الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
meriam tn
04-11-2022 - 09:42 am
  1. رحمها الله وجمعنا بها في جنّة الفردوس .. آمين

  2. لم يخطر على بالي أن الفقد قد آن أوانه !

  3. أي عمل اشتمل خيراً سارة كانت سباقة إليه ..

  4. كتاب الله تعالى كان رفيقك الذي أراه في يديك .. وأسمعه في تلاوتك ..

  5. كل ناعٍ سوف يُنعى .. ليس غير الله يبقى ..


السلام عليكم :
هتان قصتان قراتهما لشخصيه مميزه و رائعه احببت ان اشارككم القصه
رحلت سارة و سنرحل بعدها و يبقى الأثر‏
قبل يومين سمعت عن
وفاة ( سارة أبا حسين )
دارسة في مدرسة عائشة لتحفيظ القرآن
لم أكن أعرف من هي سارة
و لا شك أن الموت خاصة موت الفجأة يؤثر .. و إن لم نكن نعرف من هو المتوفى
فتحت بريدي
و وجدت كذا رسالة عن ( سارة )
فاللهم اغفر لنا و لها و أنزل على قبرها شآبيب الرحمات
أترككم مع شي مما ذُكر عنها:
اللهم ارحم سارة الباحسين -
طالبة خلوقة والكل يثني عليها نحسبها
عمرها 22سنة توفيت يوم الثلاثاء فجأة ..
اللهم ارحمها واغفر لها
مرة من المرات في أيام الامتحانات النهائية ..
لم تكن مدرستي تختلف عن غيرها من المدارس في تلك الكتب المرمية على الأرض وبكثرة ..
لفتت نظري طالبة في المرحلة الثانوية تحمل كتابها الملقى على الأرض ..
وكان من بين كتب عدة .. تبسمت .. وأنا أرحمها ..
قلت لعلها ممن يهتم بكتبها ووجدت أن العاملات ألقينه هنا ..
ولكني صدمت أنها واصلت حمل كتابٍ وكتابين وثلاثة و.... !! ..
أدركت أنها كانت تجمع كتب البنات وأنا في تعجب وذهول وحيرة من أمرها ..
فكثير ما كنتُ أتألمُ لرؤية الكتب الملقاة خصوصا أنها تحمل اسم الله تبارك وتعالى ..
ولكني لم أكن أمتلك الشجاعة لحملها بل لم أفكر بذلك أصلا ..
حدثت صاحبتي : " رواء شوفي ذي البنت .... ليتني مثلها .. ليتني مثلها ما يهمني يضحكون البنات أو لا .. منهي تعرفينها؟!" ..
وفي كل يوم أراها تفعل ذلك أتمنى من أعماق قلبي أن أساعدها .. أن أعمل مثلها .. لكن ...........
/
//
///
//
/
لعل الفائدة الكبرى من حصص النشاط في متوسطتي في أن عرفتُ تلك الفتاة ..
فقد كانت معنا في نفس النشاط , كنتُ أتحرق شوقا لأعرف من هي ولم تعمل ذلك ..
بل كنتُ قنوعة وقتها في معرفة اسمها فقط .. فقط اسمها!! ..
وحينما سمعت نادوا باسمها " سارة أحمد " فأجابت : نعم " ..
ولكنَّ ذلك وحده لم يروي فضولي لمعرفتها ..
كنتُ مترددة جدا ..
ففي مدرستنا بنات الثانوية دائما ما يعتبرن بنات المتوسطة صغار ويضحكن من تصرفاتهم ويتكبرن عليهن ..
وحسبتُ سارة من أولئك ..بيد أني أدركت حقيقة خطأي بعد نشاط للجماعة مع سارة ..
اكتشفت أنها شخصية رائعة ..
كانت تحادثني وتوجهني ببساطة .. تبتسم حين تراني من بعيد ..
تسأل عن حالي .. وتعرف اهتماماتي فتسألني دائما عنها ..
كنتُ أشعر دائما أنها تقدرني .. وتحترمني ..
فأصبحت تلقائيا أقدرها وأقدر أي عمل تفعله ..
يعجبني حقيقة فيها أنها تقول ما تقتنع به دون أن تتردد بل بقوة و هي تبحث دائما عن الأمر السليم والصائب ..
كم كانت تنتقد السلوك الخاطئ في مدرستي..
