حلم يتبدد مبروك أنت حامل

1. وأضمه بين يدي، فنسيت مع لهفة الأنتظار كل آلام الولادة و مشقة الحمل،


2. وماهي إلا لحظات حتى بشروني بأن الله رزقني طفلة جميلة..


3. أخاف أن يراها أحد.....بل لا أوريد أن يرآها أحد..

هذه الكلمة طالما حلمت أن أسمعها طوال تلك السنيين وأنا أنتظر أن
تحمل أحشائي جنيناً أفرح به ويروي عطشي لكلمة "ماما"
..كلمة تزيد عذوبتها كلما اقتربنا منها...
حلم جميل أن يخرج من أحشائكِ طفل جميلٌ يملأ قلبكِ بالحنان و بيتكِ
بالسعادة..
وما هي إلا أيام و تحقق حلمي والحمدلله..لم تسعني الفرحة فوددت أن أُخبر كل من سألني من قبل:لماذا لم أحمل! وأسكت أفواه من شكك بأنني لستُ كباقي النساء....
بل أُخبر العالم كله أنني حامل ...أحمل في بطني حلم حياتي..
وها قد حان موعد خروجه إلى النور و كلي لهفة أن أحضن مولودي الجديد

وأضمه بين يدي، فنسيت مع لهفة الأنتظار كل آلام الولادة و مشقة الحمل،

وماهي إلا لحظات حتى بشروني بأن الله رزقني طفلة جميلة..

حمدتُ الا ه على هذه النعمة العظيمة ولم أستطع أن أرتاح حتى أرآها بعيني ...أرى طفلتي الحبيبة التي كانت تشغل حناني إليها مع كل "رفسة" وحركة داخل بطني...واليوم أستطيع أن أرآها و للمرة الأولى يكون لي طفلة....
طلبت من الممرضة أن تحضرها لي لكن تأخرت قليلاً فتملكتني الهواجس..
فما لهم لم يحضروا فرحة قلبي ونور عيني بسرعة؟!
وحينها حضر الطبيب وعلى وجهه علامات تنبئ بشيْْ غير سعيد...
أخبرني خبراً وليتهُ لم يفعل ..ليته لم يفسد علي حلمي الجميل و فرحتي التي طال أنتظارها..لكن لا مفر إنه الواقع..
نعم الواقع.. و ما أقسى الواقع،أحياناً لا نريد أن نتقبله و أن نسلم به،لكننا لابد فاعلون..وبعد مقدمة قصيرة جاء الخبر كالصاعقة بكل وضوح :
إبنتكِ ستعيش طوال عمرها معاقة..عمياء ..صماء...قاطعته:
لا تكمل أرجوك دعني أعد لحلمي الجميل دعني أعيش تفاصيل خيالي، لا توقظني فوالله إني لا أريد أن أسمع هذا الكابوس...
لحظات وعدت لنفسي ةتذكرت قدرة الله و مشيئته...وكررت في نفسي:
لا حول ولا قوة إلا بالله...
ذهبت الى بيتي و أنا أحمل حلمي الباهت بين يدي..أتردد كثيراً قبل أن أتمعن تفاصيل وجهها و عينيها...

أخاف أن يراها أحد.....بل لا أوريد أن يرآها أحد..

آه يل صغيرتي ليتكِ تعرفين ما في قلبي من حب يمتزج بالألم كلما وقعت عيناي على عيناكِ وأنا أعرف أنهما منطفئتان فلن تستطيعين أن تري وجهي ولا وجه أبيكِ الأ أن يشاء الله،ولن تستطيعي سماع صوتي وأنا أدعو ربي أن يحميكِ من كل شر...
كم هو صعب أن يرى الإنسان فلذة كبده تتعذب بين يديه وليس له حيلة في مساعدتها..لكن يا حبيبتي رحمة الله وسعت كل شيْ فما أدراكِ فربما يكون العمى لك نعمة حتى لا تجرحكِ نظرات شفقة الناس على إعاقتكِ،تلك النظرات الجارحة ممن لا يعرف تأثيرها على المعاق وأهله...
ولكن أعدكِ أيتها الملاك الطاهر أن أكون عينيكِ التي ترين بها وأذنكِ التي تسمعين بها وأن أكون عوناً لك في هذه الحياة التي قد تعيشينها بصعوبة...
وأن أحميكِ من ذلك العالم الذي لا يرحم الضغيف ...وأنا على يقين أن الله لا يضيع عباده وهو الرحمن الرحيم.
كتبته:منيرة التركي