نــــ الحلوه ــونا
04-06-2022 - 08:02 am
السلام عليكم
بنات شلونكم شخباركم ان شاءلله بخير
المهم ياحبيباتي قلبي ابي منكم هذي الخدمة تكفون
الابله اطلبت من عندنا موضوع نكتبه لها وتبيه يوم الخميس
قالت اكتبولي عن هذا الموضوع(( الحفاظ على الماء واجب ديني والتزام مجتمعي ))
ياليت اللي تعرف تكتبلي عنه اي شيء تكفوون
وتحياتي لكم
لقيت لك هذا الموضوع ان شاء الله تستفيدن منه
******************
القواعد والمباديء الإسلامية التى تحكم علاقة الإنسان ببيئته
في الإسلام
لقد ضمن الإسلام مجموعة من القواعد والمباديء التى تكفل ضبط سلوكيات الإنسان فى تعامله مع بيئته بما يصونها ويحافظ عليها لينعم بخيري الدنيا والآخرة من هذه القواعد والمباديء الإسلامية القويمة :
· الدعوة إلى الاعتدال ونبذ الإسراف :
من مباديء الشريعة الإسلامية الأساسية سلوك الطريق الوسط او المعتدل في التكليف فهو دين الوسطية والاعتدال ، لا إفراط ولاتفريط ولا إسراف ولاتقتير يقول الحق تبارك وتعالى :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) ( البقرة : 143 )
( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسوراً ) ( الإسراء 29 )
فقد نهي الإسلام عن الإسراف لما فيه من أضرار كثيرة فالإسراف فى نظر الإسلام كل سلوك يتعدي الحدود المعقولة أو المقبولة فى أي أمر من الأمور وإذا طبقنا هذا المفهوم على البيئة فإنه يتمثل في الاستخدام المفرط أو الجائز لموارد البيئة ومن ثم يصبح هذا السلوك غير المرغوب فيه مصدر ضرر وخطورة على البيئة ومواردها ، كما أنه نوع من الأنانية وعدم التبصر وعدم الحكمة فى تحمل المسئولية لأنه مدعاة لسرعة استنزاف موارد البيئة وقد توعد الله المسرفين بالهلاك يقول عز من قائل :
( ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ) ( الأنبياء 9 )
( وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين ) ( الأعراف 31 )
( ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ) ( الإسراء 26 ،27 )
( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) ( الفرقان : 67 )
( واقصد فى مشيك واغضض من صوتك ) ( لقمان 19 )
ومن أحاديث الرسو ل الكريم صلي الله عليه وسلم التى تحض على الاعتدال والاقتصاد ونبذ الإسراف " طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة ( رواه مسلم عن أبي هريرة ) " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه ، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " ( رواه الترمذي )
ومما يدل على أن الإسلام ينهي عن الإسراف بكل أشكاله وألوانه ، أنه ينهي عن الإسراف حتى فى أعمال الخير والعطاء والعبادة يقول الحق تبارك وتعالى :
( وءاتوا حقه يوم حصاده ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين ) ( الأنعام : 141 )
وقد نزلت هذه الآية الكريمة عندما أنفق ثابت بن قيس جذاذ 500 نخلة ولم يترك لأهله شيئاً يقول عز من قائل :
( وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولاتبذر تبذيرا ) ( الإسراء :26 )
وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يغتسل بالصاع ( الصاع أربعة أمداد ) إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد ( مقدار حفنة كبيرة ) فمن زاد عن ذلك فقد أفاء وظلم ( متفق عليه )
تمثل هذه الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة دعوة صريحة للمسلمين إلى الاعتدال والاقتصاد وحسن استغلال موارد البيئة من ناحية ، ونبذ الإسراف والاستخدام الجائر والتقتيير من ناحية أخري ولما كان المفسرون يتفقون فى أن العبرة فى النص القرآني والحديث النبوي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فإن هذه الدعوة إلى الاعتدال ونبذ الاسراف تشمل كل سلوك إنساني فالحق تبارك وتعالي عندما يمنح الإنسان نعمة ويفضله على سائر مخلوقاته ، إنما يريد منه المحافظة على ما وهبه الله من نعم لاتعد ولاتحصي فلايبددها فيما لاينفع بل يجب أن يلتزم جانب الاعتدال والاتزان فى استخدامها وتجنب الإسراف فالشريعة الإسلامية جارية فى التكليف بمقتضاها على الطريق الوسط المعتدل لا إفراط ولاتفريط فحد الاعتدال وحد الاتزان هو حد الإسلام الذي يجب أن نلتزم به فى كل سلوكياتنا البيئة وغيرها .
