- قد لا يتحقق؟؟؟ اذن لا تتمنى...
- بسم الله الرحمن الرحيم
- درس فصدم.... تعلم فندم .... خطط ففشل... تمنى فتردى...
- ما كل ما يتمناه المرء يدركه****تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
قد لا يتحقق؟؟؟ اذن لا تتمنى...
بسم الله الرحمن الرحيم
قد تتمنى وتخطط وتدرس مستقبلك وتهيم في بحر من الخيال تعتقد انك ستحققه ربما تجزم في ذلك تمر أيام وشهور بل سنين وتتغير خططك أحيانا بمحظ إرادتك وتغير قناعتك وغالبا لا تستطيع ان تتحكم فيها بل قد تجبرك رغما عنك...
لن أتطرق إلى فرضية الخلق وسبب وجودنا على الأرض بغض النظر عن ذلك. لا اريد ان أغفله أو ان أتجاهله بل له أثره على حياة الفرد أو بالأصح على المسلم..
يولد الطفل فيفرح ذويه بقدومه...
يكبر شيئا فشيئا ويكبر اهتمام أهله فيه وتعلقهم به...
ثم يداعبه أهله ومن حوله ببعض الأسئلة..؟؟؟
ماذا تريد ان تصبح عندما تكبر؟؟؟
ماذا تريد ان تكون؟؟؟ طيارا .. طبيبا .. أستاذا .. الخ..
لكن ربما تعذرت تلك الوظائف حاليا..
ربما الآن يقولون له ..
خبازا .. نجارا.. عاملا..!!!
بعيدا عن النظرة السلبية كلها لا عيب فيها لكن لنتحدث عن بعض الواقع...
وأحيانا يداعبه أهله أيضا متى ستتزوج؟
أو سنزوجك فلانة..
أو يقول احد الوالدين مازحا ترى ما أزوجك ولدي أو بنتي ...
مع ان ولده لم يبلغ الحلم مازال طفلا...
تمر السنين فيكبر الطفل..
تتوسع نظريته و تكبر همته وينضج عقله ويزداد خياله أو لنقول طموحاته...
كان يقول لنفسه سوف ادخل التخصص الفلاني وسأتخرج العام الفلاني وعندما أتوظف لمدة سنتين ((ليجمع مالا)) أتزوج وعندها سيكون عمري 25 سنة..
درس فصدم.... تعلم فندم .... خطط ففشل... تمنى فتردى...
ما كل ما يتمناه المرء يدركه****تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
درس وتعلم ليجد شروط معقده ومقاعد ممتلئة وقبول صعب وقلة حيلة وعدم وجود وسيط... خاب أمله تشتت فكره كل ما كان يخطط من اجله زال واضمحل ... عليه ان يبدأ من جديد...دخل تخصص لم يكن يتوقع ان يدخله..من ادخله؟؟؟ من اجبره.. درجاته... قلة مقاعد...عدم وجود واسطة !!!!!
هذه بداية فشل التخطيط أو الأماني والانخراط في دوامة الخيال...التي كان يفكر فيها أيام طفولته...
صبر...وسلم الأمر..واستسلم للواقع...
تخرج بعدما لحقه من تحويل أو حذف أو ربما رسوب... لا يلام فهو لم يرغب في التخصص. وربما كان جيدا واجتهد ونجح بتفوق لكن ليس للتخصص فرص وظيفية .
المعادلة واحدة النتيجة = لا وظيفة ...
صحيح لم ينتهي كل شي ولن يموت جوعا لكن لنتماشى مع الخيال الوظيفي...
نعم الرزق في كل مكان والرازق في السماء...
لم اعترض على هذا.
بل اقصد عدم تحقق التخطيط الذي رسمه في مخيلته يوم كان شابا يافعا قبل ان يتخرج شيخا كهلا أثقلته الجامعة بأثقال الاختبارات وشبح ظلم المعدل وكابوس أساتذة الجامعة...
عندما تخرج الأصل ان يكون عمره 23 وفي بعض الكليات أكثر بقليل بل أضاف هو الأخر ثلاث سنوات أو كثر...
بدأ عناء البحث عن وظيفة فهو لن يزوج إلا إذا كان موظفا ....
نعم من تقبل به...
ومن يزوج شخصا عاطلا؟؟؟
كيف يصرف على ابنته ؟؟؟
لن يزوجه أبدا...
أبوه لن يزوجه؟ لماذا؟؟؟
كيف يصرف على بنت الناس !!!
فالأب مسكين فقير يزيد ابنه على الحمل والصرف......
بينما أبوه يتزوج ثانية وثالثة وربما رابعة ويصرف عليهن... وولده أخر شيء يفكر فيه!!! كيف تكفل بهن؟!!
ومن أين خرجت تلك النقود؟؟!!
وكيف فتح تلك البيوت...!!!
والابن يصارع الم ذلك التخصص الذي اتعب كاهله ويقاسي الم البحث عن الوظيفة التي هي سراب أو بخار ماء لا يرى ... أو لا يكاد يبين ...
يقول أبوه دعه يعتمد على نفسه...!!!
