% القلب الحنون %
05-03-2022 - 04:19 pm
لَيْلةٌ هَادِئَة
وَسُكونٌ يَعُم ُالمَكَانْ
لاحِرَاكْ ..
سِوَى لِتِلكَ النُسيمَاتْ العَلِيلَه
التِي تَتَراقَصُ عَلَيها أَوراقُ الشَّجر
ولا صَوت
سوَى لِهِمساتِ إِنْسانَة..
تتربعُ في أحضان سجادتها
وبجوارِ مصحفها
وبدموعٍ حرّى
ترفعُ أكفها
وتناجي خالقها
وفي عباراتها تعزِف ُ
لحن ُ الألمِ على أوتارِ الكلمات
وتتذكرُ شريط حياتها الماضي
ألم..
وأيُ ألم؟؟
الشعورُ بالوحدة
ب ظلمةِ الدنيا
وسوادِ اركانها
طفلةٌ في الرابعةِ عشر
عندما تَزَوجَتْ..
صَغيرةٌ على تلكَ الأحلام
بعيدةٌ عن مشاعرُ الأمومة
لازالت في أوجِ طفولتها
/
/
مضى الكثير من
عمرُ تلكَ الفتاة
وضاعَ الأمل
سبعُ سنوات ٍ
ذهبتْ
دون أن تحضى بطفلٍ
يتحركْ في احشائها
جَثَمَتْ الأوهامُ على صدرها
تناثرت ْ أمآلها
وغدتْ الأحلامُ خيالات
لاحدود لها على أرضِ الواقع
/
/
الآن
لم تعدْ تلك الفتاةُ
ذاتِ الأربعةُ عشرَ عاماً
نعم كَبُرتْ
وكبرَ معها ذلكَ الحُزُنْ
غصةٌ في قلبٍ كسيرْ
يحاول التَمسّك بالنّور
فلا يجد سوى السراديبِ الحَالكة
يبحثُ عن دفءِ المنامِ
فلا يجدُ سوى حرارةُ دموعٍ
سُكبت على فراشِ الأوجاع
/
/
في كل يومٍ
مشاهدٌ مريرة
يتثاقلُ ذلك الليل
ف فيه
تَشّربُ الحسّرة
وتتَجَرع الجروح
وما نهارُها بأحسنِ حالٍ من
عتمةِ ليلها
كانت تتألمُ كما شاهدتْ علامات ِ
الاستغرابِ على وجوهِ من حولها
أعْتَزلتْ المنْزل وفضّلت الوحده
على أن تُطعن في كل يومٍ ألفَ مره
دائماً ماكانت تردد
يارب طفلٌ واحد فقط وأعيش ُبسعاده
مجالسُ الصديقاتِ لم تعد مكاناً ممتعاً
فهي لابد وأن يتصدرها الأطفال
هنا مايُشّعرها بالألم
ويجلعها وبلا إدراك
تهرول لغرفتها باكية
تعلم أنه قضاء وقدر
ولكن النفس مجبولةٍ على
الجزعْ واستعجالِ الأمور
تتمنى لو ان لديها مالديهنّ
ليس حسداً وإنما مجرد
أُمْنِيَه..
نعم هو ألم
ولكنه كان صامتاً
/
/
وبعد مُضِى نصفُ المدة
نعم اربعةُ سنواتٍ
كان لابد من زيارةِ الطبيب
بإلحاحٍ من أهلِ زوجها
..
واحسرتاهُ أيها القلب
كم ستعاني وتعاني
وانتَ في طريقكَ الى
مكانٍ قد يحددْ لكَ مصيرُ
بشعْ
لامفرَ منه
يقفُ زوجها معلناً أمامَ الجميع
أنا من سيذهبُ للطبيب وليست هي
نعم وبكلمة ٍ واحدة
نقش ذلك الرّجل
على أفواههم حروفُ الصمت
وشتتَ كلماتهم
/
/
/وبعد شهرين من تلك الحادثة
ومع العلاجِ المستمرّ
وعدةُ بُ رهاتٍ من الزمن
يصاحبها كللٌ ومللْ
وروتين حياة ٍقاتلْ
تخاطب زوجها
انا متعبةً وأريد الذهاب للطبيب
بخطواتٍ متثاقلةْ تجدها قد وصلت
وبكل بساطة يتردد على مسامعها
كلماتِ الممرضة
قائلةً:
يجب أن تأخذي تحليلاً للحمل
حسنا.. رضخت مطأطأة الرأس
للواقع
فما الذي سيحدث
أكثر مما شاهدته
وهل ستعاني صدمة ؟؟؟
شقائها كان أكبر بكثير
ولكن
كان الأمل بالله أكبر من كل شي
تبتسم الممرضة بعد دقائق
مبروك أنتِ حامل
عيونٌ غائرة
وفاه ٌمفتوح
مالذي تسمعُه
أيُعقل ذلك
أأنتِ متأكدة؟؟
/
بشاراتٍ وفرح
اتصالاتٍ ومهاتفات
كل ذلك دليلُ فرح
وأخيرا حلّت السعادة
وانفرط عقدُ الحسرة
وباتَ الليلُ والنهارُ مصدراً
للأحلام الرائعة
ولكن هذه المره كَسرت الحواجز
واستقّرت على أرض الواقع
نعم أنا حامل
اصبحتُ كمثل صديقاتي
نعم
منذ هذه اللحظة
لن أخشى مجلساً
لن أبتعد عن نظراتِ أحد
لن أكترث بأي شي
فقط
أحلم
أتامّل
بذلك الصغير الذي عما قريب
س .. ينير حياتي
وأخيراً
أفتُرشت الأرضُ أشواقاً
ومُزِج شعاعِ الأنوار
بالحان ِالسرور
شُرّعت الأبواب
وحارتِ الحروف
نعم
ترى نوراً
ولكن ليس سرابا ًككل مره..
رُسمت لوحة لذلك الصغير
يالله
حلّت نعم حلّت
ورحلت معها دنيا اليأس
ووضعت الأركان فوق القواعد
غُزيت القلوب بالمشاعر
واستنشقت روائح الطفولة
تدفقت التهاني كالشهدِ عذوبةً
وذابت بين أرواح مشتاقة
فاضت أحاسيس القلب
ولم تعد لديها القدرة على سكب عباراتها
على أوراق الدنيا جميعها
عطشى إليكِ أيتها الطفلة
قالتها تلك ا لأم
وهي تتأمل ملامح ابنتها