وليس ثمة شك أن دعوة الإسلام إلى الاعتدال ونبذ الإسراف منذ أربعة عشر قرنا بدأت تدركها مؤخرا المجتمعات غير الإسلامية فى الشرق والغرب حيث بدأوا ينادون بالاستخدام العاقل أو الراشد المعتدل sound utilization ونبذ الاستخدام الجائر أو المفرط ( الإسراف ) over - utilization بعد أن بدأ الإسراف فى استخدام موارد البيئة يهدد البشرية بأخطار كثيرة فمثلاً أدى الإسراف فى قطع الأشجار والنباتات إلى بروز مخاطر كثيرة مثل جرف التربة الفيضانات العنيفة تدهور الدورة المائية ونظم المطر انتشار التصحر الاختلال فى دورة الأكسجين ثاني أكسيد الكربون وغيرها كما يؤدي الإسراف فى استخدام المياه إلى مشاكل عديدة مثل تملح التربة وتغدقها سرعة نضوب موارد المياه الجوفية نقص موارد المياه وغيرها .
إن البشرية اليوم فى حاجة ماسة لتبني الدعوة الإسلامية إلى الاعتدال ونبذ الإسراف للحد من الضغط الشديد على موارد البيئة لتظل قادرة على استمرارية العطاء وتتحقق العلاقة المتوازنة بين الإنسان وبيئته التي نتفادى بها ما نعانية اليوم من مشكلات خطيرة آخذة فى التفاقم بشكل مطرد إذا لم نضع حداً لهذا الاستخدام المفرط والجائر .
· الدعوة إلى التعمير والصلاح والنهي عن الفساد والإفساد :
الفساد بمعناه الشامل ضد التعمير والصلاح والفساد هو كل سلوك بشري يفسد نعم الله ويحيلها من مصدر منفعة وحياة إلى مصدر ضرر وخطورة على الحياة فالفساد إذن سلوك بشري على غير ما أمر به الله سبحانه وتعالى ، وعلي مقدار تمرد الإنسان على حركة الحياة يحدث الفساد والإفساد ومن ثم فقد نهى الإسلام عن الفساد والإفساد لما فيهما من ضرر كبير ، وتوعد المفسدين بغضب الله وسخطه يقول الحق تبارك وتعالى :
( كلوا وأشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ) ( البقرة : 60 )
( ولاتفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ) ( الأعراف 85)
( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد )( البقرة: 205 )
وقد نزلت هذه الآية الكريمة فى الأخنس بن شريق الذي أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه ، ثم خرج فمر بزرع فأحرقه ، وحمر فعقرها فذكر الله أمره ذلك إن ما فعله الاخنس يتعارض مع السلوك الإسلامي القويم . يقول عز من قائل :
( ولاتبغ الفساد فى الأرض إن الله لايحب المفسدين ) ( القصص : 77 )
( فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ( الأعراف :103 )
( ويسعون فى الأرض فسادا والله لايحب المفسدين ) ( المائدة : 64 )
ومن أحاديث الرسول الكريم التى تنهي عن الفساد والإفساد دعوته الى المحافظة على الماء طاهراً نقياً وعدم إفساده بإلقاء النجاسة والمخلفات فيه ليظل مصدر حياة وخير للبشرية : " لايبولن أحدكم فى الماء الراكد ثم يغتسل فيه " ( رواه البخاري ) " كما نهى أن يبال فى الماء الجاري " ( رواه الطبراني بإسناد حسن ) فالتبول فى الماء الراكد يجعله بيئة خصبة لتكاثر الميكروبات والفيروسات التى تساعد على انتشار الأمراض المعدية ، كما أن التبول فىالماء الجاري سوف يؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين حيث تصلهم المياه ملوثه وهو سلوك يتنافي مع حرص الإسلام على ألا تضر نفسك ولاتضر الآخرين انطلاقاً من القاعدة الفقهية " لاضرر ولاضرار " .