ولكن لم تكن كغيرها ممن يقلن فقط : " وش هالمدرسة ؟ ,, لازم ننقل .. وش هالبنات " دون عمل ..
بل كانت تنظر أننا نحن علينا أن نبذل ونعمل وإن وجدنا مالا يعجبنا ..
أقرأ ذلك في تصرفاتها ونقاشي معها ..
كم تحتاج ثانوياتنا أمثال سارة !!
/
//
///
//
/
مضت الأيام ..
وتخرجت سارة ..
بتُ افتقد صورة الفتاة التي تضيء ثانويتي في أيام الاختبارات ..
صحيح أن من مرَّ بعد عملها لن يفرق سواء أأحدٌ حمل الكتب أم لم يحملها ..
فمنظر الساحة لازال هو هو لم يتغير ..
ولكنها في نظري كانت تعمل عملا عظيما ..
لم أكن أملك جرأة سارة وشجاعتها ..
بحثتُ عن أحد يشجعني بعد فلم أجد ..
وباتت تلك أمنيتي أن أكون .. كما هي سارة ..
وقفتُ ..
وفي كل امتحانات أحترق أكثر من سابقتها ..
ولا أعمل!! ..
فقط ..
أقف .. وأحترق !!!
//
/
يبع }~
.
..
وبعد " بوارق الأمل " ..
بتُ أجد أن لصوتي صدى وأثر ..
ووجدتُ حماسا لدى صاحباتي ..
قالت لي شادن ذات مرة :
الحين الاختبارات جاية واحنا نبي نحط بصمة في أيام الاختبارات .. لازم نقوي نفسنا بأي شيء .. نبي نكسب أجر .. ونبي نغير مدرستنا والأشياء الغلط اللي فيها ..
مباشرة تذكرت " سارة " .. أخبرتُ صاحباتي عن فكرة حمل الكتب .. فأعجبن بها ..
وهكذا أصبحنا عشر طالبات نحمل الكتب بعد الامتحانات ..
فهل كانت سارة تدري أنها قدوة !!
وهل كانت تدري أن عملها الذي كانت تقوم بها لوحدها ..
أصبحن يشاركنها به اليوم ( بعد تخرجها ) عشرة !!
كثيرا ما كنّا نُسأل :
" ليش تسوون كذا ؟ "
الإدارة قايلة لكم ؟.
أي جماعة وأي نشاط أنتوا؟ .
فكنت مع صاحباتي نجيب بسعادة ..
لا أحد .. نحن من أنفسنا نفعل ..!!
أكانت تدري سارة أن عملا قد عملته بالأمس ..
لم ينتبه له أحد ولم يشيد به ..
قد أصبح كل من مر بالساحة اليوم يسأل عنه .. أكانت تدري ؟! ..
" ازرع الخير في أي أرض دون انتظار الثمر " ..
وتطور الأمر فلم يقتصر على الكتب .. بل أصبحنا ننظف الساحة كلها ..
وحتى علب الماء المتبقي منها ..
أصبحنا نسقي الزرع في فناء مدرستنا الخارجي ..
أكانت تدري سارة .
. أن عملا واحدا كانت فعلنه سيكون انطلاقه لأعمال كثيرة منها إسقاء نبات و ما من مسلم يسقي زرعا فيأكل منه حيوان أو إنسان إلا كان له به صدقة .
أكانت تدري ؟
//
//
//
مرة بعد أحد الامتحانات ..
ونحن نحمل الكتب المرمية التي قلت بكثير
فطالبات مدرستنا وحتى الإدارة بعدما رأين جهد الفتيات بدأن يتخذن اجراءات أكثر شدة
وحتى البنات بدأن يخجلن من أنفسهن أكثر من السابق ..
ولكن لازالت هناك كتب مرمية ..
في ذاك اليوم ..
دخلت إحدى منسوبات الندوة العالمية للشباب الإسلامي .. ورأتنا ..
فرحت جدا بنا .. ونادت المرشدة الطلابية لتأخذ أسماءنا وكوفئن البنات ..
بحضور دورة في بناء الذات .. ثلاث عشرة طالبة !! .. يستفدن من حضور دورة ..
بسبب اقتدائهن بفتاة واحدة تخرجت .. ولم تكن تدري أن لعملها أثر !!
حتى العاملات كبيرات السن في مدرستي ..
في كل مرة يريننا فيها ..
يبتسمن ابتسامة ويلهجن بالدعاء لنا " الله يوفقكن " ..
أكانت تدري سارة ..
حينما عملت ذاك العمل ب سرور تدخله على قلب مسلم ؟!
::
::
يتبع }~
