قال الطبيب طفلك مصاب بالإيدز في أسبوعه الأول

((طفل مصاب بالإي!!!دز في اسبوعه الأول))
((طفل مصاب بالإي!!!دز في اسبوعه الأول))
أنجبت صديقتي طفلاً كالبدر..
براءة..
طهر..
وسامة وجمال..
لكنها متذمّرة فهو منذ اليوم الأول وهو لايكف عن البكاء!!
تعجّبت منها!!
وماذا في أن يبكي الطفل الوليد!!..
ولدتك أمك يابن آدم باكياً..
أليس كذلك؟؟..
هذه الأم أقلقها بكاء الطفل..لأنه بكاء غير بكاء الأطفال كما قالت..
وجالت في نفسها الأفكار ..
قالت لعلّه معيون..
ذهبت به إلى شيخ ليقرأ عليه..
ولكن بلاجدوى!
مضى اسبوع والطفل كما هو ..
بكاء ..
تشنّج..
ولاينام..
قلق كبير مرّ بالأم..
أخذته إلى الطبيب ليجري له فحوصات..
:
وبعد التحاليل..
الطبيب مرتبك!!
لاينبس ببنت شفّة..
يتأمل الطفل..ويكاد يبكي..
بل يصرخ..
نظرات الأم قلقة..
!!!
ماذا هناك..
سرطان..
فشل كلوي..
ربو..
سُكّر..
ماذا تراه يكون..
كلها أفكار راودت أم عبدالعزيز..
والطبيب لايزال بصمت..
:
وبعد صمت ليس بالقصير..
بهدوء..
كسر الطبيب حاجز الصمت ..
وقال:
لأول مرّة يمر عليّ طفل مصاب بالإيدز!!!!!!!!!!!!!!
ياالله ..إيدز!
إن مجرد النطق باسمه يجلب الإشمئزاز والتقيّؤ..
"أنا لم أسمع بذلك في واقعنا إلا في الأفلام"..
اللهم ارحمنا..
ياالله..
إيدز..
إ
ي
د
ز
هكذا صرخت بها المسكينة..
نظرت إلى طفلها غير مصدقة..
ماذا تقول..
تسعة أشهر في بطنها..
وإيدز..
حملته كرهاً ووضعته كرهاً ..
وإيدز..
ياالله..
كيف بي أنا..هل أحمل الفايروس..
و....
من أين؟!! ..
لا..لا..
هناك خطأ في الأمر..
أقسم أن هناك خطأ..
يستحيل أن أصدق ..
ياالله..
ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا..
:
لكم أن تتخيّلوا ماحلّ بأم عبدالعزيز..
وأقبل عليها رمضان..
وهي بحسرة..
دموعها لاتفارقها في صبحها ومساءها..
تخنقها العبرات كلما تذكرت الأمر..
شبح الموت يلازمها..
لكنها حكمة الله..
لسانها يلهج بالدعاء..
تطلب الرحمة..
وترجو السترمن الله..
لم تخبر أحداً بالأمر..
وكيف لها أن تخبرهم..
إنها مصيبة وابتلاء حلّ عليها..
فماذا عساها تقول..
:
مر الوقت وهي وطفلها في انتظار رحمة رب العالمين..
لم تحاول مجرّد التفكير أن تجري لنفسها أو لزوجها تحليل..
كانت في غنىً أن تقوم بعمل ذلك ..
فنتيجة الطفل التي أعيدت لأكثر من مرّة كافية أن تُسكِن الألم في قلبيهما..
صرخات طفلها تقطّع نياط قلبها الرهيف..
دائماً تدعو أن تشملها رحمة الله في هذا الشهر المبارك..
هي لاتستطيع أن تدعو على طفلها بالموت..
فلذة كبدها ..
قطعة منها..
وإن كان به بلاء جسيم..
وفي الوقت نفسه يؤلمها أن تراه يتألم بحرقة..
ماذا عساها تفعل..
:
لاتستطع التحمل أكثر..
/
:
/
عافنا ياالله..
كانت دائماً ترددها..
بعد مضي أقل من شهر ..
بل في الاسبوع الماضي بالتحديد..
تذكّرت أن الطبيب أخبرها أن طفلها يوم ولادته كان بحاجة إلى نقل دم..
ولأنه لاأحد من أهله كان حاضراً وجدوا من يتبرّع له بدمه..
كانت هذه بارقة أمل نمت في ركن قلبها الضعيف..
بعد أن كاد يفنيها الأرق..
والبكاء..
قالت : لعلّه ذلك السر اللعين..
لعلّه في هذا الصغير ..
لعلّني وزوجي بعافية..
رحماك ياالله..
أخذته إلى الطبيب..
طبيب آخر..
طلبت منه أن يفحص طفلها كاملاً..
لم تخبره بحقيقة مرضه..
لاتريد أن تسبق النتائج..
بل إنها تخجل من ذكر ذلك له..
وكيف يمكنها أن تخبره وهي لم تناقش الموضوع مع زوجها..
ليس لأنها تخشى على نفسها من ظن السوء ..
معاذ الله..
بل خشيت أن يكون زوجها...
فتجرحه وتكسر كبرياءة!!
تمنّت الموت بصمت على أن يصيب رجولته شيءمنها..
كماخشي هو أن يظن بها سوءً فيحرق لباب قلبها..
ثم يفقدها للأبد..
فبقي الأمر بينهما ميّتاً دون مُفاتحة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا!!!
لله درك ياأم عبدالعزيز ماأعظمك
:
انتهى الطبيب من المعاينة والتحاليل..
جاء إليها وهي التي تعلم جيداً ماتخفيه نظراته..
وضع يده على الطفل وقال:
إبنك بحاجة إلى عملية في أسرع وقت..
إبنك مصاب...ب....
وقبل أن تصرخ في داخلها..
إ..ي..د..ز..
جاءت كلماته أسرع..
مصاب بإلتهاب في البطين الأيسر..وبحاجة إلى جراحة في أسرع وقت..
:
ياالله ماأعظمك..
ماأرحمك..
أين الإيدز..
كادت تفلت منها صرخة لولا أن تداركت نفسها..
بكت بصدق فرحاً وحمدت الله كثيراً..
كم كان الأمر هيّناً عليها..
حتى لو أنه مصاب بالسرطان لكان أكثر رحمة..
سجدت لله باكية ..
حامدة ..
شاكرة..
والطبيب في عجب من أمرها حتى الساعة!!
له أن يعجب..
وعمرٌ جديد يُكتب لهما..
له أن يعجب..
والموت كان قاب قوسين أوأدنى منهما..
والله إن اليأس لقاتل إذاغاب الإيمان بالله..
أماذلك الطبيب فليس له إلاالله حسيب..
لله درك ياأم عبدالعزيز ..
وبفضل الله كُتب لذلك الطفل عمر جديد بلاإيدز..
عمر البراءة..والطهر بصحة وعافية بعد إجراء العملية له بنجاح..
رحمة ربي وسعت كل شيء..
لن تفارق الأيام الأليمة ذاكرت أم عبدالعزيز ماحييت..
وستبقى دافعاً قوياً لها للإيمان بالقضاء والقدر.
لله درّك ياأم عبدالعزيز..
والله ماكنت دنيئة ..
وماعرفتك إلاعفيفة تقية..
وماكان زوجها إلاشريف عابد..
لكن..
هكذا عندما يخطىء الأطباء ..
نصاب بكدر مُحقّق..
وألم لايزول إلابرحمة من الله.
منقول