موجة72
27-04-2022 - 02:58 am
مراحب...
هذي قصة حقيقية وطبعا قريتها بمنتدى ...لكن حبيت انقلها لكم ..وتعيشون نفس الي عشته وانا اقراها ...
بس قبل لاتقرون ... اول شي اجب على الاسئلة التالية...ولاتستعجل ...امر الله بهون ... ورجاء كن صبورا واجب ...ثم اقرا القصة...
1/ هل تعتقد ان الاسماء لها تاثير على اصحابها...؟
2/ عندما مررت باصعب موقف بحياتك ... ماهي الكلمات التي ذكرتها...؟؟
3/ عند تواجدك بموقف صعب (( اتمنى ان يكون هذا قد حدث معك فعلا...)) كيف او ما هي الطريقة التي فكرت بها لتنجو...؟؟
4/ ماذا عملت في دنياك ليكون لك عون في اصعب لحظات حياتك؟؟؟؟
5/ هل اصبت يوما بالاحباط الشديد ..؟؟؟ ولم تجد منجى او طريق للخلاص..؟؟
6/ كل منا يخطأ ولكن ما كبر خطا اخطأته بحق نفسك ...؟؟؟
في الاخير... كلمة اوجهها للجميع ... هذي الاسئلة تمهيد للقصة ..ومش مطلوب منك تكتب اي اجابة انما هي لك انت احتفظ بالاجابات لنفسك....
واعرف نفسك او عرفها كيف تعيش من جديد باسلوب جديد ...
واتمنى ان يكون لهذا الموضوع تاثير عليك ...
وفي الختام ...رجاء بان لا تنسوني بالدعاء الطيب .لي .. (( يعني دعاء مفتوح ... وخاصة بالهداية والثبات على الدين ...)) من قلبكم الطيب...
تحياتي صدى الامواج ...
اتركم مع القصة ...
يقول صاحب القصة ..
اسمي حسام عبدالسلام جمعة وأبلغ من العمر 47 عاماً، ولم أكن أدرك أو أؤمن من قبل أن بعض الحوادث العظيمة التي تُكتب لأشخاص في حياتهم لها نصيب من أسمائهم، وأن الله قدّر لهم تلك الأسماء عندما كتب الأرزاق والآجال لتبقى أسماؤهم دلالة على سَبْقِ علم الخالق وعظيم لُطفه وجلال طُرق تربيته لخلقه. ولم أكن أحلم قط أن يصل فكري وخيالي فضلاً على أن أعيش يوم جمعة حاسم كهذا الذي سأرويه لكم في قصتي هذه، يوم فاصل كالسيف - وهو معنى حُسامُ فصل بين الحياة والموت بل قُل بين حياةٍ وحياة، يوم هو أقرب للخيال منه للواقع، وماكنت لأصدق ما سأرويه لو أنني سمعته من غيري نظراً لخلفيتي العلمية وتشكيكي في كل مالايستند إلى الأدلة العلمية الموثقة، وما أدري لعل الله اختارني من أجل هذا، لأحيا مع اسمه السلام وليريني بأم عيني كيف يضع اسمه سبحانه على المخاطر فتنقلب أمناً وعلى الوحوش فتصير وديعة مستأنسة، ولأعايش من الآيات والعبر
ما يعيى اللسان عن وصفه، ويعجز القلم عن تجسيده.
يوم جمعة كامل في البحر المفتوح: أربع وعشرون ساعة سبقتها ثمان ساعات وتلتها ثمان أخرى فكانت بمثابة غلاف كتاب "جمعتي الحاسمة" تلك، وليكون مجموع ما قضيت تائهاً في البحر المفتوح أربعين ساعة.