كنتُ قبل أسبوع أفكر في نشر هذه الفكرة على صفحات نسائم الفرقان ..
كنت فقط " أفكر "..
وكما هي العادة .. مليون ألف حاجز .. " الحين عندي بحوث .. الموضوع يبيله كتابه .. اساسا وش بيفيد ..... الخ " ...
لذا ألغيت الفكرة تماما من مخيلتي .. تحت مبرر " بعدين ">> سوف أفعل !!
فتحت ايميلي .. إحدى البنات طلبت مني أن أرسل رسالة لها .. فقمت وأرسلت ..
عدد الرسائل في البريد الوارد 341 غير مقروءه زادت واحدة عن قبل قليل لم أهتم كثيرا ..
فرسائل البريد لا تعني لي شيئا كثيرا فنادرا ما أجد شيئا بها ذا قيمة ..
ولكني فتحت ( inbox )
عنوان آخر رسالة كثيرا ما يمر بي ..
" اللهم اغفر ل"........" واسكنها الفردوس الأعلى ..
لم أنتبه في المرة الأولى للاسم .. فقد تعودتُ ان تُصنف هذه الأسماء في قائمة " النكرة " عندي .. تحت هذه الأخبار ..
.. ولكن فجأة ..
لا .. مستحيل .. كأني أعرف الاسم .. الا هو اسمها " سارة أحمد ...... " .. لا .. لا ..
مستحيل .. توها صغيرة ..
تذكرت مباشرة مقولة الشيخ خالد الراشد في أحد أشرطته عن الموت ..
وكنت قد حفظتها من كثرة ما يشغل أخي تلك المحاضرة
" ليس له زمان معين .. ولا مكان معين .. ولا عمر معين .. إنما يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون " ..
حاولت أن أُكَذِبَ نفسي ..
قلت لعلي أبحث عن اسمها مع عائلتها في قوقل مع اسم مدرستي ..
لعل اسم الوالد يختلف ..
ولكن حتى قوقل آخر أمل .. خيب أملي ..
فقد كان الاسم الثلاثي ذاته .. مع اسم مدرستي ..!!
سألت جنى .. هي الوحيدة المتصلة على المسنجر من بنات مدرستي ..
فأخبرتني أنها هي من نعرف .. وأنها توفيت قبل ثلاثة أيام .. في السيارة هكذا فجأة !!
يا الله ..
كنتُ أفكر أن أُرسل لها رابط الموضوع لكي تقرأه .
. لكي تعرف عن أثر عملها في مدرستي ...
كنتُ أريد أن أُفرحها ... كنت وكنت .. ولكن .. " سوف "!!
//
//
///
سارة ..
فتاة في الثانوية ..
سلكت سلوكا حسنا .. فاقتدين بها الكثير ..
فيا بنات الثانوية .. ماذا عملتن في الثانوية ..
إلى متى سنستحقر جهودنا وأعمالنا .. يا بنات الثانوية ..
إلى متى سيكون همنا مجرد لبس وكشخه واهمال دروس وواجبات ..
إلى متى .. سنتحمل الكلمات السلبية " انتوا ما تفيدون " ..
إلى متى ؟!
رسالة من قلب محب لكن ..
ابدأن ..
"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت "
" فلا أحد أقل من أن يفيد ..
ولا أكبر من أن يستفيد ..
فانطلق ..
انطلق ..
فالأم
ة بحاجتك "
سارة التي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها ..
علمتني حين كانت في السابعة عشرة ..
أن أقول ما أقتنع أنه حقيقة .. وبقوة وشجاعة .. وأن لا أتمادى فيما لا أعلم ..
علمتني أن المبادرة مع الثبات شيء جميل ولو كنتَ وحدك ..
//
//
//
وقفت عند اسمها في هاتفي المحمول . لم استطع أن أمسحه ..
تذكرت .. قبل ثلاثة أشهر .. أو تزيد ..
نفس الشعور ..
حينما لم أستطع أن أمسح اسم عمي الذي توفي ..
رفعتُ نظري إلى السماء ..
وما يدريني أن أكون أنا من يُسمح غدا ..
فماذا عملت ؟!!
مخرج }~
وكن رجلا إذا ما أتوا بعده
يقولون مرَّ وهذا هو الأثر ..
  • رد مفرح ايضاً :

