- التسمم الغذائي بسموم بكتريا Bacillus cereus
التسمم الغذائي بسموم بكتريا Bacillus cereus
من المعروف أن Bacillus cereus تسبب تسمماً غذائياً منذ بداية هذا القرن ، وقد ظهر في المجر في الفترة ما بين 1960 – 1968 نتيجة تناول وجبات من كفتة اللحم ، وفي الولايات المتحدة في عام 1969 نتيجة تناول مهروس البطاطا ، وفي المملكة المتحدة في عام 1971 نتيجة تناول أرز مطبوخ ، وفي 1975 نتيجة تناول قشدة مبسترة .
وقد تم التعرف على نوعين من هذا التسمم ، يسبب كل منهما نوعين مختلفين من السموم ، أحدهما يسبب تسمم القيء ؛ والثاني يسبب تسمم الإسهال .
تتجرثم Bacillus cereus بسهولة في الغذاء ، لذلك فإنها تقاوم المعاملة الحرارية ، وبالتالي تنمو الجراثيم وتتكاثر وتسبب التسمم ، كما أن الأغذية التي تنقل بكتريا Bacillus cereus هي غالباً أغذية نشوية .
بكتريا Bacillus cereus تمتلك خاصية حرارية مميزة وذلك للمدى الحراري الذي تنمو فيه لذلك نجد لها نوعين ، نوع مقاوم للبرودة ، ونوع محب للحرارة المعتدلة . في هولندا تم دراسة تلوث الحليب ببكتريا Bacillus cereus ، وكانت حوالي 40 % من السلالات المعزولة أظهرت مقدرة على النمو على درجة حرارة 7 درجة مئوية . وجود الجراثيم المحبة للبرودة في الحليب الخام سيؤدي إلى وجودها في الحليب المبستر وذلك نظراً لأن الجراثيم تمتلك خاصية المقاومة للحرارة ، وبما أن الحليب سيُخزن عند درجات حرارة منخفضة فإن هذه البكتريا المقاومة للبرودة سوف تنمو . كما وجد أن لبكتريا Bacillus cereus علاقة ببعض عيوب الحليب ، مثل النكهة غير المرغوبة ، التخثر الحلو والقشدة المرة المتكونتين بفعل الإنزيمات المحللة للبروتين . إن الجمع بين خاصيتي المقاومة للحرارة وتفضيل البيئة الباردة يمثل سبباً مهماً لبكتريا Bacillus cereus ليجعلها من أهم الأسباب المسببة لفساد المنتجات اللبنية .
دراسة أخرى في بريطانيا أجريت على شراب الشوكولا الساخن ، التي احتوت أعداداً من Bacillus cereus ، حيث من ثلاث آلات بيع احتوت على البكتريا بمستويات مهمة ، والمرض المترافق مع التسمم الغذائي بالبكتريا قد لوحظ في أربعة أشخاص قد استهلكوا شوكولا ساخنة من واحدة من الثلاث آلات .
إلى حد كبير ، التلوث بالبكتريا قد ظهر في الأغذية المطهية والتي تُركت لفترات طويلة من الوقت عند درجات حرارة الغرفة وحتى تقديمها . تسخين الأغذية يحفز إنبات السبورات – عموماً – الموجودة في الغذاء ؛ مسببة المرض . التسمم الغذائي ببكتريا Bacillus cereus غالباً كان مرتبطاً بأكل الحبوب المسخنة مرة ثانية .
تنتج السلالات المسببة للتسمم الغذائي السموم والنواتج الخارجية التالية :
- lactamase ، Hemolysin ، Proteases ، Lecithinase ، Cereolysin ، وهي سموم خلوية ، بالإضافة إلى سم معوي مسبب للقيء وسم معوي مسبب للإسهال .
يحدث تسمم القيء عقب تناول أغذية ملوثة بسم البكتريا ، يتكون أثناء تكوين الجراثيم ، فالجراثيم الموجودة في الأرز مقاومة للحرارة بدرجة كبيرة ، ولا يُقضى عليها أثناء عملية الطهي ، عندما يبرد الأرز حيث يتم إنبات الجراثيم ، فإن نمو الخلايا الخضرية يكون سريعاً ، خاصة عند درجة حرارة الغرفة ، نتيجة لذلك توجد أعداد كبيرة من الخلايا الخضرية في الغذاء ، حيث تتجرثم بعض هذه الخلايا مما يؤدي إلى تكوين السم ، خاصة إذا حفظ الأرز عدة ساعات عند درجة حرارة الغرفة الدافئة نسبياً ، بالرغم من أن الأرز قد يتم تحميره قبل الاستهلاك ، كما أن السم مقاوم للحرارة ، ويمكن أن يقاوم درجة حرارة 121 درجة مئوية لمدة 90 دقيقة . والأغذية الناقلة لهذا السم هي الحبوب الغذائية وخاصة الأرز ، القشدة المبسترة ، بودنج الأرز ، المكرونة ، مهروس البطاطا والخضراوات .
أما تسمم الإسهال ، فنظراً لأن الجراثيم أكثر مقاومة للحرارة من الخلايا الخضرية ، فإنها تقاوم عملية الغليان التي تتعرض لها الأغذية المطهية ، وتبقى في هذه الأغذية . تستطيع هذه الجراثيم أن تنمو في القناة الهضمية بعد تناول الغذاء الملوث ، حيث يتكون السم . أسلوب تأثير هذا السم مماثل لأسلوب سم الكوليرا ، حيث يسبب إفراز السوائل في تجويف الأمعاء لتنشيط إنزيم Adenylate cyclase ، مما يؤدي لحدوث الإسهال ، وهذا السم غير مقاوم للحرارة ، وينخفض نشاطه بدرجة كبيرة عند درجات حرارة أعلى من 45 درجة مئوية . والأغذية الناقلة لهذا السم هي اللحم المفروم والمطهي ، الخضراوات ، المرق ، السجق ، الحليب ، البودنج ، ووجبات الحبوب الحاوية ذرة أو نشا ذرة .
مما سبق نرى أنه من الضروري الاهتمام بحفظ الأغذية وخاصة المطهية في درجات حرارية منخفضة ، وعدم تركها عند درجة حرارة الغرفة الدافئة نسبياً ، وليس معناه أننا طبخنا الغذاء وعرضناه لحرارة الطبخ العالية أننا سلمنا من مخاطر التسمم ، بالعكس فالسموم الميكروبية غالباً ما تمتلك خاصية مقاومة الحرارة العالية .
شاكرة لك على هذه المعلومات القيمة
دمتي بصحة وعافية