقدين ليش غادر المحاضرة )
أجابتنى بمسج ( صج غبية .. يعني مافهمتى ؟ )
أجبتها ( فهمت ... بس أبيج تقولين عشان أفرح أكثر )
أجابتني بمسج صفعة ( ولد يرانكم الملقوف شلون شكله ؟ اذا حلو تراه محجوز )
بعد انتهاء الاستراحة.. عاد الجميع إلى القاعة ...وتم تقسيمنا إلى مجموعات .
من سوء حظى كنت فى مجموعه ( عبدالله ) ولد جيراننا
وكان ( حمد ) بالمجموعة الثانية .
ابتسمت بخبث وأنا ارى ( حمد ) يتحايل على ( المحاضر ) لتغيير تقسيم المجموعات
لكن كل محاولاته باءت بالفشل .
لفت انتباهى وجود فتاة غير مريحة فى مجموعه ( حمد )
كان واضحا انها تحاول لفت انتباهه . كما كان لايخفى على الجميع محاولات ( عبدالله ) للتقرب منى
مر اليوم الثاني بسلام ... وغادرت باتجاه باب الخروج ..
لم يكن لدي رغبة للعودة إلى المنزل ... كنت أشعر بالاختناق
هاتفت صديقتى ( المزعجة) اتفقت معها على ان ألتقيها فى ( المول) للتسوق والغداء
بعد ان انتهينا من التسوق اقترحت علي ( مريومه ) ومريومه هو اسم صديقتى ( المزعجة)
على حضور فيلما سينمائيا اخبرتها شقيقتها انه من اروع الافلام وان البطل وسيما فوق العادة
بادرتها : يعنى من أوسم ؟ هو وإلا خليفة .؟
نظرت إلي بطريقة خيل إلي انه تتمنى ان أختفى من على وجه الأرض فى هذه اللحظة .
قالت : يبه فتحي ترى الدنيا فيها رجال غير خليفة .
قلت : صدق؟ ليه محد خبرني ؟
قالت : امشى لاأشد شعرى منج أمام الناس .
وكعادتها حملت مريومه كل أنواع العصاير والشبسات والمكسرات والحلويات قبل دخول السينما .
صرخت بي :خلي عندج احساس شيلى معاي
رددت ببرود:اسفه برستيجى مايسمح
قالت :يعنى من اللى بيشوفج هنا
قلت :تخيلي فجأة يطلع خليفه قدامي
رددت :يبه خليفة ان طلع قدامج هنا ..مايطلع إلا بيده وحده ثانيه
آلمتنى جملتها... لكننى آثرت ان لاأبين لها لعلمى انها تمازحني
وفى السينما .. كانت ( مريومه ) تتابع باهتمام ...وتأكل بنهم ... وكنت أنا فى عالم آخر ...
كنت أتمزق خيالا وحيرة بين رجلين
أحدهما يدعى ( خليفة )
والآخر يدعي ( حمد )
بعد السينما ... عدت إلى المنزل ...وأنا شبه منتهيه من شدة الارهاق ..كان المنزل هادئا
يخلو من الجميع إلا انا وبعض ( العاملات)
صعدت إلى غرفتي .. غيرت ملابسى ... حاولت ان أنام... فلم استطع
كان طيف ( خليفة ) يلاحقني وكانه يلومنى ...
اتجهت إلى ركن العطور,,, وضعت عطرا رجاليا فكل العطور التى أهديتها لخليفة
كنت أحتفظ لى بمثلها ....كي أشم عطره عند الحنين إليه .
فتحت جهازى ... وتسللت إلى ملفاتي الخاصة
اخترتُ ملفا كُتب عليه ( حوارات الماسنجر) كنت قد احتفظت فيه بكل حواراتى مع خليفة
حين كان فى عالمي خليفة
اخترت احداها وبدأت أقرأ والألم يعتصر قلبي
ثم إسندتُ ظهرى على الوسادة وأنا أغني بصوت حزين .. فصديقاتى أطلقن على صوتي ( الصوت الحزين)
فكنتُ أغني لهن حتى يبكين !
رددت أغنية أحببتها فى الفترة الاخيرة كثيرا لانها تذكرنى ب ( خليفة )
تدرين وش أنا منه خايف ؟
انه باقى لك من الذكرى حسايف !
ثم دفنت وجهي بالوسادة واستسلمت لنوم عميق
لاأعلم كيف نمتُ كل هذه الفترة ..