رحمها الله وجمعنا بها في جنّة الفردوس .. آمين

عند قراءتي لما كتبتِ .. جال في بالي ما حدث في السنه الماضيه - أيام قافلة الخير -
فقد كانت سارة معي في إدارة المعارض ، أذكر أنّ يوماً جائتني بمطويات فيها اسم الله ، تقول " شفتي يا أسووم ، الناس الله يهديهم قاطين أوراق فيها اسم الله في دورات المياه - الله يكرمكم - بآخذهم معي البيت أعطّرهم ..
بصراحه أثّرت فيني جدّاً ، جزا الله من ربّاها فأحسن تربيتها خيرَ الجزاء .
يارب ، أنتَ تعلم أن ساره فعلت ما فعلت تكريما وتعظيماً لإسمك ، فارفع شأنها عندك واجعلها في عليّين .. آمين
حبيبة القلب سارة ( رسالة من أختها بسمة الباحسين )‏
شهر رمضان من العام الثامن بعد الأربع مائة وألف ..
كانت تلك الصرخة إيذاناً لبداية حياة ..
حياة مولود أول لأب وأم .. كانت الفرحة لا تسعهما .. دوماً ما كانت تردد صاحبة تلك الصرخة : ( انولدت برمضان وخليت أمي تفطر طول الشهر ) ..
حملت أمي بعدها بعامين .. ابنةً أخرى .. كانتا ثُنائيْن لا ينقطعان عن بعضهما .. اللعب - الشغب - السفر ... كل شيء !
جمعتنا ذكريات الطفولة الجميلة .. والمبيت دوماً تحت سقف واحد ..
صباح الثلاثاء .. خرجت لفناء البيت والفرح يغمرني بعد أن علمت بنزول المطر تلك الليلة لأجد الأرض قد تواست بآثاره ..
رأيتك سارة .. أخبرتك بشأن الغياب : (سارة تعرفيني دام فكرة الغياب درستها من أمس خلاص شكلي بغيب!) تجيبين علي حينها بابتسامة ..
لم أكن أعلم ما يخبئه لي القدر في غيابي ذلك اليوم .. سارة .. أحقاً كان ذلك آخر حديث بيني وبينك ..
عادت سارة للنوم بعد أن صلت الفجر مبكراً كعادتها .. تركتها وأنا أراها نائمة والسكينة تتنزل عليها !
خرجْتُ من البيت الساعة التاسعة .. ذهبت مع أختي منيرة التي شاركتني الغياب .. لبيت قريبتنا لنستمتع بيومنا والأجواء التي صحبته ..
لتستيقظ سارة بعدها بساعة ..
تسجل دخولها (للماسنجر) تتحدث معها قريبتي .. - تعالي . - يلا هذاني بجي عندكم ..
خرجنا الساعة الحادية عشرة وتزيد من بيتها .. تعجبت من سارة أنها بقيت في السيارة لم تنزل منها !
ركبْت .. رأيت سارة وقد ألقت بوجهها ناحية الباب .. أمسكتها .. "لعلها إغماءة بسيطة وتستيقظ بعدها" .. هذا ما كنت أحدّث وأُمنّي نفسي به حين رأيتها ..
فجأة وبدون سابق إنذار.. سارة تسقط من مكانها علينا جميعاً .. لا زلت أتذكر هيئتها وهي ملقاة بيننا في السيارة ..
ذهبنا متوجهين لأخذ أمي من المدرسة .. أثناء الطريق .. فتشت عن وجهها لتتنفس .. كانت تقول لي منيرة (الحين صلاة وما معنا مويه بسرعة عطيها عطر) قالت ذلك لتعجبنا من طول إغماءتها ...
كانت تلك اللحظات خانقة خانقة لأبعد حد يا سارة .. أهكذا يرحل الأحبة !
بعد أن وصلنا لمدرسة أمي .. لم تكن تعلم بشيء من ذلك .. كانت غاضبة على تأخيرنا عليها .. وعزمت المشي إلى البيت .. أخذت أطرق النافذة عليها (أمي ما فيه وقت سارة تعبانة) ..
بدأت تصدق أمي بعد أن ركبت السيارة أن سارة بها شيء ما .. كنا جميعاً خائفين بشدة ..

