الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
اوكسجين
17-11-2022 - 03:37 pm
  1. سلطان : هلا يمه ما امداك توصلين تشوفين عيالك ...

  2. ضحكت دلال وهي تكمل تصفح المجله ومها متفرجه عليهم ,,

  3. الاكيد انها راح تشكي لوالدها الموقف بكل تفاصيله ,,

  4. يريدها انثى كامله تخطو بثقه مطلقه في عالمه انثى وليست كأي انثى

  5. شارف على الثلاثين وما زال يفقد الاهتمام في تكوين اسرة خاصه به

  6. نزلت من سريرها بتثاقل تام وهي تلم شعرها الكيرلي وهي ترفعه بربطه سريعه

  7. الشوق والحب الذي يندر وجوده ولكن الفارس الملثم مازال غائباً عن عالمها


{ روحي لك وحدك } للكاتبه ريم الحجر
(( الجزء الاول ))
اغمض عينيه بعمق وهو يحاول الا يتذكر هذا المشهد الذي يبعثر سعادته في الحياه انتفض بعنف وهو يجلس على حافة السرير
شاهد نفسه في المرايه المواجهه له وهو يرى بقايا انسان نظر في عينيه وحاول ان يصل الى اخر نقطه في اعماق ذاكرته
زفر زفره شديده وهو ينهض من مكانه ويبحث عن جواله المرمي بين ملفاته الملقاه بأهمال على طاولة تمركزت في جلسه جانبيه في غرفته ..
ارتفع صوت الهاتف الثابت الخاص بالمنزل .. بالأحرى الفيلا القابعه في حي هادي من احياء الرياض الراقيه ,, رفع السماعه وهو متاكد
من المتحدث .. وصله صوت ام صالح الذي يحمل بين الحانه عبق السنين الماضيه

سلطان : هلا يمه ما امداك توصلين تشوفين عيالك ...

ام صالح : وش السواة يا ولدي من وصلت هنيا وانا ماغير افكر فيك من بيصحيك ومن بيهتم فيك والا الصلاة من بيقومك تروح للمسجد لصلاة الفجر .. اه يا سلطان الامانه كبيره وجدتك ما وصتني الا فيك جعلها الجنه .. تراها كم يوم وبرجع لك
ابيك تشوف بنت الحلال اللي تسعد قلبك وتريحك يا ولدي ..
سلطان وهو يمسك انفاسه لئلا توصل لام صالح
ما يكون الا خير يمه اذا جيتي يصير خير .. اقفل السماعه وهو يحاول ان ينسى كل ماضيه ,, هل يمكنه ذلك
دخل الى غرفة الملابس المصممه بشكل انيق وهو يفتح دولاب المناشف ويبحث عن منشفه كي يستحم ويغسل عن قلبه هذه الهموم التي رفضت ان تتزحزح برغم كل النجاحات المحيطه به ..
بعد وقت قصير نسبيا خرج وهو ملتف بمنشفته الكبيره وتوجه لوسط الغرفه الملحقه وهو يمسك بالمجفف الكهربائي ويمسك بشعره الذي يصل الى اخر رقبته في تموجات كبيره ..,, كان شبهه بوالدته كبيرا ورث عنها اجمل ما فيها تميزت بحاجبين رائعين وخشم طويل وبشره صفراء صافيه ارتفع حاجبه الايمن وانتفض عرق فكه وهو يتذكر والدته التي برزت فجأه في مخيلته وهي تمسك بيده وتشمه وهي تدنيه منها اكثر
كانت تلفظ انفاسها الاخيره في حين ظن انها شعرت بدوخه فقط من جراء الحادث كان الحدث كبيرا ولكنه عجز عن استيعابه
عندما خرجوا ذاك الصباح متوجهين الى الرياض وهو يودعون حايل ولم يعلموا في صباح ذاك اليوم انه سيكون الاخير ,,
عندما اقتربت سيارتهم من ابواب الرياض كان يحادث شقيقته سلمى وامه وهو يمازحهم انه سيدرس بجامعات الرياض ويبعد عنهم كي يشتاقوا له .. التفت له والداه وهو يبتسم له ويحس بفخر كبير لعلو طموحه ,,
لم يتجاوز الثامنه عشرة وهو يرى استقراره العائلي يتهاوى بين يديه وتحطمه حافلة كبيره في غضون ثواني بسيطه
لم يتذكر في وسط الغبار وبقايا الاجساد المتناثره الا صوت والداته .. كانت مصدر الهامه في جميع خططه الصبيانيه فقد كانت تتصف بالعند والكبرياء الجميله وكانت وحيده بين اشقائها الاربعه فاتسمت شخصيتها بالنضج والقوه فحاولت بكل استطاعتها ان تبثها في بكرها
كم حلمت له وتمنت ان تراه بين اقرانه مميزا ولكن القدر لم يمهلها ,, مازال صوتها عالقا في جدران قلبه وهي تشد ازره ببضع كلمات استطاعت ان تلفظها بين انفساها الاخيره وهي تشده اكثر وتقول : سلطان فديتك ابيك ترفع راس ابوك ويقولون جاب رجال فقدت الوعي
وفقد معها سلطان كل احساس بالمشاعر الحيه وغادرته روحه الى البعيد فهو جسد بلا روح ولا نبض ولا حياه بقايا رجل يعمل المستحيل
كي يرتقي سلم النجاح ولكنه اوصد قلبه تجاه الاخرين واصبحت تعاملاته معهم مجرد روتين لا اقل ولا اكثر ,,,
مرت اثني عشرة سنه وكأنها اثني عشرة ساعه فقد تكفلت به جدته لامه التي كانت مقصدهم في الرياض ورعته ام صالح مدبرة منزلها التي تعيش طول العام وتذهب لأولادها في الاجازه السنويه اهتم به اخواله ولكن جدته رفضت انتقاله من بيتها وبعد سنتين قضاها معها استاذنها ان يدرس بالخارج وان يكون نفسه بعيدا عنهم اكمل دراسته ومن ثم استثمرها في احدى شركات الاستثمار الماليه وخصص كل خبرته فيها حتى وصل مع السنوات الى منصب مهم فيها ومن عدة اشهر في احتماع دولي بلندن لكبرى شركات الاستثمار تعرف على مساعد وكون معه علاقة عمل ناجحه اضطرته ان يقبل بعرض مساعد بان يكون مدير شركاته في المملكه وبهذا اسدل الستار على غربته التي تخللها الكثير من الاوجاع والحزن والمشاعر المكبوته التي ظلت سجينة فؤاده بسبب غربته لم يكن يزور وطنه الا عدة مرات في زيارات خاطفه فلا يوجد من يحضنه هنا
فجدته قد وافتاها المنيه منذ سنوات واخواله مشغولين بحياتهم وليس هناك من يتابعه سوى ام صالح ......التي تتواجد معه في كل زيارته
قامت الصباح بدري وهي تلبس لها بنطلون جينز وعليه توب قطن سبوور ,, خذت شعرها الاشقر وربطته على ورى ,, حبت شكلها باللون ذا ,, وخصوصا ان عيونها بنيه وشعرها بني فاتح نفس ابوها ,, غيرت لون شعرها للأشقر فناسبها مره ,, طالعت في عيونها اللوزيه ,,ومسحت منها بقايا المسكره اللي جربتها قبل تنوم وكسلت لا تشيلها ,, رطبت بشرتها بكريم واقي من الشمس ,, وتعطرت بكثاافه ,,
كان صوت عبير عالي شوي وهى تترجى امها ..
يما تكفين عاد اسمحي لي اروح ما راح اتأخر ,, انا متاكده بابا ماعنده مانع
دلال وهي تتصفح المجله : خلاص كلميه مع انه في اجتماع ,, واذا وافق ما عندي مشكله
عبير بدلع : بليز مام ,, عطتها امها نظره حازمه ,, فتحركت تاخذ جوال امها هي عارفه ان ابوها ما راح يرد عليها اذا كان في اجتماع ,, خذت الجوال وهي تاشر على مها تقعد شوي وقامت وهي تدق الرقم وتتمشى في الممر
رن كثير لحد ما انقطع ,, زفرت بهدوء ورجعت مره ثانيه تتصل بعد رنتين ما سمعت زين وهي تقول : بابي اخيرا ,, بليز بروح للمملكه صحباتي هناك ,, بليز بابا ,,
لكن على الطرف الثاني جاها صوت جهوري : الوالد مشغول ,, ممكن تتصلين بعد ساعه ,,
انصعقت عبير لما سمعت الصوت اللي ميه في المليون مو ابوها ,,,
عبير وهي تحاول تطلع الكلمه المناسبه : بس انا ابيه ضروري ,, ممكن تحكي له عبير على الخط ,,
رد عليها بطريقه كرهتها فيه مره : اسف ما فيه مجال عن اذنك وقطع الاتصال ,,
طالعت في الجوال وهي تحس انه شخص مقرف وماعنده ذووق ,,
رجعت لأمها وهي معصبه : ما اصدق يمه اقوله ابي ابوي يقول لي مافيه مجال ,, اصلا مين سمح له يمسك جوال بابا ,,
دلال : لا تتكلمين على الرجال كذا ,, كثر خيره اللي رفع الجوال ,, ابوك مشغول كثثير فرجاء كلمي صديقاتك واعتذري منهم ,,
عبير : ماما بليز طيب ارجع اتصل عليه ثاني ,,
دلال وهي تلتفت لها : بنت وشفيك ,, وش يقول الرجال ,, بنات مساعد حنانات ,,
عبير : والله وش فاكر عمره يمه ,, بصراحه طينته ثقيله الله يعين ابوي عليه ,,
دلال : يوه عاد الا سلطان غالي على ابوك مره ,, طالعتها عبير وبنظرة تريقه وهي تكمل : لا تقولين لي هذا حضرة المدير الجديد ,, الله يعين ابوي عليه ,,

ضحكت دلال وهي تكمل تصفح المجله ومها متفرجه عليهم ,,

ليه احيانا نحس بعض الاشخاص راح يعنون لنا بشكل او باخر ,, وليه اذا شفناهم او سمعنا صوتهم نحس ان القدر راح يجمعنا معهم في يوم من الايام حتى لو كان الموقف مو حلو ,, هذا احساس عبير تجاه الصوت الغريب حست لاول وهله انه راح يعني لها شي بس وشهو بالضبط .. كرهت صوته مره برغم وضوح نبرته وارتفاعها لكن سيطرته على الوضع ازعجتها .. طول عمرها الفتاه الدلوعه يجي واحد كذا لا راح ولا جاء يشتغل عند ابوها ويكلمها بذا الاسلوب مين فاكر نفسه ...

الاكيد انها راح تشكي لوالدها الموقف بكل تفاصيله ,,

طول عمرها كتاب مفتوح لابوها يا ترى هل بتستمر بفتح صفحاتها له والا راح يتغير الحال ........
وظبت نايفه المطبخ بعنايه وهي ترجع الصحون للدرج , فتحت باب الثلاجه وهي عارفه انها ما راح تحصل اللي تبيه كله الثلاجه فارغه من اسبوع وباقي على نزول الراتب كم يوم .. طلعت طماطم وخس وحاولت تسوي سلطه خضراء جهزت الصينيه ونكبت الرز في صحن متوسط وحملتها لوالدتها في المقلط الصغير .. بعد مبادلتها مع امها الحديث المختصر .. شاركتها الغداء بصمت ودخلت الى غرفتها تريح جسدها البض من تعب يوم دراسي .. كلها كم يوم وتنتهي المدرسه وتنتهي معها مرحله دراسيه مهمه في عمرها ..ارخت راسها على المخده وهي تحاول تسترخي بكل ما فيها لكن صورة ابله مشاعل رفضت تتزحزح منها ,, تمنت انه يكون عندها نفس الطموح والحيويه والمثابره في معلمتها المميزه ,, طول السنتين اللي فاتت وابله مشاعل تعتبر قدوه لها في كل شي تشوفها شي كبير في حياتها وكثير ما كانت تكلم والدتها عنها ..بس اليوم تصرفت ابله مشاعل بغرابه كأنها تلفت انتباهم لنقطه معينه .ان الرجل مهم في حياة المرأه ,, هل هي تعاني من مشاكل في حياتها الخاصه ,, وتثبت لنا حاجتها المعنويه للرجل .. مدري بس هي من عرفناها ووهي منبع للطاقه والسعاده وكل بنت تتمنى ان تكون مثلها بطريقة شكلها بطريقة لبسها حتى كلامها واسلوبها كان يجذب الطالبات ويملك كل حواسهم انهم يصغون لها ,,
تذكرت نايفه وضعها ما كان للرجل في حياتها أي مكان كان ظل فقط وليس واقع وحقيقه ,, ترملت والدتها وهي مازالت صغيره في احضانها وبسبب وفائها له ظلت صابره على مر الزمان واوجاعه وجلست في ملحق في بيت اخوها الصغير الذي يشرف على اخته وبنتها الصغيره ..
لم تحس يوما بالاحتواء او الشعور بالامان وظلت الحاجه لها هي الهاجس الدائم في مخيلتها .. تشربت عزة النفس مع نعومة اظافرها وشكل لها النقص الرجولي في اسرتها ان تعوضه بغرور جميل ورائع يغلف شخصيتها فهي برغم تواضع شكلها وملبسها ولكنه يخفي تحته فتاه مخملية الصفات وعذبة المشاعر لم يكتشف هذا سوى دفترها ومسقط احرفها السجينه بين دفتيه ,, شعرت بالحنين ونهضت من فراشها الصغير وهي تفتح درجها الخشبي وتظهر منه صندوقها المعدني ,, فتحته بيدها المرتجفه وهي تظهر خاتم والداها . هذا ما بقى منه خاتمه الذي لم يفارقه من ذا كان فتى وحتى داهمه المرض وهو في عز شبابه ,, استطاعت ان تقتنصه من بين ذكريات والداها المختبأه في دولاب امها الصغير
احلام كثيره تنتابها في اليقظه والحلم برغم صغر سنها فلديها النضج التي لوعتها به السنين ,,
في جلسه يتمناها الكثيرين بسط راكان يديه وهو يمازح ابنة اخته مشاعل غروده الصغيره .. نظرت له امه وهي تبتسم بسعاده متى بنشوف عيالك يا راكان ونضحك معهم كذا . نظر لها وهو ينظر الى ابعد من ذلك لم تتوقف والداته عن الالحاح عليه في هذا الموضوع ولكن ما يثنيه عن الرضوخ لها هو رغبته ان يجد من ينبض لها قلبه ..
لم يستطيع ان يرهن قلبه بعد فمازال طليقاً يحلق بعيدا عن ايدي القتيات . كم فتاه مرت في حياته لم يجد في واحده منهن ما يسعى له ..يريد فقط من تحتويه وتشعره بانه الاهم في حياتها .. من تحسسه بقيمته واهميته ومدى حاجتها له حتى ولو كانت متشبعه بكل شي ابيها .. اخيها عائلتها صديقاتها .. حاجيتها يريد ان ياتي على قائمة الطابور يريدها ان تتذلل لها برقي وتحتاج له بعنف وتتغنج بغرور يريدها تعج بالانوثه صاخبه لديها طاقه مذهله في سحق نبضات قلبه بين رموش عينيها

يريدها انثى كامله تخطو بثقه مطلقه في عالمه انثى وليست كأي انثى

طالما اعجب بشكل اخته مشاعل وحيوتها وكثيرا ما يغبط زوجها في مشاركتها له حياته . ولكن تبقى الاخت هي مصدر الهام اخيها ..وتكون صورته التي كونها عن شريكة حياته قاصره لا تصل الى وضوحها الحقيقي الا بعد المشاركه الفعليه في حياته
فيقارن بها امه .. واخته .. بل عمته وخالته ولكن ..... تطغى شخصيتها عليهم اذا ملكت قلبه واصبح يدور في فلكها الخاص بهم ويبدأ بالاكتشاف الفعلي والملموس
ام راكان : اقول يا ولدي وش رايك ادور لك على بنت الحلال اللي يستنانس لها قلبك وكل شي توافيق وما راح ادور لك الا على بنت مزيونه اذا شفتها تسرك
راكان : يمه الجمال مو كل شي ,, فيه اشياء اهم ,, اكيد ابيها زينه بس عندي شروط وما ينفع اقولها لك الحين .. عندي شغله لازم اسويها الحين ,, خالد ينتظرني نبي نطلع سوا وما راح يصير الا اللي بخاطرك ..
اتصل على مشاعل وهو بالطريق لبيتها المجاور لهم وهو يحثها ان تستعجل زوجها خالد ان يقابله في الخارج وما فاته انه يوصيها على امه وعلى الموضوع الذي اصبح محط اهتمام والداته في الفتره الاخيره ,,

شارف على الثلاثين وما زال يفقد الاهتمام في تكوين اسرة خاصه به

عندما فاتحه خالد من خمس سنوات انه يريد الارتباط بمشاعل احس ان خالد غبي الذي سيودع العزوبيه سريعا .. فمازال في الامر متسع والاستمتاع بالخصوصيه والحريه بعيدا عن شريك اخر من اجمل متع الحياة ,, بمرور السنوات فقد هذه الرغبه واكتشف ان من تدخل السرور الى نفسه لم تخلق بعد فربما مازالت صغيرة في حضن والدايها وربما تكون فتاه ناضجه بين جدران بيتها تنتظره كفارس مبجل على خيله الشامخه .. ضحك من تخيلاته التي سيطرت عليه وما انتبه لدخول خالد للسياره وانطلقا لمقصدهم ...,,
ضغطت ربى على جرس المنبه وهي تجر لحافها القطني على بشرتها الناعمه ولكن يدي ريما كانت اسرع وهي توقظها : يالله عاد ما صار نوم ,, اذن المغرب وانتي للحين خامده , ما تبين نروح لخالتي نسلم عليها . مالنا عذر بعد مكالمتها البارح
تنهدت ربى تنهيده من اعماق روحها وهي تلتفت للجهه الثانيه ,, اغمضت عينيها وهي تحس بروحها تنقبض ومعدتها تتقلص ,,في الماضي القريب كان منصور ابن خالتها البكر فارس احلامها وتنتظر رجوعه بفارغ الصبر في كل اجازه له حتى تتمتع بمشاهدته عن قرب يكبرها بعشر سنوات وارتبط قلبها به منذ ايام مراهقتها وكان في اوائل العشرين ,, تعلقت به بالرغم انه لم يعرها أي اهتمام او موده بل كان يراها مثل اخته الصغيره العنود فقد كانتا تؤامتين صغيرتين لم يروا الدنيا ابعد من احلامهما الصغيره ,, ولكن في الماضي الاقرب صدمها خبر زواجه من فتاه امريكيه تدرس معه في الجامعه وانصدمت احلامها بصخرة الواقع ,, كانت في اول الثانوي وتفجرت مشاعر الغضب والكره لمنصور بعد الحب الكبير الي كنته في نفسها واصبحت في حالة عزلة تامه من الجميع بعد ما فقدت شهية الاكل والتواصل مع الجميع ومع اخر
صفحه دونتها في مذاكراتها طوت صفحته المبتوره من قلبها وهي لا تعلم ماذا يخبئ لها القدر ,,

نزلت من سريرها بتثاقل تام وهي تلم شعرها الكيرلي وهي ترفعه بربطه سريعه

ولكن من كثافته تنزل بعض الخصلات على جبهتها واخر رقبتها بشكل ساحر ويثير الفتنه .. لاتعلم لماذا موجت شعرها منذ سنتين ,, هل لتثبت لنفسها انها اجمل من زوجة منصور ذات الشعر الذهبي ام لتثبت للجميع انها في قمة الترف الذي يستعصى على الجميع ان يقلده ,, كان لربى وضع خاص ومميز ,, فالجميع يرى ما تملكه ربى من نعم انعم الله بها عليها فقد كانت تملك القوام والبشره والشعر بالأضافه الى مقومات النجاح التي تملكها من دراسه وعائلة واحساس فذ لا يملكه الا هي ,,
كان الجميع يلقبونها بملكة الخواطر والاحاسيس العذبه فبين شفتيها تتفجر احرف

الشوق والحب الذي يندر وجوده ولكن الفارس الملثم مازال غائباً عن عالمها

فليس هناك رجل يستحق تفكيرها هكذا هي تخبرهم ولكن الحقيقه انه منذ اربع سنوات اخذت قلبها وسجنته بين خواطرها ورفضت كل عرض مغري بالزواج فليس لها الحق ان تظلم احداً معها ,قلبها قد سبي منذ سنين ولكن خجلها وحيائها يمنعها من كشف سرها الدفين حتى لروحها القريبه ريما
اختها الكبيره التي طالما تقاسمتا نفس الفراش والملابس ,, ضحكا وتلونت حياتهم بالكثير من المواقف السعيده والحزينه ومع ذلك شموخ ربى عجز عن البوح ,,,
اخذ قلمه مون بلان وجلس يدون بعض الافكار التي خطرت له حالا ولكن صوت مساعد بن ... قطع عليه تسلسلها ,,
مساعد : بصراحه انا مدين لك اليوم نقاشك مع القروب الاجنبي ابهرني
انت حقيقه مكسب لكل اللي معاك ,,
سلطان : الله يسلمك يا بو الجوهره لكن انا احب ادافع عن حقوقنا مهما
كانت صغيره مو لازم نتغاضى عنها عشان الكرم العربي وبعدين كل بنود العقد
في صالحنا ..
مساعد : صدقت .. خذيت من وقتك الكثير اليوم , على فكره انا طالع بكره للمزرعه
وش رايك تجي تغير جو ونبتعد شوي عن ضغط العمل ,, كم لنا من شهر مع بعض
وما لحقنا نطلع عن روتين العمل المشحون ,,
سلطان : انا ممتن كثير لدعوتك بس خلها في المرات الجايه ,,
مساعد : اذا عندك ارتباط بعفيك من هالدعوه ,,لكن اذا كنت فاضي وماعندك شي
ابدا ما راح اسمح لك ..
سلطان بصوت هادي : وهو كذلك اشوفك بكره ,,
غادر مساعد المكتب وسلطان يتبعه بالنظر حتى اختفى ,, صوت الفتاه المتمرده يرن في باطن عقله : ممكن اكلم بابا ,, حس انها بنت صغيره دلوعه متعوده على كلمه نعم ,, فتاه مترفه يلبى لها كل ما تطلبه ,,
قالت اسمها عبير ,, اذا كان هو ابو الجوهره اجل عبير راح تكون صغيرته تذكر ان مساعد
في بداية لقائهم وتعارفهم اخبره ان عنده اربع فتيات ,, اصغرهن في اول ثانوي ,,
هل يعقل ان تكون عبير هي اصغرهن ,, فقد سيطرته في الحديث معها وهي تأمره ان تحادث والداها ,, لم يتلقى اوامر كهذه في حياته ,, فهو بالرغم من عدم استقلاله بشركة خاصه به ولكنه يملك الكثير الذي يؤهله لذلك ولكن خبرته الاستثماريه هي
التي فرضت عليه ان يبقى في منصب المدير العام لاي شركه عالميه احس بأستنفار مشاعره الى ابعد حد فصوتها الأنثوي يزعزع تفكيره ,,
بعد مضي عدة ساعات قلّب القنوات الفضائيه وهو يحاول ان يشبع نهمه الثقافي تجاه المعلومة الجديده والخبر الحي ,, لم تثره أي من الحسناوات من قبل ,, ولكن هذه الليله مختلفه فصوت عبير ترك عنده فضول قوي كي يبحث عن شكلها من بين هؤلاء الجميلات ,, فهل تشبه تلك الغاده ام هي نسخه من تيك الحسناء المتغطرسه ,,
ام هي قالب من فاتنة السينما العالميه ,, استغرب فضوله وخيالاته واسترخى بهدوء
كعادته على مخدته الوثيره وهو يحاول النوم ولكن عبثاً فهناك من يسيطر على مسار
افكاره هذا المساء .. تطلع الى الغد بشغف اكثر وهو يُمني نفسه برسم صوره لها في احلامه ,,
حاول اللحاق برحلة المساء والمتجهه الى لندن قادمه من واشنطن ولكن ذهبت محاولاته ادراج الرياح فهو لم يعد ترتيباته مسبقاً ,,
كلمته المضيفه بغنج واضح وهي تعيد له حجز مجدد غدا مساءا وهي تلفظ اسمه برقة اكثر .. مانسور اسم رائع ! اعتاد على ملاحقة الفتيات له بنظراتهن وكلماتهن على السواء شكرها بتهذيب وغادر المطار الى اقرب فندق كي يستلقي بعد تعب الساعات الماضيه .. تذكر شجاره مع كاثرين وهو يكشف لها انها تمادت في خروجها مع اصدقائها الشبان من وراءه ,, تطورت المسأله حتى رأى كيف تدير له ظهرها بكل سهوله وهي تتمتم بعدة كلمات لم يفهم منها شي ولكن العرق العربي اقوى من جميع الكلمات ذهب الى مكتب الزواج المدني كي يطلقها ويبعثوا لها رسميا بهذا ,,
هل كان هذا حبا ام عشقا ام جنونا هو ما ربطه بها ,, لم يكن يميزها أي شي عن باقي الفتيات اللاتي لازمنه في مرحلة الجامعه ,, ولكن الحب اعمى وهو ما قاده لتلك الشقراء اليافعه ,, اربع سنوات هي مسيرة زواجه بها ,, حمدالله كثيرا بعد الشجار انه لم يرزقه منها بأولاد والا كانت المشكله اكبر ,, حينما تسربت له معلومات ان كاتي تخرج برفقة اصدقائها في غيابه جن جنونه ,, ولم يصدق في البدايه حيث كانت تتقن التمثيل ببراعه ,, ولكن اليوم لا مجال بعد ما رآها بأم عينيه ,, حزم امتعته وتوجه للمطار فورا ,, اربع سنوات هي ما فصلته عن رؤية اهله لم يكن يكترث لذلك فقد غسلت تلك الشقراء دماغه وهو الأن يصعب عليه مجرد التفكير كيف فعل هذا ,, احسس كأن كف حارق يصفعه هل هي يد امه الحانيه ام هي يد والده الخشنه ,, كلاهما امتلى قلبهما جفاء منه ,, لم يصلهما الا بالهاتف شهريا وبكلمات مقتضبه ,, ما ابعده عن ربه ,, ما ابعده عن اسرته ,, ما ابعده عن مجتمعه واصدقائه ,, احسس بثقل نفسي كبير ولم يجد الا الصلاة كي يريح بها قلبه ,,,,,