كان الهدوء يخيم على المنزل تماما... اتجهت إلى المطبخ الداخلى
واعددت لى كوبا من ( النسكافيه) الدافىء ..فالجو كان مايزال يحتفظ ببعض برد الشتاء ...
واتجهت إلى شرفه غرفتى بعد ان اصطحبت معى روايه ( حب)كنت قد بدأت قراءتها منذ أيام ..
كانت شرفتى تطل على البحر تماما فجزء كبيرا من البحر تم إدخاله فى منزلى
وسُوِر بحائط مرتفع نوعا ما بحيث يمنع الرؤيه عن المارين من الخارج
وماان جلست على المقد فى الشرفة حتى لفت إنتباهى وجود أحدهم يجلس على البحر
لم ادقق بالجالس كثيرا للتعرف عليه ...فقط تعرفت عليه منذ الوهلة الاولى
انه أبي.. فهو الوحيد الذى إعتاد الجلوس بمثل هذا الوقت على البحر.
كان يجلس على البحر صامتا لفترات طويله ..يحدق فى البعيد وكانه يبحث أو ينتظر شيئا ما
وضعت على كتفي شالا شتويا ...وقررت النزول اليه
فقد كان بشرفتى درج حجري طويل ينتهى إلى البحر
حين وصلت إليه ... تفاجأ بى ...شعرت ببعض الارتباك يعتريه
بادرني بالسؤال : ماالذي أيقظك بهذا الوقت؟
أجبته : نمتُ كثيرا واستيقظت منذ قليل
لاحظت انه يتحاشى النظر إلي .. هو يخفي شيئا ما
عيناه توحى بانها منذ قليل كانت تمارس بكاءا صامتا ..
جلست بجانبه...إلتصقت به أكثر ...كأنى أبحث لديه عن أمان مفقود
شعر هو بحاجتي إلى حنانه ... وضع يديه على شعرى بحنان أب
اقترابي منه أدخلنى بحالة من البكاء...البكاء الذى كنت أقاومه منذ الصباح .
لكننى الآن لم يعد بامكاني مقاومته ..فوضعت رأسى على حجره وبكيت ... بكيت ... بكيت .
لم يسألنى عن سبب بكائى ...إكتفى فقط ان يمسح على شعري ويضمني إليه اكثر
كنت أدرك ان رجلا بقوة شخصية والدي وعقليته
لن يخفى عليه إني أحمل فى داخلي حكاية يصعب علي البوح بها.
وان فى قلبى من الجروح مالا أستطيع الكشف عنه له
عندما بدأت اهدأ وبدأ صوت بكائى يخفت .. فاجأنى أبي بقوله :
سأسرد عليك حكاية حدثت لى منذ سنوات
وبدأ السرد بصوت حزين وكانه يناجي حلمه أو يحفر جرحه بآله حادة تدعي الحنين .
قال لى ( منذ سنوات طويله ...وحين كنتُ شابا فى مقتبل العمر
سافرتُ إلى دوله خليجيه قريبه...تعرفت هناك على فتاة كانت يومها بنفس عمرك الآن
أحببتها كثيرا...وأحبتنى هذه الفتاة وتعلقت بي لدرجة كبيرة
وعشت معها أجمل وأطهر قصة حب...ومعها نسيتُ من أنا..من أكونماهو وضعي الاجتماعي
نسيت الدنيا كلها بلحظة حب نقي...
وحلمت بها زوجه ...وتماديت بأحلامي معها ...لدرجة انى انتقيت حتى أسماء أطفالي منها
ومرت الايام كالحلم كالخيال ...وعدت إلى بلدى بعد ان وعدتها بمفاتحه أبى بأمر زواجنا
ولم أخلف وعدى لها ... فاتحتُ جدك بالامر
وكانى قد ارتكبت جرما فادحا بحق عاداتهم وتقاليدهم ووضعهم الاجتماعى
وبعد مناقشات ومحاولات ....انتصرت العادات والتقاليد على حلمي وإحساسى...وخذلتها.
ورضخت لأمر جدكِ بالزواج من قريبتى ..
ومرت سنة عانيت فيها من عذاب الحنين والضمير ماعانيت
لكننى كنت اردد بيني وبين نفسى ان الايام أقوى من جروحنا.