لم يخطر على بالي أن الفقد قد آن أوانه !

وصولنا للبيت , صراخنا , صراخ أمي بصوت عالي : شوفي سارة فيها نبض .. رش الماء - شم العطر - التنفس الصناعي - إبصاري إياكِ وقلبك .. وقد تسلل إليّ وقتها إمكانية (الموت) ! .. كل شيء أتذكره وكأني أراه الآن ..
نظرت لقلبك طويلاً .. أتحسسه بيدي وعيوني شاخصة .. أحقاً لم يعد هناك نبض .. أحاول وقتها تكذيب نفسي ..
  • أحس سارة ما فيها نبض عجّل للمستشفى بسرعة الله يخليك بسرعة .. أنهي تلك العبارة لأكمل التنفس لها بخوف ..

ذهبنا بك سريعاً لطوارئ المشفى .. سترك ربي يا سارة كما كنت تحرصين أشد الحرص على ستر جسدك ..
يحاول الأطباء نساءً ورجالاً انتشالك .. أخذوك من عيني سريعاً وكأني أراهم الآن وهم يحاولون إنعاشك .. أرتجيهم .. (تكفون حاولوا سووا لها أي شي) ..
يارب يارب يارب طول بعمر سارة وقومها بالسلامة وطمّن قلوبنا .. هذا ما كنت أدعو به ..
دقائق وتصل أمي المكلومة تبكي ..
  • بسمة .. بشريني فيها نبض ..
  • إيه يا أمي .. " أريد تهدئتها وإعطاءها الأمل ..."

خرجت من المشفى .. أسمع الآيات في السيارة تتلى على مسامعي .. ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ..
والله لم تكن محض صدفة .. سبحانه حين أراد برحمته ولطفه أن يُسمعنا إياها ..
هاتفتني الطبيبة .. سألتني : عندها مشاكل قلبية ؟.. ما أصعب السؤال .. ماذا كان قصدها .. أهو تمهيد لي لأن أستقبل الفاجعة ! أجبتها بالنفي ..
عدت للمشفى .. وأنا أجري مسرعة .. تأتيني الطبيبة بعدها .. لتسمعني عبارة كانت أثقل علي من جبال الدنيا كلها ..
  • (عظم الله .. أجرك) ..

