الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
زهرة نيسان...
17-11-2022 - 06:37 pm
  1. بنات من مصر 2

  2. بقلم الأخت الحبيبة / الأستاذة إيمان القدوسى


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بنات من مصر 2

بقلم الأخت الحبيبة / الأستاذة إيمان القدوسى

بالرغم من نسمات الصباح الباكر الباردة إلا أن شتاء مصر المشمس لا يحتاج ملابس ثقيلة أو ذات طبيعة خاصة ، ولذلك فقد دهشت والدة (هدى) وهي تصفف شعرها قبل نزولها للعمل حين رأت ابنتها قالت ( ماهذا يا هدى ؟ بنطلون استرتش تحت الجوب وإيشارب على شعرك ، الجو جميل )
قالت هدى ( لا علاقة للجو بملابسي ، فقط أريد تغطية جسدي قبل الخروج ، سوف أرتدي الحجاب )
تلون وجه والدتها بألوان الطيف وظهر القلق الشديد في عينيها فتحت فمها كأنها تريد أن تصرخ فيها ولكنها استعادت رباطة جأشها وقالت وهي تشير بيديها بهدوء ( حسنا حسنا ، لي كلام طويل معك على الغداء ثم تمتمت بصوت هامس تحتاجين المزيد من التربية )
فوجئت (هدى) في المدرسة أن صديقتها (ابتسام) قد فعلت مثلها تماما مع اختلاف بسيط فلم تعترض والدة ابتسام ربة البيت ولم تشجعها بل اكتفت بأن قالت ( كان أبوك رحمه الله شيخا أزهريا فاضلا )
وبعد أيام قليلة انتشر الإيشارب الأبيض في المدرسة ليغطي الشعر ويمنح الوجوه الصبوحة مسحة ملائكية ، وتفننت البنات في تعديل الزي ليصبح أكثر تناسقا وملائمة لشروط الحجاب والزي المدرسي معا ، لم يختلف رد فعل الأهل عن حالة هدى وابتسام وتقبلوا جميعا الأمر الواقع مع تصميم البنات ولكن المدرسة كان لها رأي آخر.
وقفت مديرة المدرسة التي تقترب من عامها الستين وتتفنن في تبرجها وهي تخاطب البنات في الميكروفون أثناء طابور الصباح ( ما هذا المنظر الجديد على مدرستي ؟ نحن لسنا في الأزهر وعلى الجميع الالتزام بالزي المدرسي دون أي تعديل أو إضافة ومن تخالف لا تأتي للمدرسة إلا ومعها ولي أمرها ) ثم مخاطبة أبلة سيدة الضابطة ( انزلي يا سيدة اجمعي الإيشاربات من فوق رؤوسهن ومن تعترض احضريها لمكتبي )
ما ضاع حق وراءه مطالب ،بعد مشاكل ورفت واستدعاء ولي الأمر تدريجيا خضعت إدارة المدرسة وصار الحجاب أمرا واقعا ، وفي العام التالي كانت صفة الزي المدرسي نفسها قد تغيرت لملائمة الواقع الجديد وصار بالإمكان ارتداء بدلة بجاكيت طويل أو جوب طويل وغطاء للرأس أبيض اللون ،
وفي أحد الأيام أثناء انصراف هدى وابتسام وبعض الزميلات من المدرسة اعترض طريقهن رجلا في نحو الأربعين وقدم نفسه (مختار حجاج : مخبر من أمن الدولة) رحبت به هدى وقالت ( نحن نحرص على أمن بلدنا بالطبع ، أي خدمة ) سأل الرجل ( من دعاكن للبس الحجاب ومن في المدرسة شجعكن ) وأجابت البنات بصراحة مطلقة وبكل التفاصيل وأشدن بالأستاذ ( محمد البحيري ) معلم اللغة العربية والدين وكيف كانت مساندته لهن ودعمه وتشجيعه وشرحه لكل ما يغمض على فهمهن ، بل إنه وزع عليهن كتيبا صغيرا بعنوان (التبرج) للأستاذة نعمت صدقي ،
وعقب ذلك غاب الأستاذ محمد عن المدرسة أسبوعين كاملين وعندما عاد كان هناك تغييرا واضحا في سلوكه نحوهن صار أكثر تحفظا، وعلى نحو غامض شعرت (هدى) أنها ربما تسببت في أذي للرجل الطيب الفاضل ، ولم تكن المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي تندم فيها وتدين نفسها لأنها مسحوبة من لسانها وساذجة بشكل موجع.
في خروجها مع الأهل كانت تفضل الجاكيت الطويل مع البنطلون الواسع وغطاء الرأس الذي تطور لطرحة تغطي الصدر ، وعندما اصطحبت جدتها لزيارة الطبيب يوما ، كانت الجدة قد ارتدت ملابسها المكونة من بالطو أسود طويل فوق القدم بقليل وطرحة سوداء شيفون وجورب ثقيل ، تأملتها الجدة في الطريق وقالت ( صرت تختفين داخل ملابسك أكثر مني ، ثم هزت رأسها وأضافت (أنت صغيرة جدا على هذا)
في تطور إيجابي سمعت أمها يوما تهاتف خالتها قائلة ( البنت أحرجتني ، تصلي وتقرأ القرآن وترتدي الحجاب وتسلك سلوكا ممتازا مع الجميع ، نشعر أنا ووالدها أنها أفضل منا ) ثم كانت رحلة الحج التي وافق الأهل مع إلحاحها على اصطحابها معهم وكانت طوال فترة أداء المناسك تصحب جدتها وتأخذ بيدها ، بينما والديها معا انتهزت الأم الفرصة واشترت لنفسها ولابنتها ملابس ملائمة وعادت محجبة من الأراضي المقدسة.
رغم حجاب الأم إلا أنها قالت لها يوما : أخفيت جمالك وأصبحت مثل العجائز ، أخشي أن ينصرف عنك العرسان ) وبخصوص هذا الأمر تحديدا كانت هناك مفاجآت.
يتبع ...


رواية على موسيقى إبليس
روايه asa ول قالوا لك ترى يضحك تأكد اني لحظتها تذكرتك وasa