وان لاجرح يبقى إلى الأبد....وانها حتما مع الأيام ستعذرني وتنسى
لكنى تفاجأت ذات مساء باتصال هاتفي من صديقتها تخبرنى بانها مريضة
وتطلب رؤيتي...فقد لايسعفها العمر بالمزيد من الايام ....عندها استيقظت كل الاحاسيس بى
عندها اشتعل ماخبأته تحت رماد الايام...عندها صرخ بى ضميرى الذي أصمته ذات خذلان
ووجدتنى بعدها بساعات قليله أقف عند سريرها الابيض فى المستشفى
بعد ان سافرت إليها فى أول طائرة متجهه إلى بلدها .
وهناك...دار بيني وبينها الحوار الأخير
الحوار الذى مازلت إلى الآن وكلما خلوت بنفسى أسترجعه بيني وبين نفسى
وكانه قد دار بيننا بالأمس ..
وبكيت وأنا أمسك يدها بندم....واختنقت وأنا أستمع إلى تفاصيل عذابها لفراقى
وكيف انها مرضت مرض الموت من شدة تعلقها بي ورفضها لحياة تخلو منى
أتعلمين ماذا قالت لى وهي على فراش الموت ؟
قالت لي أسأل الله ان يرزقك بطفلة تحمل إسمي وهمي
أرعبنى دعائها كثيرا... فكنت أحرص كلما أنجبت أمك طفلة ان لاتتسمى بأسمها
كي لاتحمل همها الذى حملته فى فراقي..
وحين أنجبتكِ والدتك كنت أنا خارج البلاد ...وحين عدت وجدت جدكِ قد أطلق عليك . إسمها
دون ان يدرك ان هذا الاسم هو اسم المرأة الوحيدة التى أحببتها فى عمرى
وعندها أدركت ان إرادة الله فوق كل شىء ..فلم أحاول تغيير اسمك وقلت قدر الله وماشاء فعل )
وصمت والدي بعد ان إمتلأت عيناه بدموع السرد...وصمتُ أنا بعد ان إمتلأ قلبي برعب الحكاية
وهممت ان أسأله عن تلك الدولة الخليجية وطن حبيبته...لكننى تراجعت ...خشيت ان تقتلنى الاجابة
ووجدتنى أردد عليه بلا شعور
هو قصاص الحياة ياأبي
هو قصاص الحياة ياأبي
وأصبح الحزن علي وعليه أثقل من حجم هذا البحر الممتد أمامنا
فطلب منى فى محاولة منه لتغيير الموضوع ان أغني له بصوتى الحزين الذى يحبه
فوجدتنى أغنى ( الاطلال) بألم مرير
ربما جمعتنا أقدارنا ذات يوم
بعدما عز اللقاء
فاذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايتهِ
فلاتقل شئنا فان الحق قد شاء
ثم إرتفع صوت اذان الفجر ... فمضى والدي إلى المسجد
وعدت إلى غرفتي أستعد لليوم الثالث من حكايتي مع ( حمد )
الجزء الخامس
عدت الى غرفتي متضخمة بحكاية أبى والمرأة التى أحبته
ويضج فى داخلى سؤال مرعب...ترى ؟ هل سأحمل همها كما حملت إسمها ..
أيعقل ان يكون عذابي بفراق خليفه ...هو قصاص عذابها من فراق أبي ؟
هل خذلان خليفه لى هو ثأر الحياة من أبي لخذلانه لها ....!!!!!
هل سيحترق قلب والدى لموتى..كما إحترق قلب والدها لموتها.
استفهامات كثيرة كانت تتردد فى داخلي منذ ان استمعت إلى حكايه أبي مع تلك المرأة ..
حاولت ان أتهرب من هذه الاحاسيس المزعجة بالانشغال بارتداء ملابسي
لكن كان مايزال أمامي الكثير من الوقت قبل للذهاب إلى مركز التدريب
فما زال الظلام يخيم على الكون ...والهدوء يملأ المكان حولى ..
و فررت إلى ( النت )..فى محاولة منى للهروب من الاحساس المزعج الذى صاحبنى من حكايه أبي ....
جلست على السرير ...وضعت الجهاز على وسادة صغيرة ... و( شبكت) النت ...
على أمل ان أجد مريومه ( اون لاين ) ...
فتحت الماسنجر .... تفقدت لستة الماسنجر...لم تكن تحوى الكثير من الاشخاص...
