- واحدى العلاجات الداخلية هي التغذية ....
- أ- الغذاء :
- ومهما حاولت فلن تستطيع طرد جميع السموم من المحصول .
- أما تدخل الإنسان في الطبخ فمضر جداً .
- هذا عن المفيد فماذا عن المضر ؟ .
- قلوية الجسم
الوسائل العلاجية :تتعدد انواع العلاجات منها داخلية واخرى خارجية
واحدى العلاجات الداخلية هي التغذية ....
أ- الغذاء :
بما أن الغذاء يشكل أهم سبب من أسباب المرض فقد اهتمت به المعالجة الطبيعية أكثر من غيره، وهي تشجع على أقل تدخل ممكن من جانب الإنساني في كل ما يتعلق بطعامه . فكلما كان ما يتناوله أقرب إلى حالته في الطبيعة كانت الفائدة منه أكبر، وبالتالي صحته أفضل وإصابته بالمرض أقل وقوعا . في حين إذا تدخل كثيراً في ما يحصل عليه من الطبيعة بزيادة أو نقصان قلت الفائدة منه وضعف جسمه وزاد احتمال إصابته بالمرض.
إن استعمال الأسمدة الكيمياوية يضر بنوعية الإنتاج من حيث القيمة الغذائية بتدمير بعض العناصر المهمة في النبتة أولا وبتسميم الإنسان بما يتبقى من هذه المواد الكيمياوية بعد الحصاد والتنظيف ثانيا ً.
ومهما حاولت فلن تستطيع طرد جميع السموم من المحصول .
ومع ذلك يجب أن تعمل كل ما في وسعك لتقليل كمية هذه السموم من الغذاء اليومي، اغسل الفواكه والخضراوات جيداً، وحاول أن تشتري تلك التي تباع في المحلات المغلقة أو على الأقل في الشوارع التي تمر فيها سيارات قليلة لكي تتخلص من الرصاص الخارج من السيارات والذي يعلق بما تشتريه . حاول الحصول على المحاصيل المسمدة بالسماد الحيواني .
وقم بزراعة بعضها مما لا يحتاج إلى جهد كبير إلا مساحات واسعة من الأرض، فإن بعض الخضراوات لا يحتاج إلى أكثر من أمتار قليلة، بل إن منها ما يمكن زراعته في أحواض صغيرة يمكن وضعها على النوافذ هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عملية النقل من مواقع الزراعة إلى أسواق الاستهلاك مع ما يصاحب ذلك من تجميد ورش بالمبيدات يهبط بمستوى المنتوج في طعمه وفائدته الغذائية.
ومن الأمور التي استجدت في الماضي القريب هو نقل المحاصيل إلى مناطق بعيدة عن أماكن زراعتها، وهذا قد ساهم بدون شك في تعقيد الأوضاع الصحية.
وأنه يفضل أن يأكل الإنسان من المحصولات التي تزرع على مقربة منه ليس فقط للتخلص من التجميد والمبيدات بل لتحقق الانسجام بينه وبينها طبيعيا.
أما تدخل الإنسان في الطبخ فمضر جداً .
حاول أن تأكل الأطعمة على حالتها الطبيعية، فإن الطبخ الكثير وخصوصاً القلي يهدم كثيراً من العناصر المفيدة، كما أن سلقها بالماء الكثير يذهب بأكثر فوائدها في أنبوب التصريف بل إنها لتفقد بعض فوائدها بمجرد أن قطعت وتركت لفترة .
إن أهمية المواد الغذائية كعلاج انتهت باكتساح الطب المتداول لميادين العلاج في الماضي القريب.
ونسي الناس فوائد الأغذية عندما اعتمدوا على علبة الدواء .
ذلك على الرغم من اعتماد الإنسان على الغذاء كعلاج لآلاف السنين .
أما العسل فيعرف الجميع أن فيه الشفاء لقوله تعالى : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " النحل - 69، لأنّه يحوي مجموعة عجيبة من العناصر الغذائية تتجاوز العشرين .
