عاشت محبوبة صغيرة بين جوانب قلب

عاشت محبوبة صغيره بين جوانب قلب والدها
كانت تتراقص كل صباح فرحا برؤيته وهو يقبل جبينها
يعانقها بحنان لا يوصف يمسح على خصلات شعرها
كانت الدنيا لا تسعها من الفرح ...
غمرها بحب الأب العظيم عاشت حياة الملوك
كل ما تطلبه كان ينفذ لها بدون تردد أو لماذا؟
كانت تنام على سرير من الرخام والمغطى بقماش ابيض ناعم
تأكلوا كل ما لذ وطاب وكل ما تطلب وتشتهى
تلبس أفخر الملابس وأغلى أنواع الأحذية والشنط
تسافر معه إلى كل مكان حتى إلي جزر الأحلام
تقضى معه أسعد الأوقات خاصة وهو يروي لها حكاية ماقبل النوم
بعدها يقبلها ويطفئ أنوار غرفتها ليذهب لينام
في ذلك اليوم لم تشعر بيده الحنونة توقضها من نومها
قامت فزعة خائفة أسرعت نحو غرفته لتجد السرير مرتب وهو غير موجود
اتجهت في جميع أنحاء المنزل تبحث عنه كان قلبها الصغير يخفق بسرعة يكاد أن يتوقف
ذهبت إلى مكان جلوسه دائما على تلك الأريكة لم تجده هناك
صرخت بصوت مخنوق أبي أبي أين أنت يا أبي
اتجهت إليها والدتها مسرعه لضمها بعنف وهي تبكي
صغيرتي أنتي تعلمين أن كل من هنا سوف يرحل
ألا تتذكرين عصفورك الصغير .. وقطتك المدللة لقد رحلوا إلى هناك
حيث الجنان والبساتين .. حيث الزهور والرياحين حيث ..
كاد قلبها أن يتوقف لا تريد أن تسمع المزيد سالت بصوت مخنوق
هل رحل أبي ؟؟
صمتت أمها وضمتها وهي تبكي بحرارة .. أعادت سؤلها .
.
هل رحل أبي؟؟
لا لا لا وأخذت تركض نحو غرفته لتضم غطاء سريره وتشم رائحة العطرة فيه
لم يبقى لها سوء بقايا أشلاء والدها
رحل حضنها الدفء . رحل حبها وحنانها .. رحل أمانها وعطفها .. نعم لقد رحل
كررها قلبها الحزين نعم لقد رحل ولكن رفض قبول تلك العبارة
مرت الأيام عليها وكأنها سنوات مميتة .. تغير الحال فلم يصبح للحياة طعم أو لون
أصبح السواد هو الون الأساسي في حياتها
جلست ذات ليله تنظر إلى السماء قررت الدعاء لوالدها
هي تعلم انه هناك ينظر إليها رأت وجهه في القمر المنير في تلك الليلة
قالت ..أبي يا كلمه نطق بها لساني لسنوات وافتقدتها منذ سنوات
أبي ياحب عشت فيه أعوام وافتقده أعوام
أبي ياقلب لا يعرف إلا الحنان والعطف رحل وترك قلبي الصغير
ها أنا الآن أعيش وحيدة غريبة بين بقايا حاجتك هل تذكر معطفك الشتوي
وردائك الصيفي ووسدتك الناعمة وفراشك الدفء
لقد احتفظت بها لدي على سريري لأشم رائحتك من خلالها
أبي هاهي صغيرتك المدللة هنا وحدها ولكن لم تنساك ابدا رغم وحدتها
وخوفها وعدم شعورها بالامان
أبي لماذا لم تخبرني برحيلك لأقبل راسك ويدك وأدعوا الله لكِ بالمغفرة
أبي هذا دعاء من طفلتك الصغيرة تروجو الله العلي القدير
أن يرحم أباها
لقد أصبحت أخشى من النوم وحدي في ذلك السرير وفي تلك الغرفة المظلمة
لم اعد اشعر بالأمان فالخوف يقتلني والغربة تكاد تقضى علي
أبي كم أشتاق اليك كثيرا .. كم أحن الى عطفك وحنانك.؟؟؟
والان ادعوا الله بقلب خالص محب لك
أن يرحمك الله تعال ويسكنك فسيح جناته