الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
بنوووته كووول
10-01-2022 - 12:41 pm
  1. ما أصعب أن يبخل عليك طفل بابتسامة ! .

  2. تابعت القول وأنا أشدد على العبارات :


في مركز لتحفيظ القرآن , كانت تجلس صامتة , وكأن الهدوء أخذ قدسيته وجلاله من عينيها .
حزينة ذابلة , كوردة خريفية تلوح من خلف ضباب الثلج ...
ستة أيام وأنا أراها وحيدة منفردة كشجرة صحراء , متخذة لها زاوية بعيدة , أضحت كأنها موقعة الملكية باسمها .
لم تكن منسجمة مع أندادها ولم أرها يوما ً تلعب مع أطفال المركز ! ..
إنها طالبة صغيرة تدرس تحت يدي , في الحادية عشر من عمرها , تردد خلفي الآيات بصوت خفيض كأنه قادم من آبار سحيقة في القدم ..
وككل يوم : تلتقي عيناي بعينيها فأبتسم , غير أن شفتيها مستكينتان لم تنفرج ............ ولا عن شبه ابتسامة .
وأصر أنا : أن يكون هذا اليوم مختلفا ً , فأحصل على ابتسامتها ؛ فرسمت ابتسامة عريضة على شفتي وانتظرت .... دون فائدة.
فوسعت بعناد من ابتسامتي حتى أصبحت عيناي تشعان بالإصرار , محفزة ً إياها على التجاوب معي . تتعلق عينا سارة بي , بحيادية صامتة تبدو متعمدة , وأيضا ً لا تبتسم .
سارة أرجوك ابتسمي , تجاوبي معي , ماذا تخبئين خلف هذه الملامح , التي تصر أن تكون غير شفافة ؟! .
وتتابع سارة ترديد الآيات بشفتين باردتين خلفي ,وعيون مطفئة تتعلق بعيني ..

ما أصعب أن يبخل عليك طفل بابتسامة ! .

