- «الغبار الذكي» مجسات صغيرة لمراقبة الإنسان والوسط المحيط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
غبار من نوع اخر
حجمها لا يزيد عن سنتمتر وتوظف لقياس الإشعاع والكيميائيات لاسلكيا وتعمل بالطاقة الشمسية
«الغبار الذكي» مجسات صغيرة لمراقبة الإنسان والوسط المحيط
خلت نماذج أولية من نوع من الغبار يسمى «الغبار الذكي» smart dust الى الأسواق بالفعل، وهو نوع مختلف عن الغبار الاعتيادي، فهو عبارة عن مجسات أو مستشعرات حساسة sensors متناهية في الصغر في حجم دقائق الغبار، تستخدم لمراقبة عناصر مثل درجة الحرارة، والاشعاع، والغاز، والكيميائيات، والرطوبة، والضغط، وسيكون لها تطبيقات علمية وتجارية هائلة في المستقبل القريب، مولدة صناعة سوف تتجاوز مليارات الدولارات.
وقد وضع مصطلح «الغبار الذكي» عام 1997، العالم الأمريكي كريس بيستر Kris Pister استاذ الهندسة الكهربائية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومؤسس مشارك ورئيس لشركة Dust Networks، حيث بدأ في عام 1994 العمل على مشروع بهدف بناء شبكة من مجسات مصغرة قادرة على اكتشاف التغيرات البسيطة في الضوء، والاهتزازات، وتسارع الهواء، وأن تتصل هذه المجسات التي تسمى الذرة من الغبارmote لاسلكيا عبر موجات الراديو، وتعمل بالطاقة الشمسية ويبلغ حجمها سنتمترا واحدا. ولم يصل بيستر وفريقه المدعوم من وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة «داربا» التابعة لوزارة الدفاع الأميركية الي هذا الهدف الكبير بعد، لكنهم اقتربوا منه، فقد تمكنوا من بناء مجس لاسلكي يقل حجمه عن 5 سنتيمترات، أي في حجم حبة الأرز، ويقول بيستر إن كل مجس يعمل باستقلال تام، ويمكنه اجراء اتصالات ثنائية الاتجاه ويصل ارساله إلى 100 متر .
وعند توزيع الغبار الذكي في الأماكن المناسبة يظهر له تأثيرات سحرية، فإذا جهز لمراقبة إشارات الجسم البشري وحركته يمكنه حينئذ تنبيه الأطباء والممرضات الى التغيرات في حالة المريض، وإذا جهز لقراءة مستويات الماء والكيميائيات، يمكنه تنبيه المزارعين إلى المشاكل التي تواجه نمو المحاصيل، كما يمكنه تحسين نظم التدفئة والتبريد في المباني، وذلك بمراقبته للحرارة وسريان الهواء.
يذكر أن تقنية المجسات تستخدم بالفعل في العديد من المجالات، الا أن الغبار الذكي يعتبر نظريا أصغر حجما وأرخص سعرا من الأجهزة السلكية المستخدمة اليوم، حيث يقول بيستر إن تكلفة المجس الواحد المستخدم في نظم تكييف الهواء يتراوح حاليا بين 500 و1000 دولار، كما أن معظم المجسات ترتبط بواسطة الأسلاك، ولا بد من وجود الأيدى العاملة لتركيبها، بينما في حالة الغبار الذكي يمكن تركيب المزيد من الحساسات بسهولة والحصول على نظم تهوية أكثر كفاءة وبتكلفة أقل بكثير. وقد وصل أحد أشكال هذه التقنية الى الأسواق بالفعل، إذ تقوم حاليا شركة Dust Networks التي يرئسها بيستر، بانتاج نماذج من الغبار الذكي للمصانع ونظم التدفئة والتبريد، لكن المشكلة الوحيدة في المجسات المتاحة تجاريا اليوم تكمن في أنها ليست كالغبار فعلا، فحجم مجسات هذه الشركة يصل الى حجم علبة الكبريت، وهو أي الحجم مرتبط بحجم بطارياتها، حيث يمكن لمجسات بار بيستر أن تعمل لمدة خمس سنوات بزوج من البطاريات قياس AA ويتوقع العلماء أن يتضاءل حجم هذه المجسات خلال السنوات القليلة، محدثة تطبيقات واسعة في كافة الميادين وبخاصة الطب والصناعة والميادين العسكرية.
دمتن بخير وعافية
وفقك الله