دعوني أعود بكم إلى الوراء، إلى الأسبوع الذي سبق الحادثة، حين كثر حديثي عن الموت على غير عادتي، وكررت سؤالي لأهلي ما حالكم ياترى إذا مت وتركتكم؟ وكثر دعائي لبناتي الثلاث كأنه دعاء مودع، وقد لاحظ زملائي في العمل قلة كلامي وكثرة صمتي وتأملي وسكوتي وانصرافي عنهم إلى عالم آخر سَكَنتُ إليه بعد زيارتي لمريض قبل أربعة أسابيع من الحادثة، مريض لم أكن أعرفه من قبل وإنما اصطحبني لزيارته صديق عزيز، مريض ملقى على ظهره منذ 14 عاماً لا يستطيع الحراك، ومع ذلك فإنني لم أر في حياتي رجلاً أكثر منه حيوية وإقبالاً على الدنيا ورضاً بحاله تلك على أنها بابه إلى مرضاة ربه وطريقه لإدراك أعلى مراتب الجنة، يُحدِّث زائريه فتخرج كل كلمة من فمه روحاً تعمل في نفوسهم عملها بأكثر مما يظن قائلها أنها تحدث في آذان سامعيه، وكان عجزه عن الحركة هذه المدة كلها مع تسليمه ورضاه ما يجعل في كلماته تلك الحركة العجيبة في قلوب من يراه؛ كلمات بسيطة تخرج من فمه بلا تَكَلُّف أو تَصَنُّع إلاَّ أنها صُبغت بروح السماء فكان بينها وبين القلوب نسباً روحياً علوياً.
:: وقفة تأمل ::
خرجت من بيت ذلك الرجل إنساناً آخر فكلماته عملت في نفسي عملها وكان حديثي طوال شهري ذاك الذي سبق محنتي في البحر عن هذا الرجل وعن آية مرضه.
ومما أذكر من قوله: "كم من الإشارات الحمراء قطعنا مع الله ولو شاء لأصابنا بمخالفاتنا حوادث وآلاماً ومحناً ونستحق والله هذا العقاب، ولكنه غفور رحيم حليم تواب".
كان شهري ذاك هو شهر إعادة حساباتي واسترجاع لشريط أحداث حياتي. أما صديقي الذي سأبقى مديناً له لأنه عَرَّفَني على هذا الرجل، فقد اكتشف أنه مصاب بسرطان القولون وتم استئصال السرطان وجزء من الأمعاء وبقي تحت العلاج الكيميائي، فكان بمثابة آية ثانية لي ورأيت فيهما رسالتين كأني أنا المعني بهما، فبدأت أنظر للحياة نظرة أخرى، فمثلاً بعد أن كنت أتكاسل عن رؤية وَالِدَيَّ أصبحت أحرص على أن أراهما يومياً ولو لبضع دقائق.
وجاء يوم الخميس الموافق الثامن عشر من شهر مايو لعام 2006م، وقد اعتدت مع صديقين لي أن نَذهب للغوص والصيد مرتين في الشهر، وفي هذا اليوم أنهيت عملي متأخراً وخشيت أن أؤخر صديقيّ ولكنهما انتظراني، أما الصديق الأول "طلعت مدني" فقد اعتدت الذهاب معه منذ عام 1994م، أما صديقي الآخر فاسمه "Manning" فلبيني الجنسية، وقد أسلم قبل عام وسمى نفسه ب"يوسف". وخرجنا للبحر كعادتنا، وسجلنا في مكتب حرس الحدود بأبحر وقت عودتنا كما توقعناه آنذاك الساعة السابعة من مساء نفس اليوم، واتجهنا بالقارب لمنطقة تسمى "الوسطاني" وهي حوالي 20 كيلو متراً غرب جدة ووصلنا في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف النهار وأنزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت بسبب الأمواج إلاَّ بعد عدة محاولات فوضعنا مرساة أخرى إضافية زيادة في الحِرص، حيث كان لي قبل عدة سنوات تجربة قسية انفصل فيهاالقارب عن المرساة ولكنني استطعت بفضل الله أن أصل إليه بعد(5) ساعات من السباحة المتواصلة.