فأزيح نظري مضطرة عنها , لأوزع نظراتي على الفتيات الأخريات , و اللاتي يجلسن على الأرض حولي ,في حلقة شبه مستديرة ؛ كنوع من العدالة التعليمية والإنسانية , وفي قلبي غصة : من حزن سارة المستديم منذ أن رأيتها ..
هنا ( فاطمة ) الصغيرة السمراء بعيونها السوداء الذكية اللامعة , وشعرها البني .
وهذه ( رناد )الفتاة الأكثر شغبا ً وحديثا ً في الحلقة ,والتي تسليني مبددة مللي حينا ً , وحينا ً تثير غضبي الصامت ..
وتجلس عن يميني (وحيدة) الفتاة الأكثر حفظا ً والأتقن تجويدا ً, صاحبة الاسم الذي لفت انتباهي وشغفي , وذات البشرة السوداء ..
عن يساري كانت جميلة المحيا ( عنود ) من أبرأ من خلق الله , وأجمل من برأ الله , آية في الجمال سبحان الله .
فتيات صغيرات متقاربات في العمر , كل واحدة منهن تحاول أن تستأثر بانتباهي ومدحي ..
سعيدات ولطيفات وذكيات المحيا والعقل . ولديهن قصصهن الخاصة , التي يردن أن يحكينها باستمرار لي ..
وكما يأخذن الأطفال ما يشاؤون منا : حصلن هن على حبي ورغبتي في تعليمهن ....أفضل ما عندي .
وكان هذا هو اليوم السادس من بداية رحلتي معهن في حلقة ( عائشة بنت أبي بكر ) رضي الله عنها , وكنت عرفت تقريبا ً تركيبة الشخصيات الماثلة أمامي ومعادنهن ,إلا هذه السارة كانت لغز هذا الصيف الذي يثير فضولي ..
لم تكن تبتسم , كانت تتفاعل _اجتماعيا _ بالقدر الذي يوقف فقط : إلحاحي عليها .. كما يقول المثل ( كلمة ورد غطاها ! ) ..
لم تكن لديها قصة لتحكيها , ولا كانت تحاول أن تثير إعجابي ولا أن تحصل على حبي , على الأقل هذا ما كنت أراه وأشعر به ..
من الناحية التعليمية كانت الفتاة ممتازة جدا ً ولديها مداخلتها الذاتية الجيدة , وكانت لديها هواياتها الخاصة التي تبرز في فسحة الترفيه : ترسم , وتخط بخط ممتاز , والأجمل بالنسبة لي : تكتب بتعبير متدفق الشعور والمعرفة .
لكن كانت مشكلتها في التفاعل مع المجموعة , لم تكن اجتماعية .
في هذا اليوم أنهيت درس القرآن بسرعة نسبية , بعد أن قررت أن أعرف ولو قليلا ً من قصة هذه السارة ..
وختمت الدرس بقولي : ما رأيكن اليوم أن نصنع شيئا ً مختلفا ً ؟ ..
وتعلقت العيون متحفزة بي ..
فقلت : كل واحدة , أريدها أن تخبرني عن أجمل موقف مر بحياتها ؟ ..
فبدأت الصغيرات بالتدافع مرة واحدة , وبصوت واحد يحكين قصصا ً مختلفة !.
فوضعت يداي على أذني وأغمضت عيناي, وعندها توقفت الفتيات بدهشة , من تصرف بدا لهن غير معتاد من معلمة , وربما غير لائق ! .
ضحكت وأنا أقول : لدي أذنان فقط , وهي لا تستطيع سوى سماع قصة واحدة , كل مرة .. فابتسمن .
نبدأ من اليمين رجاء ً , وصنعت بحركة من كفي وأصابعي : مايكرفونا ً , وابتسمت وأنا أضع كفي أمام فم ( وحيدة ) .. لينفجر الصغيرات بالضحك .
فحكت لي وهي تضحك بأسنان بيضاء كالثلج : أنها يوما كانت تقف أمام محل تجاري , رأت في واجهته الزجاجية فستانا ً أعجبها جدا ً , فركضت تسبق أمها في اتجاه الباب , وهي تلتفت قائلة : ماما , هنا فستان أريده ..
وهي تركض بسرعة تجاه الباب الزجاجي الذي يفتح ( أوتوماتك ) ...... طراخ , ثم ارتداد عنيف ناحية الخلف ! ..
كان باب المحل مغلق للصلاة ..
وضحكنا جميعا ً .......... إلا سارة ابتسمت باقتضاب , كانت لهذه الطفلة _ دائما ً _ ردة الفعل الأهدى والأقل تفاعلا ً !.
ومضت القصص المضحكة تُحكى مرة تلو الأخرى , وأنا أضحك بقلب مشغول ! أنتظر دور سارة ..
و توقف الزمن لوهلة متعلقا ً بحنجرة سارة ..
وبلعت غصة تعلقت بحلقي , كان يبدو أنها لن تحكي , أو أن ليس لديها ما تحكيه .
وفكرت بسرعة هائلة : إذا كنت الآن , قد وضعت نفسي في موقف تعليمي تربوي سيء , أمام الصغيرات , فهل أنا قادرة على مواجهة التحدي بأقل حجم من الخسائر ! مع سارة لم أكن أفكر في النصر , بل بأقل الخسائر فقط ..
وهمس صوت داخلي : أرجوك سارة لا تخيبي ظني .
وقالت الصغيرات بصوت بدا لي أنه خالي من الرحمة : بسرعة يا سارة قولي لا تطفشينا , وإلا خلي عنود تقول .
وقلت بصوت خرج بالكاد يسمع : دعوها تأخذ راحتها .
وتقلص الوجه المهيب , وتحركت الشفتان الورديتان قائلة : ليس لدي موقف سعيد ..
وقالت الصغيرات بسرعة : يلا يا عنود ! .. متجاهلات لسارة ..
آوه تعرفون هذه القسوة الطفولية ! بالتأكيد تعرفونها , ولابد أنها مرت بكم يوما ً ..
هذا الإنسان الطفولي الهمجي قبل أن تعلمه الحياة , وترقق قلبه الحوادث ..
ذلك الطفل المنطلق الواضح الصريح في مواقفه والذي لا يجامل,يتعاون مع فريق من الأطفال _ في لحظة _ للمتعة فقط , ويسحق الآخرين في لحظات بأنانيته دون مبرر..... للمتعة أيضا ً, مقررا ً أن تبقى ألعابه له وحده , دون أن نستطيع تأنيبه , لأنه غير قادر على الشعور أو الفهم.
وأوقفت الصغيرات بنظرة من عيني وأنا أقول : دعونا نسمع من سارة .. وهمهمت الصغيرات بصوت غير راضي .
سارة تقولين ليس لدي موقف سعيد ) , من فضلك .. دعيني أفهم قليلا ً , أنت تقصدين : أنا لا أتذكر أي موقف سعيد لي . وهذا يختلف عن ليس لدي موقف سعيد .... وأنا أحاول تبسيط وتفسير فكرتي بمنطقهن الطفولي , قاطعتني سارة وهي تركز عينيها في عيني : أقصد ب (ليس لدي موقف سعيد ), أي : (لم يحدث لي يوما ً موقفا ًسعيدا ً ) ..
ولمحت فراغا ً هائلا ً في عيني سارة , وشعرت أنها أذكى مما تصورت , وتفهم أبعد مما يليق بطفولتها ! ..
وكنت أريد منها أن تقول كل شيء غير هذا ..
فأنزلت عينيَ مفكرة : ( كيف أتحاور مع هذه الطفولة , دون أن أجرح اعتزازها بذاتها ؟), ثم عدت ورفعتهما تجاه وجه سارة ناسية ً كل من حولنا .
وأنا أتأملها لاح لي أنها تشبهني كثيرا ً عندما كنت في مثل عمرها , وذهلت كيف لم أكتشف هذا الشبه طوال هذه الأيام الستة .
وأخيرا ً شعرت بها تتحدث بلسان طفولتي , عندما حدث لي موقف مشابه مع معلمتي لمادة التاريخ (سميرة ) , وتذكرت شعوري وأنا أهمس لتلك المعلمة بعيني , وفي أعماقي أتوسل دون أن أتكلم : (أبلة سميرة : أنا وأنت فقط نعرف ما يسكن الأعماق , ولدينا أنفسا ً شاعرية, أكثر ممن يجلسون هنا في صفنا الدراسي , لا تخاطبيني_ رجاء ً _ مثلهن , ولا تخاطبيني أمامهن بشيء قد يكشف لهن سريرتي) .
فابتسمت لسارة _ متأكدة أنها ابتسامة بروح ميتة _ وقلت : ( كنت في مثل عمرك ,وكنت حزينة جدا ً , بحيث أنني لم أستطع تذكر أي موقف سعيد وأنا أفكر في حياتي ) ..... فترة صمت لأرى ردة فعلها , وكانت تستمع , فواصلت :
( كنت غاضبة وأنا أشاهد نصف الكوب الفارغ فقط , وكنت أرى أن الحياة ظالمة , والبشر أكثر قسوة من أن يفهمونني أو يشعرون بي , وفي يوم قالت لي معلمة التاريخ الحكيمة : عندما تكبرين يا "أبرار" ستجدين كل هذه المواقف البائسة التي حدثت لك :مضحكة جدا ً , وأنت تتذكرينها .. ) . ولمعت عينا سارة غير مصدقة , فتأكدت أنها تفهمني ..