والعسل المفيد هو الذي صنعه النحل الذي تغذى على الأزهار وليس السكر البلوري كما هو الحال في الكثير من المناحل.
ولو استعاض الإنسان به عن السكر البلوري لتحسنت صحته لهذا السبب وحسب .
كذلك من المواد التي يمكن أن يستعاض بها عن السكر في الأطعمة المختلفة دبس السكر الذي يفصل عند استخلاص السكر ( MOLASSES ).
وهو، مثل العسل معبأ بالمواد المفيدة كالحديد والأملاح المختلفة. وهو مثل العسل في قابلياته العلاجية الداخلية والخارجية .
فهما ينفعان في قرحة المعدة، مثلما ينفعان في علاج القروح والدمامل الخارجية . وبما أنه غني بفيتامين " ب " المركب فهو ينفع في حالات الكآبة مثلاً.
وبما أنه غني بالبوتاسيوم فهو ينفع في تعويض نقص البوتاسيوم الذي يساهم ويسبب العديد من الحالات المرضية.
أما خل التفاح فذو فوائد كثيرة وكبيرة . فهو يعدل من عمليات التمثيل، ويذيب بلورات حامض اليوريك المتجمعة في المفاصل والمسببة للإعاقة، وهو مدرر جيد ومفيد لتقليل الوزن.
كما أنه يعدل من ضغط الدم فيرفع الواطيء ويخفض العالي . ولا يمكن أن أوصل إلى القارئ فوائده في هذا المختصر فلقد كتبت كتب عديدة عنه وعن العسل والثوم وأمثالها من المواد التي لا تحصى فوائدها . وأرجو من القارئ أن يفرق بين خل التفاح ( APPLE CIDER BINEGAR ) والخل العادي الذي ليس له هذه الخصائص، بل قد يكون مضراً في بعض الحالات المرضية .
وهناك أمر هام في الغذاء، وهو عدم تناول الأطعمة غير المتجانسة في نفس الوجبة. فهناك من الأطعمة ما يخسر الكثير من فوائده إذا مزج مع طعام معين آخر أو يحصل تلبكا.
أو تأثيراً في عملية الهضم. فعموماً، لا تتجانس النشويات مع الحليب واللحوم والجبن والبيض. ولا تتجانس منتجات الحليب مع النشويات المركزة كالبطاطا واللحوم بجميع أنواعها . ولا تتجانس الفواكه الطازجة الحلوة غير الجافة مع اللحوم والسمك والبيض و الدهنيات، وهذه ليست قائمة كاملة بل أعطيتها كمثال فقط. وواضح أن هناك اختلاف في الرأي حول هذا الموضوع حتى في دائرة الطب البديل.
هذا عن المفيد فماذا عن المضر ؟ .
كقاعدة عامة، كل ما كان مصنعاً لا بد وأن يحوي ضرراً . ويختلف مقدار هذا الضرر باختلاف المحتويات كما ونوعا، وطريقة العمل وشكل التخزين ومدته. كما ويختلف الحال في المريض عنه في السليم. فواضح أن المريض في حاجة أن يمتنع عن أنواع أكثر من هذه الأغذية لأنّه ضعيف الجسم فقدرته على تحمل ضرر السموم أقل أولا، ولاحتياج المريض إلى أقس ما يمكن من العناصر الغذائية المفيدة جداً ثانياً.
مع ذلك فإن الطب الطبيعي يحث الجميع، مرض وأصحاء على تجنب جميع الأطعمة المصنعة .
وهذه تضم كل الأطعمة المجهزة والحلويات المعلبة والمعلبات بصورة عامة من الفواكه واللحوم والخضراوات والأسماك والحساء وغيرها. وأيضا المربيات والجلي والسكر والمحليات الاصطناعية .