التعليقات (7)
اوكسجين
اوكسجين
((الجزء الثالث ))
انا ابي اعرف يعني هي مو حلوه والا ما تناسبني والا عشان صغيره .. انتي لازم تقنعيني هذا مو رد اللي اسمعه منك
انتي تتهربين من الجواب .... تكلم راكان بحده وعينه على اخته مشاعل اللي تحاول انها ما تفقد اعصابها
مشاعل : لا انا ما اتهرب بس انا منصدمه من قرارك اللي ماصار له اربع وعشرين ساعه وبدون مقدمات
راكان : وليه القرار يحتاج لعمر عشان نصدره ,, القرار يبي تفكير وتفكير منطقي :: انا بصراحه زواج تقليدي وامي تخطب على نظرها مابي ,, وما راح اطل في بيوت الناس عشان ادور اللي تعجبني ,,
مشاعل وهي تقاطعه : الله يرحم والدايك ,,, هذا انت قلتها وطيب وليه نايفه بالذات
راكان وهو مو عارف يرد : مدري حسيت انه راح يربطني معها شي جذبتني ,, عجبني احتشامها تقدرين تقولين حياها ما طالعتني ,, مدري ماعندي جواب بس ما اقدر اشيلها من مخي
مشاعل : شف راكان انا بقصر عليك الموضوع : البنت مافيها عيب اقدر اقول عيب من خلال معرفتي بها بس انا معرفتي بعد سطحيه من خلال المدرسه يعني ما اعرف شي خارج المدرسه اعرف فقط انها يتيمه ابوها متوفي من صغيره وبس
امها ما شفتها الا ذاك اليوم يعني :: صح هي حلوه وذكيه وفوق كل هذا مستواها الدراسي توب ,,, بس بعد لازم تسئل عنها وعن اهلها ,, في النهايه هذا زواج وارتباط يعني مو لعبه اذا ما عجبتك تتركها
راكان وهو يقاطعها : انتي وش تحسبين اني ما عندي احسلس وبلعب في بنات الناس انا لو ابي العب اقدر والمجال عندي مفتوح ,,
بس انا ابي شي مقتنع فيه بعدين انا لي الحق اشوفها وتشوفني يمكن بعد هي ترفضني ما تبيني وش يدريك
مشاعل وهي تشوفه : انت حد يرفضك ... شكلك مو واثق من نفسك .. انت تتمناك كل بنت بلاك للحين ما تعرف
راكان وهو يلف وجهه على الناحيه الثانيه : اتمنى ذلك .. مشاعل الموضوع ذا بتركه عليك وابيك تخلصيني عندك اسبوع واحد بس
مشاعل : انت مدري قعدت هالسنين والحين تجي تبي تخلص كل شي في اسبوع وش السالفه
راكان : اهم شي اشوفها والزواج لا حقين عليه مو الحين ,,,,
طالعته مشاعل وهي ماعندها أي تعقيب لكلامه .....
طلع سلطان بسيارته بعد ما ترك لابو الجوهره مسج في الجوال انه عنده اشغال ويبي يخلصها
مع انه في الحقيقه كان يمني نفسه بيوم عائلي ثاني لكن اللي صار الفجر في الاصطبل ,, ما قدر يسمح لنفسه انه يجلس اكثر من كذا ,,
ياعنود الغيد يالريم النفور
ياغرام النفس يا نزف الشعور
اطفي بلاماك نار بي تثور
واشعلي بروحي غرامك يا فتون
اعرفك من يوم وكني من سنين
عايشن واياك دنيا العاشقين
استشف الوجد من طرف وجبين
واشعل لروحي غرامك يا فتون
ما عرف سلطان ليه تذكر هالكلمات وهو ماسك الخط السريع قعد يدندن بها بصوته العذب
ضرب سكان السياره بيده وهو يشتعل غضب فجأه تغير موده في دقايق وهو اصلا متى زان عشان يستعدل تذكر طريقتها معه واسلوبها في الكلام ,, شايفتني اشتغل عند ابوها وشو
يحلم اني اشتغل معه ,, ياليتها ما نطقت كان سمحت لنفسي اني اعشقها ,, خذت عقلي بشكلها ,,,كل شي فيها يجذب الا دلعها الزايد ,, واسلوبها المتعالي في الكلام
اكيد ان ابوها مدلعها بقووه ,, على كثر ما كان نافر من الموقف ومتضايق على كثر ماحس انه ملى عينيه منها بشكل ما كان يتوقعه وبالسرعه ذي ,,
تناقض يعيشه قلب سلطان وما ينلام وصل لمرحلة البحث عن شي ناقصه وماراح ينوجد الا في انثى ,, صوتها بعثره وبعثر كل خليه فيه بس الواقع اللي هي عايشه فيه يحكي غير عن كذا
الجمال حلو ومرغوب بس هل يكفيه عشان تكتمل سعادته فكر بصوت صامت في عقله ,,
طرت عليه فكرة الزواج فجأه وهل هي شريك مناسب له ,,
ومثل ما طرت الفكره فجأه مسحها بنفس السرعه لأن اللي تستاهل قلبه ما صادفها للحين ,,
وارجع شعوره بالانجذاب لعبير انه وحدته لسنين طويله ومالفت انتباهه احد يمكن ليه لا !!!!
دارت عبير في الغرفه اكثر من مره وهي من وقت للثاني تطالع من النافذه ,, هل سيغادر المزرعه ,, وقح ,, من يظن نفسه ,, حتة موظف عند ابوي ,, انا وقحه ,, ظلت ترجف
من نعومة اظافرها ,, هاذي اول صفعه كلاميه تتلاقها ,, لم يجروء احد ان يكلمها بذا الاسلوب من قبل ,, حاسبت نفسها ,, هل انا كنت سلبيه في تصرفي معه انا من حقي اطرده برا ,, دخل من دون استئذان ,, اجفل الخيل ,, شتمني ,, كلها ورا بعض ,,
اشهد ان الرجال مخابر ,, الله يطول بعمرك يبه ,, من اللي راح يكون ربعك في الدنيا ذي
ولا احد ولا احد ولا احد ,,
سكنت الارواح في عالمها وو كل رووح عطره ذابت في مشاغلها ,, فالوقت ليس به مجال
فهناك من الامتحانات تطرق ابوابهم ,, وهناك من مشاغله اكبر من كراسة منهج ,,
انشغل سلطان في امور الشركه وحاول ان ينجز الكثير في وقت قصير ولكن هناك عيون
لا ينام حتى يشبع ناظريه منها
ربى وجدت في دفترها متنفس خارجي لا يعلم به احد ,, وظلت تسكب فيه كل ليله ما تثور به مشاعرها الدفينه وتفننت في جرح قلبها اكثر وتعمقت بكل صوره وصلت في خيالها الى نبذ منصور بكلمات جارحه وكانت تشير الى اسمه بفارس قلبي ,,
نايفه ,,القلب البريء المرهف والذي لا يعلم ما يخبئه له القدر ,, انغمست في حفظ المعلومات ورسم البيانات فالمجموع يهمها ,, تريد ان تثبت نفسها وتصل الى اعلى مستوى تستطيعه
بعد مرور ايام بسيطه على زيارتها لمعلمتها القديره نست كل ما حدث امام ذاك المنزل بل نست
ملامح ذاك الشاب الذي ساعدهم ,, اعتقد انها نعمه من الله اذ لو تذكرنا كل من ما مروا بنا
واردنا ان نعرف عنهم ومن هم لاصبحنا في داومه كبيره يصعب الخلاص منها ,,
منصور ,, الشاب المفعم بالحيويه والمقبل على حياة جديده لم يصل الى الثلاثين بعد ولكن طوله وجسمه الرياضي يوحيان للكثير بانه تجاوزها ,, اقبل على والديه بكل ما اوتي من حنان وعطف ,, وانضم الى احدى النوادي لممارسة هوايته في كرة السله ,,
راكان ,, الايام تمر للاخرين بسرعه رهيبه ولكنها تمر ببطء اكبر بعدما اخبرته مشاعل انه ليس من المناسب الان الكلام في موضوع الزواج بعد ما استقر به الرأي ان يخطب نايفه
فالامتحانات على الابواب ,, وهذا الشي فقط الذي ردده من الاقدام على خطوته ,, بعدما تأكد انها من عائله طيبه ,, ماذا يريد اكثر ..... ليس هناك مفر من الانتظار ,, رحماك يالله
عبير ...... اه يا عبير ليتهم يعلمون ما تمرين به ,, فمنذ ذاك الصباح ,, وعبير الفاتنه
اصبحت مزاجيه اكثر ,, برغم طيبة قلبها ,, اردات منه الاعتذار لها على تصرفه ووصفه لها بالوقاحه ,, من هو حتى يصمني بهذه الصفه ,, انه يستحق اكثر من كلمة حقير الان ليتني اعلم ,, لزدت له الكيل حتى ينكسر كبرياءه المتعجرف ,, من يظن نفسه ,,
وبعد اسابيع قليله مرت على ابطالنا ,,, ندخل معهم الان الى عالمهم الذي سينقلنا لكي نرى مشاعرهم عن قرب ,, هل تحبذون المشاهده عن كثب ........... هيا
توضئت ام نايفه ودخلت تصلي ركعتين تدعوا الله ان يسهل كل امر ويفرج عليها ,, فاليوم بعد صلاة المغرب ستزورها ابله مشاعل ووالداتها ,, اللهم اجعله خيراً منذ اخبرتها ليلة البارح انهم يودون زيارتهم وهي مستنفره لابعد حد ,, هل يعقل!! ,, كانت نايفه في المطبخ تصنع كيكة الجوز وهي تضع اللمسات الاخيره عليها ,, برغم صغر سنها ولكنها تملك خبره اكبر منها بكثير .. ويعود الفضل بعد الله لوالدتها التي ما ذخرت في السنين الماضيه ان تعلمها كل شي خوفاً عليها ان تفقد الام بعد الاب وهي صغيره فأخذت على عاتقها تربيتها وتعليمها على كل شي ,,
بعد وقت قصير دخلت ام نايفه المطبخ الذي انتعش برائحة الكيك المخبوز وسحبت كرسييها الخشبي وهي تجلس عليه وبادرت نايفه : الا وش تظنين عندها مشاعل ,, يعني ترد زيارتنا والا وشو ,,
نايفه بقلب بريء : مدري بس مبسوطه بشكل ما تتخيلنه يمه اخيرا بشوفها مره ثانيه ,, يوم كان اخر يوم في المدرسه ماشفتينا انا وصديقاتي بكينا من جد انه اخر يوم نشوفها فيه ,
ام نايفه : وش راح تلبسين ؟؟
نايفه: امم ما فكرت بس راح اشوف هالحين
ام نايفه : انا اقول البسي شي له لون مو لبسك الساده ,,
نايفه وهي تنظر لامها باستغراب : ليش يمه وش فيه !!
ام نايفه واحساس الام : ولا شي بس بغيتك تكونين حلوه ...
في كافيه في شارع التحليه جلس فواز ومنصور على طاوله وهو يضحكون من الجو العام ,,
من زمان عن الرياض ومازال منصور يشوف بعض الحركات فيها استهبال من بعض الشباب انهم يقومون بها ,, ووالمفروض انهم يراعون الذووق العام ,,
كان شكل منصور بالشماغ الاحمر ملفت ,, ومعطيه شكل ثاني وخصوصا بنيته رياضيه ,,
فمرت من جنبهم مجموعة بنات يبون يروحون قسم العائلات ,, وقفت وحده وهي تقول , فديتك ,, وتطالعه بنظرات تأكله فيها ,,
انحرج منصور من تصرفها وما توقع ابد ان فيه بنات بذاا الجرأه فماكان منه الا ان وقف وهو يقول لفواز : يالله مشينا ,, رمى الفلوس على الطاوله وطلع يستنشق الهواء برى ,, وش قلة الحياء .. فواز وهو يلحقه : شكلك بتقطع نصيبي البنات ماغير يناظرون فيك ,, كل ذا من الطول لا اله الا الله ,,
منصور : انت الحين عاجبتك الحركه اللي سوتها البنت ,, تلاقيها قالتها لمية واحد قبلك ,,
مافيه حياء خلاص نزع من الارض ,,
فواز : عاد لا تكبرها الناس مليانه خير وفيها الخير ,, تلاقيها بنت صغيره مو عارفه اللي هي سوته ,, في وقفتهم اللي استمرت دقايق جاه اتصال من امه ورفعه وهو يرحب بها من كل قلبه : هلا وغلا بشيخة الحريم كلهم امي فديت عينها ,
ام محمد : فديت العيال اللي يدلعون امهاتهم ويوسعون صدرهم بذا الكلام الحلوو
منصور : فديت امي يا ناس ,, وفواز مبطل عيونه حدهم وهو يطالع فيه وهو يقول الحمدلله لك يارب سبحان مغير الاحوال ,,
ام محمد : شوف يا ولدي ابيك تاصل بيت خالتك فوزيه وتجيب لي من عندها اغراض ,,
انا اتصلت عليها وعطيتها خبر انك بتمر ,,,,
بعد ما نزل منصور صديقه فواز عند بيتهم توجه لبيت خالته فوزيه اللي مو بعيد عن حيهم ,,
شافها مره وحده عند امه لما جت تسلم عليه ,, ويشوف انه مقصر في حقها كثير ,, اتصل على امه عشان تكلم خالته تجهز الغرض ,, و
نزل من السياره وهو يتوجه لبوابة البيت وشاف عبدالرحمن يدخل للبيت ,, فتح له الطريق وهم يتبادلون كلمات الترحيب ودخل للمجلس وهو يناظر فيه .. من زمان بل من سنوات مادخل ذا المكان ,,
جلس ينتظر عبدالرحمن ينادى على خالته ,, سمع صوت وحده تكلم والصوت واضح شوي
وهي تقول : اخوك بشحمه ولحمه عند الباب ؟؟ طيب وش تبيني اسوي فيه يعني اضرب له سلام ولاواوقف له تحيه ,,
اقلك خليه ملطوع عند الباب احسن ,, وصوت ضحكه ترج المكان ,,
صار يفتح عيونه اكثر هل هو المقصود والا لا ..
وصوت يجيه ثاني : روحي يا شيخه ذبحتينا عاد ,, يقالك عاد جورج كلوني والا توم كروز
تراه الا منصور ولد خالتي الدانه يعني سو وات ؟؟ وضحكها بدا يصير هيستري ..
وتكمل اقول عنيد ريحي وكالتك تكفين شوي بموت بطني خلاص بينفجر ضحك ,,
قام وهو يتوجه للصوت اللي كان في المقلط المفتوح على المجلس بباب متحرك وكان فتحته مواربه شوي وطالع ربى اللي قاعده وحاطه رجل على رجل وهي تضحك وتتكلم في الجوال والاكيد انها تكلم العنود : حب انه يلفت انتباه ربى اللي غاضته بتصرفها وهو يصّوت : يا خاله .. يا خاله
الا صوت ربى تسكر الجوال بسرعه وهي تكلم عنيد وتقولها : يخرب عقلك يا بنت ؟؟ وتسكر الجوال بسرعه ,,
واخزياه سمعني والا لا .. الله يهديك يا يمه وراك ماعلمتني اروح داخل قعدت تكلم نفسها وهي تروح للصاله تبي تشوف العالم وينهم فيه ,, طول ما العنود تكلمها وهي مفكره انه منصور في السياره وينتظر الاغراض تجيه .. ما توقعت ابد انه راح ينزل ,,
قعدت تمسح العرق اللي تصبب فجاه من جبينها وحست بحرقة بخدودها , ونار تشب في ضلوعها ,, معقوله سمعني ,, اكيد اكيد ,, وانا ناقصه يا ربيه ,,
بعد لحظه دخلت عليها ريما وهي جايه من داخل الغرفه وهي تشوفها مولعه مره من الاحراج .. بسم الله عليك يا قليبي وش فيك
ربى بدون ما تنتبه : الحقي علي يا ريما منصور سمعني وانا اهزئه يا ويلاه وش اسوي ,,
ريما وهي تفطس ضحك : كذا طيب وش فيها انتي اصلا تشتمينه داايم وش الفرق اتركيه يسمع رايك فيه بصراحه
ربى وهي تنط في وجه ريما : صاحيه انتي ,, خلصيني طلعيني من ذا الورطه يا ريووم ,,
ريما وهي تتريق : اقولك يا بنت وشلون اطلعك يعني اقوله تعال منصور ربى تتاسف منك لانها تحبك والا وهنا سمعت صرخة ربى : اانكتمي يا بنت لحد يسمعك وش تفكرين اننا قاعدين فيه ,, قعدت ربى تطالع في المداخل خافت حد شافهم والا سمعهم ,, ولما تطمنت ان المكان خالي جلست على الكرسي ورجولها ترجف من الاحراج ,, خذت المخده وغطت وجها وهي تحس الوان الخجل تلونت في خدودها وملامحها الرقيقه ,,
وصلت ام صالح من القريه واول ما وصلت ظلت في شغل متواصل في الفيلا ,, تشرف على الخدم وتأمرهم بترتيب كل شي في مكانه المناسب ,, الليله ابو الجوهره بيتعشى مع سلطان
ووصت الطباخ ان يتفنن بالاكل النجدي وزينت معه بعض الاكلات الحلوه الشعبيه ,,
عزم سلطان بعض الموظفين المقربين ,, عشان تكون الجلسه شامله ,,
وصل مساعد للفيلا الراقيه وكان سلطان وبعض المعارف في استقباله ,, وابتدت مع وصوله سهره رائعه جدا ,,
ما تدري ليه حبت انها تتأنق الليله ,, لبست لها فستان حريري ناعم جدا ,, ولمت شعرها بطريقه عشوائيه ,, وتزينت بالكحل على اطرف عيونها ,, ورسمت شفايفها بدقه ,,
كان نفسها تكلم اختها الجوهره ,, بعد ما سافرت مع زوجها لامريكا للدراسه حست ان الرياض خاليه ,, تاقلمت مع الوضع تدريجيا بس الحنين للصديقه والاخت يظل يسيطر عليها من وقت للثاني ,, كانت المكالمات تمتد باستمرا ر برغم الفارق الزمني ,, ومع مرور الايام بدت تخف تدريجا حتى اصبحت 3 مرات اسبوعيا ,, ولولا حياها من زوج الجوهره بندر ,, كان علوم ,,
خذت الجوال ودقت رقم الجوهره ,, وبعد فتره وصلها صوتها النعسان ,,
عبير : قومي يا دبه كل هذا نوم ...
الجوهره : هلا وغلا بعبوره ,, لحظه لحظه خل اقوم واستعدل اسمع اخبارك .......
بعد ما انهت اتصالها مع اختها نزلت لأمها في المجلس العائلي ,, ومها وغاده يشوفون التي في ,,
اول ما ناظرتها مها وتصيح : واو وش هالحلاوه ,, احد بيجينا مادرينا عنه وهي تتريق ,,
عبير ::: هاهاها ضحكتيني ,, بس بغيت تشوفون لكم عرض حلو وببلاش ,, احد يحصل وهي تضحك بطريقة دلع رايقه ,,
ظلت دلال تناظر في بنتها ,, كل يوم يزيد اعجابها بها ,, فتنه ورقي وبرستيج بس ودها حبتين هالدلع تخف منها شوي ,, لكن دلع عبير مخلوق معها في شخصيتها محد يقدر يغير فيه شي ,,
على الناحيه الثانيه كان ابو الجوهره وسلطان في حديث جانبي ,, ويتكلمون عن امر مهم في الشركه وصار ابو الجوهره يتذكر شي بس ما ذكره فخذ الجوال واتصل ,,, بعد لحظات تكلم وسلطان يشاهده وهو مصغي له بكل ما فيه :
ابو الجوهره : عبوره يا حبي ,, تذكرين البرنامج الاقتصادي اللي شفناه البارح ,, وش اسم الشركه الامريكيه اللي عرضت اسهمها .... ايوه هي ,,, صح طيب ممكن تشوفين لي موقعهم الحين كم عرضوا تداول السهم اليوم ودزي لي مسج اوكي ,, باي ..
وكمل معه السوالف عن الشركه بس سلطان شده اهتمامها بمجال عمل والداها ,, عرف شي خالف توقعاته عنها ,, توقعها قشرة جمال فقط ,, تحمس اكثر واكثر انه يعرف عنها ......
تحمست عبير اكثر وهي ترسل لأبوها المسج .. هل هو بجنبه ,, هل يعرف انها صاحبة المعلومة ,, حست بالفخر انها قدرت تسوي لأبوها شي ,, بس بعد حست ان سلطان ممكن ما يتوقع انها ممكن يجي من وراها شي ,, هي عارفه ان موقفهم ذاك اليوم عطى كل طرف انطباع سلبي عن الثاني ,, بس ما تدري ليه منجذبه له برغم وقاحته واسلوبه الاستفزازي معها ,,,
رجع منصور للبيت وهو نفسه يعرف ليه ربى شايله في قلبها عليه ,, من متى ما احتك معاها ,, ما يذكرها الا وهي في الثانوي يوم تلعب مع عنيد ,, وش فيها تحكي عني كذا كني عدوها ,, هل العنود راح تصارحني ,, هل جرحتها في يوم وانا مو عارف ,, ما عجبتني ضحكتها , ضحكة وحده مستهتره ,, بايعتها ,, وش السالفه يا ترى ,,,
اول ما وصل للبيت وطلع لغرفة العنود ,, شافها تتسلى في النت ,, استغل الفرصه وطلب منها تسوي لها شاي وساندوتيشات خفيفه ,, اول ما طلعت من الغرفه
شاف جوالها وراجع الاتصالات ,, وشاف اسم ربى وعلى طول ارسل لها مسج من جوال العنود
(( ليه تكلمتي عن منصور كذا )) فقط لاغير ,, ثواني ويجيه الرد
((سئلك عن الموضوع ))
وعلى طول ارسل (( ممكن يسئلني وش ارد عليه )) فردت عليها ربى (( اذا سئلك قولي حساب قديم وعاوزه تصفيه خ )) فتح منصور عينه وهو مستغرب من الجواب بس المسج الجديد صدمه
(( عنيد لاتسوين فيها بطله تحملي تقولين لمنصور أي شي والا ترى بموت فاهمه ))
استغرب اكثر وش تخربط ربى وش بتموت حاول يستوعب الكلام بس اتصال ربى قطع عليه
بغى يرد بس مدري ليه هون ,, وهو يفكر في كل الكلام اللي صار ,,
رجع اتصال ربى يرن ثاني فقام ورفع الخط وصوت ربى يوصله : عنيد وش عندك على المسجات ,, ترى طاح قلبي لا تجبين له طاري ولو سئلك قولي تستهبل فااهمه
منصور : بس انا ابي اعرف ليه قلتي كذا انا جرحتك في يوم ؟؟؟؟
ربى اول ما سمعت صوت منصور على الخط قفلته وهي دموعها تنساب مثل النهر الهادي ,,,,,
في ناحيه ثانيه وقبل كم ساعه
وقفت سيارة المرسيدس الذهبيه عند باب الملحق الصغير ,, تفاجئت مشاعل من صغر البيت ,, توقعتهم في بيت عادي ,, ماعرفت انهم لوحدهم فقط في ملحق ,, ظلت ام راكان تدور بنظرها في المكان وهي تسئل الله يكتب اللي فيه الخير ,, مدري وش جاء راكان وهي تتكلم بصوت واطي
اول ما فتحت لهم ام نايفه الباب ,, ودخلوا حست ام راكان بطمأنينه ما توقعتها ,, كان في بالها شي اخر بالمره بس ترحيب ام نايفه واستقبالها وتواضعها ترك اثر في نفسها ,,
طالعت نايفه نفسها في المرايه كان خجلها من معلمتها واضح في وجهها
لبست لها تنوره سوداء ترسم الجسم بشكل حلو ومعها بلوزه ملونه تربط بحزام رفيع ,, تصل الى اسفل الخصر ,, مع كم واسع هفهاف ,, وتركت شعرها ينزل بشكل متموج على الجنب ,, تركت غرتها المايله بدون ترتيب وحطت غلوس وردي فاتح ,,
خذت البخور وحطته في المدخل الجانبي للصاله ودخلت تسلم على الضيوف
اول ما دخلت عليهم وشافتها ام راكان ,, سمت عليها وما قدرت تنطق بكلمه ,,
الجمها جمال البنت وبرائتها ,, ظلت مشاعل ماسكه في يد نايفه وهي تسئل عن احوالها
والخجل الرقيق ينتثر من بين كلمات نايفه
ام نايفه بصوت واثق : قومي يمك جيبي لنا القهوه ..
فأستغلت ام راكان غيابها واطلقت جملتها في ثقه اكثر : حنا جايين نخطب نايفه لولدي راكان !!!!!!