وفى حديث آخر يقول الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الملاعن الثلاث البراز فى الماء ، وفى الظل وفى طريق الناس " ( رواه ابو داود ) فهل نحن ملتزمون بتعاليم الإسلام كما جاءت فى كتاب الله وسنة رسوله الكريم فى عدم إفساد موارد البيئة . للأسف نحن نرتكب مخالفات شرعية كثيرة عندما نسمح لأنفسنا بضخ مياه المجاري الصحية غير المعالجة ، وهي مليئة بالمواد الكيماوية والعضوية والميكروبات الضارة إلى البحار والأنهار والبحيرات ، كما نرتكب نفس المخالفة عندما نسمح بضخ مخلفات المصانع أيضا فى البحار والأنهار متجاهلين ضررها البالغ على الأحياء المائية وأهمية مياه هذه الانهار للاستخدام الزراعي والاستخدامات المنزلية ، سلوكيات غير إسلامية ، غير بيئية نرتكبها ونحن فى غفلة من أمر ديننا .
وإذا نظرنا إلى ماء المطر النعمة المهداه الذي ينزل من السماء ماء طهوراً يقول عز من قائل :
( وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا )
( الفرقان : 48 ، 49 )
هذه النعمة العظيمة التى لاتستقيم الحياة بدونها .
( وجعلنا من الماء كل شيء حي )( الأنبياء : 30 )
بدأنا ايضاً فى إفسادها وبدلناها من طبيعتها الفطرية . إذ أصبح المطر يسقط في مناطق كثيرة ( خاصة فى البيئات الصناعية ) مطراً حمضياً Acid Rain يهلك الحرث والنسل ...ز فقد بلغ الاس الهيدروجيني ( PH ) للمطر فى بعض المناطق الصناعية وهو معدل يجعل مياه الأمطار عالية الحموضة محدثه أضرار كثيرة فقد فقدت مئات من البحيرات فى أمريكا الشمالية وشمال غرب أوربا نتيجة ارتفاع درجة حموضة مياهها بسبب المطر الحمضي ، معظم ما بها من ثروات سمكية وأصبحت 90 بحيرة فى منطقة جبال أدرونداك فى ولاية نيويورك على سبيل المثال خالية تماماً من الأسماك تحت تأثير الحموضة المتزايدة لمياه البحيرات وهي حموضة قاتلة للأحياء . إضافة إلى ذلك أن حموضة مياه البحيرات تعمل على تحرر المعادن السامة من قاع البحيرات وتحول المياه بها إلى مياه سامة ولايقتصر تأثير المطر الحمضي على الأضرار بمياه الأنهار والبحيرات وإنما يمتد تأثيره إلي مخاطر كثيرة فقد أعلن فريق من الباحثين فى جامعة نيوها مبشير بالولايات المتحدة الامريكية ( 1985 ) أن المطر الحمضي يمنع حاسة الشم عند سمك السالمون ، ولهذا يفقد قدرته على إيجاد طريقة نحو مجاري الأنهار العليا من أجل وضع بيضة وإتمام عملية الفقس كما بدأت تضر الأمطار الحمضية بالمحاصيل الزراعية تحت تأثير ترسب كميات كبيرة من المواد الحمضية فى التربة مما يغير من تركيبها الكيماوي فى اتجاه الحموضية المتزايدة التى تضر بل تقتل النباتات إذ تعمل الحموضة الزائدة فى التربة على إفقار التربة نتيجة إزالة الكاثيونات " الأيونات الموجبة " منها التى تعتبر القاعدة الأساسية لتغذية النباتات مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم .
