- وتم سجن الإخوان الثلاثة.
•.•.°.•.• صامد في متاهات الزمن ، مجموعه الأحلام •.•.°.•.•
تم اقتباس الأحداث والشخصيات من قصة حقيقية
أحببت أن أبتعد عن قصص الحب والغرام ،، وأتجه إلى هذه القصص الواقعية المتكررة في مجتمعنا دائما
ملقى ببراءته على سريره ،، عيناه تحلقان في أنحاء الغرفة ،، تفوح منه رائحة الطفولة ،، تصدر من شفتيه الصغيرتين هفوات تعبر عن نفسه ،،
تركته أمه ورحلت إلى دار الفناء بلا عودة ،، تركته وهو في أمس الحاجة إلى عطفها و حنانها ،، رمته الأيام بين قلوب متحجرة لا تعرف للطيبة باب ،، لا ترى سوى القسوة أمام أعينها ..
حاول أن يقنعها بابتسامته البريئة أنه طفل مسكين فاقد لحنان أمه ،، أنه أخ لأبنائها ،، لكن لا حياة لمن تنادي ..
تحاول أن تبدي اهتمامها به أمام والده ،، ولكن عندما يخرج تظهر له بالوجه الآخر ،، تمنع عنه الحليب وهو ابن الأشهر ،، عاش أيام كثيرة من الجوع والحرمان ،، لن ينساها مهما كبر ..
الأب مشغول بالعمل و السفر ،، لا يعود إلى المنزل إلا في نهاية الأسبوع ،، يأتي ليرى فلذات كبده
فهو أب ل 4 أولاد و 3 بنات ..
خالد عمره شهرين ،، أما البقية عبد العزيز وعبد الله وأحمد فهم إخوته من الأب وكانوا أكبر منه سنا
ربتهم والدتهم على الحقد والضغينة ،، على كره أخوهم خالد و وبغضه ،، كانت تحسسه بدنو مستواه ،، تطعمه من البقايا عند انتهائها هي وأبنائها من الأكل ..
مرت الأيام وكبر خالد ،، وكبر معه الحقد الدفين والبغض الممقوت الذي تحمله زوجة أبيه له ..
أصبحت تطرده من البيت في أثناء غياب والده ،، وبعد ذلك أصبحت تختلق له المشاكل ،، حتى تحرض والده عليه ،، وبالفعل قد نالت مرادها ،، أصبح الوالد يضربه دائما ،، يسمع لزوجته دون أن يعطي أي اهتمام لكلام ابنه ..
وبعد ذلك تفاقم الوضع إلى أن أخذه عمه وهو في سن المراهقة ورباه عنده إلى أن أصبح رجلا يشد به الظهر..
كان عمه حنونا عطوفا .. كالاب الاخر له ،، قبل ان يفقد حنان والده ..وقد فتح اعينه لحياه اخرى بكنف عمه الذي يملك فتاه بعمر الزهور ..
ومن دون ان يشعر ،، بدأ خالد يشعر بقلبه يميل لابنة عمه ،، بدأ حبه لها يكبر شيئا فشيئا دون علم أحد ،، ولم تكن لديه الجرأة ليطلبها من والدها لإحساسه بأنه من طبقة أدنى منهم ..
ومرت الأيام وهذا الحب مدفون في ذلك القلب الحنون ،، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي فاتح فيه العم خالد بموضوع الزواج ،، فصرح خالد لعمه بأنه يريد الزواج من ابنته ،، فلم يكن لدى العم أي اعتراض وذلك لمعرفته بحسن أخلاق خالد وشهامته ،،فتزوج خالد من الفتاة التي أحبها ..
عاش خالد مع زوجته عيشة سعيدة رغم حياة الفقر التي كانت تحيط بهم من جميع الجهات ..
كان رجل ذكي فطن بالرغم من أنه أُمي لا يعرف الكتابة ولا القراءة ،، لم تعلمه المدارس بل علمته حياة الحرمان،، علمته أن يعتمد على نفسه ،، لا ينتظر مساعدة أخ ولا أب ولا صديق ,, فلم يترك شيء لم يعمل به حتى يحصد لقمة عيشه ..
كان يلملم العلب المعدنية والأوراق ،، و يبيعها لمصانع إعادة التكرير ،، ينزل بجسده ويديه الى الارض ليرفع بقايا مناديل وعلب قد هتكها الاستعمال ،، حتى جمع بعض المال ..
امسك بيديه اول راتب من تعبه وجهده .. اول مبلغ يمسكه بيديه يفرح فيه قلب من اصبحت كل حياته زوجته وابنة عمه ..
اشترى سيارة أجرة ليسد حاجته ،، ويرفع من مستواه .
وبعد تعب ومجهود دام لسنوات طويلة وراء مقود سيارة الأجرة قرر خالد فتح مدرسة صغيرة ،، لأنه كان يتمنى في صغره أن يتعلم مثل بقية إخوانه ،، وبدأ يبني حلمه خطوة خطوة ،،
وفي تلك الفترة توفي والده ،، كانت أيام عصيبة على خالد حيث قابله إخوته بالصد عنه ،، بالوقت الذي كان الجميع بحاجة إلى التماسك ..
ومرت الأيام وانقضت فترة العزاء ،، كان خالد يشعر بحزن كبير ،، لم يكن يكلم أحدا حتى زوجته الحبيبة ،، أصبح يقضي معظم وقته لوحده ,, وأهمل عمله ..
كيف لا والذي رحل عن هذه الدنيا هو والده ،، والده الذي لم يشعر في يوم من الأيام بحنانه عليه ..