اوكسجين
اوكسجين
(( الجزء الرابع))
في غموض شوش الفكره في داخلها ما استوعبت نايفه الموضوع لحد الان ,,, خطبه ومن الانسان اللي فكرت فيه للحظات ,,, تلعب الصدف في حياتنا دور كبير ,, بس ما نكون منتبهين لها الا لما يتكرر شي بنفس الطريقه ,, شافت اخو ابله مشاعل ,, لدقائق واستحوذ على تفكيرها كم يوم ونسته تماما لأن القدر فرض هالشي ,, وبعد فتره يرجع نفس الشخص للظهور في حياتها ..
وش يبغى فيني .. انا فتاه عاديه ومستوانا المادي اقل من العادي ,, المفروض يشوف له من طبقته المخمليه اللي الدنيا ولا شي عندهم
هو ما يعرف ان الدنيا لوعتني وما حسيت فيها بالأمان ,, ما يدري اني ربيت على الدمع وعلى اليتم ,, وش يبي فيني ,, مابيه يا يمه ما بيه
سكرت ام نايفه المصحف اللي في حجرها واستغفرت ,, وهي تنظر لها بحزن خلع قلب نايفه
نايفه : يمه وش فيك تناظريني كذا ,, انا مابيه
ام نايفه : بسم الله على قلبك هالحين وش صار كنك متروعه من الرجال بيذبحك والا بيسوي فيك شي .. انتي تحبين ابلتك وما اظن انه راح يكون بعيد من اخته في طريقته المربى واحد يا بنتي ,,
نايفه : يمه ارجوك انا مو مستوعبه وش يبي فيني حنا وين وهما وين ,, هذولا ناس فووق ,, ماعمرهم حسوا بمعاناة اللي اقل منهم ,, ناس لاهين في حياتهم ,, افرضي يبيني تسليه ,, انتي مو مستغربه وش معنى انا ,,
ام نايفه : يحمد ربه اذا بيأخذك انتي ما شفتي امه بغت تنهبل عليك وما سكه لسانها ,, مير ما طالعت في القهوه تطالع فيك ,, وبعدين هذا اسمه نصيب استخيري واذا ربي كاتبه لك بيصر من نصيبك حتى لو ما بغيتيه ربي بيزينه في عينك ,, يا بنتي هذه الحياه ما تبي تعقيد فكيها وربك بيفرجها ,,,
في ركن من الحديقه الواسعه والمرتبه بتنظيم دقيق في الشكل كان راكان جالس لوحده ومستمتع بالهدوء والظلام ,, وصوت حشرات الليل هي الوحيده المسيطره على روحانية المكان ,,
استرجع كل الشريط اللي ابتدت فيه امه من وصفها للمكان وللحفاوه الي قامت بها ام نايفه
ويوقف الشريط مطولا عند وصف امه لنايفه ,,رغبته الشديده انه يشوفها زادت بعد حديث امه اللي انبهرت بالبنت ,,, تكلمت له عن طولها وشعرها وجسمها ,, وصفت له ادق التفاصيل برغم معارضة مشاعل ,,واعتراضها يرجع لسبب ان نايفه يمكن ما توافق .. فليه راكان يتولع بها او يعرف مواصفاتها .. وكان رد امها : هاذي خطبه ومافيها مشكله انه يعرف مواصفاتها .. هم لهم الحق انهم يشوفون بعض ويقبلون او لا ,,
نايفه تمعن في اسمها وحروفه عجبه تذكر كلمة امه : شعرها مثل الشلال على كتفها خذ نفس عميق كأنه يستنشق عبيره وحس ان الصبر اللي يملكه بدأ ينفذ .. هو اللي طول عمره صابر اصبح في ايام عجول وما يقدر يستنى أي شي ,,
اليوم هو موعد سفر ابو الجوهره وعايلته لاوربا كالعاده السنويه لقضاء العطلة الصيفيه
بحماس شديد جهزوا البنات شنطهم واغراضهم وتجمعوا في الصاله وهو يتناقشون عن
بعض الامور المهمه وصل ابو الجوهره لهم وهو يشوف وناستهم وتكلم معهم وهو يقول :
مابي اخرب وناستكم بس لازم اقطع سفري بعد كم يوم عندي شغل مع شركه امريكيه
وطلبت من سلطان انه يجي لندن وبعده اطلع معاه لامريكا
دلال : لاتحمل هم البنات ماعندهم أي مشكله والا لا يا عبير
عبير : بابا هالحين الشغل ما يخلص وانت لازم ترتاح عليك لوود كبير مرره
وبعدين وش شغلته هالسلطان المفروض انه يريحك وانت طالع بأجازه
مساعد : يا بنتي عاد لو تعرفين انا اللي نشبت له اننا نقابلهم والا كان مصر اني اريح هالشهر
احنا بنقضي كم يوم مع بعض وماراح اطلع الا انا مطمن عليكم ..
شعورها تجاه سلطان فيه لذه ما عرفتها وما قدرت توصل لها تكرهه ومع ذلك ودها تلفت انتباهه بوجودها هل هي غريزة سيطرة الذات ,, ابتسمت في سرها لتناقضها وطلعوا للمطار
وهم مستانسين وما يعرفون وش ممكن يصير لهم الايام الجايه ,,
ظلت ربى حبيسة الغرفه ودموعها تنهمر بشكل هادي وحنون اذا تذكرت الموقف ,, ما توقعت انها هشه كذا ,, كم تجرعت من الصبر وهي كاتمه معاناتها ,, وبمجرد انه رجع وشافته
انهارت مقاومتها ,, وين اللي كان في قلبها من الجروح تعافت بشوفته والا تبنجت من صوته وهو يقول هل انا جرحتك في يوم ,, تسللت ريما للغرفه ولما انتبهت لها ربى صدت عنها وهي تمسح دموعها بظاهر كفها وتنشغل بطرف بلوزتها وهي تسحبه وترجعه بشكل هندسي ,,
ريما : كل هذا حب لمنصور ,, وين كان مستخبي السنوات اللي راحت ,, كيف قدرتي تخبين علي انا اختك حبيبتك ظلك كيف يا ربى فهميني ؟؟
ربى وهي تحاول تتماسك : كفايه يا ريما ارجوك سكري الموضوع وتقاطعها ريما بصوت مرتفع
ريما : لا ما راح اسكر الموضوع انتي لازم تحكين انتي لازم تطلعين اللي في نفسك ,, انتي شفتي كيف صار شكلك في هاليومين ذبتي من الخجل والحزن ,, مو نهاية الدنيا انه يسمع تهزيئته فيك ,, بس لازم انتي تحددين موقفك وتوضحين لي وش موقفك من منصور وش يعني لك بالضبط ؟
ربى وهي تقوم من الكرسي وتمسح وجهها بيدها ورفعت شعرها بطريقه عشوائيه غير مهتمه
طالعت في ريما بنظره كلها حياء وهي تغمضها ثاني : احبه ,, صرخت ريما بخفوت و
مسكتها وضمتها لصدرها وهي تمسح شعرها بشويش وهي تهمس لها : كل هذا وانا ما دريت ,, اخسى عليك يا ريما وهي تحاول تبعث نوع من الفرح في ربى وهي تقرص خدها
: وربي انك ارق واحلى واجمل بنت شفتها وقلبك الحساس هذا لازم احرص عليه اكثر
انتي جوهره غاليه علي ومستحيل اترك حد يجرحك ,, قومي قبل تجي امي وتشوفنا .....
في جلسة عائليه حميميه كان منصور يحاول انه يكون النجم فيها ويستعرض لهم بطولاته في النادي وشعبيته عند جمهوره
العنود وهي تحاول تغيظه : اكيد عندك معجبات وهي تضحك
منصور وهو يطالع امه بضحك: احم احم مني يمهم ,, والتفت لها وهو يقول : وبعدين وشدخلك في ذا المواضيع
ضحكت ام محمد : الموهيم لا تورط حالك مثل قبل ,, في ناس ذهب بس انت مدري وينك منهم ,, قذفت ام محمد هذه الجمله متعمده .....
منصور وهو يرجع بيالة الشاي للطاوله : ذهب ,,,,, منهم ,,
ام محمد وهي تضحك : ومن غير بنات اختي ,, بس انت الله يهديك ما يعجبك العجب ظلت العنود تراقب ردة فعل منصور ومتحمسه لأبعد حد كي تعرف رأيه,, حيث لمحت له امه كم مره ,, وكان رافض الحديث في موضوع الزواج اساساً ,
منصور : والله مو الفكره ,, بس انا ما احب السالفه هاذي واذا جاء في بالي بقولك اخطبي لي ,,
قام منصور فجأه وعمت الجلسه في ثواني بعض الغيوم ,, تنهدت ام محمد وتمنت انها لم تفتح الموضوع اصلا ,,
دخل غرفته وهو يشعر بضيق شديد حضر لقلبه فجأه بعد حديثه مع امه ,, يريد الحريه والانطلاق من شعور الارتباط بأي احد ملامح تلك الشقراء تسيطر عليه من حين الى اخر ويطردها مع عمق الجرح الذي غرزته في قلبه ,,
خرج للنادي وهو في سيارته وصله اتصال من خالته تكدر لما شافه وتقصيره في حقها والموضوع اللي طرحته امه تجمعت كلها على راسه فتح الخط وهو يرحب : هلا والله بخالتي هلا بريحة امي ,,
ضحكت ريما وردت عليه : هيه منصور مابه الا انا ريوم وهي تضحك بشقاوه اخويه ,, ريما علاقتها بعيال خالتها علاقة اخويه من الصغر كانت تهاب محمد شوي بس مطيحه الميانه مع
منصور وسلمان ,, وتشوفهم في مقام اخوانها ,, وعادتها اذا زاروا امها تلبس لها جلال وتلفه عليها وتسلم عند الباب ,,
منصور وهو يضحك : وجع خضيتني احسبك خالتي وربي اني مقصر بس دوري لي العذر وانا اخوك ,,
ضحكت ريما وهي تقول شف مالك عذر انا متصله عليك الحين ابي اخذ رايك ,,
منصور وهو يرد : وش قالوا لك انا المستشار وهو يتريق عليها .....
ريما : لا تستعبط عاد اسمعني هذه السالفه ...............
في يوم غائم في العاصمه الضبابيه وصلت لفيلا مساعد التي تبعد عن وسط المدينه عشرين دقيقه
سيارة بي ام بيضاء يقودها رجل انجليزي ويتأنق بملابس رسميه ,, ويجلس بالخلف سلطان القادم منذ يومين ,, فتح السائق الباب ونزل سلطان وعينيه على الفتاتين اللتان تستعدان لركوب السياره ذات الدفع الرباعي ,, وحس بتوتر في فكه وهو يرى ذلك الوجه المغرور مره اخرى وعلى الطبيعيه
ما اجملها بالحجاب الابيض وهي تلفه بشكل دائري مرتب ,, مرتديه فستان قطني اخضر قصير ,, وتمتد ساقاها الطويلتين في جينز متناسق جدا ,,
التفتت له ونظرت في عينيه وتجاهلته في نفس الوقت وهي تدخل الى السياره ..
اه ما اروع تلك العيون ..... حدث نفسه ولكن يعوق هذا الجمال نظرة التعالي المتوشحه كيانها ,,
لاحظت عليه لمحه من الغضب الصامت ,, اما زال يريد ان ينعتني بصفات اخرى ,, هيا المجال مفتوح ,, اصبح قلبها يسرع كما يسرع حصانها نجود ويطرق في مسامعها بعدوه ...
التفتت لها مها وهي تقولها : عبور وش فيك عسى ماشر تقولين شايفه جني وهي تتريق
عبير وهي تحاول ما تلتفت للزوار الواصلين ,, ماشي ,, كلمت السواق يوديهم للسوبر ماركت القريب ,, لمحت بعض الشعيرات البيضاء اللي في طرف الخد ,, هي الشي المختلف عن المره اللي طافت ,, او تكون ما انتبهت له مضبووط ,, مستحيل اتذكر شكله وشفت له كم صوره مع ابوي ,, شكله كابر اكثر ,, يا ترى وش فيه ,, اللي فهمته من ابوي ماله احد ,,
حست بالتوتر اكثر طول الطريق وهي تحرك اصابعها بشكل ضايقها ,, مها تراقبها وهي تسمع الايي بود ,, طالعتها مهاو ي : عبور رووقي تبين الاي بود
عبير : فاضيه بجد لا مابي ,,,
اللحظه هاذي تبي ترجع للبيت بس ما تقدر ,, شكلها راح يكون غلط في غلط ,, دخلوا للسوبر ماركت وبدوا يملون العربه من السناك والاشياء الخفيفه اللي يبونها ,, بعد ساعه تقريبا ,, رجعوا للفيلا اللي كان الباركنج حقها فاضي من السيارات ,,
دخلت عبير وهي مكتئبه شوي : يمه وين ابوي ماراح يطلع معنا للعشاء في المطعم ,,
دلال وهي تتكلم بهدوء راايق : تكفين عبوره مالي خلق اطلع اليوم عديها لنا ,,
وثاني ابوك طلع مع سلطان وبيتعشون برى ,,
عبير بغضب : وش دعوا انا بتصل على ابوي يعتذر منه ,, انا حجزت في المطعم الايطالي اللي بالهبل عليه حجوزات ,, وتقولين يتعشى مع ذا ,, ما يصير انا احتج واعترض ,,
دلال : بكيفك مع ابوك وقامت تدخل لغرفتها تتمدد شوي ,,
اتصلت عبير على ابوها وهي تغلي بقوه سمعت صوت ابوها الرائع الهادي وهو يقول : هلا وغلاى بدنيتي ,,
عبير بصوت مليان طفش : بابا ما يصير الحين حجزت للعشاء وتروح ,, وشلون كذا
ابو الجوهره : خلاص خلي بكره اتغداء معاكي في أي مكان من اغلى عندي من عبوره ,,
وش رايك تثبتين الحجز وتختارين المنيو على ذوقك وانا وسلطان نتعشا فيه
عبير حست ان ابوها حشرها بزوايه الحنان والرقه وماقدرت ترد : عشان خاطرك يا حبي خلاص ابشر ..
قفلت السماعه وهي ودها تسوي في سلطان مقلب يبرد خاطرها ,,
وعلى طول اجرت اتصالها مع المطعم واختارت قائمة الطعام من الباستا والريزو والبتزا الايطاليه,,
بضحكه تبعث السرور في نفس راكان سكرت امه السماعه وهي تقوله ان ام نايفه ماعندها مانع انه يشوف نايفه بكره واذا صار نصيب يملكون ,,
قام راكان وجلس جنبها : وش قالت لك طيب ,,
ام راكان : ابد يا وليدي هماانا قلت لك اني اتصلت عليها البارح اشوف ردهم ,, وقالت ماعندي مانع ثم قلت لها لو يشوفون بعض يكون احسن يمكن عاد ما يعجبها راكان وهي تضحك وانا والله عارفه بتعجبها بس عشان بعد ما اثقل عليهم ,, وقالت بترد خبر
والحين هذه تقول خلاص بكره يجي ان شالله ,,
راكان : طيب وش قالت
ام راكان وهي تضحك وتلمس راس راكان : هآآآآو وش احكي به الحين منت معي والا كيف ,,
راكان وهو يحثها تعيد أي ابي اسمع يعني وافقت ,,
ام راكان : اقول يا ولدي الصباح بركه وخير قم خل ننام وازهم على مشاعل عطها الاخبار ابي اصلي سنتي ,, قامت ام راكان منه وقلبه يرقص من السعاده ,, حس بسعاده تدخل قلبه بشكل استغربه ,,
قام لغرفته وهو يناظر بشكله في المرايه وهو يدقق في ملامحه اكثر .. اتساع عيونه على خشونة ملامحه وبياضه المشرب بالحمره .. ما عجبه الديرتي اللي مسويه وعزم انه يحلق بكره ويخفف من شعره ,, التوتر قام يزيد اذا فكر بمواجهتها ,, وش بيقولها هل بيقدر يكلمها,,
هل في مجال يقعد معها بالحالهم والا امها راح تكون متواجده ,, تنهد وهو يتصل على مشاعل يبي يعطيها الاخبار ,,
بس كان فيه قلب رهيف صغير يفكر بتوتر اكثر ويحاتي اكثر ,, قعدت نايفه تشوف ملابسها وش انسب شي ممكن تلبسه ,, هو ما صار رسمي زوجها فما تقدر انها تطلع زينتها له ,,
والشوفه خمس دقايق ,, طيب واذا ما عجبها واذا ما عجبته .... يا ربيه يعني لازم ذا الشوفه الله يهديك يمه ,,
دخلت ام نايفه : وش فيك حايسه في ذا الخلاقيين ,,
نايفه : يمه هالحين وش لزومه الشوفه قلنا موافقين وخلاص وافرضي بعد موافقتي ما عجبته بيرجع وبيقول لا ,,
ام نايفه : الا افرضي بعد وهو جاي عارف انك موافقه واذا شفتيه قلتي مابي ,, ليه تفكرين في نفسك فكري في الطرف الثاني بعد ,, على العموم ما يكون الا خير يا قلبي وانا متأكده ان الأمور كلها بترووق بس هدي شوي وخلي قلبك قوي لا تكونين كذا حساسه بزياده هذه حياة تبي واحد شاد حيله وعرف مسئوليته وش عليه وش يسوي مو بس كذا ,,ه
بعد سهره طويله ممتعه بين مساعد وسلطان وتبادلوا فيها احاديث كثيره واستمتعوا بنكهة الاكل الايطالي ,, ماغاب عن ذهن سلطان روعة الاختيار الدقيق لقائمة الطعام ,, ويدل على
خبرة في تذووق الاكل ,, اكيد من هي صغيره وهي تسافر مع ابوها ,, بدون شك راح تكتسب هالخبره ,, طلعت فاهمه في الاسهم والشركات والحين فاهمه في الاكل ,, يا ترى على جمالها الرباني ودلعها الماصل هل هي فاهمه في لغة المشاعر ووتدمير الحواجز والا مثل ما يقولون شكلها مزهريه بس يناظر فيها الانسان ,,
اصر سلطان انه يوصل مساعد بسيارته للمنطقه الراقيه اللي يسكنونها ,, وهو يمني النفس بموقف جديد يجمعها بها عن قريب ,,
مساعد : عاد ابيك تسمح لي بكره يمكن ما اشوفك الا بالمساء ,, البنات ما طلعت معهم اليوم سلطان وهو يقاطعه : الله يخليك لهم يا رب ,, واكيد الحين زعلانين ما ينلامون ,,
مساعد : عبير هي اللي زعلانه وهو يضحك والا الباقين ما شالله طالعين هادين على امهم ,,
كمل ضحكته المبحوحه وهو يقول : دواها عندي عبوره طالعتن على الراس العود
سلطان وهو يشاركه الضحك وفي نفسه يقول بس ودك تكسر من ذا الغرور اللي فيها شوي
اول ما وصلوا لباب الفيلا ذات السور القصير ,, كانت الاضواء خافته ,, نزل مساعد وهو يشكر سلطان وبحركه غير اردايه من سلطان رفع ناظرها للدور الثاني حيث حس ان فيه عيون تراقبهم واول ما فتح عينه تسكرت الستائر بسرعه ,, كأن اللي وراها خايف ينكشف ,,
نزل راسه وهو يأمر السائق بالرجوع للفندق وفي طرف فمه ابتسامه ذكيه ,,
رجعت عبير للكرسي وقلبها يدق بقوه من الخوف .. لا يكون شافها تراقبهم والا حس رفع راسه وشافته يطالع ,, مسكت وجهها بيدها الثنتين وهي تغمض ,, حسته الانسان الوحيد اللي هزها بقوه ,, ضغطت على شفايفها بقوه وهي تدور أي شي في الغرفه تفرغ فيه توترتها ,,
خذت مجله ورفعتها تبي تشوفها الا صوت دق خفيف على الباب يعلن وصول ابوها
دخل مساعد وهو يمد يديه لها يحضنها بهدوء وحنان ابوي متدفق ,, وهو يمسح بيده على شعرها برواق : ليه الحلو سهران ,,
عبير بضحكه يحب ابوها يسمعها منها وهي تتدلع عليها : عشان الحلوين زعلانين على ابهاتهم ..
مساعد بشكل تمثيلي : افا وراه
عبير بغنج : لان فيه ناس صاروا اهم مني عندك وتطلع معهم ,,,,
مساعد وهو يبادلها الدور التمثيلي : اهآآآآ كذا ناس ,, وواذا كان هالناس يشتغلون بضمير ويحبون ابوك ويبون له الخير اهتم فيهم بعد والا لا
عبير وهي تضرخ بهدوء : وانت يا بابا كل مره تحشرني بزوايه كذا وتسكتني ليه ,,, وهي تضحك بدلع طفولي ,,
مساعد : يالله نامي تاخر الوقت وبكره ان شالله بنطلع نتغداء سواء خلاص
عبير وهي تبتسم وتبوس كفه : حاضر ياحبي ,,
طلع ابوها من الغرفه وهي شاعره بكل خليه فيها ان سلطان راح يصير له دور مهم في حياتهم
تعلق ابوها به متزايد بشكل اكثر عن السابق بس هل راح يكون بينه وبينها أي موقف جديد
رمت المخده على جنب وهي ترمي بحالها على السرير وتطالع السقف وهي تفكر فيه ,,
ربى وهي تساعد امها في المطبخ وتحضير بعض الكيكات الصغيره : متى قررتوا تطلعون الاستراحه يمه ,, انا وين كنت ؟؟
ام عبدالرحمن : انتي ياكافي ما تشبعين نووم ,, اتصل علي البارح بالليل منصور وقال نفسي نطلع مع بعض استراحه ونقضي فيها يومين ونغير جو ,,
ربى اول ما سمعت اسم منصور ارتبكت وحاولت ما يبان عليها شي
ربى : وريووم وينها ما شفتها ,,
ام عبدالرحمن : راحت مع عبود للبقاله تجيب اغراض نأخذ معنا . استعجلي يالله بنمشي بعد صلاة العصر وحنا للحين ما جهزنا شي ,,
ربى وهي تصف بعض الاكواب في صندوق الرحله : بنطلع مع السواق ؟؟
امها وهي تطلع الكيكه من الفرن : لا ! منصور بيودينا بسيارتنا ,, خلصي وخلي عنك السوالف هالحين ورانا شغل وما رتبنا اغرضنا يالله يا قليبي ,,
طاحت علبة المناديل على الارض ,, بيكون معها في نفس المكان ,, وين تروح ما تبي قربه ,, هل تميرض وتجلس مع ابوها في البيت ,,
والا وش السواة ما تبي تروح ضاق خاطرها ,, قربه ما يزيدها الا جروح وحزن ,, وصوره مكسوره ما تقدر تجمع قطعها ,,
ما انتبهت لامها وهي تنادي عليها : ربى وشفيك ما تسمعين ,, عنيد تبيك على التليفون ارفعيه من عندك ,,
طالعت فيها ربى وهي متخدره من التفكير ومشت بتثاقل للتليفون واول ما شالته وحماس العنود يوصلها : اخيرا يا دبه رديتي ,, ما تدرين وش كثر مبسوطه اننا بنقعد مع بعض كم يوم ,,
خلصت ريما من المشتريات بسرعه وحاسبت الكاشير وهي تستعجل العامل يودي الاغراض للسياره ,, وزاد شعورها بالسعاده وهي تحس انها ممكن تسوي شي مفيد للاسرتين
اول ما قفلت من منصور هذاك اليوم على طول شكرت رب العالمين انه يوفقها للخير
اول حاجه بتجمع الاهل في طلعة عائليه يفتقدونها ,, وثاني شي ودها لو منصور ينتبه لربى او ممكن يصير بينهم أي موقف يعتذرون لبعض من سوء الفهم اللي حاصل وترتاح ربى من ذا الهم اللي شايلته ,,ويمكن يصير شي ثاني بعد ليه لا!!!
وفي مكان ثاني لا يقل روعه وحميميه عن بيت ام ربى كانت اسرة مساعد يتجهزون يطلعون للغداء في متجر مشهور يضم عدد من المطاعم والقهاوي المميزه
تانقت عبير وهي تحس برووح نشيطه تسري في جسمها ,, تحب رفقة ابوها كثير ويساعده في ذلك سحر التواصل بينهم والتفاهم الممدود بدون تعيقدات ,,
حبت تكون غير عاديه فلبست لها بنطلون جينز ومعاه بلوزه بيضاء ولبست فوقه جاكيت من الحرير المبطن وبحزام يتوسط خصرها ,, لمت شعرها بطريقه راائعه ولفت الحجاب االملون بدرجات البيج على شعرها ,, حطت بلشر وغلوس بطريقه راائعه وظهرت لأبوها اللي كان ينتظرها في المجلس ,,
انطلقت السياره للمتجر وهي تمر بطرق اكثر من رائعه وهم يتبادلون اجمل التعليقات على شخصيات كل منهم ,,
بعد وصولهم بلحظات تذكر مساعد انه محتاج جوال متطور نزل حديثاً فأوصى عبير ان تتذكر شرائه ..
بعفويه ردت عبير : وش رايك اجيبه هالحين لين ما يجي الطلب الا انا عندك وعشان نحطه تحت المجهر وش رايك وهي تضحك ,,
مساعد : خذي غاده معك ولا تتاخرين ,,
استخدمت عبير المصعد حيث يوصلها بطريق اسرع ,, وتوجهت لقاعة الالكترونيات وهي تمر بقاعة الاقراص المدمجه انتبه لها شابان خليجيان وانطلقا يطاردنها وهم يتكلمون بصوت جهوري
.... : افتحي البلوتوث ...... عاد ندري حلووه ودلوعه لم تلتفت لهم
وهي تمسك بيد غاده وتسرع حيث انها قد مرت بذي المواقف من قبل
والشاب يقترب اكثر واصبح وجوده يضايقها ,,
مد يديه بورقه صغيره وقطعها عليه صوت رجل لا يجهل لهجته ابداً: انت ما تستحي على وجهك تلاحقها ,, خذ بعضك قبل انادي عليك الامن ,, وانت عارف وش معنى هالكلام انطلق الولد في اتجاه معاكس تماما وهو يبتعد بسرعه ,,
التفتت عبير للصوت الذي طرق مسامعها بقوه وهي تجزم بأنه هو صاحب السلطه المطلقه في أي مكان يتواجد فيه ,,
طالعها بغضب وهو يقول : البنت اللي تسمح انها تكون لوحة عشان الرايح والجاي يتفرج عليها ,,لا تستبعد أي احد يمد يديه للمس ,, وانتي يااخت عبير وحده من هالبنات ,,
استنفز مشاعرها لابعد حد وهي ترد عليه بنفس اسلوبه : وانت حد قال لك من قبل انك قليل أدب وما تربيت ,,
طالع سلطان حواليهم وهو وده انها ملكه عشان يادبها بطريقته : مو جديد بنت مساعد تحكي بذا الاسلوب ,, عطيتني فكره واشكرك الان انك ثبتيها ,, وعطاها ظهره ومشى وهي تحس ان الغضب اللي كان من شوي اصبح شعور يهتز من الانكسار الذي لم تعهده من قبل ,,,,
دخل راكان المجلس المتواضع في ملحق ام نايفه برفقة خالها الخمسيني ,, وهو يتبادل معه الحديث في امور روتينيه ,, تفحص راكان المكان بنظرة الثاقب وشعر بالتردد ان يكون قد تسرع بهذا القرار ,,,
بعد لحظات من الهدوء قام خالها سعود للداخل يستحث اخته بتقديم القهوة للضيف وهو يرفع الصوت : تعالي يانايفه
كانت ام نايفه تناول اخيها الصينيه وهي تسئله عن الوضع وهو يطمئنها ان الرجل ميسور الحال ,, والامور راح تكون مبشره ,,
كانت نايفه تطالع نفسها للمره الاخيره ,,, رفعت شعرها بشكل متموج وثبتته ولبست تنورتها السوداء المعتاده ,,,, بحثت عن بلوزه مناسبه ولم تجد اكثر من تلك التي اشترتها في العيد الماضي بلون اللافندر ,,
امها وهي تستعجلها : لو انك حاطه كحيله والا نتفة روج ماكان احسن ,,
خذت نايفه الجلال ووضعته على شعرها بهدوء وهي وتلفه بيدها حتى تتحصن به من تلك العيون التي تنتظرها ,,,
فتح خالها الباب وهي تمشي خلفه فيماكان راكان يلعب بأزرار جواله وهو يجلس على الارض ,, فوقف بتلقائيه تقديراً لهم وعينه لم تفارق هذا الوجه البريء ,, ظلت نايفه تنظر الى الارض وهي تحس بحراره شديده في قلبها وتحس بنظراته تخرق جسدها ,, جلست خلف خالها وهي تحاول ان يكون بينهما حاجزاً
راكان وهو يبتسم لهم ولم يطفه انها تذووب خجلاً في حين ان توتره الذي كان يرافقه قد اختفى تماماً فهي تعتبر طفله بريئه جدا تسلى بهذا الوضع فأراد ارباكها وهو يشير للوحة التي تتوسط المجلس وهو يقول هذا ابوك يا نايفه : رفعت نايفه عينيها تجاهه وهي تحاول ان تحفظ للحظه فقط شكله ... سقطت نظراتها بنظراته في منتصف الطريق واصبح من الصعب عليها ان تستمر في الجلوس ,, احمرت يديها بقووه وهي تمسك طرف جلالها وتريد الوقوف للخروج ,
راكان وهو ينظر لها : نايفه ,,,,
استوقفها ندائه : وقفت شوي وهي تحاول انها تسمع وش يبي بدون ما تلتفت له : أي شي تآمرين عليه انا حاضر ........