سأعرفكم على أصدقاء ماسنجرى ...إحفظوا اسمائهم جيدا...
فسيكون لكل منهم دورا مهما فى الاجزاء القادمة من الحكاية :
• المزعجة ......وهى مريومه التى تعرفتم عليها فى الاجزاء السابقه .
• صوت الواقع...وهى صديقة سعودية...أطلقنا عليها هذا اللقب لشدة واقعيتها...
فهى بالنسبه لنا صوت الواقع الذى يسرقنا دائما من أحلامنا الجميلة .
• علياء......وهى شقيقتى التى تزوجت منذ أشهر
وتقيم مع زوجها باحدى الدول الاوروبيه بسبب ظروف عمل زوجها .
• بالمشمس .....وهى صديقه قطريه ...أطلقنا عليها هذا الاسم لشدة خيالها
....وتمنيها لاحلام صعبة المنال
• المنقذ ....وهو بن عمي حمدان ...أطلقت عليه هذا الاسم
...لانه كان دائما ينقذنا عند تعرضنا لأى مشكله بالنت أو الكمبيوتر...
وذلك بسبب عشقه لعالم الكمبيوتر واتقانه له
• عمر .....وهو شاب عربي خلوق تعرفت عليه من خلال النت
ورُقي شخصيته وأخلاقه العاليه حولت علاقتى معه مع الوقت إلى علاقه صداقه قويه
...فكان عمر بالنسبة لى هو أقرب من أخ وصديق
• وسناء..... وهى الفتاة التى تحب خليفه ...
والتى دخلت عالمي متعمد تحت قناع الصداقه ...ثم كشفت لى الايام هدفها الاساسى من التعرف علي
,,,, وهذه الفتاة لعبت دورا اساسيا فى دمار علاقتى ب ( خليفة)
• وخليفه ....وهو الوحيد الذى قد وضعت اسمه فى خانة ( الحظر )..
لكننى فى بعض لحظات الحنين كنت أفك ( البلوك) وأبقى على ان أمل أن يدخل ..
.لكننى لاألبث ان أعود فأعيد الحظر ...وكان أكثر مايؤلمنى احساسى
انه هو أيضا قد وضعنى بخانة ( البلوك) فكنت أتعمد أحيانا ان أرسل له مسجات معينه من خلال ( النك نيمات)
هؤلاء هم أصدقائى وأبطال حكايتى
كان الجميع اوف لاين باستثناء ( صوت الواقع) صديقتى السعوديه ..
فرحت بوجودها فى مثل هذا الوقت ..ربما لاننى كنت بأمس الحاجة إلى التحدث إلى أحد ما ...
كنت قد اخترت نك نيم ( الاماكن )
صوت الواقع : انتى وينك ... أدور عليك من أيام ومو لاقيتك ..كنت أبغاكي بسالفه !
الاماكن : أبغاكى ؟ دحين ؟ كلامكم حلو تصدقين
صوت الواقع :تسلمين يابعدي
الاماكن : غريبه صايرة رومانسيه الاخت ..من متى؟
صوت الواقع : أنا ام الرومانسيه خ...واذا تبينى أقلب صوت الواقع ترى اقلب ماعندي مانع
الاماكن : لا الله يخليج والله مب ناقصه واقعيه
صوت الواقع : شخبار المهرجان عندكم؟ خلص؟ وإلا لسه؟
الاماكن: أمس كان آخر يوم
صوت الواقع: تمنيت أجيكم بالمهرجان بس اخواني عييوا ..يقولون زحمة دبي ماتنطاق
الأماكن : انتو الخسرانين ..المهرجان هالسنة كان شي خرافي
صوت الواقع: والله انتم يالاماراتيين واجد مدلعينكم ..كل شى موفر لكم بالمهرجان
الاماكن : بس شى واحد مايقدرون يوفرونه لي
صوت الواقع : وشو ...
الاماكن : خليفه
صوت الواقع :عاد هذا مستحيل طلبى منهم شى يقدرون عليه ههه
الاماكن :زين يوفرون دشداشة خليفه
صوت الواقع : والله ولا شماغه خ
الاماكن: دامج بديتى تتقمصين صوت الواقع
فخلينى أروح قبل لاتقضين على آخر ذرات أملي .