وطالما كان الدقيق الأبيض غير محبذ لخلوه من الكثير من العناصر الغذائية نتيجة لفصلها عن ما يطحن من حبة الحنطة فإنه ينصح بالامتناع عنه والاعتماد على الدقيق الأسمر في كل شيء، الخبز والمعجنات وغيرها، ولهذا ينصح بالامتناع عن كل منتجات الأفران التي لا تستعمل غير الدقيق الأبيض كالخبز والمعجنات والمكرونة والسباغيتي والبيزا وغيرها.
ويجب تجنب الشاي والقهوة . فإن كان ولا بد، فلتصنع خفيفة. والأفضل الاستعاضة عنها بشاي الأعشاب، وهناك أنواع كثيرة جداً منه .
أما المشروبات الكحولية فليست سوى سموم تقفي على الصحة والمال والعقل. وقد منعتها الشريعة الغراء بما لا جدال فيه. وتشتد الآن في الغرب حملة لتقليل استهلاك هذه السموم، بل وللامتناع عنها من منطلقات صحية اجتماعية، فما هو عذر المسلمين ؟ ! .
ومن المضرات المشروبات الغازية بأجمعها، وكل أنواع العصير غير الطبيعي أو المضاف إليه مواد أخرى ليست من فاكهة العصير .
أما التدخين فلا أعتقد أن هناك حاجة لذكر مخ اطره التي أصبح يعرفها الجميع .
ويجب زيادة قائمة الممنوعات في بعض الحالات المرضية، بل في كل الحالات المزمنة .
فمثلاً لا بد لمرض القلب والأمراض الدموية والتهابات المفاصل والسرطان وحالات أخرى أن يمتنعوا عن لحم البقر، . ومثلاً يجب الامتناع، حسب رأي بعض أطباء الطب الطبيعي، عن الفواكه الحمضية والطماطم عند مرض التهابات المفاصل . ويجب مثلاً زيادة ما يتناول من الخضراوات وتقليل اللحوم لمرضى الإمساك المزمن، وهو حالة مرضية وإن كانت لا تعد،خطأ، كذلك .
قلوية الجسم
ومن الأهداف الهامة، لتي يجب أن يسعى إلى تحقيقها المريض في الكثير من الأمراض، بل وحتى السليم الذي يريد أن يتجنب المرض هو المحافظة على قلوية الجسم . وهذا يتحصل بموازنة ما يؤكل بحيث تكون نسبة الأطعمة التي تنتج القلوية حوالي 85 % من الغذاء اليومي، ولا تزيد نسبة الأطعمة التي تنتج الحامضية عن 20 % المتبقية، فإن الكثير من مسببات الأمراض لا تعيش في وسط قلوي . كذلك، فإن الحامضية تساعد على حصول حالات قرحة المعدة الإثني عشري، وحالات البرد والعدوى المختلفة .
فأما الأطعمة المؤدية إلى القلوية فالخضراوات بأجمعها، ومعظم الفواكه، وأما الأطعمة المؤدية إ لى الحامضية فالدهون الحيوانية والزيوت النباتية، والحبيات كالخبز والرز ( والأبيض حامضي أكثر من الأسمر ) ، والأغذية الغنية بالنشا والبروتين، والفاصولياء والباقلاء، وجميع اللحوم، والمكسرات وبياض البيض .
ومن هذا تلاحظ كم هو مضر ما اعتدنا أن نلتهمه بدون حساب . لقد رسخ في أذهاننا أن الوجبة التي لا تحوي اللحم مثلاً ليست طعاماً، في حين أن كثرة اللحم مضرة . وقد نهى الشرع عن الإكثار منه، وما ذلك إلا لأنّ الإكثار منه مضر . وقد تم التثبت من ذلك مؤخراً إذ رفع اللحم من طعام المسجونين في أحد السجون الأمريكية لمدة من الزمن ليست طويلة فتحسنت أخلاقهم بشكل واضح جداً لا شك فيه .
إن أخطر ما في الأغذية المصنعة هي المواد الحافظة والألوان والمحسنات الشكلية والذوقية . فهذه ليست سوى سموم تضاف الأولى منها إلى الأطعمة المصنعة لتطويل مدة خزنها، لأجل نقلها إلى مسافات بعيدة من جهة، ولإبقائها لمدة أطول على رفوف الدكاكين .