اوكسجين
اوكسجين
(( الجزء الخامس ))
ماقدرت تشتري الجوال من كثر ماهي ترتجف من الغضب والحزن ,, وش معنى انا ليه حاطني براسه ,, وش يبي مني ,, وش ذا الجرأه اللي فيه انه يكلمني ,, وبوقاحه بعد
انا لازم اقول لابوي ,, خلاص ما ينسكت عن هالحال ,, فاكر نفسه ملك زمانه واللي يبيه يقوله ,, مستحيل ,, طلعت من القاعه المخصصه لبيع الالكترونيات وهي تمشي بسرعه اكبر حتى ترجع للمطعم ,,
في مدخل المطعم شافت تجمع غير طبيعي واصوات يتكلمون بالعربي وواحد يقول : اكيد سكته
وهي بدى قلبها يرجف بسرعه دخلت بين الزحمه وهي تشوف امها ماسكه راس ابوها النايم على كتفها ونظرة الرعب في خواتها وصاحب المطعم الانجليزي يحاول انه يخرج الناس من الصاله المخصصه للطعام ,,
ظلت عبير واقفه ما تقدر تقدم خطوه والمنظر الجمها ,, حست ان الدنيا حقيره وما تستاهل اننا نفرح فيها ,, ابوها طايح ومافي يدهم أي شي يسونه له ,, وصلت سيارة الاسعاف ودخلوا المسعفين وهم يشيلون معهم حمالة المرضى وفي دقايق معدوده كانت السياره متوجهه للمستشفى ويتبعها سيارة مساعد وفيها البنات وكل وحده منهم ملتزمه الصمت الا من نحيب غاده اللي ما قدرت تسيطر على نفسها ,,
برعب حقيقي كانت دلال تنظر لزوجها وهي خايفه انها تفقده ,, ومر بها رحلة عمرهم اللي كانت من احلى ايامها معه وهو الحنون والوفي والهين اللي ماقد سمعت منه كلمه تغضبها ,,
حست بأنها وحيده بدون وجود احد من الرجال يكون واقف معهم وتذكرت سلطان وعلى طول
دقت رقمه ......
كان قاعد في القهوه ويطالع الجريده اللي طلبها وعيونه ما تشوف الحروف ,, ظل الموقف اللي صار هو اللي يطغى على كل شي ,, مو من حقه يرفع صوته عليها والا يعنفها ,, هي مو من محارمه ,,وش دخلني فيها اكلمها ان شالله تروح مع الولد بكيفها ,, هي مو مهتمه اهتم فيها انا ليه ,, تنهد بعمق وهو ينتبه للجوال الصامت يولع رفع الخط وهو يسمع صوت ام الجوهره منهاره وهي تقوله عن طيحة مساعد ,,,,
وصل للمستشفى بصعوبه بعد ان اخترق بعض الاشارات وزحمة السير الغير طبيعيه ,,
ودخل قسم الطوارئ وهو يبحث عن وجوه مألوفه ,, التفت الى اقصى اليمين في صالة الانتظار وهو يرى عائلة مساعد ,, اتجه لهم وهو يرى ام الجوهره تقف وهي تحييه :
سلطان : سلامات ,, ما يشوف شر لا تخافين وش قالكم الطبيب ,,
ام الجوهره وهي تصيح بصوت مكتوم : ما قال شي , ماقال شي وقعدت منهاره وهو مو عارف كيف يواسيها ,,
ناظر في بناتها الجالسين وهم يصيحون ,, ما شافها معهم ,, قعدت عيونه تبحث عنها في الصاله لكن مالها اثر ,,
اتجه لمركز الممرضات وهو يسئلهم عن حالة مساعد ,, فردت عليه الممرضه انه الان في غرفة الطوارئ ويجب عليهم الانتظار ,,
توجه الى هناك بعد ما ارشدته الممرضه للطريق ,, في ممر طويل خالي من المارين به الامن بعض الممرضين .. وجدها مستنده على الجدار وهي تمسك بيديها وتضمها الى بطنها بخوف ,, وصل اليها وهو يخشى ان تغيب منه الكلمات الواجب نطقها في حالتهم الغريبه وما وجد الا انه يطمئنها : لا تخافين طول عمره مساعد قوي وما راح يكون شي خطير ,,
ما قدرت انها تطالع فيه وظلت تنظر للأرض وهي صامته ورجفة خوف على ابيها تعتري جسدها الرقيق ,,
لما شاف انها تجاهلته توقع انه عشان الموقف اللي كان بينهم فحب انه يعتذر لها :
عبير انا اسف مالي الحق اني اكلمك بس ..... قاطعته وهي تتمنى انه يبدأ في الكلام :
اسمع انت ,, ترى ما تهمني وش قلت والا ليه قلت ,, اعرف حدودك فاهم والا اعلمك .....
والدكتور يطلع من الغرفه يسئل عن المسئول عن مساعد
وقف سلطان والغضب يزيد في قلبه وهو يسمع الدكتور : مسااعد تعرض لجلطه خفيفه وبعد الاسعافات قدرنا نسيطر عليها .. بس لازم يكون في العنايه الفائقه لمدة يومين وبعدها تقدرون تشوفونه ,,
عبير وهي تكلم الدكتور بطلاقه : ممكن اشوفه .. ارجوك نبي نتطمن عليه \
الدكتور وهو يرفض طلبها ,, نأجل الطلب لبكره الحين ممكن انكم تروحون وجودكم ماله داعي ابد ,,
شكره سلطان بعد ما سئله عن بعض الاعراض اللي يمرون بها اللي في نفس حالة مساعد وكلام روتيني عن الجلطات بهدف اطمئنان قلب عبير على ابوها ,, شكرهم الدكتور وهو يغادر المكان
طالعها سلطان بهدوء وهو يقول : تعالي امك خايفه ولازم تكونين معها ,, يالله امشي بوصلكم عشان ترتاحون ,,
عبير وهي ترد عليه : كثر خيرك مو محتاجين لك ,, وهي تصد عنه وتروح تطمن امها على وضع ابوها .......
سلطان وهو يراقبها وهي تمشي ويحس بمدى التوتر اللي بينهم : ما يخالف .......
في ناحيه ثانيه من العالم كان منصور واقف العصر عند بيت خالته فوزيه وهو ينتظرهم يطلعون وشاف عبدالرحمن يدف الكرسي المتحرك وفيه ابوه وخالته تطلع ومعها الشغاله وهي تشيل الاغراض ,,
وفي الاثناء ذي وصلت سيارة ابوه وفيها امه والعنود وسلمان وهم يبون يتحركون مع بعض
طلعت ريما وربى وهم واقفين تكلمت ام محمد من السياره وهي تفتح النافذه : ريما تعالي معانا ابي اسولف معك ,,
ريما وهي تجري لسيارة خالتها وتترك ربى وحيده تصارع لحالها وجود منصور
جلست ربى بالحالها في الكرسي الخلفي للجمس ,, وامها وعبدالرحمن بالوسط ,,
لما مشى منصور تكلم وهو وده يغير الجو ويترك نوع من الضحك والدعابه ...: خاله وش فيها ربى مو طايقتني .....
فوزيه : افا وش هالحكي بالعكس ربى تعزك مثل اخوها واكثر
ربى وهي تمسك نفسها : يوه يا يمه وش اخوي الله يسامحك
منصور وهو يحكي مع ربى وهو يطالع فيها بالمرايه : ما سمعنا رأيك يا ربى ,,
ربى وهي تحس ان الكلام مو راضي يطلع منها : بالعكس انت فاهم غلط
انا كل السالفه امزح مع عنيد ,,
ضحك منصور بقوه : شفتي يا خاله بناتك اللي موسهلين ربى وعنيد مسوين فيني مقلب
بس بيشوفون بيجي يوم وارد عليهم وهو يشوف ربى وهي ما يبان منها الا عيونها وهي تلتفت للمناظر اللي في الطريق وصوت ضحك العايله هو المرتفع على كل شعور ,,,,,
دخلت نايفه المجلس وهي تشوف امها تنهي المكالمه وتطالع فيها : هاذي ام راكان تبي الملكه بكره تقول راكان مستعجل يبي كل شي رسمي والزواج بعدين نتفاهم على كل شي وش رايك ,,
نايفه بهدوء : وش رديتي عليها ,,
ام نايفه وهي حاسه بتوتر نايفه : قلت لها ما عندنا مانع ,, شوفي نيوف انا عارفه انك خايفه ,, بس الرجال ينشرى و مو زين نطوفه ,, فكري في مستقبلك الدنيا مالها امان انا ما اضمن عمري يا قلبي ,, عشان خاطري هوني عليك السالفه وبتعرفين اني ابي مصلحتك
نايفه وهي تغمض عيونها : اللي تشوفينه .. قامت ام نايفه تتوضأ وتركت بنتها البريئه تسرح مع افكارها نظرت الى صورة ابوها و كأنه ينظر الى عينيها قامت مستعجله الى غرفتها وهي تفتح الدرج الخشبي وتخرج دفترها وتعنون صفحه جديده با الامل
فقدتك في براءة عمري واحتجتك في وقت نضجي وهاآنا انظر لعينيك وهي تمدني بكل
قوتها بأمل جديد يعوضني فقدك ,,,
ابي اشتقت لرائحة عطفك واحن لضمة من قلبك ,, انا هنا اصارع الحياة بخوف جديد
لا اريد لرجل ان يملكني بعدك .... ابي .... اني ضائعه في بحور الخجل وكبرياء النفس
هل سأكون زوجه صالحة ام فتاة لا تملك من الدنيا سوى ذكريات تحكى عن ابيها
ابي .... احتاجك فدلني ,,,,
احبك
نايفه ,,,,
اغلقت دفترها بعدما عطرت الورقه بعطر المسك المفضل لديها ,, وقامت تغير ملابسها وهي تتذكر لمحة راكان التي ثبتت في باطن عقلها ,, لم تقدر ان تثبت الا عينيه فقط ..
يجب عليها الاهتمام بنفسها والاستعداد ليوم الملكه ,,,
رفضت عبير انها تطلع من المستشفى واصرت انها تكون بجنب ابوها لحد ما يصحى ,, ما قدرت امها تقنعها بانها لازم تروح ورضخت امام قوة عبير ,,
طلع سلطان للسياره عشان يوصلهم للبيت وما حب انهم يرجعون في وقت متأخر لحالهم
كان في الطريق يتبادل مع ام الجوهره حديث صغير عن مساعد وصفاته الحلووه واللي حببت الناس فيه ,, (( مدري ليه اذا مرض الانسان او تعرض لشي قاموا الناس يذكرون محاسنه وهو شي حلوو بس كان نفس الانسان عندك من لحظات طيب ومافيه شي حسسه بقيمته قدر الامكان واذكر خيره عشان يزيد في عمله ويعرف ان الناس مقدرين له اخلاقه وتعامله الحلوو ))
اوصلهم للبيت ورجع للمستشفى وهو يشعر انه في معركه مع عبير ومستحيل يتلاقون عند نقطة تفاهم وحده ,, كان اكثر تفكيره كيف يقدر يمر أي موضوع بدون ما يتبادلون الشتائم ,,
بعد ما وصل وراح لنفس المكان اللي كانت واقفه فيه تنتظر عند غرفة ابوها لقى مكانها خالي ,, خاف عليها وين راحت في الوقت ذا ,, توجه لغرفة الانتظار وما حصلها فيها بعد انشغل باله بقووه عليها ..
سئل مركز الممرضات عنها وماكان عندهم فكره ابدا
ما كان عنده فكره عن رقم جوالها وما حب يتصل على امها عشان ما ينشغل بالها ,,
ظل لفتره يدور في المكان ورجع لغرفة الطوارئ وحصل مدخلها موارب ودخل لمدخل ثاني وشاف الغرفه من الزجاج العازل ومساعد نايم في السرير وعبير بجنبه وهي ما سكه يده وتبوسها وتضمها وهي تصيح بهدوء عشان ما تطلعها الممرضه اللي تراقبها .....
حس بغصه من منظرها وهي تضم يدينه .. منظرها خلع قلبه ما وده انها تفقد ابوها لأنه شعور راح يكسرها بالمره ما عرف كيف يتصرف ,, موقف مؤثر انه يشوفها ضعيفه كذا عكس شخصيتها المتعاليه قدامه ,, جتها الممرضه وهي تمسكها عشان تطلع برى ....
اول ما طلعت وشافته واقف والتقت نظراتهم ببعض صدت ما تبيه يشوف دموعها وهي توقف في مكان بعيد شوي عشان ما تضطر تحكي معه .....
مرت نص ساعه وهم واقفين ,, وكل واحد يفكر في عالم خاص به .. بعد فتره من انتظارهم قرر انه يكلمها .... قرب من ناحيتها شوي وهو يقول اسمها بطريقه رسميه : عبير
التفتت له بطريقه عفويه وهي تطالع تحت : مو زين تظلين واقفه كذا اقعدي في غرفة الانتظار وكل شوي طلي عليه ......
عبير : مشكور ... ممكن تروح الحين كثر خيرك ما قصرت ....... وهي تتكلم معه بطريقه جامده وتطالع تحت ....
سلطان وهو يراقب تعابير وجهها المرهق : ما خذيت اذن منك عشان اقعد وبروح بمزاجي ...
الشرهه مو عليك على اللي يفكر براحتك وصد عنها وراح يمشي في الممر الطويل لحد ما اختفى
ندمت عبير على تهورها في الرد وهو ما كان يقصد الا مساعدتها وقعدت تأنب نفسها على تسرعها ,, وما تدري ليه حست انها وحيده بعد ما راح .......
في استراحه جميله ومصممه على شكل اكواخ اسيويه ,, كانوا العايلتين متجمعين في الحديقه
وجالسين يسمرون على سوالف منصور ومقالب الشباب ,, والحريم كان جالسين على كراسي مو بعيد منهم يسمعون السوالف شوي وينشغلون بسوالفهم شوي ثاني ,,
لبست ربى فستان فضفاض لحد نصف الساق ومعه بنطلون لغنز ولفت طرحتها وعطت الشباب ظهرها عشان ما يلمحونها بدون غطاء ..
وجوده في المكان يدهورها ,, وتشعر ان كل خليه فيها متوتره من قربه ,, مر الوقت بسرعه وشوي شوي بدت الجلسه تتناقص لحد مابقى عبدالرحمن وسلمان يحكون مع بعض ,, وطلعت عنيد وربى يتمشون على الاكواخ ومع هدوء المكان وظلمته ,, تمسكت العنود بيد ربى وهم يكملون مشيهم وهي تستهبل عليها : ربى تخيلي يطلع وحش قدامنا هالحين وش بنسوي ..
ربى : وحش بعينك قولي يطلع في وجهنا شي زين مو وحش
العنود :: ام شي زين مثلا وجه اخوي منصور يعني
ربى وهي تفك يدها : اقول انثبري بس انتي ما تنعطين وجه بروح جوه وانتي اقعدي عسى الوحش ياكلك وهي تجري تبي تسوي مقلب في العنود
سمعت العنود تناديها بصوت عالي فالتفتت لها وهي تكمل مشي سريع وما حست الا بصدمتها بشي قوي وتطيح على الارض
فتحت عيونها وهي تشعر ان فيه احد ماسك يدها ويرفعها وطرحتها تطيح من شعرها وهي تحاول تشوف اللي قدامها : خذت نفس عميق وهي تشم ريحة عطره القوي
واول ما تحرك شوي وسمعته يقول : ليه العنود تصرخ نفضت يدها بقوه وهي تمشي بسرعه
رجفت بكل ما فيها اول ماعرفت انه منصور ماكان فيه ضوء قوي يخليها تشوف ملامح وجه بس
كل جسمها كش من وجوده وقوته اللي احتوتها لما طاحت ,,
دخلت للغرفه وهي تلهث من الخجل والرعب والخوف وريما تناظر في وجهها المخطوف
ريما : ول ول وشفيك كذا ,,
ربى وهي تجلس على الارض وتضم نفسها : الحقي علي يا ريما انا من موقف للثاني .. صدمت بمنصور برى وانا العب مع العنود ,,
ريما : طيب وش فيها انتي تلعبين .. لا يكون قلتي له شي بس ..
ربى : ريوم مدري وش اقولك انا متوتره ,,,
ريما : انتي قلتي له شي ,,,, هزت راسها بلا وهي تضم ريما بقوه
العنود اول ما وصلت عند منصور وهو يطالع في المكان اللي راحت معه ربى ,,,,
ظل فتره واقف ما حكى والعنود تراقبه : منصور فيه شي .....
منصور : من كان معك من شوي ....
العنود : ذي ربى المطفوقه شفتها وهي تركض مثل الخبله قلت لها يمكن يطلع بوجهنا وحش وهي تضحك بتريقه عليها
كملت العنود طريقها وتركت منصور واقف مذهول من اللي شافه من شوي ,,, برودة يديها وشعرها اللي نزل على غرتها تركت في نفسه شي مو قادر يفهمه الا ان ربى مو البنت الصغيره اللي يذكرها ,, فيها شي ثاني شعر به ,, حس ان فيه بينهم شعور مر بسرعة البرق في لحظات .. وهدوء ربى في الموقف بدون ما تعبر باي كلمه اثار فضوله اكثر واكثر
بعد ما طال الوقت وعبير تنتظر ,, حست برجلها بدت تفقد الاتزان ,, خذت بعضها وراحت على غرفة الانتظار وهي تتمنى انه ما يكون موجود .. ارتاحت لما شافت الغرفه خاليه وراحت لمكان في الزوايه وهي تتمنى لو معها شاحن عشان الجوال ,, اكيد ان بطاريته مفضيه هالحين ,,
قعدت وهي تحط شنطتها في حضنها وتطلع الجوال اللي كان مافيه أي ضوء ,, تنهدت بضجر
وشافت ان الوقت كثير متأخر انها تفكر تطلع من المستشفى ,,
طالعت في المكان وتمنت انه يكون فيه ماكينه للقهوه وما طلعت بنتيجه ,,
بعدلحظات شافت الممرضه تجي ناحيتها وهي تأشر لها : انسه عبير امك تبيك في تليفون المركز ..
بسرعه تحركت ورى الممرضه وهي متوقعه ان امها اكيد يأست من الجوال اول ما سمعت صوت امها المنهار جتها قوه حديديه ما تدري من وين نزلت عليها فجأه وهي اللي من لحظات كانت تحس بأنواع الانكسار والوحده والحزن ..
طمنت امها على صحة ابوها وطلبت منهم شغلات ضروريه يجبونها معهم بكره ,,
اول ما صدت تبي ترجع للصاله لمحته قاعد في كراسي جنب مركز الممرضات ,, لمحها وهي تراقبه وصدت على طول ورجعت لصالة الانتظار ...
خفقان قلبها كأنها سارقه بعيونها ازعجها .. شكله خيالي ويشد أي انسان انه يملى عينه منه
واثق من نفسه في كلامه في مشيته في قعدته ملفت للانتباه ,,, معقوله انه ما تزوج للحين وش السبب ,, اكيد شروطه صعبه والا الف من تتمناه ,, نغزها قلبها من ذا الطاري ,,
وحاولت انها ما تفكر فيه ,, قعدت على الكرسي وهي تراقب الساعه الموجوده في الحائط وبين ساعتها وشافت فيه فارق زمني بينهم اكثر من نصف ساعه ,, تمنت لو جوالها مشحون كان تسلت بأي شي فيه ,, تنهدت من الضيق اللي فيها وسمعت صوته وراها وهو يقول :
ما معك جوال
انصدمت من سؤاله يقرأ الافكار والا وش
عبير : الا معي ,,
سلطان : اجل ليه امك تتصل على المستشفى
عبير : ما يخصك تتصل على أي مكان ,,
سلطان وهو يشوف ردها المتوتر : انتي كذا مع كل الناس ردودك جافه
عبير : شف انا شاكره لك وجودك معنا ومتأكده ان ابوي يقدر هالشي بعد ,, بس انت مالك شغل فينا ,, ولو سمحت اذا ضايقتني اكثر من كذا بقول للأمن
سلطان وهو مذهول من طريقة كلامها : وش جوالك ,,,,
ما ردت عليه عبير وهي تحاول تمسك رجفة صوتها عشان ما تبان له ,,
سلطان : شوفي ترى اذا ما قلتي وش جوالك هالحين راح انا اشكيك للامن وبقول لهم شي ما راح يكذبوني فيه ,,
فتحت عبير عيونها بذهول وهي تشعر بفقدان سيطرتها على الموقف
سلطان : ماعندي وقت حق لعب البزران وش نوع جوالك
ردت عليه وهي تشوف شنطتها وما تبي أي نظره في عيونها انها تكون واضحه له ,,
اختفى فجأه وتركها تجمع شتات نفسها المبعثر علها تجد اجابه منطقيه لتصرفهم بذا الاسلوب البغيض ,,,,
بعد ساعه تقريبا وهي جالسه في صالة الانتظار .. جتها الممرضه وهي تحمل معها كيس من الورق تضعه امامها
الممرضه : الشاب اللي معك يقول اذا ناقصك شي اتصلي عليه هو بيروح للفندق وبيجي الصباح
شكرتها عبير وطالعت في الكيس وما بغت تفتحه ابدا ,, بعد فتره بسيطه انتابها الفضول وفتحته وصدمها اللي شافتها ما توقعته ابدا يعرف السنع
شرى لها شاحن وهو اكثر شي فرحت فيه وحست انها محتاجته وعلبة مناديل صغيره ,, مع مويه وعصير وساندويتش جبن شيدر ,, خذت الشاحن تبي تحطه على جهازها لقته ملصق عليه ورقه صفراء وكاتب لها (( بروح للفندق عشان تأخذين راحتك اذا احتجتي شي اتصلي علي وترك رقم جواله ....))
اثر فيها بالحركه اللي ما توقعتها ابدا منه ,, قساوته تكشف انه فيه انسان يحمل قلب حنون ولا يحب يكشف عنه الا في الوقت اللي يشوفه مناسب ,, تناقض في شخصيته وعلى الاقل اذا كان يكلمها ..........
استرخت الاجساد والكل في دائره خاصه يدور بها ,, وصل سلطان قبل الفجر الى غرفته ورمى نفسه على السرير وهو يفكر فيها اخ منك يا عبير ,, لو كنتي شوي الطف كان انحبيتي على طوول ,,,
تذكر خيالها وهي تضم ابوها وشاف الرقه اللي كانت تشملها وهي تحرك الملحف عشان ما يبرد وتحاول انه يشعر بالراحه حتى لو كان ما يحس بشي ,, واضح انها مهتمه فيه اكثر من الباقين ,, وعلاقتها به اكيد فيها نوع من الخصوصيه الواضحه ,,
يا ترى وش السر وراء غرورك يا عبير ابي افهم مو قادر قمة الغرور وقمة الحنان قمة الجرأة وقمة الحياء تتغير من موقف لموقف بسهوله وبدون ابتكار أي تصرف جديد في شخصيتها كأنها خلقت ان تعرف كيف تتصرف في كل موقف ,,
لاحظ الارهاق الباين على ملامحه وقرر انه ينام شوي لحد نصف النهار وبعدها يطلع للمستشفى ...
في صباح يوم يحمل الخير للكثيرين ابتدت نايفه نهارها بالتفاؤل ,,الليله ملكتها وهي مو عارفه وش المفروض انها تسويه هل هو عقد قران بس والا عقد قران وبيجي يشوفها ,, الوضع بين الحالتين شاسع ,, ومو عارفه وشلون تتصرف .. ناظرت في الدولاب اللي يحتوي على عدد قليل من الملابس وما حست ان فيه أي فستان يلائم المناسبه ,, اغلبها تايورات عاديه وبلايز قطنيه ,, طالعت في شعرها وهي تفكه من البكله المستطيله وتحرره بشكل بعث في نفسها السرور فهي تحمل اجمل شي يجمل النساء كان لسواده دور كبير في نضارة وجهها حيث الضد يبدي حسنه الضد
دخلت امها وهي تحمل معها تليفون البيت في يدها : نايفه تعالي ردي على مشاعل تبيك
رمت الاشياء اللي بيدها وهي تمسك السماعه
نايفه : الو ... هلا مشاعل .... كيفك انتي .. لا ما عندي شي اسويه .. .. ام طيب على خير ,,, وسكرت السماعه وهي تناظر امها الواقفه ,وكلمتها : مشاعل بتجي توديني للصالون ونشوف لنا شي للملكه ...
ام نايفه : ذوق هالمشاعل والله يا ربي يحميها ,,
نايفه بخجل : يمه انا خجلانه منها مدري كيف اتصرف ,, امشي معنا
ام نايفه :هآآآآو يا بنتي وش هالحكي قومي اجهزي قبل تجي وانا بسوي لي شغل في البيت اكيد ام راكان بتجي الليله ,,,
بعد وقت قصير وصلت مشاعل وطلعت لها نايفه وانطلقت السياره متجهه لوسط الرياض حيث في مخطط مشاعل اشياء كثيره وتبي تنجزها بوقت قصير ,,
كانت نايفه جالسه وهي تحس بقمة الاحراج من معلمتها التي ستكون اخت زوجها بعد ساعات وسوف يكون لها مكانه جديده في حياتها ,,
مشاعل : كيف يومك اكيد متوتره من الملكه : شعور طبيعي جدا ,, لا تفكرين كثير
نايفه بهدوء : ام صدقتي ,,
مشاعل بنروح اول نشوف لك فستان عشان المناسبه وبعدها للصالون وش رايك
نايفه وهي تهز كتفها : اللي تشوفينه ما يخالف ,, وكملوا الطريق بهدوء اكثر ,,
مشاعل حاسه بخجل نايفه وحياءها يمنعها انها تتصرف بعفويه ,, ماسكه حتى انفاسها ,,
وصلت السياره لمحل مشهور ونزلوا منه ونايفه مبهوره فيه ,, تسمع به من صديقاتها في المدرسه بس ولا في يوم جربت انها تجيه لان البنات يتكلمون عن اسعاره الباهظه ,,
مشاعل وهي تمشي مع نايفه : وش رايك البسك انا على ذوقي
نايفه وهي تبتسم بخجل : ماعندي أي مانع ,,
خذت مشاعل لفه في المكان ونايفه تناظر الاشياء الموضوعه في العرض ,, لبس اشكال والوان ,,
وموديلات بعضها كاشف لمفاتن المرأه ,, نادتها مشاعل وهي تمسك يدها .. شكلك نسيتي مني ,, انادي عليك ما سمعتيني ,,,
نايفه : ما سمعتك جالسه اتفرج ,, وهي تدخل معها لغرفة القياس الكبيره ومصصمه على شكل غرفة جلوس وفيها غرفة قياس صغيره ,,
قعدت مشاعل على الكرسي وهي تقول يالله يا حلوه تعالي شوفي ,, بتحصلين فستانين جووه ,, قيسي المشمشي بالاول ,,
دخلت نايفه الغرفه وهي تفتح الطرحه والعبايه ,, وتشوف الفستان اللي كان من قماش الساتان الثقيل وبقصه دائريه كبيره على الرقبه بشكل قوس ,,وبكم قصير وضيق بالكامل ,,
تأكدت من الموظفه انه القياس المناسب ,, ولبست الفستان وهي تفك شعرها ,,
طلعت لمشاعل كان جزمتها واطيه ومو مناسبه وعلى طولت طلبت مشاعل كم صندل بفصوص سوارفوسكي معروضه ,, انبهرت مشاعل بها ,, وهي تقول : روعه ,,, خيال ,, اتوقع راكان راح يبدي اعجابه بقوه ,,
نايفه وهي تبتسم لها : تشوفينه حلو
مشاعل : يهبل يا بنت يالله دوري اشوف ,, خذي برمه على قولة اللبنانين وهم يضحكون مع بعض ,,
ظلت مشاعل مبهوره بها وكأنها اميره خرجت من دفتر التاريخ القديم ,, براءه وجمال وجسم منحوت ,, الحين بس ايقنت مشاعل ان الله ارسل نايفه لراكان لانه يحب راكان ,, حست مهما كان الفارق الاجتماعي بينهم كبير بس راكان الرابح ببنت مقاييس الجمال عندها ربانيه ,, وما تدخلت ايدي الخبراء فيها لا مكياج ولا شعر ولا ولا ,, حلووه كذا بدون شي ..
وقفت نايفه تطالع في شكلها وما غاب عنها نظرات مشاعل المبهوره والفرحانه عشانها ,,
مشاعل وهي تضحك : كويس لقينا شي بسرعه عشان نروح للصالون نسوي شعرك ويكون عندك وقت كافي ,,
نايفه : انا اسفه تعبتك معي
مشاعل وهي تضحك : كم راكان ونايفه عندنا ,, يالله خلصي ,,
في الاستراحه وعلى منظر حلو في الحديقه التابعه للكوخ ,, كانت ربى تراقب الوضع ,,
منصور يلعب كره مع الشباب وابوهم جالس يتفرج ,, شكله واثق من نفسه وهو يلعب ,,
مو ناقصه أي خبره ,, حبت تشوفهم من مكان اقرب فتحركت تبي تروح لدريشة المطبخ بيكونون اوضح اكثر وبدون ما يلاحظون وجودها
وقفت عند الزوايه وهي تشوفهم بس وينه اختفى من نص دقيقه كان موجود ,, حاولت تبحث اكثر في المكان ما شافت أي اثر بس فيه صوت كان قريب من ناحية باب المطبخ الخارجي .. وقربت اكثر ناحية الصوت وهي تسمع منصور يتكلم في الجوال : اكلمك بالليل يا حبي ,,,
شافت الدنيا بالكامل سوادء وحست ان الأوكسجين اختفى من الجو ......