صوت الواقع : زين أشوفك الليلة مسنجر ؟
الاماكن : لا ماأعتقد ..أكيد بكون مشغوله
صوت الواقع : خسارة عاد أنا كنت ناويه أكلمك عن خليفه برومانسيه
الاماكن : الله ياالرومانسيه اللى عندج عاد
مقطعه بعضها .
صوت الواقع: زين روحى ياالله ... بس تذكري ترى الرجال راح ومهو براجع ...
ولاتقعدين تفكين البلوك وتنطرين .وكل دقيقه مغيره النك نيم..
ترى حركاتكم ياالرومانسيين أعرفها ..خ
الاماكن : باي .. ترى الاخت بلوك لمدة شهر ها...باي
شعرت ببعض الراحه من حديثى معها ..ولم اشعر بان الوقت قد سرقنى معها.
كانت الساعه تشير الى السادسه صباحا ...مازال أمامى ساعه لارتداء ملابسى
وتناول افطارى ( الاجبارى ) والذهاب إلى مركز التدريب
كنت هذا اليوم حريصه على انتقاء أجمل مالدي من ملابس ..
لاأعلم لماذا شعرت اننى أريد ان أبدو هذا الصباح أجمل وأكثر أناقه ...
وأنا أنادى ( الخادمة) لاحضار البخور لى ... تفجأت بشقيقتى الطالبه فى المرحلة الثانويه
تنظر لى بدهشه قبل ان تبادرني بسؤالها :
شو فايده كل هالكشخة وأخرتها راح تتخبى بالعبايه ومحد بيشوفها ؟
وواصلت اسطوانتها المشروخة...أنا مدرى ليش نلبس عبايه ..أبى ألبس...أبى أكشخ ...والله العبايه خنقة ..
لم أعلق على حديثها .... فأنا إعتدت على سماع هذا الحديث منها ...
هى مازالت صغيرة ...مازالت نظرتها للامور ضيقه...وشخصيتها مختلفه عنى نوعا ما .
فأنا كنت أعتز كثيرا بارتداء العباءة ...وحتى فى السفر كنت لاأتخلى عن ارتدائها...
كنت أشعر بالفخر بارتدائها فى الخارج..أشعر انها هويتى ويصعب بل يستحيل ان أتنازل عن هويتى ..
.
جاءت الخادمة بالبخور .... وكنت قد انهيت زينتى وملابسى.
لكننى هذه المرة لاحظت اننى قد بالغت بعض الشىء بوضع المك آب على وجهى ...
عند خروجى من الغرفه ...مررت بصاله المنزل حيث يجلس أبي وأمى ...
وتناولت افطارى على عجل...وكنت أتجاهل نظرات أبى لى ...
أعتقد انه لاحظ مبالغتى بزينتى هذا الصباح ...
ثم خرجت باتجاه السيارة...إلتقيت زوج شقيقتى عند باب المنزل ...
كان قد أحضر طفله الرضيع لوالدتى كعادته كل صباح ..قبلت سلامى ...
سلامى هو ( سالم ) بن شقيقتى والذى حين رآنى بدأ بالبكاء ...
ظنا منه اننى والدته بسبب الشبه الشديد بينى وبينها ...
ثم صعدت إلى سيارتى واتجهت إلى .... مركز التدريب
فى السيارة كان صوت ( بونورة ) يتردد مرددا
الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللي انرسم فيها خيالك
والحنين سرى بروحي وجالك
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك
كل شيء حولي يذكرني بشي
حتى صوتي وضحكتي
لك فيها شي
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي من تطري علي
المشاعر في غيابك
ذاب فيها ألف صوت
والليالي من عذابك
عذبت فيني السكوت
وصرت خايف لا تجيني
لحظة يذبل فيها قلبي
وكل اوراقي تموت
آه لو تدري حبيبي
كيف ايامي بدونك
تسرق العمر وتفوت
الأمان وين الامان
وأنا قلبي من رحلت
ماعرف طعم الأمان
وبلا شعور وجدت دموعى تتساقط رغما عنى
نظرت إلى هاتفي .... وصورة خليفه تملأ عيني ....ماذا لو رن الهاتف الآن ..وكان المتصل هو خليفه؟
أيعقل ان تمنحنى الحياة هذه البشارة يوما ؟ أيعقل ان تذيق الحياة قلبى هذه الفرحه يوما ؟
ماذا لو اتصل الآن ؟ ماذا سأقول له ؟
لن أقول له شيئا ....فقط سأصمت ...وسأبكى
سأطلب منه ان أضع رأسى على صدره وأبكى
سأطلب منه ان يتحدث ويتحدث ويتحدث كي أحتفظ بصوته كالزاد لقحط أيامى المقبله .
