قصة الفتاة والحكيم والفأس والمهفة المروحة

في القرية فتاة رائعة الجمال ، من بيت فقير ، تحلم بما تحلم به كل الفتيات !! زوج جميل غني ، حلي ، ملابس ...الخ!! ومرت الأيام وتزجن قريناتها من بناة القرية ، وكلما شاهدت إحداهن شعرت بالجوع والحرقة !! في القرية رجل حكيم كهل غني ، ماتت زوجته قبل أن تنجب له ، كان يحبها حبا تمكن من شغاف قلبه ، صام عن التفكير في النساء ، وبقي وحيدا حتى جاءه أحد مريديه من أهل القرية وأشار عليه بان يخطب تلك البنت الفقيرة !! وجد كلام الرجل طريقه الى قلب الحكيم ، فطلب منه أن يخطبها له !! سارت الأمور على مايرام وتزوج الحكيم من الفتاة ، وسارت الأمور على مايرام ، ملأت يديها ورقبتها بأغلى ماتلبسه النساء !! عاشت سعيدة مرفهة !! في جلسة زوجية حميمية سأل الرجل زوجته الفتاة : هل أنت سعيدة بزواجي منك ؟!! فقالت : هي أمنية تحققت بأكثر مما تمنيته وحلمت به ، ( ياعل يومي فبل يومك ) !! ومرت الأيام وأثناء تنظيفها غرفة النوم ، كانت تشاهد ( مهفة قديمة ومهترئة ) أي مروحة قد وضعها زوجها في مكان بارز ، وفي أحد الأيام جاءته بمهفة جديدة ، وطلبت منه رمي تلك !! فقال : لا لن أرميها !! فقالت لماذا ؟ فقال إن لهذه المهفة قصة فيها عبرة !! فطلبت منه أن يروي لها القصة ، فتمنع ، ومع شدة فضولها رضخ للأمر فقال : تعلمين أني يوميا أسير بالطريق المجاور للمقبرة ، وغالبا ما أدخلها ، وفي يوم من الأيام دخلت الى المقبرة فرأيت امرأة راكعة على قبر حديث ، قد دفن فيه صاحبه قبل ساعات ، فاقتربت منها وسلمت عليها فردت السلام وكانت في عجلة من أمرها تهش بالمروحة على القبر !! فقلت : لمن هذا القبر يابنت الحلال ؟! فقالت : إنه لزوجي !! فقال : رحمه الله و جبر مصابك ، ولماذا تجهدين يديك بهذه المهفة ؟! فقالت : لقد نذرت له قبل وفاته اني لن اتزوج من بعده حتى يجف قبرك ، وهاهو جف !! ثم رمت علي المهفة وولت مهرولة فناديتها : ولماذا أنت في عجلة من أمرك اتخشين من مكروه فأساعدك !! فقالت لا : ولكني سأذهب لأتزوج بعد أن وفيت بنذري !! قال الحكيم لزوجته : هذا ماجرى بيني وبين زوجة المتوفى صاحبة هذه المهفة !! هنا غضبت الفتاة وخطفت المهفة تريد تمزيقها ، فمسك يدها وأخذ المهفة منها ، ووضعها في مكانها!! وبعد أن هدأت سألها : لو مت أنا هل تتزوجين بعدي ؟! فقالت : يا عل يومي قبل يومك ، والله مايتوسد ذراعي من بعدك إلا ملك الموت !! فقال : كفو هذه هقوتي فيك ؟! مرت الأيام ، فمرض الحكيم ، وطلب من زوجته ألا ترد عنه أي زائر ، وأوصاها بأن تجعل أمر السهر عليه لأحد أصدقائه . وهكذا يمر الوقت وكلما أطلت عليه وجدته مسجى على سريره !! زاره طبيب جيء به من المدينة ، وعندما أجرى الفحص قرر أنه سيموت بعد شهر !! في هذه الأثناء ُطرق الباب ففتحت ، فإذا بشاب يأخذ الألباب بجماله ، فسألها هل الطبيب القادم من المدينة موجود لديكم ، فأدخلته ، فلما فحص الطبيب الشاب قال له : علاجك شبه مستحيل ، إن علاجك هو أن تأكل مخ رجل حي !! فنهض الشاب بخطى متثاقلة نحو الباب ثم أجهش بالبكاء وهو يردد : منين لي مخ رجل حي !! خرج وبعد يومين عاد فطرق الباب ولما فتحت الباب قال لها : هل الطبيب موجود ؟ فقالت : لا !! وقبل أن ينصرف سألته : هل أنت متزوج ؟ فقال : لا فقالت : لو جبت لك المخ الذي يشفيك تتزوجني ؟ فقال : هذا خيال أمعقول أن تحضري لي مخ رجل لم يمت بعد ؟ فقالت : تعال يوم غد وأحضر معك فأسا حادا !! في الموعد حضر الشاب ومعه الفاس ، أخذت الفأس وخبأته !! دخلت الى الغرفة وسألت صديق زوجها : أهو لايزال حيا ؟ فأجاب أنه حي لكنه يحتضر !! عندها طلبت من صديق زوجها أن يذهب الى العطار لإحضار السدر ولوازم غسل الجنازة . خرج الرجل الى العطار ، فأخذت الفأس ، ورفعت الغطاء عن رأس زوجها ، ثم أهوت بالفأس نحو جمجمتة وفوجئت بيد زوجها تمسك بالفأس وتنزعه منها !! يجلس الزوج معتدلا ، ويتناول المهفة ثم يقول : أليست هذه المهفة أجمل من هذا الفأس ؟! أسعد الله أوقاتكم.