اوكسجين
اوكسجين
(( الجزء السادس ))
في ليله غير عاديه بالنسبه لراكان ,, شعر ولأول مره برفيف قلبه لأنسانه جذبته بحياءها وحشمتها وخجلها الزائد ,, نظراتها الضائعه بقت محفوره في قلبه ,, هل سأكون ملاذك يا صغيرتي ,, الايام حبلى وافعالنا مخاضها ومشاعرنا مولودتها الصغيره ,,
وصله صوت امه : راكان يا بعدي ...
راكان وهو يزبط الشماغ ويكثر من دهن العود مع عطره الفرنسي الشهير : يمه ثواني واجيك ,,
امه وهي متأنقه للمناسبه : تأخرنا على مشاعل ,, قلت لها تمرنا عشان ما نبطي ,,
راكان : خلاص اذا وصلت بأخذ خالد يروح معي ونمر الشيخ ,,
بعد ما وصلت نايفه من الكوافير ,, ارتاحت ساعه وبغت تساعد امها في المطبخ وتجهيز بعض الحلويات ,, الا ان امها رافضه تماما للمساعده ,, رجعت لغرفتها وهي تمد الفستان على السرير ,, قالت لها مشاعل عن راكان وانه بيشوفها بعد الملكه ولازم تكون في قمة اناقتها ,, حجزت لها بنت لبنانيه تجيها بعد المغرب تزين لها مكياج خفيف ,, بعد ما خذت لها شاور
طلعت ترتب اغراضها اللي شرتها مشاعل اليوم ,, لبست الفستان وزينته بالصندل اللامع واظهر شكلها الرائع ,, بعد وقت بسيط وصلت المزينه وهي متحمسه لها من كثر ما وصتها مشاعل ,,
ام نايفه الفرحه الليله مو سايعتها ,, من زمان وهي تنتظر الليله ذي وان زوج نايفه يكون فيه مواصفات الرجوله اللي تتمناها كل بنت وراكان من الظاهر لهم يحمل اغلبها .. حبت انها توصيه عليها ومو عارفه متى الوقت المناسب ,, واهم شي انه يترك نايفه تزورها دايم ولا تقطع فيها ,, خرت دمعه حبيسه بعد طاري فراق نايفه وهي اللي ما تقدر تستغني عنها بس نصيبها اهم عندها من سعادتها هي شخصياً
فواز : كم مره اقولك لا تقول لي ياحبي وش شايفني صديقتك ,,,
منصور : يازين صديقتي زيناه وهو فاطس ضحك ,, قلت لك بكلمك بالليل اقولك اخباري ..
ربى حست الدنيا سوداء وقعدت على اول كرسي بجنبها وخذت نفس وشفيها الدنيا معاندتني وموراضيه تفرحني ,, كل المسأله اني حبيت ,,
وصلها صوت منصور : احم يا خاله ,, يا بنات نبي مويه ,,
ما قدرت ربى تتحرك ولا تتكلم وكان وجهها اقرب للون الازرق من الصدمه انه في حياته انسانه جديده ,,
التفت منصور على يمينه وهو داخل وشافها جالسه تطالع فيه بدون حركه ووجهها مخطوف وما قامت ولا ابدت أي حركه ,, رجع صد بأتجاه الباب ,, وهو يقول : ربى الله يعافيك نبي مويه ,,
قامت ربى بعد ما شافته وتبي تلبي طلبه بس رجلها ما قدرت تشيلها ,, وحركة ارتطامها بالطاوله اصدر صوت وغصب عن منصور لما شافها طايحه بسرعه يمسكها وهو يصيح بأعلى صوته ,,, ريماا ,, خاله ,,,
ما استوعب منصور كم من الوقت استغرق من شال ربى وحطها بسريرها وامها ترش على وجهها مويه وريما تشممها عطر ,, وصوت ريما تقول خلاص يمه افتحت عيونها
كانت ربى تشوف الدنيا تدور من كثر ما راسها ثقيل ,, وما تتذكر أي شي ,,
رجع منصور لوراء وما حب انه يكون ثقيل عليهم اكثر من كذا ..
وطلع يمشي بهدوء غريب لحد ما وصل استراحتهم الملاصقه ويدور على عنود ,,
كانت عنود تسوي قناع لوجهها ومسترخيه على الكرسي الطويل بالصاله ,, شافته يجي ناحيتها وجلست بأعتدال : منصور وشفيك كنك ميت لك احد ,, عسى ما شر ,,
بعد ما حكى لها منصور كل السالفه ,, انصدم برد عنود اللي كان اخر شي يتوقعه ,,
منصور بذهول وهو فاتح عيونه : انتي متأكده من الكلام اللي تقولينه
العنود : ميه في الميه ,, اذا منت مصدقني اسئل ريما وهي بتقولك ,,
منصور : عنود من متى ذا الكلام وليه ما قلتي لي ,, مو مصدق ,, معقوله ما حسيت ولا عرفت ,,
العنود : ربى اخر انسانه تبين لك ولا على جثتها ما راح تعرف ,, واذا هي حست بريحة خبر تسربت لك ما راح يحصل خير انا صديقتها وتؤامها وعارفه كل شي ,,
قام منصور بيطلع من الغرفه : وقامت له العنود وهي تمسك يده : ارجوك اوعدني ربى ما تعرف شي عن اللي صار لا اليوم ولا بعدين ,, انا كذا كني اخون ثقتها انت فاهم ,,
منصور وهو يهز راسه لها ويطلع يبي يكون لوحده وبس ,,,
وصل للمستشفى بعد ما قام وخلص بعض الاتصالات مع الرياض ,,
بعد لحظات من وصوله واستفساره عن حالة مساعد اللي تحسنت عن البارح بكثير وكانت احسن من ظن الاطباء ,, وابلغته الممرضه انه تم حجز جناح لمساعد في الدور الرابع ,, وانه تعدى مرحلة الخطر .. توجه للجناح وهو شبة متأكد بوجود عائلته معه ,,
وصل وبعد ما استأذن بالدخول تكلمت معه ام الجوهره وقالت له يدخل وهم بينتظرونه برى ,,
طلعت العايله وما انتبه للموجودين لانه ما حب يكون فضولي بنظراته ,, صد عنهم وتوجه للسرير ,,ومساعد يطالعه بنظرات كلها تقدير لموقفه معهم ,,, حب راسه ووقف بجنب السرير ,, وهو ماسك يده اللي ماطاع مساعد يفكها وتقبض فيها اكثر
سلطان: ما تشوف شر يابو الجوهره لاباس عليك ,,
مساعد بعيون مرهقه : الحمدلله ,, زين عدت على خير ,, مدري لو الام رصار وانت مو هنا واهلي ما معهم احد ,, خايف عليهم يا سلطان خايف
سلطان يشد على يديه ويقاطعه : ما فيك الا الخير وبتقوم بالسلامه ,,
مساعد : ما اوصيك عليهم الواحد ما يضمن نفسه ,,
طلعت عبير اللي كانت تجري مكالمه مع الجوهره في امريكا وتطمنها على ابوها وما تدري بوجود سلطان ,,
التقت اعينهم وانطلق منها شرار ناري انطفى في منتصف الطريق عندما نظر لها ابوها وبادرها بالكلام : عبير ..امك تحتريك في الانتظار
عبير تفاجأت بوجوده مسكت يدها ترتب حجابها وهي تبي تطلع الشنطه من الدولاب ,,
عطاها سلطان ظهره وهو يسئل مساعد عن وضعه وش قال له الطبيب ,,
سلطان : وش رايك انوم معك هنا يمكن تحتاج شي ,,
مساعد وهو يحاول يضحك شوي : ما راح تخليك عبير ,,
ابتسمت عبير بحزن في نفسها وهي تسمع ابوها وطلعت بدون ما تلتفت لهم ..
مشت للباب والتفت سلطان وهو يلمحها تطلع ,,
سلطان : الله يحفظهم لك تأثروا مرره عشان وضعك بس راح ترجعم لهم احسن من اول ,,
مساعد : سلطان هل راح تزعل مني اذا عرضت عليك عبير تتزوجها ,,
تلعثم سلطان وهو مافيه كلمه يقدر ينطقها بدون ما تجرح ابو الجوهره ما فكر انها مناسبه له ,, فكر اكثر انها عنيده ومغروره وتبي ترويض عشان تنحب ,, ومو مستعد يضحي بكم سنه عشان يتم المهمه هاذي ,, خذ دقيقه وهو ساكت فتكلم
مساعد : انسى الموضوع يا ولدي ,, عبير اغلى ما عندي ومابي أي احد ياخذها ,, وانت فيك كل الصفات اللي ابيها ,, بس اعذرني كان خاطر مر في نفسي لما طحت عليكم ,, واخاف بكره اطيح ومالهم احد عقبي ,,
سلطان وهو يتخلى عن كل احلامه وامآله : ومن بحصل احسن من عبير تشاركني حياتي ,,
مو كفايه انها بنت مساعد ,, ابو الجوهره ,, انا ودي بعبير اليوم قبل بكره ,,
حس انه قام بعمل بطولي وانساني لمساعد اللي عرض عليه اغلى ما يملك ,, وهو بدوره ما حب يكون اقل منه كرما ونبلاً ووافق على طلبه ,,
مساعد : عبير صح قويه وعنيده بس طيبه حيل ,, ومابي اذي مشاعرها واقول خطبت لك سلطان ,, تعرف البنات وش يفكرون فيه ,, سلطان وهو يقاطعه ويوفر عليه الكلام :
ابو الجوهره ,, انا اطلبها منك رسمي ,, واذا هي موافقه خير البر عاجله ومو لازم زواج رسمي في الوضع اللي حنا فيه اهم شي اني اكون مسئول عنها وعن خواتها ,,
مساعد بسعاده تملأها الطمأنينه : ظني فيك ما خاب ,,
بعد ما انهى الشيخ اجراءت الملكه وغادرهم طلبت ام نايفه من اخوها سعود انه يروح لبيته عشان ام راكان تبي تبارك لولدها ونايفه ,,
في الاثناء ذي كانت مشاعل تزيد شوي بلاشر لنايفه اللي تعتبر في نظر مشاعل اسطوره ما قد احد سمع بها او شافها ,, كأن يغشاها ضباب مغلف بشفافيه واضحه شي يصعب على مشاعل وصفه ,, طلعت تسريحتها اكثر من رائعه وشعرها يتموج بشكل ويفي ومرفوع من الجوانب ,, اسدلت غرتها بطريقه غجريه مبعثره ,,
بعد ما سمعت مشاعل صوت امها مسكت يد نايفه وهي تمشي معها لحد المجلس الصغير ,,
على ان المسافه كانت لا تتجاوز خمسة امتار بين الغرفه والمجلس الصغير الا ان نايفه احسست انها بعيده بسبب رهبتها من وجوده وتريد الهروب ,,
رأت الباب مفتوح وهي تنظر للاسفل ,, مشت خطوة ثانيه وهي تمسك مشاعل اكثر
كان فيه فرق بين الشوفتين .. الاولى كان حجابها عزل بينها وبينه ,,
والان تجد نفسها برغم الفستان كأنها عاريه امامه ,, احست بخجلها يزداد ,, وتحمر خديها التي احست بحرارتها الملتهبه ,,
مشت مع مشاعل وهي لا تدري اين تضع خطاها ,, وقفت مشاعل فوقفت وهي خجلى من النظر اليه ,, احست به يقف في وجهها وهو يمد يديه لها
راكان : هلا بالزينه ,, تفضلي وهو يمسك يديها من مشاعل ويجلسها بجنبه على الارض ,
وصل لها رائحة عطره القويه ,, رجفت يديها من لمسته ,, واصوات قلبها تتسارع للفضاء الخارجي اكثر ,, خافت ان يسمعها او يحس بها ,,
لم تعي ما تقوله امها او مشاعل او امه ,, تسمع اصوات ضحكهم ,, لم يكن يشاركهم بل هو ينظر لها مبتسماً فقط ,,
البسها عقد من الياقوت الاخضر ,, لم تستوعب فخامته وشكله لم يكن يهمها ,, ما يهمها فقط متى تخرج من هذا المكان ,, فهو ليس لها ,, فالخجل بلغ معها اقصى درجاته ,,
ام نايفه وهي تخرج متعذره بأنها سوف تأتي بالشاي ,, تتبعها ام راكان ,,
فأستغل راكان الفرصه ونظر لمشاعل بعينه ان تتركهم لوحدهم قليلا ,,
مشاعل بضحك : نايفه ترى راكان ما ياكل ,, اطلبي الحين اللي تبينه منه ,, عشان راح ينفذه لك ,, اسمعي نصيحتي
راكان وهو ينظر لها بأعجاب : انتي اتركينا عشان تعرف نايفه تحكي ,,
مشاعل وهي تصك الباب ,,التفتت نايفه لها تبي تقولها : لا تروحين بنهار من الاحراج ,,
راكان يزيد من نظراته اللي احرقتها اكثر وحست انها بتصيح في وجوده ,, مسك يديها اللي مشبكتهم في بعض ,,
راكان : عيونك حلووه ,, انصدمت نايفه من جرئته ,, هم للحين ما تزوجوا الا بالورق ,, وهو قاعد يتغزل فيها بالمكشوف ,, بغت تتحرك عشان تقوم وهي تحس ان رجلها تخدرت من الصندل والقعده على الارض ,, حط يده على خدها وهو يمسحها بشويش : كنت بنتظر لحد ما تحددين الزواج ,, بس اظن مافيني صبر انتظر ,, قامت نايفه بحركه سريعه ,, تبي تطلع ووقف معها وهو يمنعها : انتي الحين ملكي ,, يعني مو حرام اشوفك ,,ليه مستعجله
نايفه وهي ما قدرت تنطق : ارجوك ابي اروح ,, تركت يده وطلعت للغرفه وهي مو حاسه بأحد ابد ,,,
وقف راكان وهو مشدود لها بكل ذره فيه ,, مبهره ,, راائعه ,, مذهله ,, احتار كيف يصفها ,,
اميره اندلسيه ,, ام فتاه عربيه حكت عنها الكتب القديمه ,, عذوبتها تقطر من تصرفاتها ,,
حياءها ينسكب في نظراتها ,, اذهلته بكل ما فيها ,, تمنى لو يكون معها في كل لحظه ,, لم يسعد بعد من حديثها ,,
اتصل على مشاعل اللي كانت جنب نايفه تسئلها عن شعورها : مشاعل عطيني نايفه دقيقه
عطتها الجوال وهي تأشر لها بأنها ما تدري وش يبي : راكان معك ,,
طلعت مشاعل من الغرفه عشان تعطيهم وقت خاص بهم
ونايفه يوصلها صوت راكان : ابي اكلمك الليله خذي رقمي ودقي علي اذا فضيتي ,,
كان يقول الرقم ونايفه سرحانه فيه وفي كلامه ,, وما كان نيتها ابد تحفظ الرقم لأنها ما تبي تكلمه ومو عارفه وش تقوله ,,
طلعت ربى وهي لابسه روب ابيض وشعرها ملفوف على فوق بطريقه دائريه ,, قعدت على الكرسي عشان تحط شوي لوشن على جسمها ,, سمعت نغمة المسج ,, تشوف انها اليوم ما كانت مع العالم وقضته كامل في الغرفه ,
لبست لها فستان قطني من الكتان .. حررت شعرها المموج ورفعت غرتها بالكامل ,,
بعد رتوش من البودره اضفت لمسه من الماسكارا ,, اردات ان تغير نفسيتها في هذا الجو المشحون بالنسبه لها ,
الجميع راح يكونون في استراحة خالتها ,, خذت لها طرحه وطلعت من باب المطبخ عشان يكون اسهل لها نفسياً وما ينتبه الرجال لها ,,
دخلت المطبخ وهي تسمع فيه حركة وصوت العنود تنافخ على سلمان يشيل صينية القهوه ,,
مرت بجنبهم وعنود تكلمها : قبل ما تروحي عند الحريم مري على غرفتي بتحصلين حاجه حلووه على السرير انا تركتها عشانك ,, ربى وهي ترفع حاجبها مستغربه من العنود وحركاتها اللي تطلع في وقت هي غير متوقعته بالمره ,
دخلت الغرفه وهي تمر على الصاله الجانبيه واصوات خالتها وريما هي اللي عاليه ,,
ناظرت في الغرفه ما شافت شي غريب ,, غرفة خاليه اصلا الا من السرير والدولاب الصغير بالجانب ,
طالعت بحركه دائريه هي مستغربه اكثر وتدق جوال على العنود تبي تعرف وش القصه ,,
وهي تبي ترفع عينها ثاني ومنصور واقف قدامها وهو يقول بصوت هادي : ممكن اكلمك دقيقه ,
ربى وهي تحس انها بتنجلط من تصرفه ,, وش بيقولون اهلهم لو دخل احد فجأه ,, فكرت بسرعه وش ترد عليه وهو يكمل : ربى اسمعي انا عندي طلب واحد وفكري فيه
ما حبيت يكون بيننا أي وسيط ,, وحاب اعرف رأيك فيني ,, ممكن تقبلين بي كزوج او لا ,,
كان جوالها بيدها وما حست فيه وهو يطيح لما استرخت من المفاجأه والروعه والغضب بسبب وجوده معها بالحالهم ,,
وحست انها بتطلع كل الكلمات المشوهه وتجرحه مثل ما جرحها كل السنوات ذي حتى لو بدون علمه ,,
وبصوت واثق تكلمت وهي تقوله : اللي باع امه عشان وحده شقراء ممكن يبيعني عشان شغله ثانيه استاذ منصور ,, ومشت وهي تطلع من الغرفه التفتت له وهي تقول .. البيوت لها حرمه وتصرفك اكبر دليل على شخصيتك الغير متزنه بالمره ,,
مسك منصور يدها وهو يلويها : تعالي :: وانا اللي فهمت خطأ انك تعشقيني ,, اثاريك توهمينهم عشان اتقدم لك ,,
ربى وهي بتطلع من طورها : اللي قالك غلطان مليون في الميه ,, فك يدي يا الداشر ,,
ما وعت الا بكف يطيح على خدها بقووه كبيره ويطيح معها الطرحه واهتزت شوي وظلت واقفه مكانها وعينها على الارض ,,
طلع منصور وهو يغلي من الغضب من كلامها اللي يطلع الرجال من طوره ,, وخذ السياره وهو يحس انه ممكن بنت مثل ربى تخليه يفقد اعصابه بسهوله ,,
خذ طريق السريع وهو مو عارف يروح للخرج والا الشرقيه يبي يبعد قدر المستطاع عن المكان اللي هم فيه ,, حس ان قلبه ,, يغلي من الغضب ,, والقهر هو باع امه ,, هم يفكرون كذا والا هي بس ,, تذكر الكف اللي عطاها اياه ,, حس بعصره في قلبه انه يمد يديه عليها وهو ما قد مد يديه حتى على كاثرين الخاينه ,, بس كلماتها له تركت في نفسه قسوه تجاهها مستحيل انه يغيرها ,,
دخل غرفته في الفندق ,, وهو مشوش من اللي صار ,, اتخذ خطوه جريئه في حياته وقبل بعرض مساعد وتقدم لها ,, تمنى في يوم من الايام انه يكون له حق عليها عشان يأدبها ويكسر راسها العنيد ,, وهاذي الفرصه جاته على طبق من ذهب ,, بس هل هو يتمنى هالشي حقيقه والا مشاعر متناقضه تجيه من وقت للثاني ,,
حس بغربة حياته ومشاعره المكبوته ,, وحاجته للحنان ولشريك يحتويه بكل ما فيه ,, حاجته للانثى الي تفتح الباب بأبتسامه وتفتح يدينها له وتضمه وتحسسه انه طفلها هو فقط ,,
حاجته للأنثى الطاغيه بمشاعرها المتدفقه تجاهه ورغبتها انها تستأثر به لها فقط وتهديه روحها في قلب صغير وتحفره في ضلوعه ,,
فكر فيها اكثر من عشرات المرات لهذا اليوم ,, هل هي الانثى التي اتمناها ,,
تذكر تفاصيلها ,, احس بقلبه يتوتر من شكلها ,, انثى بمعنى الكلمه ,, عنوان للاغراء والانوثه المكتمله ,, تذكر ثغرها وهي عابسه كأنه يحارب كل كلمه جميله تريد لفظها ,,
تذكر عينيها ونظرتها المغروره ,, والتي توحي له بانه منبوذ من عالمها ,, هو بالذات ليس احداً غيره مرفوض البته ,,
شكلها في المزرعه وذاك الصباح تحديدا يرفض ان ينمحي من عقله ,, شعرها الذهبي عيونها ,, ضجرها ,, دقة تفاصيلها المنحوته ,, يديها,, خصرها ,, طولها ,, علقت بجفونه ,,
ويطفو عليها ويبعثر تلك الصفات الفريده ذلك الغرور المتعجرف ,, واللسان الحاد ,, والنظره الواثقه ,, بأن هذا الكون لها فقط ,,
سلطان وهو يتنهد ويتكلم مع نفسه : اتمنى اني ما تسرعت , ورمى الجوال وقام ياخذ له شاور يغسل به فكره المتوتر ,,
خذت اللحاف وغطت به ابوها اكثر لحد اعلى الصدر وهي تمسح على شعره بعطف وجبهته واعلى منكبه وهي تضغط عليها بحنان كأنها تريح اعصابه ,, من الظهر وهو معهم بالجسم ولكن العقل في مكان بعيد ,, استدرجته دلال وعبير والبنات الصغار وكان يرد بأجابات مبهمه ,,
بعد مغادرة الجميع ,, صلى في سريره ,, واسترخى بهدوء بعد ما اطفت عبير الضوء وهي واقفه جنب السرير وتقوم بقراءة الاذكار على رأسه ,,
بعد ما انتهت سئلها مساعد : وش اخبار الجوهره عسى ما قلتي لها كل شي
عبير : افا عليك يا بو الجوهره ,, انت ما تعرف عبير لسى ,, قلت لها انك بتسوي فحوصات شامله ,, وفيه شي ثاني بعد ,, الجوهره حامل في الشهر الثاني والدكتور حذرها من السفر الا بعد كم شهر لحد ما يثبت الحمل ,, وانت تعرف جوهره وشكثر تخاف عليك لو تشم خبر راح تجري على اول طياره ,,
مساعد : بعدي يا قلبي ,, خذ يديها وهو يمسك فيها وينظر لها نظره حنان : فيه موضوع ابي اقوله لك بس ما جاتني فرصه ..
عبير وهي تضحك في وجهه بروااق : وشو يا دنيتي ,,
مساعد : سلطان خطبك بس ما امداني اقول لك وحنا بالرياض بغيت اجل الموضوع شوي
عبير وهي منصدمه بكل حرف يقوله ابوها وهي تهز راسها بلا : يبا الكلام ذا مو مناسب الحين والله يخليك لي انا مابي اتزوج الا لما خلص جامعتي ,,
مساعد وهو يبتسم لها : عبير اقولك شي وانقلبت الابتسامه لحزن غمر وجهه الحنون : لو يقولون لي اختار واحد يكون ولدك ما راح اختار الا سلطان
تأثرت عبير من كلام ابوها عنه وايقنت بقووه مكانته عند ابوها ,, وقاطعته وهي تقول : يبا ...
مساعد وهو يقطع عليها الكلام : انا ما راح اجبرك عليه بس اذا تغليني ابيك تفكرين وتعرفين ما راح اختار احسن منه لك ......
امتلت عيونها بدمع ما قدرت تشوف معه ابوها اللي يطالعها وضمته وهو يمسح على شعرها ويهمس لها : سلطان اعرف انسان بثروتي وراح يحافظ عليها وزواجه منك راح يخليه يحرص اكثر على الشركة ,, عبير ابيك تفكري بعقلك انتي بتكسبين سلطان مو لك بس لكل اهلك
انا جيت هنا على نقالة ومدري اطلع بنقاله والا امشي على رجولي
صرخت عبير بلا وعي منها : بعيد الشر يبا لا تقول كذا انت ما فيك شي كلها شوية تعب وبيروح ,, انت للحين قوي وبتشوف انا بذكرك ....
مساعد وهو يزيد من الضغط عليها : عبير اذا تبين ارضى عليك وافقي يا قلبي وبحس بس ذيك اللحظه اني تعافيت ,,
عبير بدون ما تشعر بأي شي : يبا اللي تبيه ما راح اخالفك عليه ,, اهم شي انت تطمن وتحط في بالك انك بخير لا تفكر اكثر من كذا طلبتك يبا ,,,
غمض عينه في هدوء يبي ينام ويبي يرتاح من الموضوع اللي اشغله من اليوم الصباح ,,
سكرت كل الاضاءه الموجوده وبقت نور صغير اخر الجناح عشان يضوي المكان ,, وحطت راسها على الكنبه وهي تحبس دموعها ما تبي ابوها يحس بشي ,, وتذكرت كل شي مر بها من اول يوم المزرعه لحد اليوم الظهر مع سلطان ,, هي راح توافق عليه بس بشروط راح تقوله عنها ,, مستحيل ....... قامت وهي تحط يدها على صدرها واعلى رقبتها وهي تفكر انها ممكن تكون زوجة له ,, ما راح يكون سهل ابداً على نفسها انها تكون له ,,, اكيد راح يعرف انه زواج مصلحه ,, بس انا كيف ارضى بزواج كذا عشان ثروة ابوي ما تضيع ,, وانا ليه محد يفكر فيني وحياتي اللي بتضيع مع سلطان ,, سلطان كريه كريه ,, وظلت دموعها تنزل مسترسله بدون توقف حتى غلبها النوم ....
انتظر اتصالها بفارغ من الصبر ,, عدت الساعه اثنى عشر وهي ما دقت ,, بدى يتنهد بملل وطفش ,, يعني مو كافيني ما قعدت معي بعد ما تدق ,,
اتصل على مشاعل يبي ياخذ رقم نايفه منها ,, جاه صوت مشاعل وهي تضحك : معقول راكان .. خلك ثقيل ,, بتقول مو مصدق نفسه ,,, اثقل عاد ... وبعدين انت شفت بنفسك كيف هي تستحي ,, عطها فرصه انها تتجرى شوي
راكان بملل : وفري نصايحك وعطيني الرقم وانا اتفاهم معها
بعد ما خزن الرقم عنده اتصل عليها فوراً وبدون تردد ,, استغرب انها ما ترد ,, معقول ما عرفت الرقم ,, بس انا عطيتها اياه بنفسي ,, تنهد اكثر وهو يمني نفسه انه يسمع صوتها
فأرسل لها مسج (( ليه ما تردين ))
نايفه ما توقعت اتصاله وتوقعت بعد انه يعذرها اذا ما دقت عليه ويعرف انها لسى ما تزوجت زواج رسمي عشان تتعود عليه ,, وخايفه يكون يتسلى بها واذا ما عجبته يطلقها ,,
فأرسلت له (( امي نايمه معي بالغرفه ))
اول ما شاف المسج رد عليها (( طيب روحي للمجلس ابيك ضروري )) نايفه وهي تحس انه زودها معها شوي (( اسمح لي ما اقدر اكلمك .... انا اسفه )) ارتفع مستوى الغضب عند راكان وسكر الجوال وفي راسه الف فكره يبي ينفذها مع نايفه وتعرف معها من هو راكان ,,
خذت ربى بعضها بعد ما طلع منصور ورجعت للاستراحه هي عارفه انها خاربه من اول اليوم ,, وهي من حفره لدحديره ,, وحظها مع منصور خلص شكله تحطم الليله على صخرة هواشهم ,, ما تصدق انها قالت لمنصور الكلام القاسي ذا ,, وش خصها فيه تحكي عنه وعن امه ,, لامت عنيد وريما من كل قلبها ,, وايقنت ان الانسان ما يحفظ سره الا نفسه ,, وان أي احد ثاني ممكن يقول أي شي يعرفه مقابل ضغوط او اسباب ثانيه ,, ندمت من قلبها على معرفتهم سرها الصغير واللي تشوف انه الليله صار ماله معنى ,, طريقة كلام منصور عنها اغضبتها ,, عشقتيني ,, كلمه كبيره انه يقولها ,,
دخلت الغرفه وهي تسكر الباب بالمفتاح ,, مو مستعده تكلم احد لا ريما ولا امها,, وتأكدت ان جيتهم للاستراحه قضت على كل شي ,, وصار لازم من الليله انها تمسح اسم منصور من قلبها وحياتها لأنها خربت كل شي ,, وهو ساعده بكلامه اللي ضايقها في كرامتها وعزة نفسها ,,
رمت الطرحه ,, وتنهدت من الحمل الثقيل اللي على قلبها ,,
فتحت التلفزيون تبي تشوف أي شي يشغلها .. وهي تدور من محطه لمحطه ,, وما انتبهت لصوت الجوال اللي يرن بدون توقف ,,
ظلت تشوف التلفزيون وقلبها وفكرها في وادي بعيد سمعت صوت الباب يدق بقوه وريما تكلمها مفجوعه : ربى افتحي الباب ,,, عجلي منصور صار له حادث ......
انتهى الجزء اتمنى يحوز على رضاكم حبايبي ...

