ضحية في غرفة المعلمات

اليوم حضرت إلى مدرستنا معلمة جديدة بديلة لمعلمة قدمت إجازة أمومه
كنا في غرفة المعلمات عندما وصلنا الخبر
في البداية كان جو الغرفة خاملاً يسوده حالة صمت شبه متقطع بأحاديث فاترة مليئة برائحة السهر
والأرهاق ونغمات التثاءب من قلة النوم ..
وبمجرد وصول الخبر تحولنا إلى حالة أشبه ماتكون بحضيرة دجاج في حالة هياج شديد
بدأت أشعر بدوار وحالة من الزغللة في عيني ........... أصبح النقاش حاداً والاصوات تعلو وتنخفض
مابين محتجة وأخرى تطالب بتخفيض نصابها من الحصص وإعطائها للمعلمة الجديدة
ثارت إحدى المعلمات متسائلة كيف يجضرون معلمة بديلة لمعلمة التربية الفنية ولا يحضرون معلمة
بديلة لمعلمة العلوم ؟ المفروض المعلمة الجديدة تعطى مادة العلوم ويخفف عنا لقد تعبنا من تدريس
إلى جانب موادنا الاساسية !! والعلوم أهم من مادة الفنية ....
دفع كلامها الحماس في الدماء الراكدة وبدأت أشعر بالمطارق في رأسي فالحديث بدأيسخن والأصوات
علت أكثر وأكثر وأنا في شبه حالة متأرجحة بين الطرفين
أمسكت كل واحدة بجدولها اليومي للحص وكأنهن يرينه لأول مرة لتسجيل حص مادة ا
لعلوم والفنية وصدر القرار السامي برقمه وتاريخه بستبدال الفنية مكان العلوم لأنها وبرأيهن أسهل من العلوم
بدأ النقاش يتطيار من فوق رأسي ....
أنا أريد الصفوف الدنيا ..... لا أنا لا أريد الصف الفلاني .... أريد الصفوف العليا أفضل ......
وهكذا ...وأخيراً توجهت إحدى الفدائيات إلى مديرة المدرسة وكأنها تحمل حزاماً ناسفا
لتطلب منها إعطاء الجديدة جدول مادة العلوم بدل مادة الفنية
همست إحدى المعلمات ( أنتبهي لا تطيح النظارة بس )
بعد دقائق لحقت بها أخرى ....... ولكن الوضع في الغرفة بقي هائجاً والنقاش لم ينتهي بعد !!
قالت إحدى المعلمات .. لماذا يخفف عن فلانه بالذات وانا لا يسلام والله يخف من
جدولي مثله يعني بس هي اللي تتعب !
قالت زميلة أخرى ( يحول دايم ( مكروفة ) خليها ترتاح لو هالمرة بس ! أنا أسميها بهالمدرسة
( المعذ بون في الارض )
صاحت بأعلى صوتها وأنا ماأتعب يسلام والله ..... ناس ....... وناس لا
بدا النقاش يختلط كا تشكيلة سلطة را ئئئئئئئئعه هكذا بدا لي ربما من شدة الجوع
فأحياناً يلوح اسم الفنية واحياناً مادة العلوم .......... واسطة فلانه
ثم دخل ذكر ( قطة الفطور مفحط بالعرض ) ماذا نطلب ........... من التي لم تدفع ,,,,,
رجعت مرة أخرى الفنية ......... العلوم ....... الحص ........ الجدول .... واسطة فلانه ....
ثغير الحديث فجأة عندما عاد الوفد السامي من عند المديرة ليعلن بقاء الحال على ماهو عليه
وعودة جدول العلوم سالماً غانماً إلى معلماته مع حصصهن الاساسية !!!!!
بينما أسند إلى المعلمة الجديدة جدول مادة الفنية بلأضافة إلى حصص مادة الرياضيات للصف الثالث
وسلملي على التخص ياجدع !!!!!!!!!!!!1
صحتُ لا شعورياً وبعد كل هذا الوجع في رأسي بقى الحال على ماهو عليه .........
صحيح عرب ! خرجت من غرفت المعلمات فقد حان وقت حصتي وعند عودتي
شاهدت ( الضحية ) أقصد المعلمة الجديدة .... كانت تغرق في زاوية الغرفة ....
كانت ملامحها توحي بملامح شخص أنتهى لتوه من البكاء .... وديعة ........ تحاول أن تخفي
خجلها وأرتباكها الشديد .... عندما سلمت عليها تفحصتني بسرعة ودقة رغم أن نظراتها كانت
مرتبكة ... كأنها ردار فقد توازنه .... شعرت بالشفقة عليها فالكل يريد منها الكثير
وزادت شفقتي عندما قالت إحدى الزميلات ..........
( أتلم المتعوس على خايب ا لرجا ) المسكينه حامل وتقول أنها كذا مرة تسقط
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السطر الأخير ......
سوف أحكي لك كل شئ كما كنا سابقاً وكأنك تسمعني ,,,,, برغم البعد والغياب !!!