ام عبده 276
19-12-2022 - 04:24 am
برسم البيع لا يعرف حقا هل كان البيت يوما سعيدا , كل ما يعرفه أنه ابدا لم يشعر بالرضى. كان دائم الاعتراض و الشكوى , يلوم هذا و يوبخ ذاك و كأنه المنزه عن المعاصي المعصوم من الأخطاء هو نضال الأخ الأكبر . في البهو "دعنا نبيعه" – بمنتهى الاندفاع و الحماس قالها الصغير عايش - "ألا ترى كل الجيران سبقونا للبيع ". بإحباط شديد جلس نضال القرفصاء واضعا رأسه بين كفيه و قال بنبرة تحمل من التعجب اكثر من الاسى : "كيف نبيعه و في كل ركن منه لنا ذكرى ..... هل يبيع الانسان عمره "!!؟ "لا تكن حجري التفكير" – قالها الأوسط راغب و هو جالس على مقعد المرحوم والده – "تعلم جميعا لسنا في حاجة اليه بقدر حاجتنا لثمنه , فلكل منا حياته الخاصة و بيته الخاص .. ما الداعي اذن للتمسك به" ؟ ما الداعي للتمسك به ! كررها نضال بأسى بينما سقطت من عينه دمعة حسرة . قبل أن يقوم منتفضا و يدنو من راغب و بلهجة حادة يقول : "حقا لا عجب , يوما ما ستخبرني انك وجدت مشتري لرفاة ابيك و ستحاول اقناعي انها صفقة رائعة "! ببرود مصطنع يشعل راغب سيجارة بينما يضع ساقه على الأخرى – "و لما لا .. إن كانت حقا صفقة رائعة "– متهكما . بغضب يمسك نضال بتلابيب ياقته البيضاء ليجذبه تجاهه . سريعا يعدو تجاههم عايش محاولا التهدئة ... ش ..." المشتري قادم و لا يصح أن يجدنا مختلفين فيما بيننا" . "اتركني" – قالها راغب و هو يدفعه و يحاول الخلاص من بين يديه – "استمع جيدا , البيت سيباع , و إن كنت لا تريد نصيبك , اتركه لنا نقتسمه أنا و عايش" . تهلل وجه الصغير لِمَا سمع و اشرقت عيناه . "اما اكتفيت بخبثك حتى تشوش تفكير هذا الصغير "– قالها بنبرة مبحوحة و الدموع تملأ عيناه – دق جرس الباب .. دخل المشتري ليعاين , و بعد جولة سريعة , رفض الشراء و رحل . بقلمي
سلمت أناملك التي خطت ، مشاعر ومشكلة، فعلا مشكلة ، نعاني منها في العصر الراهن ..
فلا شيء غالي وثمين ، حتى الذكريات ومكانة الوالدين ، ومشاعر العائلة الدافئة ..
ونرى هذه المشكلة بين الورثة في الغالب ...
للأسف ، شيء موجع ..
أما بالنسبة للقصة فتمنيت أن يكون الوصف فيها خصوصا للمشاعر أكثر عمقا وتوسعا بأسلوبك الجميل ....
وكان من الممكن ذلك ..
وشكرا لكل حرف تخطينه ، ولكل عبرة تنثرينها هاهنا ...
بانتظار سكب مداد قلمك الدافئ دائما ..
كل ودي لك غاليتي أم عبد الرحمن ...