اوكسجين
اوكسجين
((الجزء السابع ))
تلاحقت الاحداث في غضون يومين صدمه ورعب حقيقي من جهه وخوف وترقب من جهه ثانيه وتجاهل تام من جهه ثالثه والكل مترقب عما تسفر عنه
....
منصور مستلقي على السرير في عجز تام وهو يسمع كلام الدكتور له ...
الدكتور : شف يا بني الحمدلله العظام سليمه بس عندك احتكاك في الظهر شويه ,,بسيطه حيروح مع الايام والتمارين ,,
منصور واللي يحس بثقل في راسه .. ويشوفهم اكثر من شخص في نفس المكان ....
بس انا حاس اني ما اقدر احرك رجلي يا دكتور , وراسي ثقيل حييل ,,
الدكتور : طبيعي جدا انت لسى ما صار لك يومين ,, وخذت مهدئات كثيره عشان الالم ,,
وما تنساش انه كمان الخبطه كانت قويه بس الحمدلله عدت على خير ...
منصور وهو يردد الحمدلله لأكثر من مره ,, ومع دخول الزوار عليه نسى الالم مؤقتاً
بعد ما رجعوا للرياض ودخول منصور للمستشفى اعتصمت ربى بغرفتها ,, وحست انها السبب وراء حادث منصور ,, اكيد عصب عليها بعد الكلام القاسي اللي قالته ,, بس هو بعد غلط علي ,,
ريما وهي تدق عليها الباب : افتحي انتي وشفيك على طول تقفلينه ,,
ربى بتكاسل شديد : ولا شي انسى بس ,,
ريما : طيب بنروح لمنصور انا وامي ,, تجين معنا مو حلووه ما نروح له ,,
ربى : بصفتي ايش اروح والا انتي ؟؟
ريما بتريقه : الحمدلله والشكر بصفته ولد خالتي ومثل اخوي فاهمه ومريض ولازم نزوره ,, بعدين انتي مو مجبوره تروحين ,, طلعت ريما عبايتها من الدولاب , ولبست لها لبس كاجول وتجهزت وطلعت مع امها ,,
جلست ربى في مكانها وهي تراقب ريما وتفكر هل المفروض تروح وتسلم عليه ,, او تتجاهله ,, بس ما تدري وش الصح ,, وماحد يعرف عن الموضوع اللي صار بينهم ,, ومو مستعده تقول لأحد عن أي شي ,,
طلعت ريما وتركتها في حيره وعجز تام عن التفكير بصوره صحيحه ,,
بعد ما عرفت دلال والبنات عن خطبة سلطان كانوا متحمسين مره للزواج وان سلطان يكون
من عايلتهم ,,
دلال ومساعد يتكلمون على جنب , ويهمسون بصوت خافت جدا لا يكاد يسمعه احد ,, وعبير بتنجن من الفضول ,, حاسه انها محور الحديث ,, كانت هي ومها وغاده قاعدين يشوفون مجله ازياء عالميه ,,
دخلت الممرضه وقطعت عليهم الجوو وهي تعلن عن وصول الدكتور ,,
بعد ما دخل الدكتور وفحص على مساعد ,, استبشر بتحسنه اللي يتقدم بسرعه والفضل لله سبحانه وتعالى ثم للجو الاسري اللي يعطي دفعات من العلاج النفسي القوي ,, وارادة مساعد كانت قويه انه يتجاوز المرض والوجع اللي مر به ,,
بعد بعض الملاحظات اوصاه الدكتور انه ممكن يكون في البيت وتزوره ممرضة العائله وراح تفحص عليه بشكل دوري ,, واهم شي حالياً التزام الراحه النفسيه والغذاء الصحي ,,
وصل سلطان في ذي الاثناء وهم كلهم وافقين حوالين مساعد واول ما سلم ,, صدت عبير لناحية ابوها ,, وهي ما تبي تشوف وجهه ,,
دخل سلطان اكثر وهو يصافح الدكتور ويسئله عن الحاله بشكل اكثر ,,,
طلعت دلال والبنات في الانتظار ,, واضطرت عبير انها تطلع من الغرفه ,,
فيه عيون كانت تراقب كل تصرف تقوم به واول ما وصلت للباب ,, ناداها ابوها وهو يتكلم بصوت واضح : ارجعي هنا شوي ابيك ,,
عبير وهي تلتفت له بطريقه فيها استفسار وسلطان اللي يراقب الوضع استأذن من الدكتور انه يشوفه في مركز الاطباء ,,
استاذن الدكتور وحب سلطان انه يترك الغرفه بعد ما احس ان مساعد في حاجة عبير ,,
تكلم مساعد بثقه وهو يقول لسلطان : تعال هنا يا سلطان ,, ابي اقولك عبير موافقه على الزواج ,, واذا تبون سعادتي
ابيك تجيب شيخ يعقد لكم الليله ,, ,,
عبير تحس ان ابوها يطلق قذائف مو قادره تستوعب أي شي ,,
ابوها يبي زواج سريع باي شكل ,, يعني مافيه فرح ولا فستان ابيض ,, تماسكت وهي تشوف ابوها القوي في مرحلة ضعف ما تدري متى بيطلع منها فتكلمت بحده شوي :
الله يعطيك طولة العمر يبا ,, انت تتدلع علينا ,, وراح نسعدك بس مو بالسرعه ذي
اقتنص سلطان الفرصه وهو يطالعها بنظره كلها احتقار : بالعكس كلام ابو الجوهره عين العقل
والليله راح يكون الشيخ عندكم بالبيت ,,
جت عبير بتفتح فمها تحكي ويد ابوها تمسكها تسكتها . ... طلعوني من ذا المستشفى مالي خلق له اكثر من كذا ,,,
جلست نايفه تشوف التلفزيون مع امها ,, وتفكيرها عند راكان ,, ما رجع يتصل بعد هذيك الليله وهو متجاهلها تماماً اكيد زعل على الحركة اللي سوتها وانها ما اتصلت عليه ,,
قامت من عند امها تبي تروح للمطبخ تزين أي شي يطلع معها ,, كانت الساعه 5 العصر ولسى بدري الليل طويل ولا به أي شي يسوونه ,,
كانت لابسه جلابيه قطن ورافعه شعرها بشكل ذيل الفرس ,, رفعت كم الجلابيه وهي تتجهز تطلع المقادير من الكبت ,, خذت طحين وحبت انها تسوي عجينه فطاير ,, وحطت كل تفكيرها في الاناء اللي قدامها حبت تبعده عن خيالها اللي حضر فيه بقووه مع شعور بالالم انه ما رجع يتصل حتى لو ما ردت عليه لأن ذا الشي يرضي غرورها كأنثى ,, ,, نادتها امها وهي تقول : نايفه ,,
طلعت من المطبخ وهي ترفع يدينها على فوق عشان ما يطيح أي شي منها وهي تقول : لبيه يمه !!! انصدمت من اللي واقف عند الباب وهو يناظرها ولابس نظاره شمسيه ,, ومعاه غرض في يده ,,
رجعت على وراء تبي ترجع للمطبخ ,,
وتقول في نفسها : الله يهديك يمه تناديني كذا وخزياه ,, وش بيقول عني ,,
امها وهي تقلط راكان داخل ,, وتروح تستعجل نايفه ,,
تفاجأت نايفه من طلب امها لها انها تروح للمجلس راكان ينتظرها ,, وهي معارضه عشان ما يمديها تسوي شي او تلبس شي ,,
دفتها امها وهي تقول روحي بسرعه وانا بجيب له القهوه يالله لا تبطين ,,
دخلت نايفه غرفتها وهي تحس ان الوقت يمشي بسرعه وهي تمشي ببطء ,, خذت شاور سريع في غضون خمس دقايق وطلعت تنورتها مع توب هاي نك بيد طويله ,,
حطت روج وردي فاتح ,, مع شوية بلاشر ,, رفعت غرتها فوق بشباصه صغيره ,, وتعطرت كثير عشان يعطيها احساس بالثقه ,,
طالعت شكلها للمره الاخيره وهي تحس ان قلبها يرقع بقوه من الكلام معه كيف بتتكلم وشلون بتبرر له تصرفها هذاك الليله ,,
مشت بهدوء ووقفت عند الباب وهي تطالع شكله مع امها ,و قدروا يفهمون على بعض بسرعه ,, وصار بينهم مواضيع مشتركه ,, وارتاحت نفسياً انهم متفاهمين ,,كان يناظر في محفظة ام نايفه اللي تحتفظ بها معاها دايما وفيها صورة ابو نايفه لما تزوجها كان صغير جدا ,,
ما انتبه لوجودها عند الباب ,, ظلت واقفه تتأمله منبهره من حضوره الملفت ,, اسلوبه في الكلام ,, طريقته الحلووه في رفع يده اذا تكلم وهو يرفع عينه شافها واقفه ما تقدر تجي اكثر ,, حياءها يمنعها ,,
ام نايفه انتبهت للوضع وهي تنادي على نايفه تجي وتستئذن راكان وتطلع وهي تقول حق نايفه ,, راكان يبيك في موضوع ,,
قام راكان وهو يطالع فيها وهي لسى واقفه جنب الباب ما قدرت تجي اكثر ,, وهو حاس انه ما يبي يبين لها شفقته اكثر من كذا عشان ما تتغلى اكثر ,, فوقف وهو يتأملها وهي تطالع في الارض ,,
ما اجملها في كل حالاتها ,, كانت مثل فتاه غجريه منذ دقائق ,, يعتريها الخوف والخجل من حضوري ,, تريد الاختباء بين جدران المنزل المتواضع ,, اين ستهربين من عيني التي لم ترتوي بحضورك بعد ,,
وها هي مهرة اصيله شامخه ,, تريد من يروضها كي تستلم من بعد هذا الجموح الذي اتعبها ,,
ما اجمل ان اتأملك يا فتاتي ,, اني اكاد اذوب شوقاً لمصافحة يدك ,,
قطع افكاره صوتها الخافت وهي تكلمه : امي تقول انك تبيني ؟؟
راكان وهو ينظر لها بجرأه قضت على قوتها : وين السلام ,, والا تبين اسلم انا ما عندي
مانع اكون البادي وفي ثانيه كان اقرب لها من ظلها وهي يطبع قبله رقيقه على خدها ,, جفلت منه نايفه وهي تحس انها سوت شي غلط بسماحها له يقرب منها اكثر ,,
حبت تطلع من الغرفه ويمسك راكان يدها ويحول بينها وبين الباب : مستحيل اتركك تعالي عندي كلام ابي اقوله لك ,,
ام عبدالرحمن وريما وهم يسئلون موظف الدخول عن غرفة منصور ,, بعد ما عطاهم المعلومات وهم متجهين للغرفه تكلمت ام عبدالرحمن : والله ان خالتك عطتني اياه مير انا نسيت ,,
ريما : مو مشكله ما قصر الموظف معنا ,, اول ما دخلوا المصعد دخل معهم شاب ,, وهو يعطيهم ظهره ,,
وام عبدالرحمن بصوت واطي : الله يجزاك خير ,,
طلعوا من المصعد وهم يتجهون في نفس الطريق ,, وكان يسبقهم بخطوات وللصدف دور كان يبي غرفة منصور ,,
تراجعت ام عبدالرحمن وهي تكلم ريما : اكيد انه من ربع منصور تعالي نجلس على الكراسي ذي لين يطلع مو ودنا نضيق صدره وهو للحين توه داخل ,,
جلسوا يسولفون مع بعض لمده تجاوزت ربع ساعه ,, كانت ريما حاطه غطاء على وجهها ,, حست بالضيق ورفعته وهي تشوف الممر الخالي وصدت ناحية امها وهي تسئلها عن الساعه
وفي لحظه كان الشاب واقف وهو مبهور بريما متصنم بدون ما يتحرك ,,
رجعت ريما تبي تنزل الغطاء وتطيح عينها في عينه وتصد على طول تحت وهي ترجع غطاها
والشاب يقول : السموحه يا جماعة الخير
دخلت ام عبدالرحمن الغرفه وريما وراها ووقف الشاب عند باب الغرفه وهو يسمع منصور يقول
خالتي وش ذا المفاجأه الحلووه
جلست عبير وراء الباب بعد ما قفلت غرفتها وهي تصيح بصمت شديد وظلت على الوضع هذا حتى اكثر من ربع ساعه وهي تصيح ودموعها كانها شلال ينتظر اشارة العبور ,,
ما تدري ليه كل هذا الحزن هو على حالها والا على حال ابوها اللي طاح وهو يحس انها نهايته ,, والا على اهلها اللي يفكرون بوضع ابوهم ,,
ليه لازم هي تضحي عشان هي القويه ومستعده انها تكون ولد ابوها ,,
والا عشان هي المناسبه سناً لسلطان ,, ومها وغاده لسى صغار ,, والا عشان ابوها يبيه وواثق فيه انه راح يحافظ على ثروته ,,,
يعني عشان كل الاسباب ذي لازم تكون كبش الفدا مع سلطان الحقير ,,
تنهدت بقوه وهي تذكر نظرته لها في المستشفى ,, لقاءهم في كل مره يتسم بالعدائيه ,,
اجل وش راح يكون اذا تزوجوا ,, عبير عارفه انها راح تفشل معاه ,, لانها مستحيل انها ترضى فيه كزوج ,, انتفضت بقووه لما تذكرت انه له الحق فيها ,, وهي تقول مستحيل مستحيل ,,
انا لازم افهمه اني مستحيل اكون زوجته الا بالاسم ,, ولازم يرضى عشان ابوي ,,
اتخذت خطوه جريئه ,, وقامت وهي تتأكد انها تقفل الباب ,,
ودقت رقمه وهي تتنفس بشكل سريع ..
كان سلطان مسترخي على السرير ,, ينتظر وقت الصلاة ,, وهو يفكر ان الليله راح يرتبط مصيره ببنت مساعد اللي بهرته شكلاً وصدمته جدا فعلاً وسلوكاً وشعر ان المهمه كبيره وانه يغيرها عشان تناسبه وتقدر انها تحتويه مثل ما يبي مهمه شبه مستحيله وراح تأخذ وقت ,,
هو انتظر وقت طويل ما يبي يربط نفسه مع أي وحده ,, كان يبحث عن شي مستحيل انه يتكرر شي مستحيل انه يكون موجود في عالمه ,, شي مستحيل ان اوصافه قد مرت عليه من قبل
كان يبي له قلب حنون يتدفق منه مشاعر الحب والعشق والوله ,, مشاعر الشوق والغيره واللهفه ,, مشاعر الود والاهتمام والانتظار ,, مشاعر الحب اللي يسمع فيها ,,
تذكر عبير وصورتها اللي خذها وشدته من اول لقاء ,, وتذكر لسانها الحاد اللي شوهه صورتها المحفوره في عيونه ,,
وزاد في اعتقاده ان غرورها مرتبط بتربيتها ودلع ابوها لها ,, تمنى انه له الحق يغير اشياء فيها بس لما صار واقع حس بثقل المسئوليه والخوف انه يفشل معها ,,
تذكر مواقفها معه تدور في ذهنه بكل تفاصيلها وهو يشوف الجوال يولع بأسمها اللي خزنه عنده (( المغروره ))
رفع الخط وهو مصغي بكل ما عنده من شعور وهو يتكلم بثقه : نعم
بس سمع صوتها وهي تصيح بهدوء وتحاول تتكلم وما تقدر تطلع الحروف المناسبه ,,
باله راح بعيد جدا وهو يقعد ويقول : مساعد فيه شي تكلمي وهو يصرخ بقووه اكثر
وهي تحاول تتكلم وتقول : لا لا
سكت سلطان وهو مترقب للي تبي تقوله : شجعها وهو يقول : وش صاير تكلمي فيه شي ,,
عبير وهي ما تقدر تمسك نفسها : انا مابيك
كان سلطان واقف وهو يسمعها ,, وانصدم من كلامها وفكر بعد انه اصلا ما خطبها وان ابوها هو صاحب الاقتراح ,, يا ترى هي عارفه الشي ذا وتجرأت انها تقوله ,,قعد على الكرسي وهو يمسح جبينه ويبي يرد عليها رد مناسب ما ينقص من رجولته شي : ممكن اعرف ليه ما تبيني ,,
عبير وصوتها المتقطع من الصياح : انا وافقت عشان ابوي وبس ,,
تنهد سلطان بقوه وصلت لها بكل ما فيها من حرقه : وانا عشان ابوك بعد ,,
تأكدي ان الكره متبادل ,, زواجنا عشان مساعد ,, واللي يريحك شوفيه ,, وقفل الخط وما عطاها أي فرصه ثانيه ,,
صارت مثل الورقه اللي تطيرها الرياح في يوم شديد البروده ظلت في مكانها ترتجف من الخوف و برودة الموقف وطريقته معها ,, هذا حتى ما حاول يقنعني انه يبيني ,, وش قصده انه عشان ابوي,, هل هو يفكر مثلي بصحة ابوي ,,
قطع عليها صوت امها وهي تدق الباب بأستمرار ,, مسحت دموعها وهي تمشي تبي تفتح الباب ,,
دخلت امها وهي تطالع في المكان ,, شافتها ما سوت شي ,, وطالعت فيها بهدوء وهي تشوف دموعها ووجهها المتأثر
مسكت يديها وهي تضمها بعطف وحنان ممزوج بالخوف : عبير لا تخافين يا حبيبتي ,, ابوك فرحان عشانك بشكل يمكن ما تتخيلينه ,, ومتأكد ما راح يحصل احسن من سلطان لك ,,
انا بحاول اقنعه ان يكون زواج ملكه بس واذا رجعنا الرياض نسوي فرح ,,
عبير وهي مصدومه من كلام امها : تقنعينه ,, وشلون يعني ,, ما يصير كذا انا بنت مساعد
ومو حيا الله ياخذني كذا ,,
دلال : هدي نفسك ولا تعصبين ,, ابوك قصده انه يستعجل في الزواج هذا عشانه خايف عليكم ,, سكتت ما تبي تطلع الكلام من قلبها .... عبير ابوك خايف من الموت فاهمه ......
وصوت بكاء عبير بدى يقطع قلب امها عليها .......
منصور فرحان جدا بخالته ,وسئل ريما كم سؤال عن صحة ابوها واخوانها ,, رن تليفون الغرفه ,, فرد منصور وهو يضحك : نسيت منك يا شيخ خلك بس في الاستراحه شوي لحد ما يروحون هلي ,,
ام عبدالرحمن : عسى ما ثقلنا عليك وانت عند احد ,,
منصور : هذا صديقي فواز ما عليه ينتظر شوي خليكم عندي والا ما شبعنا من سوالفكم ,,
ام عبدالرحمن : نجيك ثاني ,, انت اهم شي تتمرن مثل ما قال لك الدكتور
ريما وهي تتريق عليه : اشوى خذت من النادي اجازه عشان يبطلون العالم يلاحقونك شوي
منصور : ذابحكم هالنادي مدري على وشو ,, اللي يسمعكم اني اشهر واحد يلعب ,, وهو يضحك ....
ريما : علينا يا خوي ,, مو مهم تامرنا شي نزينه لك ونرسله ,,
طالع خالته وهو يقول : خاله انا قلت للعنود تكلم ربى اني ابيها ,, وماعرفت وش ردها للحين ,, واذا هي موافقه انا ابيها اليوم قبل بكره ,,
ام عبدالرحمن وهي تناظر ريما بفرح وفضول وترجع تطالع في منصور : ما قالت لي والله لكن انت قووم بالسلامه وبعدها تزين الامور ....
طلعت ريما وامها مذهولين من كلام منصور .. وما انتبهوا للي واقف بعيد منهم ويراقبهم بشكل دقيق ....
قعدت بحياء ثقل على مزاجه ,,,, مد يديه يبي يحضن يدها ,, وكشت منه وهي تكور يديها في حضنها بقووه ,,
راكان : انتي وش فيك خايفه كذا ,, انا ما راح اذيك ,, وش مشكلتك كل هذا حياء
نايفه حسته متضايق منها فردت بصوت خافت : انا ما تعودت اقعد مع حد غريب ,,
راكان وهو يقاطعها : بس انا مو غريب انا زوجك ,,
نايفه وهي للحين منزله عيونها في حضنها : اتمنى انك ما تزعل بس مقدر اغير شعوري
انا لازم اتعود عليك ,,
راكان : مهو انتي مو معطيتني فرصه ما تردين على الجوال وما تبين تقعدين مستحيه و طيب كيف تتعودين علي ,,
نايفه بحذر : مدري .... عم السكون المطبق المكان بعد ما التزمو ا الهدوء ,,
وحست نايفه بضعف قوي وهي تحس انها ضيقت عليه ,,, خرت دمعه على خدها وهي للحين منزله راسها ,, طاحت على طرف اصابعها ,, وراكان يناظر بهدوء اكثر ..
تكلم بشفايفه بعثرت نايفه : ما احب الدموع بالمره ,, واتمنى اني اخترت الشخص الصح لاني اكره البنت الضعيفه ,,
قام وهو يكمل كلامه : على العموم المظروف هذا في بطاقة صراف فيها حسابك في البنك وعشان تتجهزين للزواج ,, واذا في بالك موعد حدديه ,, عشان مهي فارقه معي ,, عن اذنك وهو يمشي بدون ما يطالعها ويسكر الباب بقووه ,,
حست انه سكر الباب بينها وبينه وعشان تصير علاقاتهم مفتوحه راح لازم تتخطى اشياء كثيره منها انها تبين له انها فرحانه فيه ,, وانا محظوظه اللي فازت فيه بدت هالبنات اللي يتمنون اشاره منه بس هو اختارها هي وارتبط معها برباط وثيق عشان يبتدون حياة حلووه وسعيده ,,
استمرت تصيح وهي ما ظنت انه يكون قاسي كذا ,, ماظرت في المظروف وهي تقلبه بين ايديها بدون ما تفتحه ,, وما انتبهت لوجود امها اللي كانت تراقبها وهي تشعر بحزن كبير عشانها ,,
ركب سيارته وصار يسوق بدون هدف محدد ,, كان بينجن عليها وعلى قربها وعلى شوفها ,,
بس برودها صدمه ,,حياها الزايد اثار غضبه اكثر مما يتوقع ,, تمنى انه يشوف منها رغبه انها تكلمه وتبادله لو شوي من مشاعره اللي حس بها تجاهها ,,
ضاق منها وضاق من الوضع اللي يمر فيه ,, وتمنى للمره الالف انه ما يكون تسرع في زواجه منها ,,
اتصل على مكتب الخطوط اللي في المطار وسئلهم عن رحله لبيروت اذا متوفره ,, وبعد كم سؤال حجز على طيارة الصباح بدري ,,
احسن شي اني ابعد عنها وعن الجو هذا لحد ما تزين نفسيتي لاني عارف اني راح اخربها معها لو زودتها اكثر من كذا ,,
بعد ما وصل للبيت اتصل على مشاعل وخالد وعطاهم خبر بسفرته ,, وطلب منهم اذا أي احد سئل عنه ما يعطونه خبر عن رحلته وخصوصا نايفه وامها ,,
استغربت مشاعل من تصرفه الغير مسئول وهروبه من اول مشكله وهو اللي دايم يقدر يغيركل شي لصالحه ,, ما كان عنده جواب الا انه لا تستعجلين الامور مو زي ما فهمتي ومجرد تغير جو ...
بس مشاعل ما يخفاها ان راكان متضايق وبقووه واكيد ان نايفه هي السبب ,,
بس هذه حياتهم والمفروض يحلون مشاكلهم بدون محد يتدخل ,,
رتب شنطته وجهز ملابسه وهو متأكد انه يعاقب نفسه قبل ما يعاقب نايفه ,, بس حب يبعد عنها شوي يمكن قلبه يحن عليها وعلى حياها اللي ازعجه بقووه ,,
في مساء يوم غير عادي لعايلة مساعد ,, كان الجميع في ترقب لحضور الشيخ ,, ومساعد جالس في الصاله ومريح نفسه وهو يقرا المصحف ,, استغرب ان سلطان تأخر في حضوره وهو اللي وعده انه يكون عنده بعد الساعه ثمانيه مساءاً
اكمل قراءة حزبه ودلال تشرف على الخدم يزينون القهوه والضيافه المطلوبه منهم ,,
جاها اتصال من الجوهره تطمن على اخر الاوضاع بعد ما ابلغوها بالخبر اللي صدمها وما توقعته ابد ,, خصوصا وقته وزمنه ,,
تكلمت دلال معها وهي تستحثها انها تهتم بحالها وتتغذى كويس عشان ما يجيها أي شي غير متوقع ,,
تحممت عبير وهي تشعر انهم يقودونها للمقصله ,, وان اهلها يقدمونها قربان لسلطان عشان يكسبون رضاه باي طريقه ,,مع انها عارفه الجانب الايجابي للموضوع بس كرهها لسلطان ..
اعماها عن شوفة الحقيقه الواضحه للجميع ,,
سمعت مها وهي تقولها : البسي طقم السهره اللي شريتيه حق حفلة صديقتك ندى ..
عبير وهي تطالعه بدون اهتمام : واللي يعافيك مالي خلق ,, بلبس أي شي
مها : انتي ليه تسوين كذا انتي الخسرانه ,, راح تخسرين احلى لحظات عمرك في العناد .. عبوره ترى مهو شين واللي شايفك يقول انه اشين واحد بالعالم ,,
عبير بتريقه : مستويه محامي له كان خذيتيه عليك بالعافيه ,,
مها وهي تضحك : محد عرض علي وهي تطلع لسانها لعبير بسخريه ,,
عبير وهي ترميها بالمخده : وجع انتي ام لسان طويل
مها وهي تزيد عليها : اوف يالغيره اشتغلت ههه ترى امزح معك انا وخيتك حبيبتك
عبير بدى يرتفع ضغطها من مناقر مها : اطلعي اتركيني ابدل يالله عااد لا تشوفين شغلك ,,
وتاخذ مخده ثانيه تبي ترميها و مها تجري وهي تصك الباب بقوه ,,
سلطان بعد ما سكر من عبير حس نفسه ضايق بالحييل منها ,, ما هانت عليه انها تصيح بس هو بعد مجبور بها ولازم هي اللي ترفضه قدام ابوها مو تكلمه وتقوله ما ابيك ,, وش تتوقع يعني انا اللي راح اوقف الزواج واتراجع قدام مساعد مو انا اللي ارجع في كلمتي له وهو اللي عرضها علي ,, غلبه النوم وهو يفكر وما حس بأي شي ,,
مساعد بعد ما اكمل نصف حزبه ,, جاته المشرفه على البيت وهي تقوله عن الشيخ اللي ينتظر بالخارج .. كان اخ مصري يشتغل قاضي في المركز الاسلامي بلندن ,,
جلس معه مساعد وصاروا يتبادلون الحديث عن اوضاع الجالية المسلمة في بريطانيا ,, ومر الوقت ومساعد صار قلق عشان تأخير سلطان المبالغ فيه ....
بعد ما مرت ساعه وهم على حالهم اضطر مساعد انه يتصل على سلطان .... رن اكثر من مره بس ما رد فخاف انه صار فيه شي لانه مو عادته يتأخر على أي موعد ,, بعد وقت بسيط
كان سلطان شبه صاحي ,, حس ان الوقت الفجر ,, ونسى من امر الخطبه ,, رفع الجوال وشاف اربع مكالمات لم يرد عليها كلها من مساعد ,, ولما دقق في الوقت قام من السرير بسرعه وهو يدخل ياخذ شاور ,,
مر الوقت بسرعه وهو يلبس ,, واتصل على مساعد يبي يعرف منه ,, اكيد عبير قالت له انها ما تبي الزواج ,,
بعد دقيقه وصله صوت مساعد : وش صار لك الله يحفظك الشيخ يحتريك من بدري ,,
سلطان وهو ياخذ نفس ... زحمة سير بكون عندك ان شالله .... سكر وهو ياخذ جاكيته وهو عارف انها ما قدرت تكلم ابوها .....
ام عبدالرحمن بفرح : ربى كيف ما قلتي لي ان منصور يبيك ,,
ربى وهي تفتح عيونها مذهوله : وشو ,, من يقول وش هالكلام يمه
ام عبدالرحمن : علينا يا بنت ,, منصور قال لي كل شي اليوم ,, وانا موافقه ,,
ربى وهي صدمتها تزيد بقووه . يمه انتي ما راح تزوجينه ,,, انا مابيه ,,
ريما بتريقه : اسمع من يحكي ,,, شوفي ربى لا تصيرين عاد ثقيله تجبين الهم كذا
منصور شاريك وقال انه يبيك اليوم قبل بكره ,, وترى مو حلوه عاد تردينه ,, كامل مو ناقصه شي ,,
ربى حست ان الامر مستوي قبل ما يجونها وانهم خلاص مرتبينه مع بعض ,,
وان اعتراضها ماله قيمه .. تكلمت بعنف ... انا حره وما ابيه والف واحد غيره في الدنيا
حياتي مو واقفه على منصور ,, واذا تبونه وما تبون فرطون فيه خذيه يا ريما .. لا يق عليك مره ,,
ريما : انتي شكلك بايعتها ,, انا ما راح ارد منصور فاهمه بس هو ما يبيني يبيك انتي ,,
ربى جت بتحكي وتقطع امها الكلام : ربى شوفي ما في داعي للف والدوران ,,
منصور ولد اختي وفوق كذا رجال ولا فيه مثله ,, ومستحيل ارفض طلبه ,,
وصل سلطان لبيت مساعد بعد ما اختصر له السواق الطرق الرئيسيه وجابه من شوارع داخليه ,,
متوتر حتى الثماله من ردة فعل عبير ,, مو عارف كيف يتكلم مع ابوها ,, هل يصارحه او يكمل الزواج وهي رافضته ,, وش الحياة ذي اللي بدايتها كره وبغض غير طبيعي ,,
دخل للبيت بعد ما فتحت له مشرفة المنزل ,,
الجميع ينظرون له بنظرة توبيخ عشان التأخير الا مساعد اللي ينظر له بحنان ,,
وصل قبله بشوي اصدقاء مساعد وراح يشهدون على عقد الزواج ,,
وابتدى الشيخ بالاجراءت ,, وبعد ما انتهت ابتدى الفرح يكسو وجه مساعد وكأن الحياه تدب فيه من جديد ..
كانت عبير في الاثناء ذي ,, جالسه مع امها اللي ساعدت