رجاء يخالطه البكاء : لا لا تقولين .. بكيت بعدها بكاء مُراً يا سارة .. !
ركضنا لك مسرعين ..
أمي بدموع حارة : سارة بنتي أفديك .. سارة سامحيني ..
علمت بعدها أن فكرنا قاصر في فهم الآية على الشفاء والحياة .. لكن لعل كشف السوء يكمن في اختيار الله لكِ إلى جواره ..
خرجنا من المستشفى وأنا أقول .. ( وش الدنيا بلا سارة .. وش الحياة بعدك ) !
وصلنا للبيت .. أخذنا في البكاء .. دخل علينا الأقارب هلعين ..
كان يوماً صعباً يا سارتي .. أخذوا ينصحوني بقراءة كتاب الله .. فتحته .. سقطت عيني مباشرة على آية بعثت السلوى إلي .. (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله .. ومن يؤمن بالله يهد قلبه .. والله بكل شيء عليم)
سبحانك يارب .. ما قبضتها إلا لحكمة .. وما قبضتها إلا بإذنك في يومها .. آمنا بالله .. آمنا بالله ..
(بسمة .. خوالك يبونك) .. دخلت المجلس .. أقبلوا علي يعزونني .. بكيت بشدة حين رأيتهم .. آآآه يا سارة .. رحيلك صعب ..
متعبة أنا يا سارة .. كنتِ العون لي في الشدائد .. في مصاب أمي .. في السعي في حاجات الناس جميعاً ..
أراكِ في كل الأشياء ..
أذكرك في كل شيء .. والله يا سارة في كل شيء ..
كنت دوماً ما أهاتفك في الكلية .. (سارة اليوم بطلع 12) .. (زين) أعلم أن ذاك لا يهمك .. لكنك كنتِ أقرب شخص لي ..
لا أفكر أن أهاتف أحداً سواك .. أبث لكِ كل شيء .. أستشيرك في كل شيء ..
لا زلت أذكر تخرجك من مقاعد الدراسة .. والحفلة التي أعددناها في ذات المكان .. مكان العزاء ...! أذكر مكانك جيداً ..
سارة .. أتعلمين .. في أول ليلة في فقدك مر بي شريط الذكريات سريعاً سريعاً ... بت أتذكر كل لحظاتنا معاً .. من بيتنا القديم الذي ضم كل بقايا الطفولة .. حتى سفرنا لأبها يوم أن كنا صغاراً تذكرته يا سارة !
أتذكرين حين شاهدنا أحداثه سوية قبل عدة أسابيع من شريط الفيديو .. كنا نضحك على براءتنا الشديدة ..
تفطر قلبي على فراقك .. لم أعد أستوعب ما حصل ..!
مرت بي اللحظات الثقيلة حين فقدتك بغمضة العين ..!
(سارة .. اشتقت لسوالفك .. اشتقت لضحكتك .. والله اشتقت لطلتك علينا ...)
أقبل مساء ذلك اليوم .. قلت لأمي في تعب .. (أمي .. أحسه كان يوم صعب , أحداثه كثيرة)
كنت مشتااقة لك يا سارة .. أنتظر الصباح .. لم أعتد على غيابك يوماً .. نهضت مسرعة لأمي .. والدمع يخالط الجفون .. يلا نروح لسارة ..
ذهبنا لك وأنا غير مصدقة .. أحقاً سنذهب لمن كانت بالأمس في هذا الحين من عداد الأحياء !
ياه .. كان وجهك يغشاه النور ..
سارة .. قبلت جبينك بعد أن التفّ الكفن حولك .. همست إليك والدموع تسيل على وجنتي .. ( سارة .. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ! .. سارة .. الملتقى الجنة .. الوعد الجنة )
بدأت مراسم العزاء .. وفود الناس يا سارة كان كثيفاً .. كنت أستبشر خيراً وأفرح إذا ما رأيت ذلك .. وحين ينتهي اليوم يضيق بي الصدر .. لا أحب الجلوس بمفردي .. الفراغ يا سارة كان كبيراً ..
كنت أقول لهم .. ودي أبشر سارة بالناس اللي جو .. ودي أزورها .. ودي أروح عند قبرها وأقول لها كل شي ..
حين قلت ذلك لأستاذتك الحبيبة ردت علي بقولها .. بسمة ادعي .. ادعي الله سبحانه أن يبلغها ثقةً به ..
أسرح في التفكير بك ..
لا زلت أتذكر صورة وجهك الباسم ..
يوم الجمعة .. تذكرت سؤالك لي دوماً .. بسمة قريتي الكهف .. كنتِ لا تدعينها في الحل والترحال .. حتى طريق السفر كان شاهداً ..
كنت أنسى .. وتذكّريني ونقرأها سوياً .. سارة وين وصلنا أي آية ؟ حتى إذا بلغ مغرب الشمس والا مطلع الشمس ؟ لا مغرب الشمس أول ...
أتعلمين سارة .. كنت لا أكمل العشر دقائق حتى أنهيها ..
هذه الجمعة .. وكأني لأول مرة أقرأها ... تقع عيني على الآي بدهشة وتأمل "ولن تجد من دونه ملتحداً" يا الله يارب .. أردت بشدة معرفة معناها .. ولن تجد من دونه ملجأً تلجأ إليه .. سبحانه لا إله إلا هو !
وتقع ثانية على قوله ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا )
أبصر حينها المطر وهو يهطل على الأرض .. فأرى تمثّل هذا المثل حقيقة في الواقع ..
سارة .. من صبيحة الثلاثاء حتى آخر يوم في العزاء .. وأمطار الرحمة تقبل بخيرها .. هي السماء تبكي لفقدك ..
في كل يوم أنبش فيه الذكريات .. أتجرع غصات الحنين والشوق إليكِ ..
سارة .. ختم ربي أيامها بصالح الأعمال .. يوم السبت كانت تقف على رعاية أمي حين تعبت .. كانت (تدهن) رجل أمي .. رحمات الله عليكِ يا غالية ..
الأحد .. ذهبَت إلى دار التحفيظ .. قالت لي قبل ذهابها : بسمة تروحين اليوم .. أجبتها بتقاعس : امم لا مب يومي "بالحفظ الخاص" .. كانت تريد أن أذهب لأقطع غيابي المتكرر ليومي المخصص (السبت) ..
أما سارة فكانت منتظمة بالدار .. همة مشتعلة وقادة ..
لم تكن تعلم أن خروجها ذلك اليوم من باب الدار لن يتكرر ..
الإثنين .. افتتحت يومها بصومه .. دوماً ما تسألني .. بسمة تصومين اليوم ؟
بسمة صليتي ؟ صليتي الوتر ؟ بسمة قلتي الأذكار ...
ياه .. ما أثقل الأيام دونك .. كنتِ دوماً ما تعينني على الخير .. وتحثيني عليه .. هذا دأبك ..
( إيه يا سارة وش أقول وش أخلي ! )
بسمة فيه سوق خيري .. فيه محاضرة .. بيجي برنامج اليوم .. أبي أشترك بالقافلة , أبي أشتغل أبي أسوي .. التوعية يبون ..