كما يؤدي المطر الحمضي إلى تدمير الكثير من الأشجار والنباتات حيث تصاب بظاهرة الموت التراجعي " Dieback حيث تموت الأشجار واقفه كما يقولون إذ تتلف الأوراق العلوية المعرضة مباشرة للمطر الحمضي الذى يقتل المادة الخضراء فيها ثم ينتقل التأثير بعد ذلك الى الأوراق التحتية فقد أوضح تقرير من ألمانيا الاتحادية ( 1980 ) أن مساحة من الغابات تقدر بنحو 560 ألف هكتار أي حوالي 7ر7% من مجموع مساحات الغابات في ألمانيا قد دمرت أو أتلفت بدرجات متفاوته نتيجة المطر الحمضي والضباب الحمضي هذه المخاطر والمشكلات التى نعاني منها هي نتيجة طيبعية لما ارتكبناه فى حق بيئتنا من فساد وإفساد نهانا عنه الإسلام ، فهو من كسب أيدينا وهو نوع من العقاب الدنيوي لعلنا نتعظ ونهتدي إلى طريق الحق والصلاح والتعمير .
يقول الحق تبارك وتعالى :
( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون ) ( الروم : 41 )
فهل نرجع ؟ ومن سخرية القول أننا نفسد بيئتنا بدعوى إصلاحها فعندما نستخدم الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية مثلاً بدرجة كثافة عالية ، ندعي أننا نسعى إلى زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية ولكن هذا التكثيف للكيماويات ( الأسمدة والمبيدات ) يؤدي إلى إفساد البيئة والإنتاج معاً فقد تبين أنه ينجم عن هذا الاستخدام المكثف لهذه الكيماويات تسرب كميات كبيرة منها إلى الهواء ومصادر المياه وإفسادهما ، فضلاً عن إنتاج محاصيل ملوثة كيمائيا يقول الحق تبارك وتعالى :
( وإذا قيل لهم لاتفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) ( البقرة : 11 ، 12 )
ففي تقرير صادر عن دول مجموعة التعاون الاقتصادي الأوربي ( 1988 ) حذر من تفاقم التلوث المائي الناجم عن تكثيف استخدام الأسمدة الكيماوية ، ودعا التقرير إلى الحد من الاستخدام المكثف ( الإسراف ) لهذه الأسمدة الكيماوية لما لها من مخاطر كبيرة على الأحياء المائية .
· الدعوة إلى استزراع وحماية البيئة الحيوية :
اهتم الإسلام بالبيئة الحيوية " النباتات والحيوانات " اهتماماً كبيراً لما لها من أهمية كبيرة فى إعالة الحياة وتحقيق التوازن الأيكولوجي فقد أودع الله سبحانه وتعالى فى مكونات البيئة الحيوية الكثير من المنافع الملموسة وغير الملموسة التى سخرها بقدرته وحكمته لخدمة الإنسان وتوفير الكثير من متطلبات حياته :
يقول الحق تبارك وتعالى :
( وهو الذي سخر البحر لتأكوا منه لحما طريا وتستخرجوا من حلية تلبسونها ) ( النحل 14 )
( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) ( يس 80 )
( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون " ( النحل 5 )
وإذا ما حللنا المنافع التى تقدمها البيئة الحيوية للإنسان نجد أنها عديدة وبالغة الأهمية إذ تلعب النباتات دوراً مهماً فى إحداث التوازن فى تركيبة الهواء خاصة غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والتوازن فى الدورة الهيدرولوجية " الدورة المائية ) من خلال عملية النتج ، وحماية التربة من الجرف لما للغطاء النباتي من قدرة كبيرة على مقاومة عوامل الجرف المائي والهوائي كما تمد الإنسان بمنافع كثيرة منها تعتبر مخزناً للسلالات والجينات الوراثية التي لا غنى عنها فى استمرار برامج تطوير وتهجين سلالات جديدة ذات إنتاجية عالية ومقاومة للآفات والأمراض النباتية والحيواينة فمن المعروف أن المحاصيل الزراعية والحيوانات المرباه تفقد مع مرور الوقت جيناتها الوراثية الجدية مما يؤثر فى درجة انتاجيتها ومن ثم يقتضي الأمر تهجين واستنباط سلالات جديدة ذات إنتاجية عالية بصفة دورية وتعتمد هذه العلمية على ما تحمله أقارب Relatives هذه المحاصيل فى البيئة الطبيعية من جينات وراثية جيدة كما خلقها الله سبحانه وتعالى كما أن للبيئة الحيوية أهمية طبية حيث تضم نباتاتها وحيواناتها الكثير من المواد أو العناصر الفعالة فى صناعة الدواء ومما يدعو للأسف أن البيئة الحيوية فى تدهور مطرد نتيجة الاستغلال المفرط والجائر .
