جرح ينوح قصة من الواقع

1. خرجت عفاف هاتفة...

-الرمادي والأبيض..!

• لا أعتقد الأزرق الفاتح والوردي أجمل...
• الفستان الجديد ناعم ومناسب

خرجت عفاف هاتفة...

• أنا بروح أستشور شعري عشان تحطيلي الميك أب بعدين .....

عادت غادة تتأمل البلوزة والتنورة التي اختارتها لترتديها في(تميمة)ابن خالتها..يزيد..تذكرت ملامحه الصغيرة الجميلة ..فابتسمت..وفي ساعة ونصف...كانوا جميعهن يرتدين العبايات وينتظرن الأب ليوصلهن إلى الإستراحه........
عفاف ....زوجة الإبن بأناقتها وهدوئها...
الأم فاطمة....بثوبها الأحمر وأحمر الشفاه المرسوم كيفما اتفق...
غادة الإبنة.....بزيها الرائع وشعرها المصبوغ الذهبي..قوام ممشوق وجمال صارخ...
وفي دقائق كانوا في الإستراحة......................................... .................................
نساء كثيرات...حلوى وعصيرات...مسجل صاخب...والبنات يرقصن...راق الجو كثيرا لغادة...مدت يدها لتسلم على خالتها...قبلت الصغير يزيد..وقالت:ياالله ياخالة مره يشبهك يجنن ماشاء الله....قالت المرأة الجالسة بجوار خالتها:مين هذه ياأم عبد العزيز...قالت الخالة:هذه غادة بنت أختي فاطمة...قالت المرأة:تذكرني بشبابك وجمالك ياأم عبدالعزيز ماشاءالله......أخفضت غادة رأسها وابتسمت..خرجت للشلة ..الكل احتفى بها..وبدأوا يهتفون هيا غادة ارقصي...ضحكت وأشارت برأسها ويدها أنها لا تريد وجلست بجانب ابنة خالتها نوف لتتحدث...جاءت ابنة خالتها الكبرى...هنادي...وهمست لنوف وغادة أن تأتيا لترتيب السفرة.......انسلت من بين الشلة اللاهية بالرقص...دخلت إلى صالة الطعام الواسعة..وبدأت ترتب الأطباق بعناية...بينما الأختان تنقلان المستلزمات الأخرى...
وبنما هم كذلك...فوجئن بدخول ابن الخالة الأكبر ...عبد العزبز...يحمل صحنا كبيرا..بقي الجميع صامتين لبرهة.......
ظل الإثنان غادة وعبدالعزيز ينظران لبعضهما لحظة من ربكة المفاجأة....حتى هتفت أخواته ...عبدالعزيز أخرج اطلع بره.....وضع الصحن وخرج بسرعة وظلت هي تحملق في الفراغ...التفتت هنادي..يللا بس كملوا الترتيب بسرعة الرجال حيدخلوا دحين العشا جاهز .....تحركت غادة بلا وعي حملت الصحون وضعتها في المطبخ..ذهبت الأختان لتباشرا التقديم لنساء وراحت هي تسير شاردة...حتى دخلت الخيمة حيث كان بعض الفتات يرقصن..جلست بذهول على أقرب مقعد فأتت صورته خاطفة أمامها...ملامح جميلة هادئه فم صغير حوله ذقن خفيف مرتب..ثوب وشماخ أنيقان..طول فارع..ونظرة نافذة....

• غادة ليه ماترقصي..قالت إحداهن قاطعة من أمامها تلك الصورة التي لم تفرغ من تأملها بعد....- لا مالي نفس..