أي عمل اشتمل خيراً سارة كانت سباقة إليه ..

كتاب الله تعالى كان رفيقك الذي أراه في يديك .. وأسمعه في تلاوتك ..

الصلاة .. عن ماذا أحدثكم .. أعَن خشوعها وطمأنينتها .. أم عن أدائها في وقتها .. في وقتها (والله) لا تؤخرها أبداً أبدا .. حتى في السفر .. كنا نحن في حيرة أنصلي جمع تقديم أم تأخير .. سارة بدون تفكير .. كانت تنزل المسجد لتصلي .. تؤثر التقديم دوماً ..
قبل أيام وجيزة من وفاتها .. لا أذكر .. لعله يوم الإثنين .. تستمع لنشيد قد أشغلته منيرة : ريحيني يا صلاتي ريحيني ... فتسألني : بسمة وش اسم الأنشودة ؟ ..
تواضعها الجم .. بخور مصلى الآداب - بخور البيت .. طيبك الله برائحة الجنان ..
مساعدتها للكل دوماً .. ومعاونتها لي في الأعمال .. (سارة تسوين لي العمل) فتجيب (أسوي لك إياه بس تدعين لي) تنهيه .. فآتيها بفرح أريد تقبيل رأسها .. فتبعده عني بضحك ..
كانت يدي اليمنى سارة .. تذهب معي قبل إغلاق المكتبات ليلاً لنسرع في شراء ما يتطلبه العمل ..
صدقاتها .. ما إن ترى ضعيفاً محتاجاً حتى يرق قلبها له وتعطيه .. (أمي فيه أُسر فقيرة نبي نروح لهم) .. كانت تمسح على رأس اليتامى .. حتى رحمتها وشفقتها تعدت البشر لتصل للحيوانات .. كانت دوماً ما تضع للقطة الحليب .. في كل خميس بعد الغداء تجمع ما تبقى من عظام .. لتذهب بها إلى البيت .. وتضعها لها .. ما أرحم قلبك يا سارة ..
أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر .. قبل أسبوعين .. ذهبنا إلى المكتبة لشراء تحضير لها أيام التطبيق .. تجولنا في المكتبة .. رأينا بعضاً من البروشات .. كانت تقول (الله .. حلوة) .. فتقسط عينها على إحدى البروشات الخادشة للحياء .. فتذهب مباشرة إلى المحاسب لتخبره بذلك ..
إحدى المواقف معها .. مررتُ في الباص بعد عودتي من الكلية على جامع فيصل بن تركي .. شاهدتُ نساءً في الشارع قد اقتربوا من المغسلة .. عدت للبيت .. أخبرت سارة بذلك .. أصرّت علي أن نذهب .. قالت لي (أكيد فيه أحد ميت .. يلا نروح نصلي) ...
تذكرت صلاتها على معلمتنا صافية .. بعد أن قرأتُ عليها الرسالة .. ( انتقلت إلى رحمة الله أستاذة صافية ) بكينا ونحن مذهولين ..
أصرّت أيضاً أن نذهب للصلاة ..
قبل أسبوع من وفاتها .. تذكرَت سارة أستاذة صافية .. كانت تقول لي (بسمة كل ما مريت من هنا "بيتهم سابقاً" ذكرت أبلة صافية) سارة هل كنتِ تعلمين بلحاقك بها !