وتشير ورقة عمل أعدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة ( اليونب ) ومنظمة الفاو والبنك الدولي ( 1988 ) أن الغابات المدارية تختفي بمعدل 11 مليون هكتار سنويا وأن نصف الغابات المدارية فى العالم قد اختفى منذ بداية القرن الحالي ، وأن هناك حاجة لاستثمار نحو 8 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة لتنمية الغابات واحتواء الأثر الضار لإزالة الغابات .
ومما يجدر ذكره ان الاهتمام باستزراع النباتات وحمايتها لم يكن وليد العصر ، ولا من محدثات الزمن ، بل دعا اليه الإسلام منذ اربعة عشر قرناً فقد كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يرغب أصحابه ويدعوهم إلى استزراع النباتات وحمايتها والمحافظة عليها من أحاديث الرسول فى هذا المجال " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طيرا أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ( رواه مسلم والبخاري والترمذي ) " من أحيا أرضاً وعرة من المصر أو ميته من المصر فهي له ( رواه أحمد فى سنده ) ( ما من إمريء يحيي أرضاً فيشرب منه كبد حراء وتصيب منها عافية إلا كتب الله به أحراً ) ( رواه الطبراني في المعجم الأوسط والكبير ) ( أشهد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قضى أن الأرض أرض الله والعباد عباد الله فمن أحيا موتها فهو أحق به ) ( رواه أبو داود فى سننه والترمذي فى سننه ومالك فى الموطأ ) ( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) ( رواه مسلم ) صدق رسول الله الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي وكانت الأوامر تصدر صريحة إلى قواد المسلمين تنهاهم عن قطع الأشجار أو تدميرها وضرورة المحافظة عليها كما أعطي الإسلام لولي الأمر الحق فى إقامة الحمي " المحميات الحيوية ) إذا كان ذلك فى صالح المسلمين ، وقد ادرك العالم الغربي فى السبعينات من هذا القرن أهمية المحمية الحيوية فى حماية البيئة الحيوية ، وهي الدعوة التى تبناها الإسلام منذ اربعة عشر قرنا ً .
هذه الاحاديث النبوية الشريفة دعوة صريحة تربي فينا السلوكيات البيئية الإيجابية نحو التخضير ونشر الخضرة فى كل مكان وينال كل من يشارك فى التخضير سواء بالدعم المادي أو الجهد البشري أو الدعوة إلى الكويت برغبة أميرية سامية بوضع خطة شاملة لتخضير البلاد وإصدار التشريعات التى تمنع قطع الأشجار والنباتات إلا بتصريح وبضرورة ملحة وهي لاشك استجابة للدعوة الإسلامية التي تحض على تخضير البيئة وحمايتها . إنها دعوة للحياة الآمنة المستمرة .
وفى الوقت الذى اهتم فيه الإسلام بالنباتات فقد اهتم أيضاً بالحيوانات فإذا كان صيد الحيوانات برية كانت أو مائية حلالاً طيباً شرعياً فقد نهى الإسلام عنه طالما كان لغير منفعة ، أو كان فيه إسراف يهدد وجود هذه الحيوانات التى لم تخلق عبثاً ، وإنما لكل منها دور مهم فى مصفوفة الحياة لا غنى عنه فقد روى النسائي وابن حبان أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
" من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله يوم القيامة يقول يارب أن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة )
ولنا فى قصة الرجل الذي دخل الجنة لأنه سقى كلباً كان يلهث من شدة العطش ، وقصة المرأة التى أدخلت النار لأنها حبست هرة ولم تطعمها أو تتركها تأكل من خشاش الأرض . هذه هي سلوكيات الإسلام تجاه البيئة الحيوية ، سلوكيات تسعي للمحافظة على هذه البيئة وصيانتها ، فهل نتأسى بهذه السلوكيات الإسلامية ونغرس فى الجيل الحالي والأجيال القادمة الوعي البيئ الإسلامي بأهمية استزراع النباتات وحماية الحيوانات والمحافظة عليها .