أما الأخرى فلأجل جعلها أكثر إغراء ا للمشتري، وهي لعمري جناية بحق الإنسان أن يخسر صحته لمثل هذه الأسباب التافهة . وقائمة المواد التي يضيفونها طويلة جداً، ولكن منها على سبيل المثال لا الحصر نترات الصوديوم ونتريت الصوديوم، وثاني أوكسيد الكبريت وغلوتمات الصوديوم الأحادية وفوسفات البوتاسيوم الثنائية، وبنزوات الصودا وستيرات السوربيتول الأحادية . والحقيقة هي أن معظم الأرقام التي تبدأ بحرف " إي " اللاتيني والتي تجدها مكتوبة على أغلفة الأطعمة المصنعة مواد سمية من هذه .
لا شك في أن أفضل طريق للحصول على العناصر الغذائية هو من الأطعمة الطبيعية نفسها . ولكن رأينا كيف أن هذه الأطعمة أصبحت لا تخلو مما يقلل من قيمتها الغذائية إلا ما ندر . فاستعمال الأسمدة الكيمياوية ومبيدات الحشرات سمم المزروعات وهي لما تزل في تربتها . فإذا ما نقلت إلى الأسواق فبعد أن تقطع مسافات طويلة في ظروف غير صحيحة كالتجميد وغيره . وبعد أن تنزل في زاوية الشارع ترش بلا قصد بالرصاص الخارج من السيارات . أما إذا ذهبت إلى المعامل لتصنيع أغذية جاهزة ومعلبة منها فحدث ولا حرج عن المواد السامة التي توضع معها باسم الألوان والمواد الحافظة . وغير ذلك .
هذا في النبات . أما في الحيوان فلعل الأمر أسوأ . فلأجل أن يسمن الحيوان أكثر ما يمكن وفي فترة قصيرة يصار إلى حقنه بمختلف أنواع العقاقير التي هي ليست سوى سموم ستنتقل بعد حين إلى جسم الإنسان المستهلك لها . هذا عدا عن أن الحيوان نفسه مريض حقا لأنّه يعيش ظروفاً غير طبيعية حيث لا يتحرك إلا قليلا، بل ولا يتحرك إطلاقاً في بعض المزارع .
وانظر إن شئت إلى معامل التفريخ الحديثة التي وضعت كل دجاجة في حيز يسع جسمها فقط، وتخرج منقارها لالتقاط الطعام الذي يسير على حزام متحرك . ولا تسل عن ماهية هذا الطعام إذا أردت أن تستمر في أكل الدجاج ! ! وقد وجدوا أن هذا الدجاج مصاب بالتهابات المفاصل بسبب عدم الحركة ! ! فهل تعجب إذا أصيب الإنسان بكل هذه الأمراض .
من هنا كان إغناء الغذاء اليومي بأقراص الفيتامينات والأملاح أمراً ضرورياً لتعويض النقص فيها حيث يقف عليها للأسباب المذكور بعضها في أعلاه فمثلاً، يخسر الدقيق حوالي 70 % من الفيتامينات في عملية الطحن لتحضير الدقيق الأبيض . ولا يتشابه اثنان في حاجتهم للفيتامينات، لذا كانت المعرفة ضرورية جداً، أو مراجعة المتخصصين . وهنا أيضاً فرق بين الفيتامينات والأملاح ( وكذلك الأحماض الأمينية والأنّزيمات وغيرها مما أصبح مهما جداً في العلاج الطبيعي ) المصنعة بالطريقة التقليدية، أي المتداولة، وتلك التي تحصل عليها من دكاكين الأطعمة الصحية التي تنتشر الآن بشكل كبير جداً في الغرب .
وأخيرا ً ، من الضروري مراعاة العادة، فالجسم ينتظر ما اعتاد أن يلقى إليه في الساعة الفلانية....
دمتن بصحة وعافية
.