كل ناعٍ سوف يُنعى .. ليس غير الله يبقى ..

في كل مرة نرى فيها ثلاجة الموتى وبجانبها سيارة .. تقول سارة : سبحان الله أكيد فيه أحد متوفي ..
قبل وفاتها بيوم .. هاتفَت صديقتها المتعبة .. فرحَت لتحسن حالها من سماع صوتها .. فتشجعَت لجلب الدواء لها بعد نفاذه منها .. أخذت هاتفها الجوال واتصلت على المندوب .. يوم الثلاثاء .. يوم وفاة الحبيبة .. أتى الرجل بصحبته الدواء .. أخبره خالي بخبرها .. تأثر كثيراً وقال .. هذي البنت تبشر بالخير ..
ربي لك الحمد ربي لك الحمد .. لا بواكي عليكِ يا سارة .. بل نحن من نبكي على حالنا ..
كانت تذكر الموت دائماً .. لا تنساه .. أحسبها أنها قد أعدت العدة للقاء الله .. فاشتاق الله للقائها ..
آهٍ يا سارة .. أطلق الزفرات تترى .. مع كل حرف وكلمة أشتاقك .. أشعر أني فقدت جزءاً كبيراً من


التعليقات (6)
meriam tn
meriam tn
يا بنات 135 مشاهده دون تعليق واحد
انا نشرت القصه كما قرأتها املا ان يفكر كل منا بما يستطيع فعله ليترك بصمة في الحياة
و طلبا لدعوه صادقه لهذه الفتاة
اتمنى ان ارى بضع ردود و شكرا للجميع

اتعبني رقة احساسي
اتعبني رقة احساسي
الله يرحمها يارب ويسكنها فسيح جناته ,,, يسلمو يا قمر

‏!‏][M][روحي M تحبك][M][!
‏!‏][M][روحي M تحبك][M][!
رحمها الله رحمة واسعه من فضله واسكنها فسيح جناته
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم احسن خاتمتنا واجعلها خاتمه حسنه

atheer ღ Algulwob
atheer ღ Algulwob
وعليكم السلام
الله يرحمها ويغمد روحها الجنة ويجمعنا فيها في الجنة يارب
الله يصبر قلبوكم يارب

meriam tn
meriam tn
يسلموا بنات ع الردود
اللهم احسن خاتمتنا اجمعين امين

umm_ubay
umm_ubay
اللهم ارحم سارة واجمعنا بها فى الفردوس الاعلى،ورحم موتى المسلمين يارب العالمين ..

كيف يصنع الغباء
من غيرتها شوفو ايش سوت في الولد