إتها تحس بالخدر في جميع أجزائها..بدا لها الجميع..أشباح تتحرك هنا وهناك..وكأن غطاءً مموهاً يفصل بينها وبين الآخرين...ولم تفق إلا والمكان خالٍ قامت تجر قدميها لتتناول معهن العشاء.....تناولت ملعقتين من الأرز..شربت
ماء ثم شبعت.....إن الصورة الخاطفة تمر بذهنا تراها بشكل مقلق....وفهمت من ارتداء أمها وعفاف العباءة أن وقت الخروج قد حان......أثناء الطريق كان الجميع يتكلمون وهي واجمة..........................
وفي البيت أرادت أن تسترخي فلم تستطع أرادت أن تمحو هذه الصورة المتتابعة لم تقدر حاولت تقحم ذهنها في مشاهة التلفزيون فلم تستطع ...اتجهت إلى غرفتها ..لمحت عفاف تتكلم بالهاتف ابتسمت لها فلم تقدر أن تبادلها الإبتسامة إنها تشعر بضيق لا يوصف..لم يعد لديها رغبة بأي شيء تريد فقط تستعرض الصورة بهدوء..أغلقت النور استراحت على سريرها..سحبت اللحاف ..فعادت الصورة من جديد بكل وضوح..آه أحست نصلا حادا قلبها ...ليه كل هذا التفكير...؟سألت نفسها ...عبد العزيز..كم مره كلمتني عنه نوف بس ماكنت مهتمة وكمان أفتكر خالتي تلمح أكثر من مرة غادة لعبدالعزيز..ياليت يكون كل هذا يكون حقيقة...ليش ماألمح لنوف..لا إيش هذا هذا الغباء...لكن أظن إنه يبادلني نفس الشعور..خالتي دايما تمدح جمالي وأخلا قي وكل أخوالي كمان يا ترى هو سمع بي وأعجب بي................................................ ........
مر يومان بعدها والهاجس ذاته يلح على غادة..هاتفت نوف..تكلمتا في أشياء كثيرة وهي تنتظر فرصة فقط لتتحدثا عن عبدالعزيز ولكن لا شيء..............................................
مرأسبوع وهي تلاحق أخباره تتصيد أي كلمة عنه..ترجو لو تلميحا من أخته على الأقل..تمنت لو زيارة قصيرة لبيت الخالة..ولكن الجميع مشغول بالدراسو والعمل.......وتطور الأمر في قلبها..إنه الحب لقد قلب كيانها وصار شغلها الشاغل تذكرت كل مواقف الطفولة معه...وهناك حلقت بعيدا تصورت أنها وعبدالعزيز زوجين..نظرات الإعجاب من الصديقات..العش الجميل الهادئ الذي سيجمعهما.......................................... ................
بعد أيام صدر الخبر السعيد سيذهبون لزيارة الخالة.......وفي بيت الخالة جلس الجميع يتحدثون كانت خالتها سعيدة بشكل لا يوصف..نظرت إليها بإعجاب وهتفت قائلة فجأة: ماشاءالله عليك ياغادة ليتك كنت من نصيب عبدالعزيز..! وجمت لبرهة ...التفتت أمها وقالت:أها مبروك ياأختي ما سمعنا عن عبدالعزيز صحيح خطب مها بنت أخوي صالح؟!...غارت كل الملامح من وجه غادة..أحست وكأن صفعة قوية خدرتها...أحست بحرقة في عينيها.....
أرادت أن تهرب نظراتها فوقعت غلى عيني عفاف...نظرت إليها بحنو وعمق وقامت من فورها ودخلت دورة المياه..
وفي البيت..أحست بذلك الضيق الذي يكاد يمنعها من التنفس..غصة قوية تسد حلقها..فارتمت على سريرها تبكي...
دخلت عفاف احتضنتها نظرت غادة إليها متوسلة..قالت عفاف:أنا كنت عارفة من أول يوم رجعنا من تميمة يزيد حسيت بذاك الشي بس تركتك لأني أعرف إنك ماكنت حتسمعي كلامي لأنه اللي تحسي به حيكون أقوى من كلامي ومن كل كلام ..صدقيني ياغادة حتكون ذكرى عابرة وحتضحكي ساخرةيوم من الأيام لما تفتكري.........
أفاقت من حلم طويل ..طويل كان الغلاف يفصلها عما حولها تذكرت مستواها الدراسي المتراجع تذكرت حديثها مع صديقتها حين ألمحت لها عن مشاعرها لشد مايدعوها ذلك للخجل لقد كانت حركاتها كلماتها تصرفاتها وحتى نظراتها متصنعة متكلفة تفعلها وكأن عبدالعزيز يراقبها أو كأن أحدا سينقل له كل ما تفعل وما تقوله....
زكم تشعر بالارهاق بل بالتفاهة والصغر كم هو مؤلم هذا الشعور...كيف أرخت العنان لمشاعرها بهذا الشكل كل هذا كان مجرد نظرة عابرة...وهل يستحف الأمر كل ذلك وكل ذلك الألم ولكنها ذاقته..وأحست به سيكون ذكرى بل ربمل جرح ...سيندمل مع الأيام و ستخرسه الأيام بألامها وأمالها .......ومع ذلك سيبقى جرح ينوح........................
أبغى أشوف ردودكم الحلوة وإذا عجبتكم القصة ولا لأ عاد هذا أول موضوع لي