اوكسجين
اوكسجين
(( الجزء الثامن ))
في هدوء عاصف تمكن من كل ذره في مشاعرها المتوتره ,, نزلت الدرج وهي تمسك بأطرافه بقووه حديديه ,, لم تستطيع مجادلة امها التي ارغمتها على النزول انصياعاً لرغبة ابيها ,,
فكرها يصارع قلبها ,, مشاعرها تتعارك مع رغباتها ,, نفورها يهزم ليونتها ,, صراع محتدم ارهق نفسيتها تجاه من ارتبطت به ,, وسامته تزعزع امنها ,, رجولته تطغى على ثباتها ..
قوة ثقة بنفسه تدمر استقرارها ,, ها قد دخلت الحرب معه ولا تدري ما ستسفر عنه من هزائم وانتصارات لكليهما ,,
وقفت عند الباب وهي تاخذ هواء اكثر ,, من ساعات هي حره والان هي ملكه ,, من لحظات الكلمه لابيها ,, ومن ثواني الكلمه له ,, شعور صعب على نفسها ان تتقبله ,,
مها وغاده وهم يبخرونها ,, وعبير تتراجع ما تبيه يشوف شي حلوو منها ,,
دلال بثقه : عبير لا تكشرين كذا ترى تصيرين احلى وهي تضحك
عبير رفعت عيونها بذهول : المكشر مو حلو في أي حاله ,, انتي تبين ابتسم بس لا ,,
دلال وهي تقاطعها : استعجلي ابوك يحتريك من نص ساعه تحصلينه هالحين يفكر فيك ,,
مها : بليز عبوره نبي نعرف كل شي صار لاتنسين وهي تضحك على اختها اللي كنها بتروح للموت برجلها ,,
تنهدت عبير بحزن ودخلت المجلس وهي واثقه من كل خطوه تخطيها ,,
في جهة جانبيه من المجلس ذو التصميم الكلاسيكي بلمسه انجليزيه عريقه .. كان الحديث يأخذ مجرى شيق بين مساعد وسلطان ,, وذلك لفكرهم المشترك في الامور الاقتصاديه ,,
ما انتبهوا ابدا لخطوات عبير ,, فتكلمت بصوت كله ثقه : مساء الخير ,,
رفع سلطان عينيه لها ورمش بتوتر لرؤيتها بدون الحجاب ,,
لأول مره ينظر لها بحريه كامله .... توتر فكه وهو يدير النظر في تفاصيل وجهها الطفولي ,,
كأن عينيها تجبره بعدم الدخول في تفاصيل اخرى فهي تنذره بقووه من التوغل في اعماق حدوده ..
كان واضح له جدا احمرار عينيها ,, وقف لها وهو يحيها بروح مبعثره من قربها :
مساء النور ... ومد يده لها بيسلم عليها ,,,
وقفت عبير وهي تشوف يديه الممدوده فمسكت يديها ورجعتها وراء ظهرها بطريقه لا اردايه بحته بدون شعور منها ,, ادرك سلطان تصرفها في ثواني ,,
فتكلم وهو يحيها : تفضلي ...
لم يطف على مساعد ردة فعلها من وجود سلطان ,, فحب انه يخلي لهم الجو
بس بعد ما يقول الكلام اللي في قلبه وبنبره تحمل نوعا من السيطره التامه على الوضع : الف مبروك يا عبير ,, الليله احس ان نص الوجع راح ,
انا كان نفسي اسوي لك فرح تتكلم عنه الرياض بكبرها ,, بس ربي مو كاتب ,, عشان كذا
بكره بسوي حفل نعزم فيه معارفنا اللي هنا واصدقائنا ,, ونفرح فيكم
عبير وهي تهز راسها بالرفض ..... ومساعد يطالع فيها ويكمل : انا ما تعودت ان عبير تعصاني ..
ناظر سلطان وهو يستئذنه ويقول : ابي تسمح لي اطلع ارتاح شوي ,, واتفاقنا على بكره بأذن الله ,,
طلع مساعد وهو عارف ان عبير ما راح تعديها بسهوله عليهم ,,
حست ان الدموع تبي تتجمع في عيونها وطردتها بقووه وهي تتكلم : انتهت صفقتكم ,,
سلطان وهو ينظر لعمق عينيها : الف مبروك ......
تجاهلته تماما وهي تسير باتجاه الكنبه المفرده وتجلس عليها ,, وكأنها خاضت معركه حاميه
وهي لم تبتدئ بعد خذت نفس عميق وهي تخبره : لا تعتقد اني فرحانه ,, انت اخر واحد افكر اني ارتبط به ولازم تعرف الشي هذا ,,
سلطان وهو يقاطعه : وشلون تبي الاميره عبير اتصرف معها يا ترى ,,
عبير وهي تحس ان تريقته ماصخه : مدري شلون انسان مثلك مسوي نفسه شخصيه واو
يتزوج وحده ما تبيه ,,, انت ما عندك كرامه ؟؟
سلطان وهو ينظر لها ببرود تام : تأكدي ان الكره متبادل تماماً وانك ابداً مو طموحي
طالعته عبير بذهول وهي تحس انه غرز سكين في قلبها بسبب كلمته الاخيره وشعرت انه عرف مشاعرها اللي انرسمت بقووه على وجهها ,,
قام سلطان من الكرسي وهو ياخذ جواله ومفاتيحه من الطاوله الجانبيه ,,,
ويتكلم بثقه : ياليت المره الجايه تثمنين كلامك يا بنت مساعد .......
طلع من المكان وتركها ترجف من الغضب اللي ضغط على تفكيرها ,,,,
قعدت في مكانها لساعه اخرى وهي تفكر وش الحظ اللي رماه عليها ,, سعادتها من شهور كانت في قمتها ,, وما تفكر الا بدراستها اهلها والحين دخل فيها سلطان وخرب كل شي تحلم فيه ,, تذكرت نظراته وهي ترد عليه في أي شي يقوله ,, وعرفت انها اصابته في الصميم بكلامها الجارح ,, بس هذا هدفي ,, لازم اخليه يكره اليوم اللي فكر انه يربط نفسه بي ,,
دخل لغرفته ورمى الجاكيت على الكرسي ,, قعد وهو يحرك شعره بيديه بحركه لا اراديه كانه وده ينسى اللي صار من شوي ,,
خذ نفس عميق ,, وترته لأبعد حد ممكن انه يصل له من الغضب ,,
وشعر ان الحياه معها ما راح تكون سهله ابدا ,, بس هين يا عبير ,,
انتي راح تعرفين منهو سلطان ,,,,
في غرفته بالمستشفى كان منصور يقلب القنوات بزهق ,, في باله الف فكره ,,
اتصل على النادي وطلب منهم اجازه طويله لحد ما يستعيد صحته ,, وبدون تردد عطاه المدير اجازه مفتوحه براتب ,, لانه ثروه وطينه مو بسهوله يستغنون عنها ,,
وبعدها على طول اتصل بخالته فوزيه وهو في مزااج متوتر خايف ان ربى ترده ..
رفعت خالته الخط وهي ترحب به ترحيبه حسسته ان الموضوع رايح يعدي على خير
منصور : هلا بك يا خالتي انا ادري اني حنيت عليك عشان الموضوع بس تعرفين الانتظار مو حلوو ,, وانا ابي اعرف راي ربى ,,
فوزيه وهي تصفصف الكلام : هآآآو وربى وين بتحصل اخير منك لها ,,, ربى موافقه يا بعد عمري وانت بس اذا قمت بالسلامه كل اللي تبيه بيصير
منصور وهو يبتسم : الله يخليك لي يا خالتي يعني خلاص اعتبرها خطيبتي رسمي ,,
فوزيه بسعاده : رسمي وسياسي واداري ,, وهي تضحك ..... يالله شد حيلك في التمارين
عشان تطلع من المستشفى وانا اسوي لكم خطبه ما صارت ,,
منصور : اجل ابعطي امي خبر يا خاله عن اذنك وسكر وهم يضحكون على بعض التعليقات اللي بيسمعونها من ريما والعنود .....
سكر منصور وهو ياخذ نفس عميق : والله وراح تشوفين يا ربى ,, ما اكون منصور اذا ما ربيتك ,,,,
سكرت فوزيه من منصور وهي تناظر ربى اللي كانت واقفه عند المدخل وتسمع كل اللي صار
فوزيه بسعاده : شفتي كيف الرجال ملهوف عليك ,, ما فكر في نفسه وانه مريض وعليه علاج ,,يبيك اليوم قبل باكر ,,
ربى : يمه انتي ما شاورتيني ,,وشلون توافقين كذا بدون ما تعطيني فرصه افكر
فوزيه وهي مذهوله من ربى : عاد اللي يسمعك ما يقول انك بغيتي تروحين فيها عشان تزوج امريكيه
ربى وهي تصرخ : يمه ,,
فوزيه : اقول يا بنيتي ... ترى انا عارفه البير وغطاه ,, ولا تحسبين انك بس اللي انوجعتي من زواجه ,, حتى انا جاني الموت يوم عرفت بس الحمدلله اللي رده لنا ,, ومستحيل نفرط فيه ,, وخليك عاقله ولا تصيرين كذا ,,,
طلعت فوزيه من الغرفه وتركت ربى تقاوم مشاعرها فرح ممزوج بخوف من القادم ,,
اللي تحبه من اعماق قلبها تقدم لها بس هل له هدف من زواجه منها ,, الاكيد انه فيه شي بس هي مو عارفه تحدده ,, خايفه من هواجيسها انها تصير واقع ,,
قطع حبل افكارها اتصال العنود وهي تصرخ فيها : ربى الف الف مبروك الخبر الحلو اخيراً بفرح فيكم ,,
ربى بحياء : الله يبارك فيك يا عنيد بس مدري والله خايفه ان منصور زعلان ,,
انا عرفت انه احد قال له عني مدري انتي والا ريما بس الاكيد اني زعلانه عليكم ,,
العنود : انتي منتي صاحيه تخرفين ,, الحين منصور خاطبك وانتي تحكين في الماضي
ربى بألم : بلاك ما تدرين وش صار قبل الحادث ,,, اه يا عنيد خليها على الله ,,
حاولت العنود تعرف من ربى وش صار لكن ربى كانت مثل الصندوق المغلق وضاع مفتاحه ,,
حاولت بكل وسيله بس راحت محاولاتها ادراج الرياح لان ربى مستحيل تكبر الموضوع اكثر من كذا ,, واذا فيه حل للمشكله بينهم هم المفروض اللي يحلونها ,,
استلقى منصور على المخده وهو يفكر فيها ,, من عرف بموافقتها وهو مستحيل يشيل خيالها من باله ,, يتذكر منها مواقف كثيره بس اللي مسيطر على عقله لما صدمها في الاستراحه وهي تجري ,, تذكر برودة يديها وكيف تركته بسرعه لما عرفت انه منصور ,,
جاز له حياءها وابتسم وهو يتخيلها ,, ممكن احبك يا ربى بس قبل كذا لازم اسوي اللي في بالي ....
دخلت ربى وخذت دفتر خواطرها اللي كانت تسجل كل شي فيه من حبت منصور لحد ما عرفت بزواجه دفنت كل خاطره يبوح بها قلبها وابت ان تكتب بقلمها ما تشعر به فهو لا يستحقه بعد اليوم ,,,
ظلت تتصفح الدفتر ورقه تلو الورقه ,, لم تشعر بالوقت , كم مره سقطت دموع منكسره وكم مره ضحكت من تفكيرها وكم مره ابتسمت لتلك الخواطر ,,
سكرت الدفتر ودخلت تصلي عشان يرتاح قلبها ,,,
وصل لبيروت بعد الظهر ,,و حجز بفندق الموفنبيك المطل على البحر كان طالب من مكتب الحجز غرفة مطله على البحر عشان يستمتع بالمنظر الطبيعي ,,
بعد دخوله لغرفته ,, فتح جواله ,, كان يمني نفسه انه يشوف اتصال او رساله ,, بس ما كان فيه أي بشير بذلك ,,
فتح التلفزيون وهو ناوي يشوف له مباراه رياضيه ترفه عنه شوي ,,
بدل ملابسه بعد ما طلب له شي خفيف ,, وتمدد على الكنبه وهو يطالع المباراه ,, رن جواله وشاف رقم مشاعل .. رفع الخط وهو يتمنى يسمع أي خبر عن نايفه ,,
مشاعل :اهلين باللي ما يبونا ,,
راكان وهو ماله مزاج للضحك .. وشدعوا ما نبيكم بس حاب اريح شوي ,,
مشاعل وهي تضحك : شفت من صوتك عرفت انك متضايق ,, اذا كان نايفه هي السبب ابشر انا براضيكم على بعض ,,
راكان وهو متضايق : مشاعل قلت لك ما فيه أي شي ,, حرام يعني اغير جوو ,,
مشاعل عرفت انه يصرفها : اكيد لا انا ابي سعادتك وانت عارف ذا ,, شوف راكان ترى ابي اوصيك على كم شغله .... وهي حابه تغير الموضوع عشان ما يتضايق راكان اكثر
راكان : ولوو من عندي اغلى منك وش تبين اكتبيه بمسج يالله اشوفك على خير راح نص الماتش ,,
سكرت مشاعل وهي متضايقه من اخوها وحبت تعرف من نايفه يمكن تقولها لو شي بسيط او ممكن هي تساعدها ,, دقت على طول عليها وبعد ثواني رفعته نايفه وهي ترحب فيها بفرح ,,اتفقت مع نايفه انها تزورهم بالليل هي وامها ويتعشون عندهم ,,,
دخلت نايفه على امها وهي تقولها الخبر ,, فما كان من ام نايفه الا قامت ودخلت المطبخ تبي تستعد لضيوفها على اكمل وجه ,,
رجعت نايفه للغرفه وهي فرحانه بزيارة مشاعل ,, وطالعت في جوالها للمره الالف ,,
اكيد انه زعلان عشان ما ارسل شي ,, حست بغصه من الشعور المؤلم اللي غزى قلبها بس ياليته يعرف اني ما تعودت اكلم رجال ,, ااه يا ربي ساعدني ,, ابيه يفهم انه مو بسهوله اقدر اخذ في الكلام معه ,,
رجعت تفتح المظروف اللي عاطاها ذاك اليوم ,, هي ما فتحته ابد ,, راحت وفتحته يمكن تلاقي منه شي كلمه ,, ولا أي شي ما تدري ليه هي مهتمه له كذا بس حست بميول له تزيد
اكثر عن كل يوم ,,
فتحت الدرج وطلعت المظروف ,, لقت البطاقه المصرفيه ,, ومعاها ورقه فيها الرقم السري ,,
ولقت ورقه صغيره صفراء مكتوب فيها (( ابيك تتجهزين بسرعه ابي اشبع من شوفك )) سكرت الورقه وهي ترجعها للمظروف بسرعه وقلبها يولع من الحياء ,, خافت امها تشوفها
وحست انها مرتكبه جريمه مع انه زوجها ,,بس شعور جديد عليها ,, شعوره انه يبيها صار يخوفها اكثر وهل راح تسعده او لا ,, مشاعرها مذبذبه بين الفرح والخوف بس توكلت على الله وقامت وهي مطمئنه ان الله ما راح يخليها ,,,
انتصف النهار والكل عنده ترتيبات لازم يقوم بها على اكمل وجه ,, بعد ما قضت عبير اليوم في النوم ,, كانت امها تقوم ببيعض الترتيبات عشان الزواج الليله ,, كان فيه ثلاث عوايل من معارفهم في الرياض ,, دعتهم للعشاء الليله ,, ووصت ادارة فندق مشهور انهم يتكفلون بالتقديم من الالف للياء ,, ومان باقي الا انها تجهز عبير ,,
طلعت مع مها وغاده وهم يتجهون لشارع الماركات الشهير في النايتس برديج ,, ودخلت كذا متجر وهي تحاول تدور شي يناسب ذووق عبير ,,
كانت عبير رافضه تلبس ابيض وبشده بعد ماكان حلم تتمنى انها تحققه وفضلت تلبس أي فستان بيسط ..
فكان في بال دلال انها تختار لها شي يبهر سلطان بها ,, بعد كذا محل لقت اخيرا في بوتيك جانبي فساتين راقيه جدا واختارت فستان عسلي بكم قصير منفوخ وقصه مربعه عند الرقبه مزينه بدانيل دقيق على الاطراف ,, كانت مها تستحثها انها تاخذه لأنه راح يكون على عبير في قمة الفخامه ,,بعد ما اختارت مها وغاده فساتين لهم وقفوا يتغدون في مطعم وتكمل دلال اتصالتها ,, مر الوقت بسرعه بعد ما اتصلوا على المزينه المغربيه اللي يتعاملون معها من كم سنه ,, وطلعوا للطريق السريع وهم جدا مرتاحين من مشترياتهم ,,
خذت عبير المجله اللي بجنب راسها وهي تتصفح فيها التسريحات ,, بدون اهتمام منها بس رغبه انثويه في انها تقهره بجمالها ,, رست على وحده حبتها كثير ,, وحبت انها تعيد على الصبغه لأن اللون البني بدى يطلع في الجذور ,,
جالت بنظرها في غرفتها الصغيره هي تشوف اغراضها متناثره بدون ترتيب ,, قامت بكسل وهي تبي تدخل تبدل سمعت صوت عند مدخل البيت من الخارج ,,
طلت تبي تعرف وش السالفه شافت سيارة سلطان واقفه فيها السواق الانجليزي وقفت تبي تسمع وش يقول لمشرفة المنزل ,, وبهدوء حذر جدا تبي ما يفوتها أي كلمه سمعته يقول لها
الاغراض لمدام عبير ,, بغت ترجع وهي تسمع كلمة مدام ,, كل دقيقه فيه شي يربطها به اكثر ,,
ظلت واقفه عند النافذه سرحانه في البعيد دقت عليها المشرفه الباب وهي تحط عند الكنبه مجموعة اكياس فخمه تدل على مستوى الذوق اللي يتسم به سلطان ,,
لا تجهل المتجر اللي انحفر اسمه على الاكياس الكثيره ,, ومشت بخطوات ثقيله وهي مو متوقعه منه انه يرسل أي شي ابدا ,, طلت فيها من غير اهتمام وهي تشوف مجموعات فخمه من العطور ,, والجلديات المتنوعه ,, ما حاولت تشوف أي شي ,, القت نظره عامه من غير اهتمام وراحت تاخذ شاور تصحصح به شوي ,,
اكلمت نايفه الاهتمام بشكلها ورفعت شعرها من الجنبين وهي تنزل غرتها بطريقه رائعه على جنب ,, ولبست تايور بسيط يظهر تقاطيع جسمها ,, تعطرت وهي تضع قطرات من دهن العود ,,, وطلعت للصاله وهي تقعد بجنب امها بحنان وهي تميل عليها تشم خدها بحب كعادتها ,,
مالت ام نايفه على بنتها وهي تضمها على جنب ,, وتدعي لها من قلبها ان يسعدها وابتدت معها حوار قصير : الا متى بنروح نجهز لك ,, ما نبي نأخر الرجال ,,
نايفه بدون اهتمام : مدري يمه وش رايك بسئل مشاعل ونشوف
ام نايفه وهي تشجعها : ايه يمك ترى مشاعل شورها زين واكيد هي عارفه متى اخوها يبي الزواج
نايفه وهي متردده تقول لأمها خوفاً من استعجالها لها : يمه راكان قال لي انا للي احدد التاريخ ,, بس انا مابي الحين ما ودي اتركك يمه ,, تكفين خليه بعد عطلة الربيع ,,
ام نايفه : منتي بصاحيه هالحين حنا في عطلة الصيف وتبين نأجله للربيع ,, ما قاله الله ,, الا اذا جت ام راكان هالحين بتفق معها على اللي يناسبهم ,,, واعلن صوت الجرس قدوم ضيوفهم ,,,
وصلت المزينه المغربيه للفيلا ,, ودلال مشغوله بالتجهيزات الصغيره والكبيره ,,
فشرعت تزين البنات قبل ما تبتدي بعبير اللي كانت تجلس على الكنبه وهي تقرا في كتاب ,,
ولا كأنها الليله بتتزوج وبتزف لشريك حياتها ,,
كانت نظرات المزينه على عبير ,, فخافت انها تكون مكرهه ,, وحبت انها تعرف منها بطريقه ذكيه ,,
دلال وهي تطلع الفستان من العلبه : عبير انتي للحين ما شفتي الفستان ,,
عبير بدون اهتمام : وش يأخر والا يقدم ,, انتي ما راح تجيبين الا شي زين ,, وبلبسه وبنتهي الامر خلاص ,,
دلال بضجر : عبير هالحين كلنا مبسوطين وراك تخربين علينا فرحتنا ,, مو الظن فيك
وهي تعطي عبير ظهرها وتبي تطلع من الغرفه ,,
قامت عبير بسرعه وهي تلحق امها عند الباب وتضمها وهي تصيح بهدوء : مابي اروح من هنا ,,ارجوك ابي تحسين فيني
تقطع قلب دلال على عبير اللي صارت تضم امها بقوه كنها بتسافر بلاد بعيده ما راح تشوفها ابد مع انها ما راح تبعد عنها الا مسافه بسيطه جدا : مسحت على شعرها وهي تقول : يا بعد عمري سلطان ما راح يبعدك عنا هو أكد لي ذا الشي وصيته عليك بس انتي فكيها شوي ,,
عبير وهي تتنهد بعمق : مها ممكن تجين شوي ,, ودخلت تقيس الفستان تبي امها تشوف شكلها فيه .......
بعد ما صلت ربى صلاة العشاء ,, قامت من مصلاها وهي ودها تكلم العنود ,, تبي تسمع أي شي يخص منصور ,, متى بيتحسن وش خطة العلاج ,, اخبار كثيره تبي تسمعها بشكل غير مباشر ,, اول ما وصلت للجوال شافته يولع على وصول مسج .. افتحته وهي تشوف رقم منصور مرسل لها (( الف مبروك عليك انا .... ممكن اتشرف بمعرفتك .... ))
ضحكت ربى من قلبها وهي تقول وش فيه ذا يستهبل ,, قررت ما تبادله الرساله ابدا وتخليه شوي يغلي ,, شكل منصور متعود على حرية امريكا وفاكر ان حنا هناك ,,
بعد مرور وقت بسيط ارسل لها ثاني (( انا قررت املك عليك لسبب انو عارف ما راح تكلميني الا بشي رسمي وخبرك محسوبك في المستشفى وضايق خلقي ومابي اكلم معجبات ,,)) انصدمت ربى من مسجه وهي تفتح عيونها بذهول وهي تقول لا والله كملت عز الله مهو صاحي جد ,,
فكرت ترد عليه بس المشكله ما عندها رد وما تبي تقوله أي شي ,,
في الاثناء ذي دخلت ريما وقالت لها عن السالفه فتكملت وهي تشجعها : ربى
خليك عاقله ولا تتهورين وترفضين شور منصور ,, فكري فيها بالعقل الرجال شاريك ,,
وبيتجنن عليك ,, وبعدين هو يبي كل شي في السليم تملكون ثمن اذا صار طيب نسوي لكم فرح ,,
بعد ما ظلوا يتناقشون الفكره دخلت امهم وهي فرحانه مره : تعرفون وش بيصير ؟؟
البنات وهم يطالعون بعض بتعجب : وش فيه يمه !!!
فوزيه : منصور قرر يجي بكره هنا بعكازهعشان يملك عليك يا ربى
ربى كانت واقفه وطاحت على السرير وهي مو مستوعبه سرعة الحدث ,, واصرار منصور على اتمام كل شي بسرعه ,
الاكيد ان قلبها ناغزها من الحركه هاذي ,, تمتمت في سرها : رحمتك يا رب .....
كان الجميع مشغولين بالاكل واصوات الضحك واختلاطها باصوات الصحون غطت على كل شي
ام راكان وهي تشعر انها في بيتها زاد من سرور الجميع حتى نايفه حست انه انكسر حاجز الرسميه معها ,,
ومشاعل تسولف مع نايفه بود كنهم خوات حقيقيات ماكنهم معلمه وتلميذتها ابدا ,,
رن جوال مشاعل وشافت رقم راكان ,, ما توانت لحظه وهي ترفعه : هلا بالغالي ,,
راكان بود : المهلي ما يولي ,, ما شالله شكلك طالعه ,,
مشاعل وهي تغمز لنايفه : أي اكيد لازم اطلع واتفقد احوال الرعيه وهي تضحك بقووه
راكان بنفاذ صبر : وش تهرجين انتي به ,, يا ليت منهو عندك هالحين وياخذ قضاه ,, هالحين مكلمك واسئل عنكم وانتي تضحكين ,,
مشاعل وهي تزيد ضحك : اوكي ما راح اكلمك وبخلي بعض الناس يشفعون لي وتناول الجهاز لنايفه وهي تأشر لها : راكان بيسلم عليك ...
راكان وهو يتكلم : مشاعل اقول وش ذا الخربطه اللي تهذرين بها كلميني زين ترى ضايقن خلقي واصله معي ..... سمعت نايفه جملته وقلبها يعتصر عليه ,, حست انها السبب في ذا كله ,,,
قامت وهي ممسكه بالجوال وتسمع راكان يقول : مشاعل ردي
تكلمت بصوت خافت جدا جدا ومرتجف بقووه : الوو
راكان سمع نبره مختلفه وحس انها هي بس مو متأكد فكمل : مشاعل
تكلمت نايفه بهدوء وهي تقول : انا نايفه ,,,,
كان راكان يتمشى على الروشه فوقف ومسك السياج المطل على البحر وهو يغمض عيونه لما سمع اسمها وهو يبي يقول لها يا لبيه بس غضبه من تصرفاته وحياءها منعه انه يوصل لها احساسه وهو يقول ببرود : ايه ,, اهلا نايفه كيفك ,,,
ردت عليه وهي تشعر ببرودة كلماته ... كويسه انت كيفك ؟؟
راكان وهو يزيد العيار شوي .. انا مبسوط مرره سافرت ابي اغير جوو ضايق خلقي من الرياض بكبرها ,,, سكتت ما ردت عليه وهي تحس بقلبها يعتصر الم من برودته وكلماته وهو اللي بدى يغزي قلبها البريء .... وكمل كلامه وهو يقول : ممكن مشاعل لو سمحتي ,, قالها بطريقه رسميه يبي يحسسها بأن هناك حاجز بينهم ,, فناولت الجوال لمشاعل وراحت للمطبخ تغسل يدينها وهي تحاول تقاوم الدموع اللي تبي تنفلت من عيونها ....
جلست عبير بالروب وابتدت المزينه تشوف شغلها وهي تناظر في المجله وتدقق في طريقة التسريحه ,, وحبت تفتح مع عبير الموضوع وهي تقول : كنك مو مبسوطه يا شيخه من الزواج ..
عبير وهي تكلمها بلطف : بالعكس بس انا مو حابه افارق اهلي تعرفين شعور صعب على كل بنت ,,
وقفلت قدامها كل ثغره عشان ما تبي أي احد يعرف ملابسات الزواج السريع ,,
ناولتها مها الجوال وهي تسمع صوت الجوهره اللي وصلها وهي تصيح وما قدرت تملك نفسها ,, بس عبير اللي دايما تظهر قوتها في المواقف الصعبه ,,,
قعدت تسولف مع الجوهره بضحك ووناسه تبي تحسس اختها بانها معهم وهي تقول : وشفيك انتي يا دوباا .. تدرين رفضت البس ابيض عشانك ,, واول ما توصلين الرياض انتي اللي سوي لي حفله هاا وشرايك ,,
الجوهره وهي تضحك لاختها وتتمنى لها حياه سعيده جدا : اكيد ومن غيري راح يزين لك فرح يا قلب اختك ......
كملت المزينه شغلها وابتدى الضيوف يتوافدون على الفيلا ,,
خصصت دلال الحديقه الخلفيه للنساء ,, وتركت المجلس للرجال , وحاولت ان العشاء يكون في الممر الجانبي للفيلا ويكون للرجال بالاول ,,
مساعد كانت الفرحه تنطق من عيونه وهو يستقبل اصدقائه .. وكان ينتظر وصول سلطان بترقب وفرح اكثر ...
انشغل بمكالمه هاتفيه مع الجوهره وزوجها ,, وما انتبه لدخول سلطان اللي فرض هيبه رجوليه بحضوره .. كان ملفت جدا بالبدله الرسميه ,, تأنقه فاق حدود الوصف خصوصا بطريقه حاجبه المرتفع ...
سلم على الحضور حتى وصل لابو الجوهره وهو يمسك يديه ويحب راسه ,,
مساعد ضمه له وهو يربت عليه بحنان ,, شعر سلطان بأن مساعد اخ اكثر من اب ,, والشعور ذا عطاه دفعه من الامان النفسي ,, وارتسم على محياه طول الحفل ,,
في جلسه جانبيه اثناء انشغال الضيوف بالضيافه حب مساعد انه يستغل الفرصه ويوصي سلطان على عبير .. فمسك يديه وهو يتمشى معه للمكتب الداخلي : برقت عين مساعد وهو يطلع الكلمات المناسبه : مدري وش ابتدي به يا سلطان بس انا اليوم اهديتك اغلى شي عندي بالدنيا ذي ,, اهديتك اللي عوضتني عن العيال ,, وعوضتني عن شعور الانسان بالعزوه وانه محتاج سند ,,, مدري وش اعبر لك عنها بس لو عندي شي ممكن اهديك اياه اغلى منها كان عطيتك اياه ,,, بس عبير نور عيوني اللي اشوف بها وانا عارف اني عطيتها رجال يشرى لو الرجال يشرون ,,
سلطان وهو مصغي لكل حرف يقوله ابو الجوهره وهو يحس بمدى ثقل المسئوليه اللي حملها اياها : وكمل : كان لي خاطر عندك ابيك تصبر على عبير ... انا دلعتها وهي تستاهل ,, وراح تعرف مع الايام شخصيتها اللي راح تحببك فيها
سلطان وهو يقاطعه : ابو الجوهره : لا تخاف على عبير واوعدك اني راح احافظ عليها واحطها بعيوني .....
مساعد وهو يضمه ثاني : هذا العشم فيك يا ولدي .....
في الاثناء ذي كانوا الحريم قاعدين في الحديقه وهم يتبادلون الحديث والتعليقات على ا