تابعت القول وأنا أشدد على العبارات :

(في ذلك الوقت يا سارتي : شعرت أن معلمتي مضحكة وقاسية ولا تفهمني , كما كل الناس الذين يحيطون بي , وأن تنبئها لن يحدث مطلقا ً ! كان الماضي أسودا ً وخانقا ً ولا تلوح منه شارة ضوء ! أما اليوم وقد مضت سنوات كثيرة , فأنا أضحك من مواقفي المحزنة تلك ).
و استرخت تقاسيم وجه سارة ..
( ليس هذا فقط يا سارة , بل أصبحت أجعل من كل موقف مؤلم يحدث لي : موقف مضحك منذ اللحظة التي يحدث فيها , وعرفت أن السعادة تنبع من الداخل , عندما أريد أن أكون سعيدة فلن يمنعني أي بشري أو موقف ) .
وضعت يدي على قلب سارة وقلت : ( أريدك أن تتذكري دائما , أن السعادة تنبع من قلبك يا صغيرتي , أميرتي الرقيقة جدا ً ) ..
ولوهلتين نظرنا لبعضنا البعض ثم ابتسمت لسارة , لطفولتها , لوجهها الصغير , لقلبها .... بالتأكيد هي لم تبتسم .
ولكن فكرت أن هذا ليس مهما ,إذا كان ما قلته قد يحدث فرقا ً , كما فعلت لي يوما معلمتي !.
وقلت وأنا ألتفت للفتاة التي بجوارها :الآن دورك عنود .
منقول
بنوته كول


التعليقات (9)
جمانة
جمانة
قصة رائعه
يعطيك الف عافية اختى الغالية

^دلع ولع^
^دلع ولع^
قصه روعه أختي بنوته كول قصه مؤثره جدا
أختك /^دلع ولع ^

نجلاء 2009
نجلاء 2009
الله يعطيك العافية على لقصة الرائعه

بنوووته كووول
بنوووته كووول
تسلمون على المرور يالغاليات
وكل عام وانتن بخيروعساكم من عوااده
بنوته كول

•ρяỉŋсзѕ
•ρяỉŋсзѕ
مشكورة على طرحك المميز
والله يعطيك ألف عافية

بنوووته كووول
بنوووته كووول
hooomy
العفوو يالغاليه ..... تسلمين على المرور
بنوته كول

مزيونه معيونه
مزيونه معيونه
تسلمي يالغاليه ...................
عودتينا على كل ما هو جديد وممتع ......................
يعطيكي الف عافيه ............................

بنوووته كووول
بنوووته كووول
مزيونه معيونه
الله يسلمج ويسلم غالليج ...... فديتج والله .......... ويعافيج ............. تسلمين على المروور
بنوته كول

مشكلتي إني أحب
مشكلتي إني أحب
مشكوره على القصه الحلوه

جرح الزمان
قصة حقيقية السائق أراد بها شرا أنظروامن حضر لمساعدتها