ما أجمل هذه العبارة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!
ولسان حال الابن يقول أبي مد يد العون فأنا منك وقطعة منك هل نسيت ؟
أنا ابنك!!!
كيف تترك اقرب الناس لك وهو ابنك؟؟
أيهون عليك؟؟
أما تحس به وبما يعاني؟؟؟
أرجو من يقرأ ان يتذكر أني لا أعمم ذلك على الجميع ربما يقع وربما لا يقع... أو أني أبالغ.... بل هي حقيقة!!!
كما وفرت له طعامه وشرابه فهناك أمر قد نسيته وتجاهلته مع انه لا يخلو أهمية من الطعام والشراب بل هو الثالث لهما ومقوم الحياة وسبب في زيادة سواد الأمة ...
ولسان حال الابن يقول :اتتركاني والنار تحيطي بي..وحبال الشيطان تتجاذبني..
والقنوات تستهدفني ...
اتتركاني والنار تلتهيمني... والهوى يغرقني...
اتتركاني وانياب المعاصي تخترقني...
اتتركاني ودعاة الشر ترحب بي...
اتتركاني اغرق في لجج البحر البهيم ولا تنقذاني...
لا أريد طعاما... ولست عطشانا... ولا احتاج مالا... ولم اعد
أفكر بمسليات التقنية فهي ما أهلكني...
نعم إنكما تغمضان العيون... وتغطان في نوم عميق...
ونحن في سعير قد مللنا الانتظار...
فماذا ننتظر؟
هل ننتظر الاحتضار؟
ينامان .... والأبناء
في صراع داخلي...
وداعي الشيطان قد اقبل يواسي...
ويفتح أبوابه مهللا.. ومستقبلا.. يرحب ويهنئ...
كيف تضع السبب والمسبب جنبا إلى جنب فالنتيجة هي الاحتراق ....
ألقاه في اليم مكتوف الأيدي******وقال له إياك اياك أن تبتل .
مبروك لقد توظف الابن......ما شاء الله....بعد سنة من التخرج أو أكثر المهم انه توظف...
بدأ التخطيط يعود أدراجه فسوف يجمع...
ليشتري حاجياته..
ليشتري.... سيارة...
ليتزوج... ليستأجر منزلا أو ليبني منزلا..
أو ليفتح متجرا ...الخ.
ربما خلال سنوات يتذكر ماضيا أشبه بخيالات قد تكون كما أنها مضى عليها حقبا من الزمن فلانة التي قال فلان تزوجت من سنين وفلانة قد أنجبت... وغيرها ...
تولد له حس جديد وألقى ذكريات الماضي خلف ظهره مع انه يجد مرارة ذلك...
خطط وانتظر! ربما لا احد يفهمه ويساعده...
فشل تخطيطه الأول..... حاول مرة أخرى.... ومازال...
جمع مالا فكر بمشروع... فنظر ان ماله لا يساوي شيئا فالأسعار في تزايد والسلع في تطاير ...
أراد الزواج فبحث ولما وجد فاته النصيب ثم بحث عن قرب فصدم ثم بحث فلما وجد اعرض فبحث فلما وجد لم يجد شيئا أصابه الإعياء والأرق فهو يبحث في دائرة مفرغة كلما وجد الطريق افلت منه فلم يعد يستطيع الحراك...
اتجه إلى شجرة وارفة الظلال والى ينبوع يتفجر ماءا عذبا زلالا فعزم على النهل من معينه والاستجمام من ربيعة والاستظلال بظلاله الوارف انه كتاب الله.. والصلاة والناس نيام ....والاستغفار...بالأسحار.
إخوتي وأخواتي...
يا من قرأتم هذه الكلمات...
ليس شرطا أن أكون أنا صاحب تلك المعاناة وان كان لا يكاد يخلو شاب أو فتاة قد نالهم شواظ تلك الغصص الدنيوية...
واني أتكلم عن واقع رأيته مع من حولي سواء كان قريبا أم صديقا أو غير ذلك واستمعت إلى كثيرا ممن نالتهم تلك المصاعب.
ويجب أن يفهم الجميع إنني لا أعترض على شيء قد كتب على ابن ادم وقدره الله له.
فهي الحياة الدنيا فلا خير فيها إلا ذكر الله وما والاه.
نعم... الرضا بما قسمه الله مطلوب فهو من الرضا بالقدر خيره وشره وهو ركن من أركان الإيمان.
أخي...
أختي...
يا من ضاقت به الأرض بما رحبت.. والتفت حوله الهموم ..وأحاطت به الغموم.. وأغرقته الديون.. وغارت عن النوم العيون...وانقطعت به السبل..
توجه إلى رب السماوات والأرض
يمم إلى ربك الحي القيوم.
توكل على الحي الذي لا يموت.
توكل على الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.
اعتصم بحبل الله المتين.
ارفع اكف الضراعة متذلل خائفا وجلا متضرعا باكيا ..
بدعاء رب الأرباب ومسبب الأسباب العزيز الوهاب.
اتهزء بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الله لا تخطي ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
بقلم اخي الكريمCOLOR]