اوكسجين
اوكسجين
((الجزء التاسع ))
رجع للفندق بعد ما ضاق من تصرفه معها ,, عرف انه اذاها بأسلوبه في الكلام وهذا اللي كان يبيه ,, بس بعد ما طلع اللي في قلبه تندم على كلامه ,, وشعر انه جرحها ,,
بدل ملابسه بضيق اكثر وهو يرميها بدون اهتمام على الكرسي ,, وسمع صوت الجوال اللي كان حاطه على الهزاز ,,
وصل للجوال وهو يشوف رقم مشاعل رفعه بدون اهتمام وهي تقوله بصوت كله فرح : هنيالك يا عم ,, امي وام نايفه تفاهموا على موعد الزواج ويقولون اذا يناسبك بعد اسبوعين ,,
راكان رمى القميص من يده وهو يقول : مشاعل تكلمين جد والله كيف ,, ومتى ,,
مشاعل بشرح مفصل : طلعت ام نايفه انسانه ذووق ومره متفاهمه ,, فتحت مع امي الموضوع واتفقوا بعد موافقتك طبعاً
راكان وهو ياخذ نفس : ونايفه وش رايها ,,,
مشاعل وهي عارفه مربط الفرس : الا اقولك وش بيكون ردها يعني ,, اكيد موافقه ,, بس انت ضايقتها الليله صح ,,في الجوال ,, مودها انقلب فجأه وتركتنا ,,
راكان وكن احد يعصر قلبه : بالله ,, انتي شفتي عليها شي ,,
مشاعل وهي تعبت من الشرح المكرر لراكان : اظن حكيت من شوي عربي ,,
راكان وهو بدى صبره يقل : مشاعل وراك ما تشرحين لي يعني وش شفتي ,,
مشاعل : راكان انا بقولك على شغله وش رايك تكلمها الحين وتشوف وش فيها يمكن تقولك هما هي زوجتك ,, بس انا اكيد ما راح تقول شي لي ,, يالله خالد يبيني,, اكلمك بعدين
سكرت منه وهو مازال شارد في نايفه اللي حطت لها مكان في قلبه من هذاك اليوم اللي خذت عقله بشكلها واحتشامها ,, تذكر شكلها وهي في المطبخ ورافعه يدينها ,, قمة البراءه ,,
صارت كل صورها اللي انغرست في جفونه تدور من اول يوم دخل وشافها ولحد اخر يوم لما سلمها المظروف ,, اشتاق لها بقووه وبدون ما يحسب أي تصرف يسويه دق الجوال وهو مشتاق يسمع صوتها وبس ,,
نايفه بعد ما طلعت مشاعل وامها ,, دخلت بدلت وتركت امها تقوم تصلي وتغير ملابسها ,, وهي حطت حرتها بغسيل الصحون وترتيب المطبخ ,,حست عندها قدره هائله على انجاز كل شي ,, فيها غضب حقيقي من تصرفه معها وحزن اكبر ,, وتبي تظهره بأي شكل بدون ما تحس امها ,, غسلت نصف الصحون وهي تسكر على شفتها كل شوي لحد ما احمرت ,,,
ما انتبهت على صوت امها وهي تكلمها عند الباب الا بعد ما رفعت امها الصوت : نايفه راكان يبيك في الجوال خذيه .....
طاح الصحن في المغسله وطلع صوت بسيط وجت لجهة امها عند الباب وهي تناولها الجوال ,, رجعت امها على برى وهي ظلت واقفه في مكانها وبصوت مرتجف ردت : الوو
راكان بلهفه : ازعجتك ,,
نايفه بدون ما تعي لأي شي نزلت دموعها بهدوء لما سمعت صوته وكملت برجفه اكثر : لا لا ما عندي شي ,,
راكان ظل ساكت يبي يسمعها اكثر وهي تحكي بس الهدوء كان مسيطر على الجانبين وسمع انفاسها وهي تحاول تكتم عبره بسيطه ,,
تكلم راكان بثقه : يقولون مافيه مشكله نتزوج بعد اسبوعين صحيح ,,
نايفه بغى يغمى عليها من الاحراج وهي تقول : اللي تشوفه ,,
قطع عليها راكان وهو يكمل : افهم من كلامك انه مو مهم عندك أي يوم ,,
ليه يفهمني غلط انا ما قلت كذا .. وليه يقول لي كلام يحسسني فيه اني غلطت عليه ,,
ابيه يعرف اني محرجه منه بس وما تعودت اكلم رجال قبل كذا ,, ليه ما يبي يفهم هالشي
سرحت نايفه وراكان كان يردد اسمها كذا مره ولما انتبهت : ما عرفت وش تقول وهي محرجه منه ..: اللي يناسبك يناسبني ,, تصبح على خير
راكان وهو متوتر من الحركه : ومن قالك اني ابي اسكر ,, نايفه ترى حياءك ذا ما عجبني ,,
انا لا اخوف ولا اكل ,, واذا انتي مجبوره على الزواج مني ترى حنا للحين بالبر واقدر انهي كل شي اذا حبيتي ,,
انصدمت نايفه بقوه من رده ,, وفهمت انه ما يبيها وما عجبه خجلها اللي انخلق معها وتربت عليه ,,
سكرت السماعه ما قدرت تكمل معه وهي تقاوم الدموع اللي نزلت بدون توقف منها ,,,,
غيرت عبير الفستان ولبست لها بنطلون مع توب لحد الخصر ,, وخذت جاكيت طويل لحد نص الساق وهي تلف الحجاب بشكل مرتب ,,
جهزت لها شنطه مستعجله ,, لأنها نست امرها تماما ,, وما عرفت وش تأخذ ,, فصارت تحط اشياءها الضروريه واذا نست شي راح تقول لأمها ترسله ,,
نزلت على الدرج والمشرفه وراها تشيل شنطتها ,,
كان سلطان واقف عند الكونسول اللي بالمدخل يشوف صور العائله ,, وماسك برواز فيه صورة عبير وهي مراهقه سمع صوت الكعب فرفع عينه على فوق وشافها وهي تنزل قمة الانوثه بثبات كأن الشموخ فيها مخلوق,, ,,
رجع الصوره وطالعها وهو يأشر للمشرفه تطلع الشنطه للسياره ,,
سلطان ببرود : مشينا ....
عبير بدون اهتمام له : بسلم على بابا اول ,, قطع عليها سلطان الطريق وهو يمسك يديها : ابوك هالحين يتعشى برى لا تغثينه بصياحك وهو بينام,, بعدين بنجي هنا بكره ,,
حاولت تملص يديها منه بس ما قدرت وهو يمشي معها للباب ,,
كمل بثقه : لا تجبريني على شي ما ابيه ,,, يالله مشينا ,,,
حست عبير يقمة الغضب من اسلوبه ,, هو صحيح معه حق المفروض ما افتح لأبوي موال صياح الحين ,, بس بكيفي اسوي اللي ابيه وش دخله هو ,,
دخلت السياره وقعدت على الحفه جنب الباب ما تبي قربه ,, وقعد معاها في الكرسي الخلفي وهو يأمر السواق يطلع على الفندق ,,
كانت عيونها طول الوقت تطالع في النافذه اللي بجنبها ما تبي تشوفه ولا تحكي معه ولا كلمه ,,حطت شنتطتها بحضنها وضمتها لها تبي تحس بالامان معها ,,وعشان تضمن انه يفهم انه يبعد منها ,,
بعد ما ركب سلطان بجنبها ,, انشغل بكم رساله وصلته تهنيه على الزواج من زملاء العمل ,, وبعد فتره بسيطه رفع عينه فيها ,, حس ان المسئوليه عليه كبيره مره ,, كل هذا عشان خاطر ابو الجوهره .. طيب وسلطان من له يهتم فيه ويداري خاطره ,, عقب الحرمان ذا هذا حظي من الدنيا ,, اتزوج بنت ما تبيني ,, لا وفاهمه اني خطبتها ,, تنهد بعمق ,, وصد منها يطالع المناظر اللي من جهته ,,
اصغت عبير بقووه لتنهيدته ,, ورجف قلبها بقووه منها ,, ما فهمت هل هي تنهيدة غضب والا حزن والا كلها ,, امره محير ذا السلطان ,, ليه ما خذ له بنت يحبها اكيد بيحصل ,,
ما ينرد فيه شي الا انه يحب انه يسيطر ويبي زوجه كنها آاله توافقه على كل شي ,, هين يا سلطان ,, اذا مفكر اني راح اكون كذا ,, راح يكون عشم ابليس في الجنه ,,
وصلت السياره للفندق ,, ودخلوا وعيون الفضولين في اللوبي تراقبهم ,, انزعجت عبير من نظرات الخليجيات الموجودين وهم يبتسمون لسلطان تعمداً .. طالعت فيه وهي تشوفه مشغول مع مديرة الفندق اللي كانت تعطيه اوراق وصلت على الفاكس اليوم ... ....
دخلوا المصعد وهم ساكتين تماماً ولا كانه يربطهم شي ,,
بعد ما وصلوا للغرفه في اخر الممر ,, فتح سلطان الباب وهو يقول : تفضلي ...
طالعت فيه عبير وهي تقول : وانت وين غرفتك ...
فتح سلطان عيونه بتعجب : ادخلي وبعدين نتفاهم ,,,
دخل سلطان قبلها وهو يفصخ الجاكيت ويحطه على طرف الكنبه ,,, ويطالع فيها وهي للحين واقفه عند الباب ,, حس انه بيتهور ويسوي تصرف ما يليق به ,, فقعد على الكنبه وهو يقول : بتطولين واقفه ,, تعالي وبعدين نتفاهم,,
دخلت عبير وهي تمشي للكنبه بحذر ,, جلست على طرفها بهدوء وهي تطالع في الجناح المؤثث بفاخمه كبيره ... التقت نظراتهم وهي تقول : وين بنام ..
استغرب سلطان اسلوبها مع انه ما يتوقع منها أي شي ابدا بس هو ما يشتغل
عندها ولازم تفهم ذا الشي : طالع سلطان في المكان وهو يقول بتنامين هنا وين يعني متوقعه تنامين ,,
عبير وهي تقوم : مستحيل انام هنا ,, اذا انت راضي انك تعيش مع وحده مو طايقتك شي راجع لك ,, بس انا مو مجبوره استحمل الوضع ذا
وقف سلطان وهو يمشي بخطوات هاديه لحد ما قرب جنبها : اعيش بالوضع والشكل اللي يعجبني وللحين ما انخلقت اللي تفرض رايها علي ,,
تبين تنامين الغرفه موجوده وروحي نامي ,, ما تبين بكيفك فاهمه .....
ودفها وهو يبي يمر من الطريق ويروح للغرفه بعد ما استنزفت مشاعره بأسلوبها المتوتر ,,
وقفت بثبات اكثر ما تبي تطيح وهي تحاول انها ما تنهار من طريقته معها ,,, خذت نفس عميق ما تبي تصيح ابدا ً ما يستاهل اني اضعف قدامه ,, شافت المكان مره ثانيه وقررت انها تنام على الكنبه لحد ما تفرج ويصلون الى حل ,, وتأكدت انه لو انها في بيت كان اهون مية مره من الفندق ,,,
دخل على طول للغرفه المفتوحه على الجناح اللي يتكون من جلسه جانبيه ومكتب مع دورة مياة صغيره بدون شاور ,,
على طول دخل يا خذ شاور ويرتاح من بعد اليوم الطويل ,, بعد ما تأكدت عبير انه دخل تماما ,,
فصخت حجابها وهي تحرر شعرها ,, خذت جاكيتها وحطته على كرسي المكتب ,, وطالعت الكنبه وهي تلمسها تبي تتأكد انها مو قاسيه ,, ,,بعد ما درات شوي في المكان سمعت حركه في الغرفه وهي تشوف سلطان لابس روب ,, ويسكر الباب اللي بينهم ,, صدت منه وماتبي تشوفه ولا يحس انها فضوليه تجاهه ,, مشكلتها الحين انها تبي تبدل وتغير ملابسها ,, احتارت وش تسوي ,, وسمعت صوت سلطان وهو يفتح الباب ويكلمها : خذي راحتك انا بنام ,, وقفت في مكانها وهي تصغي له بس سكوته ترك لها دليل انه ما يبي يحكي معها واكيد راح ينام ,, خذت شنطتها وهي تفتحها تبي تعرف وين حطت بيجامتها وشنطة عدتها الصغيره ,, تبي فرشاة الشعر واغراضها الصغيره ,, تنهدت من وضعها الغير مريح ,, كيف الليله ذي اغرب ليله مرت عليها ,, زواج ومو زواج , فرح ومو فرح ,, برود مع غضب ,, حزن مع سخريه ,, مدري وشو ذا اللي يصير لي ,, صارت تفكر وهي تصارع مشاعرها ,,
ما انتبهت انه صار جالس على الكنبه وهو يشغل التلفزيون وكلمها بدون ما يلتفت لها :
ابي اشوف الاخبار اذا ما يزعجك ,,
ما ردت وهي تاخذ اغراضها بيدها وتروح لداخل الغرفه ,, ظل سلطان يطالعها لحد ما دخلت وتمنى انه يعرف كيف يتصرف معها بدون ما يفقد سيطرته لان شكلها راح تعبه مرره ,,
كأن احد يلحقها ,, خلصت كل شي بسرعه بعد ما خذت شاور وهي تلبس ملابسها حاولت انها ما تعفس المكان ,, خذت ملابسها وهي تحطها بكيس اللاندري تعطرت كعادتها المسائيه قبل النوم ,, وما انتبهت ابدا انها سوت شي غلط ,,
طلعت وهي تشوف سلطان متمدد على السرير ويطالع فيها ,, فصدت على طول ما تبي تشوفه بس شكلها وهي بالبيجاما القطن الرماديه وشعرها الذهبي المتموج ,, اثار مشاعره فتكلم بهدوء : لا تسوين شي انتي مو قده ,, طالعت فيه باستغراب لأنها بالفعل ما فهمت قصده ,,
وكملت طريقها للجناح بدون ما تقول أي كلمه ,,
مر الوقت ببطء عليهم كلهم هو في غرفته ومتمدد يفكر فيها ,, وهي متمدده على الكنبه وصارت ترتجف من برودة المكيف ومستحيل انها تروح تأخذ غطا من الغرفه ,, خذت جاكيتها ولفته عليها وبعد ما حطت المخده تحت راسها نامت بسرعه بدون ما تحس من التعب اللي مرت فيه طول اليوم ,,
غفى سلطان ومع وجه الفجر تحرك ونسى منها تماما ,, بعد ما شاف الساعه تذكرها فقام بخطوات اشبه بالصامته وهو يشوف النور للحين والع ,, مشى وهو ماخذ حذره خايف انه يروعها ,, بعد ما طاحت عينه عليها ,, شعر ان فيه غصه في قلبه من منظرها المحزن ,,
وقف ولاول مره قعد يتأملها بدون حرج او تدخل من عيونها وهي ترفض منه انه يزيد في
نظراته لها ,, جلس على وضعه وهو يشعر بشعور غريب توتر في قلبه وخوف عليها منه ومنها كيف هي قاسيه على قلبها وقلبه ,, سكرت كل الطرق اللي ممكن انهم بها ينجذبون لبعض ويبتدون حياة زوجيه سعيده زي كل الناس ,, رجع وهو يجيب معه ملحف قطن ,, اخذ الجاكيت وهو يستنشق عطرها بدفء ولفها بالملحف بعد ما رجع شعرها على ورا ,, رفت عينها ولمحها بس تغابى مثلها وعرف من برودة يديها انها توعت بس متى ما قدر يحدد الوقت ,, حب انها تشعر بالامان فطفى النور وهو يرجع للغرفه ,,
تنهدت عبير بقوه وهي تطلع نفس ثاني بسرعه ,, فجاه حست انه يراقبها فكملت اغماض عيونها عشان ما تضطر انها تفتحها ,, بس لما شافته يسحب الجاكيت بردت عظامها فجأه بعد ما حست بالملحف قدرت انها تطمن انه ما راح يلمسها ,, ياليل ما اطولك وش اسوي معه ,, سكتت وهي ما عندها أي جواب ,,,,
وصل فواز للمستشفى وهو مثقل بالهم من اول ما اتصل عليه منصور وقاله يشهد على عقد الزواج ..بعد ما منى نفسه ان يسئل منصور عن بنت خالته اللي شافها .. طلع ان منصور يبي يملك عليها ,, تكدر كل ما تذكر عيونها ويشعر بحزن اكثر كل ما حس بخسارته للبنت اللي
قدرت تسيطر على تفكيره ...
طلع للغرفه وهو يشوف منصور واقف على العكاز ويضبط شكله تكلم معه وهو يحاول يبتسم : ما شالله وش هالعجله اللي فيك ,, الناس يطيبون ثمن يعرسون ,,
منصور بضحك : فيه اشياء تطلع بوجهنا كذا بدون ما نحسب حسابها ونشوف انه لازم نقرر فيها بسرعه وملكتي اليوم من هالاشياء فهمت ...
فواز وهو يهز راسه : مدري وش اقولك بس ياليتك تركدت شوي ,, انت ما صار لك الا شوي جاي من السفر وتجربة زواج فاشله يعني كان عطيت نفسك فرصه ,,,
منصور وهو يتكلم بثقه : تبي الصراحه انا في بالي شي ابي اسويه وما يهمني عقبه انجح ولا افشل في حياتي ,,
فواز وهو مستغرب من طريقة كلامه : وش تقصد ؟؟
رد منصور بدون اهتمام : تعرف وش معناته تقهرك بنيه .... فواز ما زال يستنطقه الحروف وهو يقول : بصراحه ما فهمت عليك ...
تحرك منصور بالعكاز بخفه وهو يقول : يالله مانبي نتأخر عليهم ,,,
في بيت فوزيه بعد صلاة العصر كانت الامور على اكمل وجه بالنسبه للجميع ,, ما عدا ربى اللي رفضت تشوف منصور ,, واصرت على رايها وما قدرت امها انها تثنيها عن قرراها
هي عارفه ان منصور في راسه شي وشو ما تدري ,, بس خايفه جدا جدا من طريقته معها ,,
بعد ما كان اقرب انسان الى قلبها تشوف ان الجفاء بينهم وصل الى اعلى سقف له وانه مستحيل يكون هو منصور اللي حبته ,, منصور من تزوج وهو واحد ثاني ,, منصور اناني ,, منصور مستهتر ,, منصور مزاجي ,, شافت وجه ثاني له ,, بس قلبها رافض يسمع عقلها وكل ما اصرت انها تحكم قلبها رفض عقلها كل المبررات ,,
كانت ريما واقفه تحط مكياج وترتب شعرها وهي تكلمها : ربى ترى خالتي الحين بتجي
وما يصير تقعدين بغرفتك وش بتقول عنك ,,
ربى وهي تناظر الجوال : والله انتوا ماعملتوا لي حساب في أي شي بمجرد ماقال سعادته يبي يملك قلتوا طيب ,,
ريما وهي تغمز لها بعين : من قلبك ذا الكلام .. يا شيخه تخبين على مين ,,
ربى وهي تتذكر موقفهم في الاستراحه : أي من قلبي وانتي وش عرفك الانسان يتغير بين يوم وليله ,,
بالطبع ريما ما صدقت هذيان ربى : طيب بالله عشان خاطر ابوي قومي تجهزي عشان خالتي طيب ,, منصور ما راح يدخل هنا بس خالتي واخزياه منها قومي يالله ,,
قامت ربى بثقل وهي تدف نفسها دف ,, تحركت للدولاب وريما كانت اسرع وهي تقول : تكفين خليني انا بختار لك شغله على ذووقي ,,
صارت ربى تدفها بضحك وهم يتناقرون بشقاوة بنات وفي الاخير كانت كلمة ريما هي اللي ماشيه ,,
لبست ربى فستان حريري انساب على جسمها بتفصيل دقيقه ,, وجهزت لها ريما سلسال طويل لبسته على الرقبه وهي تلفه مرتين يجي لحد اول الخصر ..وتحت الحاح ريما
قعدت على الكرسي وهي تلف لها شعرها بطريقه عشوائيه وهي تنزل لها خصل
ملامح ربى واضحه فكانت ما تحتاج الا شوية بلشر مع روج يضفي عليها طله مبهره ,,
دخلت الشغاله وهي تقولها عن وصول خالتهم وحبت تكمل اناقتها بالعود والبخور اللي يزيد من ثقتها بنفسها ,,,
دخلت العنود وهي تصرخ منبهره بشكل ربى : واي ر بى حرام عليك وش ناويه على اخوي ,,
احمرت ربى من الاحراج : يا سخفك عاد بعدين من قالك بطلع له ,, مابيه اشوفه ,,
العنود وهي ترمش عيونها بقوه : يا حافظ وش عشانه بالله ,, اخوي ما جابن الحريم زيهما تبني تشوفينه ,, وكأنها في مسلسل خليجي ,, ضحكوا البنات وهم يعلقون على سوالفهم ونسوا تماما امر الملكه ,,
بعد وقت مو بسيط دق عبدالرحمن الباب وهو يقول : ربى تعالي .. استغربت ربى وش عنده وهي تطل من عند الباب وتشوفه يحمل الدفتر وهو يقول : يالله وقعي ينتظرونك ,, ارتبكت ربى من الموقف وهي تقرا في نفسها ,, وريما والعنود يقولون يالله اعجلي عقبالنا وهو يضحكون وربى في وادي ثاني تماما ,,
بعد صلت العصر دخلت نايفه في سريرها تبي تنام شوي ,, لأنها من البارح ما غمضت لها عين بعد كلام راكان ,, اللي فهمت منه انه استعجل على زواجه منها واذا هي مجبوره عليه بينهي كل شي ,, عجزت تفهمه وعجزت توصل له شعورها انها خجلى فقط منه ,,
وان وجوده في حياتها اربكها على سعادتها بأن الله اخيراً راح يعوضها عن الاخ والاب ,, وبيكون لها سند في حياتها ,, قضت ليلتها بين دموع وافكار وخواطر وهي تحاول تعرف ,, وش الحل معه ,, كانت كل خمس دقايق تناظر في الجوال تبي تشوف رساله او مكالمه ,, بس ولاشي ابدا ,, وذا حز في نفسها بشكل كبير مره ,,
غمضت وهي تحس بالدموع تنهمر بشكل مفاجئ ,, وحاولت تكتم شهقتها عشان ما تحس امها بشي ,, مثلت طول اليوم عليها بس قلب الام ما يخفى عليه شي ,, هي عارفه ان راكان قال شي ضايقها بس ما حبت تسئلها ,, وحبت انها هي اللي تقولها عن اللي نفسها يمكن تقدر تساعدها تسوي شي ,,
ظلت ساعه وهي تحاول تمسك نفسها بس ما قدرت ,, فقامت لدورة المياه عشان تغسل دموعها ,,لما شافت عيونها ارتاعت من كثر ما تورمت وذا ضايقها بقووه لانه راح يفضحها عند امها وصارت تغسل بالمويه البارده وتحط كمادات عليها بالفوطه الصغيره ,,
سمعت صوت امها تناديها وهي تقول : نايفه عجلي راكان يبيك ,,
اول ما سمعت اسمه زعلت بقووه انه سبب اللي فيها فما كان منها الا انها طنشت لأمها وهي تكمل غسل عيونها ,,
طلعت وهي تشوف امها قاعده على السرير وهي تنظر لها بحنان فكلمتها : ما تبين تحكين ؟؟
نايفه ما تبي تنهار عندها : ما فيه شي بس تذكرت ابوي ... ونزلت دموعها ثاني ,,
قامت والداتها وهي تضمها بحنان و تهديها : نايفه راكان كلمني ,, هو مفكر انك مجبوره عليه ,, ورب البيت لو حسيت انه مو مناسب ما كان قبلناه ,, بس هذا رزقك وربك جابه وراك منتي فرحانه
حاولت نايفه تشرح لها مشاعرها وهي متضايقه من اسلوبه وجرئته في الكلام معها
باسلوب رقيق ردت امها وهي تقول : هذا زوجك مو غريب يعني خليك ثقيله بأتزان مو مرره عاد ما تردين ولا تسولفين ,, فاهمه يا قلبي ,,
ضحكت ام نايفه وهي تقول : طيب عشان خاطري كلميه هو ينتظرك سئلني اذا انا جبرتك بس طمنته انك ما فيك الا العافيه ,, عشاني يا قليبي ,, كلميه وبيني له اللي في نفسك
ترى هو ينتظرك قلت له شوي وبتدق عليه ,, طلعت امها وهي محتاره بعد هالكلام اللي سحب ما في نفسها وشلون تبتدي معه
تماسكت وهي تاخذ نفس ودقت عليه جاها صوته وهو يتكلم ببرود : الوو
نايفه برجفه بسيطه : مرحبا .. مساء الخير وهي تتلعثم في اسلوبها ,,
ضحك راكان بصوت عالي : مساء النور مرحبا ... اخيرا سمعت جمله منك
ابتسمت نايفه لما سمعت صوت ضحكته بس ما بينت له وسكتت تبي يقول أي شي
تكلم راكان وهو يقول : احد معي هنا ,,,
نايفه بهدوء : معك ,,
راكان باسلوب كله مرواغه :لنا الله محد يسئل عنا قلنا نسأل ,, والا الحلوين زعلانين
تكلمت نايفه كأن الحروف تطلع من فمها بسلاسه بعد ما كانت منعزفه عن الخروج .
: بالعكس ليه ازعل .. لك حق تنهي الزواج ذا متى ما بغيت ,, يمكن طبعي ما جاز لك
بس مدري كيف اوصل لك اللي في قلبي . بس انت اول انسان اكمله واقعد معه ,, وصعب علي اتأقلم على وضعي الجديد ... مو عارفه الفكره وصلت لك او لا بس بجد محرجه منك ...
راكان وكأنه يسمع سيمفونيه لاول مره يسمعها : اذا بسمعك كذا اجل كل يوم بزعلك ....
ضحكت نايفه بدون ما تشعر وهو يسمع بحة ضحكتها ..
ودخلوا في جو السوالف بدون ما يحسبون لأي شي ..........
طلعت ربى لخالتها اللي قاعده في مجلس الحريم وامها كانت عند الشباب في الصاله ,,
قعدت خالتها تقصد قصيده من شعر اول والعنود تهتز طرب مع كلمات والدتها ,,
قعدت ربى بجنب خالتها وهي تشوف ريما والعنود يرقصون مع بعض ويعبرون عن فرحتهم بها
ودخلت امها وهي تصفق مع اختها وتلاحيها بالشعر ,, بس قالت في عرض كلامها قبل : ربى ابوك يبيك في الصاله .. راحت ربى بسرعه لابوها المقعد على الكرسي وهي عارفه انه يبي يبارك لها ,
بس لما شافت منصور واقف بالعكاز حست قلبها وجعها من شوفته وهو عاجز بعد ماكان في عز قوته ,,
جت بترجع على ورى وتطلع بس منصور تكلم وهو يقول : تعالي هنا ,,
ربى وقفت وهي تشعر بالذنب منه على خوفها من نيته في الزواج بالسرعه والطريقه ذي
طالعت فيه نظراتها كانت شفافه ومعبره عن كل اللي في نفسها
تكلم منصور وهو يقول : تعالي هنا جنبي والا تبيني اجيك ,,
تقدمت بخطوه وهي مرتبكه من وجوده بس عجزه كان سبب كافي انها تلبي طلبه وتقرب ,,
قعدت على الكنبه بتوتر واضح على ايدينها اللي عبثت بشعرها كل شوي وهي تمسك خصلاتها شوي وترفع غرتها مره ثانيه ,,
منصور بتهكم : واخيرا صرتي زوجتي ست ربى ,, ام شي حلوو مره
ربى وهي تطالعه تشم ريحة انتقام من كلماته : ممكن اعرف ليه تبيني انا بالذات ...
منصور وهو يضحك بسخريه : ليه ما تعرفين ليه ابيك ,, مو معقول بنت ذكيه مثلك ما تعرف
ربى وهي تهز راسها وهي مو عارفه وش يقصد : شف منصور اذا قصدك عشان الليله اللي صار فيها الحادث انت خليتني اتصرف معك كذا يعني مو معقول...... وسكتها منصور وهو يقول
اقلك .... مابي اسمع منك أي كلمه فاهمه ..... ومشى لحد ما وصل الكنبه وهو يقول : الداشر بتعرفينه زين يا ربى
ربى وهي تصرخ : منصور انت فاهم غلط
بس منصور تعامل بها بعنف وهو يزيد :يقولون وهو يضحك انك متيمه بي وكمل ضحكته بقووه
بس قبل ما ابادلك الحب ذا راح تعرفين منصور زين
ربى قامت وهي تشوف منصور يهينها في مشاعرها بكل قوة يملكها وقالت : اللي يقولك اني احبك غلطان .... مستحيل احب احد مثلك ومشت ويسد عليها بعكاز وهو يقرب اكثر
ويكلمها : تدرين انك بزر ومو قد الكلام اللي تقولينه ... لا تفكرين اني تزوجتك حباً فيك ,,, بدري عليك يا ربى تفهمين .... وكمل طريقه للباب بدون ما يطالع فيها وهي تتهاوى على الكرسي من الصدمه في الشخص اللي رسمت احلام حياتها عليه .....
في نهار اخر في لندن قامت عبير مع اذن الظهر ,, وهي تشوف ان الملحف صار عند رجلها من كثر ما تحرك رجلها وهي نايمه ,, وبيجامتها واصله لنص بطنها ,, استعدلت بسرعه على الكرسي وهي تراقب المكان لا يكون سلطان شافها بالوضع ذا ,, قامت وهي تصدر صوت بسيط مثل الكحه وهي تحاول تجذبه عشان يطلع من الغرفه وتدخل عشان تبدل ملابسها ,, لفت البطانيه ورتبت المخدات وشافت الغرفه مفتوحه فطلت بشويش وهي تشوفها فارغه .. ارتاعت اكثر ان سلطان طلع من الجناح بدون ما تحس به ,, يا فشيله كل ما تذكرت شكلها وهي قايمه من النوم ,,
دخلت وخذت شاور وبعد ما خلصت لبست الروب وطلعت وهي ما خذه راحتها في المكان على الاخر ,,
احتارت وش تلبس ,, خذت لها بلوزه تلف على الخصر وبنطلون سكيني ,,
جففت شعرها وهي تخصله باصابعها ,, خذت العطر تبي تتعطر فسمعت صوت الباب يتسكر .. كانت في غر

قصة العشرون قصة مستوحاة من مقال نادين البدير
اوراق من خريف الماضي