اختنقت بدموعي وأنا أقاوم انسكابها من عيني
ولم أشعر بنفسى..إلا وأنا أقف أمام باب المركز...أصلحت كحل عيني ...وتنفست بعمق...
ثم حملت حقيبه يدي ومضيت باتجاه القاعه ...
كان الجو باردا ...وبقايا الأمطار تغطي الطرقات ...
وصلت القاعه .... تفاجأت بعدم وجود أحد...نظرت الى ساعه المبايل ....
علمت اننى وكالعادة وصلت مبكرة
جلست بهدوء ...واخرجت اوراقى ...وقلما أسود ..أحب هذا القلم كثيرا .
.أهدتنى إياه مريومه فى عيد ميلادى..وضعت المبايل جانبا بعد ان وضعته على ( الساينت) ..
دخل احدهم ,,ألقى السلام ...رددت عليه دون ان أرفع راسى ,,,لكننى لاحظت انه بقى واقفا فى مكانه
... رفعت رأسى ,,,, فاذا به حمد .
ابتسم لى ...وبلا شعور وجدتنى ابتسم له بفرح...وكان الفرح الذى اشتعل فى قلبى أنار وجهي ...
فارتسمت على وجهى فرحة طفوليه تصاحبها دقات قلبى المتواصله...
لااعلم كم من الوقت مضى وأنا انظر إليه وهو مازال فى مكانه ....
شعرت كان الزمن كله توقف عن هذه اللحظة ...شعرت بان كل الناس...كل الكائنات اختفت من على وجه الارض
...وبقيت وحدى...انا وخليفه فقط
خليفه؟؟ أقصد حمد .... حمد .... حمد ... حمد ...سأبقى ارددها حتى ازرعها على لسانى واعتادها
جلس حمد فى مكانه ... اخرج اوراقه ...نظر إلى وسألنى ضاحكا
كتبتي الواجب ؟
اجبته : ايه خلصته بعد معاناة
قال : رجعنا لايام المدارس مذاكرة وواجبات
ابتسمت بلا تعليق
فأعقب : ممكن أسألج سؤال ؟
أجبته بصوت أقرب إلى الصمت : تفضل
قال: انتى تعرفينى من قبل ؟
صدمنى سؤاله ....ماذا يقول ؟ كيف لا أعرفه؟ هممت ان أقول له :
كيف لاأعرفك ...؟ وانا عشتك قبل ان ألتقيك ..
كيف لاأعرفك ؟ وأنت تحمل بوجهك ملامح أغلى من مر عمرى وسكن قلبى
كيف لاأعرفك ؟ وانت نسخة طبق الأصل من رجل حين رحل ...أخذ عمرى وسعادتي فى حقيبته.. ورحل !
لكن ...وقبل ان اتفوه بكلمه واحده
دخل عبدالله وقبل ان يلقى السلام قال ب ( دفاشة ) الدنيا: ماشاءالله مداومين من الفجر خبابيز مب موظفين ..وضحك وحده على جملته الغبية
ثم إلتفت نحوي وقال بخبث : شخبار رفيقه الطفوله
خبرت امى واخوانى امس انج معاي بالدورة وقعدنا نتذكر حركاتج وانتى صغيره ونضحك
تمنيت من كل قلبى ان يصمت ...وان لايكمل...فهذا الرجل
يعري شقاوة طفولتي امام رجل يهمنى أمره
لكن وقبل ان يكمل حديثه رن هاتفي ..وقبل ان أجيب .
.سمعت عبدالله يقول لى : تراه اذا الوالد عطينى أسلم عليه ...منزمان ماكلمته وحنا جيران عمر ...
ومن يدرى يمكن نصير أهل ..
وقعت جملته الأخيرة كالصاعقه علي...وبلا شعور إلتفت إلى ( حمد) الذى نظر إلي نظرة غريبه جدا .
ثم غادر القاعة غاضبا ....
وحين جاء الباقون ودخل المحاضر .... انتظرت ان يدخل ( حمد ) ....
لكن انتهت محاضرة اليوم الثالت ..... و ( حمد )لم يعد !!