تأكدنا من تثبيت المرساتين ونزل ثلاثتنا للغوص وكان هذا الخطأ الأول إذ إننا لم نترك واحداً منا على ظهر القارب فقد غلبتنا رغبتنا في أن نكون سوياً تحت البحر وألهتنا الثقة الزائدة بالنفس عن أخذ الحيطة نظراً لخبرتنا الطويلة بالغوص، وكان الموج قوياً ذاك اليوم وكان الصيد وفيراً، وبعد 40 دقيقة صعدنا إلى ظهر القارب للراحة، وقُلت لصاحبي طلعت - وقد أرهقتنا مشقة الغوص وجهد الترتيبات التي تسبقه مما يجعل الجهد مضاعفاً-: "يظهر أننا نحتاج إلى رياضة أخرى فقد كبرنا في السن على هذه الرياضة المرهقة" فأجاب طلعت مطمئناً إنه لازال أمامنا عشر سنوات أخرى في هذه الرياضة فإنني أعرف من ناهز الستين من العمر ومازال يمارس الغوص، تأكدنا مرة أخرى من ثبات المرساتين ثم نزلنا للغطسة الثانية الساعة الثالثة والنصف ظهراً وكعادتنا طلبنا من أحدنا أن يغوص قريباً من المرساة،وبعد 30 دقيقة وجدت أن المرساة مقطوعة فذهب "طلعت" للتأكد من المرساة الأخرى فلم يجدها، ولم أستطع الصعود لأنني أحتاج إلى دقيقتين لتحقيق تعادل الضغط، وعند صعودي رأيت في وجه "طلعت" الذعر وهو يصرخ القارب "الذي صار على بعد 300 متر تقريبا" وقاربنا "Boston Whealer"طوله حوالي23 قدماً- فتبادر إلى ذهني تجربتي التي حدثت قبل (5) سنوات وكيف أنني استطعت الوصول للقارب بعد(5) ساعات من السباحة المتواصلة، وهنا كان خطأي الثاني وخدعتني مرة أخري ثقتي الزائدة بالنفس، ولو أنني استقبلت من أمري ما استدبرت لأدركت في تلك اللحظة أن الأمر اليوم مختلف تماماً، فقد كان الجو آنذاك أفضل والأمواج أهدأ، بل والذي ساهم في لحاقي بالقارب آنذاك أن المرساة المتدلية من القارب اصطدمت بصخور فأبطأت حركته، أما هذه المرة فليس ثمة صخور ولا شُعب مرجانية بل بحر مفتوح وأمواج قوية، وبدون تفكير وحرصاً مني على أن أكسب كل دقيقة ألقيت بسترة الغوص (الطفوية) واسطوانة الهواء والبندقية وانطلقت في اتجاه القارب بأسرع قوة، وفي هذه الأثناء مَرَّ قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي ولكنهم لم يروني أو يسمعوني فأكملت السباحة وكان الوقت الرابعة عصراً، ولكني سرعان ما أدركت أن الموج مختلف هذه المرة، وبعد سباحة ساعة وجدت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لا تتغير وبعد ساعتين في تمام الساعة "السادسة مساءً" أدركت أن المهمة لن تكون سهلة، فقد تغير مسار القارب عدة مرات وبدأت المسافة بيني وبين القارب تزداد.
!! لم أفقد الثقة !!
ولم يكن هناك أي شُعب مرجانية أو قطع صخرية فهذه منطقة تخلو من كل ذلك وأقرب منطقة بها شعب مرجانية تسمى "أبو طير" ولكن الموج لن يساعدني للذهاب إليها كما أن هدفي الأول هو اللحاق بالقارب، وبالرغم من أن الشمس بدأت في الغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة أمدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب، وجنَّ الليل وابتلع الظلام كل أثر للقارب، وهنا توقفت أَنْظر وأسترجع وألوم نفسي.. ثلاثة أرواح تذهب بسبب خطأ تافه كهذا؟!.. كيف يكون ذلك؟!.. ما أسخف أن يفقد الإنسان حياته بهذه الطريقة.. وأخذت أنظر إلى جدة من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلألئة مضيئة، وكانت معالمها الواضحة ونافورتها أمامي تبعث في نفسي شيئاً من الطمأنينة.