خالد لم يكن يكره اباه ولكنه كان يحس بالنقص ،، كان يتمنى لحظة حب من قِبَل والده..
كانت زوجته قلقة جدا للحال الذي وصل إليه خالد ،، حاولت بشتى الوسائل التخفيف عنه ،، ولقوة إرادتها استطاعت أن تخرجه من دوامة الحزن وساعدته للوقوف مرة أخرى ..
عاد خالد لطبيعته وعاد لعمله و أكمل ما كان قد بدأ به من بناء للمدرسة ..
وتم بناءها بنجاح ،،
ورزق ب 3 أطفال ،، رامي ورائد وريم
كبر أولاده ،، ومن جهة أخرى كبر حقد إخوانه عليه ،، بعد علمهم بالنجاح الكبير الذي حققه ،، فلم يتقبلوا ذلك أبدا ،، وبدءوا يكيدون له المكائد ،، ويخططون لإفشاله بتحريض من والدتهم
وفي يوم من الأيام قاموا بتخريب المدرسة وتكسير مقتنياتها ،،
تفاجأ خالد عندما أخبرته الشرطة بأن إخوانه هم من قاموا بذلك ،، فلم يكن يتوقع أن كرههم له سيصل إلى هذه الدرجة ..!
ولطيب قلبه وحبه لإخوانه قام بالتنازل عن حقه ،، لكن هذا لم يوقف إخوانه عن كرههم وحقدهم له ..
بعد أيام معدودة وأثناء خروج الطالبات من المدرسة تهجم شبان على الحارس وضربوه ،، ودخلوا المدرسة وهي تعج بالفتيات ..
أُغلقت المدرسة لمدة يومين ،، كان موقف خالد أمام أهالي الطالبات موقف لا يحسد عليه ،، ففقدت المدرسة سمعتها ،، وبدأت التحقيقات بالموضوع و استطاعت الشرطة القبض على هؤلاء الشباب وبعد التحقيق المستمر معهم اعترفوا أنهم دخلوا المدرسة بطلب من أحد الأشخاص بعد أن دفع لهم مبلغ من المال وفي النهاية قاموا بإخبار الشرطة عنه ..
استُدعي خالد لمركز الشرطة وقاموا بإخباره أن إخوته هم وراء اعتداء الشباب على المدرسة ..
كان يتوقع من إخوته أن يتسببوا في أي ضرر له ولكن لاتصل أن يعتدوا على أعراض الناس ..!
هذه المرة لم يرضى خالد بالتنازل عن حقه ،، رغم ما أتاه من المبالغ الطائلة ،، بل شدد على عقوبة إخوانه الذين تجردوا من الأخلاق والأحاسيس
..
وتم سجن الإخوان الثلاثة.
لم يلبث عبد العزيز ((الأخ الأكبر )) بالسجن لمدة طويلة حتى أصبحت تأتيه نوبات من التعب المتكرر ،، فأُخرج للمستشفى ليتم إجراء الفحوصات اللازمة ،، واكتُشف أنه مصاب بسرطان في الدماغ ،، ولم يكمل الشهرين إلا وقد سلًم الروح لبارئها .
وبعد انقضاء فترة الحكم تم إخراج عبد الله وأحمد من السجن .
لم يلبث عبد الله عدة أيام خارج السجن حتى عاد إليه مرة أخرى ،، بسبب ساعة غضب قتل فيها صديقه ،،
ثم حكم عليه بالقصاص .
وكانت صدمة والدتهم كبيره ،، واصبح اعزائها الوحيد على آخر أبنائها وصغيرها " أحمد" ... الذي كان بعمر الشباب وفيه روح الحماسه ..
وهو من هواة التفحيط ،، خرج من بيته ماشياً وعاد إليه محمولا ،، عندما كان يقوم بالتفحيط ..مع أصدقائه،، فانقلبت بهم السيارة ،، وأصيب بشلل رباعي ،، ضاع وضاع شبابه بسبب تهوره ..
سقطت والدتهم طريحة الفراش ،، كيف لا ... وقد فقدت عزوتها في الحياة ،، فقدت ثلاثة صدور بغمضت عين وبتتالي ،، لايبرى جرحها بوفاه واحد الا وتفقد الاخر ..
حُرمت منهم كما حرمت خالد من والده .. لم يبقى لها سوى عكاز و 22 حبة دواء تتناولهم كل يوم ،، وابنتين واحدة مطلقه والأخرى من الذين يتعاملون بالسحر والشعوذة ،، أعاذنا الله وإياكم ..
لم يتخلى خالد صاحب القلب الحنون ،، عنهم .. وهو رجل ألاعمال الغني ،، يتداول اسمه في جميع الصحف والمجلات..
عاد ليقف بجانبهم بالرغم أنهم كانوا يحاولوا إقعاده مرارا ،، فحدد لهم مرتب شهري ،، وكان يقوم بزيارتهم من فترة إلى أخرى ليطمئن على إخوته وزوجة أبيه ..
وكان يعينهم على كل شي ،، لدرجة أنه يعطي الدواء لزوجة أبيه بيده ،، بعدما أعطته السم بيدها ..
وتولى علاج أحمد ،، الذي أصبح باستطاعته الوقوف مرة أخرى ..
أكمل حياته مع زوجته وتعاونوا بتربية أبنائهم على الطيبة والمحبة .. ولم ينسى عمه الذي وقف معه عندما كان بأمس الحاجة ليد حنونة تمسح على رأسه ...
واتمنى ان القصه تنال اعجابكم !!
وجزاك الله خير
قصة رائعة جداً
تحمل الكثير من العبر
ولكن ... هل من معتبر ؟!.