- في ليله اطل الحزن
في ليله اطل الحزن
برأسه كانت أمواج التعب ومراكب الوجع ليلة هوت فيها صروح بنتها الأوهام وكذبات الأيام ..ليلة صعقت معها الآمال وبقيت معها الآلام حاول أن يجمع ضعفه ويلملم بقايا ثبات ..لكن الدمع تجلى كشاهد عدل على مأسوية الوضع وقصة الانكسار..دخل فيصل بيته مذهولا وكأنما قد سلب عقله وطير فؤاده..بادرته زوجته منى بقولها (سلامات فيصل عسى ماشر) رد عليها بلسان ثقيل وآهات تبكي لها جنبات الكون الفسيح (البنك سّيل المحفظة) ..عشرة ملايين ذهبت مع الريح وليس لي يد تمتد فتدفع الهم ..ولا لسان يستطيع أن يشكو مرارة ماحدث ..وبلا تردد اندفعت الزوجة بعظيم الحنان وجزيل الود واحتضنته كما تحتضن صغيرها أنت رأس المال ياعمري ..وأنت الحياة ياحبيبي ..يافدى قلبك وروحك وابتسامتك كنوز الدنيا ..
رواية وفاء حقيقية لم يقصها قاص ولم ينسج خيوط فصولها حالم
اهمس في أذن كل من ابتلي بضياع ماله أو جزء منه وأقول له هل أخذت من الدنيا عهدا وميثاقا غليظا بان تصفو وتحلو لك في كل حين ؟!!..
تلك طبائع الأيام وهذه أخلاقها في إقبالها وإدبارها فلست أول بطل في مسرحيه المصائب ..كفكف الدمع ..فما زال الأمل كوكبا ينير حياتك ..
قريبا ستعطر دروبك بالياسمين وسيملا فؤادك بهجة وسروراً ..وصحة..والكنز الذي ليس له ثمن ولا يعوض هو تلك الزوجة الرائعة حيث قمة العطاء وجميل التضحية والبذل ..
لايزال في العمر متسع وفي الحياة فسحة ..
استدرك حياتك واستعد حيويتك..
ازرع في بساتينك الياسمين ..
تعهدها بالتوكل والثقة بالأمل فالأمل لايطلع إلا بعدما يشق اليأس عن ردائه ..والفجر الجميل الالق لاينساب إلا من كوة الظلام..
الموضوع عام وفيه عبرة